المقالات
13 سبتمبر 2025
تبرِير الإِنْسَان فِي المَسِيح يَسُوع
مِنْ رِسَالة بُولِس الرَّسُول لِلعِبرانِيين 10 : 19 – 23 [ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بيتِ اللهِ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] بُولِس الرَّسُول هُوَ الَّذِي تَكَلَّم عَنْ الخِيمة وَأنَّ الَّذِي يدخُل قُدس الأقداس هُوَ رَئِيس الكهنة فقط الآنَ يَقُول لَنَا بُولِس لَنَا كُلِّنَا ثِقة بِدم يَسُوع أنْ ندخُل إِلَى الأقداس الإِنْسَان تبرَّر فِي المَسِيح يَسُوع فَمَا هُوَ :-
1- مفهُوم التبرِير فِي المَسِيح يَسُوع :-
الإِنْسَان بِالخَطِيَّة إِنْسَان غِير مقبُول لدى الله تَمَاماً بَلْ مطرُود مِنْ حضرَتِهِ مهمَا عمل هُوَ غِير بَار أمام الله [ لأِنَّهُ لَيْسَ مولُود إِمرأة يَتَزَكَّى أمامه ] ( مِنْ صَلاَة الصُلح ) الخَطِيَّة خَاطِئة جِدّاً الَّذِي يُحِب الله يكره الخَطِيَّة فَكَمْ يَكُون الله نَفْسه القُدُّوس البَار ؟ الَّذِي مَلاَبِسه بيضاء أبسط شِئ يِظهر عليهَا فَكَمْ يَكُون الله !! إِذاً الإِنْسَان بِالخَطِيَّة مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرِة الله لِذلِك جعل الله كَارُوبان بِسيفٍ مِنْ نار عَلَى حِراسة شجرة الحياة كي يُهلِكان كُلَّ مَنْ يقترِب مِنْهَا .
لِمَاذا لاَ يدخُل قُدس الأقداس أحد إِلاَّ رَئِيس الكهنة فقط وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة فقط وَيملأ المكان بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت ؟ لأِنَّ الخَطِيَّة عَمَلِت حَاجِز[ هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أنْ تُخَلِّصَ بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بينكُمْ وَبينَ إِلهِكُمْ ] ( أش 59 : 1 – 2 ) لِذلِك يوجد حِجاب لِيمنع الإِنْسَان مِنْ أنْ يدخُل لِقُدس الأقداس وَمنقُوش عَلَى الحِجاب كَارُوب كي يمنعه إِذاً كَيْفَ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله ؟ يستَحِيل الخَطِيَّة جعلته مطرُود وَدينُونة الله مُرعِبة يِمكِنْ يِكُون فِكرِنَا عَنْ الخَطِيَّة غِير وَاضِح لكِنْ أي خَطِيَّة فِي دَاخِل الإِنْسَان هِيَّ تَعَدِّي وَكسر لِلنَّامُوس أي إِحتِقار لله وَرفضه لِذلِك الله موقِفه مِنْ الخَطِيَّة صعب جِدّاً كَيْفَ يَتَبَرَّر أمام الله ؟ كَيْفَ سَيُرفع الحِجاب ؟ يَقُول الله لاَ أي عمل بِهِ خَطِيَّة أوْ مُجرَّد شهوة تدخُل القلب تجعل الإِنْسَان غِير مقبُول أمامِي إِنْ عَملت خَطِيَّة وَاحدة تَصِير مُستوجِب الموت العُمر كُلَّه [ لأِنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ فَقَدْ صَارَ مُجرِماً فِي الكُلِّ ] ( يع 2 : 10) مُوسى النَّبِي عِندما نزل مِنْ الجبل بعد أنْ تَسَلَّم لوحيّ الشَرِيعة مِنْ الله كَانَ فِي حال عَظِيم وَلكِنَّهُ عِندما رأى الشَّعْب يعبُد العِجل الذَّهَبِي كسر لوحيّ العهد فحرمهُ الله مِنْ الدُخُول لأرض المِيعاد خطأ وَاحِد حرمهُ مِنْ أرض الموعِد وَكسر لوحيّ العهد إِشَارة لِكسر الإِنْسَان لِلنَّامُوس لِذلِك عِندمَا أعطاه الله لوحيّ العهد مرَّة أُخرى طلب مِنْهُ أنْ يضعهَا فِي تابُوت وَكَأنَّ الله قَادِر أنْ يحفظهَا دَاخِله أي أنَا غِير قَادِر عَلَى تنفِيذ الوَصِيَّة إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع الوَصِيَّة فوق طَاقِتنَا لِذلِك لاَ نِنَفِذهَا إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع أي أمر صَغِير يجعل الإِنْسَان مطرُود مِنْ حضرة الله حَتَّى خَطَايا السهوعدم فِعل الخِير إِذاً مَاذا نفعل ؟ مُجرَّد الإِنشِغال عَنْ الله لِذلِك يَقُول [ الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا معاً ] ( رو 3 : 12 ) حَتَّى الأبرار وَالأنبِياء لِذلِك ذكر الكِتاب أخطاء الأنبِياء إِذاً مَا هُوَ مفهُوم التبرِير ؟ هُوَ أنْ تُعطِي إِنْسَان محكُوم عَليه بِالإِعدام بَرَاءة وَبعد البَرَاءة يَعِيش حياة جَدِيدة أي يُفك سِجنه وَبعده يَعِيش فِي قصر إِذاً البِرَّ هُوَ يَتَحَوَّل الإِنْسَان مِنْ خَاطِئ إِلَى بَرِئ وَمِنْ بَرِئ إِلَى بَارإِنْسَان مديُون دَفعت عنْهُ الدِين ثُمَّ أعطيته رَصِيد كَبِير لِحِسَابه الخَاص أي مِنْ مديُون إِلَى بَرِئ إِلَى غَنِي البِرَّ هُوَ رفع سُلطان الخَطِيَّة لأِنَّ الخَطِيَّة جَعَلِت الإِنْسَان مُجرِم وَعليهِ حُكم حَتَّى أنَّ أرمِيَّا قَالَ قلب الإِنْسَان نَجِيس ( أر 17 : 9 ) إِنْ كَانَ الله ينسِب لِمَلاَئِكته حَمَاقة وَالسَّماء أمامه غِير طاهرة فَمَا حُكمه عَلَيَّ أنَا الخَاطِئ ؟ يَقُول مَارِأفرآم السُريانِي [ ويل لِي لأِنَّ الخَطِيَّة لَمْ تترُك فِيَّ عضو سَلِيم وَلاَ حَاسَّة بِلاَ فساد ] [ أُذكُر يَاربَّ طِلبة مَنْ عَاهدك أنْ يُرضِيك يوماً وَكَذِب ] الإِنْسَان مِنْ قُدرته الشَخصِيَّة لاَ يُمكِنْ أنْ يُرضِي الله يوماً وَاحِداً هذَا حَال الإِنْسَان البعِيد عَنْ الله مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرَتِهِ لَيْسَ لَهُ رَجاء أنْ يَتَقَدَّم لله لأِنَّ الله كُلَّه طَهَارة وَأنَا كُلِّي نَجَاسة [ لأِنَّ تَصَوُّر قلبِ الإِنْسَان شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ ] ( تك 8 : 21 ) إِذا عملنَا إِحصاء لِشرَّ الإِنْسَان نَجِده شِرِّير عشرُونَ سَاعة فِي كُلَّ أربعة وَعشرُونَ سَاعة فَكَيْفَ نَتَقَدَّم إِليكَ يَا الله وَنَتَصَالح معك ؟؟
2- تدبِير التَبرِير :-
لاَبُد أنْ يدخُل إِنْسَان بِالدم عَلَى الأقل إِنْسَان وَاحِد وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة وَكَانَ هذَا الأمر يحتمِله الله مُتَغَصِّب وَهذَا رمز لِلمَسِيح " رَئِيس الكهنة " وَيملأ قُدس الأقداس بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت وَكَأنَّ الله يَقُول لَنَا أنَا لاَ أحتمِل رؤياكُمْ لِذلِك دَبَّر التبرِير مُنْذُ سقُوط آدم[ نسل المرأة يسحق رأس الحَيَّة ] ( تك 3 : 15) نسل المرأة أي نسل العذراء آدم كي يستُر عُريه بعد السُقُوط صنع لِنَفْسه ثوب مِنْ ورق التِين لكِنْ الله أتى وَصنع لَهُ أقمِصة مِنْ جِلد لِيستُر عُريه مِنْ أينَ أتى الله بِالجِلد ؟ جِلد ذَبِيحة صنعهَا الله أمام آدم وَكَأنَّ الله يَقُول لَهُ سترك يَا آدم سَيَكُون بِالدم وَالذَبِيحة وَأكثر الله الذبائِح كي يُعلِنْ أنَّهُ بِسفك الدم قَدْ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله لاَ يُمكِنْ أنْ تقِف أمام الله أوْ تنال المغفِرة بِدُون ذَبِيحة وَبدأ دم الذَبِيحة يُعطِي لُون مِنْ ألوان الصُلح وَوَضَعَ الله قَانُون وَنَاموس الذبائِح وَهُوَ أنَّ رَئِيس الكهنة فِي يوم الكَفَّارة يأخُذ مِنْ دم الذَبِيحة فِي إِناء وَيدخُل قُدس الأقداس وَينضح مِنْ دم الذَبِيحة عَلَى الكَارُوب حَتَّى يصمُت الكَارُوبان وَهُمَا وَاقِفان ينظُران لِلدم [ فَأرَى الدَّمَ وَأعْبُرُ ] ( خر 12 : 13) وَكَأنَّ الدم صنع صُلح بينَ الله وَالإِنْسَان وَلكِنَّهُ صُلح مؤقت لِذلِك كَانَ غِطاء التَابُوت مُحكم جِدّاً عَلَى التَابُوت وَيرمُز لِلمَسِيح وَالتَابُوت يرمُز لِلعدل الإِلهِي وَكَأنَّ المَسِيح وَفَّى كُلَّ العدل الإلهِي أمام الآب وَكَأنَّهُ يَقُول لن تَتَمَتع بِالغِطاء إِلاَّ إِذا تَمَتعت بِالتَابُوت وَلن تَتَمتع بِالكَفَّارة إِنْ لَمْ تَتَمَتع بِالمَسِيح يَقُول بُولِس الرَّسُول أنَّ خرُوف الفِصح الَّذِي يُرش دمه عَلَى البِيت جعل المَلاَك المُهلِك يعبُر إِذاً الدم عمل كَفَّارة وَفدى مِنْ الموت [ لأِنَّ فِصْحَنَا أيضاً المَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأِجلِنَا ] ( 1كو 5 : 7 ) أي أنَّ خرُوف وَاحِد فقط عَنَّا كُلِّنَا كَانَ هُوَ فِصحُنَا وَهُوَ المَسِيح لِمَاذا كانت الذبائِح فِي العهد القدِيم كَثِيرة ذَبائِح سَلاَمة وَمُحرقة وَقُربان وَ ؟ مِنْ أجل عدم كِفَايتهِمْ وَلأِنَّ الذَبائِح عَاجِزة أنْ تُطفِئ غضب الله لِذلِك تَتَكَرَّر حَتَّى أنَّ مذبح المُحرقة كانت ناره لاَ تُطفأ وَكُلَّ هذَا لاَ يُبَرِّر الإِنْسَان أمام الله لأِنَّ الذَبِيحة الَّتِي تُطفِئ غضبه كَانَ لاَبُد أنْ يَكُون بِهَا شرُوط خاصة جِدّاً وَهيَ أنْ تَكُون بِلاَ عِيب وَلاَ محدودة وَإِنْسَانِيَّة كي تفدِي الإِنْسَان أمام الله لَكِنْ الحيوان ذَبِيحة غِير كاملة لِذلِك ظلَّ الإِنْسَان بَعِيد عَنْ الله وَبدأ الله يِمَهِد ذِهن الإِنْسَان لِتبرِيره حَتَّى جَاءَ المَسِيح وَمُجَرَّد أنْ جَاءَ وَتَجَسَّد وُلِدَ فِي مِزود كي يُعَلِّمنَا أنَّهُ الحمل الرَّافِع خَطِيَّة العالم وَكَأنَّهُ يَقُول أنَا ذَبِيحة أنَا فِصحكُمْ مِنْ بِدَايِة تَجَسُّده يُعلِن أنَّهُ ذَبِيحة لِذلِك كَانَ يَجِب أنْ نَكُون قَدْ تعرَّفنَا عليه إِنَّهُ فِصحِنَا وَلِذلِك أيضاً كانت مُهِمة القِدِيس يُوحَنّا المعمِدان أنْ يِعَرَّف النَّاس عليه [ هُوَذَا حَمَلُ اللهِ ]( يو 1 : 29 ، 36 )هذَا هُوَ حَمَلَكُمْ فِيهِ كَمُلت كُلَّ الرمُوز وَالذَبِيحة وَلأِنَّ المَسِيح فوقَ الزمن كانت ذَبِيحته مُمتَدَّة عَلَى المَاضِي وَالحَاضِر وَلِذلِك كانت الذَبِيحة فِي العهد القدِيم مُستَمِدَّة قُوَّتهَا مِنْ ذَبِيحة المَسِيح جَاءَ المَسِيح وَوُلِدَ فِي مِزود أي إِنَّهُ حَمل وَأي حَمل يحدُث لَهُ شيئان هُمَا ذبح وَأكل وَالمَسِيح ذُبِحَ وَأُكِل أنَا سَآتِي إِليكُمْ لأُذبح مِنْ أجلِكُمْ وَتأكُلُونِي خرُوف الفِصح وَالمن كَانَا لاَبُد أنْ يؤكَلاَ لاَ يكفِي أنْ نذبح الحَمل فقط لاَبُد مِنْ أكله وَلاَ يكفِي أنْ نجمع المن لاَبُد أنْ نأكُله أيضاً لاَ يكفِي أنْ يُصلب المَسِيح لاَبُد أنْ يؤكل المَسِيح فِصحِنَا قَدْ ذُبِحَ رَئِيس الكهنة كَانَ يدخُل بِدم الخرُوف إِلَى قُدس الأقداس وَالمَسِيح دخل إِلَى قُدس الأقداس بِدم نَفْسه وَلأِنَّهُ رَئِيس كهنة دخل بِنَفْسه رَئِيس كهنة عَلَى رُتبة ملكِي صَادَق أي كهنُوت خُبز وَخمر كهنُوت هَارُون كَانَ كهنُوت دَمَوِي يقتُل لكِنْ كهنُوت ملكِي صَادَق كهنُوت حياة دخل المَسِيح أمام الآب بِدم نَفْسه فَوَجَدَ فِدَاء أبَدِي[ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخوةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقداسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ ]( عب 10 : 19 – 20 ) مَا الَّذِي منعنا مِنْ الدُّخُول إِلَى قُدس الأقداس ؟ الحِجَاب السَيِّد المَسِيح عِندما دخل قُدس الأقداس أبطل الحِجَاب فِي نَفْسه بَلْ وَجعلهُ المَسِيح نَفْسه وَنقضهُ لِذلِك عِندما أسلم الرُّوح عَلَى الصَلِيب إِنشق حِجاب الهِيكل لأِنَّ الحَاجِز نُقِض فَكَرَّس لَنَا طَرِيق بِالحِجَاب أي جَسَده بدلاً مِنْ أنْ يمنعكُمْ العدل الإِلهِي أنَا سَأُوَفِّيه وَأجعل نَفْسِي كُبري لِتدخُلُوا إِلَى الأقداس لِذلِك لَنَا ثِقة نَحْنُ المطرُودِين أنْ ندخُل إِلَى الأقداس التبرِير أي أنَّ الإِنْسَان يُصبِح بار لكِنْ الإِنْسَان الخَاطِئ مَازَالَ مرفُوض أمَّا الخَاطِئ التَائِب فَهُوَ مقبُول [ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمانِ مرشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلَةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ ] ( عب 10 : 22 ) مرشُوشة قَدِيماً كانت توجد ذَبِيحة التطهِير لِلأبرص وَلأِنَّ البَرَص مُرتَبِط بِالخَطِيَّة قَدِيماً لِذلِك كَانَ لَهُ شَرِيعة تطهِير وَهيَ أنْ يأتِي الكَاهِن بِإِناء صَغِير بِهِ ماء وَعصفورين وَخَشَبة وَقِطعة مِنْ الزُوفَا " فرع نبات " يُذبح عصفُور وَيُسفك دمه عَلَى الماء وَبِفرع الشجرة يأخُذ مِنْ الدم بِالماء وَيَرُش عَلَى العصفُور الحي وَعَلَى الأبرص وَيَطِير العصفُور الحي وَبِذلِك يَتَطَهَّر الأبرص ثُمَّ يخلع الأبرص ثِيابه وَيغسِلهَا وَيِحلق شعره وَيَستَحِم لأِنَّهُ تَطَهَّر وَالثِياب هِيَ الأعمال الخَارِجِيَّة وَيغسِلهَا أي يِطَهَرهَا وَالشعر يُمَثِّل الخَطَايا النَابِعة مِنْ القلب فيحلقه أي يخلعهَا مِنْ قلبه وَيَستَحِم أمَّا الآن لَمْ نَعُد مُحتاجِين لِلرش بِدم عصفُور لأِنَّنَا أصبحنا الآن مرشُوشة قُلُوبُنَا وَلاَ نحتاج لِلإِستِحمام لأِنَّنَا أنقياء بِالمعمودِيَّة وَالتوبة لأِنَّنَا مرشُوشِين بِدم المَسِيح فَنَتَقَدَّم بِثِقة لِلأقداس كُلَّ وَاحِد يأخُذ جَسَد المَسِيح وَدمه يختلِط بِجَسَده وَعِندما يَتَقَدَّم لله يرى فِيهِ دم إِبنه فَيُصبِح بار فِي المَسِيح يَسُوع وَمَادَامت لَنَا توبة وَتَنَاوُل نَقُول بِقلب صَادِق فِي يَقِين الإِيمان أنَّ لَنَا ثِقة لِلدُّخُول لِلأقداس لِلأسف نَحْنُ نُمَارِس الأسرار دُونَ أنْ نفهم أنَّهَا أسرار وَنَتَنَاول دُونَ أنْ نشعُر بِالغُفران رغم أنَّنَا أخذنا دمه إِذا كَانَ دم الخرُوف عِندما يُرش عَلَى البيت ينال البيت حياة وَالمَلاَك يحترِم دم الخرُوف لأِنَّهُ رمز لِلمَسِيح فَمَا بالِي أنَا المرشُوش بِدم المَسِيح نَفْسه وَبِذلِك يُصبِح التَنَاوُل لَهُ قُوَّة وَجَبَرُوت وَسُلطان لِذلِك يَقُول بُولِس الرَّسُول [ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجاء رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] ( عب 10 : 23 ) لِلأسف البرُوتُوستانت إِستخدِمُوا كَلِمة تبرِير كَثِيراً حَتَّى أنَّنَا نخاف أنْ نستخدِمهَا لكِنْ لاَ نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح يَسُوع نَحْنُ قِدِيسِين فِيهِ وَلَنَا ثِقة لِلقُدُوم إِليهِ وَلَنَا غُفران الشِّرِّير صَارَ بِالمَسِيح بار نَحْنُ كُلُّنَا خُطاه [ لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجلِنَا ] ( رو 5 : 8 ) لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ لأِهل رُومية [ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أجلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأِجلِ تبرِيرِنَا ]( رو 4 : 25 )[ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرنَا بِالإِيمانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ الَّذِي بِهِ أيضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُول بِالإِيمانِ إِلَى هذِهِ النِّعمةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ ] ( رو 5 : 1 – 2 ) نعم نَحْنُ مُقِيمُونَ فِي نِعمة المَسِيح وَعَظَمِة تبرِيره لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنَا خَلاَصاً هذَا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 )[ لأِنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الموتُ بِالوَاحِدِ فَبالأوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فيض النِّعمةِ وَعَطِيَّةَ البِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الحيوةِ بِالوَاحِدِ يَسُوعَ المَسِيحِ ]( رو 5 : 17 )[ فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الحُكمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هكَذَا بِبرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتبرِيرِ الحيوةِ لأِنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَان الوَاحِدِ جُعِلَ الكَثِيرُونَ خُطَاةً هكَذَا أيضاً بِإِطَاعَةِ الوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الكَثِيرُونَ أبراراً ] ( رو 5 : 18 – 19 ) نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح بِطَاعِة المَسِيح المَسِيح لَمَّا جَاءَ قدَّم طاعة لِلآب عِوض عَنْ عِصيان الإِنْسَان ( خَطِيَّة آدم ) فَخضع لِمَشِيئة الآب حَتَّى الموت موت الصَلِيب لَمَّا رأى عِصيان آدم طرده وَطردنا وَلَمَّا رأى طاعة المَسِيح قبلنَا [ يُعطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفراناً لِلخَطَايا ]( مِنْ الإِعتِراف الأخِير لِلكَاهِنْ ) [ إِنْ أخْطَأ أحد فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ ] ( 1يو 2 : 1 )[ دَمُ يَسُوعَ المَسِيح ابنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ ] ( 1يو 1 : 7 ) إِحذر أنْ تستهتِر بِدم المَسِيح وَإِلاَّ نَكُون مُحتقرِينه كَيْفَ لاَ يَكُون عِندِي الثِقة الَّتِي كانت فِي دم العصفُور الَّذِي يُطَهِر الأبرص ؟ المَسِيح فِي الفِصح يُقال أنَّهُ ذَاقَ وَأعطَى مكانِة كُلَّ وَاحِد فِينَا عِنْدَ الآب هِيَ مكانة المَسِيح وَكَمَا سُرَّ الآب بِالإِبن يُسَرُّ بِنَا بِمَسَرِّة إِبنِهِ لأِنَّنَا نأخُذ دمه وَصِرنَا ورثة عِندمَا برَّرنَا لَمْ يُعطِينَا فِداء فقط بَلْ بِرّ أيضاً كَانَ مُمكِنْ يُعطِينَا بِرَّ مُباشرةً دُونَ فِداء لكِنَّنَا كُنَّا سَنَعُود وَنُخطِئ مرَّة أُخرى وَنُطرد مرَّة أُخرى لِذلِك أعطانا البِرَّ بِدَمِهِ هُوَ وَشَفَاعَتِهِ هُوَ إِذا أتينا بِمَصَابِيح لَهَا ألوان كَثِيرة وَوَضعنَاهَا خلف لُوح زُجاجِي لونه أحمر فَإِنَّنَا سَنَرَاهَا كُلَّهَا حمراء اللُون هكَذَا نَحْنُ بِخَطَايانَا كُلَّهَا إِذا إِختلطنا بِدم المَسِيح سَيرىَ الآب فِينَا دم إِبنه لكِنْ إِذا بعدنا عَنْ دم المَسِيح سَنُطرد وَسَيُنَفَّذ علينَا عقُوبة أصعب مِنْ عقُوبات العهد القدِيم لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِمكانية دم المَسِيح وَإِنْ لَمْ نلتَصِق بِدَمِهِ نَكُون نُهِينه وَنُهِين فِداءه لكِنْ المَسِيح مَوَاعِيده حَقِيقِيَّة وَغير كَاذِبة وَإِذْ قَالَ أنَّهُ طَهَّرنَا مهما فعلنا خَطَايا فَهُوَ يُطَهِّرنَا بِدَمِهِ لِذلِك لَنَا سَلاَم مَعَ الله [ إِذاً لاَ شَيء مِنَ الدَّينُونةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ ] ( رو 8 : 1 ) هَلْ رَأيت وَعرفت مَاذا يُرِيد أنْ يُعطِينَا المَسِيح ؟ هُوَ يُرِيد أنْ يُعطِينَا إمكانِيات ثبات وَغُفران حَتَّى لاَ تَتَسَلَّط علينَا الخَطِيَّة الله مُصَمِّم عَلَى خَلاَصنَا وَأبَدِيِتنَا وَبِرِّنَا هُوَ يِطَهِرنَا وَنَحْنُ نشكُره وَنُمَجِّده وَنَتَمَتَع بِصَلِيبه وَنَقُول لَهُ " قُدُّوس قُدُّوس " وَنُبَارِك عظمته بِفرح عِندما يَجِد خَلِيقته تُسَبِّحه وَيَقُول الَّذِينَ فديتهُمْ مَجِّدُونِي وَهُمْ قَادِرُونَ أنْ يهزِمُوا جيُوش غُرَباء بِدَمِي لِذلِك نَحْنُ نَسْعَى كَسُفَراء عَنْهُ كَإِنَّهُ يَعِظ بِنَا ( 2كو 5 : 20 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
11 سبتمبر 2025
بِالحَقِّ يُحِبُّونَكَ
وَنَحْنُ فِي هذَا اليُوْم يُوْم عِيد الشُهَدَاء الَّذِي لَهُ أثَر عَمِيق فِي كِنِيسِتنَا حَتَّى أنَّهُ جَعَلَ رَأس كُلَّ الشُّهُور وَرَأس السَنَة وَبِدَايِة حَيَاة جَدِيدَة كَي يَكُون هُوَ القُوَّة الدَّافِعَة لِلحَيَاة الرُّوحِيَّة عَلَى مَدَار السَنَة وَكُلَّ سَنَة تَمُر نَتَذَكَّر آبَائنَا الشُّهَدَاء نَأخُذ شُحْنَة لِلسَنَة الجَدِيدَة وَمَهْمَا قَدَّمنَا لَهُمْ مِنْ تَكْرِيم فَنَحْنُ لاَ نَفِيهُمْ حَقَّهُمْ لكِنْ لِنَرْفَع عُيُونَنَا وَنَرَى أجمَل مَشْهَد وَأجمَل تَكْرِيم لَهُمْ فِي السَّمَاء إِعْتِرَاف لَهُمْ بِتَعَبهُمْ وَاعْتِرَاف وَتَكْرِيم لِجِرَاحِهِمْ وَعَذَابَاتِهِمْ لِذلِك سَنَتَكَلَّم فِي عِيد الشُّهَدَاء عَنْ نُقْطِتِين مُهِمِين هُمَا :-
1- تَنَوُّع الشُّهَدَاء :-
اليُوْم وَنَحْنُ مَعَهُمْ فِي مَوْكِبَهُمْ وَنَفْرَح بِهُمْ نَجِد بَيْنَهُمْ تَنَوُّع عَجِيب فَمِنْهُمْ الطِفل وَمِنْهُمْ الشِيخ وَالشَّاب وَالعَذْرَاء وَ لِئَلاَّ يَتَخَيَّل أحَد أنَّ الحَيَاة مَعَ الْمَسِيح قَاصِرَة عَلَى وَقْت مُعَيَّن أوْ مَرْحَلَة عُمْرِيَّة مُعَيَنَة فَقَد يَقُول إِنْسَان أنَا صَغِير عَنْ الحَيَاة مَعَ الْمَسِيح وَآخَر يَقُول قَدْ كَبَرْت عَلَى الحَيَاة الرُّوحِيَّة لاَ فَقَدْ نَجِد فِي الشُّهَدَاء مِنْ الرَضِيع مِثْل أطفَال بِيْت لَحم حَتَّى الشِيخ مِثْل القِدِيس بُولِيكَاربُوس الَّذِي كَانَ عُمره 86 عَام إِخْتِلاَف أعْمَار يُثْبِت لَنَا أنَّهُ فِي كُلَّ مَرْحَلَة عُمْرِيَّة حَيَاة مَعَ الله لأِنَّ كُلَّ وَقْت وَكُلَّ عُمر هُوْ مِلك لله وَلاَ تُقَلِّل مِنْ قِيمَة عُمرَك لأِنَّهُ لاَبُد أنَّ الله يَسْتَخْدِمه لِلشِهَادَة لَهُ الأُم دُولاَجِي كَانَ لَهَا أوْلاَد أطفَال " سُورَاس هِرْمَان شِنْطَاس أبَا نُوفَا " ( 6 بَشَنْس ) ثُمَّ نَتَقَدَّم فِي الأعْمَار فَنَجِد فَتَيَات مِثْل بِيسْتِيس وَهِلْبِيس وَأغَابِي اللاَتِي أعْمَارَهُنَّ 14 سَنَة وَ 11 سَنَة وَ 9 سَنَوَات ( 30 طُوبَة )أيْضاً القِدِيس أبَانُوب كَانَ طِفل ( 24 أبِيب ) ثُمَّ نَجِد سِن الشَّبَاب مِثْل مَارِجِرجِس وَمَارِمِينَا وَأبُو سِيفِين وَ سِن زَهو الشَّبَاب وَافْتِخَاره الَّذِي قَدْ نَقُول فِيهِ " لِنَحْيَا حَيَاتنَا وَنَتَمَتَّع بِهَا "القِدِيس أبُو سِيفِين وَالأمِير تَادرُس وَغَيْرَهُمْ كَانَا فِي سِن الجُنْدِيَّة الَّذِي فِيهِ قِمَّة نُضج الشَّبَاب الجَسَدِي وَالفِكْرِي َكَمَا وَجَدْنَا إِخْتِلاَف أعْمَار سَنَجِد أيْضاً تَنَوُّع فِي الغِنَى فَمِنْهُمْ الغَنِي وَمِنْهُمْ الفَقِير وَمِنْهُمْ المُتَوَسِط مَارِجِرجِس كَانَ غَنِي جِدّاً وَكَانَ قَدْ رَتَّب حَيَاته أنْ يَحْيَا حَيَاة طَبِيعِيَّة فَقَدْ كَانَ سَيَرْتَبِط بِفَتَاة وَكَانَ أبوه قَدْ تَرَكَ لَهُ أموَال كَثِيرَة وَزَّعهَا عَلَى الفُقَرَاء هذَا مَا فَعَلَهُ الأنبَا أنْطُونيُوس لكِنَّهُ بَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَبَعْدَهَا تَرَهَب أمَّا مَارِجِرجِس فَقَدْ بَاعَ كُلَّ مَالَهُ رَغم أنَّهُ كَانَ يَحْيَا حَيَاة طَبِيعِيَّة فَطَمْ نَفْسه عَنْ العَالم رَغم أنَّهُ فِي سِن زَهو الشَّبَاب الَّذِي فِيهِ الإِنْسَان لاَ يَشْبَع تَنَوُّع فِي البِيئَات أيْضاً مُخْتَلَف المُسْتَوَيَات فِي الشَكْل وَالجَمَال كَثِير مِنْ الشَهِيدَات كُنَّ عَلَى قَدر كَبِير مِنْ الجَمَال وَكَانَ جَمَالَهُنَّ سَبَب إِسْتِشهَادِهُنَّ أيْضاً تَنَوُّع فِي المَرَاكِز فَمِنْهُمْ الأُمَرَاء حَتَّى أنَّ الحُكَام كَانُوا يَتَرَدَدُون فِي تَعْذِيبَهُمْ لأِنَّهُمْ يَخْجَلُون مِنْ أنْ يُعَذِبُوا أُمَرَاء فَكَانُوا يَرُدُّوهُمْ لِبَعْض أيْضاً أرْسَلُوا خَادِم لِيَسْطُس إِبن أبَالِي أثنَاء تَعْذِيبه لِيَخْدِمَهُ لأِنَّهُ أمِير هُنَا تَنَوُّعَهُمْ يُعْلِن لَنَا أنْ لاَ نَتَخَيَّل أنَّهُ مَادَامَ لَنَا مَرْكَز أوْ جَاه أوْ مَال أنَّ ذلِك يُعْطِينَا كَرَامَة فِي عِين أنْفُسَنَا أكثَر مِمَّن حَوْلَنَا أوْ يَهِز نَظَرْنَا عَنْ الله الشُّهَدَاء كَانُوا ذِوِي مَرَاكِز وَأموَال وَلَمْ تَهتَز عُيُونَهُمْ عَنْ الله أيْضاً إِخْتِلاَف وَتَنَوُّع فِي العَذَابَات الَّتِي نَالَهَا الشُّهَدَاء بِشِدِّة آلاَمهَا كُلَّ مَا تَتَخَيَله وَكُلَّ مَا يُنَاسِبَك فِي سِنَّك وَشَخْصِيِتَك مَرَّ بِهِ الشُّهَدَاء لِذلِك تَنَوُّع الشُّهَدَاء يُعْلِن أنَّهُمْ مِثْلَنَا فِي ظُرُوفنَا وَأعْمَارنَا وَعَلَيْنَا أنْ نُبَارِك الله فِي كُلَّ وَقْت وَكُلَّ مَرْحَلَة وَنُحِبَّه مِنْ كُلَّ قُلُوبنَا .
2- فَضَائِل الشُّهَدَاء :-
كَانْت فَضَائِلَهُمْ كَثِيرَة لِسَبَبِين :-
أ- كَانَ عِنْدَهُمْ مَحَبَّة أمِينَة لله :-
الشَهِيد لَحْظِة إِسْتِشهَاده لَمْ تَكُن هِيَ لَحْظِة شِهَادَته لله بَلْ كَانَ شَهِيد لله قَبل أنْ يَسْتَشهِد كَانَ شَهِيد لله فِي مَخْدَعه وَحَيَاته الدَّاخِلِيَّة لاَ تَتَخَيَّل أنَّ الشَهِيد صَارَ شَهِيد فِي لَحْظَة لاَ كَانَ فِي تَعَبه يُصَلِّي وَيَحْيَا وَسَط عَثَرَات وَيَحْفَظ نَفْسه وَيَتَمَسَّك بِالبِر هذَا يَعْنِي أنَّهُ شَهِيد بِحَيَاته إِلَى أنْ شَهَدَ لله بِمُوته أي تَتوِيج لِشِهَادتَه لله فِي حَيَاته وَكَمَا يَقُول الكِتَاب { بَالحَقِّ يُحِبُّونَكَ }( نش 1 : 4 ) لِنَنْظُر إِلَى أجْسَادَهُمْ وَنَقُول لَهُمْ بِالحقِّ أحْبَبتُمُوه رُبَّمَا نَحْنُ نُحِب الله بِالكَلاَم وَالفَلْسَفَة لكِنْ الشُّهَدَاء عِنْدَمَا وُضِعُوا فِي مُفَاضَله بَيْنَ مَحَبِّة الله وَمَحَبِّة العَالم إِخْتَارُوا مَحَبِّة الله لأِنَّ مَحَبِّة الله عِنْدَمَا تَمْلُك عَلَى القَلْب تَسْتَقْطِبه وَيَجْرِي وَرَاءَهَا وَكُلَّ يُوْم يَأخُذ مَزِيد وَلاَ يَشْبَع { أرَادُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا إِلَى أنْ إِسْتَقْطَبهُمْ هُوَ } سِر وَرَاء الله إِلَى أنْ يَسْتَقْطِبَك فِي السَّمَاء لِذلِك يَقُول الإِنْجِيل " يُشْبِه مَلَكُوت السَّمَوَات إِنْسَان وَجَدَ كِنْز مُخَبَّأ فِي حَقْل فَمَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَاشْتَرَى الحَقْل ( مت 13 : 44 ) الشَهِيد عَاشَ فِي حَقْل العَالم وَالكِنْز هُوَ مَحَبِّة الله فَخَبَّأ مَحَبِّة الله فِي قَلْبه مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَاشْتَرَى الحَقْل بِالكِنْز مَحَبِّة الله تَحْتَاج مُتَابعَة وَثَبَات لاَ تَقِس نَفْسَك عَلَى مُسْتَوَى الكَلاَم أوْ مُسْتَوَى مَنْ حَوْلَك بَلْ قِس نَفْسَك عَلَى ثَلاَثَة مُسْتَوَيَات :-
1/ السَيِّد الْمَسِيح
2/ الوَصِيَّة
3/ الشُّهَدَاء
قِس نَفْسَك عَلَى السَيِّد الْمَسِيح وَالوَصِيَّة وَالشُّهَدَاء سَتَجِد نَفْسَك فَقِير فِي المَحَبَّة فَقُل لله " هَبْنِي أنْ أبدَأ " مَا مِنْ شَهِيد إِلاَّ وَتَعَرَّض لِلإِغْوَاء إِمَّ بِغِنَى أوْ فَتَاة أوْ مَنْصِب لكِنْ مُغْرِيَات العَالم كُلَّهَا كَانِت فِي عُيُونَهُمْ تَافِهَة لأِنَّ مَحَبِّة الله مَلَكَت .
ب- كَانَ عِنْدَهُمْ تَعَلُّق شَدِيد بِالأبَدِيَّة :-
كَانُوا يَنْتَظِرُون حَيَاة أُخْرَى آجِلاً أم عَاجِلاً وَاشْتَاقُوا لَهَا القِدِيس بَاسِيليُوس هَدَّدُوه بِالمُوت فَقَالَ لَهُمْ { أنَا مُشْتَاق لِهَذِهِ اللَحْظَة لَيْتَكَ لاَ تَتَرَدَّد بَلْ عَجِّل بِالأمر } كَانَ يَتَمَنَّى هذِهِ اللَحْظَة .. أمَّا القِدِيس بُولِيكَاربُوس فَأرَادُوا أنْ يَحْرِقوه بِالنَّار فَرَبَطوه كَي لاَ يَهرَب مِنْ قُوَّة النَّار فَبَكَى وَقَالَ لَهُمْ { أُترُكُونِي أُحْرَق بِإِرَادتِي كَي أُقَدَّم لله ذَبِيحَة بِكَامِل إِرَادتِي وَلاَ أكُون كَمَنْ حُرِقَ بِدُون إِرَادته } لأِنَّهُ كَانَ يَعْلَم أنَّهَا لَحَظَات وَسَيَنْتَهِي الأمر وَهُوَ مُنْتَظِر المَجد الأبَدِي مَنْظَر فِي الأرْض شَنِيع إِنْسَان يُحْرَق أوْ تُقْطَع رَأسه لكِنْ هُنَاكَ مَنْظَر غِير مَرْئِي هُمْ رَأوه وَإِيمَانهُمْ بِهِ كَانَ قَوي فَاشْتَاقُوا لِلمَجد الأبَدِي هَلْ الأبَدِيَّة عَمَلِت فِيك حَتَّى أنَّ آلاَم العَالم تَصْغُر فِي عَيْنَيْكَ ؟ هذَا هُوَ الشَهِيد أنَّهُ مَهْمَا تَعَذَّب إِلاَّ أنَّ هُنَاكَ ثِقَل مَجْد أبَدِي ( 2كو 4 : 17 ) وَإِكْلِيلُه يَعْظُمْ وَقَسْوَة الحُكَّام لاَ تُرْهِبه بَلْ تُزِيده تَعَلُّق بِالأبَدِيَّة فَتَيَات رَقِيقَات تَمَسَّكْنَ بِالإِسْتِشهَاد رَغمْ ضَعْف طَبِيعَتَهُنَّ وَقَسْوِة العَذَابَات الرَهِيبَة هذِهِ هِيَ القِدِيسَة دِميَانَة الَّتِي بِحَسَب السِيرَة الأصْلِيَّة لَهَا ذُكِرَت عَذَابَاتَهَا الَّتِي كَانْت لاَ تُحْتَمَل إِلاَّ أنَّهَا وَهيَ فَتَاة رَقِيقَة تَحَمَلَتهَا فَهَا هِيَ تُضْرَب عَلَى رَأسَهَا حَتَّى يَخْرُج مَا بِهَا مِنْ سَوَائِل وَيُوضَع بَدَلاً مِنْهَا زِيْت مَغْلِي لأِنَّهَا أخَذَت قُوَّة مِنْ الأعَالِي الشَهِيد لَمْ يَحْتَمِل الألَمْ بِتَدْرِيب عَلَى ذلِك أوْ كَانَ يَأخُذ عِلاَج يٌفْقِده الوَعي كَي يَحْتَمِل بَلْ كَانْت قُوَّة إِلَهِيَّة جَعَلَته يَحْتَمِل الآلاَم لِذلِك لاَ تَسْتَكْبِر عَلَى نَفْسَك وَتَقُول أنَّكَ مُتْعَب فَلَنْ تُصَلِّي أوْ تَصُوم أوْ أنَّ كَرَامَتَك لاَ تَسْمَح لَكَ أنْ تُسَامِح الآخَر لاَ هذِهِ خَطَوَات بَسِيطَة مِنْ أجل أنْ تَنْمُو فِي طَرِيق الشِهَادَة لأِنَّ الشِهَادَة لَنْ تَنْمُو فِيكَ وَأنْتَ تَثُور فِيكَ الكَرَامَة أوْ لاَ تَقِف أمَام الله عَشَرة دَقَائِق فِي مَخْدَعَك الشِهَادَة تَبْدأ فِي المَخْدَع وَأنْتَ تَعْرِف أنَّ لَكَ أبَدِيَّة حَرْب عَدُو الخِير هِيَ أنْ يُنْسِيك أنَّ لَكَ الأبَدِيَّة وَيَجْعَلَك تَعِيش الزَّمَن وَيُخَيِّل لَك أنَّ الأبَدِيَّة خُرَافَات وَالزَّمَن وَاقِع لاَ العَكْس هُوَ الصَحِيح الآبَاء يُشَبِّهُون الحَيَاة الحَاضِرَة بِالظِّل وَالأبَدِيَّة بِالحَقَّ وَيَقُولُون { أعْطِنَا يَا الله ألاَّ نَرْتَكِنْ عَلَى الظِلَّ كَأنَّهُ حَقٌّ } أبَاؤُنَا بِالحَقِّ أحَبُّوه وَكَانْت الأبَدِيَّة فِي قُلُوبِهِمْ فَصَبِرُوا عَلَى الألَمْ وَعَاشُوا ضِيق الألَمْ الحَاضِر مِنْ أجل المَجْد العَتِيد أنْ يُسْتَعْلَن فِينَا ( رو 8 : 18 ) رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد إِلَى الأبَد آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 سبتمبر 2025
يوم الدينونة
بسم الآب وَ الإِبن وَ الرّوح القُدس الإِله الواحِد آمين فلتحِل علينا نعمِته وَ بركته الآن وَ كُلّ أوان وَ إِلَى دهر الدهُور كُلّها آمين
بِتتعوّد الكنيسة يا أحِبّائِى وَ نحنُ فِى نهايِة عام قبطِى أنْ تقرأ لنا فصُول عَنْ نِهايِة العالم ،وعَنْ الدينُونة ، فالسنة مرّت وَ هذا إِنذار لنا أنّ هذا هُوَ نِهاية لِحياتنا ،وَ بِإِستمرار أخِر إِسبُوعين فِى السنة القِراءات تدُور حُول علامات المجىء الثانِى وَ إِستعلان مجيئه لقد تكلّمت معكُمْ فِى عِدّة مرّات عَنْ السَّماء ، وَ بِما أنّنا فِى نِهاية العام وَ الكنيسة تُرِيد أنْ تُكلّمنا عَنْ الدينُونة فأُرِيد أنْ نتكلّم اليوم عَنْ الدينوُنة يمكِن كثيرِين بِيهربوا مِنْ الكلام عَنْ الدينُونة لأنّهُ مُخِيف ،وَ لكِنْ لابُد أنْ ننتبِه إِليهِ ،وَ لابُد أنْ نعرِف أنّهُ تُوجد نِهاية ،وَتُوجد مُجازاة للأشرار وَ مُكافأة لِلأبرار نقُول جُزء مِنْ سِفر الرؤيا إِصحاح 6 : 15 – 16 [ وَ مُلُوكُ الأرضِ وَ العُظماءُ وَ الأغنِياءُ وَ الأُمراءُ وَ الأقوِياءُ وَ كُلُّ عبدٍ وَ كُلُّ حُرٍّ أخفوا أنفُسهُمْ فِي المغايِرِ وَ فِي صُخُورِ الجِبالِ وَ هُمْ يقُولُونَ لِلجِبالِ وَ الصُّخُورِ أسقُطِي علينا وَ أخفِينا عَنْ وجهِ الجالِس على العرشِ وَ عَنْ غضبِ الخرُوفِ ] فأكثر ناس بِنُعطِيهُمْ عظمة وَ كرامة فِى هذا الدهرِ يقُول عنهُمْ كانُوا بِيختبِأوا فِى صُخُور الجِبال مِنْ وجه الجالِس على العرش ، نحِب أنْ نأخُذ فِكرة بسيِطة عَنْ دينُونة يسُوعَ ،نأخُذ أولاً:-
1- مفهُوم الدينُونة :-
فهل أنت يارب ستأتِى لِتُدِين أولادك وَ تُدِين العالم ،وَ ستُفرِّق العالم إِلَى أبرار وَ أشرار ؟ وَهل الصُورة التَّى تعّودنا عليها صُورة الحمل الهادِىء الّذى لاَ يصيِح ،الّذى[ قصبة مرضُوضةً لاَ يقصِفُ وَ فتيِلةً مُدخِّنةً لاَ يُطفِىءُ] ( مت 12 : 20 ) ، فهل ستكُون بِنَفْسَ وداعتك أم ستأتِى غاضِب مُنتقِم ؟ فهل نستوعِب أنّ ربِنا تخرُج مِنْ فمِهِ كلِمات لعنة وَ يقُول إِبعدوا عنِى يا ملاعيِن ،فإِنْ كان ربّ المجد يسُوعَ قَدْ غفر لِصالِبيه حماقتهُمْ وَ قال[ يا أبتاهُ إِغفِر لهُمْ لأنّهُمْ لاَ يعلمون ماذا يفعلُون] ( لو 23 : 34 ) ، فهل أنت يارب تسترِيح وَ مراحمك تسترِيح عِندما تقُول [ فحيِنئِذٍ لَمْ أعرِفكُمْ قط إِذهبوا عنِّى يا فاعِلِي الإِثْمِ] ( مت 7 : 23 ) ؟ هل أنت يارب ستكُون راضِى تماماً عَنْ دينُونتك ؟ وَ هل ستكُون أحشاءك مُسترِيحة وَ أنت سامِع صُراخ الخُطاه وَ بُكاءهُمْ ؟ فهُوَ ليس فقط بُكاء وَ لكِنْ صرِير الأسنان ففِى إِنجيِل يُوحنا إِصحاح 12 يقُول آية ذهبيَّة ،قال [ لأِنِّى لَمْ آتِ لأدِين العالم بل لأُخلِّص العالم ] ( يو 12 : 47 ) ، فأنت مُخلِّص وَ ليس ديَّان ، وَ لكِنْ بعدها قال [ مَنْ رذلنِى وَ لَمْ يقبل كلامِى فلهُ مَنْ يدِينُهُ ، الكلامُ الّذى تكلّمتُ بِهِ هُوَ يدِينُهُ فِى اليوم الأخيِر ] ( يو 12 : 48 ) كلامِى هُوَ الّذى سيُدِينه ، وصيَّة ربِنا هى التَّى ستُدِينه ، وَ لكِنْ هل فِى الدينُونة سنتذّكر أعمالنا ؟! فتُوجد ثلاث أُمور ستُذّكِرنِى بِأعمالِى :-
أ/ الزمن سيُرفع 0
ب/ الجسد الضعِيف سنكُون قَدْ تخلّصنا مِنهُ ، وَ مِنْ سِمات الجسد الضعيِف هُوَ النِسيان ،فَلاَ يوجد زمن وَ لاَ يوجد نِسيان 0
ج/ سنكُون فِى حضرِة الله 0
أ- الزمن سيُرفع :-
فهذا هُوَ الجو المُحِيط بِالدينُونة ، فأحداث عُمر الفرد ستكُون مُتواصِلة ،وَ كأنّها فِى لحظة واحدة ، فحياتِى كُلّها ستكُون أمامِى كُلّها فِى لحظة واحِدة ،وَ سأكُون فِى وعى كامِل ، فالوعى الّذى سيكُون عِندنا فِى الأبديَّة سيفُوق أىّ وعى نحنُ قَدْ مررنا بِهِ على الأرض ،وَ سأكُون فِى وعى كامِل لِكُلّ أحداث حياتِى ،وَ لِكُلّ سقطاتِى ،وَ لِكُلّ ضعفاتِى وَ سهواتِى ،وَ ستمُر فِى لحظة واحِدة ، وَ لِذلِك يقُول [ مُخيِف هُوَ الوقُوعُ فِي يديِ الله الحىِّ ]( عب 10 : 31 ) ،كم أنّ الحياة الماضية كُلّها ستكُون حاضِرة أمامِى الآن ، وَ فِى نُور وجُود الله سيكُون لها رؤية أُخرى تخيّل عِندما تتواجد ضعفاتِى فِى حضرِة الله ، فالشيء القبيِح لاَ يظهر عِندما يكُون فِى وسط شيء قبيِح ،وَ لكِنْ لو رميت قشرة لب فِى مكان نظيِف فإِنّهُ سيكُون شيء غرِيب ، فنحنُ خطيتنا أمام حق الله ستكُون أفظع وَ ستظهر قباحتها أكثر ممّا نتخيّلها 0
ب- لاَ يوجد نِسيان :-
مُمكِنْ أنْ نكُون الآن بِننسى ،فالنِسيان داخِل مِنْ خلال الزمن ،وَ لكِنْ فِى الأبديَّة سنكُون فِى يقظة شامِلة ، خالية مِنْ كُلّ سهو ،وَ ستُعرض علينا فِى لحظة واحِدة أمام نُور وَ حق الله ،كم أنّها يا أحِبّائِى ستكُون لحظة مُرعِبة ،كم أنّ نُوره عِندما يدخُل إِلَى كياننا ستكُون الخطيَّة خاطِئة جِدّاً ،وَ سيكُون فِى لُون مِنْ ألوان الخِزى وَ لِذلِك لاَ تتعّجب مِنْ الملُوك وَ الأُمراء عِندما يقُولُوا[ لِلجبال وَ الصُخُور أسقُطِى علينا وَ أخفِينا عَنْ وجه الجالِس على العرش وَ عَنْ غضب الخرُوف] ( رؤ 6 : 16 ) ،غير قادِر أنْ ينظُر ،غير قادِر أنْ يحتمِل نُور حق ربِنا ، فِى حِين هُوَ عايِش فِى ظُلمة ،فماذا سيفعل معنا ربنا يسُوعَ ؟! وَ لِمَنَ ستكُون الدينُونة ؟! فيوم ظهُوره نقُول عنهُ فِى القُدّاس [ وَ ظهُوره الثانِى الآتِى مِنْ السَّموات المخُوف المملوء مجداً ] 0
ج- سنكُون فِى حضرِة الله :-
السيِّد المسيِح هُوَ الوحيِد المُستحِق أنْ يُدِين لأنّهُ هُوَ القداسة الفائِقة ،هُوَ النُور الحقيقِى ،لأنّهُ أخذ جسدنا وَ شاركنا فِى اللحم وَ الدم ،هُوَ سيُدِين الطبع البشرِى ،وَ لِذلِك أعطى حق الدينُونة للإِبن ، فأعماله وَ قداسته تشهد لهُ فالحق الّذى فِى ربِنا يسُوعَ يكفِى أنْ يُعطيهِ الحق بأنْ يُدِيننِى بِدُون أنْ أعترِض ،بل بِالعكس أخضع لِدينونتهُ جِدّاً لأنّهُ هُوَ الّذى غلب الموت وَ دان الخطيَّة ،فعِندما أكُون أنا إِنسان مُحِب لِذاتِى وَ مُحِب لِشهواتِى مُجرّد أنْ أقِف أمامه أشعُر بِالدينُونة ،لأنّهُ هُوَ القداسة الكامِلة ، وَ هُوَ الحق وَ هُوَ الحياة وَ هُوَ النُور ، لأنّ ما مِنْ موقِف أقع فِيه إِلاّ وَ هُوَ غلبهُ ،وَيقُول لك لِماذا ؟ فأنا غلبت ، أنا أخذت نَفْسَ جسدك فلِماذا تُغلب ؟!
وَ لِذلِك كم أنّ ظهُوره سيكُون مُخيِف ، وَ سيحدُث أمرين :-
الأبرار سيمتلِئوا فرحاً وَ تهليلاً ، وَ ستكُون الدُنيا لَمْ تسعهُمْ ، ففرحِة العرُوس بِعريسها لاَ تُقاس بِفرحِة الأبرار بِالمسيِح ، إِنَّها فرحة لاَ يُعبّر عنها 0
وَ لِلأشرار ستكُون رُعب ، وَ ستكُون كارثة ، وَ هُمْ سوف لاَ يستطيِعُوا أنْ ينظُرُوا إِليهِ ، وَ لِذلِك يقُولُوا [ لِلجبال أسقُطِى علينا وَ لِلآكام غطّيِنا ] وَ لِذلِك وَ هُمْ كانُوا يعيِشُون فِى دنس وَ يعيِشُون لِلعالم ، عِندما ينظُروه هُوَ الفائِق القداسة فإِنّهُ سيُدِين نجاستهُمْ وَ سيرتعبُوا ، مِثل النتيِجة لِلتلميِذ البليِد فإِنّهُ يكُون يوم حزِين وَ كآبة ، وَ لكِنْ لِلمُجتهِد يكُون يوم تتوِيج ، يوم فرح وَ مسرّة وَ لِذلِك تتذّكرُوا القِصَّة التَّى فِى لوقا 8 وَ هى قِصَّة الشخص الّذى كان عليهِ شيَّاطيِن كثيرة ، وَ كانت تُرِيد أنْ تخرُج مِنهُ ، وَ قالُوا لهُ أُأمُرنا أنْ ندخُل فِى قطيِع الخنازِير ، فالشيَّاطِين غير قادِرة على أنْ تتقابل مَعْ قداستِهِ ،الإِنسان الّذى يعيِش فِى الشرّ سوف لاَ يحتمِل أنْ ينظُر ربنا يسُوعَ فنحنُ كُلُنا فِى إِشتياق لِهذِهِ اللحظة بأنْ نراه ، الكنيسة مُتوّقِعة أنْ تراه ، الكنيسة كُلّها مُترّقِبة أنْ تراه ، الكنيسة مُشتاقة أنْ تراه ، وَ لكِنْ الأشرار لاَ فسوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يروه وَ لِذلِك الإِنسان عِندما يعيِش فِى القداسة سيكُون يوم مجىء ربنا يسُوعَ يوم بهجة ،وَ لِذلِك كُلّ مجد ربِنا يسُوعَ هُوَ للأبرار ، الكُلّ سيراه ، حتَّى الّذين طعنوه سيروه ، فالّذى طعنهُ هُوَ واحِد فقط وَ لكِنْ هُنا يقُول الّذين طعنوه فإِنّ كُلّ خطيَّة هى طعنة لِربّ المجد يسُوعَ ، وَ فِى وقتها سنتذّكر كلامه ، وَ سنتذّكر لُطفه ، وَ سنتذّكر حنان ربنا يسُوعَ ، وَ سيشمل البار ، وَ لكِنْ الخاطىء ستكُون حنان ربِنا يسُوعَ وَ لُطفه نار عليه وَ لَمْ يستطع أنْ يحتمِلهُ [ شدّة وَ ضيِق وَ غضب على الّذين فعلُوا الخطيَّة ] ، وَ لكِنْ للّذين فعلُوا البِر[ مجد وَ كرامة وَ سلام] ( رو 2 : 10 ) رؤية ربنا يسُوعَ ستجعل ناس فِى ضيِق ، وَ ستجعل ناس أُخرى تكُون فِى محّبتِهِ ، وَ لِذلِك الكنيسة تقُول لهُ " كيرياليسُون يارب إِرحم " ، وَ لِذلِك فالإِنسان الّذى يعيِش فِى البِر رؤية ربنا يسُوعَ ستكُون بِالنسبة لهُ فرحة وَ مُكافأة ، وَ لِذلِك النَّاس الّذين يعيِشُون فِى الشرّ يطلبُون الموت وَ هُمْ فِى حضرِة الحياة ، وَ الحياة هُوَ ربّ المجد يسُوعَ ، فهُوَ يوم مُرعِب لِلخاطِىء وَ يوم مُبهِج لِلبار فِى سِفر يُوئِيل يتكلّم فِى إِصحاحين عَنْ يوم الرّبّ ، وَ كم أنّهُ يوم ظلام وَ قِتام لِلأشرار ، وَ يوم مُفرِح لِلأبرار ، فالإِنسان الّذى يعيِش فِى القداسة سيكُون مُكافأة لهُ ، وَ كم يكُون فِى تأمُل فِى حضرِة الله ، وَ كم تكُون سعادِة الإِنسان عَنْ كُلّ أتعابه الماضية فيكفِى فقط أنْ يراه ، أجمل مُكافأة هى أنّنا نكُون معهُ وَ نراه وَ نُعايِن وجههُ ، وَ نرى إِستعلان مجده وَ نفهم أسراره 0
وَ لكِنْ ما هى الأُمور التَّى ستُدِيننا ؟
1- الوصيَّة :-
وصيَّة ربِنا يسُوعَ ستدُيننا كسيف ذو حدين ، ستُدِيننا بِحزمٍ فائِق لاَ نتخيّله أبداً وَ لاَ نتّوقعه أبداً الوصيَّة التَّى تأخُذ شكل التحايُل وَ التَّى بِتتودّد إِلينا ، فِى يوم الدينُونة ستأخُذ شكل القاضِى ، فالوصيَّة التَّى تقُول لك يا حبيبِى أرجُوك صلِّى ، وَ التَّى تقُول لك لو سمحت إِعطِى العشُور فِى يوم الدينُونة ستجِد الوصيَّة مكتوبة بِأحرُف مِنْ نور وَ تُدِين الإِنسان الّذى كان لاَ يفعلها فأنا مُمكِنْ أنْ أعرِف الحُكم الّذى علىَّ قبل أنْ يصدُر ، لأنّ نص القانُون يقُول كذه وَ يُدِين الإِنسان ، الحق الّذى فِى الوصيَّة يا أحِبَّائِى سيقِف فِى صُورة مُرعِبة وَ حازِمة وَ بِخاصةً للإِنسان الّذى يُحِب العالم وَالإِنسان الّذى كان مُتهاوِن فِى الصلاة ، وَ سيقُول لهُ الله أنا قُلت لك [ وَاظِبُوا على الصَّلوةِ ساهِرِين ]( كو 4 : 2 ) ،وَكُلّ إِنسان كان لاَ يعيِش بِالمحبَّة سيقُول لهُ أنا قُلت [ أحِبُّوا أعداءكُمْ ] ( لو 6 : 27 ) ، وَ كُلّ إِنسان كان يُحِب العالم يقُول لهُ أنا قُلت [ لاَ تُحِبُّوا العالم وَ لاَ الأشياء التَّى فِى العالم ] ( 1 يو 2 : 15 ) الوصيَّة ستأخُذ صُورة القاضِى الحازِم ، وَ ستكُون فِى شكل جدِيد ، فهذا حق ربِنا ،وَ ستلبِس الوصيَّة صُورة القضاء ، وَ هى سوف لاَ تُدِيننا فقط على أنّنا كسرناها وَ لكِنْ أيضاً على كم مرّة تحايلت علينا أحد القديسيِن يقُول [ ستأتِى الوصيَّة وَ تُطالِبنا بِثمن توّسُلاتِها السابِقة ] ، كثيراً ما قدّمت الوصيَّة توّسُلات ، وَ آباء الإِعتراف شِبه بِتتوّسل ،وَ يقُولُوا لك يا إِبنِى صلِّى يا إِبنِى إِعطِى إِعطِى ربِنا حقوقه ، وَ لِذلِك الحق الّذى كُنّا نُقدّمه فِى صُورة توّسُلات سيأتِى فِى شكلٍ جدِيد ، سيأتِى بِقوّة جبّارة ، فِى صُورة فائِقة 0
2- منظر ربِنا يسُوعَ المصلُوب :-
حق جِراحاته ستكُون فِى حد ذاتها ستُدِين الأشرار ، فِى سِفر الرؤيا يقُول عنهُ أنّهُ[ خرُوفٌ قائِمٌ كأنّهُ مذبُوحٌ ] ( رؤ 5 : 6 ) ، لِكى تكُون جِراحاته شاهِد عَنْ حُبّه الّذى لاَ يُعبّر عنهُ ، وَ عَنْ غُفران للّذى يُرِيد أنْ يتوب ، وَ عَنْ الدينُونة للّذى لاَ يُرِيد أنْ يتوب ، فيقُول لك لِماذا أنت مُصّمِمْ على الخطيَّة وَ أنا قدّمت لك كُلّ هذا الحُب ، ففِى ناس بِتستهيِن بِدم الله ، وَ لِذلِك البِر الّذى نحنُ مدعُويِن أنْ نعِيشه هُوَ بِر بِحسب قلب الله منظر ربِنا يسُوعَ وَ إِكليِل الشُوك وَ جرح جنبه وَ جرح رجليه وَ جرح يديه سيكُون منظر فظيِع لِلأشرار ، فالّذى كان يفعل الخطيَّة كأنّهُ يُعيِد موته مرّة أُخرى ، لأنّ الخطيَّة هى مُوت ، وَ هُوَ مات مِنْ أجلِنا.
3- الأبرار وَ الأنبياء وَ الشُهداء وَ القديسيِن سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه مِنْ أجل دينونتنا :-
حتَّى يقُول لك فها هُمْ مِنْ كُلّ النوعيات ، الشيُوخ وَ السيِّدات وَ المُتزّوجيِن وَ غير المُتزّوجيِن وَ العذارى وَ البتوليين ، ناس أُمراء ، ناس رُتب مِنْ كُلّ الطبائِع سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه ، لأنّ مُمكِن واحِد يقُول لهُ أنا كُنت دكتور وَ كُنت مشغُول جِدّاً فإِنّهُ سيقُول لهُ أُنظُر فهذا فُلان كان أيضاً دكتور ، فهُوَ سيُدِيننا بِأنفُسنا وَ سيأتِى الأبرار وَ هُمْ النَّاس الناجحة كإِعلان عَنْ صِدق مواعِيده ، وَ أنّ الوصيَّة ليست مُستحيِلة ، وَ أنّ الوصيَّة مُمكِنْ أنْ تكُون مُعاشة بِالجسد ، وَ لِذلِك سيوقِف الأبرار بِجانِبِهِ وَ يُدِينُوا العالم فكُلّ وصيَّة نعيشها يُكافِئنا عنها ، وَ كأنّ ربنا يُرِيد أنْ يقُول لك أنا أُرِيد أنْ تكُون واحِد مِنَ الّذين سأُدِين بِهُمْ العالم الأبرار يا أحِبَّائِى الدينُونة سوف لاَ تُرعِبهُمْ وَ لاَ تُخِيفهُمْ ، وَ الخُطاه سوف لاَ يجِدوا راحة إِلاّ فِى بُكاءهُمْ وَ صرِير أسنانهُمْ ، كم أنّ الخطيَّة مُتعِبة لِدرجِة أنّهُ يقُول لك أنّهُمْ لاَ يرتاحُون إِلاّ فِى الظُلمة ، فهُمْ لاَ يُحِبُّوا أنْ يروا الأبرار ، ياه عقُوبة صعبة وَ لكِنْ هُمْ الّذين حكموا على أنفُسهُمْ ، وَ سوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يكُونوا فِى حضرِة ربِنا ، فالعذاب أهون لنا مِنْ أنْ نجلِس أمامك ولِذلِك الإِنسان المُنشغِل بِالحياة وَ بِهمومها لابُد أنْ يُفكِّر فِى الدينُونة ،لأنّهُ [ الحُكمْ هُوَ بِلاَ رحمةٍ لِمَنْ لَمْ يعملْ رَحمَةً ] ( يع 2 : 13 ) ،الكنيسة بِتضع لنا الدينُونة كُلّ يوم فِى صلاة النُوم [ هوذا أنا عتيِد أنْ أقِف أمام الديَّان العادِل ] ، فأهم شيء هُوَ أنّ الإِنسان يتُوب فالدينُونة الآن وَ المجِىء الثانِى هُوَ الآن وَ العِقاب هُوَ الآن ، فالإِنسان لابُد أنْ يستعد لِلأبديَّة يا أحِبَّائِى ، لأنّهُ سيكُون يوم مُبهِج لنا إِنْ عِشنا فِى البِر وَ سيكُون يوم مُفزِع لو عِشنا فِى الشرّ ربِنا يجعلنا نكُون مِنْ القطيِع الّذى عَنْ يمينه لِكى نفرح بِلِقاءه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
23 أغسطس 2025
تحويل مركز الحياة من أنا إلى المسيح
من رساله معلمنا بولس الرسول الى اهل غلاطية اصحاح 2 عدد 20 بركاته على جميعنا امين المسيح صلب احيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الآن في الجسد فأنما احياة في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلى نعمه الله الاب تحل على ارواحنا جميعنا امين معلمنا بولس الرسول يعطينا شعار لحياتنا مبدأ لحياتنا ما الحياه التي نعيشها قال احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا كيف احيانا لا انا ؟! انا تكون داخل المسيح انا ملكي تكون محفوظه في المسيح عايشه للمسيح وعايشه بالمسيح احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احبائي هدف حياتنا ان لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا نحن عايشين ونجاهد ونصوم ونصلى ونذهب الى الكنيسه لكي لا نعيش نحن بل يعيش المسيح بداخلنا في الحقيقه انا عايش انا لا المسيح انا كل حاجه عندي انا اهم شيء انا اكل اشرب انام اخرج اروح اجي اتفسح انا انا اين المسيح؟! دائما نعيش انا لا المسيح انظر الى البرنامج اليومي لديك اين هو المسيح؟! كرامه المسيح فعلا في حياتك ؟! ما هي ما الوقت الذي تقضيه مع المسيح تجد نفسك مشغول اصبحت انت الذى تعيش وليس المسيح تفكر في المسيح كم من الوقت؟! تعطي المسيح مساحه ماهى؟! المسيح في حياتك قد ايه حجم المسيح في حياتك وبداخلك انت قد ايه فأصبحت لا مثل معلمنا بولس عندما قال احيا لا انا بل المسيح بل احيا انا لا للمسيح ما اصعب احبائي ان اكون انا محور الحياه ما اصعب اكون انا مشغول جدا بالأرض و بنفسي مشغول جدا بالزمن مشغول جدا بالماديات وبالعلاقات اين المسيح ؟! في الحقيقه قليل جدا ممكن ان يكون غائب احبائي كيف ينقل مركز الحياه من انا الى المسيح؟! كيف اقول فعلا به نحيا ونتحرك ونوجد كيف اقول حقيقي منه وبه وله كل شيء كيف اقول حقيقيا ان المسيح هو محور حياتي وليس انا الحياه منه هو العمر منه هو الايام منة هو المال منه كل شيء منه طالما منه لابد ان يكون له منه وله معلمنا بولس يضع كلمة اخرى بة منه وله وبة كل الاشياء احيا لا انا بل المسيح فكر بفكر المسيح عايش بحياه المسيح عايش باهتمامات المسيح ولادك في المسيح شغلك في المسيح بيتك في المسيح كلامك في المسيح نظراتك في المسيح صحتك في المسيح مالك في المسيح يكون صاحب الفضل عليك في كل شيء احبائي الحياه بتاعتنا ليست ملكنا احبائي لكنها ملكه هو احيا لا انا ما اخطر الحياه التي للذات ما اخطر الحياه التي مركزها انا انا ثم انا دائم التفكير فى حياتى كيف ان اعيشها كيف ان استمتع بها كيف ان اتلذذ بأمور الحياة دائم التفكير في نفسى الحياه في المسيح ليست كذلك احبائي بل لابد ان تشعر ان متعتك في المسيح ولذتك في المسيح وكرمتك في المسيح وذاتك في المسيح وفرحك في المسيح تتحول حياتك بعد ما كنت تكسب المال لكي تتلذذ به نفسك اصبحت تكسب مال لكي تعيش به لكن المال تمجد بي الله وتشكر بي الله وتعطي به الله وتساعد غيرك لان المال وسيله لمجد الله الحياه عندما تكون للمسيح الكيان باكمله يتغير التفكير يتغير الاهتمامات تتغير الاولويات تختلف احياء لا انا بل المسيح الانسان عندما يعيش لنفسه يكون في هم شديد جدا الناس التي تعيش لنفسها تجدهم ليست مبسوطين حزناء الحياه من اجل الذات الحياه من اجل الارض الحياه من اجل الزمن لا تأخذ منها الا الهم والحزن والضيق والاكتئاب معلمنا بولس يقول احيا لا انا بل المسيح العمر الذي انا اعيشوا الان ليس عمري بل عمر المسيح لان المسيح عندما مات من اجلي مات هو لكي اعيش انا مات هو و اعطاني حياته هو فالحياه التي انا اعيشها الان هي في الحقيقه هي حياته هو انا عايش حياه المسيح وله الفضل في حياتي المفروض ان اعيش المسيح على الارض احبائي الانسان الذي عايش بداخل نفسه مخنوق مهموم حزين مكتئب لانه عايش لذاته هو انسان عايش لنفسه لان الإنسان ليس بالسهولة ان يشبع او يكتفى لانة عايش لذاتة عايش يقول انا عايش لاجل الناس ان تكبروا الناس تحترموا دائما لا يجد توقعاته يجد الناس ليست تكبره ولا تحترمة فتجدوا دائما في ضيق اكتئاب وحزن مراره نفسه تصعب عليه لانه ليس لنفسة بولس قال ما احيا الان في الجسد ليس لي انا بحياه من اجل الذي احبني واسلم ذاته لاجله ليست حياتي انا ايمان ابن الله الذي احبني واسلم ذاته لاجلى هو مات لاجل الجميع لكي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات من اجلهم وقام اصبح انا الان اعيش حياه الذي مات لاجلي وقام احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احيانا الانسان يمر بأربع مراحل اولا انا لا المسيح وممكن الانسان يتقدم بعدها يقول انا والمسيح لكنة هو الاول مرحله ثالثه المسيح وانا اما مرحلة معلمنا بولس لا انا بل المسيح فكر وابحث انت تنتمى لاى مرحله فيهم هل لاغى المسيح من حياتك ولا تعطيه وقت ولا فكر ولا اولويه ولا اي شيء ؟! انا ثم انا ممكن اكون انا في هذه المرحله عندما يتقدم الانسان في النعمة يصبح المسيح وأنا لابد عندما أبدا يومى ان اصلى عندما اصوم او احضر قداس اكون فرح وعندما اطبق الوصيه اكون مبسوط المسيح وانا لا انا بل المسيح معلمنا بولس الرسول في سفر اعمال الرسل يقول ولا نفسي ثمينة عندي الانسان في المسيح يسوع احبائي يصل لمرحلة ان يقول على نفسه انا ليس مهم بل المسيح هو الاهم المسيح هو كل شيء قال به نحيا ونتحرك ونوجد لابد أن ننقل مركز الحياه من انفسنا الى المسيح انظر الى ابنك على انه ليس ابنك بل المسيح معطية لك انظر الى فلوسك انها ليست مالك ده خير المسيح لك المسيحي مؤتمن على المال ولا يمتلك المال الله يأتمنا على المال ولا يدع المال ملك لنا انت مجرد امين على المال مجرد امين على ابنك انت امين على زوجتك انت امين على بيتك انت امين على ايامك انت امين على عمرك لكن انت في الحقيقه لا تملك اي شيء من هذا معلمنا بولس الرسول قال ااخذ أعضاء المسيح واجعلها اعضاء زانية حاشا اعضاء المسيح هى اعضائى انا هذا جسد المسيح ملك المسيح اذا انا بتعامل مع المسيح فى جسمى ووقتى وعمرى وايامى اصعب شيء احبائى عندما ينظر صاحب الشئ الى الشى على انة بيتهان الوصية موجودة في الانجيل احبائي لكى تسندنا وترفعنا قوم خطواتى كقولك فلا يتسلط عليا اى اثم احيا لا انا بل المسيح يحيا في انقل مركز وجودك من ذاتك الى المسيح لكى تشعر بطعم جديد فى حياتك عندما اعيش المسيح ليس اعيش انا حياتى سوف تختلف حالة من الرضا ومن السرور والسعادة نفس ذاهدة للعالم من اقوال القديس يوحنا ذهبي الفم لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذى انت نفسك ربنا يعطينا بركه الايام المقدسة لامنا العذراء نقول جميعنا مع معلمنا بولس احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
16 أغسطس 2025
العذراء المكرمة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
نتكلم فى نقطتين بنعمة ربنا :-
اولا كرامه العذراء
وثانيا..أنا والعذراء
اولا كرامه العذراء:-
كرامه العذراء كرامه كبيره جدا في الحقيقه أحيانا كثيرة نكرم العذراء لاجل اشياء لا تكون المقصود بها الكنيسه انها تكرم بها العذراء مثال ممكن نكون نريد ان نكرم العذراء لتواضعها او ممكن نريد تكريم العذراء لاجل طهارتها وبتوليتها او ممكن نريد ان نكرم العذراء لصمتها او لاقامتها فى الهيكل لكن في الحقيقه الكنيسه تكرم العذراء ليس لا اجل هذه الاشياء بل لاجل اشياء اهم من ذلك نحن نكرم العذراء لانها والده الاله نحن نكرم العذراء لانها التي ولدت الله الكلمه بالحقيقة بنكرم العذراء لانها كانت هي الوصيلة التى افتقدنا بها الله وجاء وافتقد جنسنا واخذ طبيعتنا البشريه من بطنها ومن جسمها ومن لحمها ومن دمها فاصبح العذراء بالنسبه لنا هي امنا كلنا وأم للجنس البشري الجديد وامنا من بعد حواء اصبح اليوم امنا كلنا في المسيح يسوع هي العذراء كرامه العذراء ليس مجرد ٢٢٢٢٢٢٢ ولكن كرامه العذراء مثل ما قالوا القديسين او والده الاله تجد صوره امنا العذراء بحسب الكنيسه لابد ان تكون حامله للمسيح لان كرامه العذراء ليس مرتبطه بشخصها لكن كرامه العذراء مرتبطه بأنها والده الاله يا بخت اللي يعرف والده الاله افضل طريقه نقرب بها من ربنا يسوع المسيح هي ان نقرب من امنا العذراء اذ ليس لنا داله ولا حجه فنحن بك نتوسل نحن لا يوجد لنا داله لكي نكلم ربنا يسوع المسيح لاننا خطاه واثقين في أن لدينا ام حنينة تقول له اشفع عنهم نحن نكرم العذراء لانها ليست مجرد قديسه ولكنها والده الاله ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه عندما تحضر الكنيسه في مجمع الكنيسه الذي يقال فيه القديسين تجد الاب الكاهن يقول القديسين سريعا يقول رؤساء الاباء رؤساء الاباء ابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب وبعد ذلك يقول والانبياء اشعياء ودانيال حزقيال وارميا وهوشع وعاموس كل هذا يتقال سريعا والرسل والمبشرين والانجيليين والشهداء والمعترفين كل ارواح القديسين الذين كملوا في الايمان كلهم قالوا سريعا وعند العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله القديسه الطاهره مريم التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه المهم المبشرين والشهداء والمعترفين وعندما ياتي الى العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه لاجل هذا كنيستنا تكرم العذراء كنيستنا تحب العذراء لا تصلي صلوة بالاجبية الا تجد اسم العذراء ولا تحضر قداس الا تجد اسم العذراء تقول بشفاعه والده الاله وكل حين العذراء وعلى حامل الايقونات امنا العذراء في التسبحه امنا العذراء صلوات الكنيسه امنا العذراء كل شهر نتذكر امنا العذراء يوم 21 من كل شهر لابد ان نعمل لها عيد احبائي ليس نكون في كنيستنا نصوم الى احد من القديسين كلنا نحب البابا كيرلس لكن لا يوجد صيام للبابا كيرلس كلنا نحب مارجرجس ونعمل نهضه لة لكن لا نصوم لمار جرجس مارمينا ابو سيفين الست دميانه لكن لا يوجد اصوام لهم لكن عند السيده العذراء لابد ان نصوم نصوم للعذراء ليس لانها مجرد قديسه لا لانها والده الاله صوم العذراء مرتبط بسر خلاصنا السيده العذراء هي التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه نعظمك يا ام النور الحقيقي الكنيسة بتكرم العذراء ليس لأنها مجرد قديسه لكنها والده الاله امسك في الايام التي بها تمجيد للسيده العذراء وافرح بها جدا وزيد العلاقه بينك وبين السيده العذراء وكرمها لان الكنيسه تريد ان تكرمها الكنيسه تقول على العذراء انتى اعلى من الشاروبيم واجل من السيرافيم الشاروبيم هم الذي يحملوا العرش الالهي انت اعلى منهم الكنيسه تكرم العذراء تقول عنها انها السماء الثانيه الكتاب المقدس يكرم العذراء ويقول انها السحابه الخفيفه التى حملت ربنا يسوع المسيح وان جبتة الى أرضنا ٠.تقول انها الكاروب المظلل تابوت العهد هو العذراء غطاء الذهب غطاء الذهب كان يوجد حوالية كاروبيم إثنين قصاد بعضهم كرامه العذراء كرامه فائقه في الكنيسه لانها جاءت من كرامه ابنها تكريم الكنيسه لامنا العذراء لابد ان تعلم انه جاء من ينبوع قداسه وبر الكنيسه التي علمت قيمه امنا السيدة العذراء اباء الكنيسه الذين وضعوا تسابيح الكنيسه نحن نظل شهر كيهك اسمه الشهر المريمى وايضا مدائح للعذراء ونكون سهرانين طول الليل ونقول لها اجمل التماجيد التي قيلت للسيد العذراء ونسبح السيده العذراء ونقول لها انها ام الاله لا نستغنى عنها ابدا ولا نقدر أن نغفلها ولا نعتبرها مجرد احدى القديسين لا العذراء في كنيستنا تعتبر ليست قديسه لكنها عقيده لان العذراء ولدت الله الكلمه اللةالكلمه حل في احشائها اتى وحل في الحشا البتولي غير الدنس ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة فالعذراء في الكنيسه ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده بطن العذراء عرش سماوي نقول عليها في المديح الذي نصلي به دائما السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت مريم فخر رجانه باب وطريق للملكوت العذراء بطنها خزانه حاوية اسرار اللاهوت القديسين القديس كيرلس الكبير يقول اتحاد فائق الطبيعه بين اللاهوت والناسوت داخل بطن امنا العذراء القديسين يسموا بطن العذراء معمل اتحاد الطبائع ما هي اتحاد الطبائع؟ الطبيعه الالهيه والطبيعه البشريه اتحدوا في بطن امنا العذراء الكنيسه تكرم العذراء في التسبيحه والقداس الاجبية والاصوام وشهر كيهك واعياد للعذراء وعيد ميلاد العذراء وعيد دخولها الهيكل وعيد صعود جسدها ونياحتها واعياد كثيره للعذراء لان العذراء ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده العذراء لا تخضع الى اختياراتنا لانها اعلى بكثير القديسه العذراء هى جزء من عقيدتنا وايماننا قانون الايمان مقدمه قانون الايمان يخص السيده العذراء لان الذي يتلخبط في المسيح ويريد ان يفهمة يفهمة عن طريق السيده العذراء العذراء هي ام الله التي ولدت الله الكلمه بالحقيقه ليس بالخيال غبريال الملاك قال سلام لك ايتها الممتلئه نعمه الملاك يقول لها انت ممتلئة نعمة الملاك يقول لها ممتلئه نعمه فماذا نقول لها نحن اليصابات التي قيلت عنها هى وزكريا الكاهن كان كلاهما بارين أمام اللة سالكين في جميع طرقه الى اليوم اليصابات بجميع برها قالت من اين لى هذا أن تأتى ام ربى إلي ومدائح الكنيسة تقول مجد مريم يتعظم فى المشارق والغروب مجدوها عظموها فى القلوب.
ثانيا انا والعذراء
لابد ان كل أحد فينا لدية كرامه العذراء مريم فى حياتة الشخصية داخل قلبك وفكرك لابد ان يوجد شى اسمة العذراء مخلوطة بك تشعر بها وبأمومتها وحنينها وبأهميتها لدرجة أن تخرج منك كلمة يا امى يا عذرا لابد ان تكون العذراء بالنسبه لك أنها ام لك وانت ابنا لها لابد ان يكون لك علاقة خاصة جدا بأمنا العذراء ضع لها صورة أمامك دائما اعمل لها تمجيد نور لها شمعة صغيرة فى بيتك لابد ان يكون بينك وبين العذراء علاقة خاصة علاوة ومحبة خاصة وعندما تتكلم عنها تشعر انك تتكلم عن والدتك اى شخص يحتاجها فى اى شىء لا تتاخر عنة قرب من صفاتها ربنا يبارك حياتكم ويعطينا نهضة مقدسة ولالهنا المجد الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
09 أغسطس 2025
نتطلع الى العذراء
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركاته
من بشاره معلمنا لوقا الاصحاح الاول عدد 46 تسبيحه امنا العذراء تبتهج روحي باللة مخلصى لانه نظر الى اتضاع امتة فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني لان القدير صنع بى عظائم واسمة قدوس ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونة صنع قوه بذراعيه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين عضد إسرائيل فتاه ليصنع رحمه كما كلم ابائنا لابراهيم ونسلة الى الابد فمكثت مريم عندها نحو ثلاثه اشهر ورجعت الى بيتها مجدا للثالوث الاقدس ايام السيده العذراء ايام مليئه بركه مشحونه بالفضائل والصلاح والبر والفرح لا نريد ان تعدي ونحن فعلا قربنا من العذراء واستفادنا من العذراء اكلمكم عن ثلاث نقاط انا والعذراء انا وخدمتها انا وفضائلها
اولا انا والعذراء:- من العذراء العذراء هي والده الاله العذراء التي حملت الله الكلمه المتجسد في احشائها العذراء الله نظر الى اتضاعها مثل ما نقول الكائن في حضن ابيه كل حين اتى وحل في الحشا البتولي السيده العذراء هي والده الاله السيده العذراء التي يقال على بطنها بحسب قول القديس كيرلس معمل اتحاد الطبائع نقول عنها في المديح السلام لك يا مريم السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت مريم خزانه حاويه اسرار اللاهوت انا ومريم لابد ان اكون خزانه حاويه اسرار اللاهوت لابد اكون نموذج لامنا العذراء مثل ما هي اتحدت بالله الكلمه انا ايضا اتحد بالله الكلمه يسوع يريد اننا نكون مثل العذراء السيده العذراء اخذت المسيح بداخلها نحن بالتناول ناخذ ايضا المسيح داخلنا مثل ما السيده العذراء اخذت المسيح داخلها نحن ايضا ناخذ المسيح داخلنا مثل ما السيده العذراء خزانه حاويه اسرار اللاهوت نحن اصبحنا خزانه حاوية اسرار اللاهوت مثل السيده العذراء كان المسيح ساكن في احشائنا نحن ايضا المسيح ساكن في احشائنا العذراء قديس يوحنا ذهبي الفم قال ليست العذراء هي الاستثناء بل هي النموذج النموذج الذى كان مصالحة بين اللة والجنس البشرى ادم اخطآ وادم طرد وادم انفصل جاء الله يعمل مصالحه صالحنا في شخص ابنه يسوع المسيح من جسم اخذ الجسد من السيده العذراء المصالحه تمت عن طريق السيده العذراء لان الجنس البشري الداخل من السيده العذراء اصبحت العذراء هي التي عملت بدايه المصالحه مع الجنس البشري تمت في احشائها من بداية التجسد ظهورات كثيرة للملائكة ملاك يبشر وملاك يأتي ليوسف في حلم وملاك يأتي لأليصابات ويأتي للعذراء،وملاك الهروب لأرض مصر وملاك يرجعهم لمصر،وكل فترة تذهب به في مكان في العهد القديم تجد كان لا يوجد ظهور لملائكة لمدة لا تقل عن 500 سنة. 400 سنة من بعد حجي و زكريا و ملاخي سنوات يسموها سنوات الصمت الظلمة٤00 سنة بداية ما جاءت بشائر المصالحة بشارة الملاك للسيدة العذراء بدأت السماء تفتح على الأرض العذراء هي بداية المصالحة ربنا يسوع المسيح أعطاها هذا المجد وهذه الكرامة لماذا؟ لكي تكون أم لنا جميعا أمنا العذراء تكون نموذج كل إنسان فينا يفكر في نفسه إنه يكون هو على مثال العذراء أنا المسيح يأتي ويسكن بداخلى أنا المسيح يكون في حجري أنا أحمله على زراعي أمشي كثيرا معه أجلس كثيرا معه أتكلم كثير معه من العذراء كانت كذلك مع ربنا يسمع تروح اى مكان معا وتسمعة لابد أن أكون أنا وإنت كذلك أسمعه كثيرا وأكلمه كثيرا أتكلم معه كثيرا مثل العذراء هي قاعدة معه لا بد أن أكون أنا وإنت كذلك لا بد أن أتعلم من أمى العذر أن أجلس معة كثيرا أقضي اليوم كله معه ارتبط به جدا مثل السيدة العذراء ماشي وراه وانظر ماذا يفعل؟ يتكلم ازاي يصلي ازاي السيدة العذراء كانت متبعاة خطوة بخطوة نحن لا بد أن نكون كذلك لابد أن نكون معه باستمرار أنا والعذراء لابد أن أتعلم منها الوجود في حضرته التعلم منه باستمرار منين مايكون في مكان تكون معاه بيعلم هي بتسمع بيتكلم هي بتسمع يعمل معجزات هي تنظر عشان كذا لو حبينا نسأل حد عن يسوع أسأل العذراء لأنها رأت كل شيء رأت أشياء لم يراها أحد في الطفولة رأت أرض مصر إن محدش يعرف عنها حاجة لكن عجائب حدثت في عجائب أرض مصر رأت لحين الصليب ولا لحين القيامة أنا وإنت لابد أن نتشبه بالسيدة العذراء في حياتها كيف يكون عقلي وجسدي وفكري يمتزج بالمسيح مثلما أمنا العذراء امتزجت بالمسيح كيف أن أقضي معه وقت طويل كيف أن أجلس معه كثير وأسمعه وركز معه؟ كيف أكون منصت لكل كلامه؟وكيف اتأملة فى كل اعمالة واحد من القديسين يقول نفسي أكون مثل السيدة العذراء فماذا فعل أيتها العيون تأمليه أيتها الأذان اسمعي أيتها الايدى احمليه أيتها الركب دللية ايتها الافواة قبلية السيدة العذراء كانت تجلس وتقول هذا القدوس العلي ابن الله والحقيقة أنا أكتر إنسان أقول إنه إبن الله لأني حبلت به بالروح القدس ليس مخلوق عادى ليس مجرد طفل ليس مجرد صبي هو اللة الظاهر بالجسد العذراء لديها يقين من هو أنا وإنت علاقتي بالمسيح إيه المسيح بالنسبة لي هو الله الظاهر في الجسد تحب أن تتأمله كثيرا وتسمعه كثيرا ولابد أن يكون لديك إيمان قوى يعبر بك اى شدة او اى ضيق كثير شدائد مرت بالسيدة العذراء لم يكن لديهم طعام أو شراب وتسمع الكلام لكن لم تكن محتاجة لشيء إطلاقا ثقة في الذي معها لا بد أن يكون المسيح في حياتي مثل العذراء ناظرين لة داىما و بنكلمه على طول موجود في حياتي أنا وإنت لابد أن نتشبع بروح السيدة العذراء التي كانت مرافقة بة باستمرار كان في أحشائها واتحد بها واتحد بطبعها ثم ولدته من أحشائها ثم صارت معه وصار معها أنا وإنت لابد أن نعيش بنموذج أمنا السيدة العذراء المسيح يكون معك باستمرار لا يغيب عنك باستمرار حتى وهو بعيد عنك لابد يكون في ضميرك في وجدانك السيد المسيح حتى ولو ذهب مشوار مع تلاميذة وهي مش معاة فهى مشغولة بة ايضا متى يرجع مشغول بية لا بد أن نكون نحن كذلك في كل مكان نروحه فكرنا يكون مشغول بالمسيح ادرك طبيعته ادرك مجدة اصدك أعماله مش محتاج يقول لي مين هو المسيح مش محتاج يقول لي إنه هو قادر على كل شيء مش محتاج حد يبرهن لي إنه يقدر يدبر أمور حياتي الست العذراء كل هذه الأمور أي إنسان يشككها فيها ولا جالها فكر المسيح يقدر يعمل كذا القدير صنع بي عظائم اسمة قدوس ورحمته من جيل إلى جيل صنع قوى بذراعية قوة الله نفسها من المسيح بالنسبة لي لكي تقرب من المسيح لابد أن تقرب من العذراء تقرب من السر عندما تقترب من العذراء تتعلم من هو المسيح عندما تكون عايشة معه وقريبة منه رأت معه كل شئ لابد أن أقرب منه وأتعلم منه وأرى منه كل شيء هي متأكدة إنه مخلص الجميع متأكدة من برة ومن قداستة متأكدة من علاقته بالله الآب متأكدة إنه مذخر فيه كنوز العلم والمعرفة لا توجد شدة أبدا ولا ضيقة أبدا عند السيدة العذراء ولا تذمرت عشان كده هي واثقة جدا في مين هو الذي معها؟ المسيح معنا على مستوى المسيح والعذرا ؟ أنا مرافق لربنا يسوع زي مرافقة العذراء لربنا يسوع المسيح في أحشائي مثلما المسيح كان في أحشاء العذراء أنا أصبحت خزانة حاوية أسرار إللاهوت عشان كده احبائي مفيش واحد يعيش مع الله الا ولابد أن يعرف اللاهوت تقرب للمسيح تفهم لاهوت عشان كده القديسين كان يقولوا ما الذي جعل القديس أثناسيوس الرسول الذي دفع عن الإيمان ما الذي جعله يعرف اللاهوت ؟ سر نقاوة إيمان أثناسيوس تقواة السيدة العذراء بسيطة جدا وتعليمها بسيط لكن تنظر إلى التسبحة بتاعتها تقول عليها لاهوتية عظيمة ماذا عرفت هذا الكلام؟ نحن كذلك أيضا لابد أن نكون نعرف المسيح ليست معرفة العقل لكن معرفة اختبار المسيح إللي هو الظاهر في الجسد الله الكلمة الإله الكامل والإنسان الكامل الذي صنع تدبير الخلاص بالجسد الذي كمل طريق خلاصنا بالالام الاب وضع عليه إسمه لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه الذى عايشة معها هوهو من نفس جوهر الآب يقال عنه رسم صورة جوهريته مساوي للآسف في الجوهر أصبحت لاهوتية عظيمة نحن كذلك ممكن نكون فاهمين جدا بعشرتنا لربنا يسوع المسيح أنا ولا والعذرا أكون أنا فاهم مين المسيح أكون معاشر المسيح مجلس معه كثيرا وتكلم معه كثيرا بسمعه كثيرا ينظر لو كثيرا.
ثانيا أنا وخدماتها:-
السيدة العذراء من بداية حياتها وهي طفلة صغيرة كانت نظيرة في الهيكل أولا تأخذ لي لك أن الهيكل اليهودي كان ومكان العذراء ليس مقصورة السيدات الهيكل اليهودي كان مكان يقدم فيه ذبائح والذبائح ذبائح حيوانية غنم وبقر وخرفان مين الذي كان ينظف؟ من يراعي هذه الحيوانات؟ البنات الناظرات السيدة العذراءكانت هذه شغلتها كانت شغلتها شغلة خدمة نظافة تنظف هنا وهنا والذبائح عندما تقدم تحرق ويكون في جلود وبواقي و إخراجات السيد العذراء كانت خدامة في الهيكل يقولو إن الهيكل دايما كان يجتمع فيه المساكين عشان كده المقعد بتاع الهيكل مريض بركة بيت حسدا يجمع فيه المساكين وأصحاب العاهات مين الذي كان يخدم الناس؟ السيدة العذراء، كانت تحب جدا أن تأخذ بركتهم لدرجة إنه كانو يقولوا الأكل الذي كان يعطوه لتأكله في الهيكل كانت توزعه على الغلابة كانت خدمة وهي طفلة صغيرة توزع أكلها تخدم خدمة الذبائح التي تقدم بالإضافة إلى خدمة التسبيح في الهيكل وهي طفلة صغيرة كانت خدامة وتساعد الناس من وهي طفلة صغيرة رحيمة من وهي طفلة صغيرة بتسبح لأن التسبيح في حد ذاته هو خدمة كبرت الست العذراء وخدمت بعد ذلك يوسف ويوسف رجل كبير فوق ال70 ارادوا أن يحلوا مشكلة الست العذراء البت كبرت ومينفعش تجلس فى الهيكل وليس لها أحد قالو تخدم يوسف الست العذراء قبلت وذهب مع هذا الرجل لكي تخدمه وكملت مسيرة خدمتها ظلت تخدم يوسف ويقول التقليد أن أثناء ما كانت تخدم يوسف كان ايضا تخدم جيران يوسف كان لديها روح خدمة روح حب بعد خدمة يوسف خدمت اليصابات وبمجرد ان قيل لها وهذا اليصابات حبلة فى شيخوختها أسرعت المكان الذي كان فيه السيدة العذراء للمكان الذى كانت فية اليصايات يبعد عنه 60 كيلو مثل من إسكندرية لدمنهور وجبال وطريق أخذته مشي وهي كانت حبلة أيضا داخلها روح خدمة ذهبت وتخدم أليصابات و أليصابات قالت من أين لى هذا إن تأتي أم ربي إلي والعجيب احبائى السيدة العذراء جلست عند اليصابات ستة أشهر كانت أليصابات حامل في ثلاثة أشهر جلست عندها ستة شهور اثاء فترة الحمل السيدة العذراء تركتها بعد ولادتها إللي جايين يحضروا الولادة كانوا كتير حبايب وقرايب أليصابات اتوا لها عند الولادة الست العذرا تحب دايما الخفاء عندما وجدت عدد كبير بدأ أن يأتي فانسحبت لانها كانت تحب الخفاء خادمة فى الخفاء خدمت ربنا يسوع المسيح من الذى اعتنى بربنا يسوع المسيح ومن الذى خدمة في الولادة وفي الصبى مرافقة وكان دائما ربنا يسوع المسيح لم يكن لوحدة كان دائما معة تلاميدة عنده مرض بأنواع كثيرة كان يحضرون إليه من الذي كان يخدم كل هذا ؟ السيدة العذراء خادمة عندما ذهبت عرس قانا الجليل قالت ليس لهم خمر ماذا عرفت؟ لأنها كانت معهم في المطبخ لم تكن لديها روح تعال إنسان أحبائي الذي به سر المسيح يعرف كيف أن يكون خدام يعرف أن يكون أقل واحد في الناس ويخدم الآخر ولا يتعالى على أحد العذراء خادمة في الهيكل العذراء خادمة لاليصابات العذراء خادمة ليوسف العذراء خادمة للمسيح لحين اخر وقت للمسيح هي تتبعه إلى الصليب بعد الصليب وبعد الموت والقيامة. العدرا خادمة للرسل دور العذراء لم ينتهي السيدة العذراء عاشت 14 سنة بعد المسيح خلال 14 سنة كانت تخدم الرسول واحتياجاتهم لحين اليوم احبائى السيدة العذراء تخدمنا دور السيدة العذراء إلى الآن تشفع في أولادها تشفع وتقول لة تأنى أيها الغير الغضوب لا تغضب أيها الرحيم تأنى السيدة العذراء واقفة تفعل ذلك مع المسيح وإحنا نقول لها ليس لنا دالة ولا حجة ولا دالة عندنا نحن بك نتوسل أم رحيمة قادرة رحيمة إذا السيدة العذراء دورها في الخدمة أنا عذراء تعلم من خدمتها تعلم تساعد الناس تعلم تعمل البر تعلم تعمل الرحمة تعلم تشعر بالذى حولك بلاش أن نعيش في سجن أنانيتنا بلاش نعيش لنفسي وفقط العذراء لم تكن لنفسها وفقط وهي طفلة صغيرة من وهي صغيرة شعرت بروح المسؤولية ويقولوا على يوسف تقول حاضر وعندما تذهب إلى عرس تذهب لتخدم فيه لا لكي تأخذ الكرامة كل مكان تخدم السيد المسيح قال أما أنتم فالكبير فيكم يكون الأصغر المدبر كمثل الخادم روح الخدمة تعلمها من السيدة العذراء طول ما الإنسان يريد أن يأخذ يأخذ مش هيشبع هيتعب المفروض الإنسان يفكر ألا ينظر إلى ما هو لنفسه بل إلى ما هو للآخر أيضا نتعلم الخدمة من أمنا العذراء والشعور بقى أهلك وأقاربك والشعور بالناس إللي في مشكلة وفي أزمة ماتسمعش إن واحد مريض وتنسى أو إنسان في تجربة أو غريبة ولا تبالي اسأل واذهب ودور إنت تقدر تعمل إيه؟ واللى عليك دور تقدر تعمله ودور تقدر تسند بيه الناس إسنادهم الناس لما تكون في شدة مش محتاجة إللي يقول له ربنا معاك لكن محتاجة إللي يقول له أنا معاك وأقدر أعملك إيه أنا أجبلك أنا عامل معاك كذا أتعلم من العذراء تكون بطبيعة العذرا خدمة العذراء
ثالثا فضائل العذراء:-
كنوز كتير يكون عندك صورة للست العذراء تبصلها شوية تنظر إلى الهدوء إلى الوادعة انظر الى تواضع العذراء وصمت العذراء لو عملت بحث في الكتاب المقدس بحياة العذراء وسمعت الكلمات التي قلتها الشخص المليان من الداخل تجد دائما كلامه قليل لكن أعمال كثيرة العذراء تعمل كثير وتتكلم قليل في ناس تانية تتكلم كثير وتعمل قليل أتعلم كيف أن تعمل كثيرا وتتكلم قليل يعني إيه تواضع تعلم من العذراء الإنسان في ضعفة و كله وحاشا ومفهوش حاجة تستاهل وعلى كده متكبر وعامل نفسه أحسن واحد في الدنيا الست العذراء التي هي خزانة تحوي أسرار الاهوت التي ولدت الله الكلمة بالحقيقة كيف أنها لم تشعر بالكرامة التي هي فيها لأنها متواضعة عايز تعرف الشخص المتواضع؟ شيء بسيط جدا تاخد بالك منها لما بيتكلم بيتكلم كتير عن نفسه ولا عن ربنا؟انظر ماذا قالت السيدة العذراء أنه نظر إلى اتضاع أمته القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس رحمته إلى جيل الأجيال صنع قوة بذراعه تريد أن ترى المتواضع المتواضع الذي لا يتكلم عن نفسه الشخص الغير متواضع لا يعرف ألا أن يتكلم عن نفسه نتكلم كثيرا عن نفسه عن أعماله عن إنجازاته وكأنه يريد أن يريد للناس يقول للناس انظروا إلى عظمتى السيدة العذراء عندما تكلمت تكلمت عن القدير العظيم ربنا يسوع المسيح لا تتكلم عن ربنا يسوع المسيح تواضع كم ازمة عدت بها السيدة العذراء؟ كم احتياج عندما تذهب إلى يوسف يوسف رجل نجار والناس الحرفيين عندما يكبرون الحرفة لم يقدر يفعلها لها وعندما يكون نجار في منطقة شعبية وناس فقيرة هنا ماذا يفعل؟ يعمل له كرسي ترابيزة ويشتغل في التصليح يصلح ترابيزة تعبانة أشياء بسيطة جدا عندما ذهب إلى أرض مصر اى نجار وأي حرفى شغلته تكون من سمعته من معرفة الناس إللي حواليه بيه لكن هذا كان لا أحد أن يعرف عنه شيئا يقال في التقليد إن ربنا يسوع المسيح والسيدة العذراء اقتاده لفترة طويلة من الذهب الذين أتوا به المجوس كان لا يكون معهم أموال نحن عندما نتعرض لشدة ماذا نفعل؟ عندما نتعرض لاحتياج ماذا نفعل؟ السيدة العذراء في شكر في تسليم بهدوء فضائل بستان فضائل كلام معكود حياة شكر حياة تسليم حياة تسبيح حياه خدمة حياة تواضع حياة عفة هذه هي العذراء جيد أن أنا نكون صاىمين ونذهب إلى الكنيسة لكن لا بد أننا لا بد أن نقرب للعذراء بالفعل إننا نتحد بشخصها بالفعل مثل ما بتقول الترنيمة مجدوها عظموها لابد أن نعظمها ونمجدها فى قلوبنا و نتعلم منها لكي تكون فعلا أمنا طبعت علينا السيدة العذراء تكون أثمرت ونكون جميعا أولاد العذراء حاملين منهجها ورسالتها وطريقتها كل إنسان فينا يكون لسانه لسان العذراء وقلبه وقلب العذراء كل إنسان حياته تكون حياة العذراء البنت الفقيرة البسيطة المتواضعة التي تصبح تأمل الله لكنها خادمة للجميع يقولوا إن ممكن الإنسان يستحمل الإهانة لكن الأصعب إنه يستحمل الكرامة الإنسان تظل تعظم في إنسان كثير ومن داخله يكون متواضع السيدة العذراء كانت متوضعة رغم إنها مكرمة وعندما قالت وهذا جميع الأجيال تطوبنى ليس من باب الكبرياء لكن من باب إعطاء المجد لله لأننا لا نكرم العذراء لشخصها ولكننا نكرمها لأنها التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة عندما تسمع المجمع القداس تجد أبونا يقول الأنبياء رؤساء الآباء والأنبياء والرسول والمبشرين والإنجيليين والشهداء والمعترفين رؤساء الاباء شيء كبير جدا ابراهيم واسحاق ويعقوب الانبياء واشعياء وارمياء ودانيال وحزقيال وعاموس والرسل باكملهم والمبشرين والانجيليين والشهداء والمعترفين كل هذا اختصرناهم في كلمه وكل ارواح الصديقين الذين كملوا في الايمان لكن بعد ذلك يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله القديسه الطاهره مريم التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
02 أغسطس 2025
فرصة للتغيير
بسم الآب والابن والروح القدس، الله واحد أمين، فإن تحل علينا نعمته ورحمته، وبركته الآن وكل اوان وإلى دهر الدهور كلها أمين.
من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل روميا إصحاح 13 عدد 11 بركتة، علينا جميعا أمين
هذا الجزء الذي غير حياة القديس أغسطينوس رومية 11:13 "هذا و انكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا قد تناهى الليل و تقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة و نلبس اسلحة النور لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر و السكر لا بالمضاجع و العهر لا بالخصام و الحسد بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات" نعمة الله الآب تحل على جميعا آمين هذا الجزء قرأه القديس أغسطينوس وعمل بداخله زلزال هز كيانه لأنه يقول انها الآن ساعة لنستيقظ من النوم نحن أحبائي نصاب بمشكلة كبيرة في حياتنا مع الله بمجئنا الكنيسة نحن لا نتغير لدرجة إننا نحب السماع فقط ربما يكون يوجد من حضراتكم ناس تاخد بركة حضور النهضة جميعها 15 عشية ١٥ تمجيد وعظة لكنها لا يوجد لديها نية للتغيير أسمع وأعجب بالكلام آخر شيء أوصل له إنني عندما حضرت بعض العظات بدأت اقول إن عظة اليوم كانت أفضل من امس أجمل عظة كانت العظة الفلانية في الحقيقة نحن جئنا لا لكى نعطى درجات لاحد او جئنا لاجل أن نتلذذ بسمع جئنا لكى نتغير إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم قد تناها الليل تقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ولنلبس أسلحة النور معنى أننى اتى و لم يحدث فى حياتي لون من ألوان التغيير، يبقى في مشكلة ربما أكون غير مصدق إننى ممكن ان أتغير ربنا أكون تصالحت مع أخطائي وخطاياى لدرجة انها اصبحت هي واقع، ولا يحتاج إلى تغيير ربما أكون غير مصدق إن الله ممكن ان يغيرنى ربما اكون شاعر انى لا اريد ان اتغير أشياء كثير المهم أكون أنا زي ما أنا. أقول لك لا ينفع لا بد أن تكون حياتنا بها تغيير دائم معلمنا بولس قال نتغير إلى تلك الصورة عينيها من حدود التغيير مش هوصل لشيء معين وأقول خلاص كده نتغير إلى تلك الصورة عينيها صورة المسيح هدفنا من حياتنا مع الله أن نكون مثله هدفنا مع حياتنا مع الله أن نمتلئ من الروح القدس وأن نتحلى بثمار التوبة وأن نحيا السماء على الأرض طول ما أنا لسة ما وصلتش لهذه المرحلة أنا بجاهد ومش رافض ولا أنا مسلم للحياة بتاعتي عشان كده عاوزة أقول لكم على ثلاث كلمات بساط جدا ممكن يعطلوا مسيرة حياتنا مع الله، أولهم الاستهتار، ثانيا التأجيل التراخي، ثالثا اليأس
أولا الاستهتار:-
يوصل الإنسان، إنه يقنع نفسه أي شئ يعملها انه عادي مش مشكلة لزوم الحياة لزوم المواقف الدنيا بتضطرني لا يشعر أبدا إنه يوجد شيء خطأ يستحق التوبة يستحق الندم والتضرع أمام اللة يستحق الصيام من اجلة أحيانا كثير بفقد احساسي بالخطأ مثل ما قال معلمنا بولس الرسول يشربون الاثم كالماء لاجل ذلك القديسين حذرونا وقالوا أحيانا الخطية بتاخذ صفة الطبع إن الشخص يتكيف مع الخطية بتاعته لدرجة إنه يقبلها كجزء من طبعة إنسان عصبي الخطية تاخد قوة الطبع ممكن إنسان يكذب لحين أن يتحول إلى كذاب ممكن إنسان يكون متكبرلدرجة أنة لم يشعر أنة متكبر و ممكن إنسان اخر عينة تكون شريرة لدرجة إنه مش حاسس إن عينه تبقى شريرة لماذا؟ لأنه ساكت ساكت ساكت الخطية بالنسبة له أصبحت جزء منه أصبح لا يوجد مقامة ولا يوجد تغيير ويبرر أيضا كل الناس تفعل زي مواقف الشغل الحياة وسائل الإعلام عمل عدو الخير إنه يجعلنا نعطى الخطايا أسماء غير أسماءها كذب يجعله إنسان مجامل الكلام خطايا الشهوة والغريزة إنسان يسميها احتياجات طبيعية والذى عينه وحشة يقول هما إللي لابسين وحش كل شيء نطلع له شيء يجعله نخففها شيء مع شيء مع شيء نرى القلب تلوث طبعك غير اين صورة المسيح؟ أين بر المسيح فينا؟ في حين العكس إن المطلوب إنني لم أعمل تخفيف للخطية أعمل تكبير للخطية دايما الآباء ينصحونا يقولولنا لا تعطى للخطية إسم أقل منها أعطيها إسم أكبر منها ممكن الذي يشتهي مال غيرة يقول اننى سرقت عشان كده الكتاب قال من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى لكنه لم يزني يريد أن يكون من داخلك روح قداسة من داخلك تكون بتعرف كيف أن تقاوم حيل المضاد التساهل يجعل الإنسان يبيع الغالي بالرخيص مبصليش أصلى تعبان ما بصحاش بدري لانى كتير السهر لابد أن نكون أمناء مع الله مع أنفسنا الاستهانة تضيع بركات كثيرة الاستهتار يجعل الإنسان الروح من داخله تنحصر تجد الشخص معندوش قدرة أنة يصلى ليه؟ مش قادر يقف في القداس موجود وحاضر القداس حاضر العظة لكن دماغه في شيء آخرمسبى لماذا؟ سمح لنفسه بشيء صغير و شيء صغير في شيء صغير وجدنا إرادته ضعفت وروح الله انحصرت وميول شر ذادت تركيبه على بعضها أحبائى ماذا نفعل؟ ندقق؟ ناخذ بالنا أفكار إيه؟ مشاعري إيه؟ ماذا أقول؟ ماذا أسمع؟ ماذا أنظر؟ لم أكن أقدس ما فية وأفرط فيه جسدى ليس جسدي عيني ليست عيني فكري ليس فكري يدى ليست إيدي عندما ناخذ الميلاد الجديد ناخد جسم المسيح بداخلنا اعضائى تكون ليست أعضائنا أفكارنا ليست أفكارنا معلمنا بولس قال أما نحن فلنا فكر المسيح ليس فكري ليست أعضاءك معلمنا بولس الرسول قال افأاخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية حاشا أعضائي أصبحت أعضاء المسيح أنا جسمي جسم المسيح ليس جسمي جسم المسيح إن أهنت أنا جسمي فأنا بهين جسم المسيح إذا الذي كان يخففوا لى العدو والذي كان يبرره لى العدو والذي كان يسمي لي الأشياء تجعلنى اتراخا لابد أن أنتبه الإستهانة تضيع بركات كثير عيسو أخوه كان جعان وأخوه صنع طبق عدس فقال له أعطيني أن أكل ابونا يعقوب مكار قال لة اعطينى الباكوريا وأنا أعطيك تأكل فقال لة أنا ماضى إلى موت أعطيني أكل البكر في العهد القديم إللي حامل بركة أبوه البكر في العهد القديم هو الذي يقدم الذبيحة عن الأسرة في غياب الأب البكر في العهد القديم الذي يورث ضعف أخواتة بركات كثيرة للبكر تخيل عيسو كل هذا الباكورية امامة كانت كلاشي بعها بطبق عدس أنا ماضي إلى موت اعطينى ااكل الإستهتار يبيع الغالى بالرخيص السماء الفضيلة اقتناء الروح القدس جسد ودم الهنا ممكن ان يبيعوا بالرخيص من اكتر الاشياء التى نطفئ فينا الروح القدس الاستهتار بالمقداسات الإستهتار يفعل ذلك كل شيء نعطي لها مبرر حسب رغبات الإنسان وميول الإنسان الاستهتار اضيع من الإنسان بركات كثيرة علاج الاستهتار التضقيق علاج الاستهتار تجديد عهود اللة وتوبة بنفس بدقة عليك الاستهتار محاسبة النفس بأمانة اركع أمام الله وأقول له يا رب اكشف لي خطاياى واحد من القديسين كان في مرة يقول يا رب نفسي أشوفك نفسي أشوفك فجاء لة صوت يقول له عندما ترى خطاياك سوف تراني قديس ماراسحق يقول إن الذي يبصر خطاياة أعظم من الذي يبصر ملائكة بداخلى الغش والرياء والكذب والكبرياء ومحبة العالم ومحبة المال كل هذا بداخلي وأنا ساكت أول ما الإنسان أحبائي ربنا يكشف له خطاياه يجد نفسة ومن داخلة فى تواضع ودموع ورغبة في التوبة واحتياج لربنا شديد لانى شعرت كيف انا فقير و محتاج الإستهتار يجعل الانسان يدين الاخر نحن نخلص كما بنار ابونا في القداس يقول الذي يظهر لدين المسكونة بالعدل يعطى كل واحد حسب أعماله اذا ارتد روح الاستهتار من داخلك اجعل نفسك مدقق وأمين وأنظر إلى خطاياك بالفعل والذى لا يعرف أن يرى خطاياة في كبرياء ولا لأ؟ فيك محبة للعالم ولا لأ؟ فيك محبة للمال ولا لأ؟ فيك غرور وأنانية فيك لف ودوران وغش فيك إداتة فيك شهوة رياء في رحمة نعمة في مسيح لكن مينفعش حتى لم ارى خطاياى مش شايف إن محتاج لدكتور وانا مريض والمرض بيزيد جوايا وأنا مش حاسس لماذا؟ سمو المرض الصعب الوحش إسمه الخبيث؟ بمعنى أنة يكون داخل الإنسان والإنسان لا يشعر بة الخطية خبيثة أخبث من المرض وأخطر بكثير من مرض الخبيث ممكن ينقي الإنسان ممكن إللي كان متمسك بالعالم يفطم من العالم يمكن إللي كان محب للعالم محب الشهوة اتفطم يمكن مرض يكون للخلاص لكن الخطية للهلاك وهلاك أبدي أحظر الاستهتار أطلب من ربنا أن يطرد منك روح الاستهتار افحص نفسك دايما واعرفها و نظرها وابتدى عالج وكل ما شفت الخطية و حجمها الطبيعي كلما زاد صراخك لربنا كلما زاد صراخك لربنا كلما زادت الفترات التى تركع بها على ركبك أكتر كلمة الكنيسة تعلمها لك كلمة يا رب ارحم أكثر كلمة اكتر كلمة الكنيسة تحب ان تثبتها فى قلب اولادها إغفر لنا خطايانا لكي تكون أنت بري أمام الله لكي تتمتع بقداستة وحضورة.
ثانيا التأجيل:-
افرض الله كشف لك خطاياك وبدأت تنظر أد إيه في مقر وغش وخداع وأنانية وكبرياء ومحبة مال ومحبة عالم وبدأت تريد أن تدوب تجد الحرب تستلمك وهى تؤجل توبتك من الذى قال إن الظروف سوف تتحسن ؟ من الذى عاش 30 سنة قبل ذلك وبعد ذلك يرى مشاكلة تتحل ؟ مشاكل لم تخلص الوعد بالراحة وإحنا على الأرض وعد زائف لأنه قال في العالم سيكون لكم ضيق طول ما نحن في الجسد نحن في الألم آلام جسدية ألالام نفسية و روح، لو إن الإنسان يتوقع أن الدنيا تكون أفضل خدع من الشيطان الإنسان بيؤجل لأن المرحلة إللي جاية أفضل محدش يضمن أحيانا الإنسان فترة الشر إللي جوايا تزيد والضمير يتبلد والروحي تنطفئ ، والإرادة تضاعف ويسير هناك استحالة فى الحياة مع الله لأن كلما أجل كل ما الرباطات تزيد ولا تقل القديس أغسطينوس عندما سمع كلمة معلمنا بولس الرسول إنها الآن ساعة لنستيقظ خلاصنا الآن أقرب من ما كان حين أمنا تناها الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور هذا أحبائي الرجاء إللي إحنا نحن لا بد أن نعيش به الآن القديس أغسطينوس قرأ الكتاب المقدس قبل ذلك لكنة قراءة من محبة الفلسفة والعلم أعجب به بعد ذلك والدتة كانت تصلي له و تطلب من الرب بدموع يا رب فقالت لة لم تشعر إنك محتاج للتغير قال لها ليس الان لو تقرأ اعترافات القديس أغسطينوس كان يقول أنا غبي يلا غباوتى لقد تأخرت كثيرا في حبك ايها الجمال الفائق الجمال والمتجدد الفائق القدم إنت كنت معي وأنا بشقاوتى لم أتبعك إنت كنت فيا وأنا بشقاوتى لم أكن فيك لقد تأخرت كثيرا في حبك جاء عليه أوقات كتير في حياته كان يقول إني أريد أن أتوب ولكن ليس الآن أنسب وقت للتوبة هى الآن أنسب ميعاد لتغييرك الآن اليوم فى نهضة أمك الست العذراء تاخد شفاعتها وبركتها وقوتها وتقولها ساعديني لكي أكمل الصوم وأنا ماسك فيكي وأشعر فعلا إني قد بدأت طريقا جديدا وقد بدأت حياة جديدة وأنا كونى لى رجاء فإنتي أم قادرة معينة رحيمة الأبن الشاطر والابن الضال قال أقوم الآن القديس بولس الرسول وقف أمام فيلكس الوالى بولس الرسول في الحقيقة كل المحاكمات إللي دخل فيها كانت مدبرة بمكايد لكنة كان مبسوط من المحاكمات كان يعتبر أن محاكمات مجال للكرازة كان يعتبر أن المحاكمات فرص للكرازة أمام الملوك والولاة وأمام المحكمة وأمام الجميع فكلم فيلكس الوالي وكلمه عن البر والدينونة والتعفف الوالي ارتعد اتهز من هذا الكلام لأن الكلام قوي بر ودينونة وتعفف فيلكس الوالي ارتعد وبولس شعر بالإستجابة في عينين وملامح فيلكس الوالى فبدأ يتأثر وهو يكلمة عن البر وعن الدينونة وعن التعفف وبداء يسأل عن ماهى الدينونة وهل ربنا يحاسب يعني إيه الإنسان يعيش تعفف يعني إيه؟ وبدأ يرغب فى التغيير. لكن للأسف أجل قال لبولس اذهب الآن ومتى حصلت على وقتى أستدعيك بولس مسجون عنده فيه ضامن نحن نعتبر أن ربنا موجود تحت أمرنا وقت ما نقول له تعالى هيبقى يجي وقت ما هنقول لتوبة تعالي هتيجي لم أقدر أن أضمن لك هذا مقدرش أضمن لك أن ممكن الخطية تعمل في ايه وتعمل فيك اية وتجعلك ممكن تكون لديك رغبة في التوبة ممكن بكرة أكون أكثر شرا، لكن معنتيش قدرة ولا رغبة إني أتغير الخطية فعلت في ذلك أنسب شىء للتوبة تستجيب مع القديس أوغسطينوس فى هذا الفصل الذي يقرأ أن خلاصنا الآن أقرب من ما كان قد تناها الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة أترك الذي مضى أبدأ من الآن كان معلمنا بولس الرسول يقول أنتم الذين كنتم قبلا ظلما أنتم اللذين كنتم قبلا غير مرحومين أما الآن فمرحومين كنتم قبلا اترك الذي مضى وألقية خلفك لأنه مضى وانتهى. أنظر إلى الأمام كل سكان الجحيم كانوا يرودون أن يتوبوا ولكنهم كانو يؤجلون لا تقول بعدين قول لة يا رب اقبلني اليك ايها الصالح محب البشر نقول له يارب كرحمتك وليس كخطاياى تقول لو انت يارب الذى تعطينى توبة ورحمة من عندك.
ثالثا اليأس:-
من اصعب الاشياء التى نحارب بها الاستهتار إذا نجينا منه ندخل في التأجيل ، إذا نجينا من التأجيل ندخل في اليأس عندو الخير يقنعك إنك، لا يوجد منك أمل وإن خلاص المسيح نظري ولغيرك لكن أنت عارف كويس قوي إنه مينفعش لو نفع، فإنت مش هتقدر عشان كده يقول لك عند الذين سقطوا بالخطية أقل بكثير من الذين سقطوا باليأس إللي سكته باليأس أكثر بكثير من الذين سقطوا بالخطية ما أليأس إنك تشعر أن لا يكون لديك رغبة أنك تتغير لأنك لديك إحساس أكيد إنه مش هينفع مش عايز تقدم محاولة لأنك شاعر إنها محاولة فاشلة اليأس معناه إنك تقول لربنا انك غير قادر وضعيف وغير موجود انت تقدر أن تخلص لكن غيري أنا لا لأني أنا حالتي صعبة لكل الأحياء يوجد رجاء في أيد طبيب ماهر زي ما القديسين يقولوا إن الطبيب يمدح بمرضاة كل ما كان المريض عنده مرض خطير كل ما كان تظهر فيه مهارة الطبيب الطبيب يمدح بمرضاة نحن مريض بمرض شديد فلة مخلص ولى طبيب ماهر وإللي هي طبيب ماهر أنا واثق فية هذا رجاءنا في المسيح عشان كده حرب اليأس حرب عايزة إنسان يمسك صليبه في إيده حرب عايزة أقوله يا رب يا يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ عشان كده حرب اليأس عايزة أثق في قدرة المخلص ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
26 يوليو 2025
عِلاقتِى بالله
سوف نقرأ جُزء مِنَ رِسالة مُعلّمِنا يوحنا الرسول الأولى الإِصحاح الأول بركاته على جميعنا آمين
[ الّذى كان مِنَ البدء ، الّذى سمِعناهُ ، الّذى رأيناهُ بِعيوننَا ، الّذى شاهدناهُ ، وَلمستهُ أيدينَا ، مِنْ جِهة كلِمَةِ الحياة فإِنَّ الحياة أُظهِرت ، وَقَدْ رأينَا وَنشْهَدُ وَنُخبِرُكُمْ بِالحياة الأبديّة التّى كانتْ عِندَ الآبِ وَأُظهِرت لَنَا الّذى رَأيْنَاهُ وَسَمِعنَاهُ نُخبِرُكُمْ بِهِ ، لِكَىْ يَكُونَ لَكُمْ أيْضاً شرِكَةٌ مَعَنَا وَأمّا شرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِىَ مَعَ الآْبِ وَمَعَ إِبنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَنَكْتُبُ إِليْكُمْ هذَا لِكَىْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً]مجداً للثالوث الأقدس
نوِد أنْ نتكلّم عَنَ موضوع عِلاقتِى بالله ، فنحنُ نشعُر أحياناً أنّ عِلاقتنا بالله عِلاقة نظريّة مُجرّد أنّنا نسمع عنها أوْ هى مُجرّد عِظات أوْ كِتاب نقرأهُ أوْ ما نسمع مِنَ أشخاص عمل معهُمْ الله شىء أوْ أنّنِى أُحاوِل أنْ أعرِفهُ وَأفهمهُ ، لكِنْ فِى كثير مِنَ الأحيان إِذا سألنا شخص عَنَ عِلاقتهُ بِربِنا وَعَنَ إِحساسه بِربِنا وَهل فِعلاً لك عِلاقة مَعَ ربِنا ؟ نجِد للأسف أنّهُ مُمكِن يكون لاَ توجد هذهِ العِلاقة وَنجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ إِنّىِ أعرِفهُ ] ، وَمُعلّمِنا يوحنا يقول [ الّذى رأيناه بِعيونِنا وَسمِعناه وَلمستهُ أيدينا ] فلنتخيّل كيف أنّنا أولاد الله وَلاَ نعرِفهُ ، مُجرّد كلام سمِعناه عنهُ ، وَلِذلِك سوف نتحدّث فِى ثلاث نِقاط ، العِلاقة التّى بينِى وَبين الله يجِب أنْ تكون :-
1- عِلاقة حيّة :-
أى أشعُر أنّ الله كائِن حىّ أمامِى أكلّمه يسمعنِى أطلُب منهُ يشعُر بىّ [ أنا حىّ وَأنتُم تحيون ] ،فهل إِحساسنا بالله أنّهُ حىّ أم لا ؟ إِحساس بالله أنّهُ يقدِر فِعلاً عِندما أتكلّم معهُ وَأكون موجودة فِى حضرتهِ أشعُر إِنّى فِى وجود سيِّد ممالِك الأرض ملِك الملوك وَربّ الأرباب إِنّهُ رئيس الحياة ، وَعِندما أتحدّث معهُ لابُد أنْ أشعُر إِنّنِى أتحدّث مَعَ رئيس الحياة كيان حىّ الكيان الإِلهِى كثيراً ما يُحارِبنا عدو الخير يضع بِداخِلنا بذوراً رديئة مِنَ شك وَهم وَحُزن وَيجعلنِى أنصرِف عَنَ الله وَ يُفقدنِى الثِقة فِى وجود الله ، وَمتى أفقدنِى الثِقة فِى وجود الله فصلنِى عَنَ الحياة فصرتُ ميِتاً وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ الله الّذى أعبُدهُ بِروحِى فِى الإِنجيل ]، فإِنّى أشعُر بوجوده وَأشعُر أنّ كُلَّ كلِمة فيها حياة ، وَلِذلِك عِندما نُصلّى وَنسجُد فِى الصلاة فهذا دليل على شعور الشخص بأنّهُ موجود فِى حضرة الله وَالله قائِم أمامه فيسجُد مِنَ جلال عظمتهِ يُسبِّح وَيُمجِّد بِوقار وَخِشوع وَتذلُّل وَيأتِى هذا الوقار وَالخِشوع وَالتذلُّل مِنَ إِحساس إِنّنِى أتحدّث مَعَ إِله حىّ فأجِد أنّ عِلاقتِى بِهِ عِلاقة حيّة إِيليا النبِى كان دائِماً يقول [ حىّ هو الرّبّ الّذى أنا واقِف أمامه ] ، إِنّ العِلاقة الحيّة يا أحبائِى تُعطينِى حُب وَنمو ، وَكثيراً ما نجِد منّا مَنْ لاَ يعرِف يُصلّى لأنّهُ يشعُر أنّ العِلاقة التّى بينه وَبين الله غير حيّة فَلاَ يوجد حوار فهى عِلاقة نظريّة ، فالصلاة تُعنِى صِلة وَلِهذا لابُد أنْ أشعُر إِنّى فِى حضرِة الله وَأنّهُ توجد صِلة بينِى وَبين الله أطرح لهُ همّى وَمشاكِلِى وَخطاياى وَأتحدّث معهُ بِكُلَّ وضوح فهو القادِر وحدهُ أنْ يرفع عنك كُلَّ الهموم وَالأحزان وَهو القادِر أنْ يُعين وَيرفع وَمِنَ المُفترض أنْ تتحّول همومنا إِلَى صلوات وَخطايانا وَضعفاتنا إِلَى صلوات ، إِنّها عِلاقة حيّة [ الإِتكال على الرّبّ خير مِنَ الإِتكال على البشر وَالرجاء بالرّبّ خير مِنَ الرجاء بالرؤساء ] ، فلن يفعل لك البشر شيئاً ، لِذلِك لابُد مِنَ وجود عِلاقة حيّة بينك وَبين الله فِيها حياة وَليس موت ، تطلُب منهُ عطايا ثانويّة وَتطلُب منهُ أنْ يُعطيك خلاص وَغُفران وَيُدّبِر أُمورك ، إِنّهُ حديث سرّى خفِى وَلنرى دانيال وَ الثلاث فتية عِندما طلبوا منهُمْ ألاّ يُصلّوا وَألاّ يطلُبوا أى طِلبة مِنَ غير الملِك ، فنجِد دانيال يذهب وَيفتح نافِذته نحو أورشليم ورفع عينيهِ نحو أورشليم ورفع قلبهُ وسجد لإلههُ وَتحدّث معهُ رغم أنّ هذا سوف يُكلّفهُ حياته وَلنرى آباءنا الرُسُل عِندما كانوا يمُرّون بِمُشكِلة كانوا يرفعوا صلاة لله وَيشكون لهُ قائِلين [ أُنظُر يارب لِتهديداتهُمْ وَأمنح عبيدك أنْ يتكلّموا بِكلامك بِكُلَّ مُجاهرة وَلتُجرى آيات وَعجائِب بإِسم فتاك القُدّوس يسوع ] ، وَلِذلِك نجِد النتيجة كانت تزعزُع المكان ، إِنّها صلاة حيّة صلاة قادِرة مُقتدِرة إِذا كان الله قَدْ أطاع جدعون عِندما طلب مِنَ الله أنْ تكون الدُنيا كُلّها ندى وَأنْ تُصبِح الجزّة يابِسة ثُمّ طلب مِنَ الله أنْ يفعل العكس وَأنْ يجعل الدُنيا جافّة وَالجزّة رطِبة ، وَهذا مُستحيل حتّى وَإِنْ كانت قوانين الطبيعة تمنع ذلِك ، إِنّها عِلاقة حيّة وَثِقة فِى عمل الله وَيقولون عَنَ إِليشع النبِى أنّهُ عِندما مات إِبن الأرملة التّى كانت تعوله صلّى قائِلاً لله [ حتّى إِبن هذهِ الأرملة لَمْ تُمسِك يدك عنها بلْ بسطتها لِتؤذيه ] ، وَبدأ يُصلّى لله وَلقد أقام لهُ الله الصبىّ وَنجِد مُعلّمِنا داوُد فِى مزمور التوبة يقول [ لِكى تتبرّر فِى أقوالك وَتغلِب إِذاحُوكِمت ] ، فلنرى قوّة الحياة التّى تجعل الشخص يشعُر بيقين فِى الله ، فإِذا كانِت عِلاقتِى بالله عِلاقة حيّة أستطيع أنْ أشعُر أنّ الله حىّ وَأعرِف مقاصِدهُ وَأشعُر بإِرادتِهِ وَتدبيره وَترتيبه لىّ وَنرى أنّ العِلاقة التّى بين آبائِنا القديسين وَالله عِلاقة تصنع عجائِب لأنّها عِلاقة حيّة ، وَلِذلِك فمِنْ الخطر أنْ تتحوّل عِلاقتنا بالله إِلَى عِلاقة نظريّة جافّة ميتة ليس فيها حياة ، فإِنْ شعرت بِهِ وَأدركت مَعَ مَنَ أتكلّم [ يجرِى حديثِى معهُ سِرّاً وَلاَ رقيب ] ، فالآباء القديسين كانوا يبدأون الصلاة وَلاَ يُدرِكون كيف ينهوها ، فالقديس الأنبا أرسانيوس كان يُصلّى مِنْ إِشراق الشمس لإِشراق شمس تانِى يوم وَالقديس الأنبا بيشوى كان يربُط شعره بِحبل كى يستمِر فِى الصلاة طوال الليل ، إِنّ لديهِ ذخائِر وَالكلام لاَ ينتهِى لديهِ ، فكيف لاَ يكون بينِى وَبين إِلهِى كلام ؟؟
فأنا لدىّ مِنَ الهموم وَمِنَ الخطايا وَلدىّ إِشتياقات أُريد أنْ يُعطيها لىّ الله ، وَعِندى طلبات عَنَ آخرين وَنجِد أنّ آبائِنا كان مِنَ المُمكِن أنْ يلوموا الله بِطريقة فيها لون مِنَ ألوان الجرأة لأنّهُمْ يشعُرون بوجوده ، فمتى تكلّمت ينساب الكلام مِنَ شفتىّ 0
2- عِلاقِة حُب :-
بِقدر إِدراكِى لِحُب الله لىّ بِقدر ما أحبّه وَبِقدر ما المحبّة تكون مُتبادلة بِقدر ما الحياة فِى العِلاقة تكون عِلاقة وطيدة ، فرُبّما أشعُر أنّ الله أحب العالم وَلكِن لاَ أشعُر أنّهُ أحبّنِى أنا بالأخص ، وَرُبّما أشعُر أنّ محبّة الله مُجزّأة على العالم وَأنّ نصيبِى منها بسيط جِداً وَهذا خطأ إِنّها نُقطة صعبة فِى عِلاقتِى بالله ، فمِنَ المفروض أنْ أشعُر أنّ حُب الله خاص بىّ ، وَنجِد مُعلّمِنا بولس يقول [ الّذى أحبّنِى وَأسلم نَفْسَهُ لأجلِى ] ، الّذى صُلِب لأجلهُ هُو فقط ، وَعلى هذا فبقدر ما أكتشِف حُب الله لىّ بِقدر ما أُبادِلهُ حُب بِحُب ، فالله قَدْ قدّم لك حُب للمُنتهى ، قدّم لك نَفْسَهُ فلنتخيّل عِندما يتحّول حُب الله فِى حياتنا لِكلام نظرِى دون حياة ، وَعِندما تشعُر النَفْسَ أنّهُ ليس لها مكان فِى محبّة الله وَهُنا لاَ تعرِف كيف تُحِبّهُ ، فليكُن لديك إِحساس بِخصوصيّة محبّة الله ، فهذا الصليب لك ، قطرات الدم هذهِ مِنَ أجلك أنت ، لك موضِع فِى كُلَّ مُسمار وَشوكة وَحربة وَكُلَّ ثُقب فِى الأقدام أحد الآباء القديسين يقول[ أنا أثِق أنّهُ لو لَمْ يكُنْ فِى العالم إِلاّ أنا لكان إِبنْ الله أتى مِنَ أجلِى ] ، أى إِذا لَمْ يوجد مِنَ ذُريّة آدم إِلاّ أنا فقط كان الله سوف يأتِى ، إِنّهُ إِحساس بِخصوصيّة محبّة الله لىّ وَالّذى يُضيِّع محبّة الله إِنّنا نشعُر أنّها مِلك الكُلَّ وَإِن أنا لىّ جُزء القديس أوغسطينوس عِندما دخل فِى عِلاقة حُب قويّة جِداً بالله بدأ يشعُر أنّ حُب الله لهُ هو فقط حتّى أنّهُ يقول للرّبّ [ أنت تحتضِن وجودِى بِرعايتك وَكأنّى وحدِى موضوع حُبّك تسهر علىّ وَكأنّك قَدْ نسيت لخليقة كُلّها ، تهبنِى عطاياك وَكأنّى أنا وحدِى موضوع حُبك ] ، لقد شعر القديس أوغسطينوس بأنّ العِلاقة التّى بينه وَبين الله عِلاقة خاصّة جِداً ، حُب قوى غامِر وَمحبّتهُ خاصّة بىّ أنا وَبِحياتِى إِذا أدركنا حُب الله لنا لعرفنا كيف نكون مدينون لهُ بِعُمرِنا وَحياتِنا ، لِذلِك يقول داوُد النبِى [ الّذى نجّا مِنَ الحُفرة حياتِى الّذى رفعنِى مِنَ أبواب الموت الّذى شفى كُلَّ أمراضِى ] ، فهو الّذى يستحِق محبتِى وَغفر لىّ خطاياى أحد الآباء يُشبّه هذهِ العِلاقة بِفتاة مُتمرِّدة على والديها لاَ تستمِع لِكلامهُمْ ووالِدها دائِم النُصح لها ، وَفِى إِحدى المرّات تنزِل هذهِ الفتاة مُتأخِرة بِملابِس سيئة وَينزِل وراها والِدها ، فيتجمّع حولها الشباب وَيسرِقوها وَيُقطِّعوا لها ملابِسها وَيعتدوا عليّها ، فنجِد الأب يُدافِع عَنَ إِبنتهُ ، فتعدّى الشباب عليه وَضربوه ، وَعِندما شعروا أنّهُ رأهُم وَهُم يعتدوا عليها وَيسرِقوا أشياءِها ضربوهُ أكثر حتّى مات الرجُل ، فما إِحساس هذهِ الفتاة بعد ذلِك بِوالِدها ؟ كُلَّ عدم الطاعة سوف يتبدّل وَيتحّول إِلَى طاعة وَعدم الحُب يتحوّل إِلَى حُب وَتبدأ فِى إِسترجاع هذهِ الذكريات إِنّى مديونة لك بِعُمرِى ، وَكما يقول داوُد النبِى [ كلامُك سِراج لِرجلىّ وَنور لِسبيلِى ] ، فلقد أقمت على حِفظ أحكام عدلك ، فبقدر ما أكتشِف محبّة الله لىّ بِقدر ما أُحِبّهُ وَكُلّما أُحِبّه أكثر كُلّما تنمو عِلاقتِى بِهِ أكثر وَكُلّما تزداد طاعتِى لهُ كُلّما علا إِحساسِى بِهِ ، وَعِندما تزداد الطاعة وَيرتفِع إِحساسِى بِهِ أبدأ أدخُل معهُ فِى حياة ما الّذى يجعل شاب أوْ شابة يُعطِى حياته لله ؟إِنّهُ يشعُر بعمل الله السرّى العجيب فِى حياته ، يشعُر بتيار حُب مِنَ الله غير عادِى وَيشعُر بدين غير عادِى تِجاه الله وَأنّهُ لاَ يستطيع أنْ يوفّى الله حقّهُ مِنَ الحُب إِلاّ بأبسط شىء مُمكِن أنْ يُقدّمهُ لهُ وَهو حياته ، وَهذا هو ما نجِدهُ فِى شُبان وَشابّات يُحِبّوا أنْ يُقدِّموا أنَفْسَهُمْ كعذارى لله ، فلقد أدركوا محبّتهُ وَبِقدر ما كانت محبتهُمْ لهُ كبيرة داخِل قلوبهُمْ بِقدر ما نذروا أنَفْسَهُمْ لهُ ، فإِن لَمْ أشعُر بِحُبِّهِ فكيف سأُبادلهُ الحُب إِذ قال[ الّذى يُحِب قليل يُغفر لهُ قليل وَالّذى يُحِب كثير يُغفر لهُ كثير ] فكُلّما شعرت بِمحبّة الله وَأنّ الدين الّذى علىّ لهُ كبير كُلّما أدخُل معهُ فِى عِشرة وَحُب أكثر ، هذهِ هى عِلاقة الله بىّ [ الّذى أحبّنِى وَأسلم نَفْسَهُ مِنَ أجلِى أنا ] ، يا ليت حُب الله لاَ يكون نظرِى داخِلنا وَتكون معرِفتنا بِهِ عقليّة فلابُد أنْ أشعُر بالله فِى حياتِى 0
3- عِلاقِة ثِقة :-
لابُد أنْ أشعُر بِثِقة كبيرة فِى تدابير الله وَفِى أعماله وَفِى خطوات الله فِى حياتِى وَفِى تدابيره لأولادِى وَأنْ أشعُر بيده فِى كُلَّ أُمورِى فهو الّذى يصنع وَهو الّذى يُدّبِر ، فالشخص الواثِق فِى تدابير الله هو الّذى يرفع قلبه بإِستمرار لله وَيقول لهُ أنت فعلت إِنّى سوف أطلُب منك الكثير وَلكِنّنِى لدىّ ثِقة أنّ مشيئتك صالِحة وَعِندِى ثِقة فِى أنّ إِرادتك أفضل وَأنّ تدابيرك أفضل مِنَ تدابيرِى وَأنّ عملك أفضل مِنَ عملِى فإِنّى لاَ أُريد مشيئة نَفْسَىِ بل مشيئة نَفْسَكَ أنت فكُلّما أدخُل فِى عِلاقة حيّة مع الله كُلّما تزداد ثقتِى بِهِ وَتزداد ثِقتِى فِى تدابيره وَأقول لهُ [ لتكُن مشيئتك ] وَأستودِع لهُ هُمومِى وَمشاكلِى وَأحياناً نجِد أنّ الله يبعث لنا بِهذهِ المشاكِل لِكى تزداد خِبرة عِلاقتنا معهُ لأنّ الإِنسان أحياناً يضع ثِقتهُ فِى البشر وَأحياناً يُحاوِل الإِنسان أنْ يحِل مشاكِلهُ بِنَفْسَهِ وَيعتقِد أنّهُ قادِر على ذلِك فيبعث لك بِشىء لاَ تقدِر عليه وَعِندها تطلُب تدخُلّ الله ، وَعِندما تزداد خبرِتك مع الله – مُنذُ البِداية – سوف تلجأ لهُ مُنذُ البِداية قبل أنْ تلجأ لعقلك أوْ معارِفك أوْ حتّى قبل إِمكانياتك إِنّهُ يُريد أنْ أتكلّم معهُ وَأنْ أشكو لهُ وَأثِق فِى تدابيره وَإِنْ كُنت فِى بعض الأوقات لاَ أدرِى لِماذا يفعل ذلِك ؟؟ وَلاَ أستطيع إِستيعاب ذلِك وَلكنّى عِندى ثِقة فِى أنّهُ يفعل كُلَّ خير فِى كُلَّ أمر لأنّهُ صانِع خيرات وَيُقال عَنَ نُعمى فِى الكِتاب المُقدّس فِى سِفر راعوث أنّها خرجت مِنَ أرض يهوذا وَمعها زوجها وَإِثنينْ مِنَ أولادها وَفِى أرض يهوذا مات زوجها ثُمّ مات إِبنها وَبعد ذلِك مات إِبنها الثانِى وَظلّت عشر سنوات بعيدة عَنَ أرض يهوذا وَعِندما رجعت سألوها عَنَ زوجِها وَأولادها فقالت لهُمْ [ إِنّ الرّبّ قَدْ أذلّنِى وَالقدير قَدْ أمرّنِى ] ، فهى لاَ تُنسِب إِليّهِ حماقة فهى تصِفهُ بالقدير وَهذهِ الكلِمة لاَ تخرُج إِلاّ مِنَ أتقياء مِثل حِنّة أُم َصموئيل وَمِنَ السيّدة العذراء عِندما قالت [ لأنّ القدير قَدْ صنع بِى عظائِم ] ، وَهى شاكِرة وَواثِقة أنّ التجارُب التّى حدثت فِى حياتِها لَمْ يُحدِثها إِنسان وَلاَ ظروف أبداً وَلكنّهُ عمل الله فكُلّما دخل الإِنسان فِى عِشرة مع الله كُلّما شعر أنّ كُلَّ أُمور حياته مِنَ الله فأثِق فيها وَأقبلها وَأشكُره ، وَإِذا لَمْ أكُنْ قادِرة عليها أطلُب منهُ نِعمة على إِحتمالها فيُعطينِى بركة وَقوّة لإِحتمالِها فأحياناً يشعُر الرّبّ أنّ أفضل شىء لنا هو الذُل فيبعث لنا بِتجرُبة تُذلِنافَلاَ تغضب لأنّ أفضل طريق لِى لأعرِفك هُو الذُل ، وَنجِد داوُد النبِى يقول دائِماً [خير لِى أنّك أذللتنِى ] فنجِد الإِنسان إِذا إِستند لشىء يتكبّر وَيتعالى على إِخواته وَأبسط الإِمكانيات التّى يُعطيها الله لهُ يتكبّر بِها على النّاس وَهُنا يُحاوِل الله أنْ يُرجِعه عَنَ طريق الذُل ، وِلِذلِك نجِد الآباء القديسين كانوا يُذلّون أنفُسَهُمْ ، فالله لاَ يُذِل إِلاّ الّذى لاَ يعرِف كيف يُذِل نَفْسَهُ المُتكبِرة لِذلِك نجِد أنّ كنيستنا كنيسة نُسك وَأصوام وَشُهداء وَكنيسة تعرِف كيف تتذلّل وَتنسحِق أمام الله بإِختيارها دون إِجبار وَلكِن بِحُب وَثِقة فِى الله وَفِى أعماله وَتدابيره وَأشعُر بيده فِى كُلَّ أمر وَفِى كُلَّ تجرُبة إرميا النبِى كان يقول [ مِنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، عاموس النبِى كان يقول [ هل مِنَ بليّة فِى الأرض وَالرّبّ لَمْ يُحدِثها ] ، فالرّبّ أحدث الطوفان على الأرض وَأهلك سدوم وَعمورة وَلقد كان الطوفان حُب وَإِشفاق لِئلاّ يفسد العالم كُلّهُ فأراد الله أنْ يوقِف تيار الشرّ إِشفاقاً منهُ على أهل سدوم وَعمورة لِئلاّ يتفاقموا فِى شرِّهِم أهلكهُمْ فكان هلاكه صلاح وَكان الطوفان تجديد للعالم وَتجديد للخليقة الجديدة ، فحتّى إِنْ كان فيها لون مِنَ ألوان العقوبة إِلاّ أنّها عقوبة تحمِل حُب وَخلاص وَخير حتّى إِنْ لَمْ أراهُ لكِنّهُ خير وَنجِد داوُد النبِى يقول [ خيراً صنعت مع عبدك ] ، فعلى الرغم مِنَ كون داوُد مُطارداً مِنَ قوّات الملِك وَمُهدّد فِى كُلَّ مكان يذهب إِليّهِ إِلاّ أنّهُ يثِق أنّ هذا خيراً[ صلاحاً وَأدباً وَمعرِفة علّمنِى ] ، فالعلاقة الحيّة بالله هى عِلاقة ثِقة فِى الله وَفِى كلامه وَفِى مواعيده وَتدابيره فِى كُلَّ أُمور حياتِى ، أثِق فِى أنّك طالما يارب أردت هذا الأمر فأنا أثِق فِى تدبيرك [ وضعت يدى على فمِى لأنّك أنت فعلت ] إِنّنا فِى حاجة أنْ تكون عِلاقتنا بالله فيها بُعد عملِى ، إِنّنا فِى حاجة لِمعرِفتةُ فِعلاً وَليس مُجرّد أنْ نسمع عنهُ أوْ نقرأ عنهُ ، إِنّنا فِى حاجة لِعِلاقة تنتقِل مِنَ مُجرّد عِلاقة نظريّة لِعِلاقة عِبادة بالرّوح وَالحق فلابُد أنْ أقِف فترات طويلة وَأُصلّى بحيث لاَ يحِد هذهِ الفترة زمن وَأبعِد عَنَ أثقال مسئولياتِى لحظة وَليس مِنَ المُهِم متى تختِم الصلاة بل قِف بِكُلَّ حُريّة وَبِحواس مُجمّعة وَذهن يقِظ مرفوع وَتحدّث وَأطرح أمامه كُلَّ أُمورِى ، فلابُد أنْ تكون عِلاقِتنا بالله عِلاقة حيّة فَلاَبُد أنْ يكون فِى عِلاقِتنا بالله بُعد خاص وَأنْ أعرِف أنّ كُلَّ تجارُبِى وَهمومِى وَمشاكلِى وَأحزانِى بِسماح مِنَ الله كى تنمو عِلاقتِى بِهِ أكثر وَكُلَّ أمر يبعثهُ الله لىّ كى أحوّلهُ لِحديث بينِى وَبينه ياليت عِلاقِتنا يا أحبائى بِربِنا يسوع تكون عِلاقة حيّة فيها حُب وَثِقة وَسوف ينظُر الله بِكُلَّ تأكيد إِلَى الإِشتياق وَيُكمِلّ النقائِص ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
19 يوليو 2025
صفات الخادم
هُناك أربعة صِفات للخادِم أو لِرجُل الله أو لإِنسان الله ، سوف نأخُذهُم مِنَ خِلال أربع شخصيات تُسمّيهُم الكنيسة رؤساء الآباء :-
فِى الألقاب التّى تُقال عنهُم الآباء البطارِكة لأنّ بطرك يعنِى بطرِيرشيس ، بطرِى = أب ، شيس = رئيس ، بطرِيرشيس = رئيس آباء سنأخُذ أربع صِفات رؤساء الآباء بحيث نبحث وراءهُم لِنجِد فيهُم صِفة مُتكامِلة لِرجُل الله :-
1/ أبونا إِبراهيم – الأُبوّة وَالحُب :-
مِنَ الواضِح فِى صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ أب مُحِب ، أول إِنسان أقام الله معهُ عهد بعدما أعلن الله غضبة على الإِنسان وَالبشريّة قال لهُ سأجعلك أُمّة عظيمة وَتكون مُباركاً ، وَأجعل نسلك مُباركاً ، لِدرجِة أنّنا نعتبِر أبونا إِبراهيم هُو الشمعة التّى أضاءت فِى جنس البشريّة ، وَظلّت هذِهِ الشمعة تتوالى ، تتوالى ، لِغاية لمّا جاء ربِنا يسوع المسيح لأنّ أبونا إِبراهيم كان فِى صُلبِهِ إِسحق ، الّذى فِى صُلبِهِ يعقوب وَيعقوب فِى صُلبِهِ الإِثنى عشر أسباط إِسرائيل ، الّذى بينهُم سِبط يهوذا الّذى جاء مِنهُ ربّ المجد يسوع المسيح ، فنستطيع أنْ نقول أنّ أبونا إِبراهيم صاحِب الشمعة التّى إِخترق بِها ظُلمة البشريّة لِغاية لمّا وصّلِتنا لِربِنا يسوع المسيح وَقال لهُ تتبارك فيك جميع قبائِل الأرض ، وَمِنَ أكثر صِفات أبونا إِبراهيم أنّهُ مُحِب ، أب ، راعِى ، مُتسِّع القلب ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم بأنّهُ شفيع ، بأنّهُ إِنسان لاَ يهتِم بِما لِنَفْسَه وَلكِن بِما للآخر ، نشعُر فِى أبونا إِبراهيم أنّهُ لاَ يحيا لِنَفْسَه فقط وَلكِن للآخرين أيضاً مثلاً فِى قِصّة أبونا لوط إِبن أخو إِبراهيم ، يعنِى أصغر مِنّه فِى السِن ، وَلمّا حدث خِصام بين رُعاة إِبراهيم وَرُعاة لوط وجدنا أبونا إِبراهيم هُو الّذى يأخُذ خطوة السلام وَيقول[ لاَ تكُن مُخاصمة بينِى وَبينك وَبين رُعاتِى وَرُعاتك ] ، لاَ داعِى للخِلاف أو الإِنقسام ، إِختار المكان الّذى تُريِده وَأنا أسير عكسه ، وجدنا هُنا الإِحتمال رغم أنّهُ فِى الأُبوّة معروف أنّ الصغير يُطيع الكبير ، وَلكِن أبونا إِبراهيم كأب أخضع نَفْسَه للوط كإِبن لهُ الخِدمة تحتاج مِنّا إِلَى إِتساع قلب ، تحتاج حُب ، تحتاج رِعاية ، تحتاج تضحية ، نرى تنازُل أبونا إِبراهيم للوط رغم أنّهُ يستطيع أنْ يقول لهُ أنت تذهب هُنا أوْ هُناك ، لكِن نجِده يُخضع نَفْسَه للوط ، لِماذا ؟ حُب وَلمّا سمع أنّ أبونا لوط فِى سدوم وَعمورة وَأنّهُ سُبِى وَوقع تحت أسر الملوك إِنزعج وَأخذ معهُ 318 رجُل ، وَأحياناً الآباء يقولوا أنّ هؤلاء ألـ 318 المُجتمعين فِى نِقية رِجال الإِيمان الّذين ذهبوا لإِنقاذ الكنيسة ، وَهُنا أبونا إِبراهيم جمع رِجاله ، وَذهب لإِنقاذ لوط رغم أنّ لوط لاَ يستحِق هذِهِ المحبّة ، لكِن وجدنا أبونا إِبراهيم لهُ حُب وَإِتساع وَيُدافِع عَنِ لوط حتّى وَإِنْ كان أخطأ فِى حقِّهِ الخادِم المفروض لاَ ينظُر إِلَى ما هو لِنَفْسَه وَلكِن إِلَى ما هو للآخرين ، الخِدمة قلب مُلتهِب بِمحبّة الآخرين مِنَ خِلال محبّة الله ، قلب يِأن لضعف الآخرين ، أبونا إِبراهيم لمّا سمع أنّ لوط مسبِى لَمْ يحتمِل ، وَنحنُ هكذا محبِتنا وَأُبوِّتنا لأولادنا تُعطينا أنْ نِأن عليهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ مَنَ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنَ يعثُر وَ أنا لاَ ألتهِب ، مَنَ يمرض وَ أنا لاَ أمرض] ، سامحونِى أحبائِى نحنُ نخدِم بالشكل كم مُشكِلة نسمعها وَ لاَ نِأن ، كم ولد وَبِنت نسمع عنهُم ظروف صعبة وَ لاَ نِأن ، ناس محتاجة تغيّر الشقة لاَ تستطيع أوْ لاَ تُحِب أنْ تصنع معهُم شىء ، فنرُد عليها قائلين ، قدِّمِى مِنَ أجلهُم صلاة ، حُب ، إِحتضان ، مشورة ، فِى ناس أُقدِّم لها محبّة وَناس تحتاج أُقدِّم لها مشورة ، وَناس تحتاج أُقدِّم ما فِى طاقة يدِى مُعلّمِنا بولس الرسول كان رجُل فقير وَهُو نَفْسَه قال [ أنا تدرّبت أنْ أجوع وَأنْ أعطش ، حاجاتِى وَحاجة الّذين معِى خدمتهُم هاتان اليدان ] ، أىّ أنّهُ كان يعمل بيديِهِ ، لَمْ يكُن معهُ مال كثير لِيحِل مشاكِل النّاس ، وَلكِن معهُ طاقة حُب وَمعهُ أُبوّة ، نقرأ عنهُ فِى رِسالة تسالونيِكِى [ هكذا كُنّا حانّيين إِليكُم ، كُنا مُترفّقين بِكُم كما تترفّق المُرضِعة بأولادِها ] ، وَ فِى غلاطية يقول [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِهُم إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيهُم ] ، مُخاض الوِلادة (آلام الوِلادة ) = أنا أتألّم فيكُمْ لابُد أنْ يكون لنا إِهتمام يصِل إِلَى إِهتمام الأب ، الأُم ، المُحِب ، مُعلّمِنا بولس الرسول دائِماً لمّا يُرسِل رسائِل يقول [ يا أولادِى الّذين أشتاق إِليكُمْ ] ، مُشتاق فِعلاً ، نقرأ فِى رِسالتة لرومية يبعت لـ 25 إِسم لِيُسلّم عليهُم ، وَيقول لهذا أنت قريبِى ، أنت نسيبِى ، كيف يكون نسيبك وَأنت لَمْ تتزوّج ، ما هذا ؟ كُلّهُمْ أقربائِى وَأنسبائِى لأنّ كُلّهُم إِستضافونِى يا بولس أنت كرزت إِلَى شِبه للعالم كُلّه ، كيف تتذكّر كُلَّ واحِد بإِسمه ؟ أب ، فاكِر طبعاً فِى رِسالتة الثانية لِتلميذه تيموثاوس [ أنا مُشتاق جِداً أنْ آراك ذاكِراً لك دموعك ] ، يقولوا أنّ تيموثاوس هُو الإِبن البِكر لبولس الرسول ، وَيقولوا أنّهُ فِى لحظِة القبض علي بولس الرسول ، وَكان تيموثاوس واقِف ينظُر ، فلّما وُضِع الحديد فِى يد بولس وَأقتيد إِلَى السِجن لَمْ يحتمِل تيموثاوس هذا المنظر لأنّهُ يرى فِى بولس أُبوّة ؟ فكيف يحدُث فيِهِ هكذا ، فبكى وَرآه بولس لِذلِك يقول لهُ لاَ تعتقِد إِنِّى قَدْ نسيت دموعك ، أنا مُشتاق إِليك جِداً ، - أب - ، الخِدمة أحبائِى لابُد أنْ يكون فيها روح ، نحنُ لَمْ نكُنْ مُدرّسين فِى مدرسة ، لاَ نُعطِى تعاليم لاَ يوجد فيها أىّ حُب أوْ أىّ عِلاقة ، الخِدمة ليست تلقين ، إِحفظوا فقط وَبِهذا تنتهِى الخِدمة ، لاَ هذِهِ خِدمِة روح ، خِدمِة رفع قلب فِى مرّة خادِم ذهب مَعَ أولاده فِى رِحلة وَكان معهُ أولاد أشقياء وَإِتأخّروا قليلاً عَنِ ميعاد التجمُّع مِنَ الدير ، فالخادِم لَمْ يُطيل باله عليهُم وَأخذ أُتوبيس الرِحلة وَمشى ، فجاء أب لأحد هؤلاء الأولاد وَذهب لهذا الخادِم وَسألهُ لو إِبنك كُنت تركته وَمشيت ؟ لمّا لَمْ يعرِف يرُد قال أنا إِبنِى لاَ يفعل هكذا ، صحيح لو هذا الولد إِبنه كان تركهُ ؟! أم يلتمِس لهُ العُذر وَيقول بيلعب ، أو مُمكِن يكون فِى الحمّام ، أو تائِه ، ليس فقط أن يلتمِس لهُ العُذر ، لاَ00دا يقوم وَيبحث عنهُ بِشغف ، لابُد تكون مشاعِر الأُبوّة هكذا ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى وَأسمى مِنَ الأُبوّة الجسديّة لأنّ مُمكِن واحِد مِنَ المخدومين يشتِكِى لنا مِنَ أبوة أوْ أُمة ، إِذن هُو يثِق فينا وَيُحِبِنا أكثر مِنَ أهل بيته ، لأنّ الأُبوّة الروحيّة أغلى مِنَ الأُبوّة الجسديّة هل نُعطِى نحنُ هذِهِ الأُبوّة ؟ أبونا إِبراهيم أب بالفِعل ، نرى موقِفه فِى سفر التكوين إِصحاح 18 لمّا إِستضاف الثلاثة الّذين أتوا لِيُعطوا لهُ البُشرى بِميلاد إِسحق ، مُمكِن نصنع لكُم طعام ليسنِدكُم وَيقول [ كسرة خُبزٍ ] ، وَيُنادِى سَارَة ، وَنجِد أنّ كسرة الخُبز هذِهِ عِبارة عَنِ عجل ، كيلات دقيق ، كُلَّ هذا على ثلاثة أشخاص ، أب كريم مُحِب ، عِنده روح عطاء لاَ يُمسِك هكذا الأب ، لكِن لمّا يكون بخيل على أولاده ، إِذن فِى حاجة خطأ ، لأنّ الأب مَعَ أولاده لازِم يكون سخِى ، وَنحنُ أيضاً مَعَ أولادنا الروحيين يجِب أنْ نكون أسخياء فِى العطاء ، فِى عطاء الجسد ، عطاء الطاقة ، عطاء الحُب ، عطاء البذل ، لِذلِك الإِنجيل فِى رِسالة العبرانيين يقول [ لاَ تنسوا إِضافِة الغُرباء التّى بِها أضاف أُناس ملائِكة وَهُمْ لاَ يدرون ] ، يقصِد بِذلِك أبونا إِبراهيم وَعِندما أراد الله أنْ يحرِق وَيُهلِك سدوم وَعمورة قال[ هَلْ أُخفِى عَنْ إِبراهيم ما أنا فاعِلهُ ] ، وَبدأ يتكلّم معهُ ، وَيرُدّ عليهِ إِبراهيم وَيقول[ أديَّان كُلّ الأرضِ لاَ يصنعُ عدلاً ] ، بدأ إِبراهيم يحزن ، لِماذا ؟ أنت غير ساكِن فِى سدوم وَعمورة ، فكان مُمكِن الله يقول هاهلِكها ، فإِبراهيم يوافِق ، لكِن هو أقام نَفْسَه مُحامِى عنها ، وَرُبّما هُو لاَ يعرِفها وَيعرِف أنّها تستحِق ، لأنّ خطاياها عظيمة ، الأُبوّة تُعطِى الإِنسان حنو ، ترفُقّ مُمكِن أجِد ظروف عِند شخص كان ولد أو بِنت مُتعِب جِداً فِى الخِدمة ، الواجِب أنْ لاَ أقسوا عليهُم لأنِّى عارِف ظروفها وَبيتها ، وَأنا أدرى بِهُم ، فإِنْ كان البيت على هذا الوضع وَبِمقدار هذِهِ الشقاوة فقط فهذا جيِّد جِداً هكذا صنع أبونا إِبراهيم وَهُو يعلِم نقائِصهُم ، لأنّ أبونا إِبراهيم رجُل تقِى وَبار وَ يعتقِد أنّ النّاس كُلّها أبرار ، لِدرجِة أنّهُ قال لربِنا رقم لاَ يُمكِن حد يفلِت أبداً ، قاله لو فيها 50ألاَ تصرِف غضبك !! وَربِنا عاوِز يقول لهُ إِنت طيّب جِداً يا إِبراهيم الإِنسان البار يشعُر أنّ مَنَ حوله أبرار ، وَالشّرير يشعُر أنّ حتّى الأبرار أشرار ، فِى الكنيسة لو شعرت أنّ كُلّ النّاس قديسين إِذن أنا ذُقت المسيح ، لكِن لو إِنتقيت عيوب النّاس إِذن أمامِى وقت طويل حتّى أصِل ، أنا مرآه لِمَنَ حولِى ، بحسب ما أنا أفكّر أرى الآخرين ، وَأبونا إِبراهيم لأنّه رجُل بار ظلّ ينزِل مَعَ ربِنا مِنَ 50 لغاية 10 ، ما هذا الّذى يحدُث ؟ أُبوّة ، شفاعة لِذلِك كنيستنا القبطيّةالأُرثوذوكسيّة تُحِب جِداً لقب الكاهِن ، إِنّهُ أب ، Father ، لاَ يقول أحد لأبونا يا حضرِة القس ، لأ بل أبونا يوحنا ، أبونا داوُد ، الأُبوّة كجُملة أوْ عِبارة هى أقرب للقلب ، نحنُ لاَ نتعامل مَعَ ألقاب أوْ مناصِب ، نحنُ نتعامل مَعَ أُبوّة حانية ، هذِهِ هى كنيستنا ، كنيسة قلب مُفعّم بِحُب الله الّذى يفيض على الآخرين بِحُب ، وَخِدمتنا هل فيها اُبوّة وَحُب ؟! أم خِدمة شكليّة وَجافّة ؟ هل الّذى يتعامل معنا يلمس الأُبوّة وَالحُب وَيراها بوضوح أم لاَ ؟ نُقطة مُهِمّة جِداً أنْ نشعُر بأنين الّذين حولنا ، وَنكون إِيجابيين فِى محبِتنا لهُم ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ إِنْ كُنّا لاَ نرضى أنْ نُعطيكُم إِنجيل المسيح فقط ، لاَ بل أنْ نُعطيكُم أنفُسَنَا ] ، أُريد أنْ أُعطِى لكُم نَفْسَى ، [ ما مِنَ شىء مِنَ الفوائِد وَ إِلاّ أخبرتكُم بِهِ ] ، هل يُعقل أنْ أُخفِى عنكُم فايدة وَأنتُم أولادِى ؟ صدّقونِى لو خدمنا خِدمة فيها روح لن نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الأولاد ، لن نشتكِى أنّ هُناك جيل موجود لاَ يُحِب الكنيسة ، مَنَ هى الكنيسة ؟ الكنيسة ليست صور وَحِجارة ، الكنيسة نحنُ وَأنتُم الحِجارة الحيّة ، لو عِشتُم أنتُم الكنيسة لصارت الكنيسة تجرِى فِى دم أولادِها ، وَلو نظروُكُم وَأنتُم مُسبِّحين وَمُرنِّمين وَعاشقين لكنيستكُم ، يُظهِر أولادكُم لهُم عِشق للكنيسة ، وَالعكس لو نظروا جفاء وَقسّوة وَجُمود وَنِفوس جامِدة ليس بِها صلاح ، يظهر أولاد صورة لنا بالضبط ، لِذلِك أحبائِى فِى خِدمِة الأُبوّة الإِنسان يكون لهُ قلب مُتسِّع ، يِإن لأولاده مرّة واحِد مِنَ الأباء الأساقِفة المُتنيحيين مِنَ 10 – 15 سنة كان إِسمه الأنبا مكسيموس مُطران القليوبيّة ، وَذهب لهُ شاب يقول لهُ أنا مُتزوِّج حديثاً وَزوجتِى غاضِبة وَبيتِى سيُخرب وَذلِك لأنِّى بِدون عمل ، فسألهُ سيِّدنا : وَأنت فِى أىّ مجال تعمل ؟ فقال لهُ فِى أشياء عديدة ، وَلكِن المُتمكِّن فيها هى السِواقة ، فأحضر سيِّدنا أحد أولاده فِى المُطرانيّة وَطلب مِنهُ أنْ يُغيِّر فِى اليوم التالِى أوراق سيّارِة سيِّدنا المرسيدس إِلَى سيّارة تاكسِى أُجرة ، فرّد الخادِم صعب ياسيِّدنا ، قال لهُ ياأبنِى أنا لاَأحتاج إِليها ، وَعِندما أُريد أنْ أذهب إِلَى مكان عشرين شخص يوصّلنِى ، لكِن هذا الرجُل بيته سيُغلق ، إِسمع الكلام ، وَفِعلاً ذهب وَغيّر السيّارة مِنَ مرسيدس إِلَى أُجرة ، قلب أب لاَ يحتمِل أنْ يرى إِبنه فيِهِ ضعف ، فِى حُب لدينا ؟ نعم ، لكِن حُب بحدود ، فِى حين الحُب الّذى بحسب قلب الله حُب ليس لهُ حدود الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل نقرأ لهُ كِتاب إِسمه ( الأُبوّة المُستمِرّة ) ، ما هى هذِهِ الأُبوّة ؟ أُبوّة بمعنى الكلِمة ، نشعُر فيها أنّهُ أب ، راعِى ، سند لأولاده وَشفيع يُقدِّم عنهُم صلوات وَأنين ، يربُطه بِهُم عاطِفة روحيّة أقوى مِنَ العاطِفة الجسديّة هل لنا صلوات عَنِ أولادنا أم لاَ ؟ إِذا أردت أنْ تعرِف مقياس الحُب الّذى تُحِبّه لأولادك وَهل هى محبّة بحسب قلب الله ؟ إِسأل نَفْسَكَ سؤال واحِد هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم ؟ أُترُك المظاهِر ، فعِندما تُقابِل الولد أوْ البِنت نتحايِل وَنراضِى وَنقبِلّ ، كُلَّ ذلِك مقبول ،وَلكِن المُهِم هل تُصلّى مِنَ أجلُهُم وَمِنَ أجل ضعفاتهُم ؟ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، وَهذِهِ هى الأُبوّة الروحيّة لكِن القُبلات مِنَ الخادِمات وَالخُدّام إِلَى المخدومين وَالرعاية وَالحنو هذِهِ هى مشاعِر طبيعيّة وَليست مشاعِر روحيّة ، وَمُمكِن هذِهِ الأفعال تُغذِّى الذات البشريّة على إِعتبار أنّ الأولاد أحبّوا شخص الخادِم وَأرتبطوا بِه ، لكِنّها ليست أفعال لحساب الله وَ لاَ لحساب ملكوته السماوِى وَ لاَ لحساب مملكته ، هذا لحساب مملكتِى أنا الشخصيّة ، لكِن لو أنا أئِن مِنَ أجلُهُم أمام الله ، إِذنْ هذا هُو الحُب الّذى بحسب قلب الله ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ نُحضِر كُلَّ إِنسان كامِلاً للمسيح يسوع ] أنين ، حُب ، الله ينيِّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل مُمكِن إِذا وجد إِبنة تعمل الخطيّة وَأخلاقها لاَ تليق ، لِكى يحتضِنها كان مُمكِن يجعلها تمكُث عِنده فِى منزِلُه أيّام وَأسابيع وَشهور ، لِدرجِة أنّهُ كان هُناك بِنت موجودة عِنده فِى منزِلُه وَلها عِلاقة بشاب غير مؤمِن ، وَأثناء وجودها فِى منزِلُه كانت تتصِل بِهِ مِنَ تليفون أبونا وَهُو لاَ يعرِف ، فأنا أُريد أنْ أقول حتّى وَلو كانِت النوعيّة التّى أمامنا مُتعِبة أوْ قاسية ، لازِم أكون أب ، فالأُبوّة لاَ تتجزّأ مثلما فعل ربِنا يسوع المسيح فِى مثل الإِبن الضال ، نرى ماذا فعل الإِبن ؟ وَ ما الّذى فعلهُ الأب ؟
الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى كأحد أُجرائِك 0
الأب : وقع على عُنُقه وَقبّلهُ ، وَقال إِلبِسوه الحُلّة الأُولى وَخاتِم فِى يدِهِ ، وَأذبحو العِجل المُسَمَّنَ ، إِبنِى هذا كان ميّتاً فعاش ، إِنّهُ فرح فِى السماء 0
الإِبن : لو تكرّمت إِجعلنِى عبدك عِندك 0
الأب : لاَ أنت أعظم مِنَ العبد ، أنت
الأب لَمْ يُعاتبه أوْ يلومه بِكلِمه رغم أنّهُ يستحِق العِتاب وَيستحِق الطرد وَليس فقط العِتاب ، لكِن أُبوّته تشمل لو أردنا أنْ نتعلّم الأُبوّة التّى تشمل ننظُر إِلَى محبّة الله لنا وَكيف تشملنا وَصابِر علينا ، وَرغم كُلَّ خطايانا نقول لهُ ( يا أبانا الّذى فِى السموات 000) ، قَدْ عرفنا محبّة أبونا إِبراهيم ، اُبوّته ، شفاعة صاحِب الميثاق مَعَ البشريّة ، وَمُعاملته للوط وَإِستضافتهُ للغُرباء 0
2/ أبونا إِسحق – الطاعة :-
أبونا إِسحق مِنَ أكثر الحاجات التّى نعرِفها عنهُ أنّهُ مُطيع ، لِدرجِة أنّهُ صار رمز لِربِنا يسوع المسيح الّذى أطاع حتّى الموت موت الصليب ظهرت هذِهِ الطاعة فِى أشياء عديدة ، فهو أطاع ليس فقط فِى أمر تقديم نَفْسَه ذبيحة ، بل وَ أيضاً فِى أمر خاص جِداً مِنَ أُمور حياته الخاصّة ، فعِندما أراد أبونا إِبراهيم تزويجه ، وَقال أنا موجود فِى أرض غريبة وَ لاَ أُريد بِنت مِنَ بنات هذِهِ البلد ، وَأراد بِنت تقيّة وَتعرِف الله ، فأرسل لِيعازر الدمشقِى لِكى يذهب وَيخطُب لهُ واحدة مِنَ بنات الله ، فبدأ لِيعازر الدمشقِى يُصلّى إِلَى الله وَيقول أنت يسِرّ لعبدك الأمر ، وَقال لِربِنا علامة أأخُذها منك التّى أطلُب مِنها أنْ تسقينِى فتسقينِى أنا وَ جِمالِى تكون هى البِنت التّى أأخُذها لسيِّدى إِسحق وَتقابل مَعَ رِفقة وَطلب مِنها ، وَسقتهُ هُو وَجِماله ، وَعرضت عليه أنْ يذهب إِلَى منزلهُم لأنّ لديهُم تِبن وَعلف وَمكان للجِمال ، وَكان تجرِى أمامه أُمور فعرِف أنّها مِنَ الله ، وَهُنا لِيعازر الدمشقِى كان موكلّ بأمر خاص جِداً أمر زواج وَإِرتباط لإِسحق ، وَما رأيكُم فِى هذِهِ التّى أحضرها لإِسحق ؟ وَالمفروض أنّهُ يرضى بِها دون أنْ يراها وَلاَ يليق أنْ ترجع ، فهُم الّذين إِختاروا وَهذِهِ هى التّى مِنَ الله ، هذِهِ الطاعة ، طاعة عجيبة طاعة تُعطيه أنْ يكون إِنسان خاضِع لمشيئة الّذين حوله ، - طاعة - ، طاعة تجعلة إِنسان يشعُر أنّهُ يتعامل مَعَ كُلَّ الأُمور على أنّها مِنَ يد الله ، هذا هُو القلب الّذى يشعُر بِمحبّة ربِنا ، وَأنّ الله يقوده فِى كُلَّ حياته ، طاعة بحسب قلب الله ، طاعة حقيقيّة ، عِندما يكون لدى الإِنسان إِيمان وَتسليم نأخُذ مِنهُ هذِهِ الطاعة السِنكسار يقول أنّ أبونا إِسحق لحظِة لمّا قُدِّم على المذبح مَعَ أبونا إِبراهيم كان عُمره حوالِى 36 أوْ 37 سنة أحد الآباء يقول أنّ[ الطاعة هى عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ] ، أىّ أنّ أبونا إِسحق أطاع أنْ يموت ، وَهذا ليس عدم تمييز وَلكِن وفرة مِنَ التمييز ، لأنّهُ واثِق فِى عمل الله ، إِنْ أردت أنْ أموت يارب فأموت ، وَأبونا إِبراهيم لمّا كان ذاهِب بإِسحق قال للغُلامان نذهب وَنرجِع إِليكُما ، عِنده إِحساس أنّهُ سيرجع معهُ ، لاَ يعرِف كيف وَلكِن سنرجع !وَلمّا ذهبوا قال لهُ إِسحق ياأبِى هوذا الحطب وَالسكّين وَالنّار ، أين الخروف ؟ فقال لهُ الله الّذى أمرنا أنْ نذهب وَنسجُد هُو يرى حملاً للمُحرقة أبونا إِسحق عدم تمييز مِنهُ أنْ يأخُذ رِفقة ، لكِن أمر يحمِل وفرة مِنَ التمييز ، مُمكِن القديس يحنِس القصير لمّا يأخُذ خشبة علشان يسقيها لتصير شجرة أمر فيِهِ عدم تمييز ، وَلكِن وفرة مِنَ التمييز نواجِه فِى جيلنا أُناس عِندها تمرُّد ، عِناد ، عصيان ، الطاعة بالنسبة لهُم أمر خيالِى ، كيف أطيع هكذا ؟ ناقشنِى ، إِقنعنِى وَيُقال أنّ الشىء الّذى زعزع مُلك شاول هُو عصيانه لصوت الله على فم صموئيل النبِى ، ربِنا قال تدخُل حرب وَالغنائِم التّى تأخُذها فِى أشياء لك وَالأُخرى تُقدِّم لربِنا ، لكِن شاول خالف الأمر وَأخذ لِنَفْسَه أشياء مِنَ التّى لله ، وَلِكى يُسكِّت ضميره كان يأخُذ مِنها وَيُقدِّم ذبائِح لربِنا ، فجاء صموئيل وَقال لهُ ما الّذى فعلت ؟ فقال لهُ لَمْ أُخطىء ، أنت قُلت لِى خُذ الغنيمة وَأنا قدّمت مِنها ذبائِح [ هوذا الرّبّ قَدْ رفضك ، هوذا الإِستماع أفضل مِنَ تقديم الذبائِح وَالإِصغاء أفضل مِنَ لحم الكِباش لأنّ التمرُّد كالعرافة ] الإِنسان المُتمرِّد الّذى ليس لديهِ طاعة كأنّهُ يعمل مِثل العرّافين ، كُلَّ كلِمة يقول إِقنعنِى ، أحد الأباء فِى أمريكا قالِى الأولاد عِندنا كُلَّ شىء تقول إِقنعنِى ، لاَ توجد عِندهُم طاعة وَ لاَ يسمعوا عنها أبداً ، لِدرجِة أنّ واحِد منهُم يقول لهُ إِقنعنِى أنّ هذا المذبح وَهذا هُو الجسد وَالدم ، كيف أقنعهُم ؟ وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُحوّلهُم إِذا كان الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، يقول الكاهِن للرّوح يحِل إِنسان مِنَ الخطيّة ، فيفعل ، وَ أيضاً يقول للرّوح القُدس لِيُقدِّس القرابين [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاة غير المُستحقين ، إِظهر وجهك على هذا الخُبز ، ليحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذِهِ القرابين وَيُنقِلها وَيُقدِّسها وَيُظهِرها وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] لِكى يكون الخُبز هُو جسدك المُقدّس وَالدم هُو دمك الكريم ، ما الّذى يحدُث هُنا ؟ الرّوح القُدس يُطيع الكاهِن ، فإِذا كان الرّوح يُطيع الكاهِن ألا نُطيع نحنُ !! أمر صعب ، تخيّلوا أنّ الروح القُدس يُطيع الإِنسان ، فكم يليق بالإِنسان أنْ يفعل ؟ لِذلِك الخادِم طاعة ، نرى إِحتياج الخِدمة وَنصنعه ، كلِمة ( حاضِر ) تُريح وَتبنِى ، لأنّ إِقنعنِى وَأقنعك مُمكِن تخسّرنا بركات عديدة 0
3/ أبونا يعقوب – الجِهاد :-
الجِهاد هُو إِستجابة لدعوة الله ، حياة أبونا يعقوب جِهاد مُنذُ يوم ميلاده مِنَ وَهُو فِى بطن أُمّه وَهُو يُجاهِد ، وَرأينا قمّة جِهاده عِندما صارع مَعَ الله فِى صورة ملاك ، حينما قال لهُ[ لن أُطلِقك إِنْ لَمْ تُباركنِى ] ، لِدرجِة أنّ الإِنجيل يقول أنّ الملاك لَمْ يقوى عليه فضربهُ فِى حُقِهِ ، وَكأنّ الله جعل نَفْسَه مغلوباً لنا ، مثلما يقول القديس أُوغسطينوس[ تحنّنُك غلبك وَتجسّدت ] ، إِذا أنت صارعت معِى سوف أتغلِب لك مِثل الأب الّذى يلعب مَعَ إِبنه ليُظهِر مَنَ فيهُما يديهِ أقوى ، وَيظِل الأب وَيُحاوِل مَعَ إِبنِهِ وَكأنّهُ مغلوب ، وَيُعطيه كلِمات تشجيعيّة ، إِنت قوِى ، شاطِر ، وَالله أيضاً يسمح أنْ يتغلِب لنا أمام جِهادنا ، مثلما قال الله ليعقوب [ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقوب بل إِسرائيل 0 لأنّك جاهدت مَعَ الله وَالنّاس وَقَدَرْتَ ] الخادِم مُجاهِد لهُ صِراع مَعَ الله ، واحد مِنَ القديسين يقول[ ليتنا نُكلِّم الله عَنِ أولادنا أكثر ممّا نُكلِّم أولادنا عَنِ الله ] ، الخادِم يوصلّ الله للنّاس وَالنّاس لله ، يُقدِّمهُم لهُ وَ يُقدِّمهُ لهُم ، مُجاهِد ، فِى جهاد فِى حياة الخادِم نرى أبونا يعقوب ، قبلما يُقابِل أخيهِ عيسو ظلّ يُصلّى وَيُجاهِد وَيُصارِع ، وَأرسل لهُ هدايا كثيرة كعربون محبّة ، وَعِندما رأهُ مِنَ بعيد ظلّ يسجُد وَ يقوم ، سبع مرّات ، إِنسان مُجاهِد فِى حياته لاَ يأخُذ الأُمور ببساطة نحنُ ياأحبائِى نحتاج نأخُذ بركات كثيرة بِدون جِهاد ، حتّى أصوامنا فِى تراخِى ، نطلُب راحة وَكأنّنا نُريد مسيح بِدون صليب ، بِدون جُلجُثة ، بِدون بُستان جثسيمانِى ، مِنَ غير ألم ، إِعطوا لنا مسيح يُعطِى لنا راحة بإِستمرار ، خِدمة بِلاَ تعب ، فضائِل بِدون جِهاد لاَ توجد فضائِل بِدون جِهاد ، يعقوب صارع وغلب حتّى طلوع الفجر ، أىّ أنّهُ صارع حتّى أخر نسمة مِنَ الليل ، هذا هُو الجِهاد ، لنا جِهاد مَعَ الله ، لِماذا حياتنا فقيرة بالفضائِل ؟ نبحث فِى أنفُسنا وَنضع أيدينا على الخطر ، لِماذا تخلوا حياتنا مِنَ الفضائِل ؟ لأنّهُ لاَ توجد محبّة ، بذل ، عطاء ، عِفّة ، قداسة ، بِر ، جِهاد ، تسمع عَنِ ناس تقول صلاة( أبانا الّذى فِى السموات 00) وَهى على السرير ، وَبعد ذلِك نشتكِى مِنَ السقطات وَحروب العالم وَمِنَ الضغوط ، أحد الأباء يقول [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تمسِك صيداً ] ،و [ العامِل بيد رخوة يفتقِر ] ، [ إِخبرنِى عَنِ بطّال جمع مالاً ] ( البطّال = ماله ينتهِى ) ، وَيجِب أنْ يجمع مِنَ جديد ، الحياة المسيحيّة بحسب تعبير القديسين هى أنْ نجمع زيتاً فِى أنيتنا ، وَالزيت يحتاج إِلَى جِهاد يعقوب جاهِد حتّى مَعَ لابان خاله لِكى يأخُذ راحيل وَعمل بِها 14 سنة ، لِدرجِة أنّ خاله يقول لهُ يوم أتيت لِى كُنت صغير وَاليوم خارِج معك ثروة كبيرة ، فردّ عليهِ يعقوب وَقال [ كُنتُ فِى النَّهار يأكُلنِى الحرُّ وَ فِى الَّليل الجليدُ ] ، أنا غنمُة 00 غنمُة كُنت أرعاها لأولادك ، كُنت اسهر وَأتعب ، وَفِى نَفْسَ الوقت أعلن الفضل لله حينما قال[ صغير أنا يارب على جميع ألطافك وَجميع الأمانة التّى صنعت مَعَ عبدك ] 0حقاً أنا أتيت بِمُفردِى وَاليوم خارِج معِى 12 إِبن وَآلاف غنم وَبقر وَزوجات وَ عبيد ، وَكان فِى البِداية معهُ عصا فقط حياتنا الداخِليّة محتاجة جِهاد ، محتاجين سواعِدنا تشتّد بعض الشىء ، نُقوّم الرُكب المُسترخية ، نُشدِّد اليد حينما نقوم للصلاة ، الصلاة تكون صلاة حقاً ، وَالقُدّاس نذهب إِليه مُبكِراً ، وَنرفع قلوبنا لله بِكُلَّ جديّة وَنشاط ، وَوقت السِجود نسجُد ، وَوقت التضرُّع نتضرّع ، أمر مُهِم جِداً الجِهاد فِى حياتنا ، أبونا يعقوب كان مُجاهِد 0
4- أبونا يوسِف – الألم وَ المجد
بالطبع كُلُنا نعرِف أنّ حياة يوسِف لَمْ تكُن سهلة وَلَمْ يأخُذ فِى حياته شىء بِدون جِهاد لكِن كُلَّ هذا كان بسماح مِنَ الله وَبيع كعبد ،وَنُلاحِظ أنّ يوسِف يُمثِل ربِنا يسوع المسيح0
1- يوسف إتباع كعبد والسيد المسيح جاء وَأخذ شكل العبد ( إِنسان )
2- يوسف الإِبن المحبوب لدى أبيه والسيد المسيح هُو الإِبن الوحيد لأبيهِ
3- يوسف صاحِب القميص المُلّون الكنيسة تُمثِلّ ذلِك القميص بِمواهِب الرّوح وَالكنيسة مُزّينة بِها
4- يوسف أبغضهُ إِخوتهُ و ربنا يسوع قال أبغضونِى
5- أُلقى فِى السِجن
6- يوسف جُرِّد مِنَ ثيابه والسيد المسيح إِقتسموا ثيابِى وَعلى لُباسِى إِقترعوا
7- يوسف فِى السِجن أحاط بِهِ مسجونان والسيد المسيح أحاط بِهِ لصّان
8- يوسف تزوّج أُممية إِسمها ( أسينات ) والسيِّد المسيح بسط يديهِ على الصليب لِكى يأخُذ اليهودِى وَالأُممِى
9- لاَ يوجد مجد بِدون ألم ، فِى كُلَّ قصّة حياته لَمْ يتذّمر وَلَمْ يشتكِى ، وَهُو فِى عُمق أعماق السِجن لَمْ يشتكِى ، وَهُو يُباع لَمْ يتذّمر ، وَهُو فِى منصِبه العالِى لَمْ يطلُب مِنَ إِخوته إِنتقام منهُم ، إِذن أين الألم فِى حياتنا ؟ ما الّذى نحتمِله ؟ ليس فقط الإِحتمال ، لقد أصبحت حياتنا كُلّها تذمُّر على كُلَّ شىء ، وَإِذا أرسل الله لنا تجرُبة يجِب أنْ نحتمِل وَنشكُر وَنصبِر ، وَنعلم أنّ كُلَّ شىء بِسماح مِنَ الله واحِد مِنَ القديسين مرّة سأل أولاده مَنَ الّذى باع يوسِف ؟ أجابوه إِخوته ، ردّ لاَ ، أجابوه الغيرة ، ردّ لاَ ، قال لهُم الله هُو الّذى باع يوسِف ، سماح الله ، إِرادة الله ، يجِب أنْ نشعُر أنّ حياتنا إِذا كان فيها ألم هُو مِنَ يد الله ، مَنَ منّا كان عِنده ألم وَشعر أنّ الله هُو الّذى صنع معهُ هكذا ، [ أنتُم أردتُم بِى شراً وَلكِن الرّبّ أراد لِى خيراً ] مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، الّذى أذلّ داوُد النبِى الله وَليس شاول ، وَإِنْ كان الله قَدْ قاد شاول لإِزلال داوُد وَذلِك بِسماح مِنَ الله ، لابُد أنْ نشعُر أنّ حياتنا مِنَ الله وَنقبل الألم فِى خدمِتنا وَنُصِر أنْ يكون فيها ألم لِكى يكون فيها مجد أين الألم الّذى نتألّمهُ فِى الخِدمة ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ وُهِب لكُم لاَ أنْ تؤمِنوا بِهِ فقط ، لاَ بل أنْ تتألّموا أيضاً مِنَ أجلهِ ] ، عِندما يأتِى الأولاد إِلَى الأُسرة وَنُعطيهُم الدرس وَالترنيمة ، أين الألم هُنا ؟ لكِن نرى بولس الرسول يقول [ فِى أسهار ، فِى ضربات ، فِى سجون ،00] ، فِى كورنثوس الثانية سجل آلامات بولس ، لِكى نعرِف أنّنا إِلَى الأن لَمْ نخدِم ، نحنُ نكرِز للمسيحيين الأتقياء فقط وَ نعتقِد أنّنا نتعب ، مِنَ فينا عِنده إِستعداد للتعب ؟ نشتكِى مِنَ عدم إِنتظام الخُدّام ، وَهُمْ يشتكون لأنّ ظروف منعتهُم ، وَإِنْ حضروا وَتكلّمنا معهُم فِى أمرٍ ما يتذّمروا وَيشتكوا ، وَإِنْ إِعتذرت خادِمة لها 100 عُذر تقوله ، وَآخرون لاَ يعملون لأنّ مَنَ حولهُم لاَ يعملوا هُم أيضاً ، فنكون مثلهُم ، مَنَ مِنّا عِنده إِستعداد يقول [ مِنَ أجلك نُمات النّهار كُلّه ] لابُد أنْ أتعب وَأعمل وَأفتقِد وَأُحضِر أولاد ، خِدمِة تعب ، فِى كنيسة العذراء محرم بك كان الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل عِنده عجلة ، وَأثناء الكلِمة الإِفتِتاحيّة كان ينظُر إِلَى أُسرته وَيرى مَنَ الّذى لَمْ يحضر وَيذهب على العجلة يُحضِره وَيأتِى ، - قلب نار - ، وَنحنُ نقول مَنَ يحضر يحضر وَالعكس ، هذِهِ ليست خِدمِة ألم ، ما أجمل الخادِم الّذى يسعى للأعمال التّى بِها تعب وَ التّى بِها مشقّة وَإِتضاع وَبذل ، [ إِنْ كُنّ نتألّم معهُ لِكى نتمجّد أيضاً معهُ ] ، [ عالِمين أنّ آلام الزمان الحاضِر تُنشِىء لنا ثِقل مجد أبدِى ] ، فِى مجد ينتظِرنا ، وَكُلَّ أتعاب خِدمِتنا ربِنا يحسِبها لِنا فِى قصّة الراهِب الّذى كان عين المياه بعيدة عَنِ القلاية ، وَأراد أنْ يُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء ، وَأثناء ذلِك وجد الملاك يسير ورائهُ ، فقال لهُ ماذا تفعل ؟ ردّ عليهِ قائِلاً كُنت أحسِب لك الخطوات التّى كُنتُ تمشيها كُلَّ ليلة وَأحسِب لك التعب ، فقال إِذنْ لن أُقرِّب القلاية مِنَ عين الماء إِذا كان الوضع هكذا ، سوف أبعِدها أكثر كُلَّ جِهاد لنا يُحسب لنا ، الإِنجيل يؤكِد أنّ [ كأس ماء بارِد لاَ يضيع أجره ] ، ما الّذى نُريده أكثر مِنَ هذا ؟ وعد مِنَ الإِنجيل ، كُلَّ عمل نعمِلهُ محسوب لِنا ، إِذن هيا بِنا نتعب وَنُزوِّد تعبنا وَنترُك الخِدمة التّى براحة ، فهى مرفوضة أمام الله ربِنا يُعطينا وَيُثبِّت كلِماته وَيجعلها أنْ تكون حياة لنا وَيُكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد