الشماس نبيه نصر المؤرخ الكنسي

06 أكتوبر 2018
Large image

(من رواد مدارس احد اسكندرية)
التحق بالكلية الاكليريكية سنة ١٩٣٥م ، وعمل مدرساً بأكليريكية القاهرة فى ١٩٣٩م وتثقف بعلوم الفلسفة والادب والتاريخ والصحافة ، حتى اتي و ترقى بالاسكندرية عام ١٩٦٩م ليعمل رئيساً لقسم الاحصاء وموجه لمادة التربية الدينية المسيحية لمحافظة اسكندرية . ثم تفرغ للخدمة بها وللتعليم الكنسي والكتابة . مستلهماً روح معلمه ومعلم الاجيال القديس حبيب جرجس الذى اختاره بنفسه ليكون مدرساً لاكليريكية القاهرة ، وعمره لا يزال بعد ٢٢سنة .
تتلمذ على يد القمص سرجيوس الواعظ والخطيب الوطنى لثورة ١٩١٩م فتشرب منه الدفاعيات والفصاحة والمحاجاة وفنون الاقناع . ثم التحق بالاكليريكية فى عهد البابا كيرلس الخامس ، وهناك تعلم كنوز نفيسة من اساتذتها : القمص ابراهيم عطية والمتنيح القمص قسطنطين موسى والمتنيح انبا ديسقورس اسقف المنوفية ، والعلامة يسى عبد المسيح وتكلا رزق وسمعان سليدس وبقطر شحاته . فهؤلاء جميعاً صاروا له نماذج ينهل منها العلم وخبرة التقوي الروحية .
اختاره الارشيدياكون حبيب جرجس ليكون مدرساً فى الاكليريكية ، وذلك لتميزه بالاخلاق والسلوك المسيحى ودفاعه الغيور عن الايمان الارثوذكسى السليم ، ثم خدم فى فروع مدارس الاحد ، وكان يدافع بقوة عن العقيدة الارثوذكسية . فعندما اتى للعمل فى الاسكندرية اهتم جداً بتدريس العقيدة ؛ وتاريخ المجامع المسكونية ؛ والرد علي البدع والهرطقات . في عظات شفاهية تارة ؛ وعظات مكتوبة في مدونات تارة اخري .
وضع في عام ١٩٥٢ م كتابه الشهير "لوثر مبتدع البروتستانتيه" ، واجتهد كمعلمه حبيب جرجس من اجل عمل خدمة تعليمية غيوره وسط اجواء جهل وفساد وظلمة . سائراً على خطاه فى التدريس والتعليم بالمنبر والصحافة والكتابة والترجمة والدفاع ومناهج التربية الكنسية حسب شعار نشيد مدارس الاحد "نحن جند للمسيح فى مدارس الاحد" . بالتدريب : والارشاد :والتربية : والتفاعل الاجتماعي ؛ لاقتناء الفضيلة ؛ علي اعتبار ان التربية المسيحية السليمة تقود الي السماء ؛ حسب تعليم الاباء القديسين الملهمين من الله .
اشتهر الخادم نبيه نصر بتفوقه فى فقة اللغة العربية لذلك اسندوا اليه تدريسها لطلبة الاكليريكية . مواظباً على الاطلاع والمعرفة وتدوين السير وشرح العقيدة القويمة ..كذلك كان ايضا يجيد اللغتيين الانجليزية والفرنسية ، فقام بترجمة كتب القديسين على خطى معلمه حبيب جرجس والدكتور عزيز سوريال ورشدي السيسي . كذلك لم يتوقف علمه الغزير ومعرفته عند الكلمات ، لكنه كان مشهودا له بالقدوة ؛ وبالمواظبة علي وليمة القداس الالهي ونوال الزاد السماوي ؛ وكثيرا ماكان يردد ( القداديس الالهية تحل القيود الحديدية ).. وديعاً ومحباً لخدمة اخوة الرب ولافتقاد القرى المجاورة حيث كان يجول يصنع خيراً حتى يسلم الجيل لجيل المستقبل . بصلاة الاختلاء وصلاة الامتلاء وصلاة الانطلاق لكنيسة الابدية .
اهتم جداً بكتاب السنكسار الكنسى وبسير القديسين وبالتاريخ القبطى وبالدفاعيات ، لذلك وصفه المتنيح البابا شنودة الثالث قائلاً : """ عم نصر ارثوذكسى غيور جداً على الكنيسة الارثوذكسية ، وانا اتصور ان لحظة خروج روحه من الجسد استقبلته ارواح القديسين الذى عاشرهم واحبهم وكتب سيرهم "".
ترك الشماس نبيه نصر للكنيسة القبطية ذخيرة من التعليم ؛ فتنوعت كتاباته لتدور حول الشريعة والتاريخ والوعى بالمعوقات التي تشوه الارثوذكسية ، كذلك كتب حوالى ( ١٤ ) كتاب عن سير بطاركة الكنيسة الباباوات ال ٢٤-٢٢ - ٣٩ - ٤٠ - ٤٢ - ٤٨ - ٥٥ - ٦٦ - ٨٧ - ١٠٢ - ١٠٧ - ١٠٨ - ١٠٩ - ١١٢ .
كما كتب حوالى ٣٧ كتاب فى سير القديسين والقديسات .
خدم التربية الكنسية فى كنائس رمل الاسكندرية ( المرقسية الكبري - مارجرجس الشاطبي - مارجرجس سبورتنج - مارمينا فلمنج - مارجرجس باكوس - الانبا شنودة عزبة دنا ) ، وقدم تعليماً حياً فى الكلية الاكليريكية وفي التعليم الدينى بالمدارس الثانوية ، حتى تنيح بسلام فى ٢٠٠١/٦/٥ م بعد جهاد كان فيه تقواه هي المحبة ودنياه هى الاشواك والالام ، كخادم بلا كهنوت وبلا رتبة ؛ شاهداً للمسيح فى العالم ببره ، لان القداسة ليست حكراً على احد ولا علي وظيفة او رتبة ، لكنها دعوة لكل من يستجيب ويقبل ويعمل ويعلم ؛ ناظرا الي الجعالة العليا .
.. فيدعى عظيماً ...من اجل هذا اثمرت خدمة مدارس الاحد اغصانا كغصنه ؛ مثمرة بالسيرة والمعرفة الارثوذكسية الحية والمختبرة بمحبة وعشرة مسيح الكنيسة وابائها وتراثها وتقليدها بالعمل والقول ؛ التي كان الخادم نبيه نصر ايقونة لها في تضميد الجراح واعمال الخير والتوزيع ؛ وخدمة الكلمة المكتوبة والمسموعة ؛ حتي انه عندما كلت عينيه وشاخ بصره ؛ كان تلاميذه ومحبيه يذهبون ليرافقوه الي حقول خدمته ؛ حتي الفلس والنفس الاخير ...كذلك قدم بيته ايقونة زاهية للنجاح فعلم ابنائه بالجسد صراحة الايمان العامل بالمحبة ؛ وقد حصلوا جميعهم علي درجات الدكتوراه ( د. اثناسيوس ، د. جوارجيوس ؛ د. فيبي ؛ ود. ماري ) ؛ ليعطي مثل الوكيل الصالح والامين .. فلولا حبيب جرجس وتلاميذه الذين كان نبيه نصر من بينهم ؛ ولولا خدمة مدارس الاحد ما كان كل ذلك كذلك . واليوم وجب علينا ان نذكرهم بالوفاء فى العيد المئوى لمدارس الاحد ؛ مع كل روادها الذين اسسوا وحملوا المسؤلية وطوروا وابدعوا وكملوا العمل ايجابياً بالمدينة المحبة للمسيح الاسكندرية ، حسب طبيعة الفصول وتكميل العناصر لتنمو المحاصيل وينضج الكروم وتتجمل الاشجار بالثمار وتتغطى الغابات بالاوراق والمروج بالازهار ؛ في كرمة الرب المشتهاه التي غرستها يمينه .
القمص اثناسيوس فهمي جورج
كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج الأسكندرية

عدد الزيارات 1614

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل