المقالات

26 أبريل 2025

وقام فى اليوم الثالث

مِنْ سِفر التَكْوِين40 : 9 – 23 { فَقَصَّ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ " كُنْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي وَفِي الْكَرْمَةِ ثَلاَثَةُ قُضْبَانٍ وَهِيَ إِذْ أَفْرَخَتْ طَلَعَ زَهْرُهَا وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَباً وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي فَأَخَذْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَأَعْطَيْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ " فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ " هَذَا تَعْبِيرُهُ الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ فَتُعْطِي كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي يَدِهِ كَالْعَادَةِ الأُولَى حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ " فَلَمَّا رَأَى رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ أَنَّهُ عَبَّرَ جَيِّداً قَالَ لِيُوسُفَ "كُنْتُ أَنَا أَيْضاً فِي حُلْمِي وَإِذَا ثَلاَثَةُ سِلاَلِ بَيْضَاءَ عَلَى رَأْسِي وَفِي السَّلِّ الأَعْلَى مِنْ جَمِيعِ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِنْ صَنْعَةِ الْخَبَّازِ وَالطُّيُورُ تَأْكُلُهُ مِنَ السَّلِّ عَنْ رَأْسِي" فَأَجَابَ يُوسُفُ وَقَالَ " هَذَا تَعْبِيرُهُ الثَّلاَثَةُ السِّلاَلِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ وَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ عَنْكَ" فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَوْمِ مِيلاَدِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ صَنَعَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَأْسَ رَئِيسِ الْخَبَّازِينَ بَيْنَ عَبِيدِهِ وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى سَقْيِهِ فَأَعْطَى الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ وَأَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ فَعَلَّقَهُ كَمَا عَبَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ . } . لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ الثَّلاَثة أيَّام الَّتِي قَضَاهَا رَئِيسُ السُّقاة فِي السِجن ثُمَّ استحياهُ فِرعُون هِيَ رَمز لِقِيامِة السَيِّد المَسِيح لأِنَّ رَئِيس السُّقاة كَانَ مسجُون بِأمر فِرعُون وَمعنَى الحبس بِأمر فِرعُون أنَّهُ كَانَ المفرُوض أنْ يقضِي كُلَّ حَيَاته بِالسِجن الحبس بِأمر فِرعُون معناه أنَّهُ حُكِمَ عَليهِ حُكم الموت وَكُون أنَّهُ يَرَى رؤيَا تَقُول أنَّهُ سَيَعُود لِيسقِي فِرعُون كَمَا فَسَّر لَهُ يُوسِف { فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ } هذَا هُوَ المَسِيح الَّذِي حُكِمَ عَليهِ حُكم الموت وَاجتازهُ وَقَامَ فِي اليُوم الثَّالِث لِذلِك مَا فَعَلَهُ المَسِيح فِي ثَلاَثة أيَّام هُوَ مَا فَعَلَهُ الخَبَّاز وَالسَّاقِي السَيِّد المَسِيح جَمَعَ مَا بينَ الخَبَّاز الَّذِي مَاتَ وَالسَّاقِي الَّذِي ظَلَّ حيٌّ وَرُدَّ إِلَى مَقَامه { الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ } السَيِّد المَسِيح قَامَ فِي اليُوم الثَّالِث صَعَدَ إِلَى السَّمَوَات أي رُدَّ لِمَقَامه { الثَّلاَثَةُ السِّلاَلِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ وَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ }هذَا موت المَسِيح الخَبَّاز رَمز لِلشَّيطان وَالخَطِيَّة الخَطِيَّة مَاتِت لكِنْ السَّاقِي أي المَسِيح قَامَ المَسِيح حَقَّقَ السَّاقِي وَالخَبَّاز فِي ذَاته دَخَلَ إِلَى حُكم الموت لكِنْ { إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمكِناً أنْ يُمْسَكَ مِنْهُ } ( أع 2 : 24 ) رُؤيِة السَّاقِي سَبَقِت رُؤيِة الخَبَّاز كَانَ المفرُوض العكس وَاحِد يَموت وَالثَّانِي يُرد لِمَقَامه بُولِس الرَّسُول يَقُول { لأِعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ } ( في 3 : 10) أي لِتكُنْ فِي معنَى الحَيَاة أوَّلاً أي فِي السَّاقِي أوَّلاً فِي الإِنتِصار عَلَى الموت أوَّلاً لأِنَّ المَسِيح بِموتِهِ أبطل عِز الموت لِذلِك قِسمة القُدَّاس الكِيرلُسِي تَقُول { بِقُوَّتِكَ قَبِلتَ الموت الَّذِي قَتَلَ الجَمِيع ، بِقُوَّتِكَ أقِمْ موتَى نِفُوسِنَا } أمَّا الخَبَّاز الَّذِي تأكُل لحمه الطُيُور وَيُعَلَّق عَلَى خَشَبة فَهُوَ حُكمْ الموت عَلَى الخَطِيَّة وَالسَّاقِي هُوَ المَسِيح الغَالِب القَائِم . هُناك أسئِلة مُهِمَّة تَدُور حول قِيَامة المَسِيح مِثْل :- لِمَاذَا قَضَى المَسِيح ثَلاَثة أيَّام فِي القبر ؟ لِمَاذَا صُلِبَ يوم الجُمعة وَقَامَ فجر الأحد ؟ لِمَاذَا قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام ؟ لِمَاذَا نَكَّس رَأسه عِنْدَ الغُرُوب وَقَامَ فِي الفجر ؟ أوَّلاً : لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ فِي عُرف اليَهُود الجُزء مِنْ اليُوم يُحسب يوم كَامِل إِذاً يوم الجُمعة وَالسبت وَجُزء مِنْ الأحد هُمْ ثَلاَثة أيَّام المَسِيح حَقَّقَ النُبُوات اليَهُود لَمْ يعتَرِضُوا بَلْ إِعتَرَفُوا أنَّهُ قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام الثَّلاَثة أيَّام تُحَقِّق أمور تدبِيرِيَّة وَخَلاَصِيَّة كَثِيرة فِي الكِتاب كَيْفَ ؟ يوجد إِرْتِبَاط وَثِيق بينَ موت المَسِيح وَقِيامته وَبينَ المعمودِيَّة كَيْفَ ؟ كَيْفَ ينتَقِل لَنَا موته وَقِيَامته ؟ كَيْفَ نَقُول " مُتنَا مَعَهُ وَقُمنَا مَعَهُ " ؟ ( رو 6 : 8 ) وَمَتَى إِنتَقل لَنَا موته وَقِيَامته ؟ كُلَّ هذَا فِي المعمودِيَّة { مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي المعمُودِيَّةِ } ( كو 2 : 12) هُوَ قَالَ لِتَلاَمِيذه { فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس }( مت 28 : 19)ثَلاَثة إِسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس بِثَلاَثة تغطِيسات إِذاً دُفِنَّا مَعْهُ ثَلاَثة أيَّام وَأخذنَا قُوَّة الثَّالُوث إِذاً فِي المعمودِيَّة حَدَثَ الإِتِفاق بينَ موته وَالثَّالُوث فِينَا المعمودِيَّة لَيْسَ بِهَا تغطِيس مرَتان أوْ أرْبعة مرَّات أوْ خمس أوْ هُمْ ثَلاَث تغطِيسات تُعطِينَا موته وَقُوَّة الثَّالُوث بِذلِك تدخُل حَيَاتنَا قُوَّة موته وَقِيَامته وَبِذلِك كَانَ لاَبُد فِي التدبِير الإِلهِي أنْ يَكُون موته ثَلاَثة أيَّام إِشَارة إِلَى دفنِنَا مَعْهُ ثَلاَثة أيَّام فِي ثَلاَثة تغطِيسات وَإِتِفاق مَعَ الثَّالُوث كُلَّ هذَا بِالمعمودِيَّة { إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أيضاً بِقِيَامَتِهِ }( رو 6 : 5 ){ لأِنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرةٌ مَعَ المَسِيحِ فِي اللهِ } ( كو 3 : 3 ) مُتُمْ مَعْهُ فِي المعمودِيَّة لِذلِك بِالمعمودِيَّة نشترِك مَعْهُ فِي موته إِشتِرَاك حَقِيقِي وَلِذلِك أيضاً المَسِيحِي لاَبُد أنْ يشعُر أنَّهُ إِشترك مَعَ المَسِيح فِي موته وَقِيَامته . ثَانِياً : لِمَاذَا صُلِبَ يوم الجُمعة وَقَامَ يوم الأحد ؟ وَلِمَاذَا مَاتَ عِنْدَ الغُرُوب وَقَامَ فِي الفجر ؟ يوم الجُمعة فِي الأسبُوع هُوَ اليُوم السَّادِس أي يوم خِلقة الإِنْسَان وَكَأنَّ يَسُوع بِالتَدبِير الإِلهِي قَصد أنْ يَموت فِي مَساء اليُوم السَّادِس لِيَقُول أنَّ الإِنْسَان الأوَّل قَدْ إِنتَهَى أي لِيُجَدِّد الخَلِيقة مرَّة أُخرَى الخَلِيقة الَّتِي لَمْ تُرضِيه بَلْ أغضبته وَصَنَعت المعصِية لِذلِك أرَادَ أنْ يِجَدِّدهَا فِي نَفْس مِيعاد خِلقِتهَا لكِنْ فِي نِهايته وَكَأنَّهُ يَقُول أنَّ الخَلِيقة القَدِيمة قَدْ إِنتَهِت وَقَامَ فجر الأحد قبل الفجر أي قبل شرُوق الشَّمس أوَّلاً لأِنَّ يوم الأحد هُوَ اليُوم الأوَّل فِي الأُسبُوع وَقبل الفجر أي فِي بِدَايِة أوِّل أيَّام الأُسبُوع قَامَ وَكَأنَّهُ يُعلِن بِدَايِة لِخَلِيقة جَدِيدة وَلأِنَّهُ هُوَ النُّور الحَقِيقِي فَقَامَ قبل شرُوق الشَّمس لأِنَّهُ لاَ يحتاج لِنُورهَا إِذاً فِي تدبِيره يُصلب يوم الجُمعة فِي الغرُوب وَيَقُوم فِي فجر الأحد أوِّل أيَّام الأُسبُوع وَبِهذَا يُعلِن نِهَايِة عصر المعصِية وَبِدَايِة عصر الطَّاعة فِي إِبنه يَسُوع نِهَايِة إِنْسَان قَدِيم وَبِدَايِة إِنْسَان جَدِيد نِهَايِة حُقبة وَبِدَايِة حُقبة لِذلِك نَحْنُ أبناء الأحد وَنَحتَفِل بِتذكار القِيَامة كُلَّ يوم أحد وَفِي بَاكِر كُلَّ يوم لأِنَّهُ هُوَ النُّور الحَقِيقِي الَّذِي يُضِئ لِكُلَّ إِنْسَان آتٍ إِلَى العالم( القِطعة الأُولَى مِنْ صَلاَة بَاكِر ) فِي الكِنِيسة الطقس يَقُول أنَّهُ يوجد بِهَا " بانطوكراطور " أي " حِضن الآب " وَبِهِ فِي الشرِقيَّة قندِيل زِيت يُضَاء دَائِماً أي 24 سَاعة وَمِنْهُ تُضَاء شُمُوع الكِنِيسة سِوَاء فِي رفع بخُور بَاكِر أوْ عَشِيَّة أوْ أي فِي كُلَّ صَلَوَاتهَا وَلاَ تُضَاء الشُمُوع عَامَةً فِي الكِنِيسة بِنُور خَارِجِي بَلْ مِنْ قندِيل الشرقِيَّة لأِنَّ المَسِيح هُوَ نُور الكِنِيسة وَقَدِيماً قبل إِحتِلاَل فِلْسطِين كَانَ نُور الشرقِيَّة فِي كُلَّ الكَنَائِس الأرثُوذكسِيَّة يَأتِي مِنْ نُور القبر المُقَدَّس فِي قُدَّاس عِيد القِيَامة حيثُ كَانَ كُلَّ كَاهِنْ مِنْ كُلَّ كِنِيسة يَذهب إِلَى هُناك وَفِي إِحتِفال عَظِيم يُضِيئُون الكَهَنة شُمُوعَهُمْ مِنْ نُور القبر ثُمَّ يَعُودُون إِلَى كَنَائِسهُمْ لِيُضِيئُوا بِهَا قندِيل الشرقِيَّة وَمِنْهُ تستَمِد أضواء الكِنِيسة العام كُلَّه قَدْ نَتَجَاوز وَنُضِئ شمعة مِنْ شمعة إِنْ كُنَّا بَعِيدِين عَنْ مَكان الشرقِيَّة لِذلِك فِي مقصُورة القِدِّيسِين إِذَا أطفأوا كُلَّ الشُمُوع يترُكُون وَاحِدة مُضَاءة حَتَّى يُضِئ مِنْهَا القَادِمُونَ شُمُوعَهُمْ . ثَالِثاً : اليُوم الثَّالِث فِي الكِتاب المُقَدَّس :- فِي سِفر الخُرُوج كَانَ مُوسَى النَّبِي يَقُول لِفِرعُون عِنْدَمَا كَانَ يَتَفَاوض مَعَهُ { فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثلثةِ أيَّامٍ فِي البَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهنَا } ( خر 3 : 18 ) لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ كَلِمة " ثَلاَثة أيَّام "فِي الكِتاب عَامةً تَخدِم هَدف خَلاَصِي ثَلاَثة أيَّام هِيَ فَاصِل بينَ أمر وَأمر هِيَ إِستِبقاء حَيَاة رَمز لِلقِيَامة نَذْبح لإِلهنَا وَبعد ثَلاَثة أيَّام نَعُود إِشَارة لِذَبِيحة المَسِيح الَّذِي قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام وَتَرَآى أمَام الآب بِعَلاَمَات صَلِيبه بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فِي سِفر الخُرُوج أصْحَاح 19 : 11 { وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِليَوْمِ الثَّالِثِ لأِنَّهُ فِي اليومِ الثَّالِثِ يَنْزِلُ الرَّبُّ أمَامَ عُيُون جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاء } أمر لإِستِبقاء حَيَاة كُنْتُمْ أموات وَسَتَحيُون أنْتُمْ بِلاَ نَاموس سَأُعْطِيكُمْ نَامُوس بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فِي إِرْتِحَال الخِيمة كَانُوا يَرتَحِلُون بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فَاصِل بينَ حَرَكة وَسُكُون فَاصِل بينَ سُكُون الشَّعْب وَحَرَكته إِتِجَاه كَنْعَان هَكَذَا بعد ثَلاَثة أيَّامٍ المَسِيح نَقَلَنَا مِنْ سُكُون الخَطِيَّة وَظُلمَتِهَا إِلَى حَرَكِة المجد مِنْ التدبِير الشِمَالِي إِلَى التدبِير اليَمِينِي مِنْ سُلطان الظُلمة إِلَى مجد أولاد الله لِذلِك فِي الضَرَبَات العَشرة لِشعْب مِصر كَانِت الضَرَبَات لِمُدِّة ثَلاَثة أيَّام مَثَلاً ظَلاَم دَامِس لِمُدِّة ثَلاَثة أيَّام لِمَاذَا ؟ لأِنَّهَا إِشَارة لِلموت وَالحَيَاة إِشَارة لِلفرق بينَ الظُلمة وَالنُّور ثَلاَثة أيَّام ظُلمة يعقُبهَا نُور إِشَارة لِموت المَسِيح وَقِيامَتِهِ وَكَأنَّ الله يَقُول حَدَث القِيَامة هذَا لَهُ تدبِيره مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقة يَشُوع بن نُون بعدَمَا إِستلم القِيادة مِنْ مُوسَى النَّبِي قَالَ لِلشَّعْب { بَعْدَ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ هذَا لِكَيْ تَدْخُلُوا فَتَمْتَلِكُوا الأرْضَ } ( يش 1 : 11 ) وَمَا هُوَ الأُرْدُنَّ فِي عُرف الكِتاب ؟ هُوَ الموت نَحْنُ فِي البَرِّيَّة تَائِهِين وَنَكسر الوَصَايَا ثُمَّ نَعُود لَهَا فَمَنْ الَّذِي يدخُل أرْض المِيعاد ؟ يدخُلهَا مَنْ يعبُر الأُرْدُنَّ أي يعبُر الموت نَحْنُ فِي الأرْض نُجَاهِد ثُمَّ نعبُر الأُرْدُنَّ أي الموت لِننتَقِل لِلمَلَكُوت ثَلاَثة أيَّام إِشَارة لِموت المَسِيح وَقِيَامَتِهِ وَكَلِمة " يَشُوع " معنَاهَا " يَسُوع أي مُخَلِّص " وَلأِنَّ النَّاموس عَجَزَ عَنْ توصِيل الشَّعْب لأِرْض المِيعاد لِذلِك سَلَّمَهُمْ لِلمُخَلِّص مُوسَى عَجَزَ عَنْ أنْ يُدخِل الشَّعْب أرْض المِيعاد فَسَلَّم قِيَادَتِهِمْ لِيَشُوع الَّذِي يُشِير لِلمَسِيح يَسُوع الَّذِي لَيْسَ بِإِسم آخر غيرِهِ يَنْبَغِي أنْ نخلُص( أع 4 : 12) أرْسَلَ يَشُوع جَوَاسِيس لِيَتَجَسَسُّوا أرِيحَا فَإِستقبلتهُمْ رَاحَاب الزَّانِية وَأعطُوهَا عَلاَمة الحبل القُرمُز لِخَلاَصِهَا وَعَرَفَ حَاكِمْ أرِيحَا بِأمر الجَاسُوسان فَقَالت لَهُمَا رَاحَاب { اذْهَبَا إِلَى الجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ } ( يش 2 : 16 ) ثَلاَثة أيَّامٍ هِيَ إِستِبقاء حَيَاة هَكَذَا نَحْنُ لَنْ نَنجو مِنْ عدو الخِير إِبلِيس مِنْ حَاكِمْ أرِيحَا إِلاَّ إِذَا مُتنَا مَعَهُ وَقُمنَا مَعَهُ لَيْسَ بِالمعمودِيَّة فقط بَلْ بِجِهَادنَا فِي قِصَّة إِختِيار شَاوُل مَلِك كَانَ شَاوُل يبحث عَنْ أتن أبِيه الضَّائِعة فَقَالُوا لَهُ إِذْهب إِلَى صَمُوئِيل النَّبِي لِيَدِلّك عَلَى مَكان الأتن وَعِنْدَ صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ { وَأمَّا الأتن الضَّالَّةُ لَكَ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ فَلاَ تَضَعْ قَلْبَكَ عَلَيْهَا لأِنَّهَا قَدْ وُجِدَتْ } ( 1صم 9 : 20 )الأتن الضَّالَّة هِيَ الجَسَد المَبِيع تَحْتَ الخَطِيَّة كَي تَجِدهَا وَتَتَمَتَّع بِهَا بِخَلِيقة جَدِيدة فَهيَ تحتاج ثَلاَثة أيَّامٍ كي تخدِم الله بِجَسَد مدفُون وَقَائِم يَلِيق بِالله كَانَ رَجُل مِصرِي يَعمل عِنْدَ رَجُل عِبرانِي وَعِنْدَمَا وَجَدَ العِبرانِي أنَّ عَبده المَصرِي مَرِيض فَكَّر أنْ يترُكَهُ لِيَموت لأِنَّهُ لاَ يَزِيد عَنْ عبد فَأتوا بِهِ لِدَاوُد فَأعْطَاهُ خُبز وَماء وَأقراص زِبِيب لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ أكَلً مُنْذُ ثَلاَثة أيَّامٍ إِذاً الثَلاَثَة أيَّامٍ هِيَ إِستِبقاء حَيَاة { يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ . فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أمَامَهُ } ( هو 6 : 2 ) ثَلاَثَةَ أيَّامٍ هذِهِ هِيَ تدبِير لِنْشتَرِك مَعَهُ فِي الخَلاَص كي نُدفن مَعَهُ وَنَقُوم مَعَهُ فِي المعمودِيَّة وَكي يُجَدِّد الخَلِيقة لِذلِك قَالَ لِتلمِيذيّ عَمواس { أيُّهَا الغَبِيَّانِ وَالبَطِيئَا القُلُوبِ } ( لو 24 : 25 ) نَحْنُ الآن نَقُول لَهُ نَحْنُ أيضاً تنطَبِق عَلينَا نَفْس الصِفة وَكَانَ المَسِيح يقصِد بِالغَبِيان بَطِيئَا الفهم وَلَيْسَ شَتِيمة أوْ سب نَحْنُ أمَامَنَا أعمال الله وَاضِحة وَأيضاً أمَامَنَا قِدِيسِين وَلاَ نُدرِكَهُ حَتَّى الآن الله يُرِيد أنْ يُنْقِذنَا مِنْ حُكمْ الموت فِي سِفر أستِير يَقُول الكِتاب { وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أستِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بيتِ المَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بيتِ المَلِكِ وَالمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ} ( أس 5 : 1 ){ ثُمَّ أنَّهَا فِي اليَوْم الثَّالِث نَزَعت ثِياب حِدَادِهَا وَلَبَسَت مَلاَبِس مجدِهَا } ( أستِير بِالتَتِمَّة 15 : 4 ) فِي اليَوْم الثَّالِث أي قِيَامة وَاستِبقاء حَيَاة قَامَ المَلِك يَهُوشَافَاط بِحرب وَالحُرُوب فِي الكِتاب رَمز لِغلبة السَيِّد المَسِيح عَلَى الشَّيطان عَلَى الصَلِيب جَاءَ يَهُوشَافَاط وَشعبه لِيندِبُوا موتاهُمْ وَأخذُوا موتاهُمْ وَالغَنَائِمْ وَيَقُول الكِتاب { وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أيَّامٍ يَنْهَبُونَ الغَنِيمَةَ لأِنَّهَا كَانَتْ كَثِيرةً } ( 2أخ 20 : 25 ) الغَنَائِمْ هِيَ حَيَاة السَيِّد المَسِيح عِنْدَمَا أسلم الرُّوح عَلَى الصَلِيب نَزَلَ لِلجَحِيم وَأخَذَ الغَنَائِمْ أي الأبرار الَّذِينَ كَانُوا فِي الجَحِيم { رَفَعَ قِدِيسِيهِ إِلَى العُلاَ مَعَهُ ، أعْطَاهُمْ قُربَاناً لأِبِيهِ }( مَا يُقَال فِي قِسمة لِلإِبن تُقَال فِي القِيَامة ) هذِهِ غَنَائِمْ يَهُوشَافَاط كُلَّ مَا سَلَبَهُ العدو مِنْهُ إِستردّه ثَانِيَةً هَكَذَا المَسِيح رَجاء القِيَامة أنَّ بِهَا غَنَائِمْ كَثِيرة رَدَّ فِيهَا كُلَّ النِفُوس الأبرار لِذلِك نَقُول كَسَّر المَغَالِيق النُحَاسِيَّة وَرَدَّ المسبيين إِذاً موت المَسِيح وَقِيَامَتِهِ فِي ثَلاَثَة أيَّامٍ لَيْسَ صُدفة وَكُلَّ رقم وَكُلَّ حَدث فِي الكِتاب لَهُ مرمُوزات الثَلاَثَةَ أيَّامٍ هِيَ لأِستِبقاء حَيَاة وَالَّذِي كَشَفَ عَنْ ذلِك المَسِيح نَفْسه عِنْدَمَا قَالَ كَمَا مَكَثَ يُونان فِي جوف الحوت ثَلاَثة أيَّامٍ هَكَذَا ينبَغِي عَلَى إِبن الإِنْسَان أنْ يَموت وَيَمكُث فِي القبرِ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ ثُمَّ يَقُوم ( مت 12 : 40 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
12 أبريل 2025

ملك المسيح

اليوم الكنيسة تحتفل بطريقتها لدخول المسيح أورشليم المدينة إرتجتّ لمّا دخل وفرشوا ثيابهُم وأغصان النخل وهتفوا أوصنّا يا إبن داود المزمور " مُبارك الآتىِ بإسم الرب باركناكُم من بيت الرب الرب هو الله وقد أنار علينا إوثقوا الذبيحة برُبط إلى قرون المذبح " " رتّبوا عيداً للواصلين لبيت المذبح " يُريد أن يقول لنا إحتفل بطريقتك بدخولهُ وإعِلن مُلكهُ على قلبك مُلك المسيح كما تنّبأ زكريا وقال بالروح عمّا حدث اليوم " إبتهجىِ جداً يا إبنة صهيون إهتفىِ يا بنت أورشليم هوذا ملكُكِ يأتىِ إليكِ هو عادل ومنصور وديع ( صِفات الملك عادل منصور وديع ) وراكب على حمار وعلى جحش إبن أتان وأقطع المركبة من أفرايم والفرس من أورشليم وتُقطع قوس الحرب ويتكلّم بالسلام للأمُم وسُلطانهُ من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصىِ الأرض وأنتِ أيضاً فإنّىِ بدم عهدك قد أطلقتُ أسراك من الجُبّ الذى ليس فيهِ ماء ارجعوا إلى الحِصن يا أسرى الرجاء " ( زك 9 : 9 – 12 ) ملك عادل ومنصور ووديع جاء يُخلّصك بدم عهده فإهتفىِ المسيح دخل ملك وهو ملك فعلاً أم لا ؟؟ هو ملك فعلاً ويجب أن يكون ملك ولكنّهُ مُتضع ووديع ولا يُحب المناصب هو ملك ليس كملوك العالم بل ليس من هذا العالم حتى أنّهُ مُنذ يوم ولادتهُ رأى المجوس نجمةُ وقالوا أنّهُ ملك وذهبوا لهيرودس وسألوه أين ملك اليهود ؟ وهذهِ الكلمة سببّت مشاكل مُلك المسيح صار علّة صلبهُ كلمة ملك أتعبت هيرودس والملوك الذين كانوا أثناء الصلب كانوا غير قابلين لمُلكهِ مع مُلكهُم عندما كان يُصلب شخصٍ ما كان من نزاهة الملوك أن يكتبوا فوقّةُ علّة صلبهِ وإذا سرق أحدٍ ما كانوا يكتبوا على باب حبسهِ علّة سرقتةِ أى كُل إنسان تُكتب علّة عقوبتةِ هكذا المسيح كتبوا علّة صلبهِ وهى أنّهُ ملك اليهود بولس الرسول يقول " ومحى الصك المكتوب علينا " الصك أو العلّة مكتوبة علينا هو محاها " مزّق صك خطايانا " اليهود رفضوا كلمة ملك اليهود وقالوا لبيلاطُس أكُتب هو قال أنا ملك اليهود لكنّه أجابهُم ما كتبتهُ قد كتبتهُ نعم هو غير راضىِ عن صلب المُخلّص لكنّه كان خائف على مُلكهِ ملكوت المُخلّص أوصى بهِ فىِ الصلاة الرّبانيّة " ليأتىِ ملكوتك " هو يُحب أن يملُك علينا لذلك يجب أن نُشعرهُ انّهُ ملك حقيقىِ عندما كان يجلس ليُعلّم فىِ الهيكل كان يتكلّم كمن لهُ سُلطان وليس كالكتبة رغم أنّهُ جليلىِ وناصرىِ أى بسيط لأنّ الجليل والناصرة كانتا بلدتان لا يُعتدّ بهُما بجانب أورشليم لأنّ البلاد كانت مستويات " أمن الناصرة يخرُج شىء صالح " هو جعل ملكوتهُ ليس حسب المظاهر بل حسب العدل والرحمة والإحسان لذلك لابُد أن نُشعرهُ بملكوتهُ ونشعُر نحن بملكوتهُ لأنّهُ ملكوت حقيقىِ والكنيسة تفرح بقدومهُ حتى أنّ لحن الكنيسة فىِ هذهِ المُناسبة يُسمّى لحن شعانينىِ أى نموذج لقمة الفرح الطقس الفرايحىِ يُصلّى بهِ فىِ الخماسين لكن الطقس الشعانينىِ أعلى وأكثر فرحاً منّهُ يُصلّى بهِ اليوم لأنّهُ كان يعلم أنّهُ داخل أورشليم اليوم ليُصلب لأنّ الصليب هو مُلكهُ الحقيقىِ " الرب قد ملك على خشبة " كلمة غريبة " ملك على خشبة " صار مُلك الله هو الصليب هو عرشهُ لذلك الكنيسة يوم الجمعة العظيمة تقول لحن " بيك إثرونوس أى عرشك يا الله إلى دهر الدهور " وماهو عرشهُ إلاّ صليبهُ الذى ملك بهِ على العالم الكنيسة تهزّ فىِ كلمة " شا إىِ نيه ومعناها إلى دهر الدهور " مُدة طويلة لو ملك قديم نقول هذا فُلان كان لكن مُلك المسيح مُلك أبدىِ لا يزول سُلّطانهُ أبداً حتى أنّ بيلاطُس كان مُتعجّب منهُ وسألهُ أنت ملك اليهود ؟ أجابهُ يسوع أنت قُلت أنا ملك أم لا هذا لا يُشغلك لأنّ مُلكىِ لا تفهمهُ أنت كثير من الناس لا يسعفهُم برّهُم أن يتعرّفوا على ملكوت الله ناس تسجُد لهُ وناس تهينهُ ، فىِ إنجيل مرقس قال " ماذا تُريدون أن أفعل بالذى قال أنّهُ ملك اليهود ؟ " أجابوه أصُلبهُ وألبسوه أرجوان وصاروا يسجدون لهُ بإستهزاء وقالوا السلام لك يا ملك اليهود وكانوا يحتقرونهُ ما هذه المملكة ؟ لكن الكنيسة تُعلن ملكوتهُ بالبرّ الذى بها تُعلنهُ ملك وتستقبلهُ بفرح وقلب مُتهلّل لا يسعهُ الفرح لأنّهُ قد صار ملك علينا هذا هو الملك الذى يأتىِ راكباً على جحش إبن أتان لكن اليهود إستهزأوا بهِ وسألهُم بيلاطُس هل أطُلق لكُم ملك اليهود أم باراباس ؟ أجابوه ليس لنا ملك إلاّ قيصر نحنُ اليوم أتينا لنُصالحهُ على ما قالهُ لهُ اليهود بغباء ونقول لهُ أنت ملك لكن إتضاعك جعلك تجلس على أتان وجحش إبن أتان لأنّ اليهود طُمست عيونهُم لأنّ مُلكهِ مُحتاج برّ لكى يفهموهُ حتى يوحنا المعمدان وهو جنين سجد للمسيح فىِ بطن أمُهِ لأنّ الموضوع موضوع إيمان وبرّ يُعلن مُلك المسيح أى كُل ما كان إستعلان مُلك المسيح فىّ أقوى كُل ما أفرح بمُلكهِ أكثر وإلاّ يُصبح هذا اليوم بالنسبة لىِ يوم عادىِ المسيح يُعلن نفسهُ اليوم ملك حقيقىِ على أورشليم أى قلبىِ ونحنُ قبلنا مُلكهِ ومن هُنا جاءت بهجة اليوم اليهود إستهزأوا بهِ من شدة تواضُعهِ لأنّ مظهرهُ لم يكُن كملك أرضىِ لكن الذى يعرف من هو المسيح يخجل من إتضاعهُ ونُعظّمهُ على إتضاعهُ ونعرف أنّهُ دخل اليوم ليُتمّم النبوات وتدبير الخلاص الذى أحبّهُ لأنّه ليس ملك عادىِ كما قيل فىِ القُدّاس الكيرلُسىِ " من أجل لاهوتك الذى لا يُستطاع النظر إليهِ ولا التفكُرّ فيهِ " هذا هو الذى دخل اليوم ليُعلن مُلكهُ الحقيقىِ لذلك لابُد أن نفهم مُلكهُ صح ونشعُر أنّهُ ملك حقيقىِ لمملكة روحانيّة لذلك قال للإثنى عشر تلميذ " تجلسون معىِ فىِ عرشىِ وتدينون أسباط إسرائيل " كلام صعب لم يفهموه لكنّهُ قال " أنتُم ملوك وكهنة " هو فعلاً جعلنا مملكة يمكن أعظم مملكة فىِ العالم لأنّها ليست من العالم بل روحانيّة تجمع الودعاء والمتواضعين يمكن يكون شعبها لهُم مظهر الفقر والإتضاع لكنّهُم مملكة حقيقيّة كلمة " ليأتىِ ملكوتك " أى نُعلن سُلطانك وسيادتك ملكوت حقيقىِ يحتاج إستنارة وحكمة حكمة لم يعرفها حُكماء هذا الدهر " لأنّهُم لو عرفوا لِما صلبوا رب المجد " ، هُم طُمست عيونهُم وسُدّت آذانهُم وأحبّوا مجد العالم أكثر من مجد الله لذلك رفضوه لكن الروح يفحص أعماق الله الإنسان الروحانىِ يحكُم فىِ كُل شىء ولا يُحكم عليه لأنّهُ صاحب سُلطان فىِ ذاتهِ لذلك يقول " لم تأخُذوا روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا " ويوم ما صُلب فهمنا مُلكهِ " نحنُ أبناء وورثة " ماذا ترث ؟ ترث طبعهُ ومُلكهُ أى لنا سُلطان على الذات والحواس ولنا تدبير بداخلنا ولنا إرادة صلب الجسد والإمتناع عن الخطيّة ولنا مجد أولاد الله كون الأنبا أنطونيوس يبيع العالم ويُضحّىِ بحياتهُ لأجل المسيح لأنّهُ إنسان عرف مُلك المسيح الحقيقىِ وشاركهُ فيهِ وتعلّق بمُلكهِ الذى لا يزول لذلك إزدرى بالعالم كُلّهِ بولس الرسول يقول " ليتّكُم تعرفون مجد غِنى المسيح ومعرفة محبتهِ الفائقة لنا لأنّهُ فوق كُل رياسة وسُلطان وقوة وكُل إسم يُسمّى ليس فىِ هذا الدهر فقط بل وفىِ الآتىِ أيضاً "لا توجد مملكة تُقارن بمملكة المسيح لذلك نقول فىِ المديحة " ممالك الدُنيا تزول والمال كُلّه فانىِ " مملكة بابل كانت أقوى مملكة وزالت هكذا مملكة مادىِ وفارس زالت كثير من الممالك كانت صاحبة القوى العُظمى فىِ العالم وإنتهت لكن مملكة المسيح دائمة للأبد هذا هو مُلكهُ الذى يؤسّسهُ اليوم ونحنُ نفرح بهِ والكنيسة تُحب لقب المسيح ملكىِ وإلهىِ وتقول " ربنا وإلهنا ومُخلّصنا وملِكنا يسوع المسيح " تُحب الكنيسة تُعلن مُلك المسيح الحقيقىِ عليها ودائماً تُصلّى الصلاة الرّبانيّة " ليأتىِ ملكوتك " تُعلن لهُ أنّها تُريد سيطرتهُ عليها لذلك نقول " سكنوا الجبال من أجل عِظم محبتهُم للملك المسيح " ملك أيضاً الكنيسة تُحب تستعمل كلمة " سيدنا " لأنّها تُعلن مُلكهُ وسيادتهُ عليها عندما قال زكريا النبىِ " إبتهجىِ يا إبنة صهيون " من هى إبنة صهيون إلاّ الكنيسة فىِ العهد الجديد التى هى نحنُ وتُعلن فينا قّوتهُ ومملكتهُ وطهارتهُ هو جاء ليُعلن سُلطانهُ وسيطرتهُ الحقيقيّة على قلب الإنسان وعقلهُ هل هو بالنسبة لنا ملك فعلاً أم لنا ملك آخر مثل المادة والذات ؟ لا ملكىِ المسيح الذى أعُلن لهُ خضوعىِ الكامل وأفتخر إنّىِ من ضمن مملكتهُ الناس اليوم عندما يأخُذوا جنسية دولة عُظمى مثل أمريكا يفتخرون بها ونحنُ معنا أغلى جنسية وأجمل جنسية نحنُ الذين لنا سِمة على جباهنا معنا خِتم مملكة المسيح رشمة الميرون والجسد والدم الذى نأخُذهُ هو أجمل ما فينا ويُميّزنا عن كُل العالم نحنُ لنا شكل آخر ومذاق آخر مُختلف عن العالم كُلّهُ لذلك فلنفتخر بمملكتنا التى لا تزول أنا جنسيتىِ غالية جداً وتستحق أن أضحّىِ من أجلها كثيراً إحذر أن تكون غير مُقتنع بمُلك المسيح داخلك وتبحث عن ملك آخر كاليهود نحنُ ملكنا الحقيقىِ هو المسيح إِنتبه هو اليوم آتىِ فىِ صورة ملك وديع متواضع وجالس على أتان وجحش إبن أتان ويملُك على صليب لكنّهُ فىِ النهاية ملكوتهُ ليس كذلك يقول فىِ سِفر الرؤيا " أنّ الشمس لا تُعطىِ ضوءها والقمر يصير كالدم والنجوم تتساقط " ملكوت مُرعب وملوك الأرض والعُظماء والأغنياء والأقوياء والأمُراء الذين نُعظّمهُم الآن هؤلاء يقولون فىِ ملكوت المسيح الآتىِ " للجبال أسُقطىِ علينا وللآكام غطّينا عن وجه الجالس على العرش لأنّهُم أحبّوا مجد العالم أكثر من مجد الله " والله يقول لهُم أنا كثيراً ما تودّدت لكُم وأنتُم رفضتمونىِ وقُلتُم ليس لنا ملك إلاّ قيصر ليس لنا ملك إلاّ مجد العالم ومراكزهُ فمن يستطيع الوقوف فىِ ذلك اليوم ؟ بينّما يقول للذين قبلوا مُلكهِ على قلوبهُم " بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدّه من كُل القبائل والأمُم والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف مُتسربلين بثياب بيض وفىِ أيديهُم سعف النخل "السماء تساع كثيرين أمّا أنا إمّا أعُلن مُلكهُ علىّ هُنا وهُناك أو أرفُضهُ هُنا ويرفُضنىِ هو هُناك شعبهُ الذى يقول تسبحة الثلاث تقديسات ولهُم سِمات الخروف والكنيسة تُعلّمنا كُل ذلك من الآن وتُعلّمنا " لك القوة والمجد والبركة " تسبحة إِعلان مُلكهِ ومجدهِ وتُعلّمنا تسبحة الغلبة هذهِ هى الكنيسة المُنتصرة ونحنُ ملكوتهُ وأبناء الملكوت وليس لنا ملك آخر غيرهُ ونرفُض أى ملك آخر غيرهُ " إقتنينا لك يا الله لأننّا لا نعرف آخر سِواك " إجعلهُ ملك على قلبك وبيتك وحواسك وإشعُر أنّك مضبوط بهِ وإجعل كلمتهُ هى التى تحكُمك أى هى شريعتك وقانونك وحياتهُ هى سِراجك وعندما تسجُد أسُجد لهُ وعندما تعبُد إعُبدهُ وعندما تكون دالّة بينك وبينهُ إبعد غضبهُ عنك لأنّك أصبحت صديقةُ لذلك فىِ النهاية فوق لا يكون المسيح بالنسبة لك ولىِ ديّان بل حبيب " إذ لا شىء من الدينونة الآن على الذين هُم فىِ المسيح يسوع " ندخُل على يمينهُ ونُعاين عظمتهُ ونُسبّح لهُ لذلك لا يكفىِ العُمر لتسبيحهُ ولا حتى الأبديّة الكنيسة تصرُخ اليوم مُبارك الآتىِ بإسم الرب إهتفىِ يا إبنة صهيون أنّهُ أتى اليوم ليملُك على خشبة ويملُك أيضاً على قلوبنا ونصرُخ لهُ تعال وأملُك علينا من الآن وإلى المُنتهىِ ربنا يمتعنّا بملكوتهُ ويقبلنا عبيد عِنده ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
05 أبريل 2025

وضوح الهدف

مِنْ رِسالة القديس بولس الرسول إِلَى أهل فيلبّىِ بركاته على جميعنا آمين الإِصحاح الثالِث العدد السابِع :[ لكِنْ مَا كَانَ لِى رِبْحاً ، فَهذا قَدْ حَسِبتهُ مِنْ أجْلِ المسيحِ خَسَارَةً بَلْ إِنَّىِ أَحْسِبُ كُلَّ شىءٍ أيضاً خَسَارَةً مِنْ أجْلِ فَضْل مَعْرِفةِ المسيحِ يسوعَ رَبَّىِ ، الذّى مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأشيْاءِ ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَىْ أَرْبَحَ المَسِيحَ ، وَ أُوجَدَ فِيهِ ،لأِعْرِفَهُ ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ ، مُتَشبِّهاً بِمَوْتِهِ ، لَعَلِّى أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأْمْوَاتِ ] مِنْ أجل معرِفة المسيح خسرت كُلَّ حاجة ، خسرت أهلىِ ، خسرت جذورىِ وَكُلَّ الأمور الّلى بفتخِر بيها وَبعتبِرها وَلاَ حاجة ، أنا بحسِبها زِبالة وَلاَ حاجة وَكلِمة " جِعالة " يعنىِ المُكافأة ، كُلَّ ما كان الهدف فِى حياتنا واضِح كُلَّ ما أمور كتيرة إِتحسمِت ، وَلمّا يكونْ مش واضِح كُلَّ ما نتلغبِط وَنتضايق ، ما هو هدف حياتِك ؟ عايشة ليه ؟ إِيه هو هدف حياتىِ ؟ تحقيق ذاتىِ ! تحقيق لِذاتىِ ! أفتخِر على كُلَّ مَنْ حولىِ ! أُمدح مِنْ كُلَّ النّاس ، هدفىِ هو إِرضاء الله ، رِبح الأبديّة ، ما عنديش هدف أجمل منّه وَأعيش لِخدمِته وَ أعيش لِطاعته وَ لِمحبِّته يعنىِ واحِد يجرىِ ناحية حاجة فِى السبق بيبقى عارِف بيجرىِ ناحية إِيه ، لئلاّ يكون الجرى باطِل ، هدفىِ أحقِق صوت الله الّلى جوايا ، أصير إِنسانة مِنْ السماء ، أهم حاجة هى الملكوت وَنعمِة الله فِى حياتىِ وضوح الهدف مُهِم جِداً ، وَمِنْ أخطر الأمراض التّى تُصيبنا هو ضياع الهدف ، فنعيش فِى ضياع ، ما فيش نمو ، ما فيش تقدِم ، ما فيش نعمة ، بذرِة الملكوت لاَ يرعاها ، أقل شىء يُحزِنه ، يُفقِده هدوءه ، يُفقِده سلامه ، لأنّهُ هو مش فرحان بِربِنا ، مش عايش للملكوت الله لَمْ يخلِقنا أبداً علشان نعيش مش عارفين إِحنا عايزين إِيه ، لابُد أنْ يكون هدفىِ هو خلاص نَفْسَىِ ، وإِرضاء الله فِى كُلَّ يوم ، بل فِى كُلَّ لحظة فِى حياتىِ ، لِذلِك نقول فِى القُدّاس عَنَ القديسين [ الذّين أرضوك بالحقيقة مُنذُ البدء ] لأنّهُ هو كان قُدّامهُمْ فِى كُلَّ حين ربِنا الهدف بالنسبة لىّ ، الأبدية هدف بالنسبة لىّ ، إِرضاء الله هدف بالنسبة لىّ ،لاَ نُرضىِ ذواتنا وَغرورنا أبداً ، ياما الإِنسان يعيش مِنْ أجل الإِفتِخار ، حتّى لمّا يتعلِّم يُبقى علشان يتكبِّر وَحتّى اللبس علشان كِذا وَالحاجات دى بِتبعِده عَنَ الملكوت ياما الإِنسان ينخدِع وَ يعيش مِنْ أجل أهداف ثانويّة وَإِرضاء ذاتىِ ، بولس الرسول لمّا يترُك كُلَّ شىء حسبها نِفاية وَلاَ حاجة ، لأنّ الهدف واضِح ، عايِز أشوفه وَأشوفه هو بس ، كُلَّ إِنسان يدخُل فِى محبّة الله الأبدية تتضِح ، يعلى يعلى وَ العالمْ يتضاءل جِداً جِداً ليه ؟؟ لأنّ الهدف واضِح النّاس الّلى بيترُكوا كُلَّ شىء هُم مش ناس فاشلين فِى العالم أبداً ، لأنّ شُفنا أولاد المُلوك تركوا العالمْ ، لأنّ الهدف واضِح ، العالمْ يصغر يصغر لِدرجِة صفيحة زِبالة ، وَ إِنْ العالمْ ده قيد عليه ، وَمش عايِز يعيش له أبداً الأمور الّلى كُنت بفتخِر بيها أحسبها نِفاية ، يا خسارة الأيام الّلى كُنت بفتخِر فيها بِشهادتىِ وَذكائىِ دى كانِت ضايع فيها الهدف ، الّلى كُنت بعتبره زمان رِبح ده خسارة ، واحِد دخل الدير فبسأله عَنَ أخباره وَمدى إِرتياحه فِى الدير ، فقال ليه أنا لَمْ أجىِ هِنا مِنْ زمان ، العالمْ صغير جِداً ، الهدف لمّا يتصاغر تتصاغر أمامه حاجات كتير كُلَّ ما كان الهدف عالىِ فِى حياتىِ كُلَّ ما الأمور التانية تقل تقل ، القديسة إِيلارية بنت الملِك زينون كان إِشتياقها لِربّ المجد يسوع كان عالىِ جِداً جِداً ، وَكانِت تحسِب غِناها قيود عليها وَأغلال ، وَإِشتهِت أنْ تترُك كُلَّ شىء ، إيه الّلى يخلّيها تعمِل كده ، فِى هدف ظهر فِى حياتها أكبر مِنْ أنْ تكون ملِكة فِى ناس بِتتصارِع على المُلك ، مين الّلى يترُك كِده ؟ الّلى وجد كرامة أعظم ، فِى حد يسيب المجد وَالكرامة ويروح لطريق كُلّه أحزان وضيق ! الهدف واضِح وغالِب فِى كُلَّ حياته ، وَغالِب كُلّ ألمْ وَكُلَّ غِنى وَمجد أرضىِ ، وبيغلِب أمور جوّه نَفْسَه وَجوّه حياته ، غالِباً ما يكون هدفىِ إِنّىِ أُحترم مِنْ النّاس ، إيه هدفىِ ؟ إِرضاء الله ، الحياة لهُ وَلهُ وحدهُ ، هو ده الهدف فِى حياتىِ 0 كُلَّ يوم لازِم أصلِّح حاجة ، وَكُلَّ ما يكون الهدف جوايا يتهز ، أصلِّح نَفْسَىِ ، الأنبا أرسانيوس كان يقول لِنَفْسَه : يا أرسانىِ تأمِلّ فيما خرجت لأجله ، إِنت خرجت لأجل هدف مُعيّن ، هو رِبح المسيح وَ الملكوت ، لاَ أنشغِل بآخر أحد الآباء يقول [ فليبحث غيّرىِ عمّا يشاء عِوضاً عنك أمّا أنا فما يلِذ لىِ إِلاّ أنت ] ، أنا لىّ أهداف أُخرى وَإِشتياقات أُخرى ، لو لقيتىِ واحدة مبسوطة وَغنيّة وَعِندهُم عربيّة أقول ربِنا يفرّحهُمْ لكِن أنا لىّ إِنت لذّتىِ وَبهجتىِ ، مش عايزة حاجة أبداً على الأرض ، داوُد الملِك رغم كُلَّ مُلكه لَمْ يفقِد إِتضاعه وَيقول [ أُذكُر يارب داود وَكُلَّ دِعته ] ، وَتستميل قلبىِ إِليك لأنّهُ متواضِع ، هدفه واضِح ، هدفه مش المُلك ، إِنّهُ بيرضىِ ربِنا الملِكة أستير تقول أنت تعلم يا الله إِنّى أكره سِمة أُبّهتىِ وَ أنا مُنذُ أنْ أتيت لِهذا القصر لَمْ أشترِك مع ولائمهُم وَلاَ مشاكِلهُم ، أنا لاَ أفرح إِلاّ بك أنت يا إِله آبائىِ ، الغرور ده مش ساحبنىِ أبداً ، الهدف لمّا يُبقى واضِح وَلو كُنت ملِك ، المُلك لاَ يُبعدنىِ عَنَ ربِنا مهما كان لاَ يُغيِّر هدفىِ أبداً أنا عايزك إِنت ، إِنت وبس ، وأى شىء أحسِبه خِسارة ، وَلاَ يفرح قلبىِ غير بيك إِنت وحدك يا إِله آبائىِ ، النَفْسَ تفتِش فِى نَفْسَها بإِستمرار ، الهدف واضِح وَلاّ لأ ؟ لمّا الهدف يوضح الأمور تتحِسِم بطريقة سهلة ، القديسة أنا سيمون إِنْ كانت هُنا بِتخسر على الأرض وَلكِن بِتكسب مجد فِى السماء ، وَإِختارت طريق الإِهانة عِندىِ عشم إِنّك تفتح لىِ باب مراحِمك ، باب محبِتك إِنت ، هو ده الّلى عاوزه منّك ، وَأوعى تقفِل باب محبِتك أبداً أوعى ، كُلَّ ما الهدف يتضِح كُلَّ ما تعيش فِى فرح وَ تغلِب بِسهولة وَبِراحة ، وَيخلّىِ أمور كتيرة تتحِسِم ، إيه الّلى يخلّىِ أُمهات وَأبناء يُقدّموا حياتهُم ؟؟ عايزين الملكوت ، الهدف واضِح ، كُلَّ ما الهدف يتضِح كُلَّ ما الأمور تتجلّى وَتغلِب جوّايا ، وجود أى تردُّد ده مِنْ عدو الخير ، خطر كبير لمّا نكون إِحنا عايشين مش عارفين إِحنا عايشين ليه الإِنسان فِى العالمْ يعيش لأنّهُ بيخدِم ذاته وَلذّاته وَلكِن ده غرض سُرعان ما يزول وَلاَ يشبع الإِنسان وَيخلّىِ الإِنسان يعيش فِى فراغ ودائرة مِنْ الجهل ، فَلاَ يُحقِق الهدف الحقيقىِ وَهو إِرضاء الله القديس أوغسطينوس يقول [ خلقتنا يارب لك وَستظل نِفوسنا قلِقة ] ، مالياش غرض أكتر مِنْ إِنْ أُرضيك وَأعبُدك ، كُلَّ يوم لازِم أراجِع الغرض بِتاعىِ ، أترُك كُلَّ شىء وَ أحسِبهُ نِفاية مِنْ أجل فضل معرِفة المسيح ، شُفنا ملوك وَعُظماء تركوا كُلَّ شىء لأنّ فِى غرض مَلَكَ عليّهُمْ يخلّىِ الإِنسان لاَ يعيش إِلاّ لِربِنا ، وَلمّا يُدرِك الهدف تكون علاقتهُ بِربِنا أقوى وَ أقوى وَ أقوى فِى واحِد كتب تقرير عَنَ المسيحيين الذّين يستشهِدوا فقال : إِنْ كان المسيحيون يعيشون على الأرض إِلاّ أنّهُمْ يشعُرون أنّهُمْ مِنْ مواطنىِ السماء ، هُمْ يحيون فِى الجسد وَلكِن لاَ يحيون حسب الجسد ، لاَ يخدِمون أهواء وَلاَ يُستعبِدون لِشهوات ، كُلَّ أرض غريبة بالنسبة لهُمْ وطن ، وَكُلَّ وطن هو أرض غريبة لهُمْ ، مُمكِن يقعُدوا فِى أى حِتّة وَيعتِبروا إِنْ هذهِ الأرض غريبة لهُم ، هُمْ أصلاً مُتغرّبين مش هتفرِق معاهُمْ ، يُبارِكون مُبغِضيِهُمْ ، يحيون بالنسبة للجسد مِثل النِفْسَ بالنسبة للجسد ، النَفْسَ هى الّلى تُعطىِ الحياة للجسد [ لو كُنتُمْ مِنْ العالمْ لكان العالمْ أحبّكُمْ وَلكِن لستُمْ مِنْ العالمْ ] ، هُمْ لاَ يُؤثِر فيهُم حاجة أبداً ، ياما كانوا بيهدّدوا الأب بإِبنه ، وَلكِن كُنت نلاقىِ الطبيعة البشريّة مُتشدِّدة جِداً وَقوّة سماويّة مسانداهُمْ وَفِى غرض واضِح جِداً أنْ يعيشوا لإِرضاء الله 0 خلّوا بالكُمْ مِنْ مثل العُرس ، فِى ناس إِعتذرِت ، لازالت هذهِ الأعذار قائِمة إِلَى اليوم ، ياما إِنسان بيعتِذر لِربِنا لأنّهُ مُرتبِط بأرتباط ، مُرتبِط بِكذا ، كُلَّ ده لمّا يكون الإِنسان الهدف بِتاعة واضِح يغلِبه ، وَلاَ أى حاجة تعطِله لأنّ هدفه واضِح ، لازِم نكون غالبين لِهموم العالمْ وَأحزان العالمْ ، أوعى تكون فِى أهداف أُخرى تأخُذنا عَنَ هدف الأبديّة ، أنا بعدما أموت عِندىِ رجاء فِى الأبديّة ، يُبقى أنا المفروض دلوقتىِ أعيش للأبديّة إِذا كان أنا مُمكِن بـِ 10 سنين أو بـِ 20 سنة أربح الأبديّة ، يُبقى مش كتير على ربِنا أنْ أربح الأبديّة ، إِوعى تفتِكرىِ ده خِسر ، إِوعى تفتِكرىِ إِنّك لو ضحّيتىِ بِذاتك ده هياخُذ مِئة ضعف ، لازِم تكونىِ أحكم ، الأنبا أنطونيوس لمّا باع 300 فدان لَمْ يكُنْ مضغوط أبداً ، فِى إِقتناع كبير جِداً فِى السماء الهدف لمّا يكون واضِح فِى الإِنسان يخلّيه يعمِل أعمال كتيرة ، رُبّما تفوق طاقته ، إِنّ ذاك أفضل وَهو لاَ يخسر بل بالعكس ، لازِم أراجِع أهدافىِ ، أنا ليه عايشة ؟ إِوعى تكونىِ هدفِك ضايِع ، لازِم كُلَّ يوم أراجِع هدفىِ إِنهارده الّلى أنا عايشة فيه ، أرضيه وَلاّ لأ ! بُكره إِزاى أرضيه ؟ لازِم أرضيه ، كُلَّ يوم لازِم أبحث عَنَ شىء يُرضيه وَأبحث عَنَ شىء جديد يُرضيه وَ أدوس على كُلَّ شىء بِقناعة ، بِعز النِفْسَ الّلى شبعانه بِربِنا بتدوس بِغِنى ، أولاد الله الغِنى الّلى يجعلهُم أكرم بكتير جِداً مِنْ أى إِنسان عايش فِى العالمْ صدّقونىِ إِحنا لِغاية دلوقتىِ لَمْ نعرِف حقيقة الأبديّة ، إِحنا فِى الأبديّة هنشوف حاجات هتعزّينا جِداً ، لحظة واحِدة هتنسينا هموم العالمْ وَ أتعابنا ، هنكون عملنا إِيه مِنْ أجل المسيح ؟ صومنا شويّة ، جاهِدنا شويّة ، لحظة واحدة فِى المجد سوف تُنسينا ذلِك التعب ، لاَ تستغرب أبداً إِنّك تكون حياتك مع ربِنا فيها غِنى أوْ مجد ، لاَ تستغرب إِنْ كلِمة مئة ضعف دى شويّة ، ده مُجرّد تعبير أرضىِ عَنَ المجد ، المجد الّلى فِى السماء كبير جِداً لاَ يُقاس ، فإِنْ كان ما عِندنا فلنترُك ، وَلو كانْ فينا ما يصلُح فلنفعل لأنّ عِند ربِنا فِى أكاليل ، القديس مارِمينا أخذ ثلاث أكاليل واحِد للشهادة وواحِد للبتوليّة وواحِد لإِنفراده فِى البرّيّة ياما الصورة تُبقى مش واضحة قُدّامنا وَالصورة تتلغبِط ، إِحنا لينا دعوة أكبر ، وَلازِم يكون إشتياقنا أقوى وَأوضح للأبديّة ، لِذلِك فِى صلوات الكنيسة نقول [ وَ إِهدِنا إِلَى ملكوتك ] ، [ لِكى يكون لنا الكفاف فِى كُلَّ شىءً كُلَّ حينٍ نزدادَ فِى كُلَّ عملٍ صالِح ] يعلّمِنا إِزاى بِنعمِته بالمجد بِتاع الأبديّة ، أمّا الخُبز ده بتاع الأرض ، بس مين مُقتنِع إِن الله يكون الملِك على كُلَّ شىء قبل ذاته ، وَكُلَّ ما ربِنا يملُك أكتر وَالصورة توضِح أكتر فنوصل لِدرجة [ ها قَدْ تركنا كُلَّ شىء وَتبعناك ] وَنأخُذ مئة ضعف إِحنا غُرباء فِى العالمْ ، مالناش لينا فيه حاجة ، أعطينا السلام لِغاية ما نطلع لك فوق ، الإِنسان لمّا يُقيمْ مِنْ نَفْسَه إِله يعبُدهُ كُلَّ الأيام ، ربِنا مش عايِز كِده ربِنا يعلّمِنا كُلَّ يوم إِزاى هدفنا يُبقى واضِح علشان لو دخلِت أهداف أُخرى فِى حياتنا ، نقولّه يارب علّمِنا أنْ تكونْ الهدف بِتاعنا إِنت ، وَ إِنت وحدك ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
29 مارس 2025

كيف نقتنى الحكمة

أُرِيد أنْ أتحدّث معكُمْ اليوم عَنْ عطيَّة الحِكمة ، نقرا مَعَ بعض جُزء مِنْ ملوك الأول إِصحاح 3 : 4 – 15[ وَذَهَبَ الْملِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ0لأِنَّها هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ فِي جِبْعُونَ تَراءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً وَقَالَ اللهُ إِسأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَإِسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعْكَ فَحفظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعْظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ إِبْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسيِّهِ كَهذا الْيَوْمِ وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَأَنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ وَعَبْدُكَ فِي وَسطِ شَعْبِكَ الَّذِي إِخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَ لاَ يُعَدُ مِنَ الْكَثْرَةِ فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَ لاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَ لاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أَعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَميِيزاً لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَ لاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياىَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدَ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيل أَيَّامَكَ فَإِسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه ] 0 لمّا قدّم 1000 مُحرِقة فَرآها الله حاجة حِلوة ، فَأراد أنْ يفرّحه فَسألهُ ماذا تُرِيد ؟ سوف نتحدّث عَنْ الحِكمة فِى ثلاث نِقاط :- 1- أهميَّة الحِكمة :- الحِكمة فِى الخلِيقة مِيزان لِكُلّ تصرُّفاتنا وَهى أهم صِفة لَوْ إِتصف بِها الإِنسان لصار الإِنسان فِى أمان فِى كُلّ أمور حياته ، لِذلِك شعر سُليمان أنّ أهم شيء يطلُبه هُوَ الحِكمة لأِنّ موهِبة الحِكمة تُعطِى لِلإِنسان إِفراز وَتميُّز فِى كُلّ امور حياته ، فِى مرَّة جمع الأنبا أنطونيُوس تلامِيذه وَأولاده وَسألهُمْ كُلّ واحِد فِيكُمْ يقُول مِنْ وجهِه نظرة ما هى أجمل فضِيلة يتمنّى أنْ يقتنِيها ؟ أوْ ما هى أعظم الفضائِل مِنْ وجهه نظركُمْ ؟ فَكثِير قالُوا التواضُع فَقَالَ لاَ المحبَّة لاَ رغم أنّ المحبَّة هى الله العطاء لاَ [ مغبُوطٌ هُوَ العطاءُ أكثرُ مِنْ الأخذِ ] ( أع 20 : 35 ) فَقَالَ لهُمْ الحِكمة وَالإِفراز لأِنّ الَّذِى عِندهُ حِكمة يعرِف كيف يتضِع وَيُعطِى وَيُحِب ، فَهى مِيزان جمِيع الفضائِل مُمكِن إِنسان يتضِع وَلكِنْ إِتضاعه يُدخِلهُ فِى صِغر نَفْسَ فيشعُر أنّ بِداخِلهُ حقِير ،أوْ يشعُر أنّ النَّاس قَدْ نسوه ، أوْ يشعُر أنّهُ مغلُوب وَهذَا خطأ فَالإِتضاع هُوَ أنْ يقبل الإِنسان أنْ يغسِل أرجُل مَنَ حوله بِفرح ، مُمكِن واحِد يعمِل هذَا بِكُره وَضغط وَيقُول هُمْ تركونِى وَتركوا لِى أرجُلهُمْ ، وَلكِنْ الإِتضاع أنْ يكُون الإِنسان مُتواضِع ما الَّذِى يجعل الإِنسان يعرِف الفرق بين الإِتضاع وَصِغرالنَفْسَ ؟ الحِكمة هى المِيزان الحقِيقى لِجمِيع الفضائِل ، هى الَّتِى تُعرِّف الإِنسان الفرق بين التواضُع وَبين الهرُوب مِنْ المسئوليَّة ، هى الَّتِى تُعرِّف الإِنسان الفرق بين الهدوء وَبين السلبيَّة ، الحِكمة تُعطِى الإِنسان هذا المِيزان الحسَّاس فَالَّذِى يجعل الإِنسان مرَّة يشجّع وَمرَّة يوبّخ الحِكمة ، فِى وقت لَوْ شجّعنا فِيه خطأ ، وَفِى وقت آخر لَوْ وبّخنا فِيه خطأ ، ما الفرق بين الحُب وَالتدلِيل ؟ ما الفرق بين الحزم وَالقسوة؟ مُمكِن أقول إِنِّى أُرِيد أنْ أكُون شدِيد مَعْ أولادِى ، جيِّد لأِنّ الكِتاب يقُول [ رَبِي إِبنك بِعصا مِنْ حدِيد ] ، كويس لأِنّ التربية مطلُوبة ، لكِنْ مُمكِن أكُون قاسِى عليه ، أفقِدهُمْ معنى الأبَّوة وَأفقِدهُمْ معنى الأمومة أقُول أُعطِى أولادِى عاطِفة علشان أشّبعهُمْ لِكى لاَ يحتاجوا إِلَى شيء مِنْ الخارِج ،ما الفرق بين أنْ أُعطِى لهُمْ عاطِفة وَبين تدلِيلهُمْ ؟ فَإِذا حدث التدلِيل فَلاَ يقبلوا أىّ عقوبة وَ لاَ يقبلوا أىّ رفض لأىّ طلب مِنْ طلباتهُمْ ، وَإِنْ خرجوا إِلَى العالم سيجدوا الدُنيا خاضِعة لهُمْ هكذا أم هكذا نكُون قَدْ أفسدناهُمْ ؟ هُناك مِيزان لِذلِك يقُول أحد القدِيسين وَإِحنا بِنربى أولادنا[ لِيكُنْ لَكَ حُب بِلاَ تدلِيل وَحزم بِلاَ قسوة ] ، لِذلِكَ أهم الفضائِل الحِكمة ،هُناك فرق بين المحبَّة وَالتعلُّق المرِيض ، هُناك فرق بين الإِنسان الَّذِى يصوم وَبين الَّذِى يقود جسدهُ وَيُربيه ، الحِكمة تُعرِّف الإِنسان لِذلِكَ يقُول أنّ [ الحِكمة خَيرٌ مِنَ الَّلآلِىء ] ( أم 8 : 11 ) ،لِدرجِة أنّ مُعلّمِنا سُليمان يقُول [ وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحكَيمٌ خيرٌ مِنْ ملِكٍ شيخٍ جاهِلٍ ]( جا 4 : 14 ) واحِد مِثل رحبعام وَلِلأسف سمع لِمشورة الجُهَّال " الشُبَّان " وَقالوا لهُ قُل لِلشعب [ أبِي أدبَّكُمْ بِالسياطِ وَأنا أُؤدِّبكُمْ بِالعقارِبِ ] ( 1 مل 12 : 11 ) ، إِظهِر لهُمْ مدى قوّتك وَجبروتك وَأخبِرهُمْ هكذا [ إِنَّ خنصرِي أغلظُ مِنْ متني أبِي ] ( 1 مل 12 : 10 ) ،أىّ أنّ إِصبعهُ الصغِير أغلظ مِنْ وسط أبيه الحِكمة عِندما فقدها رحبعام إِنقسمت المملكة فِى اللحظة الَّتِى قال فِيها هذا الكلام وَقاموا عليه لِكى يُهلِكوه لولا جماعة أحبُّوه مِنْ أجل أبيه وَليس مِنْ أجل نَفْسَه وَأخذوه وَأخفوه وَترك المملكة وَإِنفصل عشرة أسباط عَنْ مملكته ، وَلَمْ يبقى معهُ سِوى يهُوذا وَبنيامِين قسّم المملكة بِحماقة ، لِذلِك الإِنسان بِحكمتِهِ مُمكِن يكُون فقيِر وَضعِيف وَلكِنْ بِحكمتِهِ يرتفِع ، وَالجاهِل مُمكِن يكُون غنِى وَمُرتفِع وَبِجهلِهِ يسقُط وَيكُون سقوطه عظِيم يُوسِف الصدِّيق فقيِر وَصغيِر السِن وَمسجُون وَمُزدرى بِهِ وَمظلُوم لكِن حكِيم ماذا فعل ؟ جاء وَإِرتفع فوق كُلّ النَّاس وَكُلّ إِنسان فِى البلد بِحكمتِهِ لِذلِك لَوْ نرى أهميَّة الحِكمة سنعرِف أنَّنا مُحتاجِين إِليها جِدّاً ، فَالحِكمة تجعل الإِنسان يعرِف متى يتكلّم وَمتى يصمُت ؟ وَإِنْ تكلّم ماذا يقُول ؟ وَلَوْ صمت لِماذا ؟ هى مِيزان لِجمِيع الفضائِل ، فِيها فضائِل عدِيدة لِذلِك لمّا الإِنسان يكُون عِنده حِكمة يعرِف يُدّبِر منزِله جيِّداً ، يعرِف يُدّبِر الَّذِين حوله ، يعرف يتعامل معهُمْ ، يعرف كيف يكسب الأعداء وَيُحوّلهُمْ إِلَى أحِباء ، لِذلِكَ يقولُوا أنّ[ كلِمَاتُ الحُكماءِ تُسمَعُ فِي الْهُدُوء أكثر مِنْ صُراخِ المُتسلِّطِ بَيْنَ الْجُهَّالِ ] ( جا 9 : 17 ) ، الإِنسان الَّذِى يصرُخ كثِيراً يفقِد صواب تفكِيره وَالنَّاس لاَ تسمع لهُ ما أروع سُليمان وَهُوَ فِى منظر رهِيب وَالله يسأله ماذا أُعطِيك ؟ وَبدأ سُليمان يتضرّع إِليه وَقال لهُ أنا عبدك وَالشَّعب كثيِر وَأنا فتى صغِير لاَ أعلم الدخُول وَالخرُوج ،رغم أنّ سُليمان لَمْ يكُن صغِير وَ لاَ يعرِف يدخُل وَيخرُج وَلكِنْ يعرِف جيِّداً وَمَعْ ذلِكَ كان يتصاغر أمام الله لِذلِكَ يا أحِبَّائِى الحِكمة مطلُوبة مِنْ الإِنسان ، ما أحوجنا إِلَى الحِكمة فِى بيوتنا ،وَما أحوج أنفُسنا لإِقتناء الحِكمة ، وَما أعظم مَنْ يقتنِى الحِكمة وَيشعُر أنّ فِى حياته قوَّة وَسُلطان بِالحِكمة لِذلِكَ مَنَ يُرِيد الحِكمة هكذا يقُول مَعْ مُعلّمِنا بولس الرسُول[ فَأُنظرُوا كيفَ تسلُكُون بِالتَّدقِيقِ لاَ كجُهلاء بل كحُكماء ] ( أف 5 : 15 ) ،فَالحِكمة تجعل الإِنسان يعرِف كيف يسلُك مهما كانِت الضغُوط الَّتِى حوله ، تجعله لاَ يندفِع وَ لاَ يخضع لإِنفعالاته لِذلِكَ يقُول [ الْحِكْمَةَ تُحْيي أصْحَابَهَا ] ( جا 7 : 12 ) ، لِدرجِة أنّ الإِنسان مُحتاج لِلحِكمة حتَّى فِى الأمور الرُّوحيَّة مقدار الصُوم مقدار الصلاة مقدار العطاء الإِنسان محتاج لِلحكمة يقُول الكِتاب لمّا أرادوا إِختيار سبعة شمامِسة كان الشرط الأساسِى مملؤين مِنْ الرُّوح القُدس وَمملؤين مِنْ الحِكمة ، هل سأختار واحِد غير حكِيم يُبّدِد الرعيَّة ؟ لاَ ما أجمل الإِنسان الَّذِى يطلُب الحِكمة يمتلِك أفضل فضِيلة فِى الأرض 0 2- صِفات الإِنسان الحكِيم :- أ- عمِيق فِى فِكره :- يعنِى لمّا يفكّر فِى أمر يفكّر بِعُمق ، بِهدوء ، بِترّوِى ، يحسِب الحِساب كُلّه ،ما لهُ وَما عليه وَكيف يمشِّى الأمر ؟ وَكُلّ الجوانِب ، كيف تسلُك ؟ وَيمتص كُلّ شيء وَيدرِس كُلّ شيء ، عكس الإِنسان الجاهِل مُتسرِّع ، أوِل لمّا تأتِى فِكرة ينّفِذها وَلمّا يتهّور يهِد كُلّ حاجة مِثل الَّذِى يقُول هذا الموضُوع لَنْ يتِم ، وَهذا الشخص يخرُج خارِجاً حالاً ،يهِد كُلّ حاجة لِماذا ؟ فقد الحِكمة وَفقد الإِتزان يُقال عَنْ القدِيس أبو مقَّار إِشتهى فِى قلبه أنْ يعبُد الله مُنفرِداً فِى البرّيَّة الداخِليَّة الجوانيَّة ، أىّ يعِيش الوِحدة بِعُمق ، وَنحنُ لمّا نِسمع هذِهِ الكلِمة نجِدها حلوة وَجمِيلة لكِنْ لازِم يحسِبها لأنّ هُناك فِى حروُب مِنْ عدو الخير خوف مِنْ الأيَّام وَالليالِى الَّتِى تمُر عليه هُناك وحوش وَملل صِعاب وَضجر وَهل قامتِى ستتحمّل كُلّ هذا أم مُجرّد إِنِّى أشعُر بِالرغبة فِى العيش مُنفرد أذهب وَأعِيش ؟ لازِم أعرف ، وَيُقال عَنْ القدِيس أبو مقَّار بِكُلّ قداستهُ وَبِرّه يِفضل ثلاث سِنين يصَلِّى لِربِنا علشان يمتص هذا الفِكر بِداخِله وَيفعله وَهُوَ مُطمئِن ،لِيعرِف الفِكرة الَّتِى بِداخِله هل مِنْ الله أم لاَ ، لِكى يخرُج يتعبّد لِربِنا فِى الوِحدة وَ لاَ يبقى وسط الإِخوة ، هل لمّا تأتِى لِى فِكرة أفضل أدرِسها هكذا ؟ مِثال واحِد بيقول لأبونا جاءت لِى تأشيرة لأمريكا ، فكّر أوزِن كُلّ الأمور : س1 : هل لمّا تسافِر ها يكُون لَكَ عمل وَ لاّ مسافِر فقط ؟ وَإِنْ كان هُناك عمل هل سيُناسِبك ؟ س2 : هل ستقبل تعمل فِى بنزينة أوْ فِى مطعم أم لاَ ؟ بعدما أصبحت كبيِر وَمُحترم فِى عملك وَلَكَ مكتبك 0 دائِماً يُقال أنّ الشخص الَّذِى يسافِر لِلعمل بِدُون شِهادة يكُون ها يعمِل حاجة مِن إِتنين Hard work OR Dirty work فهل تقبل تعمل هكذا أم لاَ ؟ أكِيد السِن يختلِف ، الشباب يقبلوا لكِنْ لَوَ كان راجِل عِنده 40 أوْ 45 سنة هل يقبل ؟ هذِهِ نُقطة تستحِق التفكِير 0 س3 : تعلِيم أولادك كيف يكُون هُناك ؟ س4 : هل يُناسِبهُمْ الوسط المُحِيط ؟ س5 : هل تشعُر أنّهُمْ وصلوا إِلَى مرحلة نُضج مُعيّنة أم لاَ ؟ س6 : هل هُناك كنِيسة تهتم بِأولادِى وَتبنِى أنفُسهُمْ وَتحرِص على خلاص نِفوسهُمْ أم لاَ ؟ هُناك أُناس يفكّروا أولاً هذِهِ المنطِقة بِها كنِيسة جمِيلة وَبِها خِدمة جيِّدة وَبِها أباء كهنة مُهتمِين بِخلاص الأولاد وَالشباب وَالشبَّات وَالإِعترافات ، لأِنّ هُناك أماكِن أُخرى لاَ يوجد بِها كُلّ هذا ، فَيقُول مَعْ نَفْسَه هل سأذهب لِيضيع أولادِى ، يفكّر فِى كُلّ هذا ، يوزِن الأفكار وَيعرف مداخِل الأمر ، عمِيق فِى فِكره ، هكذا يكُون الإِنسان الحكِيم 0 مِثال : إِنسان جاء لِنتعرّف عليه رُبما يكُون مُقدِم على الإِرتباط بِبنت مِنْ بناتنا ،أفكّر فِيه هل هُوَ مُناسِب ؟ هل مُتديِن ؟ هل سِنّه مُناسِب ؟ هل إِمكانياته مُناسبة ؟ وَ لاَ يلِيق أنّ جُزئيَّة فِيه فقط فَنُغمِض أعيُنا عَنْ الباقِى ، فَتكُون إِمكانياته جيِّدة فَنتغاضى عَنْ باقِى الأمور ( السِن الَّذِى ضِعف سِنّها بُعده عَنْ الله) ، وَنقُول أنّ ذلِك يأتِى مَعْ الوق أين الوقت ؟ إِذا كان شخص كِبِر وَوصل إِلَى هذِهِ المرحلة فَكيف ؟هُنا نظرنا لأمر واحِد 0 لكِنْ الإِنسان الحكِيم عِنده نظرة شاملة لِلأمر يزِن الأمور صح ، يرى أمور لاَ يراها الآخرين ، لِذلِك يقُول [ الْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ ]( أم 13 : 20 ) ، فَالإِنسان الحكِيم أفعاله تدُل على أنّهُ إِنسان حكِيم ، يعرِف الأمور المخفيَّة ، يفكّر كيف يحلّها 0 مِثال : رجُل إِبنته جاءت إِليه غاضِبة مِنْ زوجها ، يحتضِنها وَيظِل يقوّيها على زوجها وَيفتح لها بيته وَيُبرِز لها عيوب زوجها ، ألم يُفكِّر فِى نتائِج هذا الكلام على مدى الزمن ؟ هذا الرجُل يفصِلها تماماً عَنْ زوجها وَإِنْ كان هُناك أمل بسِيط فِى رِجوعها يكُون بِذلِك قَدْ بدّد هذا الأمل وَلِنفرِض أنّها رِجعِت تكُون راجعة وَقلبها مشرُوخ مِنْ زوجها ، وَموقِف زوجها مِنْ أبيها ماذا سيكُون ؟ موقِف عداوة إِلَى مدى الأبد ، لأِنّ بِنته لمّا ذهبِت إِليه فِضِل يحكِى لِها وَيقوّيها وَيقسّيِها وَبدأت النِفُوس تشِيل وَلَمْ يفكّر أحد فِى رد الفِعل فِى هذا الموقِف ماذا سيكُون ؟ وَإِنفعلوا فِى الموقِف فقط ، وَيقُول بنتِى وَحقّها ، وَماذا بعد هذا ؟ هل ستبقى أنت لأِبنتك ؟ هل أنت اليوم أقرب إِليها مِنْ زوجها ؟ دى الوصيَّة بِتقول لها " إِنسِى شعبِك وَبيت أبِيكِ " ، وَتقُول لهُ " أنت المسئول عنها الآن بعد والِديها " ، هى الآن أساساً مسئولة مِنْ زوجها وَليس مِنْ أبيها وَمَعْ الوقت تصِير الزوجة قريبة إِلَى زوجها أكثر ، تخيّلوا لمّا نِقطع هذِهِ العِلاقة نكُون هكذا حُكماء !! مِنَ أين الحِكمة ؟ يقُول سُليمان الحكِيم [ الْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ أمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ ]( جا 2 : 14 ) ، أُنظُر إِلَى الأمور كُلّها ، أُنظُر نظرة بِعُمق ، أُنظُر إِلَى الأمام 0 مِثال أحد الأشخاص أهان إِنسانٍ ما فَيقُول الثانِى سوف أعمِل وَأضرب وَ0وَهل يسكُت الأوَّل ؟ لاَ بل هُوَ أيضاً سيفعل وَيفعل ، فكّر فِى ردود الأفعال ، لَوْ فعلت هذا ماذا سيحدُث ؟ الإِنسان المسكِين يفكّر مِنْ وِجهة نظر واحدة ربّ المجد يسُوعَ لَمْ يُرِيد أنْ يتراءى لِلنَّاس فجأة ، أوّلاً شعروا بِوجوده فِى وسط المُجتمع ، شعروا بِهِ فِى تعاليمه ، شعروا بِالتدرُّج ،فِى أول عِظة مَعْ النَّاس لَمْ يتكلّم أنّهُ هُوَ [ خُبز اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّماء الْواهِبُ حَيوةً لِلعالم ] ( يو 6 : 33 ) ، بل أعطاهُمْ الموعِظة على الجبل الَّتِى هى أساس التعالِيم الأساسيَّة فِى المسيحيَّة ، لَمْ يُكلّمهُمْ فِيها عَنْ الصلِيب وَالقيامة وَعطيَّة الرُّوح ، لا الإِنسان محتاج يقتنِى الحِكمة لأِنّ الإِنسان ما أحوجه إِلَى الحِكمة ، الإِنسان لمّا يكُون حكِيم يدرِس المُعطِلات ، يحسِب حِساب النفقة ،يكُون لهُ نظرة واقِعيَّة لِلأمور وَ لاَ يكُون خيالِى فِى تصرُّفاته ، لاَ يقُول سنفعل هذا وَنأخُذ قرض وَيظِل يقسِّم وَيضع على عاتقه حمول وَديون وَفجأة يقُول أنا مُدان بـ 60 ألف مَثَلاً ، هل كُلّ هذا جاء فجأة ؟ لاَ بل هذِهِ تراكُمات فِى الأعمال التُجاريَّة تُقال كلِمة ( دِراسة الجدوى ) ، ماذا تعنِى ؟ يدرِسوا فِيها كَمْ التكلِفة لِنجاح المشروع ؟ الرِبح كَمْ يكُون ؟ مَعْ الوقت يغطِّى الثمن أم لاَ ؟ لها حِساب إِذا إِختلِت هذِهِ الحِسبة المشرُوع لاَ ينفع " يفشل " ، مِثل المشرُوع الَّذى يتكلّف 10مليون جنية وَمكسبه اليومِى مائة جُنية ، فَهذا المشرُوع ليس لهُ داعِى بِالمرَّة ،لأِنّ المكسب لاَ يتناسب مَعْ رأس المال الموضُوع ، هُناك حِكمة تزِن كُلّ هذِهِ الأمور ،لِذلِك الإِنسان فِى حِكمته لابُد أنْ يتأنّى وَيتروّى ، لِذلِك مِنْ صِفات الإِنسان الحكِيم 0 ب- هادِى فِى تفكِيره :- لاَ يكُون عاطِفِى فِى تفكِيره ، لاَ يُفكِّر فِى الأمور تحت ضغط عاطِفِى ، لاَ يُفكِّر بِزاوية واحدة وَلكِنْ مِنْ جمِيع الزوايا ، لاَ يكُون مُندفِع فِى فِكره ، نحنُ نحتاج إِلَى هذا الأمر جِدّاً ، نصيحة " لاَ تأخُذ قرار وَأنت فِى لحظِة إِنفعال " ، ننتظِر قلِيلاً حتَّى تهدأ الأمور ،وَالأفضل ألاّ ندخُل فِى حدِيث مَعْ أىّ إِنسان مُنفعِل ، نترُكهُ حتَّى يهدأ ، لِذلِكَ الحِكمة أفضل مِنْ اللآلِىء الثمِينة نرى حِكمة أبِيجايِل عِندما ثار داوُد ، قالت لهُ لاَ تفعل حماقة ، هذا الكلام كُلّه سوف يُنسب إِليك ، أتُرِيد أنْ يقُولوا أنّ داوُد الملِك جرِى وراء إِنفعالاته ، لاَ سيِّدِى ، كانت تتكلّم بِأسلوب رائِع أرجعته عَنْ حمو غضبه ، حِكمة حسمت كُلّ الأمور لِذلِكَ الإِنسان الحكِيم عنده رُوح مِنْ الداخِل تفرِز له الأمور وَتُميِّزها وَتجعله يعرِف كيف يتصرّف فِى الوقت المُناسِب الأنبا أنطونيُوس أبو كُلّ الرُهبان المؤسِس لِنظام الرهبنة الَّذِى أساس دعوته رفض العالم وَعدم محبِّة العالم ، هل يُعقل أنّ القدِيس أنطونيُوس يترُك مغارته وَينزِل إِلَى العالم ؟! لكِنْ هُوَ فعل هكذا مِنْ أجل الدِفاع عَنْ الإِيمان لِيسنِد النَّاس ضِد بِدعة أريوس ، لكِنْ تعالى فِى مرّة أُخرى ندعِى الأنبا أنطونيُوس لِحضور نهضة رُوحيَّة فِى الكنِيسة لِيُعطِى كلِمة منفعة ، يرفُض ، لاَ لَنْ أترُك مغارتِى ، نقُول أنت نزلت مِنْ قبل ، يقُول كان لها ظروفها فَأنا نزلت مِنْ أجل أمر مُعيّن الإِنسان الحكِيم لاَ يكُون مُتسلِّط فِى رأيه عِندما يقُول أنا قُلت كذا لَنْ أرجع الحكِيم يزِن الأمور يعرِف متى يتصرّف وَمتى يمنح وَمتى يمنع مِنْ القصص الجمِيلة عَنْ الحِكمة فِى حياة الأنبا مُوسى الأسود عِندما بدأ فِى سِلك الرهبنة بدأ يأكُل مَعْ الرُهبان وَكان أكلهُمْ بسِيط وَقلِيل وَكان يجوع جِدّاً ، لأِنّهُ إِعتاد الأكل بِكميات كبيِرة ، وَكما نعلم المِعدة دائِماً تحتاج إِلَى التدرِيج فَلاَ يلِيق بعدما كانت تأخُذ كميات كبيِرة فجأة تأخُذ كميات قلِيلة ، فهى مِثل البلّونة بعدما تنتفِخ لِكى تِصغر تِصغر بِالتدرِيج ،وَبعد تناوُل وجبِة الغداء يبحث عَنْ هذِهِ الوجبة ثُمّ يعرِف أنّ ما تناولهُ هُوَ الغداء ، فَذّهب بِأمانة وَصِدق وَشكى لأب إِعترافه عَنْ كميَّة الطعام وَأنّهُ يجوع ، فَأحضر أب إِعترافه جِزع شجرة وَقال لهُ أنا هأمُرهُمْ فِى الدير أنْ يصرِفوا لَكَ كُلّ يوم وزن هذا الجِزع طعام فَكان الجِزع فِى البِداية ثقِيل وَلكِنْ مَعْ الوقت لأِنّهُ مقطُوع مِنْ الشجرة فَبدأ يجِف وَبِالتالِى الطعام يقِل لكِنْ بِالتدرِيج ، وَنرى حِكمة الشيخ على ما ذبل الجِزع وَسقط الورق مِنهُ كان الأنبا مُوسى وصل لِكميَّة أكل الرُهبان لكِنْ بِالتدرِيج ، لكِنْ لَوْ أحد غير حكِيم كان يرُد وَيقُول هذا هُوَ نظامنا وَإِنْ لَمْ يعجِبك فَأنت لاَ تنفع معنا ، ( حِكمة بِتدرِيج ) 0 حتَّى فِى دير السُريان هُناك مائِدة أثريَّة نُلاحِظ أنّها مُقسّمة إِلَى ثلاثة أقسام :0 أ- جُزء لِلشيُوخ ب- جُزء لِلأحداث ج- جُزء لِلمتوسطِين لاَ يلِيق أنْ يأكُل الأحداث مثلما يأكُل الشيُوخ ، يحتاجوا إِلَى فترة ، فِى هذِهِ الفترة يهدأ الجسد وَالجهد يقِل وَيبدأ الإِنسان فِى السمو الرُّوحِى وَيبدأ يُقلِل الطعام ، لكِنْ لاَ يصِح غير ذلِكَ ،( حِكمة الشيُوخ ) الحِكمة تجعلنِى لمّا أتعامِل مَعْ إِنسان أعرف دوافعه وَأعرف ميوله وَأعرف إِهتماماته وَلمّا أتكلِّم أعرف كيف أتكلّم ، لِذلِكَ عِندما يعِيش الإِنسان بِحِكمة يزِن كُلّ الأمور صح يُقال عَنْ مجمع نيقية حدث بِهِ صِراع وَهُوَ مجمع مسكُونِى ، أىّ أنّهُ ضمّ كنائِس العالم كُلّه ، وَالغالِبيَّة إِتفقوا على أنّ رِجال الأكليرُوس ( الكهنة ) كُلّهُمْ يكُونوا رُهبان وَبتوليين لأِنّهُ لاَ يصِح أنْ يخدِم الشَّعب وَيكُون لديهِ إِهتمامات زوجة وَأولاد وَكادوا يتفِقوا على هذا القرار ، وَإِبتدأوا يقُولوا أنّ البتوليَّة تُعطِى تفرُّغ ، نقاء ، سمو ،وَأنّ هذا أجمل لِلكهنُوت لأِنّهُ كهنُوت المسِيح وَلكِنْ كنِيسة مصر قالت رأى آخر ، أنّ رؤساء الشَّعب يكُونوا بتوليين وَالرُعاة الَّذِين فِى وسط الشَّعب يكُونوا مُتزوجين ، أىّ أنّ الأباء الأساقِفة وَأبونا البطرك رُهبان ،أمَّا الكهنة فَمُتزوجين فَجمعت كنِيسة مصر بين البتوليَّة وَالزواج ، لأِنّ ذلِكَ عليه إِلتزامات وَهذا عليه إِلتزامات ، وَقالوا أنّ الَّذِى يرعى النَّاس لازِم يكُون مِنْ نَفْسَ ظروف النَّاس ، فَهَذا الرأى ساد على الجمِيع صمت وَأعلنوا الموافقة فِى الحال لأِنّ الإِنسان الحكِيم لاَ يعرِف التطرُّف فِى ذِهنه ، أىّ أنّهُ لاَ يمشِى فِى شيء إِلَى أقصاه وَلكِنْ يعرِف الإِلتزام وَيعرِف كيف يزِن الأمور ، هذِهِ هى الحِكمة الَّتِى تجعل الإِنسان يقُول كلام قلِيل وَلكِنْ لهُ منفعة كثيِرة مِثلما يقُول الكِتاب [ تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا ]( أم 25 : 11 ) ، وَالَّذِى قال هذا الكلام فِى المجمع لَمْ يقُل تُفَّاح مِنْ ذهب بَلْ وَأعظم مِنْ الّذهب ، هذِهِ هى الحِكمة ، وَالإِنسان الَّذِى قالها مملوء حِكمة 0 3- شروط إِقتناء الحِكمة :- فِى البِداية أُرِيد أنْ أُميِّز بين نُقطتين ( أمرين ) الحِكمة وَالخُبث 0 الإِنسان الحكِيم غير اللئيِم ،لاَ أستطِيع أنْ أقُول أنّ رِفقة حكِيمة ،إِنّها عرفت كيف تجعل يعقُوب البِكر ، هذا لُؤم أبينا يعقُوب لاَ نستطِيع أنْ نقُول أنّهُ أصبح غنِى بِحِكمة وَلكِن بِلُؤم ، عِندما عمل عِند خاله لابان بِالأُجرة وَبعدها أراد أنْ يكُون عِنده قطِيع مِلك لهُ وَكانت مُعظم الغنمات لُونها بُنِّى وَفِيها حوالِى خمسة أوْ أكثر مِنّقطة ( أبيض x إِسود ) ، فَقَال لهُ لابان بعدما يتزوجوا يأخُذ هُوَ النِتاج المنّقط وَحدث أنّ يعقُوب دهن الشجر الَّذِى تستقِى مِنهُ الغنمات وَكانت وَهى تشرب كانت تتوّحم فَتُحضِر ثمرها مِنْ نَفْسَ لُون الشجر( أبيض x إِسود ) ، وَفِى النِهاية يكُون هذا الغنم خاص بِهِ ،وَهذِهِ لاَ تُحسب حِكمة ، هذا يُحسب خِداع – مكر – لُؤم الحِكمة الرُّوحيَّة حِكمة تقتنِى جمِيع الفضائِل ،فَالحِكمة تُراعِى المحبَّة وَالإِتضاع ،لكِنْ الخُبث وَاللؤم يخدِم الذات وَكيف أرتفِع على مَنَ أمامِى ؟ وَكيف أخدعه ؟ هل يُعقل أنّ السيِّد المسِيح يُعطِينِى وصيَّة أخسر بِها جمِيع الوصايا وَفِى النِهاية أُطلِق على نَفْسِى حكِيم !! هذِهِ ليست حِكمة ، الحِكمة تجعل الإِنسان مملوء حِكمة ، مملوء إِتضاع ،هُناك حِكمة قال عنها مُعلّمِنا يعقُوب الرسُول [ لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلةً مِنْ فَوْقٍ بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ ] ( يع 3 : 15 ) ، فَالشيَّطان حكِيم وَالحيَّة يُقال عنها أنّها أمكر جمِيع الحيوانات تعرِف كيف توقِع مَنَ أمامها لِذلِكَ الحِكمة الَّتِى مصدرها غير الله تكُون ملِيئة كِذب – رشوة – خِداع – تشوِيش – مؤامرات –، لكِنْ الحِكمة الَّتِى مِنْ الله يُقال عنها[ طَاهِرَةٌ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ مُتَرَفِّقَةٌ مُذْعِنَةٌ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً عَدِيَمةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاء ]( يع 3 : 17 ) ، الإِنسان الحكِيم نقِى السِيرة نسمع عنهُ كلام جمِيل 0 وَمِنَ هُنا نصِل إِلَى كيف نقتنِى الحِكمة ؟ 1- طلب الحِكمة :- الحِكمة عطيَّة وَموهِبة مِنْ الله مِثل سُليمان الَّذِى طلب قلباً فهِيماً ، فَمِنْ الكلام عَنْ الحِكمة إِشتقنا إِليها ، لِذلِك نضع هذِهِ الطِلبة أمامنا فِى كُلّ يوم( أعطنِى يارب قلب فهِيم ، أعطنِى حِكمة ) ، كيف أدبّر نَفْسِى وَبيتِى وَأولادِى وَأصدقائِى وَعملِى وَ، أطلُبها لأِنّ الكِتاب يقُول [ إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ] ( يع 1 : 5 – 6 ) فَدانيال طلب حِكمة [ يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْماً ]( دا 2 : 21 ) ، وَهُوَ قال [ أنا أُعطِيكُمْ فماً وَحِكمةً ] ( لو 21 : 15 ) ،وَهكذا تقُول الوصيَّة [ فَكُونُوا حُكَمَاءَ ] ( مت 10 : 16 ) ، الوصيَّة تُعطِى قوَّة 0 2- الإِحساس بِإِحتياج الحِكمة :- هل تعرِفوا لِماذا نحنُ لاَ نطلُب الحِكمة لأِنّنا نعتقِد أنّنا حُكماء ، لِذلِكَ لاَ نطلُبها وَلَوْ كُلّ واحِد نظر لِنَفْسَه سيُعطِى لنا إِثباتات أنّهُ حكِيم وَخير العارِفين ، هل هذا يعرِف يطلُب حِكمة ؟ لاَ لاَ مَنَ يُعوِزهُ حِكمة فَليطلُب حِكمة ، إِذن أنا محتاج أنْ أشعُر إِنِّى مُحتاج لِلحِكمة ، فَإِحتياجِى لِلحِكمة هُوَ أساس طلبِى لِلحِكمة ، مِثل إِحتياجِى لِلطهارة ، لِلقداسة ، المحبَّة ،نحنُ نحتاج لِلحِكمة ، فَأطلُب الحِكمة بِإِستمرار ، لازِم نشعُر أنّنا غير حُكماء ،كَمْ مرّة يارب تصرّفت بِجهل وَتسرُّع وَلَمْ أدرِس جمِيع أمورِى ؟ كَمْ مرّة لَمْ أدرِس ردود الأفعال ؟ وَكَم يارب أعطنِى حِكمة 0 3- المشورة :- الإِنسان الحكِيم يُحِب يأخُذ مشورة الحُكماء ، لِذلِكَ يقُول[ طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيهِ0 أمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15 ) ،وَأنا كيف أطلُب المشورة إِنْ لَمْ أشعُر بِضعفِى ؟ نرى سُليمان يقُول [ وَأنَا فَتَى صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ]( 1مل 3 : 7 ) ، إِنت يارب عرفنِى [وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ ] ( أم 15 : 22 ) ، الإِنسان مُحتاج إِلَى كلِمة مِنَ أفواه المُشيرِين وَالحُكماء نتعجّب على موقِف مُعلّمِنا بولس الرسُول الأخِذ دعوتهُ مِنْ الله وَالَّذِى تعب أكثر مِنْ جمِيع الرُسُل ، نقرأ عنهُ فِى رِسالتهُ إِلَى غلاطيَّة أنّهُ ذهب إِلَى أورُشلِيم لِكى يسأل المُعتبرِين أعمِدة فِى الكنِيسة [ لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً ] ( غل 2 : 2 ) ، أنا ذاهِب أراجِع نَفْسِى مَعْ باقِى الرُسُل إِخوتِى وَأرى هل أنا أسِير صح أم خطأ ؟ ذاهِب أراجِع إِنجِيلِى وَكِرازتِى وَفِكرِى معهُمْ ، ذهبت أستشِير المُعتبرِين أعمِدة فِى الكنِيسة ، مُعلّمِنا بولس الرسُول الَّذِى لمّا نقرأ رِسالته نجِدها تتدفّق مِنها أنَّهار حِكمة لِذلِك الإِنسان الحكِيم يأخُذ رأى المُشيرِين وَلكِنْ يكُونوا حُكماء ، وَأحذر مِنْ إِستشارِة الجُهّال ، لأِنّنا أحياناً مِنْ عدم حكمِتنا لاَ نُميِّز وَنأخُذ مشورة الجُهّال ، مِثل الّذِين يذهبوا إِلَى السحرة وَالمُنّجمِين ، هل ستأخُذ المشورة وَالحِكمة مِنَ هؤلاء ؟ الحِكمة تُؤخذ مِنْ إِنسان مملوء حِكمة ، أىّ فِيهِ رُوح الله وَمشهود لهُ بِذلِك 0 4- التعلُّم مِنَ الأخطاء وَمُراجعة النَفْسَ بِإِستمرار :- جمِيل إِنْ الإِنسان يراجِع نَفْسَه وَيعرف أخطاؤه وَيُدِين نَفْسَه ،عِندما أدِين نَفْسِى فِى أخطائِى أضمن وَأعرف إِنّنِى لَنْ أُكرِّر أخطائِى ربنا يسُوع المسيِح كنز الحِكمة وَمُعلِّم الطهارة وَمؤسِس الدهُور يملأنا بِالحِكمة وَيفِيض علينا بِحِكمة رُوحيَّة مِنَ عِنده نازِلة مِنَ فوق لِيُعلّمِنا كيف نسلُك وَكيف نحيا وَيُعطِينا حِكمة فِى كُلّ أمور حياتنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
22 مارس 2025

النمو فى الحياة مع الله

مِنْ سِفر حزقيال النبِى إِصحاح 47 بركاته على جمِيعنا آمِين :[ ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ وَدَارَ بِي فِي الطَّرِيقِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى البَابِ الخَارِجِيِّ مِنَ الطَّرِيقِ الّذِي يَتَّجِهُ نَحْوَ المْشْرِقِ وَإِذَا بِمِيَاهٍ جَارِيَةٍ مِنَ الجْانِبِ الأيْمَن وَعِنْدَ خُرُوجِ الرَّجُلِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْخَيْطُ بِيدِهِ قَاسَ ألْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ وَالْمِيَاهُ إِلَى الْكَعْبينِ ثُمَّ قَاسَ ألْفاً وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ وَالْمِيَاهُ إِلَى الرُّكبتينِ ثُمَّ قَاسَ ألفاً وَعَبَّرَنِي وَالْمِيَاهُ إِلَى الْحَقْوَيْنِ ثُمَّ قَاسَ ألفاً وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أسْتَطِعْ عُبُورَهُ لأِنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ مِيَاهَ ُسَبَاحَةٍ نَهْرٍ لاَ يُعْبرُ ] ( حز 47 : 2 – 5 ) ظهر ملاك لِحزقيال النبِى مِنْ الجانِب الأيمن لِلمذبح وَأخرجهُ مِنْ طرِيق جانِبِى نحو المشرِق فرأى مِياه جارية ، وَقاس الملاك ألف ذِراعٍ فوجد المِياه لِلقدمين ، ثُمّ قاس ألف ذِراعٍ أُخرى وَكانت المِياه لِلرُّكبتين ، ثُمّ ألف أُخرى وَالمِياه لِلحقوين ، ثُمّ ألف ذِراعٍ فوجد نهر لاَ يُعبر أىّ المِياه طمت فوق حزقيال صعب أنْ تتوّقف حياتنا مَعْ الله إِلَى حد مُعيّن وَنموِنا يتوّقف ، الحياة مَعْ الله ليست إِمتناع عَنْ سلبيات فقط لكِنْ يوجد جانِب مُهِم وَهُوَ الجانِب الإِيجابِى ، صعب أنْ تكُون حياتنا مُقاومة السلبيات فقط وَ لاَ نصِل لِلإِيجابيات ، بينما تقُول الوصيَّة [ حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَأصنعِ الخيرأطْلُبِ السَّلاَمَةَ وَاسْعَ وَرَاءَهَا ] ( مز 34 : 14 ) ، أىّ مُقاومة سلبيات وَسعى لِلإِيجابيات المِياه كانت لِلكعبين ثُمَّ الرُّكبتين ثُمَّ الحقوين ثُمَّ نهر لاَ يُعبرُ أىّ مِلىء قامة المسِيح ،أىّ الحياة الرُّوحيَّة لاَ تعرِف التوّقُف وَ لاَ تعرِف حِدُود ، وَكُلّ إِنسان حسب سعيه وَنِعمة الله إِلَى ما لاَ نِهاية ،وَكُلّ ما ندخُل لِلعُمق نفرح بِهِ ندخُل لِعُمق أكبر وَهكذا ،لَوَ حياتنا مَعْ الله لاَ تنمو يكُون الوضع مُقلِق ، كطفل يأكُل وَيلعب وَلكِنْ لاَ ينمو 0 ضرورة النمو :- علامة صحِيحة وَصِحيَّة لِلحياة الرُّوحيَّة كالحياة الجسديَّة أنْ يكُون هُناك نمو ،وَإِذا لَمْ يكُنْ هُناك نمو إِذن يكُون هُناك مرض لابُد مِنْ عِلاجه وَمِحتاج أنْ أراجِع نَفْسِى وَأعرِف السبب لَوَ كُلّ النباتات تنمو نمو طبِيعِى ما عدا نبات واحِد وَنقّبنا حول هذا النبات سنجِد حولهُ خطرٍ ما يُعّطِل نموه ، هكذا الحياة الرُّوحيَّة نحنُ دائِماً نشتكِى أنَّنا إِمَّا نقِف عِند حدٍ ما أوْ ننزِل أىّ نتراجع ، عِلاقتنا مَعْ القُدّاس وَالصلاة وَالإِنجِيل وَعِلاقتنا بِالآخرِين ثابِته أين النمو ؟ هل نموِى الرُّوحِى يُواكِب نموِى الجسدِى ؟ عدم النمو فِى حد ذاته خطر وَمرض وَشيء مُخِيف ، حتَّى وَإِنْ كان لاَ يوجد شيء ملمُوس فِى حياتِى يتعِبنِى ، النمو عمل نِعمة الله وَهُوَ تدرِيجِى وَفِى البِداية يكُون غير ملحُوظ ثُمَّ نُلاحِظهُ بعد فترات النمو هُوَ دعوة إِنجِيليَّة وَعلامة صحيَّة وَعدم النمو مرض لاَ يُسكت عليه ، وَالله لَمْ يخلِقنا لِنصِل إِلَى حدٍ مُعيّن ثُمَّ نكتفِى لاَ الله خلقنا لِكى نكُون شُركاء مجده إِلَى كُلّ مِلىء الله ، معقُول هذِهِ الكلِمالت تُقال لِبشرٍ ؟ صعب لكِنْ الله بِالفِعل يقصِد أنّهُ يُرِيدنا أنْ نصِل إِلَى مِلىء قامتِهِ ، هذِهِ دعوة لِلكمال اللانِهائِى ، وَكُلّ ما أجتهِد أشعُر إِنِّى لَمْ أصِل بعد ، وَكُلّ عُمق يدفعنِى لِعُمقٍ أكبر ، وَكُلّ لذّة تدفعنِى إِلَى لذّة أكبر وَالّذى يحيا الكمال يشعُر أنّهُ مازال هُناك ما لاَ نِهاية حتَّى وَلَوَ صار الماء نهر لاَ يُعبرُ ، وَالّذى يحيا القداسة دائِماً يشعُر بِإِتضاع وَضآلِة نَفْسَ وَذلِك لأِنّهُ دخل لِعُمقٍ جدِيد ، فعرف مِلىء كمال الله ، لِذلِك نَفْسَه تصغُر فِى عينيهِ وَكُلّ ما الإِنسان سار فِى طرِيق بِر كُلّ ما شعر بِصِغر نَفْسَه ، لِذلِك نجِد قدِيسين عُظماء عاشوا نُسك وَطهارة وَصلوات لاَ تنقطِع ، وَنجِدهُمْ يشعرُون بِخطاياهُمْ أكثر مِنَّا ،لأِنّهُمْ دخلوا لِعُمق وَنهر لاَ يُعبرُ فشعروا أنّهُمْ أمام الله صِغار جِدّاً ، [ أسعى لِعلِّي أُدرِكُ ] ( فى 3 : 12 ) ، [أنسى ما هُوَ وراءُ وَأمتدُّ إِلَى ما هُوَ قُدّامُ ] ( فى 3 : 13 ) لِذلِك نُقاس بِمِلىء كمال الله فندخُل فِى معرِفة ذاتنا الحقيقيَّة أمام الله ، لِذلِك لمّا ننظُر لِلأنبا بولا نجِده ظلّ سبعِين سنة مُتوّحِد مَعْ الله ، تُرى هل لَمْ يشعُر بِملل أوْ بِإِكتفاء لاَ لأِنّهُ كُلّ ما ينمو كُلّ ما يجوع لِلكمال أكثر وَيشعُر بِلذّة أكبر وَيشعُر أنّهُ مازال فِى بِدايِة الطرِيق ، لأِنّ النَفْسَ الأمِينة يفتح لها الله أفاق جدِيدة لِلجِهاد ، بينما الّذى يقِف بعِيد عَنْ الله يشعُر أنّهُ وصل ، كُلّ ما إِجتهد الإِنسان كُلّ ما دخل فِى نِعم أكبر ، كُلّ ما فتح الله مجالات أكبر لِلجِهاد ، كُلّ ما تصغُر وَتتصاغر النَفْسَ أمام الله عِندما نقرأ [ إِنّ السَّماء غير طاهِره أمامه ] [وَإِلَى ملائِكتِهِ ينسِبُ حَمَاقَةً ]( أى 4 : 18 ) فكيف نكُون نحنُ أمامه ؟؟ لِذلِك كُلّ ما ندخُل فِى نمو جدِيد كُلّ ما نشعُر أنَّنا أمام الله أنَّنا غير مقبولِين وَنحتاج لِنقاء أكبر ، لِذلِك لاَ نستعجِب عِندما نقرأ فِى سِفر الرؤيا أنّهُمْ يطرحُون تِيجانهُمْ وَيصرخُون ، هذا مِنْ بهاء مجده فيشعرُون بِصِغرهِم أُدخُل فِى النِعمة تجِد أنَّك تسجُد بِالرُّوح وَتدخُل فِى تغّصُب وَحياة قوية ،لأِنّهُ يوجد عبُور جدِيد وَبِذرة تنمو فتدفعك لِلمزِيد مِنْ رعايتها ، الحياة الرُّوحيَّة كالنبات كُلّ ما ينمو كُلّ ما يفرح بِهِ الزارِع فِى العهد القدِيم كان لِلهيكل خمسة عشر درجة يصعدُون عليها وَهُمْ يتلون مزامِير المصاعِد ، كُلّ درجة يُقال بِها مزمور مُعيّن ،هكذا لِكى نصِل لِمُعاينة الله لنا درجات نصعدها بِتدرُّج وَ لاَ ننظُر على أىّ درجة نحنُ بل ننظُر كَمْ درجة تنتظِرنا ،[أنسى ما هُوَ وراءُ وَأمتدُّ إِلَى ما هُوَ قُدّامُ ] ( فى 3 : 13 ) ، هذا السُلم إِلَى الله لِتدرُّجنا وَالله يخاف علينا مِنْ القفزات لأِنَّنا لاَ نتحملها فنسقُط فِى الكبرياء كانت النَّاس قدِيماً تُقدِّس درجات الهيكل وَيقيِسُون بِها الزمن يُحسب بِوقُوع الظِل على أىّ درجة مِنهُمْ ، لِذلِك عِندما أطال الله عُمر حزقيا الملِك أعطاهُ علامة تراجُع الظِل عشر درجات مِنْ درجات الهيكل إِذن نموِى الرُّوحِى لابُد أنْ أجتازه بِأمانة درجة درجة ، وَ لاَ يلِيق أنْ أظِل على درجة مُعيّنة لِفترة طوِيلة ، الحياة الرُّوحيَّة ليس بِها توقُّف لأِنّ الله دعانا لِلنمو ، لأِنّ الطرِيق مُتسِع ، بحر مِنْ العطايا ، فيض ينابِيع ، لِذلِك الحياة مَعْ الله إِذا سِرنا فِيها نشعُر بِمجدها وَضآلِة أنفُسِناعِندما رأى إِشعياء النبِى مجد الله يملأ الهيكل وَالشاروبِيم وَالسيرافِيم يُسّبِحُون الله قال [ ويلٌ لِي لأِنِّي إِنسانٌ نجِسُ الشَّفَتينِ ] ( أش 6 : 5 ) ، لِذلِك المُتكّبِر لَمْ يدخُل بعد فِى طرِيق الله ، إِذا كان فِى ضآلِة نَفْسَه تكّبُر فكيف يكُون حالِة إِذا أعطاهُ الله عطايا ؟؟ دعوة صرِيحة مِنْ الله [ كونوا قدِيسين لأِنِّي أنا قُدُّوسٌ ] ( 1 بط 1 : 16 ) ،دعوه لِلإِمتلاء بِالرُّوح [أُركُضُوا لِكَىْ تنالُوا ] ( 1 كو 9 : 24 ) ، دعوه لِلقداسة ، لِذلِك لابُد أنْ تعرِف أنّ النِعمة تُوأزِرُنا وَالله يسير معنا ، لِذلِك لابُد مِنْ الإِستمرار فِى الطرِيق 0 مجالات النمو :- مجالات كثيرة جِدّاً مِنها : 1- مجال الصلاة :- هل لِى نمو فِى الصلاة ؟ هل وقُوفِى فِى حضرِة الله إِختلف كمَّاً وَنوعاً أم لاَ ؟ إِذا إِختلف نوعاً لابُد أنّهُ يختلِف كمّاً أيضاً ، لابُد أنْ نِرّكِز على نوعيَّة الصلاة وَالنمو فِيها وَستزِيد معها كميتها هل بدأنا نشعُر بِوجودنا فِى حضرِة الله وَنشعُر أنّهُ قادِر ضابِط الكُلّ مُعطِى جمِيع الّذين يتكِلُون عليه ما تشتهِيهِ الملائِكة ، هل نُكلِّم السيِّد المخُوف القُدُّوس بِوقارٍ وَحُب وَإِحترام ؟هل نشعُر أنّ كياننا كُلّهُ وَجسدنا وَعقلِنا مُتحِد بالله فِى الصلاة ؟ هل شعرنا بِحلاوِة الصلاة ؟ هل سنظِل طول حياتنا فِى تغصُّب ؟ هل سنظل على الشاطِىء وَالماء لِلكعبين فقط ؟ أثناء الصلاة هل إِستوقفتنا وَلَوَ كلِمة فِى المزمور ؟ يقُول القدِيسين إِذا إِستوقفتك كلِمة فِى مزمور أثناء الصلاة فإِعلم أنّ لَكَ فِيها كِنزاً ، لاَ تترُكها بل إِهذِ فِيها ، مُمكِنْ تكُون كلِمة تقولها كُلّ يوم لكِنْ يأتِى وقت وَتجِد نَفْسَكَ لاَ تستطِيع أنْ تترُكها ، قَدْ تكُون[ لَكَ وحدك أخطأت ] [ إِنضح علىَّ بِزوفاك فأطهُر ] ( المزمور الخمسُون ) وَتتلذّذ بِها وَتأخُذ مِنْ حلاوتها ما تشتهِى وَمِنْ قوّتها يقُول القدِيس أُوغسطِينوس [ حِينما يحزن المُرّنِم فِى المزمور إِحزن معهُ ، وَحِينما يفرح إِفرح معهُ ، وَحِينما يتنهّد تنهّد معهُ ، شكِّل رُوحك بِكلام المزمور إِلَى أنْ تصِير أنت نَفْسَكَ مزموراً ] ،تصِير أنت مزمور لأِنَّك تُشّكِل نَفْسَكَ بِهِ ، وَحتَّى إِنْ كُنت تسِير فِى أىّ مكان سيكُون لَكَ فِكرك الخاص لأِنَّك تعبُر مِنْ عُمق إِلَى عُمق ، وَلِتحذر فِى كُلّ عبُور أنّهُ ألف ذِراع وَليس عُبُور سهل ، وَأثناء الألف ذِراع يحدُث نمو لأِنّ نِهايتها تدخُل فِى عُبور آخر أىّ فِى ألف ذِراعٍ أُخرى إِذن كُلّ يوم نمو وَإِنْ كان غير ملحُوظ هادىء لأِنّ قامتنا الرُّوحيَّة لاَ تحتمِل الطفرات ، كما حدث مَعْ القدِيس مُوسى الأسود عِندما بدأ حياة التوبة أراد أنْ يأكُل مَعْ الشيُوخ وَلكِنّهُ لَمْ يحتمِل ، فذهب لأب إِعترافه فقال لهُ لابُد مِنْ تدرُّج وَقطع لهُ جِزع شجرة وَطلب مِنهُ أنْ يأكُل وزنها طعام كُلّ يوم ، وَبِالتدرُّج يوم وراء يوم بدأ الجِزع يجِف وَونهُ يقِل وَبِذلِك تدرّج مُوسى الأسود فِى طعامه وَفِى نموه نمو الصلاة وَمشاعِرنا فِى الصلاة وَمخافِة أجسادنا فِى الصلاة وَتقدِيسنا لها وَمحبِتنا لها وَكُلّ مجال مِنْ هذِهِ المجالات لابُد أنْ يحدُث فِيهِ نمو هل أنا أنمو ؟ هل لِى رُكن محبُوب فِى بيتِى أتقابل فِيهِ مَعْ الله ؟ 2- مجال المحبَّة:- هل أنا أنمو فِى المحبَّة أم مازالت محبتِى مُقتصِرة على ذاتِى وَمَنَ يُقدِم لها الخضُوع ؟ هل مازِلت أُحِب الّذين يُحِبوننِى فقط أم دخلت فِى درجِة محبِّة الجمِيع أم تعديتها لِدرجِة محبِّة الأعداء وَالمُسِيئين ؟ أم وصلت لِدرجِة مُباركِة الأعداء وَالمُسِيئين ؟؟ لأِنّ المحبَّة درجات ، فهل لِى نمو فِى محبّتِى ؟ هل لِى مجموعة مُميّزة فقط هى التَّى أُحِبُّها أم لِى إِستعداد أنْ أنفتِح على الجمِيع وَأُعطِيهُمْ محبَّة وَبذل ؟ [ وَإِنْ أحببتُمُ الّذين يُحِبُّونكُمْ فأىُّ فضلٍ لكُمْ ] ( لو 6 : 32 ) ،كُلّ ما ينمو الإِنسان فِى المحبَّة كُلّ ما يُخلِّصهُ الله مِنْ محبِّة ذاته وَمِنْ شروره ،الّذى يُحِب نَفْسَه فقط كلِمة واحِدة تُغضِبهُ ، المحبَّة لها نمو وَمقايِيس لِلنمو 0 3- مجال المعرِفة:- هل لِى نمو فِى المعرِفة ؟ المعرِفة تؤدِى إِلَى الله لأِنّ المعرِفة هى الله ، نحنُ نحيا لِمعرِفة الله [ قَدْ هَلِكَ شعبِي مِنْ عَدَمِ المعرِفةِ ] ( هو 4 : 6 )[ لأِنْ لَوْ عرفُوا لِمَا صلبُوا ربَّ المجدِ ] ( 1 كو 2 : 8 ) ، أحِب القِراءة وَالبحث وَالتنقِيب ، إِبتاع كُتُب تفاسِير وَتأمُّلات لِتُنّمِى معرِفتك فِى الإِنجِيل ، نحنُ فِى جِيل المعرِفة فِيهِ ضحلة جِدّاً ، هل لَكَ شغف بِمعرِفة الله لأِنَّك لَوَ عرفته ما أخطأت فِى حقِهِ سنظل طوال أعمارنا نتعرّف على الله ، بل فِى الأبديَّة كُلّها سنظل نتعرّف على الله[ وَهذِهِ هى الحيوةُ الأبديَّةُ أنْ يعرِفُوك أنت الإِلهَ الحقِيقِيَّ وحدكَ وَيسُوعَ المسِيحَ الّذي أرْسَلْتَهُ ] ( يو 17 : 3 ) ، الحياة الأبديَّة كُلّها لِكى نعرِفه ، لأِنّهُ توجد بعض المعرِفة الآن التَّى نستطِيع أنْ نتحّملها على قدرِ طاقتنا الضعِيفة ، اساسيات القُدّاس أساسيات العقِيدة أساسيات قانُون الإِيمان وَأساسيات تارِيخ الكنِيسة وَلَوَ بدأت المعرِفة تشغِلنا سنشعُر أنّ لِلوقت قيمة عالية جِدّاً ، بِالمعرِفة العقل ينمو ، وَالمعرِفة تنمو وَتتفتّح أمامك مجالات كبيرة لِلمعرِفة وَتشعُر أنَّك لاَ تعرِف شيء ،لاَ يكفِى أبداً أنْ تعرِف القشُور أحياناً بعد شرح الدرس لِلمخدومِين نشعُر أنّنا مُتساوِيين فِى المعرِفة معهُمْ لأِنَّنا ليس لنا إِستِفاضة فِى المعرِفة ،ركِّز وقتك لأمور البُنيان لأِنّ الوقت أثمن مِنْ أنْ تُضّيِعهُ ،إِرفع كِسر وقتك وَستجِد مِنهُمْ إثنى عشر قُفّة يُشبِعُوك لَوَ كُنت حازِم مَعْ نَفْسَكَ فِى أمر الوقت ستعرِف أنّ لَكَ إِحتياج لِنمو المعرِفة وَالفرح بِالله ، النَفْسَ التَّى تفرح بِالله يحدُث لها نمو داخِلَى ، فكيف يكُون خارِجها ؟ بالطبع نمو فِى الخِدمة وَالكلِمات وَالتأثِير وَأمانِة الخِدمة وَنتعلّم وَنتعامل مَعْ المخدومِين بِروح جدِيدة عِندما نعرِف الطرِيق نعرِف كيف نصِفه ؟ [ ذُوقُوا وَأنظُرُوا ما أطيب الرَّبَّ ]( مز 34 : 8 ) ،كُلّ ما الإِنسان ينمو فِى مجال رُوحِى كُلّ ما يتمنّى أنّ الّذين حوله يتمتّعُون مِثلهُ خِسارة أنّ الله يُعطِينا فِيض وَنحنُ نقِف على الشاطِىء ، الله يأمُر الكنِيسة بِالنمو وَيقُول أنَّها عمود الحقّ وَقاعِدتهُ ، وَهى تشهد لهُ وَهى عروسه وَإِقتناها بِدمِهِ لِيجِد كُلّ أولادها عيونهُمْ إِليه فيفِيض عليهُمْ عطايا وَهُمْ يُعطوه مجد وَهُوَ يُعطِيهُمْ بِر وَهُمْ يُعطوهُ خُضُوع وَهكذا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
15 مارس 2025

الغيرة

هُناك أمراض تُصيب الجسد وَأُخرى تُصيب النَفْسَ ، فمثلاً الشهوة مرض جسدِى ، بينما الغيرة وَالكبرياء مِنْ أمراض النَفْسَ ، فكما أنّ الجسد لهُ ضعفات ، هكذا النَفْسَ أيضاً ، الغيرة مرض نَفْسِى يبدأ بعدم المحبّة ثُمّ الغيرة ثُمّ الحسد وَينتهِى بالإِنتقام ، وُهُناك فِى الكِتاب المُقدّس أمثِلة للغيرة المُرّة مِنها :- قصّة قايين وَهابيل:- هابيل قدّم للرّبّ مِنْ أبكار غنمِهِ وَسمانِها ، أمّا قايين فقدّم للرّبّ مِنْ أثمار الأرض ، فنظر الرّبّ لهابيل وَقُربانه وَأمّا لقايين وَقُربانه فَلَمْ ينظُر [ فإِغتاظ قايين جِداً وَسقط على وجهِهِ ] ( تك 4 : 5 ) ، بدأت بعدم محبّة ثُمّ غيرة ثُمّ غيظ وَإِنتهت بقتل قايين لهابيل 0 قصّة سارة وَهاجِر:- طلبت سارة مِنْ أبينا إِبراهيم أنْ يتزّوج مِنْ هاجِر جاريتها ليُقيم لها نسل بإِسمها ، وَعِندما أصبحت هاجِر حُبلى غارت مِنها سارة [ فدخل على هاجِر فحبلت وَلمّا رأت أنّها حُبلى صغُرت مولاتِها فِى عينيها ، فقالت ساراى لأِبرام ظُلمِى عليك أنا دفعت جاريتِى إِلَى حِضنك 0 فلّما رأت أنّها حبلت صغُرت فِى عينيها يقضِى الرّبّ بينِى وَبينك 0 فقال أبرام لساراى هوذا جاريتِك فِى يدكِ إِفعلِى بِها ما يحسُن فِى عينيكِ ، فأذلّتها ساراى فهربِت مِنْ وجهِها ] ( تك 16 : 4 – 6 ) 0 الغيرة مرض نَفْسِى يُصيب الإِنسان بعدم المحبّة ، وَيجعلهُ فِى مُقارنة مَعَ غيرِهِ ، وَكُلّ ما كان الإِنسان أنانِى وَمُحِب لذاته كُلّما يزداد بُغضة وَكُرهه لِمَنْ حوله ، لِذلِك الغيرة هى مِنْ حروب عدو الخير للإِنسان يجعلهُ يفقِد طاقِة المحبّة وَيُحوّلها لطاقِة هدم وَمُقارنة وَإِفساد ، الله أعطى الإِنسان طاقات حُب مُمكِن يحِب بِها مَنَ حوله ، وَمُمكِن يتعِب نَفْسَه بِها ، مُمكِن أحِب إِخوتِى وَأكون عُضو بنّاء وسطهُم ، أُختِى عندها صِفة تُميّزها وَأنا عِندِى أُخرى تُميّزنِى 0 أ‌- الغيرة المره الغيرة فِكر لابُد أنْ نُعالِجه ، أولاً لابُد أنْ نؤمِن أنّ الله مُعطِى الإِنسان كُلّ طاقاته[ مِنْ يدك أعطيناك ] ، فَلاَبُد أنْ تكون هذِهِ الطاقات بنّاءة لِكى يكون الكُلّ واحِد ، طاقِة المحبّة تجمعنا بعضُنا حول بعض وَقَدْ رأينا نماذِج للغيرة مِثل سارة وَهاجِر ، قايين وَهابيل ، أيضاً نموذج آخر وَهُو ليئة وَراحيل ، فقد تزوّج أبونا يعقوب بليئة ثُمّ راحيل ، وَكان يُحِب راحيل ، لكِن كان الله قَدْ أغلق رحمها ، بينّما ليئة تلِد لهُ البنين ، فغارت راحيل مَنْ أُختها وَجعلت يعقوب يتزّوج بجاريتها لِيُنجِب لها بنين ، فِى ذلِك الوقت كانت ليئة قَدْ توقّفت فِترة عَنِ الإِنجاب فغارت هى أيضاً وَأعطت أبونا يعقوب جاريتها لِتلِد لها بنين وَهكذا حتّى فتح الله رحِم راحيل فولدت يوسِف وَبنيامين كان مِنَ المفروض أنْ تفرح الأُخت لأُختها ، لكِن الغيرة جعلت راحيل تقول ليعقوب [ هَب لِى بنين وَإِلاّ فأنا أموت ] ( تك 30 : 1 ) فِى قصّة يوسِف العفيف [ أمّا إِسرائيل فأحبّ يوسِف أكثر مِنْ سائِر بنيه لأنّهُ إِبن شيخوختِهِ ، فصنع لهُ قميصاً مُلّوناً ، فلّما رأى إِخوتهُ أنّ أباهُم أحبّهُ أكثر مِنْ جميع إِخوتِهِ أبغضوه وَلَمْ يستطيعوا أنْ يُكلّموه بِسلام ] ، كان العشر إِخوه يذِلّوا يوسِف فِى تعامُلهُم معهُ ، وَلمّا ذهب يوسِف ليطمئِن على سلامِة إِخوتِهِ قالوا [ هذا هُو صاحِب الأحلام هلُمْ نقتُلهُ ] ، فألقوهُ فِى البِئر وَجلسوا يأكُلون وَهُم فرِحون أيضاً مِنْ نماذِج الغيرة المُرّة قِصّة شاول الملِك وَداوُد ، عِندما قتل داوُد جُليات الجبّار صارت بنات إِسرائيل يُغنّين قائِلات [ قتل شاول ألوف وَداوُد ربوات ] ، [ فإِحتمى شاوِل جِداً وَساء هذا الكلام فِى عينيهِ ، وَقال أعطين داوُد ربوات ، أمّا أنا فأعطيننِى الأُلوف وَبعد فقط تبقى لهُ المملكة ، فكان شاول يُعايِن داوُد مِنْ ذلِك اليوم فصاعِد ] ، أىّ وضع فِكره عليه ، غيرة مُرّة شاول كان يتعقّب داوُد وَعمل معهُ مُطاردات ، وَكم مرّة حاوِل قتله لأنّهُ يُغار مِنهُ ، الغيرة مرض صعب جِداً ، قال يعقوب الرسول [ حيثُ الغيرة وَالتحزُّب هُناك التشويش وَكُلّ أمرٍ ردىءٍ ] ، " تحزُّب " أىّ كُلّ إِنسان لهُ فِكرةُ الخاص يعمل حِزب ، لأنّ المحبّة عِندما تختفِى يختفِى الله وَتُصبِح حياة الإِنسان جحيم مُر ، لِذلِك تُسمّى غيرة مُرّة يُقال عَنِ بولس الرسول [ لمّا رأوا الجمع إِمتلأوا غيرة وَجعلوا يُقاوِمون بولس مُجدِّفين ] ، أيضاً حدثت غيرة عِند تلاميذ يوحنا المعمدان مَعَ يسوع ، حيثُ كان تلاميذ يوحنا المعمدان يُعمِّدون وَلمّا جاء يسوع بدأت الجموع تلتف حولهُ فغار تلاميذ يوحنا وَقالوا لِمُعلّمهُم [ يا مُعلِّم هوذا الّذى كان معك فِى نهر الأُردُن الّذى أنت شهدت لهُ يُعمِّد وَالجميع يأتون إِليهِ ] ، أما يوحنا المعمدان فأجابهُم قائِلاً [ ينبغِى أنّ هذا يزيد وَأنا أنقُص00مَنْ لهُ العروس فهو العريس ] ، أنا مُجرّد صديق للعريس وَليس العريس نَفْسَه أيضاً السيِّد المسيح نَفْسَه وجد غيرة شديدة مِنْ الكتبة وَالفريسيين ، وَكُلّما كان يصنع مُعجِزة خاصةً فِى اليهودية كان يجِد مُقاومة شديدة ، وَأكثر مُعجِزة وجدت غيرة شديدة مُعجِزة إِقامة لِعازر الّذى ظل أربعة أيامٍ فِى القبر وَأنتن ، وَقال السيِّد المسيح الّذى لاَ يُصدّقنِى يذهب وَيسأله وَيسأل إِخوتهُ أمّا الكتبة وَالفريسيين فإِجتمعوا وَقالوا [ ماذا نصنع فإِنّ هذا الإِنسان يعمل آيات كثيرة ، وَمِنْ هذا اليوم إِبتدأوا يتشاورون لِيقتِلوه ] ، وَالإِنجيل يقول [ أنّهُم أسلموه حسداً ] ، الحسد بعد الغيرة ثُمّ بُغضة وَقتل صعب أنْ يكون فِى قلب الإِنسان غيرة مِنْ ناحية أخيهِ فتسرِق مِنهُ أىّ بركة وَنعمة ، فِى حين أنّ الكِتاب المُقدّس يقول [ حسِنة هى الغيرة فِى الحُسنى ] ، صعب أنْ يغيِر إِنسان مِنْ أخيه مِنْ أجل عطيّة مُعيّنة سمح بِها الله لهُ ، مُمكِن يكون أخِى مُميّز عنّى فِى شىء مُعيّن يشجعنِى أنْ أتميّز مِثله ، أخِى لهُ عِشرة حِلوة مَعَ الله يشجّعنِى أنْ أدخُل فِى عِشرة مَعَ الله مِثلهُ ، غيرة حسِنة للبُنيان وَليس للهدم وَالمُقاومة ، غيرة للأفضل ، أنا فرحان أنّ أخِى أفضل منّى وَأتمثلّ بِهِ أحد الرُهبان أخذ تدريب مِنْ أبيهِ الروحِى وَهُو أنْ يسهر سهرة مُعيّنة ، وَ معروف أنّ سهر الرُهبان عِبارة عَنِ جُزء مِنْ الليل تسبيح وَجُزء قِراءة إِنجيل وَجُزء صلوات وَجُزء قِراءة سير آباء قديسين ، وَبعد التدريب ذهب الراهِب لأبيهِ وَسألهُ أبوه عمّا فعلهُ فِى خِلال سهره فأجابهُ أنّهُ لَمْ يسهر لِيُصلّى أوْ يقرأ فِى الإِنجيل وَسير الآباء وَلَمْ يُسبِّح ، فوبّخهُ أبوه وَسألهُ عمّ فعلهُ خِلال سهره ، فأجابهُ الراهِب أنّهُ ظلّ الليل كُلّه يُعدِّد فضائِل أخوه الّذى بجانبِهِ فوجدهُم 36 فضيلة ، فظلّ يُجاهِد طول الليل لِكى يقتنِى تلك الفضائِل ، عِندئِذٍ أجابهُ أبوه الروحِى قائِلاً " هذِهِ الطياشة صارت لك أحلى مِنْ أىّ زكاوة " ، غيرة فِى الحُسنى ، أعدِّد فضائِل إِخوتِى لِكى أتعلّم منهُم وَأجاهِد لأكتسِبها ، وَليس للبُغضة وَللمُقاومة وَ للمذلّة ، كما كانت سارة مَعَ هاجِر وَكما كان إِخوة يوسِف معهُ المحبّة قائِمة بينِى وَبين مَنْ حولِى وَأحاوِل أنْ أقتنِى فضائِلهُم ، لابُد أنْ يكون عِندنا غيرة مُقدّسة على الوصايا وَعلى العقيدة وَعلى الإِيمان وَعلى لقبِى أنِّى مسيحِى ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ أغار عليكُم فِى الرّبّ ] ، أىّ يغير عليهُم حتّى لاَ يذهبوا لآخر غير المسيح ، أيضا مُعلّمِنا يعقوب الرسول يقول [ الرّوح الّذى حلَّ فينا يشتاقُ إِلّى الحسدِ ] ، أىّ روح الله الّذى بِداخِلنا يغير علينا حتّى لاَ نكون مِلك لآخر غير الله ، [ خطبتكُم لِرجُلٍ واحِدٍ لأُقدِّم عذراء عفيفةً للمسيح ] ، إِذاً المسيح نَفْسَه يغير علينا غيرة حسِنة حتّى لاَ نكون لآخر غيره 0 ب‌- أضرار الغيرة الغيرة جعلت الإِخوة يُبغِضون بعضهُم بعض ،وَجعلت سارة تذِل هاجِر،وآخر مِثل شاول يُدبِر مكائِد لداوُد ، رأينا سارة تقول لإِبراهيم ظُلمِى عليك ، هذا دليل أنّ النَفْسَ مُرّة وَمريضة الغيرة تجعل المحبّة تتآكل بآفة صغيرة ، المحبّة التّى هى سِر التعاون وَالبُنيان تُصبِح طاقة هدم وَصِراع ، الغيرة تُلِّوث المشاعِر ، تخيّلوا أنّ راحيل وَليئة أُختين تحيان معاً فِى بيت واحِد وَتغيران مِنْ بعضهُما ، فكيف كانتا تتعاملان معاً الغيرة تجعل الإِخوة ينقسِموا ، تجعل الإِنسان ينظُر لغيره وَليس لِنَفْسَه ، الغيرة تُضيِّع هدف الإِنسان وَتُصبِح الغيرة نَفْسَها هى هدف الإِنسان ، بالغيرة عدو الخير يقطُف أجمل ثِمار فِى حياتنا ، الّذى قال [ صيّرنا أطهاراً بروحك القُدّوس ] ، هذا الرّوح نجعلهُ حزين بالغيرة لنرى صِراعات شاول وَداوُد كانت صِراعات مريرة حتّى أنّها أنست شاول بُناء المملكة رغم أنّهُ كان مِنْ المُمكِن أنْ تكون هدفه أوضح مِنْ هذِهِ الصراعات التّى أضاعت عُمره وَمملكته كُلّ ما فينا هُو صالِح وَكُلّ عطايا الله صالِحة وَمُقدّسة ، أعطانا الله طاقِة حياة وَوجود وَأصدِقاء وَمحبّة ، كُلّ هذا لِبُناء النَفْسَ وَليس لهدم الآخرين ، لو شجرة بِها عُصارة كميتها ثابِتة ، إِذا أعطت الشجرة كُلّ عُصارتها لفرع واحِد لاَ يُعطِى ثمر ، فلن تُعطِى ثمر على الإِطلاق ، لابُد أنْ نُثمِر بِطاقتنا إِنْ وُجِدت غيرة تكون بين عناصِر قريبة مِنْ بعضها ، أصدِقاء ، أُخوة ، وَأجمل المشاعِر تتلّوث رغم أنّ هذِهِ المجموعة هى التّى أتعايش معها وَهى تُعطِى قوّة فكيف تتلّوث مشاعِرنا بالغيرة الغيرة تُبدِّد مِنْ الإِنسان روح البذل وَالعطاء ، الغيرة تجعل الإِنسان لهُ طاقة ذاتيّة تُفيد المصلحة فقط ، مادامت توجد محبّة إِذا كان لدىّ شىء يُفيد مَنْ حولِى أُعطيه بدون تردُد ، وَإِخوتِى كذلِك يُعطونِى محبّة وَبذل وَعطاء ، الغيرة تجعل الأُخوة يتقاتلون ، أُخوة معاً فِى نَفْسَ البيت لكِن النِفوس ضعيفة 0 ج- عِلاج الغيرة 1- لابُد أنْ يكون الله هُو سِر غِناك وَشبعك وَكِفايتك ، أىّ لو الإِنسان كان مُقتنِع أنّ الله هُو شبعه وَسِر نُصرته وَإِتكاله وَسنده وَسروره يكون مُكتفِى مهما تقدّم عنّه مَنْ حوله لاَ يغار ، كما قال مُعلّمِنا بولس الرسول [ كِفايتنا مِنْ الله ] ، الله هُو سِر غِناى ، فَلاَ أنظُر لآخربل لِتكُن مشيئة الله ، أنا غِنى بِداخِلِى حيثُ الله ساكِن وَفائِض بخيّراته وَبركاته الكثيرة علىّ ، الّذى يشعُر بالله لاَ ينظُر لِمَنْ حوله ، وَإِنْ نظر إِليّهُم يُباركهُم وَ لاَ يلعنهُم 0 2- قبول النَفْسَ كُلّ ما بِداخِلِى جميل لأنّ الله مُعطنِى إِيّاه ، وَمهما كان بىّ عيوب لكِن بىّ أيضاً مُميّزات وَفضائِل ، عيوبِى أعالِجها وَفضائِلِى أنمّيها ، الله لاَ يترُك أحد بِدون فضائِل ، السامريّة كان بِها فضائِل وَإِشتياق للسجود ، وَالله إِكتشفها لها وَأعطاها ثِقة فِى نَفْسَها ، ليتنا لاَ ننظُر لأنَفُسَنَا بِضعفاتها فقط بل وَفضائِلها أيضاً أنا عمل الله وَبالتأكيد عوّضنِى عَنِ نقائِصِى بِفضائِل أُخرى ، فَلاَبُد أنْ أقبل نَفْسَى جُملةً ، الله يُبارِك لىّ فيما لدىّ وَيُبارِك لغيّرِى فيما عِنده ، لو كانت راحيل نظرت بِحكمة لوجدت أنّ الله عوّض ليئة عَنِ ضعف عينيها بالأولاد وَعوّضها هى عَنِ الأولاد بالجمال ، لكِنّها لَمْ تنظُر إِلَى ما لديها بل إلَى ما عِند غيرِها الله دائِماً يُعوِّض النقائِص ، فمثلاً الله مُعطِى قوّة فِى الخمس حواس ، إِذا فقد إِنسان أحد هذِهِ الحواس يُعوِّضه عنها الله فِى الأربعة الباقين ، وَكأنّ الأعمى يرى وَالأصّم يسمع ، لابُد أنْ أقبل نَفْسَى ، وَإِذا قبِلتها لن أغير مِنْ أحد لأنّ هذِهِ هى إِرادة الله 0 3- لابُد أنْ يكون لنا إِيمان بالتكامُل وَ التنّوُع إِذا أعطى الله أخِى موهِبة لَمْ يُعطيها لىّ أنا فَلاَ أغير مِنهُ لأنّ الله عوّضنِى عنها بِموهِبة أُخرى ، إِيمان بالتنّوُع وَالتكامُل ، لِماذا نكون نُسخ مُتشابهة مِنْ بعضِنا البعض ؟ كان تلاميذ يسوع لِكُلٍّ منهُم شخصيّة مُختلِفة عَنِ الآخر ، وَلكنّهُم مُتكاملين ، الوحدانيّة هى أنّ لِكُلّ واحِد موهِبتة وَإِسلوبه وَيخدِم نَفْسَ الغرض ، مُعلّمِنا بولس الرسول لاَ يستطيع أنْ يكون يوحنا الحبيب ،وَ لاَ يكون يوحنا بولس ، الله إِستخدِم بلاغة بولس وَرِقّة يوحنا وَغيرة بُطرُس لِنَفْسَ الغرض الواحِد ، إِذا كانت المدينة كُلّها أطباء فَمَنْ يُعلِّم وَمَنْ يبنِى وَمَن العمل البسيط وَ العمل القوِى يخدِم مصلحة واحدة 0 4- ينبغِى أنّ ذاك يزيد وَأنا أنقُص هذا أفضل دواء للغيرة ،إِذا فرحت أنّ غيّرِى أفضل منّى تنتهى الغيرة ،فكيف نقبل ذلِك ؟ لأنّ الله سِر غِنانا ، فمهما أنقُص عَنِ غيّرِى فِى شىءٍ ما لاَ أحزن لأنِّى مُكتفِى بالله ، وَمهما زاد غيّرِى عنّى فأنا كامِل بالله عِلاج مَنْ يغير منّى هُو المحبّة ، لاَ أُشعِره أنِّى فِى تسابُق معهُ ، المحبّة أقوى مَنْ الموت ، إِذا تأكّد مَنْ حولِى إِنِّى أُحِبُهُم لاَ يغيرون منّى لأنّنا نتكامل إِلَى واحِد يُحكى فِى تاريخ الكنيسة أنّ إِبنة محمد على كان بِها روح شرّير ، فأشاروا عليه أنْ يذهب بِها للبابا بُطرُس الجاولِى البطريرك لِكى يُصلّى لأجلِها ، وَلمّا ذهب بِها للبابا بُطرُس كان عِنده فِى تلك الساعة الأنبا صرابامون أبو طرحة الأُسقُف ، وَطلب البابا بُطرُس مِنْ الأنبا صرابامون أنْ يُصلّى هُو لإِبنة محمد على ، وَلكِنّه خجِل مِنْ البطريرك وَدعاه هُو للصلاة مِنْ أجلِها ، وَظلاّ هكذا فِترة حتّى إِضطر الأنبا صرابامون لِقبول دعوة البابا ، فأخذ صليب البابا بُطرُس وَصلّى بِهِ لإِبنة محمد على ، فخرج الرّوح الشرير ، فقال البابا بُطرُس أنّ الرّوح خرج بِصلاة الأنبا صرابامون ، بينّما قال الأنبا صرابامون أنّ الرّوح خرج بِصليب البابا بُطرُس 0 5- صلاة مِنْ أجل الّذين أغير منهُم نُصلّى مِنْ أجلهُم ،وَمِنْ أجل ضعفاتنا ،عِندئِذٍ طِلبتنا تدخُل فِى الحال لحضرة الله ، صلّى مِنْ أجل حِماية محبِتك ، وَمِنْ أجل الآخرين أنْ يُزيدهُم الله بِمواهِب ، إِذا تخلّصنا مِنْ الغيرة تصير حياتنا كُلّها فرح وَمحبّة لِمَنْ حولنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِتة وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
08 مارس 2025

قوة التوبة

نحنُ جِهادنا سلبىِ لأنّنا لَمْ ندخُل فِى حُب الله ،فأجِد التوبة تُقيِّد راحتىِ ،هكذا النَفْسَ الّلى تتوب طالما ربِنا قبل إِنّىِ أقترب لهُ وَجعلنىِ إِبن لهُ رغم إِنّىِ لَمْ أستاهله ،وَأنقذنىِ مِنْ أعدائىِ ،هل يليق إِنّىِ أنا أهين سُمعِته ؟ خِيانة ،أعطانا العِتق مِنْ العبوديّة ،أجىِ أنا بعد كِده وَ أُهينه وَ أُدنِّس إِسمه ،لو كُلَّ نَفْسَ أدركت حُب الله ما هان عليها أنْ تخونه أوْ نترُكه أوْ أكسر وصيّة مِنْ وصاياه ،مش مُمكِن كُلَّ ما أُدرِك صلاحه وَتحنّنُه علىّ [ أُعظِّمك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ ] ، لمّتنىِ ، إِحتوتنىِ ، أنا لَمْ أستاهِل ، كُلَّ ما النَفْسَ ما تُدرِك عمل الله معاها كُلَّ ما تنفعِل أكتر وَتُحِبّه أكتر وَأكتر فِى قصّة بِتحكىِ عَنْ أب كان دايماً بينصِح بنته عشان تمشىِ فِى الطريق مُستقيمة ،لاَ تمشىِ لوحدِك وَلاَ تتكلّمىِ مع أحد أو رِجال ، البنت مِنْ بنات اليوم وَعاوزه تعيش على راحِتها ، وَكانت وصيّة الأب تقيلة عليها ، فِى يوم البنت حبِّت تتحدّى والِدها وَنزلت مِنْ وراه بالليل مُتأخِرة ، فالأب نِزل وراها مِنْ حنانه عليها لأنّهُ كان خايف عليها وَبيحبّها خالِص ، وَأثناء سيرها قابلت شباب وَإِتعرّفِت عليهُم وَأخذوها فِى منطقة خلاء عشان يسرقوا مصاغها وَيعتدون عليها وَفِى الوقت الحاسِم ظهر أبوها فتركوها الشباب وَإِتجهوا إِلَى والِدها ورأت والِدها وَهو يموت أمامها فجرت وَتركتهُمْ ، وَأخيراً أصبحت تشعُر بِحُب أبوها بعد أنْ رأتهُ يُضّحىِ بِحياته مِنْ أجلها أبوها الأول كان قيد ، دلوقتىِ أصبح حُب وحنان ، دلوقتىِ إِكتشفت حُبّه الحقيقىِ لها ، تقعُد تتخيّل أبوها وَحُبّه وَحنانه ، تقول كمْ كُنت جاهلة ، كمْ أهنتهُ وَتعيش على كلامه ، النَفْسَ الّلى أدركت صلاح الله تحيا فِى حُب الله وَلاَ تنظُر إِلَى الوراء أبداً ، خلاص بقى لاَ تُفكّر فِى خطايا شبابِى وَ جهلِى ( جهل ) علشان كده فِى نَفْسَ كلِمة الله بالنسبة لها جامدة ، مافيهاش تفاعُل ، مافيهاش حُب ، الإِنجيل صخر وَلاَ أجِد آية ، ده فِى المرحلة الأولى ، المرحلة الّلى بعد كده كُلَّ كلِمة رائِعة ، توصل إِنّك كُلَّ كلِمة فِى الكِتاب المُقدّس عايزة تكبّرِيها وَ تضعيِها على الحائِط ، مين يقدر يفهم الكلام ده ! إيه الكلام الرائِع ده ! مُمكِن الواحِد بِكلِمة واحِدة يسجُد وَ يبكِى وَ ينفعِل ، لكِن لو أنا أدركت الحُب الّلى فدانِى بِهِ ، وَ إِحتوانِى بِهِ تُبقى كُلَّ كلِمة تُبقى حُب جديد ، وَمِنْ قِراءة الإِنجيل أكتشِف توبتِى التوبة هى صحوة ، إِتبررنا بِهِ وَبِعمله وَ فِداؤه وَ خلاصه ، فِى أشعياء يقول[ قومِى إِستنيِرى لأنّهُ قَدْ جاء نورك وَمجد الرّبّ أشرق عليكِ ] ، كفاية نوم ، كفاية غفوة ، كفاية إِنسان يعيش بعيد عَنَ نور ربِنا وَعَنَ الفضيلة ، كفاية الإِنسان يعيش عُمره بِحالُه لَمْ يذُق فيها حُب الله ، كُلَّ الّلى يعرفه خبرات شر ، وَ نحنُ لَمْ نُخلق للشر ، نحنُ نُخلق للبِر ، كُلَّ ما تفعل الخطيّة تشعُر بوخز ضمير التوبة هى باب الأفراح ، التوبة هى أُم الدموع وَ الإِنسحاق ، مش مُمكِن تيجىِ دموع بِدون التوبة ، التوبة تُحطِّم كبرياء النَفْسَ وَ غرورها ، ما فيش حاجة تخلّيِنى أنسحِق فعلاً غير التوبة ، تفتِت القلوب الصخريّة ، حتّى وَ لو كان قلبىِ صخر ، التوبة تجعل الزُناة بتوليين ، فِى قوّة كامِنة فِى التوبة ، تقدر التوبة على كده ، النعمة قادِرة أنّ تُحّول الإِنسان مِنْ رئيس جماعة لصوص إِلَى أب وَ مُدّبِر لِجماعة رُهبان ، قادِرة التوبة أنْ تُغيِّر وَ تُقدّس ، قادِرة أنْ تُغيّر الإِنسان إِلَى إِبن لِمحبّة الله ، التوبة هى أُم الغُفران ، كيف نأخُذ الغُفران بِدون توبة إِنّ الآب المملوء رحمة لاَ يُغصِبك أبداً إِنْ طلبتِ منهُ أى شىء يُعطيِكِ ، وَسلّم لكِ مفاتيح الملكوت ، لاُ يُعطِى الملكوت إِلاّ للتائبين ، علشان كده أكتر شىء يُحزِن عدو الخير مُجرّد بس نيّة التوبة ، وَ يقول إِنتِ مش ناقصة إِحباط ، إِنّى لسّة متجرّب تجارُب ، إِنتِ تقولِى أنا لازِم أرجع لِحضن أبويا ، أنا بنت أحرار وَلىّ أنْ ألبِس الحُلّة الأولى ، كُلَّ ما هو لله هُو لىّ أكتر واحِد يُحارِب التوبة هُو الشيطان بالطُرُق المشروعة وَ غير المشروعة ، لأنّ التوبة هى عذاب عظيم للشياطين ، لأنّها تعتِق المسبيين الذّين سباهُمْ فِى شرّه ، تعب السنين الّلى تعبه الشيطان مع الأنبا موسى عملِته التوبة فِى ساعة واحدة ، طبعاً مَنْ ذا الذّى لاَ يُحِبك أيّتُها التوبة ، لأنّ عَنَ طريقها الفضائِل ،التوبة هى التّى تفُكِنِى مِنْ كُلَّ القيود ،[ الذّى قطّع كُلَّ رِباطات الخطايا ] ، تجعل مِنْ الإِنسان ملاك على الأرض القديس يوحنا الدرجِى عِندما جاء لِمصر وجد دير التائبين أوْ سِجن التائبين ، شاف ناس عايشين فِى توبة وَ تذلُّل ، ناس رِموش عينيها وقعت مِنْ البُكاء ، الشخص يقِف فِى وضع المُجرِم أوْ المُذنِب ، يكتِّف إِيده وراه ووِشّه فِى الأرض وَ يقول مزامير التوبة ، ساعتين تلاتة أربعة وَ الدموع تتساقط ، وجدت ناس ساهيين عَنَ أكل خُبزهُمْ وَإِنْ أكلوا يمزِجون طعامهُمْ بِدموعهُمْ ، شاف فيهُمْ قوّة توبة جبّارة وَشِدّة جِهادهُمْ يقول القديس أوغسطينوس [ أيّهُا الطريق وَالحق وَالحياة ، يا مُبدِّد الظُلمة وَ الشرور وَ الضلال وَ الموت ، أيّهُا النور الذّى بِدونك يصير الكُلَّ فِى ليل دامِس ، أيّهُا الطريق الذّى بِدونك لاَ يوجد سوى الضلال ، أيّهُا الحق الذّى بِدونك يُخيّم الموت على الجميع] فِى رومية 13 : 11- 12 [ أَنّهَا الآْنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيقِظَ مِنَ النّوْمِ ،قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَ تَقَارَبَ النَّهَارُ ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ ] - ( التوبة ) - ، أعذب كلام يفرّح النَفْسَ عَنَ التوبة ، لأنّ مجىء المسيح للعالم وَرِسالتهُ الأولى هى [ توبوا لأنّهُ قَدْ إِقترب ملكوت السماوات ] ، [ تناهى الليل وَ تقارب النّهار ] ، خلاص بقى يعنى نسلُك كأنّنا فِى النور طبعاً نور المسيح الخطيّة هى إِهانة لله وَ إِنفصال عَنَ الله ، إِفساد للصورة ، الخطيّة حُزن وَ مرارة وَ ذُل ، - دى الخطيّة – لكِن التوبة هى رِجوع لله وَ لأحضان الله ، - الأحضان الأبويّة - ، الخطيّة هى موت أوْ نوم أوْ غفلة ، القديس بولس الرسول يقول [ قوموا ] ، واحِد يقوم يتنقِل مِنَ الموت للحياة ، مِنَ اللاوعى للوعى ، واحِد يبتدِى يتيقِّظ ، يقظِة النَفْسَ وَ الرّوح وَ الضمير وَ العقل فِى الصوم المُقدّس الأناجيل تُحرِّكنا ، إِنجيل الإِبن الضال لاَ يُقرأ إِلاّ فِى الصوم الكبير علشان يكون لهُ تأثير ، وَهكذا السامِرية وَ المخلّع ، أجمل ما فِى قِراءات الكنيسة وضعتهُ فِى الصوم علشان تحرّكنا ، يلاّ نرجع مع الإِبن الضال ، مع السامِرية ، يلاّ مع المخلّع ، التوبة إِنتقال فِى داخِل الفِكر وَ العقل مرحلة فِى داخِل النَفْسَ يجِب أنْ تحدُث فِى كُلَّ يوم ، وَيجِب أنْ يتيقِّظ الإِنسان للتوبة فِى كُلَّ لحظات العُمر ، نتحرّر مِنَ عبوديّة العدو مِنَ أجل محبّة الله الخطيّة فِعل الشر ، التوبة فِعل البِر مش بس البُعد عَنَ الشر ،[ حِد عَنَ الشر وَأفعل البِر ] ، مش بس أبطلّ الخطيّة ، لازِم التوبة تأخُذ الفِعل الإِيجابِى ، هى ترك الخطيّة مِنَ القلب بِلاَ رجعة ، عزم وَتصميم لِحياة التوبة ، وَ القيامة مِنَ السقطة وَ الذلّة بِلاَ نهاية ، الإِنسان الّلى يكره شىء لاَ يرجِع لهُ ، الإِنسان الّلى يُستعبد لِشىء لاَ يرجع لهُ ، المكان الّلى يتهان فيه لاَ يرجِع لهُ ، كويس قوى إِنْ أبويا قبلنِى ، خلاص أرجع تانِى ، لأ كويس قوى قبلنِى وَ رحمنِى وَ غفر لِى خطيّتِى ، كفاية بقى صعب قوى إِنّ الإِبن الضال يرجِع تانِى بنتكلّم عَنَ التوبة كتير وَلكِنْ جوّانا كأنّ التوبة دى مُستحيلة ،الأنبا موسى الأسود كانت الخطيّة مسيطرة عليه لِدرجة جبّارة ،[ مِنَ يضع يدهُ على المحراث لاَ يرجِع ينظُر إِلَى الوراء ] ، تخيّلوا إِن عزمه وَ إِشتياقه لِعدم الرِجوع إِنّه يُقعُد مع أبوه الروحِى فِى يوم واحِد 13 مرّة ، يعنِى وضع فِى قلبِهِ أنْ لاَ يرجِع أبداً ، وَ التوبة هى إِنسان وضع فِى قلبِهِ أنْ يموت وَلاَ يسقُط القديسة سارة الراهِبة فِى الدير قعدِت 13 سنة يُحارِبها عدو الخير حروب ، بِحروب الجسد ، وَهى ثابِتة ، الّلى تاب لاَ ينظُر إِلَى الوراء ، الأمر مش سهل ، ياما مطانيات ، وَياما سجدات وَتوّسُلات وَدِموع للقادِر أنْ يُخلّصِها ، لأنّه رحوم وَقادِر على خلاصِنا لأنّهُ تألّمْ لِكى يُنقِذنا ، وَبعد 13 سنة جاء لها بِحرب الكبرياء وَالغرور ، ده إِنتِ ناسِكة وَإِنتِ غلبتِى ، ترُد عليه إِنّى إِمرأة ضعيفة وَلاَ أغلِب إِلاّ بِسيّدى يسوع المسيح ، فإِبتعد عنها القديسة مريم المصريّة سُلطان الخطيّة عليّها سُلطان رهيب ، قعدِت 17 سنة تُقاوِم آلام ، إِحنا فِى حرب لاَ تنتهِى مع وُلاة هذا العالمْ وَالسلاطين ، الّلى ذاق محبّة ربِنا وَغُفرانه إِبتدأ يدخُل فِى دائرة حُبِّهِ ، لا لنْ أكون كما كُنت مِنَ قبل ، مش هكون زى ما كُنت الأول أبداً ، النَفْسَ مُنفعِلة وَمُصمِّمة خلاص مش هبقى زى الأول أبداً ، لابُد أنْ نوصل للأشمئزاز وَترك الخطيّة ، مش مُمكِن ، مِثل الكلب الذّى يرجِع إِلَى قيئُة ، بعدما نُنظِف الخنزير لاَ يقعُد فِى حِتة فيها نظافة ، تخيّلوا إِنّى أنا أوصل فِى الخطيّة للدرجة دى القديس أوغسطينوس عزم فِى قلبِهِ ألاّ يرجِع أبداً ، لِدرجِة كان فِى سُلطان للخطيّة جوّه جسده ، وَكان فِى سِت متعلّقة بِهِ قوى ، وَهو كان تاب وَحبِّت أنْ تتودّد إِليّهِ وَتخبّط عليه ، فكان يقول لها وَلكِن لستُ أنا ، أوغسطينوس الذّى تعرفيه قَدْ مات ، خلع أسلِحة الظُلمة وَلبس أسلِحة النور ، خلع إِنسان الخطيّة ، [ قلباً نقيّاً إِخلقهُ فىّ يا الله ] ، عايزين قلب جديد يتخلِق ، حُب الله هُو الذّى يطرُد الخطيّة بِسِهولة مِنَ القلب قال أنا طوّبت الذّين أخطأوا وَتابوا أكتر مِنَ الذّين لَمْ يُخطِئوا ، أصل التوبة تُعطِى فرحة وَإِنتصار فهى لاَ تقِف عِند الأفعال القهريّة ، وَإِنْ كان فِى حُزن هُو بِلاَ ندامة وَهُو حُزن مُضىء [ إِحزنِى يانَفْسَىِ على خطاياكِ ] ، الحُزن الّلى يعقُبه فرحة ، يعقُبه إِنتصار وَقيامة وَإِنْ أنا إِنفكيت مِنَ الأسر بِضيق ، الفرح بالغُفران لاَ يِجِى بِسِهولة ،[ مُبارك الرّبّ الذّى لَمْ يُسلّمِنا فريسة لأسنانهُم ] ، مش شويّة ، كُلَّ ما أنا إِبتدأت أنْ أُحقِق وصايا الله وَإِنّى أنا إِبتدأت الأبديّة على الأرض تُعطِى فرحة للنَفْسَ بِغير وصف ، التوبة نهايِتها الكمال وَالقداسة البِداية لابُد إِنْ إِحنا نُعلِن رغبِة التوبة ، إِنّ الإِشتياق للتوبة توبة ، رفضِى للخطيّة أول خطوة ، النعمة تسنِد ، علشان كده المسيح يسأل الأبرص [ أتُريد أنْ تبرأ ؟ أُريد ياسيّد ] ،أنا بسألك دى ، إِعلان بِرغبة أكيدة ، إِنت تقدر ، علشان كده التوبة مش بس ترك الخطيّة بالفِعل ، لازِم الأول أتركها بالقلب وَالفِكر وَكُرهها وَالإِشمئزاز منها ، وَأستمر فِى عملية التنقية وَالتطهير طول عُمره ، يقول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس [ أُطلبوا التوبة فِى كُلَّ لحظة مدى الحياة ] رِحلة ، رِحلة ترك الخطيّة بالفِكر وَالقلب ، القديس باسيليوس يعمل مُعادلة مِنَ مراحِل جميلة :[ يقول أول مرحلة جيّد ألاّ تُخطىء وَإِنْ أخطأت جيّد ألاّ تؤخِّر التوبة ، وَإِنْ تُبت فجيّد ألاّ تعود إِلَى الخطيّة ، وَإِنْ لَمْ تعُد للخطيّة فجيّد أنْ تعرِف أنّ هذا هُو بِمعونة الله ، وَإِنْ عرِفت فجيّد أنْ تشكُره على ما أنت عليه ] علشان كده النَفْسَ الّلى داقِت فرحِة الإِنتصار بِربِنا تعرِف يعنِى إيه تسبيح[ يُرسِلون تسبحة الغلبة وَالخلاص ] ، نَفْسَ لاَ تستطيع أنْ تسكُتْ ، فرحانة بِربِنا ، وَتُحِب أنْ تعيش فِى تسبيح لإِن هى حاسّة إِنْ أى قوّة وَأى بهجة هى مِنَ الله فِى سِفر الرؤيا لِكُلَّ الكنائِس يقول [ وَتُب ] ، كلِمة مُهِمّة جِداً ، أصعب ما فِى الأمر أنْ يصِل الإِنسان إِلَى حالة مِنَ التكيُّف مع الخطيّة وَلاَ يشعُر أنّهُ يُخطىء ، فكأنّ ذلِك حاجة طبيعيّة جِداً ، أصعب ما فِى الأمر أنْ يُعطِى الإِنسان أعذار وَيشعُر أنّهُ ليس بالإِمكان إِنّهُ أفضل ممّا كان ، وَيترُك نَفْسَه لسنين وَلَمْ يُقدِّم توبة صادِقة ، وَالخطيّة تثبت وَترسخ كانِت إِنطلاقة توبة داوُد إِنطلاقة جبّارة ، وضع لنا مزامير توبة ، مزمور التوبة ، لابُد أنّ الإِنسان يفوق مِنَ خطيّتة لئلاّ يشعُر إِنّه كده كويس ، لابُد إِن إِنفعال التوبة يُترجم إِلَى صلوات ، وَضعفِى قصاد الخطيّة يُترجم إِلَى صلاة ، لَمْ تُرى توبة بِدون صلاة مش مُمكِن ، هى الّلى أفتح فيها قلبِى وَأشكِى فيها همومِى هى التوبة وَالصلاة ، إِنْ عرِفتُم تائِب فهو مُصلّىِ ، وَإِنْ عرِفتُم مُصلّىِ فهو تائِب علشان تتمسّكِى بالتوبة بِغير سقوط عليِكِى إِن إِنتِ تتمسِّكِى بالصلاة بِغير فِتور ، طلب الصفح والغُفران فِى القُدّاس " لأنّك كثير الرحمة وَبار فسامِح وَأغفِر " ، لابُد إِن الإِنسان يعرِض خطاياه أمام الله وَفِى ثِقة أنّهُ يُخلِّص ربِنا يُعطينا مع الصوم مشاعِر توبة صادِقة بِلاَ رِجوع نُقدِّم فيها إِشتياقات أمام الله وَهو رحوم وَقادِر على خلاصِنا ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
01 مارس 2025

التعفف

بِنِعمِة رَبِّنَا أحِب أنْ أتكَلَّم معكُمْ اليوم عَنْ ثمرة مِنْ أهم ثِمار الرُّوح القُدُس لَنَا وَبِخَاصة الشَباب ألاَ وَهيَ التَّعفُّف كيف يعِيش الإِنسان فِي عِفَّة ؟ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُجِيب فِي رِسالته لأِهل تَسَالُونِيكِي بِـ [ أنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يقتنِي إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ ] ( 1تس 4 : 4 ) " إِنَاءه أي جَسَده " العِفَّة تجعل الإِنسان وَهُوَ يحيا فِي الجسد وَنِير الجسد يِغلِب الجسد يَقُول الآباء القِدِيسِين[ مَنْ غَلَبَ جَسَده غَلَبَ طبعه ، وَمَنْ غَلَبَ طبعه صَارَ كَالمَلاَئِكة ][ العِفَّة تجعل الإِنسان يقترِب إِلَى الخلائِق الغِير جَسَدِيَّة ] العِفَّة صِفة مَلاَئِكِيَّة عَطِيَّة سَمَاوِيَّة نِعمة مِنْ الله مذاقة لِحَياة الإِنتِصار سمو لِلرُّوح غلبة عَلَى الجسد وَمِنْ هُنَا نستطِيع أنْ نقُول أنَّهُ لَيْسَ هُناك مَا يُوَازِيها أحببت أنْ أُحَدِّثكُمْ عَنْ العِفَّة لأِنَّها مُحَصِّلة لِفَضَائِل كَثِيرة جِدّاً جِدّاً بَلْ هِيَ تاج لِهذِهِ الفضائِل لِدَرَجِة أنَّ القِدِيس غِرِيغُوريُوس أُسقُف نِيصُص يَقُول [ أنَّ العِفَّة تسمو عَلَى جَمِيع الفضائِل ] فهي ليست أمراً يخُص شيئاً وَاحِداً بَلْ هِيَ مُحَصِّلة لِلعَدِيد مِنْ الأُمور مِثْل المجموع الأخِير لِدَرَجات المواد الدِراسِيَّة الَّذِي يشمل درجات الرِيَاضِيات وَالعلُوم وَكُلَّ المواد لِذلِك فَالطَالِب الَّذِي يرسب فِي المجموع الأخِير بِفَارِق أربع أوْ خمس دَرَجات وَيَقُول لَكِنِّي لَمْ أرسب فِي أي مادة مِنْ المواد !! نقُول لَهُ أنتَ مُقَصِّر فِي جَمِيع المواد فَعِندما تنجح بِالكاد فِي كُلَّ مادة وَلاَ تحصُل حَتَّى عَلَى نِصف دَرَجاتها سَتَجِد نَفْسك فِي النِهاية قَدْ رسبت فِي شِئ وَاحِد ألاَ وَهُوَ المجموع النِهائِي هكَذَا العِفَّة تشمل أموراً عَدِيدة جِدّاً تشمل فِكر الإِنسان وَحَوَاسه وَعينيهِ تشمل الذَّات وَحُب الذَّات وَتَعَلُّق الإِنسان بِالأرضِيات وَنظرِته لِلآخر وَمدى تقدِيسه لِلغَرِيزة وَنظرِته لَجَسَده وَنظرِته لِلجِنس الآخر تشمل إِرَادته وَمدى سُلطانها وَمدى مَحَبِّته لِلقَدَاسة وَمَحَبِّته لِلصَلاَة وَمدى تَمَسُّكه بِإِنتِظامه فِي قانُونه الرُّوحِي لِذلِك لَمَنْ يشكو مِنْ حرُوب الجسد وَحرُوب الشَّهوة أوْ أنَّ لَهُ خَطَايا شَبَابِيَّة أوْ أنَّهُ يشعُر بِالإِنهِيار الكَامِل أمام الشَّهوة أوْ أنَّهُ يفقِد طَهَارته وَأنَّ هذِهِ الخَطِيَّة الوَحِيدة الَّتِي تُقلِقه وَيَتَمَنىَ أنْ يكُف عَنْهَا هِيَّ بِالذَّات نَقُول أنَّهَا ليست خَطِيَّة وَاحِدة إِنَّهَا مُحَصِلة لأِشياء كَثِيرة جِدّاً أكِيد عيناك غِير مُقَدَسة وَلاَ تُحَافِظ عَلَى أفكارك وَإِرادتك إِرادة غِير مُقَدَسة وَأصحابك لَيْسُوا عَلَى قدر مِنْ الخُلُق وَأكِيد مُهمِل فِي صَلَوَاتك وَلاَ تقرأ فِي الكِتاب المُقدَّس وَلَيْست لَكَ قِرَاءات رُوحِيَّة وَأكِيد وَأكِيد أشياء كَثِيرة جِدّاً لَكِنَّهَا فِي النِهاية تبدو كَأنَّهَا خَطِيَّة وَاحِدة فَاحذر أنْ تَتَعامل مَعْ موضُوع العِفَّة – الَّذِي قَدْ يَكُون مُتعِباً لَكَ بَلْ أكثر خَطِيَّة تِتعِبك فِي حياتك بِاستخفاف وَلاَ تنظُر إِليهِ نظرة سطحِيَّة تحتاج إِلَى تقدِيس الكيان كُلَّه كُلَّ فِكرة بِدَاخِلك يجِب أنْ تَتَقَدَّس كُلَّ نظرة كُلَّ كَلِمة لأِنَّكَ إِنْ إِستهترت فِي وَاحِدة ستجلِب معها بَاقِي الإِستهتار وَسَاعِتها يُقال [ وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً ] ( مت 7 : 27 ) فَالعِفَّة هِيَ الإِمساك عَنْ كُلَّ شهوة هِيَ عدم تَبَعِيَّة لِلشَّهوات فَالإِنسان العَفِيف تَجِده عَفِيفاً فِي أشياء كَثِيرة جِدّاً عَفِيفاً فِي أكلُه عَفِيفاً فِي المُقتنيات حَتَّى يُقال عَنْهُ ( لاَ لاَ لاَ ده نِفْسه عَفِيفة جِدّاً ) كَذلِك عَفِيفاً فِي أفكاره نظراته كَلاَمه مشاعره مُعَاملاته مَعْ الآخرِين مُلاَمَسَاته يبتِعِد عَنْ كُلَّ شِئ لاَ يلِيق لِذلِك حافِظ الكِتاب المُقَدَّس بِشِدَّة عَلَى هَذَا الأمر لِدَرَجِة أنَّ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول تحدَّث فِي رِسالته لأِهل كُورنثُوس عَنْ إِنسان فَعَلَ الخَطِيَّة قَائِلاً [ وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ ]( 1كو 5 : 1 ) " لاَ يُسَمَّى ( مَا يِتسمَّاش ) أي لاَ نذكُر سِيرته " كَأنْ نقُول ( لَوْ سمحت مَا تجِبش / لاَ تذكُر سِيرة هَذَا الموضُوع هِنَا ) شِئ غرِيب عَنَّا وَعَنْ كِنِيسِتنا وَعَنْ طَبِيعة أجسادنا إِسم ثقِيل عَلَى القلب وَالفِكر خصُوصاً لِلإِنسان المُحِب لِطَرِيق رَبِّنَا وَالقداسة لاَ يُحِب حَتَّى أنْ ينطقها وَقَدْ أوضح مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول كيفَ أنَّ هذِهِ الخَطِيَّة مُهِينة لِرَبِّنَا إِذْ أنَّ [ كُلُّ خَطِيَّةٍ يفعلُهَا الإِنسانُ هِيَ خَارِجَة عَنِ الجَسَدِ ] ( 1كو 6 : 18 )لَكِنْ هذِهِ الخَطِيَّة بِالذَّات لها وضع خاص لأِنَّها تُدَنِس هيكل الرَّبَّ لِذلِك عِندما تبدأ تفسد عِفِتك تجِد كُلَّ شِئ يفسد ذلِك لأِنَّكَ لاَ تستطِيع أنْ تقِف مَعَ رَبِّنَا لاَ تستطِيع أنْ ترفع عينيكَ وَيديكَ لاَ تستطِيع أنْ تُصَلِّي خجلان مكسُوف وَماذا أيضاً ؟!! قلبك بِرِد بدأت حَسَاسِيِتك لِلشَّر تزِيد وَبدأت حَسَاسِيِتك لِلبِّر تِقِل وَبدأت تضعُف رؤيِتك لِلأُمور المُقَدَسة وَحَسَاسِية أُذُنك لِصوت رَبِّنَا فِي الإِنجِيل فَأُذُنك قَدْ أصبحت مُستحِكة ( أي غِير مُقَدَسة ) فَأصبحت المُستقبِلات الَّتِي بِهَا بَطِيئة فَتأتِي تقُول أقرأ الإِنجِيل وَلاَ أفهم أحضر القُدَّاس وَأسرح أصَلِّي الأجبِية وَلَكِنْ دُونَ أنْ أفهم أي كَلِمة !!!! أقُول لَكَ أنَّ الأُمور كُلَّها قَدْ دخلَ إِليها موجات رَدِيئة تَسَلَّطت وَأمسكت بِالإِنسان لِذلِك يقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذهبِي الفم عِبَارة جَمِيلة جِدّاً [ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة أشرس مِنْ العُبُودِيَّة لِسَيِّدٍ قَاسٍ ] صَحِيح صَحِيح بِمعنى أنَّ حال عبد لِسَيِّد قاسٍ أهون مِنْ حال الإِنسان الَّذِي يَكُون عبداً لِلخَطِيَّة وَلأِنَّ العِفَّة تشمل أموراً عَدِيدة فَسوفَ أتكَلِّم معكُمْ فِي أربعة مجالات لِلعِفَّة :- 1- عِفَّة الفِكر ( فِكرِي ) :- مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكر الشَّاب فِكراً نَقِياً مُقَدَّساً لاَ يقبل أي فِكر رَدِىء لاَ يَتَفَاوض أوْ يَتَنَاقش مَعْهُ وَالفِكر باب خَطِير جِدّاً فَأي أمر يبدأ بِفِكرة كَذلِك أي خَطِيَّة بِدَايِتها فِكرة فَسقُوط أبِينا آدم وَأُمِنَا حواء نشأ أساساً بِالفِكر وَهَكَذَا الإِنسان قبل أنْ يسقُط فِعلِياً يسقُط أوَّلاً بِالفِكر لِذلِك يُمكِنْ أنْ نِعَرَّف الخَطِيَّة – كَمَا يُعَلِّمنا قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثَّالِث – فِي ثلاث كَلِمات :- إِتِصال تَتَصِل بِالخَطِيَّة أوَّلاً بِفِكرك إِنَّها المرحلة الأولى وَمَازَالَ الأمر سهلاً . إِنفِعال بَدأت تأخُذ وَتُعطِي مَعَ الفِكر وَأخذ الفِكر يِكبر وَيِكبر وَيِكبر إِنفعلت بِالفِكر بعد ذلِك أصبح الأمر فِي غاية الصعُوبة. إِشتِعال فَاحترِس وَنُشكر الرَّبَّ أنَّهُ لَمْ يسمح أنْ نسقُط فِي أي خَطِيَّة فِي حياتنا بِدُون إِرادِتنا وَلَمْ يسمح أنْ توجد خَطِيَّة إِلاَّ وَيَكُون لَهَا مَرَاحِل فِي الإِنسان لِذلِك لَوْ سقط إِنسان فِي خَطِيَّة سَيَكُون هُوَ المُدان لَنْ يُمكِنه أنْ يقُول " ده غصب عَنِّي "لاَ يوجد شِئ غصب عَنَّك إِنَّ الأمر قَدْ بدأ معك بِفِكرة وَتفاوضت معها وَقبلتها لِذلِك كُنْ عَفِيفاً فِي فِكرك وَاعلم أنَّ الحرب لاَ تبدأ فِي ساعة الإِتِصال بِالخَطِيَّة فقط إِنَّمَا تبدأ مِنْ قبل ذلِك بِكَثِير فماذا كانت أفكارك قبل ذلِك ؟ بِمعنى لَوْ أنَّكَ فَتحت الراديو وَضبطه عَلَى رقم مُعَيَّن عَلَى موجِة ألـ FM وَسمعت عِظة أوْ قُدَّاس إِنَّ باقِي الموجات موجودة لَكِنْ الموجة الَّتِي ضبطت عليها جِهازك هِيَّ فقط الَّتِي إِستقبلتها كذلِك أنتَ جِهازك مُستقبِلاَتك الَّتِي بِدَاخِل فِكرك أي مِنْ الموجات تستقبِل ؟ كُلَّ الموجات موجودة حولك لَكِنْ الَّذِي تُرِيد أنْ تستقبِله سَتُقَوِيه وَهَكَذَا عَلَى حسب الموجة الَّتِي تضبُط عليها فِكرك ستستقبِل تَرَّدُد مَعَ تَرَّدُد سيُحدِث رَنِين موجة حِلوة مَعَ أفكار حِلوة سيحدُث رَنِين لِذلِك تجِد القِدِيسِين يُمكِنْ لأِي شر يرونهُ أنْ يَكُون بِالنِسبة لَهُمْ شيئاً مُقَدَساً فِي حِين أنَّ نَفْس الشِئ يُمكِنْ أنْ يراه شخص آخر وَتَكُون أفكاره سيِئة فيذهب بِفِكره إِلَى بعِيد وَمِثْل هذَا إِنْ قُلت لَهُ أي كِلمة فِي أي موضُوع تجِده يُقَوِّلها تقوِيلاً سيِئاً إِنَّ فِكرك يُشبِه الخلاَّط الَّذِي تضعه فِيهِ ستشربه إِنْ وضعت بُرتُقالاً ستشرب عصِير بُرتُقال إِنْ وضعت موزاً ستشرب عصِير موز إِنْ وضعت جوافة ستشرب عصِير جوافة وَهَكَذَا وَلَكِنْ إِنْ وضعت فِيهِ شيئاً مُرَّاً بِالتالِي ستشربه هَكَذَا العِين هِيَّ مِثْل فتحِة الخلاَّط كُلَّ الَّلِي حَا تحُطَّه هِنَا هَا تِشربه مِنْ هِنَا وَهَا تِشربه مِنْ الأفعال لِذلِك جَمِيل جِدّاً مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول عِندما يتحدَّث فِي رِسالته إِلَى أهل فِيلِبِّي قَائِلاً [ أخِيراً أيُّهَا الإِخوة كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيل كُلُّ مَا هُوَ عَادِل كُلُّ مَا هُوَ طَاهِر كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كانت فَضِيلة وَإِنْ كَانَ مدح فَفِي هذِهِ افتَكِرُوا ] ( في 4 : 8 ) لِذلِك يجِب أنْ تضع فِي فِكرك كُلَّ مَا هُوَ حقٌّ كُلَّ مَا هُوَ جلِيل كُلَّ مَا هُوَ طَاهِر وَتفتكِر فِيهِ يَجِب أنْ يُحاوِل فِكرك أنْ يحافِظ عَلَى نقاوته بِاستمرار إِجعل بِاستمرار آية تِشغِل فِكرك سِيرة قِدِيس أوْ قِدِيسة إِجعل أموراً مُقَدَسة هِيَ الَّتِي تِشغِل فِكرك فيبدأ يعمل جَيِّداً وَبِالتالِي يبدأ يجعل الإِتِصال سَلِيماً وَهَكَذَا الإِنفِعال سَلِيماً وَالإِشتِعال سَلِيماً وَهذَا هُوَ سِر الإِشتِعال فِي الصَلاَة وَالعِبادة سِر حرارِة الرُّوح ناس فِكرها ينمو بِاستمرار فِي أمور مُقَدَسة لِذلِك مِنْ أجمل الطُرق وَأسهل الطُرق وَأقصر الطُرق لاقتِناء العِفَّة هُوَ تقدِيس الفِكر فَمتى قدَّست فِكرك تقدَّست معهُ مشاعرك وَتقدَّست إِرادتك ستكُون عَفِيفاً فِي أفعالك بَلْ بِالأكثر فِي أحلامك حَتَّى خيالاتك أثناء اللِيل الَّتِي هِيَّ مُحَصِّلة مَا تُفَكِر فِيهِ أثناء النَّهار الفِكر يحتاج عِفَّة يجِب أنْ يكُون فِكرك عَفِيفاً لاَ يَمِس فِكرة رَدِيئة – لاَ يَمِس – تشعُر أنَّ الفِكر الرَدِئ شِئ غرِيب عنكَ تماماً مِثْل شعُورك إِنْ فرَّغ أحد كِيس قِمامة فِي وسط " حُجرِة الصَالُون " فِي بِيتك !!لَكِنْ الَّذِي أفكاره مُلَوَثة دَنِسة لَنْ تجِد عِنده أي تحفُّظ يَتَقَبل بِاستمرار الأفكار الرَدِيئة وَيُضِيف كُلَّ يوم إِلَى الدنس دَنَساً تماماً مِثلما أنَّهُ لاَ يوجد أي إِعتراض عَلَى وضع كِيس قِمامة فِي صندُوق قِمامة وَهَكَذَا سيأخُذ مِثْل هذَا فِي النِهاية دَنَساً فَالأمر كُلَّه قَدْ أصبح هَكَذَا فَالأفكار الخَاطِئة تُوَّلِد مشاعِر خَاطِئة متى حافظت عَلَى فِكرك نَقِياً ستضمن أنْ يَكُون فِكرك باباً مُنضَبِطاً عليهِ حُرَّاس تضمن ألاَّ يدخُل مدِينتك غِير المسمُوح لَهُمْ بِالدُخُول وَعليهِمْ رِقابة وَضَوَابِط فَتَكُون قَدْ ضبطت السيطرة عَلَى كُلَّ الأمور مِنْ المدخل الَّذِي هُوَ الفِكر . 2- عِفَّة الحواس :- الحواس هِيَّ أبواب الإِتِصال بِالحياة العِين وَالأُذُن وَالأنف وَحاسة التَذُّوق وَحاسة اللمس مَا أجمل الإِنسان النقِي الَّذِي يَكُون إِتِصاله بِالحياة إِتِصالاً نَقِياً أمَّا الإِنسان الَّذِي أفكاره مُلَوَثة دَنِسة يَكُون إِتِصاله بِالحياة إِتِصالاً مُلَوَثاً دَنِساً وَسَأرَكِز فِي الحواس عَلَى العِين . أ- عِفَّة العِين :- [ سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العِينُ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِماً ] ( مت 6 : 22 – 23 ) وَلأِنَّ العِين بالِغة الخطورة فقد أمَّنها الرَّبَّ بِإِمكانات كَثِيرة جِدّاً طَبِيعِيَّة وَضَعَ لَهَا صِمام أمان فَيُمكِنك إِنْ رأيت منظراً سَيئِاً أنْ تُحَوِّل نظرك إِلَى الجِهة الأُخرى .. وجهك مَازَالَ كَمَا هُوَ لَمْ تُدِر رأسك وَلاَ أي شِئ فقط حرَّكت عينيكَ فِي الإِتِجاه المُضاد إِذاً فقد أعطاك الرَّبَّ الإِمكانِية فِي عينيك أنْ تَتَحَكَّم فِي إِتِجاه الرؤية كذلِك أعطاك إِمكانِية أنْ تِغَيَّر إِتِجاه وجهك كُلِيةً كَمَا يُمكِنك أنْ تُغمِضها وَهَكَذَا تُغلِقها بِحركة سهلة جِدّاً كَمَا أعطاك إِمكانِية رَابِعة أنْ تنظُر وَلاَ تَتَأمل كُلَّ هذِهِ الإِمكانات قَدْ لاَ تجِدهَا فِي الحواس الأُخرى كَالسمع مَثَلاً فهل تستطِيع أنْ تِغَيَّر إِتِجاه وجهك لِلدَرَجة الَّتِي تجعلك لاَ تسمع ؟!! مُستحِيل فَأنتَ مُجبر وَلَيْسَ لَكَ خِيار لأِنَّ الصوت ينتشِر كذلِك هل تستطِيع أنْ تُغلِق أُذُنيك ؟!! يحتاج مِنْكَ ذلِك أنْ تضع يدك عليها أوْ تضع شيئاً بِدَاخِلها لَكِنَّك بِسِهولة شدِيدة تُغلِق عينيكَ لِذلِك عِندما تقُول " المنظر هُوَ الَّذِي كَانَ أمامِي " أقُول لك كَانَ يُمكِنك أنْ تبتعِد كَانَ يُمكنك أنْ تُغمِض عينيكَ كَانَ يُمكِنك أنْ تنظُر وَلاَ تَتَأمل وَكَانَ يُمكِن أنْ يَكُون لَكَ نظرة عَلَى إِستِحياء كَمَا كَانَ لآِبائنا القِدِيسِين كَانَ يُمكِن وَكَانَ يُمكِنْ عِفَّة العِين يَجِب أنْ تَكُون لَكَ عِين بِهَا عِفَّة عِين مصلُوبة عِين مختومة مُقَدَسة نَقِيَّة الإِنسان الَّذِي فِكره نقِي ستكُون عِينه عيناً نَقِيَّة يرى كُلَّ الأُمور بِعِين فِيهَا نَقَاوة لاَ أنسى فِي مرَّة كُنت رَاكِباً ميكرُوباص مَعَ إِنسان حِلو مُبارك وَفِي الزحام هُناك عادة عِندَ بعض الشُّبان أنْ يُشِيرُوا لِلمِيكرُوباص إِشارة تعنِي ( أي حاجة ) أي لَنْ أجلِس عَلَى كُرسِي فقط خذُونِي حركة عادِية جِدّاً تتكرر أمام الجمِيع بِاستمرار وَلَكِنْ هذَا الإِنسان لأِنَّ فِكره نقِي عِندما أشارَ وَاحِد بِهذِهِ الإِشارة قَالَ " يارِيت إِحنا كمان نرُوح السَّما يارِيت الوَاحِد يِركب بس وَيِوصل السَّما حَتَّى لَوْ ركب أي حاجة مِش مُهِمْ بس نُدخُل " كَقُول الآباء القِدِيسِين [ إِنشا الله حَتَّى الباب يِتقِفل عَلَى طرف الجَلاَبِيَّة ] يعنِي حَتَّى لَوْ كُنت آخِر وَاحِد وَلَوْ إِنحشرت وَبعد ذلِك يُغلق الباب فليكُنْ المُهِمْ أدخُل هَكَذَا الإِنسان الَّذِي فِكره نقِي تَكُون حواسه حواساً نَقِيَّة لِتَكُنْ لَكَ عِين نَقِيَّة وَانتبِه لأِنَّ أوِل حلقة لِلسُقُوط كانت عِندما [ رَأت المرأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَة لِلأكلِ وَأنَّهَا بَهِجة لِلعُيُونِ وَأنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ] ( تك 3 : 6 ) العِين خَدَعِت خَدَّاعة العِين مُعَلِّمنا دَاوُد النَّبِي عِندما صعد إِلَى سطح بِيته وَرفع عينيهِ رأى منظراً أرجو أنْ تقرأ فِي الكِتاب المُقَدَّس عَنْ عاقِبة هذِهِ النظرة فِي سِفر صَمُوئِيل الثَّانِي .. لقد وصل الأمر لِلدَرَجة الَّتِي وَبَخهُ فِيها الرَّبَّ قَائِلاً [ إِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2صم 12 : 10 )[ وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بيتَكَ إِلَى الأبَدِ هَأنَذَا أُقِيمُ عليكَ الشَّرَّ مِنْ بيتِكَ وَآخُذُ نِسَاءَكَ أمَامَ عينيكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبكَ فَيَضْطَجِعُ مَعْ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ ] ( 2صم 12 : 10 – 11 ) وَقَدْ كَانَ إِبنه أبشالُوم يزنِي مَعَ سَرَارِي أبِيهِ اللاَتِي بِمَثَابِة أُمهاته وَأولاده أمنُون وَثَامار يزنِيان معاً إِنَّهَا الخَطِيَّة كُلَّ ذلِك كَانَ مِنْ نظرة لِذلِك إِحترِس حَافِظ عَلَى عينيك بِمُنتهى الحذر ( خلِّي بالك عَلَى عِينك كِوَيِس جِدّاً ) وَلتكُنْ لَكَ عِين مُنكَسِرة إِحذر أنْ تظُن أنَّكَ أقوى مِنْ الخَطِيَّة أوْ أنَّكَ تقدِر أنْ تَتَحَكَّم فِي نَفْسك لاَ تقُل يُمكِنَنِي أنْ أدخُل عَلَى ألـ INTER NET أوْ كَذَا وَأنَا أعرِف كيفَ أتَحَكَّم أقُول لَكَ إِحترِس القِدِيسُون يُحَذِرُونَنَا [ أنتَ لَسْتَ أبر مِنْ دَاوُد وَلاَ أحكم مِنْ سُليمان ] أسَتَكُون أنتَ أشطر مِنْهُمَا إِذا كَانَ دَاوُد قَدْ سقط وَكَذلِك سُليمان فهل أنتَ أبر مِنْ دَاوُد أوْ أكثر حِكمة مِنْ سُليمان !! ماذا أنتَ ؟!!! إِحذر لأِنَّ العِين كَامِيرا حسَّاسة جِدّاً لاَ تُمَاثِلها أي كَامِيرا فِي العالم بَلْ وَلَهَا إِتِصال قوِي جِدّاً جِدّاً بِمَرَاكِز المُخ ألـ COMPUTER وَمَرَاكِز الذَاكِرة فَتَجِد أنَّ المنظر الَّذِي يخدِم الغرِيزة يَتِم إِلتِقاطه بِإِحكام وَهَكَذَا يُصبِح لَهُ NEGATIVE يُمكِنْ أنْ يُصنع مِنْ خِلاَله مِئات بَلْ وَآلاف النُسخ فَحِينما يُعطِي المُخ أمراً ORDER لِلطِباعة الرَّبَانِيَّة المُتَعَلِقة بِهِ ألـ PRINTER يَتِم طبع هذِهِ الصور الرَدِيئة وَاحِدة فَوَاحِدة فِي حِينِهَا فِي أوقات تَكُون أنتَ فِيهَا ضعِيف فتسقُط لِذلِك جَاهِد أنْ تَكُون لَكَ عِفَّة فِي عينيكَ لاَ تستهتر إِحذر أنْ تقُول فِي نَفْسك أرى هذَا الفِيلم مِنْ باب العِلم بِالشِئ أوْ إِنَّهَا مسألة ستأخُذ وقتها لاَ يُمكِنْ لِلخَطِيَّة أنْ تأخُذ مِنْكَ جِهاد سِنِين تَذَكَّر دَائِماً أنَّ عاقِبتها مُرَّة تَذَكَّر دَاوُد النَّبِي تَحَفَّظ يَا حَبِيبِي دَقَّق جَيِداً فِيمَا تختار وَفِيمَا تُشَاهِد لأِنَّ هذِهِ الحرب فتَّاكة لاَ تنظُر أبداً لِلَحظة تخسَّرك العُمر كُلَّه بَلْ جَاهِد كُلَّ لحظة فِي حياتك كي تكسب عُمرك كُلَّه بِالأبَدِيَّة الإِنسان إِبن رَبِّنَا الَّذِي فِكره مُقَدَّس وَقلبه مُقَدَّس تجِد لَهُ نظرة عَلَى استحياء فَيُروى عَنْ القِدِيسِين أنَّ الوَاحِد مِنْهُمْ كَانَ لَهُ مِنْ الحياء وَالخجل مَا يجعل وجههُ يِحمرَّ عِندما يرى وَاحِداً أوْ منظراً مَا وَيضع وجههُ فِي الأرض إِنَّهُ خجل مُقَدَّس فَالرَّبّ قَدْ خلقَ لِكُلَّ شِئ فِينَا هدفاً فَوَضَعَ فِينَا الخجل كي نخجل مِنْ الشَّر [ الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى ] ( أم 22 : 3 ) تَجِد وَاحِداً مِنْ القِدِيسِين يُدعىَ القِدِيس آمون عِندما أرَادَ أنْ يعبُر نهراً كَانَ يلزم عليهِ أنْ يخلع مَلاَبِسه لَكِنَّهُ إِستحىَ أنْ يخلعها وَقَالَ فِي نَفْسه كيفَ أنظُر إِلَى جِسمِي وَكيفَ يُبصِرَهُ مَنْ حولِي ؟!!! وَفَضَّل أنْ يعبُر النَّهر بِمَلاَبِسه حَتَّى وَإِنْ كانت ستبتل فليكُنْ فليُجَفِفهَا الهواء فِيما بعد .. إِنَّهَا العِفَّة .. عِفَّة حواس وَجسد وَمُلاَمَسَات جَمِيلة جِدّاً قِصَّة القِدِيس يحنِس القَصِير عِندما إِستدعاه البابا البطريرك لِمُقابلته فَنَزَلَ إِلَى المدِينة وَسَارَ فِيهَا إِلَى الكَنِيسة حيثُ تقابل مَعَ البطريرك ثُمَّ رجع ثانِيةً فِي طرِيقه وَعِندما عَادَ سألهُ الرُهبان عَنْ رأيه فِي المدِينة وَسُكَّان المدِينة وَأحوال المدِينة سألوه " ماذا رأيت فِي المدِينة ؟ " فَأجَابَ " لَمْ أرى إِلاَّ وجه أبِي البطريرك " هذَا فقط هُوَ مَا رأيتهُ ؟!!! لقد نزل إِلَى المدِينة لَكِنَّهُ كَانَ وَاضِعاً وجههُ فِي الأرض يتعامل مَعَ الأُمور بِتَحَفُّظ وَخجل يَجِب أنْ تَكُون عِينك عَفِيفة بِهَا خجل وَتَحَفُّظ إِحذر أنْ تَكُون لَكَ العِين السَائِبة الَّتِي تجعلك تلهو بِمَنَاظِر عَبِيده جَمِيلة جِدّاً عِبارِة أيُوب الصِّدِّيق [ عهداً قطعتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أتَطَلَّعُ فِي عذراء ] ( أي 31 : 1 ) مَا رأيك أنْ تأخُذ هذَا العهد مَعَ أيُوب ؟ ألَيْسَ جَمِيلاً !! ألنْ يفِيدك فِي حياتك ؟!! أُكتُب هذِهِ الآية عِندك فِي حُجرِتك أُكتُبها عَلَى فِكرك وَعِش بِهَا وَأنتَ نَازِل مِنْ بِيتك قُل " عهداً قطعتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أتَطَلَّعُ فِي عذراء "هل سأظِل هَكَذَا أنظُر لِلرَايِح وَالجاي وَنَظَرَاتِي تَتَحَوَّل إِلَى شهوات ؟!!! فِي حِين أنَّ الوَصِيَّة تقُول [ إِنَّ كُلَّ مَنْ ينظُرُ إِلَى امرأةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ ]( مت 5 : 28 ) الَّذِي حَوَّل النظرة إِلَى فِكرة وَتَفَاوض معها يُعتبر قَدْ زَنَى تَذَكَّر قِدِيساً مِثْل القِدِيس سمعان الخرَّاز الَّذِي عِندما خانته عِينه نوعاً مَا وجدناه بِمُنتهى الجُرأة يِفَضَّل أنْ يَكُون أعمى وَيِطَبَّق الوَصِيَّة بِمُنتهى الجبرُوت وَيقلع عينه بِالمخراز ذلِك لأِنَّها أعثرته كَثِيراً مَا تُعثرنِي عينِي ماذا أفعل ؟ أقلعها ؟!! أقُول لَكَ لاَ أنَا وَأنتَ ضُعاف لاَ نقدِر عَلَى عمل سمعان الخرَّاز فَماذا أفعل إِذاً ؟ إِقطع الشَّر مِنْ دَاخِلها أحضِر مخراز النِّعمة وَأقُول لَهُ ياربَّ أنتَ بِنِعمِتك إِقلع الشَّر مِنْهَا وَاعطِنِي عيناً نَقِيَّة جَدِيدة بدلاً مِنْ عينيَّ الَّتِي كُلَّهَا دنس وَتَذَكَّر دَائِماً قول القِدِيس يحنِس القصِير" لَمْ أرى إِلاَّ وجه أبِي البطريرك " . ب- عِفَّة السمع :- أقُول لَكَ حَتَّى الَّذِي تسمعه يَجِب أنْ تَكُون عَفِيفاً فِيهِ يَجِب أنْ تَكُون أُذُنك نَقِيَّة وَلأِنَّ الأُذُن لَيْسَ لَهَا إِمكانات تحمِيها بِقدر تِلكَ الَّتِي لِلعِين وَلأِنَّ كَثِيراً مَا ينتشِر الصوت فَتَكُون مُجبراً عَلَى السمع لِذلِك إِختر أصحابك وَإِنْ لَمْ تعرِف إِبتعِد حَاوِل أنْ تِحَافِظ عَلَى عِفَّة أُذُنيك لاَ تستمِع لِكَلاَم الإِدانة وَالمذَمَّة لاَ تستمِع لِلخَطَايا إِبتعِد عَنْ الكَلاَم المُعثِر وَالأحَادِيث البطَّالة إِبتعِد عَنْ مجالِس المُستهزِئِين إِبعِد عَنْ سمع أي أمر رَدِئ لأِنَّهُ مؤذِي جِدّاً جِدّاً لِلعِفَّة المفرُوض أنْ تُدخِل أُذُنيك أموراً نَقِيَّة هُناك مَنْ لاَ يعرِف أنْ يَتَكَلَّم فِي أي شِئ فِي حياته إِلاَّ كَلاَماً مُعثِراً إِبعِد عَنَّه يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول عَنْ هؤلاء عِبارة غرِيبة جِدّاً أنَّهُمْ [ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ ] ( 2تي 4 : 3 ) مَا أروع مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول – إِنَّهُ بِحقٌّ فيلسُوف ، بَلْ لَوْ قُيِّمَ أُسلُوبه بِإِنصاف لَعُدَّ مِنْ أروع الأُدَباء فِي العالم – " فَمُستَحِكَّة " جاءت مِنْ " حَكَّ يَحُك " أي أُناس آذانهُمْ مُلَوَثة فَلَّمَا تَلَوثت إِلتَهَبِت وَعِندما إِلتَهَبِت أصبحُوا يَحكُونها ( يهرشونها ) أي أُناس قبلُوا أنْ تنفُذ إِلَى آذانِهِمْ أمور رَدِيئة فَلَوَثت آذَانِهِمْ لِلدَرَجة الَّتِي إِلتهبت بِهَا وَأصبحت مُستحِكة .. فَاحترِس لِئَلاَّ تَكُون أُذُنك مُستحِكَّة وَكَمَا قُلت لَكَ قِصَّة عَنْ القِدِيس يحنِس القَصِير عَنْ عِفِتَّه فِي النظر أقُول لَكَ قِصَّة أُخرى عَنْ عِفَتَّه فِي السمع يُروى عَنْه أنَّهُ فِي إِحدى المرَّات كَانَ نازِلاً إِلَى المدِينة لِيَبِيع عمل يديهِ مِنْ القُفف وَتَصَادف نزُول جماعة مِنْ البدو غِير مَسِيحِيين – وَالَّذِينَ كَانُوا يُقَدِّسُون الرُهبان جِدّاً وَيخافُونَهُمْ كَرِجال الله وَلِسُلطانِهِمْ فِي إِخراج الشياطِين وَشِفاء الأمراض فَكَانُوا يُفَضِلُون تَجَنُّب الرُهبان أوْ الإِبتِعاد عَنْهُمْ وَإِنْ إِحتاجُوا مِنْهُمْ أية خِدمة يُقَدِمونها لَهُمْ – فَعِندما رأى هؤلاء القِدِيس يحنِس القَصِير مَاشِياً حَامِلاً القُفف دعوه لِلرُكُوب معهُمْ فَهُمْ أيضاً ذَاهِبُون لِلمَدِينة لِيَبِيعُوا مَا لديهِمْ فركب معهُمْ القِدِيس يحنِس وَوَضَعَ القُفف عَلَى الجمل وَلَكِنْ أحادِيثهُمْ أثناء الطرِيق كانت أحادِيثاً مُعثِرة فَقَفَزَ القِدِيس مِنْ عَلَى ظهر الجمل وَرَجَعَ جَارِياً فَلَمَّا رأه الرُهبان قَدْ عَادَ هَكَذَا بِسُرعة سألوه مَا هذَا يَا أبَانَا ؟ هل إِستطعت أنْ تبِيع القُفف بِهَذِهِ السُرعة ؟!! فَتَذَكَّر القِدِيس أنَّهُ قَدْ نسيها !! الحدِيث الردِئ جعلهُ ينسى القُفف وَيترُكها عَلَى ظهر الجمل وَيجرِي إِلَى دِيره لَمْ يشأ أنْ تَتَدَنَّس أُذُنه لَمْ يشأ أنْ تَكُون " مُستحِكَّة " جَمِيل جِدّاً قول رَبَّنَا يَسُوع المَسِيح [ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَليسمعْ ] ( مت 13 : 9 )[ يسمعُ الوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ ] ( مز 34 : 2 )إِسمع السمع جَمِيل جِدّاً إِنَّهَا حاسة رَائِعة يُمكِنك بِهَا أنْ تَتَذَوَّق أصواتاً مِنْ الطَبِيعة الَّتِي جبلها الرَّبَّ بِهَا تَتَذَوَّق سماع الألحان وَأصوات العِبادة تَتَذَوَّق جمال العِشرة مَعَ رَبِّنَا فَتَجِد سمعك قَدْ أصبح سمعاً مُقَدَّساً وَهُنَا نَجِد سؤالاً ماذا لَوْ تَدَنَّست حواسِي وَعقلِي فَكُلَّمَا أحَاوِل أنْ أهرب مِنْ الخَطِيَّة تحاصِرنِي الأفكار وَمخزُون مَا رأيت لاَ أستطِيع أنْ أنسى ؟ أتَعرِف مَا الَّذِي يُنسِي ؟!! الصلوات الكَثِيرة إِنْ رَبِّنَا يمحِي مِنْ ذِهنك يِغسِل يِغسِل الدنس الَّذِي نفذ إِلَى دَاخِل فِكرك صلوات كَثِيرة جِدّاً جِدّاً أنَا لاَ أنسى فِي مرَّة أحد الشُّبان كَانَ قَدْ عرَّفه أصحابة بِإِنسانة شِرِّيرة وَأصبح معهُ رقم تِلِيفُونهَا وَهَكَذَا أصبحت الخَطِيَّة سهلة وَمُتاحة فَقُلت لَهُ يَا ابنِي أوِل شِئ تِفعله إِمسح هذَا الرقم مِنْ أجِندِتك أوْ مِنْ عَلَى ألـ MOBILE قَالَ لِي " يَا أبُونَا أنَا حافظه " فَما العمل مِنْ أينَ سَنمسحه الآن ؟!! قُلت لَهُ نِخَصَّص صَلاَة مِنْ أجل أنْ تنسى هذَا الأمر وَمَثَلاً اليوم الخمِيس سَنَتَقَابل الخمِيس القادِم صَلِّي صَلِّي وَضع طِلبة إِنْ رَبِّنَا يُنسِيك هذَا الأمر صدَّقنِي يَا حبِيبِي لَمْ يمضِي لِلخَمِيس بَلْ جاءنِي يوم الأحد قَالَ لِي " يَا أبُونَا صدَّقنِي جرَّبت أنْ أتَذَكَّر الرقم لاَ لاَ أتَذَكَّره وَلَكِنْ فقط لأِتأكد إِذا مَا كُنت نسيتهُ وجدت نَفْسِي قَدْ نسيتهُ قُلت لَهُ نُشكُر رَبِّنَا يَا حبِيبِي " لِذلِك أُرِيد أنْ أقُول لَكَ عِندما تَكُون عندِي رغبة وَأُقَدِم أمام رَبِّنَا طِلبة ثِق إِنْ رَبِّنَا قَادِر مِثلما قَالَ أحد الآباء القِدِيسِين [ التوبة تجعل الزُناة بتولِيين ] رَبِّنَا قادِر عمل نِعمِة رَبِّنَا لَيْسَ قلِيلاً لَكِنْ نَحْنُ الَّذِينَ لاَ نُعطِي رَبِّنَا فُرصة كي يعمل وَذلِك لأِنِّي إِنجذبت بِإِرَادتِي خَدَعتنِي أنَا سَايِب نَفْسِي وَبِالتالِي أنَا جلبت عَلَى نَفْسِي حُكم الموت إِذاً فَالأمر يأتِي مِنِّي أنَا فَالمناظِر السَيِئة يُمكِنك أنْ تستدعِيها أنتَ بِنَفْسك بَلْ يُمكِنك أنْ تعمل لَهَا ZOOM تكبِير وَتصغِير أنتَ بِنَفْسك يُمكِنك أنْ تنسى وَيُمكِنك أنْ تُثَبِّت فَإِنْ أردت أنْ تنسى خَصِّص صلوات . 3- عِفَّة الجسد :- الجسد نَفْسه يَجِب أنْ يَكُون عَفِيفاً الجسد تُحَرِّكه غَرَائِز وَشهوات وَطِلبات فَيَجِب التعامُل معهُ بِضبط وَيُمكِنْ أنْ أقُول لَكَ أنَّ عِفَّة الجسد هِيَ أوِل درجة مِنْ درجات العِفَّة فَيُمكِنْ أنْ يكُون هُناكَ أفكاراً تُحارِبك وَلَكِنْ جسدك عفِيف أنتَ ضابِط الجسد أمَّا العِفَّة الكامِلة هِيَ عِفَّة الفِكر الكَامِلة عِفَّة العِين الكَامِلة عِفَّة السمع الكَامِلة وَعِفَّة الجسد الكَامِلة وَتَجِد القِدِيسِين يربُطُون بينَ العِفَّة وَبينَ أشياء كَثِيرة قَدْ تظُن أنَّهُ لَيْسَ لَهَا أي إِرتِباط بِالأمر فهل تشعُر أنَّهُ يوجد إِرتِباط وَثِيق جِدّاً بينَ الأكل وَالشَّهوة أم تعتقِد أنَّهُ لَيْسَ لِهذِهِ الدرجة ؟هل عِندك ثِقة أنَّهُ يوجد إِرتِباط بينَ الإِهتمام الزائِد بِالمظهر وَالزِينة وَاستخدام العطُور وَالشَّهوة ؟ مُعاملتك لِجسدك وَضبطك لِجسدك بِالطبع أنَّ هُناك عِلاَقة بينَ كُلَّ هذِهِ الأُمور وَالشَّهوة تَمَلِّي هُناكَ عِلاَقة بينَ الإِستهتار وَالمِزاح وَالكَلام السخِيف وَإِثارِة الشَّهوة كَذلِك دَائِماً الإِنسان الأكول شهوانِي وَتَمَلِّي الإِنسان العنِيف القاسِي الغضُوب غِير طاهِر وَتَمَلِّي الإِنسان الودِيع عَفِيف مِنْ المعرُوف عَنْ الرُومان أنَّهُمْ كَانُوا شهوانِيين جِدّاً وَفِي نَفْس الوقت إِشتهروا بِأنَّهُمْ كَانُوا يتفنَنُون فِي الأكل وَالشُرب .. فَكَانَ الرُومانِي يأكُل إِلَى أنْ تمتلِئ معدِته تماماً بِالطعام فَلاَ يقدِر عَلَى الإِستمرار فِي الأكل فَلِكي يستطِيع أنْ يأكُل المزِيد كَانَ يستعمِل مشروباً يُسَبِّب التقيوء وَبِالتالِي يِفرَّغ معدِته وَيُمكِنه الإِستمرار فِي الأكل كَذلِك بنو إِسْرَائِيل أرادوا الرُجُوع إِلَى مِصْر [ عِنْدَ قُدُورِ اللَّحْمِ ] ( خر 16 : 3 ) ناس هَمُهُمْ الأكل وَالشُرب هَكَذَا يُمكِنْ لإِنسان مِثْل عِيسُو أنْ يبِيع البكورِيَّة بِأكله إِنَّهُ الطعام [ فَقَالَ عِيسُو لِيعقُوب أطعِمنِي مِنْ هذَا الأحمر فَقَالَ يعقُوب بِعنِي اليومَ بكورِيَّتَكَ فَقَالَ عِيسُو هَا أنَا مَاضٍ إِلَى الموتِ ] ( تك 25 : 30 – 32 ) خُذ البكُورِيَّة مَا المُشكِلة ؟!!! لِذلِك لاَ تَتَعَجب عِندما تجِد الآباء القِدِيسِين إِهتمامهُمْ بِمظهرهُمْ قلِيل جِدّاً وَبَسِيط جِدّاً وَإِهتمامهُمْ بِالأكل بَسِيط جِدّاً بِالكاد يأكُل مَا يقُوته فَتَجِد مِنْهُمْ مَنْ يأكُل قَلِيلاً مَنْ البقُول وَمَنْ لاَ يأكُل طعاماً مطهِياً وَمَنْ يأكُل مرَّة كُلَّ يومِين هَكَذَا أنتَ أيضاً يَجِب أنْ تَتَعَامل مَعَ الأكل بِتَعَفُّف لاَ يَكُون عِندك شراهة وَلاَ يَكُون الأكل بِالنِسبة لَكَ لذَّة أوْ غاية أوْ هدفاً أنتَ تأكُل لِكي تعِيش وَلستَ تعِيش كي تأكُل تقُول حسناً لَكِنِّي شاب وَأعِيش وسط بِيت أقُول لَكَ كُل وَلَكِنْ كُل بِتَعَقُّل كُل بِعِفَّة حَاوِل أنْ يَكُون لَكَ تدرِيب أنْ تأخُذ فترات إِنقِطاع أوْ أنْ تُقَلِّل مِنْ كِميات أكلك ، أوْ أنْ يَكُون عَشاؤك بَسِيطاً لاَ يحتوِي عَلَى الكَثِير مِنْ الأطعِمة أوْ المُشتهيات أحد الآباء القِدِيسِين يَقُول[ عَوِّد نَفْسك أنْ تأكُل مَا تحتاجه وَلَيْسَ مَا تشتهِيه ] جرَّب أنْ ترتفِع عَنْ الأكل سَتَجِد جسدك بدأ يهدأ وَبدأ ينضَبِط مَعَ ضبط عِين وَضبط أُذُن سَتَجِد نَفْسك قَدْ بدأت تكتسِب طَبِيعة لِجسدك طَبِيعة مَلاَئِكِيَّة لأِنَّكَ عِندما تضبُط جسدك فِي الأكل ستعرِف أنْ تضبُط جِسمك فِي الشَّهوة لِذلِك عَوِّد نَفْسك أنْ يَكُون جسدك وَاهتِمامك بِهِ لَيْسَ زِيادة وَلاَ أقل مِنْ المفرُوض لِيكُنْ إِهتِماماً عَادِياً عَوِّد نَفْسك أنْ يَكُون ملبسك وَمظهرك وَشكلك وقُوراً وَمُحترماً زِينة النَّفْس الدَاخِلِيَّة يَجِب أنْ يَكُون لَكَ إِعتِدال وَعِفَّة فِي كُلَّ أمورك وَاعلم أنَّ إِنساناً مِثْلَ دَانِيال النَّبِي أخذ مراحِم مِنْ رَبِّنَا لأِنَّهُ كَانَ عَفِيفاً فِي أكله وَإِنْ كَانَ فِي قصر مَلِك . 4- حُب المُقتنيات :- هل ترى أنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الإِنسان مُحِباً لِلمُقتنيات ذاتِياً أنَانِياً كُلَّمَا كَانَ لِذلِك إِرتِباط بِالشَّهوة أم أنَّهُمَا شيئان مُنفَصِلان ؟ إِنسان مِثْل يهُوذا مَا الَّذِي جعلهُ يُسَلِّم المَسِيح ؟ الثَلاَثُون مِنْ الفِضَّة حُب المُقتنيات جعلهُ يبِيع المَسِيح ؟!! ياه لِماذا ؟ ذلِك لأِنَّهُ حاول أنْ يَكُون أفضل الإِنسان الَّذِي يُرِيد النَصِيب الأكبر الَّذِي يُرِيد لِنَفْسه أنْ تشتهِي الدُنيا وَتشتهِي أنْ تملُك ذلِك الشخص الَّذِي يُحِب نَفْسه تَجِده لاَ يستطِيع أنْ يضبُط نَفْسه فِي الشَّهوة تَجِده يَتَعَامل مَعَ الأُمور الَّتِي حوله كُلَّهَا بِحُب إِقتِناء وَحُب تَمَلُّك وَحُب ذات كُلَّ شِئ يَتَمَنىَ أنْ يقتنِيه أي شِئ يراه يُرِيده أي شِئ يراه يُرِيده حَتَّى لَوْ كَانَ هذَا الشِئ مكاناً أوْ كانت بِنتاً أوْ سَيِّدة ؟!!! فَهُوَ يعتبِر أنَّ هذَا جُزء مِنْ حُبَّه لِلتَمَلُّك وَحُبَّه لأمور العالم إِنَّهُ يُغَذِّي ذاته يُغَذِّي حُبَّه لِلعالم لِذلِك هُناكَ إِرتِباط وثِيق بينَ " شهوِة الجسد وَشهوِة العيُون وَتَعَظُّم المَعِيشة " ( 1يو 2 : 16 ) يوجد إِرتِباط وثِيق جِدّاً بينَ الإِنسان الَّذِي لاَ يعرِف أبداً أبداً أنْ يضبُط شهوِة نَفْسه فِي المُقتنيات وَبينَ الشَّهوة لَكِنْ الإِنسان المُتَعَفِّف الإِنسان العَفِيف فِي المِلكِيَّة الإِنسان الَّذِي يُعطِي الَّذِي يبِيع مِنْ أجل المَسِيح هذَا يَكُون عِنده ضبط لِغَرِيزته لأِنَّهُ دَاسَ عَلَى أمور كَانَ مِنْ المُمكِنْ أنْ تَكُون لديهِ الرغبة فِي إِقتنائِهَا لِذلِك كُلَّمَا كَانَ عِندك قناعة وَتَقُول مَعَ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول [ قَدْ تَعَلَّمْتُ أنْ أكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أنَا فِيهِ ] ( في 4 : 11 ) تَجِد أنَّ العِفَّة بِالنِسبة لَكَ قَدْ أصبحت أسهل تقُول " يعنِي أبُونَا عايِز يِزَنَّق عَلِينا مِنْ كُلَّ حاجة يعنِي لاَ فِكر وَلاَ نظر وَلاَ سمع وَلاَ قِنية !!! " أقُول لَكَ الحياة مَعَ رَبِّنَا باب ضَيَّق أنَا لاَ أكَلِّمك عَنْ باب وَاسِع إِنَّهُ باب ضَيَّق [ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ ] ( مت 7 : 14 ) لَكِنْ [ لاَ تخف أيُّهَا القَطِيعُ الصَّغِيرُ لأِنَّ أبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أنْ يُعطِيكُمُ المَلَكُوتَ ] ( لو 12 : 32 ) لِذلِك مهما بدت الخَطِيَّة لَذِيذة أوْ جَمِيلة تَذَكَّر دَائِماً أنَّهُ لَيْسَ موضُوع لحظة إِنَّ عَاقِبتها مُرَّة [ قَدَمَاهَا تنحَدِران إِلَى الموتِ خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالهَاوِيَةِ ] ( أم 5 : 5 )[ أبْعِدْ طَرِيقكَ عَنْهَا ]( أم 5 : 8 )إِنَّ عدو الخِير هُوَ الَّذِي يُحَاوِل دَائِماً أنْ يزرع فِينَا أنَّ الخَطِيَّة شِئ طبِيعِي وَلَذِيذ وَمحبُوب قُل لَهُ لاَ إِنِّي أجتهِد أنْ أضبُط نَفْسِي وَجسدِي وَأضبُط نظراتي وَانفِعَالاَتِي الخَطِيَّة مُرَّة الخَطِيَّة مَذلَّة مُهِينة وَقَبِيحة تقرأ فِي بُستان الرُهبان عَنْ رَاهِب كَانَ مُحارباً بِخَطِيَّة الشَّهوة وَالزِنا فَسألَ مُعَلِّمه ماذا أفعل خَلاص لَمْ أعُد أقدِر أُرِيد أنْ أذهب لِلعالم ؟ فَقَالَ لَهُ مُعَلِّمه " خُذ قَلِيلاً مِنْ الخُبز وَقَلِيلاً مِنْ الماء وَامضي إِلَى البَرِّيَّة لِمُدة أربعِين يوماً "فَأطَاعَ مُعَلِّمه وَبعد عشرِين يوماً مِنْ الجِهاد رَبِّنَا سمح أنْ يُرِيه منظر إِمرأة رَدِيئة جِدّاً شكلها مُخِيف سَيئ جِدّاً رَائِحتها كَرِيهة جِدّاً جِدّاً جِدّاً فَقَالَ لَهَا مَنْ أنتِ ؟ فَقَالت لَهُ أنَا شيطان الزِنا الَّذِي يُغوِي النَّاس وَأتَزَيَّن بِشكل حلو وَرَائِحة حلوة أتَزَيَّن بِمَا لَيْسَ فِيَّ لَكِنْ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي أمرنِي أنْ أظهر لَكَ عَلَى حَقِيقتِي لِذلِك حَاوِل أنْ تجتهِد أنْ تعرِف أنَّ عَاقِبتها مُرَّة وَكُنَّا قَدْ تحدَّثنا فِي مرَّة سَابِقة عَنْ تقدِيس الغرِيزة وَكيفَ أنَّ الله أعطانا إِيَّاهَا لاستخدام مُقَدَّس لاَ لِلَذة بَلْ لِلإِحتِياج فَالله قَدْ وَضَعَ هدفاً لِكُلَّ غرِيزة فِينَا فَمِثلما أعطاك غرِيزة الأكل لاَ لِتَظِل تأكُل وَتشرب بَلْ لأِنَّكَ تحتاج الأكل كي تحيا وَتعمل " يِمَشِّيك " هَكَذَا أعطاك الغرِيزة كي تَكُون لديكَ وَسِيلة لِحِفظ النُوع وَالتناسُل كي يُبقِي عَلَى الإِنسان مِنْ صَلاَح رَبِّنَا لِذلِك يَجِب أنْ تُدرِك أنَّ الزواج مُقَدَّس وَأنَّ العِفَّة ليست لِلشُّبان فقط بَلْ هِيَ أيضاً لِلمُتَزَوِجِين لأِنَّ حَتَّى المُتَزَوِج يَجِب أنْ يحيا فِي عِفَّة عِفَّة فِي حياته الدَاخِلِيَّة لاَ تظُنْ أبداً أنَّهُ عليكَ أنْ تكبِت فِي رُوحك وَنَفْسك إِلَى أنْ تَتَزَوج !! أقُول لَكَ لاَ الزواج لَيْسَ حِلاً أوْ رُخصة لِمُمارسة الشَّهوة أبداً الزواج مُقَدَّس وَالإِنسان الَّذِي لاَ يعرِف أنْ يضبِط نَفْسه فِي شبابه لَنْ يعرِف أنْ يضبِط نَفْسه فِي زواجه وَهذَا هُوَ السبب فِي أنَّكَ قَدْ تَجِد إِنساناً مُتَزَوِجاً لَكِنْ عِينه غِير مُنضَبِطه وَأنتَ كَشاب تقُول فِي نَفْسك " إِنْ كَانَ هذَا الرجُل مُتَزَوِج فَلِماذا يفعل هذَا ؟ !! " ذلِك لأِنَّهُ أساساً مُستهتِر غِير عَفِيف فِكره سَائِب عِينه سَائِبه أُذُنه مُستحِكة لِذلِك لاَ يستطِيع أنْ يضبِط نَفْسه أبداً لأِنَّ الأمر مُتَعَلِّق بفِكره وَعِينه وَمظهره وَجسده لِذلِك تَعَوَّد أنْ تَتَعَامل مَعَ الكُلَّ بِمَحَبَّة وَبَساطة وَإِنِّي أفَضَّل أنْ يَكُون صَدِيقك المُقترِب إِليكَ الَّذِي تقِف معهُ كَثِيراً وَتَتَكَلَّم معهُ وَتحكِي معهُ فتى مثلك لأِنَّ الصداقة مَعَ الجِنس الآخر تحتاج إِلَى نُضج وَوَعي رُوحِي وَهُوَ شِئ نفتقِده نوعاً وَكَذلِك هُناكَ فرق بينَ الصَدَاقة وَالعِلاَقة الغِير مضبُوطة لأِنَّ كَثِيراً مَا تَجِد شاباً يقُول " يَا أبُونَا أنَا كُلَّ أصحابِي الوِلاد مَا برتاح لهُمش لَكِنْ فِيه واحدة أنَا برتاح لَهَا !! " – معقُول – كُلَّ الأولاد لاَ ترتاح لَهُمْ وَالَّتِي ترتاح لَهَا هِيَّ بِنت فقط !!!! ألاَّ يُعطِيكَ هذَا مؤشِراً أنَّ بِدَاخِلك شِئ غِير صَحِيح فَانتَبِه لأِنَّ هذَا الشُعُور لَيْسَ سَلِيماً لاَ تترُك نَفْسك لِهذَا الأمر أُضبُط نَفْسك صَحِيح الولد فِيه مِيل لِلبِنت لاَ نِنكِره لَكِنْ هذَا المِيل يَجِب أنْ يَكُون مِيلاً مُنضَبِطاً مُقَدَّساً العِفَّة مُحَصِّلة لأمور كَثِيرة جِدّاً جِدّاً كُلَّما تِجَاهِد فِيها كُلَّما تذُوق عربُونها لأِنَّها عربُون الحياة الأبَدِيَّة الحياة السَّمَاوِيَّة المَلاَئِكِيَّة الإِنسان الَّذِي يجتهِد أنْ يُقَدِّس فِكره وَسمعه وَمُقتنياته الَّذِي يبتَعِد عَنْ العثرات الَّذِي لَهُ نظرة عَلَى استحياء تَجِد لَهُ عُمقاً فِي حياته كُلَّمَا سنبدأ نذُوق جُزءاً مِنْ عمل نِعمة رَبِّنَا فِي العِفَّة كُلَّمَا سَنُحِبَّهَا أكثر كُلَّمَا تفتح لَنَا كنُوزها أكثر كُلَّمَا نفرح بِهَا لأِنَّهَا تُعطِي الإِنسان عذوبة وَتجعل الإِنسان يرفُض الدنس أكثر وَيعرِف كيفَ يقتنِي إِناءه بِقَدَاسة وَكَرَامة كَقُول مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول ( 1تس 4 : 4 ) هذَا هُوَ جمال العِفَّة رَبِّنَا يُعطِينا عِفَّة تشمل كُلَّ أمور حياتنا حَتَّى نحصُل فِي النِهاية عَلَى العِفَّة الَّتِي بدأنَا بِالحدِيث عَنْهَا كَأسمى جَمِيع الفضائِل رَبِّنَا يُعطِينَا نِعمة وَيِكَمِّل نقائِصنا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
22 فبراير 2025

الله لَمْ يُعطِنَا رُوح الفشل

مِنْ سِفر التَثْنِيَة 28 : 12 – 13[ يفتحُ لَكَ الرَّبُّ كنزهُ الصَّالِح السَّماء لِيُعطِيَ مطر أرضِكَ فِي حِينهِ وَلِيُبارِكَ كُلَّ عملِ يَدِكَ فَتُقرِضُ أُمماً كَثِيرةً وَأنتَ لاَ تقترِضُ . وَيجعلُك الرَّبُّ رأساً لاَ ذنباً وَتَكُونُ فِي الاِرتِفاعِ فقط وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنحِطاطِ إِذا سَمِعْتَ لِوَصَايا الرَّبِّ إِلهك الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليومَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ ] مُمكِنْ يُعَرَّض الإِنسان لِفشل رُوحِي أوْ دِراسِي أوْ لِتجرُبة فشل فِي أي مجال فَيُسيطِر عليه رُوح الفشل وَتَتَراكمْ عَلَى النَّفْس رُوح الأحزان وَتأتِي رُوح الفشل الماضِي فَيُصبِح فِي الإِنحِطاط وَالنَّفْس دَائِماً تمِيل لإِحساس الذنب وَدَائِماً يُحِب الإِنسان أنْ يَكُون ضِد نَفْسه وَيُظهِر خطأها وَلَوْ إِستخدِم هذَا الإِحساس بِإِسلُوب خَاطِئ سَيَتَوَلَّد عَنَّه رُوح فشل . كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح الفشل ؟ فِي سِفر التَثْنِيَة وجدَ الله الشَّعْب أثناء الرِحلة لِكنعان يدور حولَ نَفْسه وَيُضَيِّعُون وقت وَجهد فَقَالَ لَهُمْ [ كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الجبلِ تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ ] ( تث 2 : 3 ) كَفاك دوران حول نَفْسك بِنَفْس الدائِرة بِنَفْس الرُّوح دَائِماً الإِنسان يسِير فِي حياته مسار دَائِرِي مُغلق لَيْسَ بِهِ تَقَدُّم أي فِي نَفْس الأُمور وَنَفْس السقطات وَالضعفات وَالتجرُبة وَالتراخِي هذَا أُسلُوب دَائِرِي كَفاك دوران تَحَوَّل نحو الشمال كَفاك رُوتِين عَقِيم لاَ تعِيش مُستعبد لِحياة رُوتِينِيَّة وَإِنْ حاوِلت التغيير تقُول لاَ أستطِيع لاَ تَحَوَّل نحو الشمال سِر نحو كنعان وَالله قَادِر أنْ يقُودنا وَيُرشِدنا وَيُغَيِّر أُسلُوب حياتنا رَائِع سِفر دَانِيال الَّذِي يَقُول [ وَهُوَ يُغَيِّرُ الأوقاتَ وَالأزمِنَةَ ] ( دا 2 : 21 ) أي هُوَ قَادِر أنْ يُغَيِّر الأوقات وَالأزمِنة لِصالحك وَيجعله زمن نجاح وَمجد وَيجعلك رأس لاَ ذنب وَتَكُون فِي الإِرتِفاع وَلاَ تَكُون فِي الإِنحِطاط إِذا سمعت وصايا الله . بعض النصائِح كي لاَ تعِيش رُوح الفشل :- 1- لاَ تنشغِل بِالفشل الماضِي :- لاَ تضع الفشل أمامك وَتنشغِل بِهِ لِئلاَّ يدخُلك فشل فوقَ الفشل كَثِيراً مَا يُزعِج الإِنسان الفشل الماضِي لاَ تندم عَلَى فُرص ضَائِعة وَكَمَا يقُول المثل [ لاَ تبكِي عَلَى اللبن المسكُوب ]عدم التذكُّر فِي التجارُب السلبِيَّة السابِقة مُهِمْ جِدّاً صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ الله إِمسح لِي شَاوِل مَلِك وَبعد ذلِك عَاشَ شَاوِل فِي ضعف وَتَعَدَّي وَصَايا الله وَهذَا الأمر جعلَ المملكة فِي ضعف فَحَزَنَ صَمُوئِيل عَلَى مسح شَاوِل مَلِك لأِنَّهُ جعلَ أولاده فِي ضعف فَقَالَ لَهُ الله [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ اِمْلأ قَرْنَكَ دُهناً وَتَعَالَ أُرسِلْكَ إِلَى يَسَّى البيتلحمِيِّ لأِنِّي قَدْ رَأيتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً ] ( 1صم 16 : 1) إِلَى متى العمل السلبِي إِلَى متى الحُزن ؟ إِعمل عمل إِيجابِي إِملأ قرنك دُهن عِندما جاءَ يَشُوع لِلأردُن تَحَيَّر وَحزن فَقَالَ لَهُ الله أُعبُر الأردُن تَخَطَّىَ الفشل وَاعمل عمل إِيجابِي أحياناً يُرسِل لَكَ الله رِسالة قَائِلاً حَتَّى متى تنُوح عَلَى تجرُبة سَابِقة فَاشِلة ؟!! وَلِنرىَ دَاوُد كَمْ جلب أفراح وَإنتِصارات أكثر مِنْ خسائِر شَاوِل لَكِنْ يوجد شِئ إِسمه تفكِير إِيجابِي البعض يَمِيل لِلسلبِيَّة وَالحُزن وَيقُول لَيْسَ بِالإِمكان أفضل مِمَّا كان إِحذر رُوح الإِحباط الله قَادِر أنْ يجعل الفشل كَمِياه عبرِت الله يُرِيد أنْ ينظُر النَّاس نظرِة فرح [ وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أكلهَا الجَرَادُ الغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالقَمَصُ ] ( يؤ 2 : 25 ) " الغوغاء " ( الجراد فِي أخطر مَرَاحله ) " الطَّيَّار "( الجراد فِي طُور الطيران ) " القَمَص "( الجراد أوِل مَا يخرُج مِنْ البِيضة )الله قَادِر أنْ يُعَوِّض لِذلِك قِيلَ فِي سِفر يُوئِيل أنَّ هُناك أربعة أشياء أكلوا الثِمار وَهُمْ القمص وَالطيار وَالغوغاء وَالجراد وَهؤلاء هُمْ أربعة مراحِل لِحياة الجراد وَهُمْ مُخَرِّبِين لِلمحصُول وَالله قَادِر أنْ يُعَوِّض الخسائِر بِكُلَّ أنواعها وَمراحِلهَا كَبِيرة كانت أوْ صَغِيرة هذَا لاَ يُعطِي رُوح يأس وَحُزن فَنُعَوَّض عَنْ خسائِر الماضِي وَالله يُثَّبِت ذلِك فِينَا عِندما نقرأ سِفر أيُوب نَجِد فِي آخر إِصحاح أنَّ الله عَوَّضه الضِعف عَنْ كُلَّ خِسارة نظرِة الخسائِر نظرة مؤلِمة لَكِنْ الله يرى [ أرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفِيْنِ ] ( زك 9 : 12) وَبُولِس الرَّسُول يَقُول[ أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ ] ( في 3 : 13) التَّفَكُّر فِي خسائِر الماضِي يَجلِب مشاكِل وَتعب . 2- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت :- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت وَأعمال فَاشِلة أي إِنْ كُنت فِي دَائِرة أكرَّر نَفْس الفِعل فَكَفىَ ذلِك التَلاَمِيذ ظلُّوا اللِيل كُلَّه فِي الصِيد وَلَمْ يُثمِرُوا شِئ الله يُرِيدنِي أنْ أتعلَّم مِنْ فشلِي الإِتِكال عليه لِذلِك يسمح لِي بِالفشل يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي أنْ لاَ أثِق فِي قُدراتِي لِكي أقُول لَهُ " أنتَ يَا الله إِنْ لَمْ يَكُنْ الأمر مِنْكَ لاَ أفعل " كَفىَ أعمال فَاشِلة حَتَّى مُحاولات التوبة إِذا لَمْ تَكُنْ مسنوده عَلَى نِعمة الله وَليست مِنْ ذاتِي وَقُدراتِي فَلَنْ تَكُون ناجِحة الَّذِي يقُول أنَّهُ قَدْ أخذَ عهد عَلَى نَفْسه أنْ لاَ يفعل خَطِيَّةٍ مَا فَهُوَ مُخطِئ قُل إِحفظنِي يارب لأِنِّي عليك توكلت ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنَا غِير قَادِر فَإِفعل أنتَ الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ خِلاَل جِهادِي إِنِّي غِير قَادِر وَلاَبُد أنْ أخلِي نَفْسِي لِيَكُون هُوَ[ لِمَاذَا أنتِ حَزِينة يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ تَرَجَّيِ الله لأِنِّي بعدُ أحمدُهُ خَلاَصَ وَجهِي وَإِلهِي ] ( مز 42 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) هُوَ يِسَهِّل كُلَّ الأُمور لاَبُد أنْ تكتشِف خِبرة الإِتِكال عَلَى الله وَأنْ تِفَرَّط فِي فِكرك[ وَأمَّا مُنْتَظِرُوا الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يرفعُونَ أجنِحةً كَالنُّسُورِ يركُضُونَ وَلاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لاَ يتعبُونَ مِنْ الجِهاد لأِنَّهُمْ مُتَكِلِين عليه وَرجاءهُمْ فِيهِ هُوَ المُحَرِّك لَهُمْ وَالسند وَالمُعِين كَفىَ فشل إِتَكِل عليه وَاستشِيره مُوسى النَّبِي فِي رِحلة البَرِّيَّة مِنْ توهانه كَانَ يقِف وَلاَ يَتَحَرَّك وَيَقُول لَهُمْ إِذا لَمْ يَكُنْ وجه الله أمامِي لَنْ أتَحَرَّك المُعَرَّض لِلفشل لاَبُد أنْ يَتَكِل بِالأكثر عَلَى الله حَتَّى لاَ يفشل مرَّة أُخرى كَفىَ ضَياع فِي سِفر حَجَّي توجد مُعاتبة مِنْ الله لِلشَّعْب فَيَقُول لَهُمْ أنتُمْ رجعتُمْ بعد السبي فوجدتُمْ المدِينة خَرِبة وَكَانَ يَجِب عليكُمْ أنْ تبنُوا بيتِي أوَّلاً لَكِنَّكُمْ إِنشغلتُمْ بِبُناء بيوتَكُمْ وَجعلتمُوهَا مُزَيَنة وَنسيتُمْ بيتِي لِذلِك أنَا سأنزع البركة مِنْ حياتكُمْ تزرعُون وَلاَ تأكُلُون لديكُمْ مِياه وَتعطشُون[ تأكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ تشرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ تكتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ]( حج 1 : 6 ) أحياناً نضع أنْفُسنَا فِي هذِهِ التجرُبة وَهيَ أنْ نهتم بِأنْفُسَنَا وَنترُك الله إِنْ تَبَقَّى لَهُ وقت مِنْ إِهتِمامنَا وَتَكُونَ النَتِيجة فشل وراء فشل حَتَّى نعُود إِليهِ الله لاَ يُرِيدنَا هَكَذَا هُوَ يُرِيد لَنَا البركة لَكِنَّنَا لَمْ نُرَتِب أولَوِياتنا بِطَرِيقة صَحِيحة لاَبُد أنْ نُعِيد أولَوِيات حياتنا [ لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمَنَعَتِ الأرضُ غَلَّتَهَا وَدعوتُ بِالحَرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنْطَةِ وَعَلَى المِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( حج 1 : 9 – 11 )عِندما ينشغِل الإِنسان بِنَفْسه وَينسىَ الله يترُكه الله يِتعب لَكِنْ بِدُون ثمر وَيستمِر الفشل حَتَّى يجعل الله أوِل إِهتِمَامَاته إِنتَبِه لِماذا تأخُذ أُجرةً إِلَى كِيسٍ مثقُوب ؟ لِماذا تِتنَاوِل وَتعترِف وَتُوَاظِب عَلَى الكَنِيسة بِدُون تَقَدُّم ؟ لِماذا تُجَاهِد دُونَ تَقَدُّم ؟ إِسأل نَفْسك سَتَجِد خلل مُعَيَّن فِي حياتك وَالله قَادِر أنْ يكشِف ذلِك الخلل وَيُعَالِجه . 3- عدم الإِكتِفاء بِالعطايا الصَغِيرة :- لاَ تكتفِي بِعَطَايا صَغِيرة كَفىَ إِكتِفاء بِعَطَايا صَغِيرة نقُول ليتَ صومنا يَكُون صُوم مقبُول وَإِذا وضعنَا لإِنْفُسَنَا هدف أنْ نحضر عدد مِنْ القُدَّاسات وَكَفىَ لَنْ نُثمِر شِئ لِيَكُنْ لديكَ رجاء فِي أنْ يُعطِيك الله قداسة وَعِفَّة وَبِر وَنَقَاوة وَ طِلبات عالية قَدْ تَجِدهَا فِي صَلَوَات الأجبِية لأِنَّ الكَنِيسة تُرِيد أنْ ترفعك فوقَ خيالك لَكِنَّنَا أحياناً نَكتفِي بِالقَلِيل عِندما تأخَّر نسل أبُونَا إِبرَاهِيم تَعَجَّل هُوَ وَسارة زوجته فَزَوَّجته هَاجِر جَارِيتهَا وَأعطاهُ الله إِسماعِيل فَفَرَحَ بِهِ جِدّاً وَقَالَ لله [ لَيْتَ إِسمعِيلَ يَعْيشُ أمامكَ ] ( تك 17 : 18 ) إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِعَطِيَّة إِسماعِيل – عَطِيَّة صَغِيرة – لَكِنْ قَالَ الله لَهُ سَأُعطِيك مِنْ نسلك لَمْ يُصَدِّق إِبرَاهِيم فَقَالَ لَهُ الله أنَا قَادِر أنْ أُعطِيك مِنْ مُمَاتِة سارة ( رو 4 : 19 ) فَآمن وَأعطاهُ الله إِسحق ثِق أنَّ الله قَادِر أنْ يفعل إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِإِسماعِيل لَكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِيه الأعظم إِسحق الفرق بينَ إِسماعِيل وَإِسحق 13 سنة أي فرق كَبِير لَكِنْ إِبرَاهِيم كَانَ لديهِ إِيمان تَقُول لإِنسان نُرِيدك أنْ تَكُون مُتَفَوِّق فَنَجِده يضحك وَيَقُول المُهِمْ النَّجاح أوْ يَكفِي النَّجاح هذَا الشخص لَنْ يَتَفَوَّق لأِنَّهُ مهزُوز وَالَّذِي يجعلنَا مُقَيدِين رُوحِياً أنَّنَا مُتَزَعزِعِين وَلَيْسَ لَنَا طُموح رُوحِي المفرُوض أنَّنَا نقُول لَهُ " قلب نقِي إِخلِق فِيَّ يَا الله وَرُوح مُستقِيم جَدِّدهُ فِي أحشائِي "( مز 50 )هذَا لَيْسَ ضِد الإِتِضاع بَلْ هُوَ طُموح رُوحِي يُوسِف الصِّدِّيق وَهُوَ فِي السِجن أقصى شِئ كَانَ فِي ذِهنه أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَيَكُون حُر لِذلِك قَالَ لِرَئِيس السُقاه أرجُوك أُذكُرنِي أمام المَلِك ( تك 40 : 14) هل كَانَ يحلم أنْ يَكُون ثَانِي رَجُل فِي مصر ؟ لَمْ يَكُنْ يحلم أنَّ الله يُرِيد لَهُ ذلِك أحياناً نكتفِي بِالقَلِيل مُمكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِينَا الكَثِير دَاوُد النَّبِي وَالمَلِك عِندما دعا مِفيبوشث إِبن يُونَاثان قَالَ لَهُ أُرِيد أنْ أرُد لَكَ مِيراثك وَأنْ تجلِس معِي عَلَى مَائِدَتِي كَلاَم كِبِير عَلَى إِبن يُونَاثان الَّذِي كَانَ كُلَّ هَمَّه وَطُموحه أنْ لاَ يقتُله دَاوُد وَلَيْسَ أنْ يرُد لَهُ مِيراثه وَيُعطِيه عطايا عَظِيمة لَمْ يَكُنْ يَتَخَيلهَا عِندما كَانَ بُطرُس الرَّسُول يصطاد قَالَ لَهُ يَسُوع أُدخُل إِلَى العُمق وَعِندما إِصطاد الكَثِير مِنْ السمك فرح لَكِنْ الله رفعهُ مِنْ الإِنشِغال بِالسمك وَقَالَ لَهُ سأجعلك صَيَّاد لِلنَّاس وَبِالفِعل أصبح رسُول وَالله يَضُم بِسَبَبه مؤمِنِين كَثِيرِين وَيِفرِد شَبكته فَيصطاد لله أُلُوف البشر فِي يوم الخمسِين إِصطاد 3000 نَفْس بِعِظة وَاحِدة فَرد الشبكة الرُّوحِيَّة وَأدخلهُمْ السَفِينة أي الكَنِيسة إِصطادهُمْ مِنْ بحر العالم أحياناً نَكتفِي بِعَطَايا قَلِيلة لَكِنْ لِنعلم أنَّ الغِير مُستطاع عِندَ النَّاس مُستطاع عِندَ الله( لو 18 : 27 ) لاَبُد أنْ نَثِق أنَّهُ قَادِر أنْ يفعل بُولِس الرَّسُول يحكِي عَنْ تجرُبة فَاشِلة لَهُ فِي كُورنثُوس وَعِندما نقرأهَا نقُول هذَا لاَ يُمكِنْ أنْ يحدُث لِبُولِس فَنَجِده يَقُول [ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أنْ تجهلُوا أيُّهَا الإِخوةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقتنَا الَّتِي أصَابتنَا فِي أسِيَّا أنَّنَا تَثَقَّلنَا جِدّاً فوقَ الطَّاقَةِ حَتَّى أيسنَا مِنَ الحيوةِ أيضاً لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أنْفُسِنَا حُكْمُ الموتِ لِكي لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأمواتَ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ موتٍ مِثْلِ هذَا وَهُوَ يُنَجِّي ] ( 2كو 1 : 8 – 10 ) مُمكِنْ يجعلك الله تدخُل تجرُبة فَاشِلة حَتَّى اليأس حَتَّى تِفرَّط فِي نَفْسك وَتقُول لاَ أنَا بَلْ أنتَ يَا الله . 4- تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي :- هل تُرِيد أنْ تَتَخَلَّص مِنْ الفشل ؟ تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي لاَ تُفَكِر فِي التجارُب السَابِقة بِإِسلُوب يُزِيد حُزنك بَلْ تَعَلَّمْ مِنْهَا بِطَرِيقة إِيجَابِيَّة قَالَ أحد الآباء لِتلمِيذه لِماذا أنتَ حزِين ؟ فَأجابَ التلمِيذ مِنْ كثرِة الفشل فَقَالَ الأب [ ثِق يَا ابنِي أنَّكَ إِنْ لَمْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يقتُل فَلَنْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يُحيِى ] أي أحياناً يحتاج الإِنسان أنْ يعرِف كَيْفَ يُغلب لِكي يعرِف كَيْفَ ينتصِريسمح لَنَا الله أحياناً بِتَجَارُب فَاشِلة لِنَتَعَلَّم كَيْفَ ننجح وَعِندما نجتاز التجرُبة نشعُر بِمعونة الله وَلِنَتَخَيَّل فِي مجال الدِراسة في كُلَّ فِترة دِرَاسِيَّة نِكَرَّر نَفْس سِيناريو الخطأ وَهُوَ ترك الإِستِذكار حَتَّى قُرب الإِمتِحَانات عِندَئِذٍ نبدأ فِي الإِستِذكار فَنَجِد كميات كَبِيرة مِنْ الأوراق وَالكُتُب لَمْ تُستذكر وَنشعُر بِضِيق الوقت وَتمُر الإِمتِحَانَات وَفِي الفِترة الدِرَاسِيَّة التَالِية نَجِد أنفُسَنَا لاَ نَتَعَلَّم مِنْ أخطائنَا بَلْ نِكَرَّر نَفْس الموقِف عِندما وُضِعت فِي معصرة وَتعبت فِي الإِمتِحان لَمْ تُرَاجِع نَفْسك أينَ خطأك ؟ أمَّا فِي مجال الحياة الرُّوحِيَّة فَنبدأ نستهتِر بِالصَلاة وَالكِتاب المُقَدَّس ثُمَ نترُك أنفُسَنَا لِبعض الأُمور الصَغِيرة مِثْل الأحَادِيث وَالأصِدقاء وَالتِلِيفِزيُون وَ ثُمَ السقُوط العظِيم وَنَعُود نتوب ثُمَ نِكرَّر نَفْس الأحداث نستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا يَتَكرَّر السقُوط بِالإِستهتار وَلاَ نَتَعَلَّم مِنْ الماضِي لاَ جَاهِد وَتَعَلَّم مِمَّا سبق وَاصلِح أخطاء الماضِي وَلاَ تُكَرِرهَا الله لَمْ يُعطِينَا رُوح الفشل يجعلك رأس لاَ ذنب فِي الإِرتِفاع لاَ الإِنحِطاط لِترى مَا هِيَ أخطاء الصَلاَة عِندك لاَ تقُل أنَّ فِكرك ينشغِل بِأُمور أُخرى أوْ حدِيث شخصٍ مَا يُؤثِر عَلَى صَلاَتك أوْ تِلِيفِزيُون وَتصمُت دُونَ أنْ تُصلِح مِنْ صَلاَتك لاَ عَالِج الأمر وَاجعل صَلاَتك بِتركِيز وَفِي وقت مُبَكِر وَلاَ تنشغِل بِأي أُمور أوْ أحَادِيث قبلهَا مُمكِنْ يَكُون عِندك خطأ فِي الإِعتِراف مِثْل أنَّهُ لَيْسَ بِهِ رُوح صَلاَة أوْ نَدَامة أوْ جلسِة مُحاسبِة نَفْس عَالِج أخطاءك وَلاَ تُكَرِرُهَا قَدْ تحضر القُدَّاس بِطَرِيقة رُوتِينِيَّة دُونَ أنْ تَتَقَدَّم عَالِج الأمر لاَبُد أنْ يَكُون الصُوم بِفِكر رُوحِي عَالِج أفكارك رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل