المقالات

28 يونيو 2025

البناء الروحي للخدام والخادمات

يجب أن نعرف أن في مجال الخدمة يكون الخدام هم أول المخدومين وإن هؤلاء الخدام يحتاجون إلى الخدمة أكثر من إحتياج الخدمة لهم حتى لو قالوا إن حالتهم الروحية مهزوزة لا نفع لي في الخدمة فيجب أن نقول ( الخدام ) نحتاج نحن إلى الخدمة أكثر ما هيَّ تحتاج إليَّ لذلك لضمان الوجود الصحيح في الخدمة يشترط لها أن أكون خادم :- 1- خادم تائب :- أجمل تعبير للخادم إنه تائب يقود تائبين فالخادم يتوب كل يوم ويقود المخدومين التائبين فيقودهم لأنه هو تائب فيُغيِّر الخدام لأنه هو نفسه يتغيَّر فوجوده في الخدمة هو أكبر حافز من أجل توبته يقول القديس يوحنا ذهبي الفم { كلامي أكثر فائدة لي من الذين يسمعونني } مِثْل تحضير درس عن الأنبا بولا السائح فتكون فيه استفادة من سيرته وفرح خادم تائب هيَّ الخطوة الأولى في بناء الخادم الروحي الصحيح فيتوب التوبة تعني إنسان يغيَّر نفسه باستمرار إنسان يوبخ نفسه باستمرار يقف أمام خطاياه ويُلقيها على مراحم الله بطريقة مستمرة يقابل الخطية بكل حزم فيتجدد ويتقدس ويتغير فهو يعلم إنه ضعيف والخطية تُهين ربنا ولكن في نفس الوقت يقدم توبة أمام ربنا فلا يترك نفسه فمن الجائز أن يكون ضعيف ويقول أنا ضعيف وهو يعيش في وسط مُتعب ولكنه رافض ان يعيش تحت سلطانه فأقل شئ أن يقول كلمة " إرحمني " فيجعل روح حياة بداخله لأنه باستمرار يتوب فالتوبة تعطي للإنسان في داخله فِعل تجديد مواجهة مع نفسه مواجهة مع الله فيعرف معرفة حقيقية لرحمة ربنا فيعرف أن يقول " أنا خاطئ وربنا يرحم " باستمرار الخادم يسأل نفسه هل أنا أتوب أم لا ؟ هل أقدم توبة باستمرار أم لا ؟ فالخطية من طبعي ولكن هل أنا دائم التجديد بفعل التوبة ؟ القديس أغسطينوس كتب المزمور الخمسين على الحائط فهو كان تائب قديس كاتب أقوال مُفسر ولكن لذته في التوبة فكان يقول كل اللي حصدته هو ثمرة توبتي فأول شئ يجب أن نوصله ونعلمه للأولاد هيَّ التوبة إذا كان عدو الخير ينجح في أن نفعل الخطية فإن عمله الرئيسي هو ألا نتوب فهدفه الحقيقي ليس عمل الخطية إنما عدم التوبة أتعود على الخطية فتكون لها سلطان عليَّ أكبر وأكبر فلا أستطيع أن أنفلت منها فلذلك عليَّ أن أكون دائم التوبة باستمرار في الصلاة يجب أن نطلب باستمرار التوبة والرحمة قلباً نقياً إخلق فيَّ يا الله روحك القدوس لا تنزعه مني فأحياناً الإنسان يعيش في غفلة متصالحاً مع خطاياه مثل داود النبي عمل خطايا صعبة جداً زنا قتل فأرسل في طلب أوريا الحثي وطلب أن ينزل إلى بيته ليستريح من الحرب فرد أوريا كيف أستريح في بيتي وإخوتي بيحاربوا فأبى أن يدخل إلى بيته فعندما علم بذلك داود كتب رسالة أن يقف أوريا في الصفوف الأمامية لكي يُقتل في الحرب وهذا ما تم فعلاً مع كل ذلك كان داود مُتصالح مع خطيته ولا يشعر بشئ وكان الرب يعلم كل شئ فهو لم يشعر ولم يشعر أحد بشئ أو شك فيه أحد ولكن الذي يعرف الأعماق هو ربنا فأرسل له ناثان النبي قائلاً له قصة ليحكم فيها بالعدل قائلاً كان لرجل فقير غنمة واحدة كانت تعيش معه وكان يربيها ولآخر غني الكثير من الغنمات فعندما جاء أحد الضيوف للرجل الغني كان المفروض يأخذ من الغنمات التي له ولكنه أخذ غنمة هذا الرجل الفقير وذبحها وقدمها فما هو الحكم على هذا الرجل الغني ؟ ( 2صم 12 : 1 – 4 ) فكان داود هو مصدر العدل في المملكة فقال " هل هذا يحدث في مملكتي " ؟ والحكم أن هذا الرجل يُقتل أجاب ناثان الملك قائلاً " أنت هو هذا الرجل " فكانت له لحظة توبة هي لحظة المواجهة مع النفس أنت هو الرجل لك وحدك أخطأت فلا أكون خاطئ وأبرر وأنافق وأبعد فقد كان القلب قاسياً وأحكم على الناس وأقول إنه يموت لذلك حكم ناثان " أنت هو هذا الرجل " فهناك عين في السماء تُلاحظ { فوق العالي عالياً يُلاحظ والأعلى فوقهما } ( جا 5 : 8 ) عيناه تخترقان الظلام فقال له ناثان أنت هو هذا الرجل فالتوبة هي تلك التي تأتي بأقدس مشاعر فالتوبة فيها حزن على الخطايا ولكن في نفس الوقت فرح حزين لأني أخطأت ولكن فَرِح لأني إكتشفت خطيتي . 2- خادم شبعان :- الخادم يشبع من ربنا يشبِع فكره وعقله ومشاعره وعواطفه وأحاسيسه وتحركاته إحدى الخادمات في الإعتراف قالت " أنا جيدة جداً جداً في الإثنين فيمكن أن أجلس مع أفراد أضحك وأهذر وأغني وألعب وحينما أكون مع الخدام أو في الخدمة أعمل تماجيد وأصلي وأقول تسابيح الحقيقة أن هذه الخادمة ليست سيئة بل فيها أشياء جميلة جداً ولكن هناك بعض القضايا التي لم تُحسم بداخلها بعد فهناك بعض الأمور العالمية التي تشغلها كخدام يجب أن نركز على الشبع والإمتلاء من المسيح فإن الإنسان الذي يعيش مع الله يستقطبه الكمال فهو باستمرار مشدود لكلمة ربنا ليس عن طريق الإفتعال أو التمثيل فالخادم الفائض هو الخادم الشبعان كلنا ضعفاء ولكن نجد في حياتنا الداخلية مع ربنا ليست شبعانة حتى يمكن في حضور القداس فقد يكون الدافع من الحضور هو بيوتنا ضمائرنا ولكن الجوع إلى ربنا هذا قليل فمثلاً عند دخول الأماكن المقدسة يمكن أن تكون تلك المواضع لم تشغلنا فهي قد تكون لون من ألوان الترفيه وليست حكاية القديس وسيرته وجهاده فقد نشعر أنه وقت نقضيه ونضيعه فهذا ليس شبع ولكن هناك نقائص بداخلنا تحتاج إلى الشبع أو يكون الوجود في الكنيسة هو لون من ألوان الوجود الإجتماعي فهناك إحتياج حقيقي إلى الشبع وهذا يعني أجلس وآكل وأمتلئ فالخادم يجد في الإنجيل صوت الله في الصلاة العزاء في التسبيح غذاء ومسرة في الخدمة المسيح في ضعفاته رحمة فهو من هنا مُستقطب للمسيح شبعان تعني إنه لا ينجذب وراء التيارات فالإسم الحلو المملوء مجد هو يعطيه شبع سرور محبة غِنى فيقول داود النبي{ أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة } ( مز 119 : 162) { وليمة سمائن } ( إش 25 : 6 ) فالخادم يجلس مع الإنجيل كثيراً فيأكل ويشبع ويفيض عنه فالخادم الشبعان يقصد به يجلس مع نفسه كثيراً يجلس مع تسابيحه كثيراً يجلس مع صلواته كثيراً . 3- خادم تلميذ :- فهو شغوف أن يتعلم ويدرك أنه مازال لا يعرف في مجال الخدمة فربنا واضعنا في مجال تلمذة جميل جداً فالخادم يتعلم من الطفل ومن اللحن ومن الترنيمة ومن الدرس ومن التحضير فهو يستفاد جداً من الخدمة ذلك الخادم التلميذ فهو مُستقبل جيد ويريد أن يتحسن ويكون أفضل فما أجمل من الوجود في الخدمة ونحن تلاميذ فكنيستنا كنيسة تلمذة وهي الجلوس تحت أقدام المُعلم فهناك رغبة بشغف في المعرفة وفي الإزدياد فالإنسان إذا أتقن شئ فهو تلميذ فمعظم المتقنين للمهن يكونوا تلاميذ عند آخرين مثل الجراح الجيد يشتغل تحت يد جراح جيد المحامي الجيد يشتغل تحت يد محامي جيد فنحن نعيش في جيل أسهل ما فيه التلمذة على كُتب سيدنا البابا وعظاته أو كُتب لأبونا بيشوي كامل وعظاته فليس هناك شئ قاله أبونا بيشوي وليس في أيدينا فأصبح اليوم كل رصيد الشخص المنتقل بين أيدينا فهناك العديد من مجالات التلمذة للكتاب المقدس فنجد الشرائط والكتب وC D الخادم تلميذ مجتهد شغوف للمعرفة فهو نحلة تبحث وتدَّور وتجمع وذلك لضمان الخدمة وأن نعتبرها – الخدمة – سبب من أجل خلاص نفوسنا يجب أن نكون تلاميذ شغوفين نسعى باستمرار للتعلم { أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس } ( أع 24 : 16) فقد كان الآباء قديماً في حالة بحث دائم في مجال التلمذة عند قراءة سِيَر الآباء إبحث لك عن أب تِتَلمذ على يديه وعلى تعاليمه وأقواله وتكون مطيع فمن أجمل درجات السماء هو التلميذ الخاضع المطيع فالقديسين مكسيموس ودوماديوس عندما ذهبوا إلى القديس أبو مقار وجدهم قليلي الكلام جداً فقالوا له كل ما قلته لنا نحن ننفذه ولم نأتي إليك إلا بعد تنفيذنا إياه ويقول أبو مقار ولكني وجدت أنهم سبقوني فتظاهرت بإني نائم وهم أيضاً تظاهروا بذلك وبعد فترة إستيقظوا فقد أيقظ القديس مكسيموس أخوه دوماديوس ووقفوا الليل كله يُصلون فرأى النور يسطع من يد ووجه القديس مكسيموس والذباب يحاول أن يأتي على وجه الأخ الأصغر إلا أن هذا الذباب لا يستطيع أن يقترب على وجه القديس مكسيموس فنحن خدام تلاميذ نسمع ونعمل فالخادم يسمع كثيراً بل يكون أكثر الذين يسمعون ولكن هناك الكثير من يفقد روح التلمذة فيسمع فقط لدرجة أن يصل إلى الإحتراف في السمع ولكن ماذا استفدنا لأنفسنا فليس هناك أهم من خلاص أنفسنا ليس أهم من كلمة الحياة في سِيَر القديسين كان يمكن أن شخص يسافر من بلد إلى أخرى من أجل أن يسمع كلمة ويُسر بها وكان يطلب ويقول " قل لي كلمة لأحيا " فيسمع كلمة ليعيش بها فأحد الآباء قال { أنتم بتسمعوا كثيراً ولكن لا تعملوا بها فلأنك رافض تنفيذها فالكلمة لم تأتي لك في حين إنها قيلت فهي لم توصل لك } مثل ولد قسم علمي علوم وآخر قسم علمي رياضة فحضر أحد طلبة القسم العلمي مع الطلبة الآخرين أي حضر حصة لمادة ليست عليه والآخر المادة عليه فنجد أن الثاني مُصغي جداً للكلام ومهتم جداً والآخر العكس فالتلميذ شغوف على الكلمة ويريد أن ينفذها ويعملها فهذا التلميذ ما هو حال قلبه ؟ كيف شكله ؟ ما تفكير قلبه ؟ قُل لي كلمة لأحيا فالخادم تعني تلميذ ونقيس أنفسنا بطريقة صحيحة فنسمع النصيحة ونطبقها على أنفسنا ونعمل اختبار وأرى أين أنا من الكلمة سواء كنت شخص جاد مطيع أمين مُتضع غير مكتفي لا أشعر إني مُعلم أو كبير فكل ما الرب يفتح له مجال يكون أمين في هذا المجال فيفتح له الله الكثير فيقيس نفسه باستمرار وقد نجد تلميذ آخر تتلمذ على يد قديس فهو صامت تماماً لا ينطق بكلمة فهو أخذ منهج وفرَّحه وعاش بهذا المنهج فالكنز بالداخل يزيد وتكون أنت فرحان فالربح الداخلي يزيد والإهتمام بداخلي يزيد هذه هي حياة التلمذة إلى يومنا هذا هناك أديرة بالكامل عند الكاثولكيين صامتة – دير الصامتين في أيرلندا – فأحد التلاميذ ذهب إلى الدير طالب للرهبنة في هذا الدير فمن أجل أن يقول له لا نريد فأتى بكوب من الماء وملأه على آخره فأتى التلميذ بورقة من الشجر ووضعها على سطح الماء فذهب أبونا وعمل رسمة فالولد أخذ القلم ووضع الصفر على الشمال ليقول إقبلني الحياة الروحية بها الكثير من الأفراح التي تنتظرنا . 4- خادم ينمو :- فالخادم التائب الشبعان التلميذ يحدث له نمو فالنمو علامة أكيدة للخادم فهناك خطر إن كان الخادم يخدم منذ سنين ولا ينمو وكذلك شئ مزعج لأم إن ربنا يعطيها طفل عنده 2 ، 3 ، 4 سنين ولا ينمو فهو نفس الحجم الوزن البطء في الكلام فهذا شئ مزعج له فإنه لا يحدث له نمو فعلى الخادم أن يكتشف نموه ولكن فلنحذر أن النمو الروحي لا يُقاس ولكن يمكن أن نشعر به إحساس الصلاة تقدم أم لا ؟ إحساس الإنجيل إحساس العبادة كل هذا من علامات الخادم الذي ينمو إنه أحياناً يتأخر فهناك من يكبر على مستوى الجسد ويصغر روحياً فهو قد يكون تعوَّد على الممارسات ففقد تأثيرها فيتبلد ولكن النمو هو { أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام } ( في 3 : 13) فأقرأ في الإنجيل فربنا يفتح لي لسان ثم ذهن ثم مشاعر ثم قلب ثم أحاسيس ثم طريق فليس هناك نهاية أو اكتفاء فهناك من يترك نفسه لعطايا ربنا فيكبر ويكبر ويفتح الإنجيل ولا يعرف كيف يُغلقه أو آخر مشكلته في الصلاة لا يعرف كيف يُنهيها فهناك نمو هناك تحفيز باستمرار فلو هناك شاب جميل ويقول عبارات أطفال فهذا ليس لطيف أو حتى عاداته عادات أطفال فهذا شئ غير لطيف فالنمو تعني روحياً ينمو إلى ملء قامة المسيح ( أف 4 : 13) فألذ ما في الحياة الروحية إنها متجددة فالأنبا بولا قعد سبعين سنة في البرية لم يرى وجه إنسان ينمو فهو لا ينتهي غمر يُنادي غمر ( مز 42 : 7 ) فرح ينادي فرح متعة تأتي بمتعة بهاء ينادي بهاء مجد يرعى مجد فليس لديك أي وسائل من الترفيه أو اللهو فكيف أنت تعيش ومتمتع ؟!! ولكن أقول عندي أكبر وأهم شئ فالتجارة ربحها يزداد فسلامي من الله حبي ومشاعري من عند الرب فاقترب من الملائكة وأصبح صديق لهم كل هذه بركات تنتظرنا في حياتنا مع ربنا هناك قاعدة يقولها الآباء " أي قانون روحي نثبُت فيه لمدة أربعين يوم متواصل تنقلنا للدرجة التي تليها " فرقم " 40 " يُشير إلى أن المسيح عاش على الأرض 400 شهر المسيح صام 40 يوم فرقم 40 هو 4  10 ( 4 رقم الأرض وجوانبها الأربعة ، 10 رقم سماوي ) فهو يعني كمال عمل النعمة عن طريق العمل البشري موسى أخذ الوصية بعد 40 يوم فالعمل البشري يتحد مع العمل السماوي فتنقلنا النعمة إلى الدرجة التي تليها مثل الصلاة عندما أثبت 40 يوم تكون تعودت عندي عادة الصلاة وبعدها كيف أصلي 40 يوم متواصل ؟ صلاة الشفتين أنطق بالكلام وأحاول أركز فيه 40 يوم آخر صلاة العقل الذي أقوله أركز فيه جداً صلاة القلب بفهمه بعقلي وأنطقه بقلبي 40 يوم آخر صلاة الروح وبعد ذلك مثل داود النبي { أما أنا فصلاة } ( مز 109 : 4 ) الصلاة تتحدث فيك أينما كنت فكل ما فيك يصلي ولكن للأسف نحن نستعجل فنرجع بسرعة كذلك أيضاً في قراءة الإنجيل لمدة 40 يوم وكذلك الإدانة فإن الأمور يحدث لها زيادة ولكن كلما تحدث زيادة في الحياة الروحية هناك أيضاً زيادة في الخطية فهي لا تقف بل تزيد فالخطية تزيد وتكون أكثر من مزاح حب العالم الطمع الإدانة فإن لم تنمو على مستوى الروح فتنمو على مستوى الجسد فالخادم يكون في نمو في حالة من الشبع والإمتلاء ويكون النموذج المفرح لأولاده في الخدمة ويكون شموع مضيئة هذا الجيل به العديد من التيارات الكثيرة التي تحاربه وهذا يعني أن علينا أن نمسك في ربنا وألا نترك الأمر فكلما قل الشئ كلما زاد قيمته الماس غالي والتراب رخيص لأن ذلك قليل ونادر والآخر فكثير فتمسكوا بالصلاح حتى لو كنتم قليلين فكون خادم نادر لتزيد قيمتك من الأشياء التي تفرح قلب ربنا هو وجود له شبيه صورة سفير خادم مِلكه هذا هو الذي أحبه يظهر أمام الناس فلا نظهر بمظهر يؤسف ربنا ويكون فينا ربنا صورة مُشوهة { لئلا يُفترى على اسم الله وتعليمه } ( 1تي 6 : 1) هذا هو الخادم فلا يُقال عليه صالح ولا جعل القريبين منه صالحين لذلك يجب أن نقيس أنفسنا كخدام لله بأن أتوب باستمرار أمام الله أشبع أتتلمذ أنمو ربنا يفرح بيكم ويفرح بسيرتكم وحياتكم وخدمتكم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
21 يونيو 2025

معرفة الله

بسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدس الإِله الواحِد أمين فلتحِل علينا نعمِته وَبركته الآن وَكُلّ أوان وَإِلَى دهر الدهُور كُلّها أمين أتكلّم معكُمْ اليوم فِى موضُوع أشعُر أنّنا نحتاج إِليهِ جِدّاً وَلابُد بِنعمِة ربِنا أنْ يكُون فِى حياتنا معرِفة لِهذا الأمر وَهُوَ " معرِفة الله " أُرِيد أنْ أُكلّمكُمْ عَنْ معرِفة الله ، وَلابُد كُلّ واحِد يسأل نَفْسَه وَيقُول " يارب ياترى أعرفك أم لاَ ؟! وَلِكى أعرفك فبِماذا أشعُر ؟ وَما هى الخطوات لِمعرِفتك ؟ " فيوجد ناس يقُولُون أنّ ربِنا هُوَ قوة خفيَّة تحكُم الكُون ، وَآخر يقُول ربِنا غير موجُود ، وَواحِد يقُول إِنْ كان ربِنا موجُود إِقنعنِى ، وَلِكى أنا ألمِس وجُود ربِنا فِى حياتِى كيف يكُونُ ذلِك ؟ فَمَنَ هُوَ الله بِالنسبة لِى ؟ فالكنيسة مثلاً عِندما تُحِب أنْ تتكلّم عَنْ ربِنا يسُوعَ تقُول[ ربِنا وَإِلهنا وَمُخلِّصُنا يسُوع المسيِح ] ، فالمفرُوض أنْ نعرِفهُ كفادِى وَكمُخلِّص وَكرفيِق عُمرنا ، لابُد أنْ أعرِف أنّ قصتِى مَعْ ربِنا لَمْ تبدأ فقط عِندما وُلِدت وَلكِنْ قبل أنْ أُولد ،وَهى لَمْ تنتهِى وَستستمِر إِلَى الأبديَّة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ كما إِختارنا فِيهِ قبل تأسيِس العالم ] ( أف 1 : 4 ) ، فقبل أنْ أُولد هُوَ عارفنِى ، وَقَدْ إِختارنِى ، وَعِندما إِختارنِى وجدت أنّ حياتِى تمتد معهُ إِلَى الملكُوت الأبدِى ، وَلِكى نختصِر الكلام وَنرّكِز توجد أربعة مراحِل لِمعرِفة الله :- 1- المعرِفة العقليَّة :- ياترى هل أنا عِندِى معرِفة عنك بِعقلِى ؟ هل عقلِى بِيرشدنِى إِليك ؟ أنا مُمكِن لاَ يكُون عِندِى إِيمان بِالله وَلكِنْ عقلِى بِيرشدنِى لِمعرِفة الله ، فمُجرّد الإِنسان ينظُر لِلعالم وَالمخلُوقات وَالموجُودات يُؤمِن أنّهُ يوجد إِله ، فلو نظر نظرة مُحايدة كيف يسيِر هذا الكُون فإِنّهُ يقُول بِالحقيقة يوجد إِله فاليونانيين مجموعة فلاسِفة ، مُعلّمِنا بولس الرسُول إِبتدأ يقُول لهُمْ كيف تكُونُون حُكماء وَ لاَ تعرِفُوا ربِنا !! ففِى رِسالتهُ لِرومية يقُول [ إِذْ معرِفةُ اللهِ ظاهِرةٌ فِيهُمْ لأِنَّ اللهَ أظهرها لهُمْ0لأِنَّ أُمُورهُ غير المنظُورةِ تُرَى مُنذُ خلقِ العالمِ مُدركةً بِالمصنُوعاتِ قُدرتهُ السَّرمَدِيَّةَ وَلاَهُوتهُ حتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ ] ( رو 1 : 19 – 20 ) فأنا الآن لاَ أعرِف ربِنا وَلكِنْ أنا مُمكِن أموره غير المنظُورة أُدرِكُها بِالمصنُوعات التَّى صنعها ، فبِمُجرَّد أنْ أنظُر لِلشمسِ وَلِلكواكِب وَالنِجُوم ، مِنْ خِلالِها أُدرِك الله وَ " السَّرمَدِيَّةَ " أىَّ أزلِى أبدِى ، فقُدرة الله مُدركة بِالمصنُوعات قُدرتهُ السَّرمَدِيَّةَ حتَّى أنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ يُرِيد أنْ يقُول أنت لاَ تعرِف ربِنا فأنظُر لِلعالم ، أُنظُر لهُ كيف يسيِر ، أُنظُر لِلتكوينات00 المجموعات الشَّمسيَّة ، أُنظُر لِلكواكِب كيف تسيِر ، أُنظُر لِلبحرِ وَسُلطان ربِنا عليه ، المفرُوض أنْ أؤمِن بِوجوده مِنْ خِلال المصنُوعات ، وَأنْ أعرِفهُ بِعقلِى ، فعقلِى إِبتدأ يُشيِر أنّهُ يوجد إِله ضابِط الكُل ، الّذى صنع الزِرُوع وَالشَّمس ، أُنظُروا لأنواع النباتات ، أُنظُروا لأنواع الزِهُور فعقلِى هُوَ الّذى سيوصلنِى لِربِنا ، صدِّقُونِى ياأحِبَّائِى قصد الله أنْ يخلِق للإِنسان عقل هُوَ أنْ يوصّله لِربِنا ، وَأنْ يعبُد ربِنا بِهِ ، فقصد الله مِنْ عقل الإِنسان هُوَ أنْ يعرِفه بِالعقل الإِنسان عِندما يرى الله بِالمعرِفة العقليَّة هذِهِ يظِل يُمّجِد ربِنا ، وَعِندما نرى مُكّوِنات الجو وَكَمْ أنَّها ضروريَّة لِحياة الإِنسان ، فَخَلاَيا الإِنسان لاَ تشتغل إِلاّ بِالأوكسُجين ،مُخ الإِنسان العامِل الأساسِى لِتنشيطه هُوَ الأوكسُجين ، وَبِذلِك فإِنّ الله أعطى لنا الأوكسُجين فِى الجو لِكى يشّغل أجهزتنا ، فكُل مُكّوِنات الجو ضروريَّة أُنظروا لِلماء فإِنّهُ ضرورِى للإِنسان ، وَمِنْ العجائِب الشديدة جِدّاً لو عرفتِى مُكّوِنات الماء فقط ، فمِنها ما هُوَ سام ، وَمِنها ما يُساعِد على الإِشتعال ، فهى مُكّوِنات عجيبة ،فأنا لو لَمْ أستطع أنْ أصِل لِربِنا فمُمكِن أنْ أصِل إِليه بِالمعرِفة العقليَّة فكُون أنّ ربِنا يسُوعَ فدانِى وَخلّصنِى فكُل هذا يحتاج إِلَى معرِفة عقليَّة ، ففِى مرَّة قُلت لِلشباب تعالوا نفّكر فِى بدائِل لِلتجسُّد ، فإِنّ الله قال لآدم [ يوم تأكُلُ مِنها موتاً تموت ] ( تك 2 : 17 ) ، وَفِعلاً آدم أكل ، فإِنْ موِّت آدم وَخلق إِنسان جدِيد وَهذا الإِنسان خالف ربِنا فإِنّهُ سيُميتهُ وَيخلِق إِنسان آخر ، وَبِذلِك سيستمِر الأمر هكذا فكان رأى آخر أنّ ربِنا يسامِح آدم وَ لاَ ينّفِذ العقُوبة ، فإِنّهُ بِذلِك لاَ يوجد عدل عِند الله ، وَكلام ربِنا يكُون غير صادِق وَكان يوجد رأى آخر هُوَ أنّ الله كان يخلِق آدم مِنْ النوع الّذى لاَ يُخطِىء ،وَيكُون مُصّير لِلبِر ، وَعِندما يقُول لهُ الله لاَ تأكُل فإِنّهُ لاَ يأكُل ، وَلكِنْ عِندما يُحِب أنْ يُكافِىء آدم بِمُكافئة على شيء ، فإِنّهُ لاَ يستحِق المُكافأة صدِّقُونِى سوف لاَ تجِدوا أجمل وَأروع مِمَّا فعلهُ ربِنا معنا ، وَهُوَ أنْ يُعطينِى مِنْ السقطة قِيام ، وَفِى نَفْسَ الوقت حُكم العقُوبة يُنّفذ ، وَكُلّ يوم ربّ المجد يسُوعَ بِيُذبح على المذبح ، وَكُلّ خطيَّة أعترِف بِها أمام المذبح أُنظُروا لِروعِة تدبيِر الله ، فَلاَبُد أنْ أعرِف أنّ ربِنا يسُوعَ هُوَ إِبن الله وَتجسّد ، كُلّ هذِهِ أُمور عقليَّة ، وَلِذلِك فإِنّ بِدايِة معرِفة الله هى معرِفة عقليَّة ، لابُد أنْ أعرِف أنّهُ توجد معرِفة لله بِعقلِى وَفِكرِى ، فياترى أنا عقلِى فِعلاً بِيقدِّمنِى فِى معرِفة ربِنا ، مُهِم جِدّاً أنْ يكُون عقلِى خادِم فِى معرِفة ربِنا 0 2- المعرِفة الوجدانيَّة :- وَهى معرِفة القلب وَالمشاعِر ،معرِفة العواطِف ، أنا أُعطِى لهُ فِكرِى وَمشاعرِى وَأُعطِى لهُ إِتجاهات محّبتِى ،لأنِّى عرفت أنّهُ صنع العالم هذا كُلّهُ مِنْ أجلِى وَهُوَ عمل لِى البحر وَعمل لِى الماء ، فالمفرُوض إِنِّى أُبادِلهُ حُب بِحُب ، ألَمْ أعترِف بِفضلِةِ علىَّ وَأقُول لهُ [ يا لِعظم حُبَّك أقمت السَّماء لِى سقفاً ، وَثّبت لِى الأرض لأِمشِى عليها ، مِنْ أجلِى ألجمت البحر ] ( مِنْ القُدّاس الغرِيغورِى ) تخيّلوا أنّ البحر لو لَمْ يكُنْ ربِنا قَدْ ألجمه فإِنّهُ كان بِإِستمرار سيدخُل على بلد ، وَيدخُل على النَّاس ، أليست كُلّ صنائِع الله تحتاج أنْ تأخُذ مِنِى إِهتمام ، وَأنْ أقُول لهُ[ أشكُرك ياإِلهِى ، وَتشكُرك عنِّى ملائِكتك وَخليقتك جميعاً لأِنِّى عاجِز عَنْ القيام بِحمدِك كما يستحِق حُبُك ] ( قسمة للإِبن سنوِى ) فالمعرِفة الوجدانيَّة هى التَّى تجعل الإِنسان فِكره يتقدّس ، وَيذكُر حضُور الله ، تعتقِدِى هذا الإِنسان تكُون أفكاره غير مُقدِّسة ؟! بِالتأكيِد لاَ ، فإِنْ كان الإِنسان بِمُجرّد أنّهُ ينظُر لِشجرة فإِنّهُ يُمّجِد ربِنا ، عِندما أرى حشرة أقُول لهُ ما أعظم أعمالك الإِنسان ياأحِبَّائِى الّذى عقله يُمّجِد ربِنا مِنْ المصنُوعات ، يشكُر ربِنا وَيُمّجِد وَيُسّبِح ، وَأقُول لهُ أنت عظيِم ، أنت جبَّار ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول[ الله الّذى أعبُدُهُ بِرُوحِى ] ( رو 1 : 9 ) فصليِب ربِنا يسُوعَ وَفِداؤه يجعل وجدان الإِنسان يذوب فِى محّبتِهِ ، فيوجد مُلحِديِن لَمْ يحتمِلُوا أنْ ينظُروا لِربِنا يسُوعَ المصلُوب ، فيقُولُوا مُستحيِل أنّ هذا إِنسان ، هذا إِله ، مُجرّد رؤية صليبه جعلت ناس تؤمِن بِهِ فأنا عرفتهُ بِالمعرِفة العقليَّة ، فالمفرُوض أنْ أعرِفهُ بِالمعرِفة الوجدانيَّة وَأتحِد بِهِ وَأمتزِج بِهِ ، فالبِنت التَّى مشاعِرها مُقدّسة نحو ربِنا لاَ تقُول أنا قابِلت فُلان وَإِستلطفتهُ ، فهى غير مُشبَعَةَ ، فهى لو كانت مُشبعة وَكيانها تقدّس تكُون راسِخة رسُوخ الجِبال ، وَتكُون مُشبعة ، وَمحبِّة ربِنا تكُون فِى داخِل قلبِها وَقَدْ ملكت عليها ، صدِّقُونِى كلِمة " ملكت " هى كلِمة ضعيِفة ، فالإِنسان عِندما تملُك محبِّة ربِنا على قلبه يحِس أنّ حياته عِبارة عَنْ مُناجاة بينه وَبين ربِنا بِإِستمرار وَالكنيسة واعية جعلت لنا تسابيِح وَتماجيِد بحيث تجعل مشاعرِى بِإِستمرار مُتحرِّكة وَمرفُوعة نحو ربِنا بِإِستمرار ، وَتجعلنِى فِى شرِكة مَعْ السَّمائيين ، إِحضرى تسبِحة فإِنَّكِ ستشعُرِى أنَّكِ خرجتِى مُقدّسة ، وَالمشاعِر العميقة لِلإِنسان تقدّست أبونا بيشُوى كامِل تعرّض لِعمليات جِراحيَّة ، وَعِندما يعمِلُوا لهُ العمليَّة كانُوا يُعطوا لهُ بِنج وَيُخرِج الّذى فِى داخِلهُ ، وَأثناء ذلِك كان يقُول القُدّاس ، ففِى مرَّة عمل تمجيِد كامِل لِلسِت العدرا بِكُلّ الألحان الخاصَّة بِالعدرا ، وَخين إِفران وَالمدِيحة ، فهُوَ الباطِن عِندهُ مُقدّس ، وَفِى مرَّة أُخرى صلّى القُدّاس بِالنغمة فأنا وُجدانِى ماذا يكُون ؟ فلو كشفنا الغطاء فماذا سيكُون فِى داخِلهُ ، فهل مشاعرِى مُتحرِّكة بِإِستمرار نحو الله ؟ على كُلّ واحِد يُرِيد أنْ يتحرّك نحو ربِنا لابُد أنْ تكُون مشاعره دافِئة نحو ربِنا ، المفرُوض أنْ تكُون مشاعره بِإِستمرار مُوّجه نحو ربِنا القديس أُوغسطينُوس جلس يُعاتِب نَفْسَه وَيلُوم نَفْسَه على غباؤه لِعدم معرِفته بِربِنا وَقال [ لقد تأخّرت كثيراً فِى حُبِكَ ] ، أنا آسِف ، أنا ضيّعت عُمرِى كثيراً أُدخُلِ مَعْ الله فِى عِلاقة وجدانيَّة ، إِعرفِ كيف تدخُلِ معهُ فِى عِلاقة وجدانيَّة لأِنّ كُلّ يوم لاَ تعرِفِ فِيهِ ربِنا هُوَ خِسارة مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ الّذى وَإِنْ لَمْ تروهُ تُحِبُّونهُ ] ( 1 بط 1 : 8 ) ، الإِنسان الّذى كيانه تقدّس بِربِنا بكُون فرحان بِربِنا بِبساطة وَبِتلقائيَّة وَوُجدانه تقدّس فأكثر واحِد عرف ربِنا بعد القيامة وَقال هُوَ الرّبّ وَآمن بِقيامتِهِ وَتلامس معهُ بِقُرب هُوَ يُوحنا الحبيِب ، الّذى إِتكأ على صدرهِ وَعرفةُ بِالمعرِفة الوجدانيَّة ، فَمَنَ هُوَ الّذى مُجرّد أنْ رأى آمن ؟ هُوَ يُوحنا الحبيِب المعرِفة الوجدانيَّة تُسّهِل علينا طُرُق كثيرة ، مُجرّد إِنِّى أتكِأ على صدرِهِ أعرِفةُ ،فعِندما أعرِف ربِنا بِعقلِى وَبِوجدانِى أعرِف أميِّزه ففِى عصر الرُسُل كان يوجد ناس تظاهروا أنّهُمْ رُسُل ، فحاولوا أنْ يُخرِجُوا شيَّاطيِن مِثل الرُسُل ، فالشيَّاطيِن سألوهُمْ مَنَ أنتُمْ ؟ فقالُوا لهُمْ نحنُ نتبع بولس ، فقال لهُمْ الشيَّاطيِن أنتُمْ لستُمْ تبعهُ ، وَقالُوا [ أمَّا يسُوعُ فأنا أعرِفهُ وَبُولُس أنا أعلمهُ وَأمَّا أنتُمْ فَمَنْ أنتُمْ ]( أع 19 : 15 ) ، إِنْ كانت الشيَّاطيِن تعرِفهُ ، ألاَ يليِق أنّنا نحنُ نعرِفهُ !! فأنا إِبنك 0 3- المعرِفة الإِختباريَّة :- وَهى جميلة جِدّاً ، فَلاَ يكفِى أنْ أعرِف ربِنا بِعقلِى وَ لاّ بِقلبِى وَلكِنْ هى معرِفة إِختباريَّة ، لابُد أنْ أختبِر وجوده فِى حياتِى ، لابُد أنْ أشعُر بِوجوده فِى حياتِى ، وَأنّهُ حىّ فِى حياتِى ، وَأشعُر بِإِحتضانه لىّ ، وَبِأنّهُ كيان حىّ فِى حياتِى ، صعب جِدّاً أنْ تكُون معرِفتنا لله ظاهِريَّة فقط فأحد القديسين يقُول [ إِنّ الكلام عَنْ العسل شيء وَمذاقِة العسل شيء آخر ] ، فهل إِختبرتِى ربِنا أم لاَ ؟ وَهل شعرتِى بِنُوره فِى حياتِك أم لاَ ؟ لابُد أنْ تعرِفِى نُور ربِنا ، فهل دخل فِى داخِل قلبِك عِندما قرأتِ الإِنجيِل أم لاَ ؟ فهل أحياناً وبّخِك على خطيَّة أم لاَ ؟ هل كثيراً سندِك وَشجّعِكَ أم لاَ ؟ نحنُ مُحتاجيِن لِهذا الأمر كثيراً فهل أنا فِى حياتِى إِختبرتهُ ؟ وَهل عِندما تُبتِى وَإِعترفتِى شعرتِى بِكُلّ أمانة وِبِكُلّ صِدق أنّ خطيتك هذِهِ غُفِرت أم لاَ ؟ فأنا لابُد أنْ ألمِس ربِنا فِى حياتِى ، فهل سيظِل مُجرّد معلُومات ، فهل سأظل أنّهُ موجُود فِى غيرِى فقط وَأنا لاَ ؟ فَلاَبُد أنّ الّذى شعرُوا بِهِ نحنُ نشعُر بِهِ أيضاً ، معرِفة إِختباريَّة ، فهل صوت ربِنا الّذى تسمعيه بِتتجاوبِى معهُ ؟ كُلّ هذِهِ هى أُمور ضروريَّة أجمل ما فِى حياة الإِنسان هُوَ أنْ يتغيّر ، المقياس الحقيقِى لِحياتك الرُّوحيَّة هُوَ أنَّكِ تتغيّرِى ، فهل أنتِ مازِلتِ إِنسانة مُتكّبِرة وَالشهوة مسيطرة عليكِ أم لاَ ؟ وَهل بِتتذّوقِى النِعمة فِى حياتِك ؟ فهذِهِ مُهِمَّة جِدّاً إِنْ أنا أشعُر إِنِّى تغيّرت القديس أُوغسطينُوس عِندما أتت إِليهِ السِت التَّى كانت تفعل معهُ الخطيَّة قال لها [ أنتِ هُوَ أنتِ ، وَلكِنْ أنا لستُ أنا ، أُوغسطينُوس الّذى تعرِفينهُ قَدْ مات ] ، أجمل إِختبار هُوَ الّذى تعيشِنهُ فِى حياتِك وَليس الّذى تسمعيه عَنْ غيرِك ، لقد سمعتِى كِفاية مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ الّذى أحّبنِى وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِى ] ( غل 2 : 20 ) ، فيوجد تغيُّر لابُد أنْ يحدُث فِى حياتِى الشخصيَّة ، فيوم أنّ ربِنا مَلَكَ على قلبِى بدِّل كُلّ شيء ، ربِنا عِندما يدخُل يُقّدِس المشاعِر وَيُقّدِس القلب وَيُغيِّر ، أُسجُدِى لِربِنا بِالرُّوح وَالحق ، وَأحنِى رأسِك وَأحنِى رغباتِك ، لابُد أنْ تكُون معرِفتِى بِربِنا معرِفة إِختباريَّة ، كِفاية معرِفة نظريَّة فما هُوَ دليِل حُبَّك لِربِنا ؟ ماذا فعلتِ مِنْ أجله ؟ فلو قُلت لكِ صلِّى فهل تفضّلِى الراحة؟ وَلو قُلت لكِ إِعطِى ، فهل ستُعطِى القليِل ؟ أين هى محبِّة ربِنا ؟ محبِّة جسده وَدمه جعلتِك لاَ تستطيعِى أنْ تبعِدِى عنهُ أُنظُروا لِواحِد مِثل الأنبا أنطونيُوس ، لقد إِختبر محبِّة ربِنا ، وَكَمْ أنّهُ إِختبار وَقوّة وَسُلطان ، فأنا محتاج أنْ أذُوق ربِنا فِى حياتِى كغافِر كرافِع كصديِق كُنقِذ مُعلّمِنا داوُد النبِى يقُول [ كُنتُ فتىً وَقَدْ شِختُ وَلَمْ أرَ صَدِّيقاً تُخُلِّى عنهُ ]( مز 37 : 25 ) ، خِبره ، الإِنسان مُحتاج أنْ يكُون لهُ مذاقة مَعْ ربِنا ،مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ إِنْ كُنتُمْ قَدْ ذُقتُمْ أنّ الرّبَّ صالِحٌ ] ( 1 بط 2 : 3 ) فهل تعلموا أكثر شيء يعرّفنا أنّ الرّبّ صالِح أنّهُ ساكِت علىَّ ، وَأنّهُ ساتِر علىَّ ، فأنت يارب لو مِش صالِح لكُنت قَدْ أفنيتنِى ، كونِى إِنِّى دنِس وَأنت ساكِت علىَّ فهذا يدُل على أنَّك صالِح ، فأكبر دليِل أنّهُ صالِح أنّهُ غافِر لِخطاياى ، فهل إِختبرتِى صلاح الله أم لاَ ؟ ألَمْ يليِق أنّ الإِنسان يجلِس وَيُمّجِد الله على صلاحه ، وَيقُول لهُ أنت صالِح ، الكنيسة تقُول[ سبِحوه لأنّ إِلَى الأبد رحمتهُ ] 0 4- المعرِفة الإِتحاديَّة :- وَأخِر نوع مِنْ المعرِفة هُوَ المعرِفة الإِتحاديَّة ، ما هُوَ غرض الله وَقصد الله مِنْ خِلقة الإِنسان؟ الإِتحاد بِهِ ، فَلَمْ يوجد عِندهُ هدف آخر غير ذلِك ، فأنا لمّا عرفته وَأحببته وَإِختبرته فَلاَ يكُون عِندِى رغبة إِلاّ محبّتِهُ ، فأقُول لهُ أنا يارب أُريِدك أنْ نكُون أنا وَ أنت شيء واحِد ،لاَ أُريِدك أنْ تفرّقنِى عنك ، وَ لاَ أشعُر أنّهُ يوجد شيء يجعلنِى أنفصِل عنك أبداً ،فإِنْ لَمْ تشعُرِى أنَّكِ أنتِ وَالله فقط فِى هذا الكُون فأنتِ بعيدة عَنْ الراحة إِتحادِى بِربِنا سيجعلنِى أشعُر إِنْ أنا وَإِلهِى فقط الموجوديِن فِى الكُون ، فَلاَ يربكنِى وجُود النَّاس ، وَلِذلِك ربّ المجد يسُوعَ فِى صلانه الوداعيَّة فِى يُوحنا 17 قال [ وَأكُونَ أنا فِيهُمْ ] ( يو 17 : 26 ) ، أولادِى هؤلاء أكُون فِى داخِلهُمْ ، [ لِيكُونُوا مُكمَّليِنَ إِلَى واحِدٍ ] ( يو 17 : 23 ) ، فهل تعلموا إِتحاد الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدس هُوَ إِتحاد لاَ ينفصِل ، تخيّلُوا إِنِّى أكُون مُتحِد بِهِ مِثل إِتحاد الثالُوث القُدُّوس ، وَهُوَ أنْ أكُون فِى داخِل ربِنا وَهُوَ فِى داخِلِى كان فِى مرَّة أحد الآباء الأساقِفة كان يُكلّمنا وَأحضر كوب ماء وَغطاء وَأدخل الغطاء فِى كوب الماء فحدث أنّ الغطاء أصبح شكله كبيِر ، وَعِندما أخرجه صار شكله صغيِر ، فماذا حدث لِلغطاء ؟ فقال لنا أنا فِى داخِل المسيِح أكبر وَبتحّول إِلَى شخص جدِيد ،فعِندما إِتحدت بِالمسيِح أخذت إِمكانيات إِلهيَّة ، فصِرت أسامِح ، المُشكِلة إِنِّى بحاوِل أنْ أنّفِذ الوصيَّة خارِج المسيِح ، وَلكِنْ أنا داخِل المسيِح قوِى وَقادِر فأنتِ لو إِتحدتِ بِالمسيِح ستكُونِى واحدة جديدة ، أضيِفِى إِليكِ المسيِح ، إِمكانيات إِلهيَّة ستأخُذِينها ، ستأخُذِى طهارتهُ ، ستأخُذِى محّبتهُ ، تخيّلِى إِنِّى أنا أكُون فِى داخِل ربِنا ،أكُون جبّار ، وَعِندما أخرُج أقُول لهُ يارب سأغرق ، فألجأ لهُ وَأحتضِنه ، هذِهِ هى المحبَّة الإِتحاديَّة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالتهُ إِلَى العبرانيين [ طرِيقاً كَرَّسَهُ لنا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجابِ أىْ جَسَدِهِ ] ( عب 10 : 20 ) ، كرَّسهُ لنا ،طرِيق جدِيد لِلقداسة هُوَ جسدهُ ، فعِندما إِتحدت بِهِ عرفت القداسة ، وَلِذلِك إِتحادِى بِالمسيِح هُوَ تركهُ لنا على المذبح وَلِذلِك نجِد القديس أبو مقَّار إِسمه " اللابِس الرُّوح " ،وَالقديس غرِيغوريُوس " الناطِق بِالإِلهيَّات " ،وَصار الإِنسان عِنده الإِمكانيَّة لِلإِتحاد بِالله ، لِدرجِة أنّ مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُوا [ وَأمَّا نحنُ فلنا فِكرُ المسيِحِ ] ( 1 كو 2 : 16 ) ،وَمُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ إِنْ كان يتكلَّمُ أحدٌ فكأقوالِ اللهِ ] ( 1 بط 4 : 11 ) فيكُون فِكرِى هُوَ فِكره ، وَفمِى هُوَ فمه ، وَأعمالِى مُستتِرة فِيهِ ، كُلّ هذا بِالإِتِحاد بِهِ ، وَإِنْ أنا وَحبيبِى فقط ، وَلِذلِك يُمّثِل هذا الإِتحاد بِإِتحاد الزوج بِزوجتهُ ، وَإِتحاد العرِيس بِعروستهُ ، إِتحاد لاَ ينفصِل ، صدِّقُونِى ياأحِبَّائِى النَفْسَ التَّى إِتحدت بِربِنا الكلام الّذى يقولهُ العُشَّاق تقُول أكثر مِنهُ القديس أُوغسطينُوس يقُول فِى معرِفته الإِتحاديَّة بِربِنا شعر أنّهُ هُوَ وَربِنا كُتلة واحدة ، فكان يقُول لِربِنا [ أنت تحتضِن وجُودِى بِرعايتك ، تسهر علىَّ وَكأنِّى أنا وحدِى موضُوع حُبَّك وَكأنّ لاَ يوجد غيرِى أنا الّذى تُعطينِى الحُب ] ، ثُمّ يختِم الكلام وَيقُول[ ليتنِى أُحِبُّك ياإِلهِى كما أحببتنِى أنت ] ياليت محّبتنا لِربِنا تكُون ظاهِرة فِى حياتنا فنصِل إِلَى قامِة مِلء المسيِح ، ربِنا يُعطِينا أنْ نُحِبّهُ مِنْ القلب ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
14 يونيو 2025

صِفات كنيسة الرُسُل

وَإِحنا فِى فترة الصوم المُقدّس بتاع أباؤنا الرُسُل ، بِنعمِة ربِنا نحِب إِنْ إِحنا يكون لينا وقفة مَعَ غِنى وَقوّة كنيسة أباؤنا الرُسُل ، أد إيه كانِت كنيسة قويّة ، أد إيه كانِت كنيسة مملوءة بالصلوات ، بِتتحدّى العالم بِكُلّ ما فيه نموذج للكنيسة الّلِى ربّ المجد يسوع عايِزها حسب قلبه ، إِحنا لابُد أنْ نقترِب مِنْ كنيسة الرُسُل علشان نشوف إِحنا فين مِنها بعض صِفات لِكنيسة أباؤنا الرُسُل ، هى فيها صِفات كتيرة قوِى ، وَعلشان الوقت أحِب أتكلِّم عَنَ ثلاث صِفات :- 1- كنيسة صلاة :- أكتر حاجة صنعِت الكنيسة " الصلاة " ، أكتر حاجة أهِلِت الكنيسة لِعطيّة الرّوح " الصلاة " وَروُح التضرُّع وَالطِلبة ، وَنشطت الخِدمة فِى الكنيسة ، فِى سِفر أعمال الرُسُل بيقول إيه [ هُؤلاء كُلّهُم كانوا يُواظِبون بِنَفْسٍ واحِدةٍ على الصلوة وَالطِلبة ] ( أع 1 : 14 ) ، ده بعد أنْ جاب أسماء التلاميذ ، كانوا إيه ؟ " يُواظِبون " ، يعنِى عمل مُستمِر وَدائِم ، فِى مواظبة وَإِنتظام ، أحياناً نظُن أنّهُم صلِّوا شويّة وَخلاص ، لكِنّهُم كانوا فِى حالِة صلاة مُستمِرة ، مواظبة على الصلاة ، الخِدمة وَحياتنا الرّوحيّة تحتاج للمواظبة على الصلاة ياما نصلِّى يوم أو إتنين وَنكسِل عشرة ، ياما ناخُد دفعة وَسُرعان ما تنتهِى ، الأمر يحتاج لِمواظبة الصلاة ، وَالمواظبة تحتاج لِحاجة تانية تدِّيها قوّة ، " النَفْسَ الواحدة " ، يعنِى وَهُمّا بيصلّوا ، يعنِى عندهُم روُح واحِد ، وَقلب واحِد ، وَإِشتياق واحِد يعنِى مُمكِن تكونِى إِنتِ فِى بيتِك بتصلِّى صلاة الساعة الثالِثة ، وَأنا فِى بيتِى وَأُختِك فِى بيتها ، الكنيسة بِتقولِنا صلّوا هذِهِ العِبارات لأنّ دى تساعِدكُم على الفِكر الواحِد ، عِندما نقول " كيرياليسون " مَعَ بعض كأنّ طلبِتِى أُضيفت إِلَى طلبتِك كمجموعة ، وَصعدت طلبِتنا للسّماء يعنِى إِحنا كُلِّنا يكون عِندنا نَفْسَ واحدة ؟! أيوه نَفْسَ واحدة ، الرُسُل يُقعُدوا يصلّوا كأنّهُم شخص واحِد ، مُتفِقين فِى الرأى ، وَفِى المحبّة وَالهدف مبدأ مُهِم جِدّاً " الحياة الرّوحيّة الجماعيّة " " single hart قلب واحِد " ، المفروض يكون كُلِّنا بِنرفع صلوات وَطلبات بِنَفْسَ واحِدة ، كنيسة صلاة ، لابُد أنْ تعرِف إِنْ إِحنا مش مجموعة عرفنا بعض ، إِحنا أصلاً كنيسة صلاة ، إِحنا أصلاً كنيسة عِبادة ، إِحنا أصلاً كنيسة طلبات ، على أد ما يكون فيها رُوح خشوع وَتأمُلّ على أد ما تكون كنيسة قويّة فِى فرق بين الصلاة وَالطِلبة ، الصلاة فيها تضرُّع ، أمّا الطِلبة ففيها دالّة ، فيها بُنّوة ، فيها حُب ، فيها إِحساس الإِستجابة ، وَأنا بأطلُب عندِى إِحساس قوِى إِنّك هتستجيب للطلب يهوذا لمّا خان ربّ المجد يسوع وَموِّت نَفْسَه ، الكنيسة كانِت محتاجة تكمِلّ عدد التلاميذ ، حبّوا أنْ يختاروا واحِد بدل يهوذا ، فرسيت الحكاية على إتنين ، وَالنّاس كُلّها بِتشكّر فِى الإِتنين ، واحِد إِسمه يسطُس وَواحِد إِسمه متياس ، واحِد يقول يسطُس ده كويس وَأنا أضمنه ، وَواحِد يقول متياس كويس وَمُمتاز قوِى قوِى قوِى ، فإِحتاروا ، وَكانوا خايفين لأنّهُ بدل يهوذا ، وَيهوذا كان خايِن وَمش عايزين الموضوع يتكرّر تانِى ، طب نعمِل إيه ؟ محتارين يسطُس وَلاّ متياس !! لمّا إِحتاروا يقول [ وَصلّوا قائِلين أيُّها الرّبُّ العارِف قُلُوب الجميع عيِّن أنت مِنْ هذين الإِثنين أيّاً إِخترتهُ ]( أع 1 : 24 ) ، ما أجمل أنْ أُحوِل حيرتِى إِلَى صلاة ، أصل أنا عاجِز مش عارِف أختار مين ، شوفِى الصلاة الصلاة هى تحويل مُشكلتِى لِربِنا فِى ثِقة إِنّه هيحلّها ، فِى إِتكال كامِل ، أنا ماشية برأيه وَمشورته ، مش مشورتِى أنا ، مشورتك إِنت ، مُعلّمِنا داوُد النبِى بيقول[ برأيك تُهدينِى وَبعد إِلَى مجدٍ تأخُذُنِى ] ( مز 73 : 24 ) ، إِحنا شايفين الظاهِر ، وَبِنحكُم حسب الظاهِر ، لكِن إِنت تعرِف الأعماق ، إِنت أجدر منّا بالإِختيار ،ما أجمل أنْ أُلقِى بالمسئوليّة على شخص يسوع المُبارك فِى حيرتِى ، أنا حيّرانه فبدل ما أكون أنا – أكون حيّرانه – أُلقِى حيرتِى عليه ، وَالمُشكِلة بِتاعتِك عليه ، فبقولّك لو سمحت عيِّن أنت خلِّى بالِك ، لازِم وَإِنتِ بِتصلِّى ، لازِم يكون عندِك بأمانة كامِلة إِنّك ألقيتِى الموضوع عليه ، وَأنا عندِى إِستعداد أنْ أقبل متياس أو يسطُس ، عيِّن أنت ، ما أجمل أنْ نُلقِى عليه التبعيّة ، على ربِنا يسوع ، ما أجمل أنْ أُلقِى عليه حيرتِى وَهمِّى ، حيرتِك وَخوفِك لاَ تشيليِها إِنتِ ، إِحنا لاَ نستحمِل أنْ نعيش فِى حيرة وَخوف وَقلق ، أُمّال نعمِل إيه ؟ أأقعُد أتفرّج على نَفْسَى ؟ لأ أأقولّه إِنت العارِف ، إِنت ما أجمل أنْ نتكلّم مَعَ الله ، وَنُلقِى بالمسئوليّة عليه ، ما أجمل أنْ نُلقِى عليه فِى تسليم كامِل وَخضوع كامِل ، عيِّن أنت ، هُوَ أنا هأقعُد أفكّر ، أنا لو حكمت هاحكُم حسب الظاهِر ، إِنت العارِف قُلُوب الجميع ، لازِم أصلِّى علشان يُبقى القرار مش مسئوليتِى ، مسئوليتك إِنت ، علشان لو حصل حاجة أأقعُد أعاتبك ما أجمل أنْ نُحوِلّ هِمومنا وَمخاوِفنا إِلَى صلوات ، كنيسة الرُسُل مش ماشية بِرأى أشخاص ، بِرأيه هُوَ ، لاَ فِكرك وَ لاَ فِكرِى ، إِحنا بشر ، وَلكِن بِرأيه هُوَ [ وَلمّا حضر يومُ الخمسين كان الجميعُ معاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ] ( أع 2 : 1 ) ، كانوا واقفين مَعَ بعض بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَهُوَ ده الإِحساس الّلِى أهِلهُم لِحلول الرّوح القُدس ، كنيسة تصلِّى وَتعرِف ترفع قلبها لِربِنا موقِف تانِى ، بُطرُس وَبولس لمّا دخلوا المجمع وَشافوا الجمع ، وَشفوا الرجُل الأعرج ، فهدِّدوهُم وَقالولهُم لاَ تتكلّموا بإِسمِهِ وَ لاَ تجيبوا سيرته ، وَهُمّا خافوا مِنْ تهديدهُم وَراحوا للتلاميذ وَقالوا لهُم ، فخافوا وَقالوا وَبعدين ، هنسكُت ؟! مش هنقدر نسكُت ، مش هينفع الكلام ده ، وَلو إِتكلمنا هيحبسونا ، [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله]( أع 4 : 24 ) سمعتِى خبر يقلِقك وَحاجة تعباكِى ، تعمِلِى إيه ؟ تعيّطِى ! تسّوطِى ! الأمر مُتعِب ، يتعِب طب أعمِل إيه ؟ شوفِى عِلاج ، إيه العِلاج بتاعنا ؟ [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله ] ( أع 4 : 24 ) ، أول ما سمِعوا قالوا نقدِّم صلاة 0 وَلمّا عرفوا إِنْ بُطرُس مسجون ، عملوا إيه ؟ لَمْ يُقعُدوا يعيّطوا ،[ وَأمّا الكنيسة فكانت تصير مِنها صلوة بِلجاجة إِلَى الله مِنْ أجلِهِ ] ( أع 12 : 5 ) ، ده الحل الّلِى عندِنا ، وَكُلّكُمْ عارفين الصلاة الّلِى بِلجاجة مِنْ أجل بُطرُس عملِت إيه ، الملاك جِه ،[ وَإِذا ملاك الرّبُّ أقبل وَنور أضاء فِى البيت فضرب جنب بُطرُس وَأيقظهُ قائِلاً قُم عاجِلاً ، فسقطت السلسِلتان مِنْ يديهِ ] ( أع 12 : 7 ) ، لِغايه ما جابه للدار الّلِى قاعدين فيها التلاميذ ، وَكانوا مش مصدّقين ، الصلاة [ فلّما سمِعوا رفعوا بِنَفْسٍ واحِدةٍ صوتاً إِلَى الله وَقالوا أيُّها السيِّدُ أنت هُوَ الإِله الصَّانِعُ السَّماء وَالأرض وَالبحر وَكُلّ ما فِيها ] ( أع 4 : 24 ) ، إِتعلّمِى لمّا تكونِى بتصلِّى وَتكونِى فِى مُشكِلة ، طب ليه بيتكلِّموا كده مَعَ ربِنا ؟ علشان هُمّا فِى مُشكِلة وَعايزين يروا مجد ربِنا مِنْ أكتر الحاجات الّلِى تفتِح نِفْسِنا للصلاة ، أولاً صلاتِك لازِم تكون فِيها تمجيد لله ، [ أيُّها السيِّدُ أنت هُوَ الإِله الصَّانِعُ السَّماء وَ الأرض وَالبحر وَكُلّ ما فِيها ] ( أع 4 : 24 ) ، لازِم صلاة تكون فِيها تمجيد لِربِنا ، شىء فاتِح للشهيّة ، وَتحسِّى أمام مَنَ أنتِ ، وَتحسِّى إِنّك عارفة إِنتِ واقفة قُدّام مين لمّا يجِى واحِد كده وَيقول لِربّ المجد ، وَيقول إِنْ إِنت الّلِى أقمت الميّت ، غير واحِد يقوله تِقدر تقّوِم الميّت ؟! كلِمة تهينه ، لمّا بِنقول لِدكتور مشهور أنا أعرف إِنّك مُتخصِّص فِى المرض ده ، الكلام ده يخلِّى الدكتور يشعُر بِراحة مِنْ ناحية المرض ، ربِنا يحِب يشوف الإِنسان الّلِى واقِف أمامه إِنّه عارفه وَفاهمه ، وَيحِس إِنْ أنا فِعلاً حاسِس بِه ، وَعارفه وَ فاهمه ، وَلأنْ أنا عارِف قُدرتهُ وَأنا بمجِّده ، إِحنا فِى مُشكِلة ، وَلكِن أنت الصانِعُ السَّماء وَالأرض فتحِس إِنْ مُشكِلتِك دى تافهة لو إِنتِ شاطرة قوِى ، نِمرة 2 فكّرِى ربِنا بِوعد مِنْ وعوده ، تقولِى له إِنت قُلت[ القائِل بِفم داوُد فتاك لِماذا إِرتجّت الأُمم وَ تفكَّر الشُّعوبُ بِالباطِلِ ] ( أع 4 : 25 ) إِحنا لمّا نيجِى نكرِز بإِسمك أكيد هنلاقِى مُقاومات شديدة ، وَلكِن إِنت قُلت كده ، وَالآن يارب أنا عايِز منّك إِجابة دلوقتِى ، [ وَالآن ياربُّ أُنظُر إِلَى تهدِيداتِهُم وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلّ مُجاهرةٍ ] ( أع 4 : 29 ) ، " أُنظُر " ، لازِم ترى ، فِيها الفِعل لله ، هُوَ ينظُر ، مِنْ شويّة " عيِّن " ، دلوقتِى " أُنظُر " ، واحِد جعل الفاعِل هُوَ الله ، وَأنا المفعول بِهِ ، إِنت الّلِى تتصرّف ، إِحنا نعرف نعمِل إيه مَعَ النّاس دى !! " أُنظُر 00وَأمنح عبيدك " ، - عبيدك - ، وَكان قبلها " أيُّها السيِّدُ " ، لازِم إِحساس الإِنكسار وَالإِنسحاق فِى الصلاة ، إِوعى ياربُّ تخلّينا نخاف ، أو تسمح تهدِيداتهُم تدخُل جوّه قلوبنا ، [ وَأمنح عبيِدك أنْ يتكلّمُوا بِكلامِك بِكُلّ مُجاهرةٍ 0 بِمدِّ يدكَ لِلشّفاء وَلتُجرَ آيات وَعجائِبُ بإِسمِ فتاكَ القُدُّوسِ يسُوعَ ] ( أع 4 : 29 ) يعنِى تعمِل معانا حاجتين ، تخلّينا نتكلِّم وَ لاَ نخاف ، وَلكِن مُمكِن كلامنا يكون علينا بِتحاذير ، فعلشان تعّوض كده خلّينا نعمِل مُعجِزات ، وَقَدْ كان فكانت كنيسة قويّة فِى كلِماتِها وَخدمِتها ، وَكنيسة مُعجِزات وَقوّة شِفاء وَآيات وَعجائِب ، قوّة عظيمة ، أصل قالوا له الكلام ده [ وَالآن ياربُّ أُنظُر إِلَى تهدِيداتهُم وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلّ مُجاهرة 0 بِمد يدك للشّفاء وَلتُجرَ آيات وَعجائِبُ بإِسم فتاكَ القُدُّوس يسُوعَ ] ( أع 4 : 29 ) ، عارفين النتيجة إيه ؟ فِى سِفر الأعمال الإِصحاح الرابِع [ وَلمّا صلَّوا تزعزع المكان الّذى كانوا مُجتمِعين فِيهِ ] ( أع 4 : 31 ) ، خايفين مِنْ تهدِيداتِهِم ؟! أه خايفين وَلمّا خُفنا صلّينا ، وَلمّا صلّينا إِرتحنا وَلقينا تزعزع المكان ، وَإِحنا عندِنا إِستعداد نموت مِنْ أجله ، ربِنا بعت لهُم إيه فِى الحال ؟ المكان تزعزع فِى الحال ، وَكانوا يتكلّمون فِى مُجاهرة ، ما عنديش يتكلِّموا فِى السرّ ، خلاص الصلاة تزعزع المكان وَ ترفع الهموم ، ياما نحُط نفسِنا فِى الهموم وَيزداد ضعفِنا ، وَيزداد همِنا ، لك رفعت دعواى ، موضوعِى معاك ، تدابيرِى دى تدابيرك إِنت ، مُشكلتِى دى مش مُشكلتِى أنا دى مُشكِلتك إِنت لإِنْ أنا بِنتك ، الآنْ ياربُّ إِفعل إِنت ، دبّر إِنت ، حوِلِى مُشكِلتِك وَضعفِك فِى توسُل وَفِى ثِقة لإِنّه قادِر إِنّ أهم علامة " فِى الحال " على إِنّه قادِر ، وَعدو الخير يستخدِم مِنْ ضعفاتنا الطبيعيّة تُربة خِصبة لِجروحِى ، يدخّل جوّايا سِهام [ أدخل فِى كُليتىَّ نِبال جعبتِهِ ] ( مرا 3 : 13 ) ، أنا أقولّه ياربُّ إِنت – إِنت – بِحقّك تُخرِج مِنْ الشِدّة نَفْسِى ، لك أنا يارب فخلِّصنِى ، إِجعلوا الفاعِل فِى حياتكُم هُوَ ربِنا ، مش أنا 0 2- كنيسة شرِكة :- كنيسة شرِكة ، شرِكة يعنِى إيه ؟ يعنِى حياة مُشتركة ، بِنَفْسٍ واحِدةٍ ، وَكلّمتِك عَنَ القلب الواحِد " single hart " نموذجين عَنَ كنيسة شرِكة فِى سِفر الأعمال [ كانُوا يُواظِبُونَ] ( أع 1 : 14 ) ، الفِعل جماعِى ، على إيه ؟ على أربع حاجات :0 أ- تعليم الرُسُل ، لمّا الرُسُل تتكلِّم الكُلّ يسمعوا 0 ب- الشرِكة ت- كسر الخُبز ث- الصلوات هُمّا مُشترِكين مَعَ بعض فِى فِكرٍ واحِد وَرأى واحِد ، وَعِبارة واحِدة ، إِحنا نمثِل شىء واحِد ، حتّى وَلو كُنّا أفراد مُستقلين ،القديس أُوغسطينوس بيقول [ إِنِّى أراكُم كُلّكُمْ فوق الصينيّة ] ، شايفكُم كُلّكُمْ فوق الصينيّة ، وَإِنْ كان الكاهِن مِدِّى ضهره للشعب ، شايِفكُمْ كُلّكُم فِى الصينيّة ، وَكان عِندهُم كُلّ شىء مُشتركاً ، ما فيش حاجتِى وَحاجتك ، وَما فيش بتاعتِى وَبتاعتك [ وَالأملاك وَالمُقتنيات كانُوا يبيِعونها وَيقسِمونها بين الجميع كما يكُونُ لِكُلّ واحِدٍ إِحتياجٌ] ( أع 2 : 45 ) ، قمّة الشرِكة وَالبذل وَالعطاء وَالزُهد ، لِدرجِة الواحِد يبيع أملاكه وَمُقتنياته وَيتعاد توزيعها حسب إِحتياج كُلّ واحِد ما شُفناش قوّة كده ، ما شُفناش شرِكة كده ، ما شُفناش ناس يحِبّوا ربِنا أكتر مِنْ كُلّ حاجة ، النّاس شافوا ناس بِتدِّى لِربِنا أكتر ما تاخُد فشعروا بِقوّة مُذهِلة أول ما يتهد حاجِز الأنانيّة الّلِى جوّايا ، وَعِندِى إِستعداد إِنْ حاجتِى تُبقى حاجتك ، يُبقى فِعلاً ما فيش حاجة إِسمها بتاعتِى أو مُقتنياتِى ، وَعلشان كده يقولّك[ وَالأملاك وَالمُقتنيات كانُوا يبيِعوُنها وَيقسِمونها بين الجميع كما يكُونُ لِكُلّ واحِدٍ إِحتياج ]( أع 2 : 45 ) ، وَالرجُل الّلِى يبيع حقله ، يحُطّه تحت ، عِند الأرجُل ، إِمتى يصير كُلّ شىء عِند الأرجُل ؟ إِمتى يحسِب الإِنسان إِنْ نقص أخوه هُوَ نقصِى ؟ وَعجز أخويا هُو عجزِى ، وَإِحتياج أخويا هُوَ إِحتياجِى المفروض نكون كفِّتين مُتساويتين ، - زى بعض - ، كنيسة شرِكة ، كنيسة قلب واحِد ، وَصلاة واحدة ، علشان كده الكنيسة تحِب لمّا نصلِّى نصلِّى فِى وقت واحِد حتّى وَلو كُنّا مُتباعدين ، حتّى الصوم نصوم فِى وقت واحِد ، وَلمّا نفطر نفطر مَعَ بعض ، ما فيش حاجة إِسمها حاجتِى وَحاجتك ، وَ ما فيش حاجة بتاعتِى وَبتاعتك فِى أحد الأديُرة حُجرة إِسمها " حُجرِة الإِحتياجات " ، مليانة الجلالِيب ، وَمليانة ، علشان لمّا أب يحِب ينزِل يدخُل يقيس الحاجة الّلِى تيجِى عليه ، وَما فيش حاجة إِسمها بتاعتِى وَبتاعتك ، الإِحساس ده فِى حد ذاته ينّمِى رُوح المحبّة ، وَرُوح الوحدة ، وَيدّوِب الفواصِل ، كُلّ ما الذات تنخفِض كُلّ ما إِحساس الشرِكة إِرتفع ، وَكُلّ ما الذات إِرتفعِت كُلّ ما إِحساس الشرِكة إِنخفض 0 3- كنيسة قويّة :- أد إيه كانِت كنيسة قويّة وَكارِزة ، مثلاً بُطرُس الرسول ساعِة حُلول الرّوح القُدس قالوا دول جماعة سكرانين ، فإِتغاظ وَإِتضايِق وَإِحتد ، وَإِبتدأ يقول لهُم [ لِيكُن هذا معلوماً عِندكُم وَأصغُوا إِلَى كلامِى لأنّ هُؤلاء ليسُوا سُكارى كما أنتُم تظُنُّون لأنَّها السَّاعةُ الثَّالِثةُ مِنَ النَّهار ] ( أع 2 : 14 ، 15 ) ، وَإِبتدأ يقول لهُم إِنْ ده قوّة الرّوح القُدس إِبتدأ يقول لهُم خلّوا بالكُمْ إِنْ دى العِظة الّلِى خلِّت ثلاثة آلاف أمنوا [أيُّها الرِّجال اليهود وَالسَّاكِنون فِى أُورُشليم أجمعُون لِيكُنْ هذا معلُوماً عِندكُمْ وَأصغُوا إِلَى كلامِى ] ( أع 2 : 14 ) ، شوفِى القوّة الّلِى بُطرُس إِتكلِّم بِها ، وَالشجاعة وَالقوّة الّلِى إِتميِّز بِها إِنْ يسوع ده كان فِى وسطكُمْ ، وَإِنتُم شُفتوه وَعاصِرتوه وَشُفتُم عجائِب وَآيات وَلازِم تراجعوا نفسُكُمْ ، وَأنتُم لمّا صلبتوه لَمْ تُصلبوه قهراً وَ لاَ ضعف ، لاَ ده بإِرادتهُ ، وَاليهود لؤماً ، وَإِنتُم الّلِى صلبتموه وَبأيدِى أثمة ، قاصدُه على الرومان ، الرومان دول إِنتُمْ إِستخدمتموُهُمْ مُجرّد بس لِتنفيذ رغبِتكُمْ [ وَبأيدِى أثمةٍ صلبُتمُوهُ وَ قتلتُمُوهُ ] ( أع 2 : 23 ) ،[ الّذى أقامهُ اللهُ ناقِضاً أوجاع الموت إِذْ لَمْ يكُنْ مُمكِناً أنْ يُمسك مِنهُ ] ( أع 2 : 24 ) ، فإِبتدأ بُطرُس يتكلّم بِقوّة لِدرجِة إِنّهُمْ إِرتبكوا ، [ فليعلمْ يقيناً جميِعُ بيتِ إِسرائيل أنَّ الله جعل يسُوعَ هذا الّذى صلبتُمُوهُ أنتُمْ رَبَّاً وَمسيحاً ] ( أع 2 : 36 ) ، بِيتكلِّم بُطرُس بِقوّة لَمْ نعهدها مِنْ قبل ، قوّة الرّوح ، قوّة الشِهادة ، لِدرجِة قالوا ماذا نصنع ، إِحنا فِعلاً غلِطنا ، نعمِل إيه ؟ [ فقال لهُم بُطرُسُ تُوبُوا وَليعتمِد كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ على إِسم يسُوعَ المسيح لِغُفرانِ الخطايا فتقبلُوا عطيَّة الرُّوحِ القُدُسِ ] ( أع 2 : 38 ) وَبعد مُعجِزة المُقعد [ ما بالكُمْ تتعجّبُونَ مِنَ هذا وَلِماذا تشخصُونَ إِلينا كأنَّنا بِقوَّتِنا أو تقوانا قَدْ جعلنا هذا يمشِى ] ( أع 3 : 12 ) ، إِنتُمْ مالكُم بتبُصّوا لِى كده ، ده [ بإِسمِ يسُوعَ المسيح النَّاصِرىّ قُمْ وَأمشِ ] ( أع 3 : 6 ) ، ده النّهارده [ مجّدَ فتاهُ يسُوعَ الّذى أسلمتُمُوهُ أنتُمْ وَأنكرتُموُهُ أمام وجهِ بيلاطُس وَهُوَ حاكِم بإِطلاقِهِ ] ( أع 3 : 13 ) لو نعِد كم مرّة يقول " صلبتموهُ أنتُم " ، علشان عايِز يوقِظ ضمائِرهُمْ ، وَإِنْ هُوَ برىء وَ لازِم تصالحوه بالتوبة وَقبول الإِيمان ،[ أسلمتُموُهُ أنتُمْ وَأنكرتُموُهُ أمام وجه بيلاطُس وَهُوَ حاكِم بإِطلاقِهِ ] ( أع 3 : 13 ) ، بيلاطُس كان حاكِم بإِطلاقِهِ ، فأنتُم الّلِى صلبتموه ،[ وَلكِن أنتُم أنكرتُمُ القُدُّوس البارّ وَطلبتُمْ أنْ يُوهب لكُمْ رجُل قاتِل ] ( أع 3 : 14 ) ، قاصدُه على باراباس ، [ 00وَأنكرتُمُ القُدُّوس البارّ00وَرئيسُ الحيوةِ قتلتُمُوهُ الّذى أقامهُ اللهُ مِنَ الأموات وَنحنُ شُهُودٌ لِذلِكَ ] ( أع 3 : 14 ، 15 ) ، قوّة عجيبة بُطرُسُ الرسُول يُواجِههُم بِها ، رئيس الحيوة قتلتُمُوهُ ، قوّة عجيبة لقيناها فِى كنيسة الرُسُل [ أنّهُ بإِسم يسُوعَ المسيح النَّاصرِىّ الّذى صلبتُمُوهُ أنتُمُ الّّذى أقامهُ اللهُ مِنَ الأمواتِ0 بِذاك وقف هذا أمامكُمْ صحيحاً ] ( أع 4 : 10 ، 11 ) ، يُكلّمهُمْ بِجرأة عجيبة وَعارِف إِنْ دول بيدّبروا مكايِد ، وَماعندهُمش حق ، وَعارِف إِنْ نصيبه – لَمْ يكُن لهُ نصيب غير – يسُوعَ ، يقول آه يارب عارِف ، علشان كده يقولّك كده [ وَبِقوّة عظيمة كان الرُسُل يُؤدُّون الشَّهادة بِقيامِة الرّبّ يسُوعَ 00] ( أع 4 : 33 ) ، شوف أد إيه قوّة الشَّهادة التّى لاَ يستطيع أحد أنْ يضبُطها ، دى حركِة الرّوح داخِل النَفْسَ ،وَ لاَ تستطيعِى ضبطها القديس فيلوكسينوس يقول [ لقد جرحت نَفْسَى أيُّها الحبيب ، لاَ أقوى على ضبط لهيبك ، لِذلِك سأجرِى مُسبِّحاً إِيّاك ] ، إِرميا النبِى يقول [ فقُلت لاَ أذكُرُهُ وَ لاَ أنطِقُ بعدُ بإِسمِهِ فكان فِى قلبِى كنارٍ مُحرِقةٍ محصُورةٍ فِى عِظامِى ] ( إِر 20 : 9 ) ، لَمْ أقدِر ، أباؤنا الرُسُل مش قادرِين يسكُتوا ، ما تقول حتّى يا قديس بُطرُس الرسُول الكلام ده بالرّاحة شويّة ، بلاش تفتّح فِى حاجات قديمة ، يقول مش قادِر لَمْ أقوى على ضبط لهيبك ، حركِة الرّوح داخِل النَفْسَ ، لاَ يفكّر فِى نَفْسَه ، لاَ يفكّر فِى عواقِب أقرأ لك أخِر حِتّه علشان صعب إِنِّى لاَ أقرأ هذا الجُزء ، أخِر جُزء هُوَ عِظة القديس العظيم إِسطفانوس ، أخِر جُملة إِسطفانوس يقولها لنا وَهُوَ واقِف قُدّام مجموعة كبيرة مِنَ اليهود [ يا قُساة الرِّقاب وَغير المختونين بالقلوب وَالآذان أنتُم دائِماً تُقاوِمون الرّوح القُدس ، كما كان آباؤكُمْ كذلِك أنتُم ، أىّ الأنبياء لَمْ يضطهِدهُ آباؤكُمْ وَقَدْ قتلوا الّذين سبقوا فأنبأوا بِمجىء البار ، أنتُمْ الآن صِرتُم مُسلِّميه وَقاتِليه ، الّذين أخذتُم النّاموس بِترتيب ملائِكة وَ لَمْ تحفظوه ] ( أع 7 : 51 – 53 ) أنتُم للأسف مختونين فِى الأعضاء ، وَلكِن غير مختونين فِى القلب ، فِى توبيخ ما بعده توبيخ ، أنتُم غير مختونين القلوب وَ لاَ الآذان ، إِنت لَمْ تغلط فيهُم بس وَلكِن إِنت غلطت فِى آبائهُمْ أيضاً ، إِنت بتفكّرهُم بِزمان ، بتفكّرهُم بِحزقيال وَأشعياء وَإِرميا ، نشروا عظم أشعياء[ أىّ الأنبياء لَمْ يضطهِدهُ آباؤكُمْ ] ( أع 7 : 52 ) ، يا إِسطفانوس إيه الكلام ده ، ده إِنت يومك مش معدِّى ، وَفِعلاً ماعدّاش ، [ فلّما سمِعوا هذا حنقوا بِقلوبهُم وَصرّوا بأسنانهُم عليه ]( أع 7 : 54 ) ، طبعاً قال لهُم كلام مش مُمكِن ، أول لمّا لقاهُم صرّوا بأسنانهُم لَمْ ينظُر لهُم [ وَأمّا هُوَ فشخِص إِلَى السّماء وَهُوَ مُمتلِىء مِنَ الرّوح القُدس فرأى مجد الله وَيسُوعَ قائِماً عَنَ يمين الله ] ( أع 7 : 55 ) ، هان عليه بقى المنظر ، وَصار لاَ يُبالِى بحنق قلوبهُم وَ لاَ لمّا صرّوا بأسنانهُم ، خلاص بقى رأى الله ، [ فصاحوا بِصوتٍ عظيم وَسدّوا آذانهُم وَهجموا عليه بِنَفْسٍ واحِدةٍ وَأخرجوهُ خارِج المدينة وَرجموه وَإِذْ قال هذا رقد ] ( أع 7 : 57 – 60 ) أدِى إِسطفانوس ، قوّة مأخوذة مِنَ قوّة عمل الرّوح ، قوّة ينابيع مياه ، قوّة نار ، قوّة الرّوح ، فإِقرأىِ سِفر أعمال الرُسُل وَإِنتِ صايمة صيام الرُسُل ، فإِحنا إِحساسنا بالصوم لَمْ يرتقِى ، فلازِم نُشارِك الكنيسة فِى نهضتها وَقوّتها ، وَعلشان نُشارِكها لازِم يكون عندِنا رُوح صلاة وَ رُوح شرِكة وَرُوح قوّة ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
07 يونيو 2025

أربعة أعمال للروح القدس داخلنا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن، وكل أوان، وإلى دهر الدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة أحبائي في هذا اليوم المبارك، بعيد العنصرة، عيد ال50، عيد حلول الروح القدس، عيد ميلاد الكنيسة، بداية وجود الكنيسة، بداية أعمالها، بداية رسالتها هو في يوم ال50 الروح القدس احبائي هو عطية الآب لنا الروح القدس هو الذي يعوضنا عن عدم وجود المسيح بالجسد في وسطنا عندما وجدنا إن رب المجد يسوع بدأ يشير إلينا أن حياته على الأرض سوف تنتهي،وأنه هينطلق الكنيسة كلها، والآباء الرسل حزنوا فوجدنا يقول لهم عبارة صعبة جدا قال خير لكم أن أنطلق الأفضل لكم، أنني أترككم عبارة صعبة لدينا جدا لأني عندما انطلق، أنا أرسل لكم الروح القدس،وكأنه يريد أن يقول لكم وجودة معكم افضل من وجودى معكم بالجسد خير لكم أن أنطلق عطية الآب لنا مكافأة الكنيسة،سر وجود الكنيسة،سر قوة الكنيسة،سر كرازة الكنيسة،سر توبة الكنيسة،سر تجديد الكنيسة،هو عيد حلول الروح القدس،هو عمل الروح القدس في قلوبنا،وفي نفوسنا أن يأخذ منا لى ويعطيكم يأخذ منا لى ويعطيكم كل الذي تتمنوه أن تأخذوه مني،هو سوف ياخذوا مني،ويعطية لكم سيحيى أجسادكم المائتة بروحه القدوس الساكن فيكم كثيرا احبائى الإنسان،تكون علاقته بالروح القدس علاقة ضعيفة، ممكن أن يكون لدينا جزء من المعرفة عن الآب ،ممكن أن يكون لدينا معرفة كبيرة للإبن وممكن أن تكون معرفتنا ضئيلة بالروح القدس كثيرا ما نشعر اننا لا نشعر بة ونسأل انفسنا ما هو الروح القدس،ما هو الروح القدس؟ ما دوره فيا؟ وما علاقتى بة ومامدى استيعابى له؟ أربع كلمات تقربنا جدا من الروح القدس، أكلمك عن وظيفة الروح القدس، بداخلك أربع كلمات صغيرة، لكن بهم كلام كثير جدا، نأخذ في كل عنوان كلمتين الروح القدس، عملوا بداخلك يعمل أشياء كثيرة جدا. أولا، عمل الروح القدس في داخلنا،هو يقدس. ثانيا، يصلي. ثالثا، يعلم. رابعا، يعزي. الروح القدس شغلته واحد يقدس إنسان يريد أن يعيش في قداسة مسؤولية الروح القدس هو اسمه روح القداسة روح القداسة إذا كانت القداسة لها روح، فالروح جوهرها فجوهر القداسة هو الروح القدس عندما أريد أن أتقدس الشيء الذي يقدسنى،هو عمل روح الله القدوس في داخلي، هو الذي يقدس قلبي وعقلي وإرادتي وكياني، معلمنا، بطرس الرسول يقول إنكم قد اغتسلتم بالمعمودية بل تقدستم بل تبررتم بإسم الرب ، يسوع، وبروح الهنا في رسالة كورنثوس أنتم اغتسلتم،وبعد ذلك تقدستم بل تبررتم بإسم الرب يسوع، وبروح الهنا روح القداسة كان الله ينيح نفسه أبونا بيشوى كامل لة تشبية لطيف يقول الروح القدس، جالس بداخلك الروح القدس، لا يحب أبدا تكون الشيء بالداخل مش نظيف، مدام سكن فيه أصبح هو المسؤول عن نظافة الداخل،عندما تأتي بسيدة تحب النظافة، واجلسها فى مكان تنظف الروح القدس يدخل بداخلنا، وينظف أعطي فرصة للروح القدس، أن لأنها مسؤولة عن قداستك، هو يريد قداستك ويحبك، قداستك الكتاب أحيانا يكلمك عن لا تحزنوا الروح مرة أخرى، لا تطفئ الروح، لا تقاوم الروح، هو يريد أن ينظف، اتركه أن ينظف، أعطيله فرصته،جميل جدا، الإنسان الذي يجد الروح القدس يريد أن ينظف بداخله، وهو يتجاوب ويساعد ويقول له حاضر الإنسان احبائي بيعيش في صراع ما بين الخطية وبين البر الصراع في كل كف فيهم له مراكز قوة الخطية لها مراكز قوة في الإنسان مراكز قوى مثل الذات والشهوة، حب العالم حب المال مراكز قوة داخل حصون الشر، يعمل فيها العدو، ويعمل فيها الإنسان العتيق، هذه هي مراكز القوة، لكن الجزء الآخر توجد قداسة القداسة تأخذ مراكز القوى داخل الإنسان في القلب في إرادة، في العقل الروح القدس. شغلته إنه يغذي القلب اشتياقات مقدسة الفكر، أفكار نقية، الإرادة، إرادة صالحة، الروح القدس، يحرك عندما يحرك الروح، القدس، تجد الصراع مع الخطية، مع الذاد ومع الشهوة، مع حب العالم، تجد الصراع يحسم لأن الروح القدس بيسند بيجاهد بيقدس تجاوب مع عمل الروح القدس ستجد نفسك بدأت ان تنحاز ناحية القداسة، بدأت الخطيئة تغزى من داخلك وتنسحب، وكل مرة تطاوع الروح، كل ما تزيد سلطانة، وكل مرة تطاوع الخطية، كل ما يزيد سلطانها. لماذا الإنسان يشعر أن توبته تكاد أن تكون مستحيلة من كثرة الشرور، فيشعر إنه تم عبوديته، وتم سلب إرادته، ويشعر إنه لا يستطيع شئ لابد ان تعطي فرصة للروح القدس أنه روح قوي أقدر أقول لك إنه يوجد مراحل في عمل الروح القدس، أحيانا، يكون الروح القدس منسحب تماما من الإنسان هذا هو الإنسان الساعي للخطايا، الإنسان المتلذذ بالخطايا، إللي قال عنهم الكتاب يشربون الإثم كالماء هذا الروح القدس حزين مطفى بداخله، لا يقدر أن يشتغل لا يكون متجاوب والإرادة نائمة، هو اسمه روح الحياة الروح القدس أحيانا بيحاول يبس فينا روح الحياة، يحاول أن يحيي أجسادنا الميتة ، يحاول أن ينمي اشتياقنا، يقول أوقف وقفة صلاة يرفع قلبك لا يليق لا يحل عندما تتجاوب معه يقوى سلطانه، لأن بدأت حواسك بسبب البر تكون مجربة والعكس كل ما تطاوع الشر كل ما تجد الشر يقوى وسلطانة يقوى أول مرحلة مرحلة ان الروح تنطفئ مرحلة أخرى الإنسان يبدأ ينشط. شوية، لكن ليس قادر أن يفعل، الإنسان مش راضي عن الخطية التي يفعلها مش راضي عن السلوك وتصرفاته يغضب ومتضايق يكذب ومتضايق وبيحاول لا بد أن تتجاوب مع عمل الروح في إنسان ثالث نقول عليه الروح القدس فيه حى ونشيط يرى الخطية من بعيد وتجدة يهرب معلمنا بولس الرسول يقول أسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد جاءت من الإنسان، الروح القدس بداخله نشيط ينحاز له، ويعطيه هذا الروح القدس النشيط داخل الإنسان الإنسان عندما يطاوع الروح يبدأ ينال عتق من خطايا كثيرة، ومعلمنا بولس قال لأن ناموس روح الحياة قد أعتقني من ناموس الخطية عتق فك اسر انسان لا تطفئ روح صوت الرب داخلك يوجد نقطة حساسة جدا، هناك فرق بين صوت الضمير وبين صوت الروح، الضمير مستوى أخلاقي، الضمير يقول لك على شيء الغلط غلط، لكن الروح القدس م مش بس يقول لك على الغلط ده يوجهك أيضا للبر يوجهك لإرتضاء يوجهك الى روح اللة وفي الخطأ تجد الضمير عندما يبكت إنسان يبكتة بطريقة مخزية ومحزنة، الروح القدس. يبكتك بطريقة لطيفة بنائة، مفرحة يوجد فرق يوجد فرق بين مدرس يصحح لولد الامتحان ولمجرد ان يرى اخطاء عندة يعلم علامات بالاحمر هذا هو الضمير الضمير عندما يشارو لنا على خطاء فينا يعزى بنابة الروح القدس ليس ذلك، روح لطيف، وديع يوجهك إلى الخطأ، وهو يطبطب عليك، يوجهك للخطأ، وهو يحاول يفكرك بالإجابة الصحيحة، يرفع من إحساسك بأنك ليس إنسان وحش شخص مثل يهوذا ،عندما استلم المسيح هو بعد ذلك ارجع المال وندم وقال أنا اخطئت إذ أسلمت دما بريئا لكنة فى الاخر شنق نفسة لانة كان صوت ضميره وليس صوت روح،صوت الضمير ليس في صالح الإنسان، إنه ينجو الضمير ممكن يجعل الإنسان يشاور له على الخطأ، ويجعله يتعذب الروح القدس، يشاور لك على الخطأ، و يوجهك للصح، ويعزيك ويفرحك ولا يتركك تتعذب أو تتألم مثل معلمنا. بطرس الرسول أنكر، ولكنه خرج خارجا وبكى بكاء مر، الروح القدس عزاة وقال له لك رجاء الروح القدس يقدس. ثانيايصلي ما هي مسؤولية الصلاة فينا ؟ ما الذي يجعلنا نعرف أن نصلي؟ ما الذي يجعلنا نقول كلمات فى الصلاة، ماالذى يجعل الصلاة لذيدة ما الذي يجعلني ألتزم بالصلاة؟ ما الذي يجعلني أشعر أنه يوجد كلمات اقولها ليست مرتبة ما الذى يجعل أن الوقت يفوت عليا،وأنا مش وأخد بالي فى الصلاة اقول لك الروح اصلى بالروح واصلى بالذهن أيضا ما أجمل صلاة الروح تحتاج إلى تدريب والتدريب يستغرق العمر كله،صلاة الروح في درجة من درجات الصلاة يقولوا عليها صلاة الشفتين ودرجة اجمل اسمها صلاة القلب انها اروع ودرجة اجمل واجمل اسمها صلاة الروح اجعل الروح هو الذى يقود صلاتك اجعل التعبير يخرج من روحك التى بداخلك الروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها نحن لا نعلم ماذا نصلى لكننى اصلى بالروح اللة روح والذين يسجدون لة فالروح والحق ينبغى ان نسجد معلمنا بولس يقول نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف كل مرة نصلى نشعر أنة يوجد روح جديدة نشاط جديد اخبائى ان لم نصلى بالروح نشعر أن الأجبية ثقيلة جدا هذة ناس تصلى بالروح والكلام لذيذ بالنسبة لهم يوجد احبائي من يصلى بالروح من يجد صعوبة ليس فى وقفة الصلاة لكن فى كيف ينهى الصلاة بجد صعوبة انسان شعر انة دخل إلى حضرة الملك فاكنة يقول له أن لا امشى طول ماانا جالس معك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
03 يونيو 2025

الرّوح القُدس وَعمله داخِلنا

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة ، إِذاً عمل الرّوح القُدس داخِلنا هُو :- 1- الرّوح القُدس يُقدِّس :- التقديس الّذى نشتاق إِليه أساساً عمل الرّوح القُدس ، دور الرّوح القُدس داخِلنا يُقدِّس ، لِذلِك تُسمّيه الكنيسة ( رُوح القداسة ) ، يقول الآباء أنت الآن ساكِن فِى بيت ، نظِافة هذا البيت أو عدم نظافتةُ مسئولية ساكِن البيت ، هكذا نحنُ البيت وَالرّوح القُدس هُو ساكِنهُ ، لِذلِك نظافِة قلوبنا مسئولية الرّوح القُدس الساكِن فينا ، التقديس مسئولية الرّوح القُدس ، لكِنّه يقول [ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فيكُمْ ] ، فهل يوجد شك فِى سُكناه داخِلنا ؟ لاَ لكِنّهُ قَدْ يكون داخِلنا إِمّا خامِل أو نشيط ، هذا حسب تفاعُلنا معهُ [ إِنْ كان المسيح فيكُم فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة أمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ ] ، هُو الّذى يُقدِّس عِندما ينشط وَيعمل داخِل الإِنسان ، يوجد صِراع داخِل الإِنسان بين الخطيّة وَالبِرّ ، تأخُذ الخطيّة فِى أعماق الإِنسان لها مراكِز لِتُحارِب مِنَ خلالها الإِنسان ، كما يأخُذ أيضاً البِرّ لهُ مراكِز فِى أعماق الإِنسان لِكى يُحارِب الخطيّة مراكِز الخطيّة داخِل الإِنسان هى الغريزة وَالشهوة ، بينما مراكِز البِرّ هى العقل وَ القلب ، غريزة وَشهوة يُحارِبان العقل وَالقلب الّذين لو كانت أسلحتهُما أسلِحة الرّوح فإِنّهُما سوف يدُكّان الغريزة وَالشهوة لِذلِك نرى فِى القديسين درجات تُسمّى قطع الهوى أو اللاهوى ، فقد نجِد قديس لاَ يُفرِّق بين رجُل وَإِمرأة ، هذا لأنّهُ غلب الغريزة وَالشهوة ، وَجعلهُما معهُ بدلاً مِنَ أنْ يكونا ضدّهُ ، وَإِستطاع أنْ يجعلهُما طريقُة للسماء بدلاً مِنَ أنْ يجلِبا عليهِ الجحيم ، فأصبحا داخِلهُ طاقِة حُب جبّارة الغريزة وَالشهوة إِذا تقدّسا يصيران طاقِة عطاء هائِلة وَحُب جبّارة ، كما كان مُعلّمِنا بولس الرسول الّذى كان لديهِ غريزة نشيطة جِداً مُقدّمة لله ، لِذلِك قال [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِكُمْ أيضاً إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيكُمْ ] ( غلا 4 : 19 )[ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ] ( 2 كو 11 : 29 ) ،الرّوح القُدس نَفْسَه إِذا وجد عقل وَقلب خاضعين لهُ سنرى ماذا يصنع بِهُما 0 الخطيّة درجات مِنها :0 إِنسان مُتلذِّذ بالخطيّة [ الّذين يشربون الإِثم كالماء ] ، إِنسان ضميره لاَ يتعِبه إِذا سقط فِى خطيّة ، وَ لاَ يوجد داخِله أىّ تبكيت أو توبيخ ، وَتُسمّى هذِهِ الدرجة غِياب الرّوح الرّوح يعمل قليلاً ، فقد يُرسِل للعقل فِكرة أنّ الإِنجيل يقول[ أنتُم هياكِل الله وَرُوح الله ساكِن فيكُم ] ، لكِن الغريزة تُرسِل بدورها فِكرة مُضادّة ، وَتحدُث حرب بين الفكرتين ، وَلكِن لأنّ سُلطان الغريزة أقوى ، فتغلِب الرّوح للرّوح سُلطان أقوى ، فيكون العقل وَالقلب مُقدّسين ، العقل فِكره مُقدّس بالرّوح ، وَالقلب مشاعِره مُقدّسة بالرّوح ، فيُقاوِموا الغريزة وَالشهوة ، وَالرّوح تتشجّع ، وَعِندما تقوم الخطيّة تهِب الرّوح ، وَيحدُث صِراع قوِى أقوى مِنَ الدرجة السابِقة العقل وَالقلب لهُما قوّة للمُقاومة ، عِندما نشتكِى أنّ ضمائِرنا تلومنا وَتُبكِتنا مِنَ الخطيّة فهذا علامِة نشاط الرّوح [ يُذكّركُم بِكُلّ ما قُلته لكُمْ ] ، دور الرّوح أنْ يجعل العقل وَالقلب ينحازوا للتقديس لِيُحارِبا الشهوة [ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُمْ المائِتة أيضاً بِروحه الساكِن فِيكُمْ ] ، عِندما يسكُن الرّوح فينا وَيزيد داخِلنا ، فهذِهِ علامة صحيّة ، وَالرّوح لاَ يكِل وَ لاَ يتعب وَ لاَ ييأس ، بل يظِل يُبكِت فينا حتّى النَفْسَ الأخير ، يمكِن نتوب فِى أخِر لحظات لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] ( رو 8 : 12 ) ، أنتُم مديونون للرّوح لِتوفوا دين الرّوح ، [ لأنّ ناموس رُوح الحيوة فِى المسيح يسوع قَدْ أعتقنِى مِنَ ناموس الخطيّة وَالموت ] ( رو 8 : 2 ) ، حاوِل أنْ تنحاز للرّوح فِى صراعها مَعَ الجسد ، وَ لاَ تُكمِلّ شهوة الجسد ، رُوح القداسة يُقدِّس وَيُنظِّف عِندما تجِد الرّوح داخِلك يُبكِتك ، شجّعه وَأنحاز فِى العقل للرّوح لِكى تنال عِتق ، إِذا إِنحازت النَفْسَ للرّوح مرّة وَمرتين ، وَعِندما تقوم الشهوة وَتُحارِب النَفْسَ ، تُقاوِمها النَفْسَ بِقوّة الرّوح ، فنجِد أنّ الشهوة وَالغريزة يضمُران ، وَهذِهِ هى القداسة هذا ما حدث لأبو مقّار الّذى يُقال عنهُ اللابِس الرّوح ، أىّ مُتوشِح بِروح الله ، وَتقدّس بِهِ ، وَصار هُو وَرُوح الله شىء واحِد ، الرّوح الّذى يُقدِّسنا ، لِذلِك كُلّ تقديس خارِج الرّوح لاَ يُفيد ، التقديس ليس على مُستوى الأخلاق بل لهُ درجة أعمق ، هُو حالِة كيان تقدّس بالكُلّيّة يرفُض كُلّ شرّ وَشِبه شرّ ، لأنّ الرّوح قدّس العقل وَالقلب ، وَعرفت النَفْسَ كيف تُجاهِد ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ تقديس الرّوح للطاعة ، أىّ حاوِل أنت بإِستمرار أنْ تُطاوِع الرّوح لِكى تتقدّس ، طاوِع الوسائِط الرّوحيّة وَأستجِب لِنداء الرّوح[ لاَ تُطفِئوا الرّوح ] لِكى تتقدّس 0 2- الرّوح القُدس يُصلّى :- لابُد أنْ تعرِف أنّ الصلاة عمل رُوحانِى وَليس جسدِى ، لاَ أتكلّم بِشِفاه فقط بل بالعقل وَالقلب الّذين قدّسهُما الرّوح ، هذا هُو عمل الرّوح داخِلِى ، صلاة ، لِذلِك فِى حوار المسيح مَعَ السامريّة قال [ أنّ الله رُوح وَالّذين يسجُدون لهُ فبالرّوح وَالحق ينبغِى أنْ يسجُدوا ] ، أىّ إِنِّى لاَ أنحنِى بِجسدِى فقط بل وَ بِرُوحِى أيضاً الصلاة عمل الرّوح ، فصلّى بالرّوح ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسول[ أُصلّى بالرّوح وَأُصلّى بالذهنِ أيضاً ] ، الرّوح قَبْلَ الذهن ، مسئوليّة الصلاة على الرّوح القُدس ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر أنّ الصلاة عمل رُوحانِى ، وَأتكلّم بالرّوح يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ لِكى نعبُد الله بِجدّة الرّوح لاَ بِعِتق الحرف ] ، وَداوُد النبِى يقول [ تترنّم لك رُوحِى ] ، كُلّ ما الرّوح يكون نشيط كُلّ ما كانت الصلاة روحيّة ، عِندما لاَ يُصلّى الرّوح داخِلنا تكون صلاتنا ضعيفة عِندما يكون أساس الموضوع غير موجود يكون الموضوع ضعيف ، هكذا عِندما نُصلّى بِدون رُوح تكون صلاة ضعيفة ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الرّوح يُعين ضعفِنا ] ، الرّوح يُعين ضعف الجسد ، [ الرّوح يُعين ضعفاتنا 0 لأنّنا لسنا نعلم ما نُصلّى لأجلِهِ كما ينبغِى ، وَ لكِنّ الرّوح نَفْسَهُ يشفع فينا بأنّات لاَ يُنطق بِها ] ( رو 8 : 26 ) ماذا أقول فِى صلاتِى ؟ هل أطلُب جسديات أم أطلُب مِنَ أجل الآخرين ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول أنّ الرّوح يُعين ضعفِنا وَيُعلّمِنا كيف نُصلّى ، الرّوح يئِن داخِلنا أنين لاَ يُنطق بِهِ ، أىّ كلام لاَ نعرِف كيف قُلناه ؟ ألّمْ تُجرِّب أنّك تُصلّى صلاة بعدها تفرح بِكلِمات الصلاة التّى لَمْ تعرِف كيف نطقت بِها ، كلِمات ليست بِترتيب العقل ، وَليست مُنمّقة بل كلِمات الرّوح الناطِق فينا ، الله يُريد كلِمات روحيّة ، وَالرّوح يُعين ضعفِنا مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح القُدس ، وَبِقدر نشاط الرّوح بِقدر نشاط الصلاة وَقوّتها ، وَبِقدر خمول الرّوح بِقدر ثِقل الصلاة وَبلادتِها ، لابُد أنْ نُصلّى بِكلام مملوء بالرّوح فنجِد أنفُسنا نُصلّى بِكلام لاَ يُنطق بِهِ ، يصعد مِنَ القلب للشِفاه بِدون تكلُّف لِذلِك قَدْ يُعطِى بعض آباء الإِعتراف تدريب قراءِة قِطع الساعة الثالِثة مَعَ كُلّ صلاة خِلال اليوم كُلّه ، وَ نُكرِّر كلِمة [ هذا لاَ تنزعهُ مِنّا أيُّها الصالِح ، لكِنْ جدِّدهُ فِى أحشائِنا ] ، طِلبِة تجديد الرّوح طِلبة كُلّ وقت ، لأنّ مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح ، وَجمال الصلاة مسئوليّة الرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر بِتقديس الرّوح وَصلاته داخِلِى 0 3- الرّوح القُدس يُعلِّم وَيُرشِد:- مسئوليّة تعليمنا الكِتاب المُقدّس وَالفضائِل وهى مسئوليّة الرّوح القُدس ، مسئوليّة فهم الآيات التّى لاَ نفهمها بِعقلِنا البشرِى تقع على الرّوح ، آباؤنا لَمْ يقرأوا تفاسير الكِتاب المُقدّس وَصاروا شُهداء ، لَمْ يكُن لهُم معرِفة كبيرة مِثلنا وَصاروا قديسين لأنّ الرّوح داخِلهُم كان نشيط الكِتاب المُقدّس كُتِب بالرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ يفهم بالرّوح ، وَبِدون الرّوح القُدس يُصبِح طلاسِم ، لابُد أنْ تُصلّى وَأنت تقرأ الكِتاب المُقدّس ، كما يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ لأنّ الّذين سبق فعرفهُم سبق فعيّنهُم لِيكونوا مُشابِهين صُورة إِبنهِ لِيكون هُو بِكراً بين إِخوةٍ كثيرين ] ( رو 8 : 29 ) ، هل تعِى معنى الآية بِعقلِك البشرِى ؟ قَدْ لاَ تفهمها ، فصلّى للرّوح وَتوسلّ لهُ لِكى تفهم ، حتّى وَإِنْ لَمْ تفهم سِوى تِلك الآية فقط مِنْ الإِصحاح كُلّه 0إِتكِل على الرّوح هُو الّذى يُعلِّم ، ربّ المجد يسوع قال[ يُعلّمِكُم كُلّ شىء وَيُذكّركُم بِكُلّ ما قُلتهُ لكُمْ ]عِندما قال يسوع لِتلاميذه أنّهُ سيصعد ، حزِنوا لأنّهُم قالوا فِى أنفُسهُمْ كيف نعيش بِدون يسوع ؟ فقال لهُم [ لأنّهُ إِنْ لَمْ أنطلِق لاَ يأتيكُم المُعزِّى 0 وَلكِنْ إِنْ ذهبت أُرسِلُهُ إِليكُمْ ] ( يو 16 : 7 ) ، [ 00أوصاهُم أنْ لاَ يبرحوا مِنْ أُورُشليم بل ينتظِروا موعِد الأب الّذى سمعتموهُ مِنِّى ] ( أع 1 : 4 ) ، يقول لهُم ، عِندما كُنت أُكلّمكُمْ بأمثال لَمْ تفهموا إِنْ لَمْ أشرحها لكُمْ ، لكِن بالرّوح القُدس ستعوا كُلّ شىء بِدون شرح أو تفسير إِذا فكّرنا كيف كتب الإِنجيليين الأربعة الأناجيل ، وَكيف تذكّروا الأحداث بِهذِهِ الدِقّة ، لتأكدنا أنّ وراءهُم الرّوح القُدس هُو الّذى ذكّرهُم بِدِقّة الأحداث ، القديس متى الّذى كتب العِظة على الجبل كتبها بِنص ما قالهُ يسوع رغم أنّ التلاميذ لَمْ يكونوا يُدّوِنون ما يقولهُ يسوع أثناء سماعهُم لهُ فِى إِنجيل متى 5 ، 6 ، 7 ، كُتِبت التطويبات بالنص ، كيف ؟ الرّوح القُدس ذكّرهُم بِكُلّ ما قيل [ الرّوح القُدس يُذّكِركُم بِكُلّ ما قُلته لكُم ] ، [ وَمتى جاء المُعزِّى الّذى سأُرسِلُهُ أنا إِليكُمْ مِنَ الآب رُوح الحقّ الّذى مِنَ عِنْدِ الآب ينبثِق فهُو يشهدُ لِى ] ( يو 15 : 26 ) تعاليم الكنيسة وَالرُسُل عُمِلت بالرّوح ، كلِمات التسبِحة بِكُلّ قوّتها وَجمالها كُتِبت بالرّوح ، كذلِك قِطع الأجبية ، كلِمات فِى قمّة الجمال لأنّها مكتوبة بالرّوح ، رُوح الله الّذى يقود وَ يُرشِد وَ يُعلِّم مَنْ الّذى دافع عَنَ إِيمان الكنيسة ؟ أثناسيوس وَكيِرلُس وَديُوسقورُس ، نعم ليس بِشخصهُم بل رُوح الله العامِل فِيهُم جعلهُم يقِفون فِى صلابة ضِد البِدع وَالهرطقات ، كم مِنَ بطارِكة صدّقوا على كلِمات فِى المجامِع ، فِيها مِنْ البِدع ما هُو غير واضِح ، مِثل أنّ المسيح لهُ طبيعة إِنسانيّة وَطبيعة إِلهيّة ، نعم ، إِذاً لهُ طبيعتان ، بالعقل البشرِى نقول نعم ، لكِن كيِرلُس بالرّوح يقول لاَ ، لهُ طبيعة واحِدة العقيدة نفهمها بالرّوح ، القديسين يقولون[ اللاهوتِى الحقيقِى هُو المُصلّى ] ، وَ يقولون أيضاً [ الّذى جعل أثناسيوس هُو أثناسيوس تقواه ] ، لأنّهُ كان إِنسان مملوء بالرّوح ، لِذلِك دافع بِقوّة عَنَ العقيدة ، الأنبا أنطونيوس فِى اللاهوت كان قدير رغم أنّهُ كان راهِب بسيط ، لكِن بالرّوح القُدس النشيط داخِلهُ جعلهُ قوِى فِى اللاهوت بِدون مراجِع أو كُتب يوحنا الحبيب فِى رِسالته الأولى يقول[ أمّا أنتُم فالمسحة التّى أخذتموها مِنهُ ثابِتة فيكُم وَ لاَ حاجة بِكُم إِلَى أنْ يُعلّمكُمْ أحد بل كما تُعلّمكُمْ هذِهِ المسحة عينها عَنَ كُلّ شىءٍ وَهى حقّ وَليست كذِباً ] ( 1 يو 2 : 27 ) 0 4- الرّوح القُدس يُعزِّى :- التعزية أىّ السند وَالمعونة أىّ الفرح البديل عَنَ الحُزن ، الدور الرئيسِى للرّوح داخِلنا تعزية ، لو كانت حياتِى بِها فشل وَأحزان كثيرة ، وَفِى ضغوط مِنْ نَفْسِى وَفشل رُوحِى وَإِحباط ، الرّوح القُدس يُعزِّى وَ يقول لاَ تخف عِندما أشعُر بيأس فِى حياتِى وَكُلّ ما أقترِب مِنْ الكنيسة كُلّ ما تزداد الحروب ، نجِد الرّوح القُدس يُشدِّد وَيُشّجِع وَيسنِد وَيقول كُلّ جِهادك محسوب طالما أنت تُطيع كلامِى ،فَلاَ تخف ألّم تُجرِّب صلاة تخرُج مِنها بِروح مُرتفِعة ، أىّ تنال مِنها تعزية ! تقول الكنيسة [ عزاء صغيرِى القلوب ] ، أىّ الّذين مشاعِرهُم هشّة ، نَفْسِى أخدِم وَأتعزّى ، أصلّى قُدّاس وَأتعزّى ، أصلّى فِى مخدعِى وَأتعزّى ، هذا كُلّه مسئولية الرّوح القُدس الّذى هُو قريب جِداً مِنّا ، لكِنّنا لاَ نتودّد لهُ كثيراً ، رغم أنّ الأُمور الجوهريّة فِى حياتنا هى عمله مِثال لعمل الرّوح القُدس فِى حياتنا ألِيعازر الدمشقِى خادِم أبونا إِبراهيم الّذى أراد أنْ يُزّوِج إِبنه إِسحق فأرسل ألِيعازر الدمشقِى لِيختار عروس لإِسحق ، فكيف يختار عروس مِنْ مكانٍ بعيد وَيخطُبها لإِنسان لاَ تعرِفهُ ؟ ألِيعازر صلّى لله وَقال لهُ سهِلّ المأموريّة وَأعطنِى علامة أنّ التّى أطلُب مِنها لِتسقنِى تقول لِى إِشرب أنت وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَوقف عِند البئر وَجاءت رِفقة وَطلب مِنها لِيشرب ، فقالت لهُ إِشرب وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَكانت رِفقة تركُض لِتسقِى العبيد وَالجِمال ، وَقالت لهُ لنا دار كبيرة فتعال عِندنا ، وَذهب معها ، وَخِلال الطريق يُكلّمها عَنَ إِسحق وَعَنَ أخلاقه وَعِلاقته بالله هكذا الرّوح القُدس يفعل كما فعل ألِيعازر الدمشقِى ، يخطُب النَفْسَ لله ، وَخِلال رحلِتها فِى العالم يُطمِئن النَفْسَ ، وَ يقول لها لاَ تخف ، وَيصِف لها عريسها السماوِى بِكُلّ جماله وَصلاحه وَمحبّتة ، وَإِذا يأست النَفْسَ مِنْ طول الطريق وَصعوبتهُ يسنِدها وَيُعزّيها وَيوّكِد لها أنّهُ نَفْسَ الطريق الّذى أتى مِنهُ لِيخطُبها للعريس السماوِى ، فلن تضِل فيهِ مادام الرّوح معها الرّوح القُدس يُعزِّى [ وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ ]( رو 8 : 9 ) ، إِنْ كان أحد ليس لهُ ألِيعازر الدمشقِى فليس لهُ إِسحق ، إِنْ كان أحد ليس لهُ الرّوح القُدس فليس لهُ المسيح العريس ، ألِيعازر الدمشقِى هُو الّذى يوصّلنِى لإِسحق ، وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُعزِّى وَيرفع النَفْسَ مِنْ همومها ، وَيُعطِى للإِنسان أفراح سماويّة عِوض الأحزان إِسحق سيُنسيك كُلّ تعبك [ إِسمعِى ياإِبنة وَأنظُرِى وَأميلِى أُذُنِك وَأنسِى شعبِك وَبيت أبيِكِ فإِنّ الملِك قَدْ إِشتهى حُسنِك ] ،الرّوح القُدس يخطُبِك للمسيح ، إِذا أراد إِنسان أنْ يتزّوج بإِنسانة فقد يُرسِل وسيط لِيتِم التعارُف بينهُما وَالإِتحاد ، هكذا الرّوح القُدس يُطمِئن وَيسنِد وَيُرشِد حتّى نخلع الجسد وَنلتصِق بالله فِى السماء المسيح قال إِذا كُنت سأظل معكُم على الأرض ، فكم مدينة سأُعلّمِها ؟ واحدة أم إِثنان أم ثلاث ! أنا أُريد أنْ أُعلِّم المسكونة كُلّها ، لِذلِك أُرسل لكُم الرّوح القُدس الّذى يسكُن فيكُم ، وَبِهِ أصبح لنا مسحة مِنْ القُدّوس الّذى يُعلّمِنا وَيُرشِدنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
01 يونيو 2025

من مصر دعوت إبنى عيد دخول المسيح أرض مصر

فى الحقيقة ونحن فى مُناسبة دخول المسيح لأرض مصر نُحب أن تكون لنا وقفة مع هذا الحدث ، وبنعمة ربنا سنتكلّم فى ثلاث نقاط وهُم :- 1- المعنى الروحى لهذا الأمر :- كُلّنا نعرف أنّ هيرودس الملك عرف بميلاد رب المجد يسوع وكان ينوى قتلهِ فظهر الملاك فى حُلم ليوسف النجار قائلاً " قُم وخُذ الصبىّ وأُمهِ وأهرُب إلى مِصر " ] مت 2 : 13 [ الطفل يسوع كان عُمره تقريباً فى ذلك الوقت سنتين ومكث فى مصر حوالى ثلاث سنين وعشرة شهورففى هذه الفترة إكتسب لُغته وتكّونت شخصيتهُ التى بحسب الجسد ، وقد بدأ تلامُسهُ مع المُجتمع الذى حوله وهو فى مصر ، وذلك لأنّ الطفل يبدأ يتكلّم من سن سنتين سنتين ونصف ، فعندما يكون عنِده خمس سنين فهو بذلك يكون قد تجمّعت عِنده اللُغة وتكلّم بلُغتنا وهى اللُغة القبطيّة وذلك لأنّه نشأ فى أرض مِصر ولا يوجد مكان لمستهُ أرجُل السيد المسيح فى الأرض كُلّها إلاّ اليهودية وأرض مِصر ، بركة خاصة جداً جداً جداً لنا فى هذا العيد لماذا ربنا أمر أن يأتى لأرض مِصر بالأخص ؟ وما هو موضوع مِصر؟! ربنا لهُ تعامُلات كثيرة جداً مع مِصر كمعنى روحى ، ربنا حب أن يُعلن مجدُه لمصِر مرات كثيرة ، فعندما جاء الطفل يسوع لأرض مِصر كانت مِصر كُلّها وثنيّة ومشهورة جداً بِعبادة الأصنام ومشهورة بأنّها رائدة الثقافة والحضارة وكُل مكان كان يدخُلهُ السيد المسيح كانت الأوثان تقع والكتاب يقول " هوذا الرب يأتى على سحابة 0000فترتجف أوثان مِصر " ] أش 19 : 1 ، 2 [ ، وفعلاً إرتجفت الأوثان وسقطت ، ويقول الكتاب أيضاً " ويكون مذبح للرب فى وسط أرض مِصر " وهذا ما ذكره أشعياء النبى ] أش 19 : 19 [ فالمعروف أنّ كُل التقدُمات كانت على المذبح فى أورشليم فقط ، ولكن ما هذا المذبح ؟ يقول هذا المذبح فى كنيسة العهد الجديد ورب المجد يسوع بشخصهِ هو الذى أسس مذبحها أيضاً كان رب المجد يسوع قبل أن يذهب لأى مكان كان يُرسل له رُسل ولكن مع مِصر فعل العكس فهو جاء الأول ثم أرسل لها رسول ولكن لماذا ؟! قال أنا أُريد أن أُعلن مجدى فى هذه البلد ، البلد التى فيها عبادة الأوثان وبها ثقافة عاليّة أنا أُريد أن أُحولّها مكان لمجدى ، فصارت مِصر مذبحاً لهُ ، صارت مِصر بها أجمل الأزهار والمقصود بها الرُهبان وصار تُرابها مُقدّس وهى بريّة شيهيت وصارت تلد قديسين ولكن لماذا يارب مِصر بالذات فكان مُمكن بلاد أُخرى ؟! فلنفرض أنّ رب المجد يسوع كان موجود فى بيت لحم كان مُمكن تطلع لبابل أو للأُردن ، لماذا مِصر بالذات ؟! قال لا أنا أُريد أن أُعلن مجدى لهذه البلد ولذلك مِصر بدلاً من أن تكون مركز لعبادة الأوثان صارت مِصر مركز للعلِم المسيحى ولولاها لصار العالم آريوسياً ، ولا يوجد فرق بين الآريوسيّة والإسلام فلولا مِصر لكانت المسيحيّة قد فقدت جوهرها وجوهر المسيحيّة هو أنّ الله صار جسداً ولذلك يوجد معنى روحى ربنا يُريده من دخوله لأرض مِصر ، ربنا يُريد أن يُحطّم الأوثان ، يُريد أن يُحّولها من بلد مليئة بالمعرفة العالميّة إلى بلد مليئة بالمعرفة الروحيّة ، فمِصر هى التى أعطت لنا قانون الإيمان والكتاب يقول " الشعب الجالس فى الظُلمة أبصرّ نوراً " مِصر مشهورة بعبادات عديدة فكانوا بيعبدوا التماسيح وبيعبدوا القُطط والعِجول ، فنجد هذا المكان يوجد فيه مذابح وفيه مجد وتسابيح ، فمِصر هى التى علّمت العالم كلمة البتوليّة والرهبنة ، فالأنبا أنطونيوس هو الذى أسّس الرهبنة فى العالم أجمع ، ربنا إفتقدنا أُريدك أن تتخيل أنّ ربنا يسوع دخل بلد أُخرى فبأى طريقة كانت ستحتفل هذه البلد ؟ أرى أننّا بنظلمه كحدث لهُ قيمة0 2- تحقيق النبوات :- القصة تبدأ من قديماً جداً من أيام أبونا يعقوب وأولاده يوسف الصدّيق عندما إخوه يوسف باعوه وسُجن وفرِعون حلم حُلم ويوسُف فسّره لهُ وأقامهُ فرِعون على مخازن مِصر ، ويوسف أنقذ إخوتهُ وقدّم لهُم حِنطة وفى كُل هذه الأحداث ربنا يقول لك إنتبه مِصر ستكون مصدر خير للعالم كُلّه وأنا سأحّولها من جوع إلى شبع وستصير مصدر حِنطة ليعقوب ولإولاده يوسُف هو إشارة لربنا يسوع الذى جاء مِصر وعندما جاء مِصر قدّم حِنطة ، هو جاء هربان إلى مِصر ولكن هو الذى حماها ولم تكُن مِصر هى التى حمته ، جاء وقد غيّر عِبادة مِصر من عبادة الأوثان لمعرفة الإله الحقيقى ، وهذه هى قصة مِصر فى الكتاب أيضاً شعب إسرائيل كثُر جداً جداً فقال فرعون لشعبهِ ( المصريين ) أنّ بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منّا ] خروج 1 : 9 [ ، فجعل عليهُم رؤساء تسخير وأذّلوهُم بأثقالهم وقتل الأطفال الذكور المولودين من شعب الله ، فجاء موسى النبى وترّبى داخل بيت فرِعون وتدرّب بفلسفة المصريين وصار قائداً للشعب فى الخروج من أرض مِصر وربنا فى العهد القديم كان يُريد أن يتعامل مع الناس كُلّها ويُريد أن يُعلن مجدهِ من خلال شعبهِ ولذلك إبتدأ بأبونا إبراهيم وإختاره ثم جاء أبونا إسحق ويعقوب وأبونا يعقوب ذهب لأرض مِصر ، فلماذا جعلت شعبك يارب فى أرض مِصر ؟! يقول أنا أُريد أن أُعلن مجدى فى أرض مِصر ، فالشعوب كانت مُتعدّده الآلهه ، وكان كُل شعب بيفتخر بإلههِ ويُريد أن يُثبت أنّ إلههُ أفضل من الإله الآخر فكان الشعب يُجملّ بلدهُ ويبنى فيها القصور وكُلّما تكون البلد فى أُبهه وجمال فإن شعبها بذلك بيُثبت أنّ إلهه هو الإله الصح لأنّ مجد المكان من مجد الإلهه ولذلك عندما تدخُل معابد القُدماء المصريين تتعجبّ جداً من عظمتها وتتساءل لماذا فعلوا كُل هذا !!!! فربنا قال أنا سأُعلن مجدى فى هذا المكان وسأُثبت أنّ كُل ألهه الأُمم شياطين ، أنا سأُعلن مجدى من خلال عشر ضربات وهذه الألهه سأُميتها وسأُبيدها فمثلاً الذين يعبدون النهر عندما وجدوا أنّ النهر تحّول إلى دم عِرفوا أنّ النهر إله ضعيف وإبتدأ ربنا يُعلن مجدهُ من خلال العشر ضربات وتمجدّ فى وسط كُل هذه الآلهه وعندما خرج شعب الله من أرض مِصر وخرج وراءهُم فرِعون بمركباته وخيولهُ وغرقوا تمجدّ الله وعُرف أنّه هو الإله الحقيقى وأنّه أقوى إله ثُمّ تجلّى الله فى وسط أولاده وأخرجهُم بذراع رفيعة الله أراد أن يتمجدّ فى مِصر بالذات لكى يُعلن قوته و إقتدارهُ ويُعلن ذراعهُ الرفيعة حتى وإن كان شعب الله خبرته الحربيّة ضعيفة ولذلك يقول فى سفر هوشع أنّ إسرائيل كان غُلام وأنا أحببتهُ من مِصر دعوت إبنى مِصر هى التى إحتضنت أخونا البكر وهو شخص ربنا يسوع المسيح ، ربنا يُحب أن يختار الضعف ، ربنا إختار مِصر لأنّها كانت من أكثر شعوب العالم قساوة وحماقة وجهل وربنا إختار مِصر لكى تكون منار للعلِم والمعرفة وتصير " مُبارك شعبى مِصر" ] أش 19 : 25 [ ، وربنا جعل بها مذبح لهُ ويكون لهُ فيها شعب يعبدوه وتصير بلد محبوبة لهُ ويذكُرها الكتاب ويقول مِصر حيث صُلب رب المجد فهو يقصِد بذلك كم أنّ شعبهِ تألّم وكيف حدث فى مِصر كفّارة فى خروف الفصح فلو حصرت شُهداء العالم كُلّه وشُهداء مِصر لوجدت أنّ شُهداء مِصر أكثر من شُهداء العالم فتقرأ فى يوم فى السنكسار وتجده يقول اليوم تذكار 30 ألف شهيد بمدينة الإسكندرية فمُمكن لو ذهبت للقُسطنطينيّة مثلاً أو أى بلد أُخرى وتسأل هُناك عن عدد شُهداءها فتجد عندهُم مثلاً حوالى 15 شهيد فقط أو 20 شهيد ولذلك توجد بلاد كثيرة كان فيها كرازات إنتهت ولكن فى مِصر الكرازة تبقى إلى الأبد لأنّ الله بنفسه وبشخصه هو الذى كرز بها ودشنّ مذبحها بنفسه مِصر هى الكارت الذى يُخيف الكُل فربنا قال بدلاً من أن تكون مِصر ضدى وضد أولادى تصير مِصر حارسة للإيمان ولذلك مِصر موضع نبوات عديدة جداً فى سفر أشعياء وهوشع والتكوين والخروج ورأينا أنّ ربنا بيُعلن مجدهُ وإقتدارهُ فى وسط ناس شُغلها الحرب والتجارة والعظمة0 3- بركة خاصة لنا فى هذا الحدث :- كم أنكّ يارب أحببتنا وكم أننّا فى فكرك قبل أن نوجد كم أنكّ حولّت هذه البلد من بلد بها تعدُّد آلهه ومن جهل وإنصراف عنكِ إلى بلد يُسبّح فيها إسم الله لدرجة أنّه يُقال وأنت تسير فى أرض مِصر تسمع تسابيح لا تنقطع فمِصر كان يوجد بها عدد كبير من الأدُيرة والرُهبان التى تُسبّح0 ما هذا يارب !!! هل يحدُث كُل هذا من ناس لا تعرفك و كانت ضدك وضد أولادك ، هل كُل هذا من البلد التى كان فيها مذلّة بنى إسرائيل والتى فيها جُعل على شعبك رؤساء تسخير لإذلالهم ؟! ربنا قال أنا أُريد أن أتمجدّ فى وسط هذه البلد وسأأسّس هذه الكنيسة ، وسأجعل ظُلمة الضلال التى فيها تُضىء من قبل إتيان إبنك الوحيد ربنا يُدخل حياتى و يُغيّرها ويكسر العبادات الوثنيّة و يُبدلّ عبادات الأوثان إلى مذبح فى وسط قلب كُل واحد فينا الله يجعل هذه المُناسبة لمجد إسمهِ القدوس ويُبارك كُل كنائسنا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
31 مايو 2025

الروح القدس وعمله فينا

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ ان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة ، إِذاً عمل الرّوح القُدس داخِلنا هُو :- 1- الرّوح القُدس يُقدِّس :- التقديس الّذى نشتاق إِليه أساساً عمل الرّوح القُدس ، دور الرّوح القُدس داخِلنا يُقدِّس ، لِذلِك تُسمّيه الكنيسة ( رُوح القداسة ) ، يقول الآباء أنت الآن ساكِن فِى بيت ، نظِافة هذا البيت أو عدم نظافتةُ مسئولية ساكِن البيت ، هكذا نحنُ البيت وَالرّوح القُدس هُو ساكِنهُ ، لِذلِك نظافِة قلوبنا مسئولية الرّوح القُدس الساكِن فينا ، التقديس مسئولية الرّوح القُدس ، لكِنّه يقول [ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فيكُمْ ] ، فهل يوجد شك فِى سُكناه داخِلنا ؟ لا لكِنّهُ قَدْ يكون داخِلنا إِمّا خامِل أو نشيط ، هذا حسب تفاعُلنا معهُ [ إِنْ كان المسيح فيكُم فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة أمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ ] ، هُو الّذى يُقدِّس عِندما ينشط وَيعمل داخِل الإِنسان ، يوجد صِراع داخِل الإِنسان بين الخطيّة وَالبِرّ ، تأخُذ الخطيّة فِى أعماق الإِنسان لها مراكِز لِتُحارِب مِنَ خلالها الإِنسان ، كما يأخُذ أيضاً البِرّ لهُ مراكِز فِى أعماق الإِنسان لِكى يُحارِب الخطيّة مراكِز الخطيّة داخِل الإِنسان هى الغريزة وَالشهوة ، بينما مراكِز البِرّ هى العقل وَ القلب ، غريزة وَشهوة يُحارِبان العقل وَالقلب الّذين لو كانت أسلحتهُما أسلِحة الرّوح فإِنّهُما سوف يدُكّان الغريزة وَالشهوة لِذلِك نرى فِى القديسين درجات تُسمّى قطع الهوى أو اللاهوى ، فقد نجِد قديس لاَ يُفرِّق بين رجُل وَإِمرأة ، هذا لأنّهُ غلب الغريزة وَالشهوة ، وَجعلهُما معهُ بدلاً مِنَ أنْ يكونا ضدّهُ ، وَإِستطاع أنْ يجعلهُما طريقُة للسماء بدلاً مِنَ أنْ يجلِبا عليهِ الجحيم ، فأصبحا داخِلهُ طاقِة حُب جبّارة الغريزة وَالشهوة إِذا تقدّسا يصيران طاقِة عطاء هائِلة وَحُب جبّارة ، كما كان مُعلّمِنا بولس الرسول الّذى كان لديهِ غريزة نشيطة جِداً مُقدّمة لله ، لِذلِك قال [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِكُمْ أيضاً إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيكُمْ ] ( غلا 4 : 19 ) ،[ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ] ( 2 كو 11 : 29 ) ،الرّوح القُدس نَفْسَه إِذا وجد عقل وَقلب خاضعين لهُ سنرى ماذا يصنع بِهُما 0 الخطيّة درجات مِنها إِنسان مُتلذِّذ بالخطيّة [ الّذين يشربون الإِثم كالماء ] ، إِنسان ضميره لاَ يتعِبه إِذا سقط فِى خطيّة ، وَ لاَ يوجد داخِله أىّ تبكيت أو توبيخ ، وَتُسمّى هذِهِ الدرجة غِياب الرّوح الرّوح يعمل قليلاً ، فقد يُرسِل للعقل فِكرة أنّ الإِنجيل يقول [ أنتُم هياكِل الله وَرُوح الله ساكِن فيكُم ] ، لكِن الغريزة تُرسِل بدورها فِكرة مُضادّة ، وَتحدُث حرب بين الفكرتين ، وَلكِن لأنّ سُلطان الغريزة أقوى ، فتغلِب الرّوح للرّوح سُلطان أقوى ، فيكون العقل وَالقلب مُقدّسين ، العقل فِكره مُقدّس بالرّوح ، وَالقلب مشاعِره مُقدّسة بالرّوح ، فيُقاوِموا الغريزة وَالشهوة ، وَالرّوح تتشجّع ، وَعِندما تقوم الخطيّة تهِب الرّوح ، وَيحدُث صِراع قوِى أقوى مِنَ الدرجة السابِقة العقل وَالقلب لهُما قوّة للمُقاومة ، عِندما نشتكِى أنّ ضمائِرنا تلومنا وَتُبكِتنا مِنَ الخطيّة فهذا علامِة نشاط الرّوح [ يُذكّركُم بِكُلّ ما قُلته لكُمْ ] ، دور الرّوح أنْ يجعل العقل وَالقلب ينحازوا للتقديس لِيُحارِبا الشهوة [ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُمْ المائِتة أيضاً بِروحه الساكِن فِيكُمْ ] ، عِندما يسكُن الرّوح فينا وَيزيد داخِلنا ، فهذِهِ علامة صحيّة ، وَالرّوح لاَ يكِل وَ لاَ يتعب وَ لاَ ييأس ، بل يظِل يُبكِت فينا حتّى النَفْسَ الأخير ، يمكِن نتوب فِى أخِر لحظات لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] ( رو 8 : 12 ، أنتُم مديونون للرّوح لِتوفوا دين الرّوح ، [ لأنّ ناموس رُوح الحيوة فِى المسيح يسوع قَدْ أعتقنِى مِنَ ناموس الخطيّة وَالموت ] ( رو 8 : 2 ) ، حاوِل أنْ تنحاز للرّوح فِى صراعها مَعَ الجسد ، وَ لاَ تُكمِلّ شهوة الجسد ، رُوح القداسة يُقدِّس وَيُنظِّف عِندما تجِد الرّوح داخِلك يُبكِتك ، شجّعه وَأنحاز فِى العقل للرّوح لِكى تنال عِتق ، إِذا إِنحازت النَفْسَ للرّوح مرّة وَمرتين ، وَعِندما تقوم الشهوة وَتُحارِب النَفْسَ ، تُقاوِمها النَفْسَ بِقوّة الرّوح ، فنجِد أنّ الشهوة وَالغريزة يضمُران ، وَهذِهِ هى القداسة هذا ما حدث لأبو مقّار الّذى يُقال عنهُ اللابِس الرّوح ، أىّ مُتوشِح بِروح الله ، وَتقدّس بِهِ ، وَصار هُو وَرُوح الله شىء واحِد ، الرّوح الّذى يُقدِّسنا ، لِذلِك كُلّ تقديس خارِج الرّوح لاَ يُفيد ، التقديس ليس على مُستوى الأخلاق بل لهُ درجة أعمق ، هُو حالِة كيان تقدّس بالكُلّيّة يرفُض كُلّ شرّ وَشِبه شرّ ، لأنّ الرّوح قدّس العقل وَالقلب ، وَعرفت النَفْسَ كيف تُجاهِد ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ تقديس الرّوح للطاعة ، أىّ حاوِل أنت بإِستمرار أنْ تُطاوِع الرّوح لِكى تتقدّس ، طاوِع الوسائِط الرّوحيّة وَأستجِب لِنداء الرّوح[ لاَ تُطفِئوا الرّوح ] لِكى تتقدّس 0 2- الرّوح القُدس يُصلّى :- لابُد أنْ تعرِف أنّ الصلاة عمل رُوحانِى وَليس جسدِى ، لاَ أتكلّم بِشِفاه فقط بل بالعقل وَالقلب الّذين قدّسهُما الرّوح ، هذا هُو عمل الرّوح داخِلِى ، صلاة ، لِذلِك فِى حوار المسيح مَعَ السامريّة قال [ أنّ الله رُوح وَالّذين يسجُدون لهُ فبالرّوح وَالحق ينبغِى أنْ يسجُدوا ] ، أىّ إِنِّى لاَ أنحنِى بِجسدِى فقط بل وَ بِرُوحِى أيضاً الصلاة عمل الرّوح ، فصلّى بالرّوح ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسول [ أُصلّى بالرّوح وَأُصلّى بالذهنِ أيضاً ] ، الرّوح قَبْلَ الذهن ، مسئوليّة الصلاة على الرّوح القُدس ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر أنّ الصلاة عمل رُوحانِى ، وَأتكلّم بالرّوح يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ لِكى نعبُد الله بِجدّة الرّوح لاَ بِعِتق الحرف ] ، وَداوُد النبِى يقول [ تترنّم لك رُوحِى ] ، كُلّ ما الرّوح يكون نشيط كُلّ ما كانت الصلاة روحيّة ، عِندما لاَ يُصلّى الرّوح داخِلنا تكون صلاتنا ضعيفة عِندما يكون أساس الموضوع غير موجود يكون الموضوع ضعيف ، هكذا عِندما نُصلّى بِدون رُوح تكون صلاة ضعيفة ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الرّوح يُعين ضعفِنا ] ، الرّوح يُعين ضعف الجسد ، [ الرّوح يُعين ضعفاتنا 0 لأنّنا لسنا نعلم ما نُصلّى لأجلِهِ كما ينبغِى ، وَ لكِنّ الرّوح نَفْسَهُ يشفع فينا بأنّات لاَ يُنطق بِها ] ( رو 8 : 26 ) ماذا أقول فِى صلاتِى ؟ هل أطلُب جسديات أم أطلُب مِنَ أجل الآخرين ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول أنّ الرّوح يُعين ضعفِنا وَيُعلّمِنا كيف نُصلّى ، الرّوح يئِن داخِلنا أنين لاَ يُنطق بِهِ ، أىّ كلام لاَ نعرِف كيف قُلناه ؟ ألّمْ تُجرِّب أنّك تُصلّى صلاة بعدها تفرح بِكلِمات الصلاة التّى لَمْ تعرِف كيف نطقت بِها ، كلِمات ليست بِترتيب العقل ، وَليست مُنمّقة بل كلِمات الرّوح الناطِق فينا ، الله يُريد كلِمات روحيّة ، وَالرّوح يُعين ضعفِنا مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح القُدس ، وَبِقدر نشاط الرّوح بِقدر نشاط الصلاة وَقوّتها ، وَبِقدر خمول الرّوح بِقدر ثِقل الصلاة وَبلادتِها ، لابُد أنْ نُصلّى بِكلام مملوء بالرّوح فنجِد أنفُسنا نُصلّى بِكلام لاَ يُنطق بِهِ ، يصعد مِنَ القلب للشِفاه بِدون تكلُّف لِذلِك قَدْ يُعطِى بعض آباء الإِعتراف تدريب قراءِة قِطع الساعة الثالِثة مَعَ كُلّ صلاة خِلال اليوم كُلّه ، وَ نُكرِّر كلِمة [ هذا لاَ تنزعهُ مِنّا أيُّها الصالِح ، لكِنْ جدِّدهُ فِى أحشائِنا ] ، طِلبِة تجديد الرّوح طِلبة كُلّ وقت ، لأنّ مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح ، وَجمال الصلاة مسئوليّة الرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر بِتقديس الرّوح وَصلاته داخِلِى 0 3- الرّوح القُدس يُعلِّم وَيُرشِد:- مسئوليّة تعليمنا الكِتاب المُقدّس وَالفضائِل وهى مسئوليّة الرّوح القُدس ، مسئوليّة فهم الآيات التّى لاَ نفهمها بِعقلِنا البشرِى تقع على الرّوح ، آباؤنا لَمْ يقرأوا تفاسير الكِتاب المُقدّس وَصاروا شُهداء ، لَمْ يكُن لهُم معرِفة كبيرة مِثلنا وَصاروا قديسين لأنّ الرّوح داخِلهُم كان نشيط الكِتاب المُقدّس كُتِب بالرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ يفهم بالرّوح ، وَبِدون الرّوح القُدس يُصبِح طلاسِم ، لابُد أنْ تُصلّى وَأنت تقرأ الكِتاب المُقدّس ، كما يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ لأنّ الّذين سبق فعرفهُم سبق فعيّنهُم لِيكونوا مُشابِهين صُورة إِبنهِ لِيكون هُو بِكراً بين إِخوةٍ كثيرين ] ( رو 8 : 29 ) ، هل تعِى معنى الآية بِعقلِك البشرِى ؟ قَدْ لاَ تفهمها ، فصلّى للرّوح وَتوسلّ لهُ لِكى تفهم ، حتّى وَإِنْ لَمْ تفهم سِوى تِلك الآية فقط مِنْ الإِصحاح كُلّه 0إِتكِل على الرّوح هُو الّذى يُعلِّم ، ربّ المجد يسوع قال[ يُعلّمِكُم كُلّ شىء وَيُذكّركُم بِكُلّ ما قُلتهُ لكُمْ ]0 عِندما قال يسوع لِتلاميذه أنّهُ سيصعد ، حزِنوا لأنّهُم قالوا فِى أنفُسهُمْ كيف نعيش بِدون يسوع ؟ فقال لهُم [ لأنّهُ إِنْ لَمْ أنطلِق لاَ يأتيكُم المُعزِّى وَلكِنْ إِنْ ذهبت أُرسِلُهُ إِليكُمْ ] ( يو 16 : 7 ) ، أوصاهُم أنْ لاَ يبرحوا مِنْ أُورُشليم بل ينتظِروا موعِد الأب الّذى سمعتموهُ مِنِّى ] ( أع 1 : 4 ) ، يقول لهُم ، عِندما كُنت أُكلّمكُمْ بأمثال لَمْ تفهموا إِنْ لَمْ أشرحها لكُمْ ، لكِن بالرّوح القُدس ستعوا كُلّ شىء بِدون شرح أو تفسير إِذا فكّرنا كيف كتب الإِنجيليين الأربعة الأناجيل ، وَكيف تذكّروا الأحداث بِهذِهِ الدِقّة ، لتأكدنا أنّ وراءهُم الرّوح القُدس هُو الّذى ذكّرهُم بِدِقّة الأحداث ، القديس متى الّذى كتب العِظة على الجبل كتبها بِنص ما قالهُ يسوع رغم أنّ التلاميذ لَمْ يكونوا يُدّوِنون ما يقولهُ يسوع أثناء سماعهُم لهُ فِى إِنجيل متى 5 ، 6 ، 7 ، كُتِبت التطويبات بالنص ، كيف ؟ الرّوح القُدس ذكّرهُم بِكُلّ ما قيل [ الرّوح القُدس يُذّكِركُم بِكُلّ ما قُلته لكُم ] ، [ وَمتى جاء المُعزِّى الّذى سأُرسِلُهُ أنا إِليكُمْ مِنَ الآب رُوح الحقّ الّذى مِنَ عِنْدِ الآب ينبثِق فهُو يشهدُ لِى ] ( يو 15 : 26 ) تعاليم الكنيسة وَالرُسُل عُمِلت بالرّوح ، كلِمات التسبِحة بِكُلّ قوّتها وَجمالها كُتِبت بالرّوح ، كذلِك قِطع الأجبية ، كلِمات فِى قمّة الجمال لأنّها مكتوبة بالرّوح ، رُوح الله الّذى يقود وَ يُرشِد وَ يُعلِّم مَنْ الّذى دافع عَنَ إِيمان الكنيسة ؟ أثناسيوس وَكيِرلُس وَديُوسقورُس ، نعم ليس بِشخصهُم بل رُوح الله العامِل فِيهُم جعلهُم يقِفون فِى صلابة ضِد البِدع وَالهرطقات ، كم مِنَ بطارِكة صدّقوا على كلِمات فِى المجامِع ، فِيها مِنْ البِدع ما هُو غير واضِح ، مِثل أنّ المسيح لهُ طبيعة إِنسانيّة وَطبيعة إِلهيّة ، نعم ، إِذاً لهُ طبيعتان ، بالعقل البشرِى نقول نعم ، لكِن كيِرلُس بالرّوح يقول لاَ ، لهُ طبيعة واحِدة العقيدة نفهمها بالرّوح ، القديسين يقولون [ اللاهوتِى الحقيقِى هُو المُصلّى ] ، وَ يقولون أيضاً [ الّذى جعل أثناسيوس هُو أثناسيوس تقواه ] ، لأنّهُ كان إِنسان مملوء بالرّوح ، لِذلِك دافع بِقوّة عَنَ العقيدة ، الأنبا أنطونيوس فِى اللاهوت كان قدير رغم أنّهُ كان راهِب بسيط ، لكِن بالرّوح القُدس النشيط داخِلهُ جعلهُ قوِى فِى اللاهوت بِدون مراجِع أو كُتب يوحنا الحبيب فِى رِسالته الأولى يقول[ أمّا أنتُم فالمسحة التّى أخذتموها مِنهُ ثابِتة فيكُم وَ لاَ حاجة بِكُم إِلَى أنْ يُعلّمكُمْ أحد بل كما تُعلّمكُمْ هذِهِ المسحة عينها عَنَ كُلّ شىءٍ وَهى حقّ وَليست كذِباً ]( 1 يو 2 : 27 ) 0 4- الرّوح القُدس يُعزِّى :- التعزية أىّ السند وَالمعونة أىّ الفرح البديل عَنَ الحُزن ، الدور الرئيسِى للرّوح داخِلنا تعزية ، لو كانت حياتِى بِها فشل وَأحزان كثيرة ، وَفِى ضغوط مِنْ نَفْسِى وَفشل رُوحِى وَإِحباط ، الرّوح القُدس يُعزِّى وَ يقول لاَ تخف عِندما أشعُر بيأس فِى حياتِى وَكُلّ ما أقترِب مِنْ الكنيسة كُلّ ما تزداد الحروب ، نجِد الرّوح القُدس يُشدِّد وَيُشّجِع وَيسنِد وَيقول كُلّ جِهادك محسوب طالما أنت تُطيع كلامِى ، فَلاَ تخف ألّم تُجرِّب صلاة تخرُج مِنها بِروح مُرتفِعة ، أىّ تنال مِنها تعزية ! تقول الكنيسة [ عزاء صغيرِى القلوب ] ، أىّ الّذين مشاعِرهُم هشّة ، نَفْسِى أخدِم وَأتعزّى ، أصلّى قُدّاس وَأتعزّى ، أصلّى فِى مخدعِى وَأتعزّى ، هذا كُلّه مسئولية الرّوح القُدس الّذى هُو قريب جِداً مِنّا ، لكِنّنا لاَ نتودّد لهُ كثيراً ، رغم أنّ الأُمور الجوهريّة فِى حياتنا هى عمله مِثال لعمل الرّوح القُدس فِى حياتنا ألِيعازر الدمشقِى خادِم أبونا إِبراهيم الّذى أراد أنْ يُزّوِج إِبنه إِسحق فأرسل ألِيعازر الدمشقِى لِيختار عروس لإِسحق ، فكيف يختار عروس مِنْ مكانٍ بعيد وَيخطُبها لإِنسان لاَ تعرِفهُ ؟ ألِيعازر صلّى لله وَقال لهُ سهِلّ المأموريّة وَأعطنِى علامة أنّ التّى أطلُب مِنها لِتسقنِى تقول لِى إِشرب أنت وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَوقف عِند البئر وَجاءت رِفقة وَطلب مِنها لِيشرب ، فقالت لهُ إِشرب وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَكانت رِفقة تركُض لِتسقِى العبيد وَالجِمال ، وَقالت لهُ لنا دار كبيرة فتعال عِندنا ، وَذهب معها ، وَخِلال الطريق يُكلّمها عَنَ إِسحق وَعَنَ أخلاقه وَعِلاقته بالله هكذا الرّوح القُدس يفعل كما فعل ألِيعازر الدمشقِى ، يخطُب النَفْسَ لله ، وَخِلال رحلِتها فِى العالم يُطمِئن النَفْسَ ، وَ يقول لها لاَ تخف ، وَيصِف لها عريسها السماوِى بِكُلّ جماله وَصلاحه وَمحبّتة ، وَإِذا يأست النَفْسَ مِنْ طول الطريق وَصعوبتهُ يسنِدها وَيُعزّيها وَيوّكِد لها أنّهُ نَفْسَ الطريق الّذى أتى مِنهُ لِيخطُبها للعريس السماوِى ، فلن تضِل فيهِ مادام الرّوح معها الرّوح القُدس يُعزِّى [ وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ ]( رو 8 : 9 ) ، إِنْ كان أحد ليس لهُ ألِيعازر الدمشقِى فليس لهُ إِسحق ، إِنْ كان أحد ليس لهُ الرّوح القُدس فليس لهُ المسيح العريس ، ألِيعازر الدمشقِى هُو الّذى يوصّلنِى لإِسحق ، وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُعزِّى وَيرفع النَفْسَ مِنْ همومها ، وَيُعطِى للإِنسان أفراح سماويّة عِوض الأحزان إِسحق سيُنسيك كُلّ تعبك [ إِسمعِى ياإِبنة وَأنظُرِى وَأميلِى أُذُنِك وَأنسِى شعبِك وَبيت أبيِكِ فإِنّ الملِك قَدْ إِشتهى حُسنِك ] ، الرّوح القُدس يخطُبِك للمسيح ، إِذا أراد إِنسان أنْ يتزّوج بإِنسانة فقد يُرسِل وسيط لِيتِم التعارُف بينهُما وَالإِتحاد ، هكذا الرّوح القُدس يُطمِئن وَيسنِد وَيُرشِد حتّى نخلع الجسد وَنلتصِق بالله فِى السماء المسيح قال إِذا كُنت سأظل معكُم على الأرض ، فكم مدينة سأُعلّمِها ؟ واحدة أم إِثنان أم ثلاث ! أنا أُريد أنْ أُعلِّم المسكونة كُلّها ، لِذلِك أُرسل لكُم الرّوح القُدس الّذى يسكُن فيكُم ، وَبِهِ أصبح لنا مسحة مِنْ القُدّوس الّذى يُعلّمِنا وَيُرشِدنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
24 مايو 2025

كيف نتغلب على الفتور فى فترة الخماسين المُقدسة

من رسالة مُعلمنا بولس الرسول إلى أهل كورونثوس الأولى إصحاح15 عدد 2 بركاته على جميعنا آمين " فإننى سلمت لكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا إن المسيح مات من أجل خطايانا بحسب الكُتب و إنه دُفن و إنه قام فى اليوم الثالث حسب الكُتب و إنه ظهر لصفا ثم للاثنى عشر و بعد ذلك ظهر دُفعة واحدة لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى إلى الآن و لكن بعضهم قد رقضوا و بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين و آخر الكُل كأنه للسقط ظهر لى أنا أصغر الرُسل و لست أهلا لأن أدعى رسولا لأنى اضطهدت كنيسة الله " نعمة الله فتحل عليكم جميعا يا أبائى و اخوتى آمين. كل سنة و أنتوا طيبين , نحن نعيش الأن فى فترة أفراح القيامة و فى الحقيقة أحيانا كثيرة تُصبح فترة القيامة بدلا من التمتع بالمسيح القائم إلى فترة فتور روحى و كثيرا ما نقول " فين أيام الصوم الكبير , إين أيام البصخة و اسبوع الآلام , فنحن الآن , الصلاة قليلة و بالطبع لا يوجد صوم و لا يوجد ميطانيات فالحكاية يوجد فيها شئ من الإستهتار أو الرخاوة , نُريد أن تكلم مع بعض عن كيف نُعالج الفتور الروحى أثناء فترة الخماسين و كيف فترة الخماسين تكون فترة نمو روحى و ليس فترة كسل روحى فى الحقيقة يا أحبائى الخماسين مش معناها ناس خلاص لايصوموا ولا يعملوا مطانيات ولا يندموا على خطاياهم ولا يقرعوا على صدورهم ولا يتذللوا ولا ينسحقوا امام الله هذا فكر ممكن يكون فيه شىء من الخطا طب امال ليه الكنيسه بتقولنا متعملوش مطانيات و ليه الكنيسه بتقولنا متصوموش فى فتره الخماسين , اقوللك ان المقصود من الخماسين ان انسان قام مع الله فلما انسان قام مع المسيح تبدلت طبيعته وتبدلت اهتماماته وتبدلت ايضا طبيعه الحياه اللى بيعشها طبيعه الحياه اللى بيعشها اصبحت طبيعه سماويه وطبيعه الجسد بتاعه اصبح جسد سماوى واصبحت اهتماماته اهتمامات روحيه ومن هنا الكنيسه بتقوللك بما ان جسدك تبدل و طبيعتك تبدلت و اهتماماتك تبدلت فالمفروض انك مش بتصوم ولا بتعمل ميطانيات يباى فكره ان مفيش صوم ولاميطانيات ولا تذلل امام الله فى فتره الخماسين مبنيه على فكره تبديل الطبيعه اللى احنا فيها دلوقتى مبنيه على فكره ان انسان قام من الاموات فتبدل جسده وتبدلت سيرته وصار فى السماء فالخماسين هى فتره حياه سماويه وبما ان نحن فى فتره حياه سماويه فابتدى اهتمامنا يكون بالاكل والشرب ومش الحاجات اللى كنا مهتمين بيها قبل كده معلمنا بولس الرسول فى رسالته الى اهل روميه اصحاح 14 يقوللك " لان ملكوت الله ليس اكلا وشربا بل بر وفرح وسلام فى الروح القدس " يعنى حكايه الاكل و الشرب مش مهمه ومن هنا بتبص تلاقى الانسان تقدر تقول كان ماشى بقانون فى الصوم الكبير وفى الخماسين ابتدى يسمو على مستوى القانون فالخماسين هى فتره حياه سماويه . ايه هى الحياه السماويه ؟ الحياه السماويه يعنى تسبيح يعنى وجود دائم فى حضره الله , الحياه السماويه يعنى سجود دائم فى حضره الله تخيل ان احنا بنختذل الفتره دى فى اكل وشرب بس وادى الخماسين بالنسبه لنا بس و فى الآخر تقول الكنيسة هى التى قالت لما هذا , لكن فى الحقيقة الكنيسة تقول لك " عيش حياة سماوية " ليس فقط أن تأكل و تشرب , لا . هو أكل و شُرب بدون تسبيح أو بدون سجود لله و لهذايا أحبائى , الخماسين فُرصة للنمو , فُرصة لمذاقة حياة مع ربنا يسوع المسيح بمعنى جديد , أريدك ان تتخيل معى إنك عشت مع المسيح قبلما يقوم و عشت معه بعدما قام , اية حياه أجمل ؟؟. الكلام الذى يقوله لك قبلما يقوم والذى يقوله لك بعدما قام , فيقولوا إن قيامة المسيح أعطت قيامة و قوة لكل أفعاله السابقة لقيامته , كلما التلاميذ يُنشرواكلامه و يقولواعنه إنه مات و قام فالكلام الذى يُقال كلام مُصدق , لأن صار موته و قيامته هو أكبر دليل على ألوهيته و قيامته , فالقيامة تعبير عن فرحة و غير معقول إن الإنسان يُعبر عن فرحه بطريقة جسدية فقط , فالكنيسة تقول لك من ضمن الأمشياء التى أحاول أن أصلها لك بإنك رجل فرحان و ارتفعت فوق مستوى الزمن و الجسد و الحسيات , فتقول لك " عيش 50 يوم فرحان و كل فطارى و الأيام كُلها تكون أنت ارتفعت فوق مُستواها". فتقول أنت اليوم الأربع أو الجمعة , هل أكل صيامى ؟؟ تقول لك الكنيسة , لا , لأنك ارتفعت فةق الزمن و لم تُصبح تحت قانون , لماذا؟؟ ليس لتأكل و تشرب فقط بل لأنك بالحقيقة صرت تحيا كأنك فى الدهر الآتى , فهذة فترة الخماسين , فرح , بهجة , مسرة , إنشغال بالمسيح القائم من بين الأموات , فأصبح الإنسان يا أحبائى ملهى بفرحه السماوى و أصبح ضابط لنفسه و ضابط لجسده و ضابط لأفكاره و ضابط لغرائزه و لهذا حذارى يا أحبائى إننا نعتبر إن الجهاد الروحى لُغى بالصوم الكبيرو نبدأ فى عصر الرخاوة , أبدا الحكاية فقط هو إختلاف طريقة الجهاد , الجهاد الآن إنك تجاهد بإنك من سُكان السماء فيليق بك السجود لله و لكن قبل ذلك كُنت تسجد سجود التذلل و لكن الآن تسجُد سجود الشُكر و العرفان ,سجود التمجيد لله . فهل تعتقد أنت بعد القيامة , لا يوجد سجود يعنى خلاص , نقول خلاص فرصة , هم يقولوا لنا لا تعملوا ميطانيات لأنها خطأ فى الخماسين فالواحد يكسل حتى سجدة واحدة , كيف هذا ؟؟ فالمريمات عندما رأوا القيامة , يقول لك " و سجدتا له ". توما الرسول عندما رأى و عاين القيامة وقال له " هات اصبعك و يدك" فيقول لك :" و سجد له ". فسفر الرؤيا الذى يُعبر عن الحياة السماوية كل شوية يُكلمهم و يقول عنهم " يخرون و يسجدون ", فيقول يوحنا :" و لما رأيته سقط تحت ركبتيه كميت" , أكثر من 12 مرة تجد فيها سجود فى سفر الرؤية و لكنها حية سماوية , فالسجود هُنا لا يُعنى تذلل , لا .هذا سجود توقير و إعطاء مجد لله , فالمسيح القائم يستحق مننا إننا نُسجد لعظمته و لمجده و إننا نُباركه و نُسبحه . و لهذا يا أحبائى الخماسين هى فترة صعبة جدا بالنسبة للناس الذين ينسوا الحُريات , تخيل أنت عندما يجلس الواحد 50 يوم فى هذة الرخاوة و بعد ذلك نقول لك , هيا بنا لنصوم صوم الرُسل , فنقول ياااه صوم الرُسل و لهذا تجد ناس كثيرة تُكسل على صوم الرُسل , او تُدخله غير مُهيأة روحيا تماما , يقول لك " صوم الرُسل مر علينا و لم نحس بشئ و لم نعمل شئ", لأنك أساسا الفترة التى تسبق هذة قضيت فترة فى تهاون و فتور روحى , لأنك بدأت تُعلم جسدك من جديد و تُعطى له كل شئ يطلبه , تخيلوا معايا يا أحبائى إننا فى فترة الصوم الكبير عملنا تهذيب لأجسادنا و ترويض لها و إرتقاء لها , فعندما رقناه و روضناه تبدلت طبيعته و عندما عاش فى فترة الخماسين , عاش فى فترة كأنه يحيا فى السماء , تخيلوا معنا إذا أحضرنا أسد و حبسناه فترة , فعندما يخرج من القفص , هل سيخرُج أكثر شراسة من البداية ؟؟ نعم , لأننا حرمناه فترة , كبتناه فترة فبعد ذلك عندما سيخُرج بالتأكيد سيأكل أى أحد يراه , فكانوا أحيانا يعملوا هذا عندما يُعذبوا أبائنا الشُهداء , فكان يوجد واحد اسمه البابا زاخارياس , مرة انزلزه إلى السبتع , فالسباع لم تأتى بجانبه ,فقالوا ما هذا ؟؟ يظهر إن السباع كانت أكله , فمن المُفترض أن نُجوعهم و بعد ذلك نُنزلهم , فعندما جوعوهم و أنزلزهم , أيضا لم يفعلوا شئ , ففكرة إنهم يجوعوا حتى يكون محتاج جدا و يكون مُشتاق إلى اى شئ يأكله , إياك أن تعتقد إننا فى الصوم الكبير نفعل هكذا فى أجسادنا , نجوعها جدا و نقزل لها , لأ لأ لأ و بعد ذلك نقول له "حاضر حاضر حاضر" فالأباء القديسون يقولوا " الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته , سيكون جسدانى فى روحياته "" الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته "ماذا تُعنى هذا ؟؟ أى عندما يأكل يأكل بروحانية و بعفة حتى و إذا كان أكل فطارى, من الذى قال إننا الآن بما إننا صائمين لا نأكل بعفة و لا نعيش العفة " سيكون جسدانى بروحياته " أى يعمل كل الأعمال الروحية بجسده أى على مستوى الجسد , يقف يُصلى بجسده فقط , إين قلبه و إين عقله ؟؟ ليسا بموجودين , يعمل جسد جديد , يعمل عمل أى عمل روحانى يعمله بجسده فقط , يقضى واجب و خلاص . و لهذا يا أحبائى فكرة الصوم الكبير هى فكرة لتهذيب الجسد فبدأنا نجنى هذة الثمار فى فترة الخماسين المُقدسة و لهذ يليق جداإننا نسجد فى الخماسين , نُسجد سجود الخضوع لله و إعطاء المجد لله و التقديس لله , فالسجود أنواع فتجدوا الكنيسة حتى و نحن نحضر قُداس فى الصوم الكبير يقولوا " اسجدوا لله فى خوف و رعدة " و يقول لك " احنوا رؤوسكم للرب ". ففى إحناء الرأس و فى أحناء الرُكب و فى السجود و السجود أنواع ففى إعطاء المجد لله و فى التذللو الإنسحاق أمام الله , من الممكن أن يكون سجود التذلل و الإنسحاق أمام الله فى الصوم الكبير و لكن الآن نُسجُد لأجل مجد الله , فمعنى إننا و نحن فى فترة الصوم , عندما نقول " قدوس قدوس " لا ننحنى لأننا فى الخماسين , بل بالعكس , نحن نُريد أن نُعطى له المجد بالأكثر لأنه ذُبح و اشترانا من كل أمة ومن كل قبيلة , قال لك " الذى تجسو له كل رُكبة ما فى السماء و ما على الأرض و ما تحت الأرض و به يعترف كل لسان لمجد الله". فأصبخ يا أحبائى الخماسين , لا يليق بها أبدا أن تكون فترة للإستهتار و لكن هذا إنسان وصل إلى قمة إشتياقاته الروحية , إنسان يجنى ثمار تعبه و اشترك فى آلامه المُخلصة و المُحيية , فبدأت القيامة تتم فى حياته , فتبدل جسده و تبدلت هيأته و تبدل مكانه و أصبح من سُكان السماء . و لهذا نستطيع أن نقول إن الخماسين هى قمة السُلوك الروحى فالكنيسة تعتبر إن الإنسان فى فترة الخماسين تحرر من قيود الجسد و من رغباته و من لزعاته و بدأ يعيش فوق مستوى إحتياجات الجسد و لهذا أستطيع أن أقول لك " إنه أنسان يُقدم للمسيح كل إشتياقاتع و كل قلبه ". واحد من الآباء القديسين ذهب ليشتكى نفسه أمام أب إعترافه و قال له " إذا سمحت اعطى لى قانون صوم و ميطانيات فى فترة الخماسين" فقال له أبوه " لماذا ؟" فقال له :"فى الحقيقة هُناك أفكار كثيرة تُحارنى و شهوات تُقاتلنى , فانا لم أقم و طالما أنا لم اقم فمن المفروض إننى أسلك حسب الإنسان الذى مازال لم يقم . من الممكن أن نذهب إلى اب اعترفنا و نقول له " أنا اتى لى فترة فتور فى الخماسين , ارجوك اعطينى فيها قانون و لو بسيط ". من الممكن الإنسان يتفق مع أب اعترافه على ميطانيات و على أصوام حتى و إن كُنا فى فترة الخماسين لئلا الإنسان يتعلم التهاون فى فترة الخماسين و يجد نفسه لا يستطيع أن يُمارس أى عمل روحى لدرجة إن هذا القديس الذى أقول لكوا عنه ابوه يقول له " يا ابنى نحن كُلنا فاطرين و أنت بمُفردك ستصوم فى وسطنا سيكون هذا صعب و صعب إنك تشذ على إخواتك " فقال له ابنه فى الإعتلااف " ليس لى أن آكل من طعام غخوتى مادمت مُصرا على أفعال البهائم ". طالما أنا مازال جسدى لم يقم و مازال مُرتبط بالعالم فأنا من المُفترض أن أخذ قانون و اتعب و اجاهد . أقول لك:" من الممكن الإنسان أن يعيش الضبط فى فترة الخماسين؟؟" نعم من الممكن و من المفترض أن يعيش ضبط أكثر لأن الإنسان الذى كان يعيش بقانون الآن نحن رفعناه فوق مُستوى القانون و بدأنا نقول له " أنت الآن لم تُصبح لديك أحد يحكم عليم , و لم نُعط لك لسته لأشياء لا تفعلها لأنك ارتقيت لمستوى أعلى من هذا , فنحن فى البداية كُنا نُعاملك كأنك طفل و عندما كُنت تعمل الخطأ نضربك و لكن عندما كبرت , لم يُصبح هناك أحد يقول لك " ما الذى تعمله و لا يوجد أحد يسأله عن شئ" . لأنهم عرفوا إنه كبير و من المُفترض و هو كبير يسلك كإنسان ناضج و هذا هو سلوك الإنسان فى فترة الخماسين , و يسلك كإنسان قائم مع المسيح , القائم يتمتع معه , يُقدم فى سجوده مشاعر مجد و مشاعر حُب لربنا . و لكن كيف هذا الكلام ينتقل لحياتنا عمليا , أقول لك " هُناك 3 أشياء مُهمين جدا . أقول لك " إن القيامة تُنقل لنا عمليا من يوم ما نولد بالمعمودية , فربنا يسوع لم نسمح إننا نقوم و نحن موتى , فما قيمة قيامة المسيح و أولاده أموات , ما قيمة إن رجل يكون غنى و عنده فلوس كثيرة جدا و أولاده فقراء , ما قيمة إن رجل عايش فى قصر و لكن أولاده عايشين فى عشش , ما قيمة إن قائد قوى و لكن جيشه مهزوم , ما قيمة إن المسيح قام و لكن نحن أموات , هو لم يقم ليجعلنا نحن نقوم , نحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , لأنه هو رئيس الحياه , فنحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , فنحن المحتلجين إلى القيامة , نقل لنا القيامة , فيقول لنا عيشوها و ظاعطاها لنا و نحن صُغار و نغطس فى جُرن المعمودية نُدفن و نقوم . أى الجاسين أمامى الآن , قاموا أم سيقوموا ؟؟ لا هم قاموا , قاموا مع المسيح و ماتوا مع المسيح و لأنهم قاموا مع المسيح فيجب أن يحيوا حياة المسيح , فالكنيسة تُنقل لنا أفراح القيامة عمليا و نحن أطفال و تُعيشنا القيامة فعلا , و هل يوجد شئ آخر يُثبتنى فى القيامة ؟؟ , فأنا الآن كيف أعيش القيامة الآن ؟؟ أقول لك " أجمل صورة للقيامة هى التوبة" التوبة : لا يوجد أجمل من التوبة للقيامة , تُريد أن تعيش فرحة القيامة , عيش فرح التوبة , يقول:" مُبارك و مُقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ". ما هى القيامة الأولى , هى " التوبة " و لهذا أطلب من ربنا إنك تقوم من ضعف مُعين , تقوم من ذله من سقطة و من سُلطان عدو الخير , تقوم من شئ أهانك أو أذلك , و بدأت تُفك من قيودها الشديدة , فبدأت يُدخل لك فرحة أكثر من فرحة الفردوس , لماذا ؟؟ لأنك تقوم , التوبة عى القيامة " احيانا يوجد بعض الكنائس و حتى الآن عندما ياتوا يعملوا دورة القيامة , يضعوا فى دورة القيامة تقريبا كل الأيقونات التى توجد فى الكنيسة , فيضعوا 3 فئات , يضعوا كل الشُهداءو كل القديسين التائبين و يضعوا كل النُساك وكل العُباد , فتقول لى " ما علاقة الشهداء بالقيامة؟؟" أقول لك:" هل يوجد أجمل من الشهيد و القيامة ؟" فالشهيد أثبت القيامة عمليا و عاش القيامة فعليا و طبق القيامة فى حياته و صدق القيامة و عاشها و لم يخافالموت و لم يهابه , رغم كل العذبات التى تعرض لها , فالشهيد أجمل أيقونة للقيامة . هل تُريد أن تُحقق القيامة و تفرح بها عاشر الشُهداء , شوفمارمرقس و ما الذى حصل له " لم يترجع " لأنه كان عايش القيامة الفعليه . فشهادتى أوصلتنى حتى الموت , أكون أن بالفعل عايش القيامة . يقول لك " عُذبوا و لم يقبلوا النجاة " لماذا ؟؟ لكى ينالوا قيامة أفضل , ما هذا ؟؟ هذة هى القيامة , هذة هى صورة القيامة الحية , الشُهداء . واحد مثل مارجرجس 7 سنين يتعذب و لم يقبل النجاه, لماذا ؟؟ لأن القيامة أمام عينه , غلبة الموت أمام عينه , هل تُريدوا أن تميتونى ؟؟ أميتونى , عجلوا بأمرى , أنا مُستعد إننى أموت , لكن أنت ما الذى يجعلك تُريد أن تموت ؟؟ أقول لك "لأنه هُناك حياه أخرى أن فى أنتظارها لأن المسيح بموته و قيامته , أعطى لى نُصرة على الموت , فانا لا أخاف من الموت , انا علمت إن الموت هو الخطوة التى تجعلنى اربح ملكوت السماوات , فلم يُصبح للموت تأثير على من رُعب أو من خوف أو من قلق أو نهايتى و أصبح الموت هو بداية لتعلقى و اقترابى بالمسيح "و الذى جرأنى على هذا, هو قيامته 1) الشهداء 2) التائبين : يا سلام عندما تضع فى دورة القيامة صورة لواحد مثل الأنبا موسى القوى, او واحد مثل القديس أغسطينوس , مريم المصرية , ما هذا ؟؟ أقول لك أجمل تعبير عن القيامة هم "التائبين " قاموا و غلبوا رغم شدة سُلطان الخطايا , رغم شدة رباطاتها و وسقطاتها العنيفة إلا إنهم تحرروا منها و قاموا , غلبوا الظُلمة و غلبوا الحجر و غلبوا الموت و الحُراس و الظروف , فهؤلاء هم التائبين , و نحن ايضا عندما نتوب , يكون لنا أيقونة جميلة للقيامة , التوبة أجمل شئ يُعطى لك مشاعر القيامة فعلية . تُريدأن تشعر بالقيامة , قدم توبة فعلية و تُفك من الخطايا و تبدأ تشعر بإنك تقوم بالفعل , هُناك فرق يا أحبائى إننا نكون فرحانين الآن لأن المسيح قام و فرق بإننا فرحانين لأننا قمنا معه , لا يكفى أبدا بإننا نكون فرحانين لأن المسيح قام لأن لا قيمة لقيامة المسيح بدون قيامتنا نحن , نحن نقول له "لأنك انت هو قيامتنا كُلنا " و أقامنا معه . تُريد أن تتمتع بقيامة المسيح , تكون أنت أيضا قائم , تكون أنت بقوة قيامته غالب , مُعلمنا بولس يقول لك :" عالمين إن الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحن بيسوع " فسنقوم به هو , هو الذى سيُقيمنا , يقول لك: " هات يدك و تعالى معى " .تقول له و لكنى لا أستطيع, يقول لك فقط امسك فى يدى و أنت ستقوم معى , لا تخف "أنا سأقيمك و سأرفعك" هذا الذى يجعلنا نعيش القيامة و الخماسين و نحن فى بهجة , هذا الذى يجعلنا فى حالة من النشوة الروحية و نحن فى الخماسين . قديس من قديسين كان يعيش على مدار السنة و يوجد إشراقه فى وجهه جميلة جدا اسمه سيرافيم سيروفسكو و كل الذى يراه يقول له " كم إن وجهك جميل حقا , انا آتى فقط أحب أن أرى وجهك , ما سر الفرحة التى بداخلك "فيقول لهم :" يا لفرحى إن المسيح قام". يا لفرحنا يا أحبائى بقيامة المسيح و يا لفرحنا بالأكثر بقيامتنا مع المسيح , القديسون قاموا و انتصروا و غلبوا . شئ آخر يُعطينا أيضا قيامة فعلية . التناول 3) التناول :هل يوجد شئ يُسندنى و يًقيمنى أكثر من إتحادى بالجسد المُحى , فهو اسمه الجسد المُحى , فلماذا يُسمى بالجسد المُحى ؟؟ لأنه يُحيى , أنا ميت و عندما أتناول جيسه يدخل داخلى و يتحد الموت بالحياه , فمن الذى يغلب الموت أم الحياه؟؟ الحياه تغلب , فآخذ الجسد المُحى و يدخل داخلى و موتى يُحيه . مثلما بالضبط إذا كان البيت عندك ظُلمة , فتفتح جُزأ صغير من الشُباك , فالنور يغلب الظلمة و الظلمة تخرج , ما الذى حدث , النور بدد الظلمة , الحياه غلبت الموت , يقول لك :" ابتلع الموت إلى غلبة ". الجسد المحى يا أحبائى هذا هو الذى يجعلنا نتمتع بشركة قيامته المُقدسة . تُريد أن تعيش فرحة القيامة فعلا , تناول كثيرا . أنا أريد أن أقول لك , إننا كُنا فى الصوم الكبير نُحب أن نحضر قُداس تقريبا كل يوم , أقول لك :" لا تقٌلل القُداسات فى الخماسين " . فقُداسات الخماسين لها مذاق خاص . يكفى فقطإنك تحضر ألحان القيامة و تهتف "اخرستوس انيستى " أو تحضر دورة القيامة .هل أنت تعتقد ما الذى تُعنيه دورة القيامة؟ . هذة عبارة عن ظهورات المسيح التى استمرت لمدة اربعين يوم و يُثبت بها الكنيسة و يُؤكد على حقيقة قيامته و يجلسمع تلاميذه و كأن المسيح القائم من بين الأموات أتى لك أنت و يقول لك :" تعالى و المسنى ", كأنه يضع يده على كتفك و يُعاتبك مع بُطرس , كأنه يقول لك مع توما " هات يدك ", كأنه يقول لك , أنت لا تُصدق قيامتى , أنا قمت و تعالى و شاهدنى , هذة هى دورة القيامة و لهذا هى تستمر 40 يوم فقط و لكن ال10 أيام التى بعد الصعود نعملها داخل الهيكل فقط لأنه خلاص أصبح فى السماء . فطالما هو فى القيامة الآن , معروض علىّ إننى أتى و ارى المسيح القائم . تخيل أنت معى الندم الذى حدث لمُعلمنا توما عندما علم إن المسيح ظهر للتلاميذ و هو لم يكُن معهم , هذا يُعبر عن أى واحد مننا غاب فى قداس من قداسات القيامة . المسيحيأتى فى قداسات القيامة حتى نتلامس معه و نراه حيا قائما مُفتقد لضعفتنا, ساندا لنا غافرا لنا مُجددا عهوده معنا , كل هذا فىفترة الخماسين المُقدسة , فبعد كلهذا هل تفوت قُداس الخماسين ؟! لا يُفوت.القديس يوحنا ذهبى الفم له عبارة رائعة يقول:" حياة المسيحى كلها محصورة بين قُداسين , قُداس حضره و قُداس سيحضره ". حضرنا قُداس اليوم و الغد إنشاء الله نُريد أن نحضر قُداس , فحياتنا تُصبح محصورةبين قُداس حضرناه و قُداس سنحضره , فنحن نكون فى حالة الرغبة السمائية المرفوعة بإستمرار , فما الذى يسندنا غير هذا ! و لهذ أستطيع ان أقول لك إن المسيح حصر نفسهبين إنه يُعطينا جسده و دمه و فى أول عندما قام كسر الخُبز , آخر حاجة عملها المسيح فى حياته قبلما قبض عليه , كسر الخُبز و أعطى التلاميذ و أول ما قام كسر الخُبز و أعطى لتلميذى عمواس , فإفتقاد تلميذى عمواس كان قُداس صغير , لماذى ؟؟ لأنه سائر بجانبهم و هم لا يروه و بعد ذلك بدأ يشرح لهم الكُتب و بعد ذلك قلبهم التهب فيهم و بعد ذلك كسرالخُبز فإنفتحت أعينهم و عرفاه , فهذا هو القُداس , فى صلاة باكر و فى صلاة عشية يقول لك , هذا المسيح المُحتجب , نحن لا نستطيع ان نراه , موجود و لن لا نستطيع أن نراه , فيقول لنا خلاص أنا سأظهر لكم بطريقة أخرى , و سأوضح لكم بها الأمور , فواضح إنكم لا تقدروا أن تفهموا بسهولة , فنقول له " اشرح لنا " فيقول لنا :" أنا سأكلمكم بطريقة جديدة من خلال الكلمة , فيقرأول لنا فصل من البولس و الإبركسيس و الكاثليكون و المزمزو و الإنجيل , فهذة طريقة جديدة يُظهر لنا بها نفسه مثلما شرح لتلميذى عمواس للأمور المُختصة به فى موسى و جميع الأنبياء و بعد ذلك كسر الخُبز فإنفتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القداس و كأنه فيه صلاة باكر و كأنه فيه قداس الموعوظين و قداس المؤمنين و أخذنا الجسد و الخُبز و فُتحت عيوننا و تناولنا , حال مُختلف تماما من دوخانا و بعد خروجنا ,فى البداية أمسكت أعينهما و بعد ذلك فُتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القُداس , الذى يجعلنا نثبت فى فعل القيامة فى حياتنا حضور القداسات و نعيث التوبة الفعلية , الذى يجعلنى اشعر إن القيامة بالنسبة لى حدث يخُصنى أنا إننى أشعر إن القيامة تهمنى انا و أنا حالى تبدل بالقيامة , و لهذا يا احبائى جميل إن الإنسان يعيش فترة القيامة فى فترة فرح روحى , فى فترة حياته تبدلت فيها إهتماماته , فى فترة أرقى مما كان , طريقة أصبحت سماوية بالأكثر و روحية بالأكثر و أصبحت فيها حضرة الله و فيها وجود الله و فى رعية الله و نقول له :"ألم يكُن قلبنا مٌلتهبا فينا إذا كان هو يُكلمنا " هذا هو الكلام الذى يدخل إلى القلب و تشعر إنك فى حياه جديدة و تُفتح عينيك و تعلم . و لهذا أستطيع أن اقول لك إن فى فترة الخماسين إذا كنت تعيش فيها بتوبة و تسبيح و تمجيد لربنا و الإتحاد بالجسد المُحى الذى يُحيك و يُعطيك طعم القيامة فى حياتك , فترة تمسك بها و تقول :" أنا لا أريدها أن تضيع منى أبدا" و كأنك نفسك أن تقول لله أنا يا رب نفيى أن اعيش فى الخماسين دائما ليس لأننى أريد أن اكل واشرب , لا . أنا نفسى اشعر إننى بإستمرار فرحان بك , بإستمرار قائم معك واشعر إن طبيعتى تبدلت و تغيرت و يومى تع=غير لأنى دخلت معك فى زمن الأبدية , اسجد لك و اعبدك و اسبحك لأنك نقلتنى من موت إلى حياه , لأنك نقلتنى من شك إلى يقين , لأنك بددت خوفى " فخذوا بالكوا الفصل الذى قرأناه , مُعلمنا بولس الرسول جلس يُعدد ظهورات المسيح و فى النهاية قال و ظهر لى انا . آخر شئ أريد أن أقوله لك اليوم , تُريد أن تشعر إن الخماسين ملكك و إنها اجمل فترة فى السنة كلها . 4)أشعر إنه ظهر لى انا أيضا : إن القيامة تكون مُعلنة فى حياتك و إن المسيحيكون اتى إليك , خُذ بالك يقولوا تقريبا هورات ربنا يسوع بعد القيامة كانت 11 مرة , ظهر للمريمتين مرة التى فيها " سجدتا له و امسكتا بقدميه "و مرة لمريم المجدلية بمفردها و قال لها " اعلما اخوتى ان يذهبوا إلى الجليل هُناك يروننى" ومرة للتلاميذ و هم مُجتمعين فى الجليل و مرة لتلميذى عمواس و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقة بدون توما و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقةو هم مع توما و بعد ذلك ظهر ل7 تلاميذ على بحر طبرية و ظهرمرة ليعقوب و ظهر مرة لصفا و ظهر مرة لأكثر من 500 اخ " التى قال عنها مُعلمنا بولس الرسول" " لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى حتى الآن " و آخر مرة التى ظهر لها للتلاميذ و هم على جبل الزيتون فبل صعوده .يجب أن أشعر إننى داخل المجموعة التى ظهر لها المسيح , أنا واحد منهم , أما أنا مع المريمات اللاتى لهم أشواق كثيرة للمسيح و أما أنا مع التلاميذ و إن كُنت ضعيف بعض الشئ و تراجعت كثيرا , أما أنا مع تلميذى عمواس , شكاك و عينى مُغلقة و بعدت عن طريق القيامة و عائد ثانى إلى بلدى لكن هو بحنانه أتى إلىّ و يقترب منى و يُعلمنى و يزل باله علىو سوف لا يتركنى إلا و عينى مفتوحة , أما انا مع العشر تلاميذ الذين كانوا فى العليقة و الأبواب مُغلقة و فى حالة من الخوف و الجُبن , فى حالة من الشك و فى حالة من القلق , المسيح أيضا سيأتى و يفتقد حياتى و يملأنى بالسلام و الذى انا قيامتك و أتى ليُعلن لى نقسه رغم إننى لا أستحق و إن كُنت تركته هو سوف لا يتركنى حتى توما مع شكه اتى له مرة مخصوص , فلا يقول خلاص ," العشرة من الممكن أن يقولوا له و يحكوا له ويقولوا له إننا رأيناه " يقول :" لا هذا ليس كافى ". يجب أن أظهر له هو بنفسه , لأنه سيذهب ليُكرز بعد ذلك , هل سيذهب و يقول لهم " هم الذين قالوا لى إنه قام ", هذا لاينفع , يجب أن يكون هو بنفسه الذى رأى , يجيب أن يكون رأى , يجب أن يكون تلامس , فتوما الشكاك عندما رأى المسيح يقولوا عنه إنه " سجد و قال :ربى و إلهى ". قديس من القديسين اسمه يعقوب السروجى قال:" هذا هو الشك الذى خرج منه اليقين ". و هل تعتقد إن عندما قال الرب يسوع لتوما " هات يدك وادخله فى جنبى " هل تعتقد إنه وضع يده ؟؟" بالتأكيد لا , لم يستطع ".هو فقط قال له هذا و اراها له و فى النهاية توما سجد و قال :" ربى و إلهى " فشهد بالقيامة . و عندما أتوا بعد ذلك ليعملوا للتلاميذ , أين يسذهب كل واحد فيهم لكى يُكرز ؟؟توما اتى له مكان من أصعب الأماكن فذهب إلى الهند و الصين ليُكرز التى حتى الآن تعبُد النار و البقر , فتخيل معى أيامها ما الذى كانوا يعبدوه ؟؟ فى القرن ال21 يعبدوا البقر و النار , فما الذى كانوا يعبدوه زمان ؟؟, فتخيل أنت عندما يذهبتوما إلى مكان صعب مثل هذا و يقول لهم :"هم قالوا لى إنه قام " لا لا لا فيجب أن يذهب و هو لديه قوة القيامة تكفيه إنه يكرز و لهذا خُذ بالك , كل هؤلاء الرُسل الذين جلسنا نتكلم عليهم و نقول :" يا خوافين , الذين مكستوا فى العليقة و اغلقتوا عليكوا الباب و الذين ذهبتوا و اتى لكم على بحر طبرية , كل هؤلاء ماتوا مُستشهدين إلا يوحنا الرسول أبقى من أجل مُعاينة ملكوت الله و لكن غير هذا كلهم استشهدوا لأن قوة القيامة بدلت حالهم , فتوما فى نهاية كرازته استشهد رميا بالحراب , أى ربطوه فى عامود و معهم كل واحد حربة , ينشن عليه و يضرب و تأتى فى أى جُزأ من جسده و يظل ينزف من كل جُزأ فى جسده حتى مات , طريقة بشعة جدا . فما الذى جعله يستطيع أن يصمت ؟ لأنه ألتصق بالمسيح القائم, فنحن هكذا يا أحبائى , ما الذى يُمتعنا فى هذة الفترة ؟ ما الذى يجعلها فترة إرتقاء و فرح غير عادى ؟؟ إننا تلامسنا مع المسيح القائم رغم كل ضعفتنا , تخيل أنت واحد مثل مٌعلمنا بطرس ,يسوع أتى و قال لهم :" قولوا لإخوتى و لبطرس " و يقف مع بطرس و يُعاتبه و يقول له أريد أن أقول لك شئ , يقول له بطرس :" قُل " فقال له :" أتحبنى يا بطرس " "نعم يا رب أنت تعلم إنى احبك " و ظل يسأله هذا اسؤال 3مرات و كأن الله أتى ليقترب من كل واحد فينا و أتى ليبتدا معه صفحةجديدة و حُب جديد و أتى ليقول لنا " انسى الذى مضى" . أتى لك على بحر طبرية حتى يقول لك " أنت تركتنى و لكن انا سوف لا أتركك ". أنت عُدت ثانى إلى مهنة الصيد , بعد كل الذى رأيته , المُعجزات و التعاليم , راجع ثانى إلى مهنة الصيد , فما الذى حدث لهم ؟؟ ذهب إليهم و تُلاحظ إن ربنا فى رحلة الصيد , تعرف على كثير من التلاميذ أثناء رحلة صيد فاشلة ثم ردهم مرة أخرى إليه أثناء رحلة صيد فاشلة و كأنه يُريد ان يقول لهم . نجاحكم هو أنا , غناكم هو أنا , فرحكم هو أنا , كفايتكم هو أنا , شبعكم هو أنا , إذا بحثت عن خير بعيد عنى سوف لا تجد , تُريد أن تفرح أو تشبع بعيد عنى سوف لا تجد , كم هى جميلة بهجة القيامة!! . أنا رأيته و انا أعرفه مع ال7 تلاميذ , مع تلميذى عمواس , مع المجدلية , مع المريمتان , مع التلاميذ فى العليقة , اخيرا ظهر لى أنا أيضا . فأنت يا مُعلمنا بولس تقول هذا الكلام , ليس أثناء ال40 يوم لظهور المسيح , أقول لك " لا, لا ,لا " ال40 يوم لا ينتهوا , فنحن عائشين فيهم بإستمرار . المسيح لازال يا أحبائى يظهر فينا و يعلن نفسه لينا حتى لا يجعل اى واحد فينا يقول :" أنا لم أرى أو لم أعرف ", هو يُريد أن كل واحد فينا يقول " و ظهر لى أنا أيضا ". انا أيضا رأيته , أنا رأيته فى توبتى و فى قبوله لى و رأيته فى الإنجيل و فى كلمته , هو كلمنى و أنا سمعته , أنا رأيته فى الكنيسة لأنه حاضر فى أسراره , أنا رأيته فى الفقير , أنا رأيته فى الوصية . المسيح القائم ليس ببعيد عنى أبدا , على رأى واحد من القديسين يقول لك :"ليس هو بعيد عنك ذاك الذى تبحث عنه كل أيام حياتك ". يوم ما تحب أن تراه ستراه , هو ليس بعيد , ستجده قريب منك جدا , ربنا يسوع المسيح القائم من الأموات يُعلمنا كيف نُقضى فترة خماسين مُقدسة . فترة سماوية , فرحانين , مرفوعين , نعيشها بالتوبة و نعيشها بالإفخارستية و نعيشها بإننا نكون مُتأكدين إنه ظهر لى أنا أيضا ربنا يُفرحنا بهذة الفترة المُقدسة و يُكمل نقائصنل و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
17 مايو 2025

من ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

سفر الاعمال " واراهم نفسه حياً براهين كثيرة " ظهر السيد المسيح لفرد ( بطرس ، يعقوب ، يوحنا ) ولفردين ( تلميذى عمواس ، المريمتان ) وظهر لعشر تلاميذ من غير توما وظهر 3 مرات ( فى الجليل – فى العلية – قبل الصعود على جبل الزيتون ) ل 11 . ومره آخرى ظهر ل7 فى بحر طبرية ومره ظهر لاكثر من 500 أخ فظهورات المسيح لها دروس كثيره اولاً اثبات حقيقة قيامته :- فكان الناس يشكون فى حقيقة القيامة اذ يقول تلميذى عمواس ان النسوه حيرونا اذ قالوا انه قام " بيقولوا انه قام " فيفتكروا انه خيال انه معجزة ، انه نور فلذلك كان يجب على السيد المسيح ان يظهر ليؤكد حقيقة القيامة فينزع الشك من التلاميذ . ثانياً قبوله للتوبة وضعف التلاميذ :- لان شعور التلاميذ بأن كان المسيح قام فيخجلوا منه فماذا يقولوا له ، نحن الذين سلمناك لليهود ، نحن الذين هربنا منك فبظهور المسيح يؤكد انكم ماذلتم اولادى وانتم الكنيسة وانتم الرجاء وانتم الكرازة وانتم تصيرون كارزين بالملكوت فمثلاً بطرس خجول من انكاره للمسيح ولكن قال المسيح اذهبوا للجليل هناك ترونى ويقول لبطرس حتى لا يشعر بطرس بانه مرفوض من انكاره ولكن المسيح له دعوة خاصه له فجميل من ظهورات السيد المسيح فكان محب ومتأنى ومترفق ، لم يوبخ ولم ينتهر فعندما ظهر السيد المسيح لبطرس قال له عندى كلمة اقولها لك : يا سمعان ابن يونا هل تحبنى ؟ فقال له انت تعلم انى احبك فقال له ارعى غنمى وكرر المسيح نفس السؤال مرتين آخريتين ولكن فى الثالثة حزن بطرس وكأن المسيح يريد ان يعوض الانكار بالحب ان اقابل النكران بالمحبة حيث قال بطرس انت تعلم كل شئ ، انت تعلم انى احبك وكأن المسيح يقول لنا على الرغم من خارجكم خطايا ولكن اعلم من ان اعماقكم تحبنى وان كانت اعماقكم تحبنى فراعوا خرافى فانا متأكد ان اعماقكم تباركنى على الرغم من بعض التصرفات التى تهيننى وانا اهتم بما فى الاعماق فانا اقبل التلاميذ بضعفاتهم . ثالثاً يريد ان يعلم حقيقة جسد القيامة :- فسابقاً حينما اقام لعازر من الموت بجسده العارى يأكل ويشرب وهكذا ابن ارمله نايين ، ولكن المسيح قام بجسد نورانى سماوى ممجد فكان يريد ان يقول لهم ان قيامتى فريده من نوعها لم تروها من قبل حيث ان ميت مات من قبل وقام تأتى فتره ثم يموت مثل العازر عاش ثم مات ، ولكن المسيح مات وعاش الى الابد فحقيقة جسد القيامة انه جسد نورانى لا يخضع لسلطان الجسد وغير خاضع لسلطان الموت فيدخل على التلاميذ والابواب مغلقة ويخرج من القبر والحجر موضوع ويقول هذا ما يحدث عندما تموتون ولكن ممكن ان يقول التلاميذ انك لست المسيح انك نور لانك دخلت علينا والابواب مغلقة ! فيقول لهم هل عندكم أكل او مثلاً شخص مثل توما يقول له ضع يدك فى جنبى وآراه اماكن الجراحات وكأن السيد المسيح يريد ان يؤكد انه عنده جسد ولكن جسده ممجد سماوى غير قابل للموت عندما ظهر السيد المسيح ل7 تلاميذ فى بحر طبرية قال يوحنا هوذا الرب فالقلوب التى لها محبة ربنا تراه بسهولة فأستغرب التلاميذ لان المسيح كان بعيداً وللصدفه كانت رحلة الصيد فاشلة ولكن ظهر المسيح ليقول لهم ان النجاح منى انا والبركة منى انا واوعى تفتكر انك تستطيع العيش من غيرى فالسيد المسيح أخذ التلاميذ فى بداية كرازته وهم فى ملل وفى فشل ولكن رجع ثانيا بعد القيامة اذا رجعوا ثانياً الى نفس المستوى فاذا لاحظنا ان رحلة الصيد بعد القيامة عدوا السمك وكانوا 153 سمكه فمن الغريب ان يعدوا السمك فلماذا لم يوزنوه فالصيد الذى بعد القيامة له معنى أبدى فرحله الصيد فى المره الاولى حيث كانت الشباك تتخرم من كثره السمك له معنى زمنى ذلك ان فى ناس الان عايشه مع ربنا كثير هؤلاء الذين كانوا فى السفينة الاولى التى كانت تغرق من كثره العدد ولكن بعد ذلك الابدى هذا سيكون الصاعدين للسما سوف يكون عددهم محدود الذين سيشتركون فى مجد القيامة هؤلاء قليلين ففى السماء سيكون الواحد بكرامه لانه ارضى الله بأعماله الصالحه . رابعاً اهتمامه بالفرد :- فاهتم ببطرس بمفرده وكذلك مريم المجدلية وغيرهم فالمسيح لا يريد ان الذى يبشر بالقيامة يقول ان اصحابى قالوا لى انه قام بل يقول انا شفت فلا يوجد واحد يلتمس ايمانه بالاخر ونحن يجب علينا ان نقول قمنا وعندما يقول الناس كيف نقول عند تعمدنا 3 مرات دفنا وعندما خرجنا من المعمودية قمنا اشارة ان المسيح فى القبر ثلاثة ايام ثم قام فلذلك نقول انا اتعمدت وانا اتوب وانا اتناول جسد المسيح فيدخل فيا وينقلنى من الموت واحيا معه وبذلك اكون عاينت قيامته . فالكنيسة جعلتنا نتلامس ونعيش القيامة عندما ظهر المسيح ل500 أخ تخيل ماذا سيحدث بعد ذلك يخرج هؤلاء ويبشرون اخوتهم واصحابهم واقربائهم فتخيل سيبلغون كم واحد ! ولذلك فكره القيامة انتقلت لمجموعة كبيرة جداً فى وقت بسيط جدا ولذلك فان كلمه المسيح قام تعلن عن ايمان كل شخص لان المسيح بالحقيقة قام فهذا ايماننا وايمان كنيستنا يقول معلمنا بولس الرسول انه عندما ظهر المسيح لبطرس وليعقوب ول500 اخ ظهر لى ايضاَ انا اصغر جميع الرسل ونحن الان كل يوم نتناول فيه او نتوب فيه او نرتقى فيه لاعلى نحن نقوم لان هذه هى القيامة فظهورات المسيح ليست مجرد استعراض ولكن لها هدف عميق فهى اهداف للتوبة والخلاص وفى النهاية يريد الجميع يكرزوا بقيامة المسيح ونحن نقول فى الكنيسة "آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك الى السماء نعترف " ونلاحظ ان اوقات ظهور المسيح فى اوقات مختلفة مره عند الفجر ومره عند الغروب ووقت فى المساء والليل فلماذا؟ وكأن المسيح يقول انا معكم فى كل الايام انا معكم فى كل الاوقات وحتى كل احوالك فى وقت الخوف وضعف الايمان والشك ولكن نتسائل عندما كان يظهر السيد المسيح ماذا كان يقول للتلاميذ ؟ كان يكلمهم عن الامور المختصه بملكوت الله فالتلاميذ رأوا معجزاته وقيامته وموته وكل الاشياء الاخرى ولا ينقصهم شئ الا الامور المختصه عن ملكوت الله لانهم يبشرون فكانوا التلاميذ يسمعون وهم منتبهين وبعد ذلك شهدوا للمسيح فى كل العالم وكانوا شجعان ولم يرجعوا مثلا لحرفه الصيد لان اهم شئ ان يكونوا مع المسيح تقول مثلا هل التلاميذ لا يخافون من الموت او من السجن من التعذيب يقول لا طبعاً لانى مع المسيح فتحول التلاميذ الى جماعة شهداء تحولوا الى جماعه فتنت المسكونة وتغيرت طبيعه الجبن وطبائعهم لانهم التمسوا القيامة نجد عندما تقارن بطرس عندما انكر امام الجارية ،هذا وقف امام ملوك وولاه واعترف بالمسيح وقال يسوع المسيح هذا الذى صلبتموه انتم من اين هذه الجرأه ؟! انها من القيامة وعندما يكونوا فى السجن ويُجلدوا قالوا لهم سوف نخرجكم بشرط ان لا تحكوا عن المسيح ثانياً فيقولوا لهم مش ممكن فلذلك ان فتره الخماسين ليست مجرد فتره تهريج بل انها جنى لفتره الصوم الكبير نريد ان نتخيل حديث قاله المسيح قبل صلبه وموته وحديث آخر بعد صلبه وموته وقيامته فما الاقوى ؟ بالطبع الذى بعد قيامته حيث انه فى مجده فبعد القيامه نجد الكنيسة مبتهجه ونجد اعلام بيضاء والحان فرايحي وما أجمل زفه القيامة وكأن المسيح يظهر فى الكنيسة فما اجمل فتره القيامة والخماسين " واراهم نفسه حياً ببراهين كثيره " ولالهنا المجد الدائم الى الابد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل