المشيئة الواحدة والفعل الواحد

09 سبتمبر 2020
Large image

هل السيد المسيح له مشيئتان وفعلان ، أي مشيئة إلهية ومشيئة بشرية . وفعلان أي فعل باللاهوت ، وفعل بالناسوت . إننا الذين نستخدم تعبير طبيعة واحدة للكلمة المتجسد كما استخدمه من قبل القديس كيرلس الكبير نؤمن أن له مشيئة واحدة وفعل واحد وطبيعي أنه مادامت الطبيعة واحدة ، تكون المشيئة واحدة ، وبالتالي يكون الفعل واحداً إن ما يختاره اللاهوت ، لا شك أنه هو نفسه ما يختاره الناسوت ، لأنه لا يوجد تناقض مطلقاً بينهما فى المشيئة والعمل والسيد المسيح قد قال " طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله ( يو34:4) وهذا دليل على أن مشيئته هي مشيئة الآب . وقد قال عن نفسه في ذلك " لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمله . لأنه مهما عمل ذاك ، فهذا يعمله الابن كذلك " ( يو19:5) وهو لا يطلب لنفسه مشيئة خاصة غير مشيئة الآب ، لذلك يقول " لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" ( يو38:6) واضح أن الآب والابن في الثالوث القدوس لها مشيئة واحدة ، لأنه قال " أنا والآب واحد " ( يو30:10) ومادام هو واحداً معه في اللاهوت ، فبالضرورة يكون واحداً معه في المشيئة . والابن كان في تجسده على الأرض ينفذ مشيئة الآب السماوي ، إذن لابد كانت له ولناسوته مشيئة واحدة لأنه ما هي الخطيئة سوى أن تتعارض مشيئة الإنسان مع الله والسيد المسيح لم تكن فيه خطيئة البتة ، حاشا بل قال لليهود متحدياً " من منكم
يبكتني على خطية " ( يو46:8) وإذن كانت مشيئته هي مشيئة الآب إن البشر القديسين الكاملين في تصرفاتهم ، يصلون إلى اتفاق كامل بين مشيئتهم ومشيئة الله : بحيث تكون مشيئتهم هي مشيئة الله ، ومشيئة الله هي مشيئتهم وكما قال القديس بولس الرسول " وأما نحن فلنا فكر المسيح " ( 1كو16:2) .ولم يقل صارت أفكارنا متمشية مع فكر المسيح ، بل لنا فكر المسيح . وهنا الوحدانية. فإن كان قد قيل هذا مع الذين يعمل الرب معهم وفيهم ، فكم بالأكثر تكون الوحدة بين الكلمة وناسوته في المشيئة والفكر والعمل ، وهو الذي قد اتحد اللاهوت فيه بالناسوت اتحاداً أقنومياً جوهرياً ذاتياً ، بغير افتراق ، لم ينفصل عنه لحظة واحدة ولا طرفة عين إن لم تكن هناك وحدة بين لاهوت المسيح ناسوته في المشيئة ، فهل يكون هناك تعارض إذن أو صراع داخلي ، حاشا . وكيف إذن يكون المسيح قدوة لنا ومثالاً ، حتى كما سلك ذاك نحن أيضاً ( 1يو 6:2) البر الكامل الذي عاش فيه المسيح القدوس كان مشيئة ناسوته كما هو مشيئة لاهوته وكذلك كان خلاص البشر ، أي الرسالة التي جاء من أجلها المسيح وقال " ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك " (متى11:18) . وهذه نفس مشيئة الآب الذي " أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا " ( 1يو10:4) . إذن فالصلب اختاره اللاهوت والناسوت . ولو لم تكن مشيئة واحدة ، ما كان يقال أن المسيح مات بإرادته عنا ومادامت المشيئة واحدة ، لابد أن يكون الفعل واحداً وهنا لا نفرق بين الطبيعتين .
الاتفاقية المشتركة مع الكاثوليك
نؤمن أن ربنا ألهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، الكلمة ( اللوجوس) المتجسد ، هو كامل في ناسوته . وأنه جعل ناسوته واحداً مع لاهوته ، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير . وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وفى نفس الوقت نحرم تعاليم كل من نسطور و أوطاخى .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب طبيعه المسيح

عدد الزيارات 993

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل