المقالات

10 أكتوبر 2021

الخادم إنجيل معاش

نَقْرأ مَعاً آيَتَيْن لِبُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس بَرَكَاتُه عَلَى جَمِيعْنَا أمِين ﴿ لاَ يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلمُؤْمِنِينَ فِي الكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ فِي المَحَبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمَانِ فِي الطَّهَارَةِ ﴾( 1تي 4 : 12 ) & ﴿ وَأمَّا أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي وَأنَاتِي وَمَحَبَّتِي وَصَبْرِي وَاضْطِهَادَاتِي وَآلاَمِي ﴾ ( 2تي 3 : 10 – 11 ) نِعْمَة الله الآب تَحِل عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً أمِين . الخَادِم إِنْجِيل مُعَاش الخَادِم إِنْجِيل مَفْتُوح الخَادِم وَصِيَّة مُتَحَرِّكَة الخَادِم قُوِّة حَيَاة أكْثَر مِنْهُ قُوِّة مَعْرِفَة أوْ مَعْلُومَات لِذلِك سَوْفَ نَتَحَدَّث عَنْ ثَلاَث نِقَاط :- 1- التَّعْلِيم بِالحَيَاة :- يَعْنِي لاَ فَائِدَة مِنْ كَلاَم دُونَ حَيَاة لاَ فَائِدَة مِنْ مَعْلُومَات دُونَ تَطْبِيق لاَ فَائِدَة مِنْ إِنِّي أكُون كَثِير المَعْرِفَة وَقَلِيل الفِعْل لِذلِك يَقُول ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾( مت 5 : 19) فَأنَّهُ ذَكَرَ هُنَا * عَمَلَ * الأوِّل فَالأهَمْ هُنَا هُوَ العَمَل أهَمْ مِنْ التَّعْلِيم لأِنَّ التَّعْلِيم سَهْل هُوَ تَلْقِين مِنْ المُمْكِنْ أنَّ أي شَخْص يَقْرأ مَوْضُوع وَيِسَمَّعُه فَمَثَلاً مُمْكِنْ أطْلُب مِنْ أي شَخْص أنْ يِحَضَّر مَوْضُوع عَنْ الصَّلاَة فَيَقُول مَا هِيَ الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ * الصَّلاَة * هِيَ إِتِصَال بِالله وَهيَ حَدِيث خَفِي .. شُرُوط الصَّلاَة ؟ فَيَرُدٌ 1/ ..... ، 2/ ..... ، 3/ .....فَمَا هِيَ المُشْكِلَة أنْ يَقُوم شَخْص بِقِرَاءِة مَوْضُوع مِنْ أي مَكَان وَيُلَقِّنُه لِلأوْلاَدٌ فَيَقُول ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ﴾ نُلاَحِظْ أنَّ الجُزْء الَّذِي قَرَأنَاه لِمُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس يَقُول ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ * سِيرَتِي * أي * حَيَاتِي * يَقْصِدٌ أنْ يَقُول أنْتَ رَأيْت حَيَاتِي عَامْلَه إِيه وَعَاشِرْتِنِي فَمَا رَأيُكُمْ إِذَا كَانَ عَاشَ تِيمُوثَاوُس الرَّسُول وَرَأى بُولِس الرَّسُول يَكْرِز وَيُخْبِر بِرَبِّنَا يَسُوع وَلكِنْ لاَ يَرَى حَيَاتُه مُنْضَبِطَة وَلاَ يَعِيش حَيَاة الإِنْجِيل وَيَرَى أنَّهُ إِنْسَان شَهْوَانِي وَغَضُوب وَأنَّهُ إِنْسَان مُحِبْ لِلمَال وَلَيْسَ لَدَيْهِ مَحَبَّة وَيُحِبْ ذَاتُه ؟ لكِنْ بُولِس غَيْر هذَا فَقَالَ لِتِيمُوثَاوُس ﴿ أنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي ﴾ أنْتَ رَأيْت كُل شِئ إِنِّي أُرِيدْ أنْ أقُول لَكُمْ شِئ مُهِمْ يَا أحِبَّائِي إِذَا سَألْتُكُمْ مَا قَصْد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مِنْ تَجَسُّدِهِ ؟ فَيَكُون رَدُّكُمْ الخَلاَص وَالصَّلِيب وَالفِدَاء فَإِنِّي أقُول لَكُمْ أنَّ هذَا هَدَف لكِنْ هُنَاك شِئ مُهِمْ جِدّاً رَبِّنَا جَاءَ عَلَشَانُه فَهُوَ هَدَف مُهِمْ جِدّاً وَهُوَ أنَّهُ يَكُون نَمُوذَج لِلإِنْسَان فَيَقُول مُعَلِّمْنَا بُطْرُس ﴿ تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ ﴾ ( 1بط 2 : 21 ) فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَاءَ فِعْلاً لِكَيْ يَصْنَع الفِدَاء فَكَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَنْزِل مِنْ سَمَاه فَيَأتِي بِطَريقَتُه لأِنَّهُ إِله مُمْكِنْ مَثَلاً يَأتِي اليُوْم صَبَاحاً وَيُصْلَب بَعْد الظُّهْر وَيُنْهِي عَمَلِيِة الفِدَاء فِي خِلاَل أُسْبُوع مَثَلاً وَبِهذَا يَكُون تَمَّ الفِدَاء لكِنْ لأ لكِنُّه ﴿ حَلَّ بَيْنَنَا وَرَأيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ ﴾ ( يو 1 : 14)﴿ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَة الحَيَاة ﴾ ( 1يو 1 : 1)رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِشَخْصُه المُبَارَك لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض جَاءَ لِكَيْ يُعَرِّفْنَا كَيْفَ نَسْلُك فِي العَالَمْ وَكَيْفَ نَسْلُك عَلَى الأرْض وَكَيْفَ نَسْلُك فِي المُجْتَمَع كَيْفَ نَتَعَلَّمْ المَحَبَّة وَكَيْفَ نَتَعَلَّمْ مَحَبِّة الأعْدَاء وَكَيْفَ نَعِيش فِي طَهَارَة وَقَدَاسَة وَكَيْفَ نَتَعَامَل مَعَ الخَاطِئ وَالمُتَوَانِي وَكَيْفَ نُقَدِّس كُل أحَدٌ وَكَيْفَ تُقَدِّس المُجْتَمَع بِسِيرْتُه وَحَيَاتُه تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ نَتَّبِع خُطُوَاتِه جَاءَ لِكَيْ يُمَهِّد آذَانَنَا لِلحَيَاة الأبَدِيَّة جَاءَ عَلَشَان لَمَّا يِكَلِّمْنَا عَنْ وَصِيَّة نِكُون شُفْنَاه وَهُوَ يِعِيشْهَا قَبْل مَا يِكَلِّمْنَا بِهَا ﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُك ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) لِذلِك نَقُول ﴿ شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِب نُصْرَتِهِ ﴾ ( 2كو 2 : 14) فَهُوَ أمَامَنَا وَنَحْنُ نَسِير خَلْفُه وَأعْيُنَنَا عَلِيه فَالتَّعْلِيم بِالحَيَاة أجْمَل مِنْ التَّعْلِيم بِالكَلاَم فَيَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس ﴿ كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أنَا أيْضاً بِالْمَسِيح ﴾ ( 1كو 11 : 1) أنَا بَتْمَثِّل بِالْمَسِيح وَأنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِيَّ إِذاً أنْتُمْ تَتَمَثَّلُوا بِالْمَسِيح إِذاً التَّعْلِيم بِالحَيَاة هُوَ جَوْهَر التَّعْلِيم هُوَ تَسْلِيم أكْثَر مَا مِنُّه مَعْلُومَات لِذلِك سَيِّدْنَا البَابَا لَهُ عِبَارَة جَمِيلَة يِقُول ﴿ الخَادِم هُوَ إِنْجِيل مَفْتُوح هُوَ إِنْجِيل مَشْرُوح ﴾ يِمْكِنْ الإِنْجِيل عِنْدَمَا نَقْراؤه تَكُون هُنَاك آيَات تَقِفْ مَعَنَا لكِنْ عِنْدَمَا نَرَى إِنْسَان يَعِيش الإِنْجِيل فَبِذلِك أكُون فِهِمْت الإِنْجِيل مِنْ ضِمْن الكَلِمَات الجَمِيلَة لِسَيِّدْنَا البَابَا ﴿ أنَّ الخَادِم هُوَ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل ﴾فَإِذَا حَبِّيت أنْ تِشْرَح الإِتِضَاع هَات بِخَادِم مُتَضِعْ فَإِذَا حَبِّيت أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ الصَّلاَة هَات بِخَادِم مُصَلِّي فَالخَادِم وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَائِل فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَتَكَلَّمْ مَعَ الأوْلاَدٌ عَنْ نُوح وَالفُلْك وَقُوس قَزَح وَالغُرَاب وَالحَمَامَة وَتَأتِي بِنَمَاذِج تُسَاعِد فِي الدَّرْس إِذاً الدَّرْس يَثْبُت بِالنِّسْبَة لِلأوْلاَدٌ كذَلِك أنْتَ تَكُون أجْمَل وَسِيلِة إِيضَاح التَّعْلِيم بِالحَيَاة كُنَا فِي مُؤتَمَر لإِعْدَاد الخُدَّام لِشَبَاب وَشَابَّات الأسْكَنْدَرِيَّة فَفِي سَنَة مِنْ السَنَوَات تَعَلَّمْنَا تَرْنِيمَة تَقُول : عَلِّمْنِي بِحَيَاتَك قَبْل كَلاَمَك لِيَّا هذَا أفْضَل جِدّاً لِحَيَاتِي الأبَدِيَّة وَكَأنَّهُمْ يَتَكَلَّمُوا بِلِسَان الأطْفَال كَأنَّ الطِّفْل يُخَاطِبْنِي أنَا كَخَادِم وَيَقُول لِي هذِهِ الكَلِمَات فَمِنْ المُمْكِنْ الخَادِم يَعِظْ الطِّفْل وَبَعْد وَقْت صَغِير جِدّاً يَرَى الطِّفْل هذَا الخَادِم غَضُوب Nerves وَمُمْكِنْ يِغْلَط فِي الكَلاَم وَخَارِج الخِدْمَة هذَا الخَادِم أمَام الطِّفْل يِهَذَّر بِطَرِيقَة غِير لاَئِقَة مِثْلَمَا كَانْ فِي وَقْت قَالُوا الخُدَّام أنَّهُمْ لاَ يُرِيدُوا أوْلاَدٌ إِبْتِدَائِي فِي النَّادِي الخَاص بِالكِبَار وَيَتَشَدَّدُوا فِي هذَا الأمر وَاتَضَح أخِيراً لأِنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَأخُذُوا رَاحِتْهُمْ وَلكِنْ فِيهَا إِيه عِنْدَمَا يَحْضَر الأوْلاَدٌ الصِّغَار فِي نَادِي الخُدَّام وَقْت لِعْبُهُمْ ؟!! وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرَى الأطْفَال خُدَّامْهُمْ وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا يِعْرَفُوا إِنُّهُمْ مُحِبِين وَمُتَعَاوِنِين وَرُوحْهُمْ جَمِيلَة وَطَيِّبَة – وَهُمَّ بِيِلْعَبُوا – وَمَالُوا فَمِنْ المُمْكِنْ إِنِّي ألْعَب مَعَاكُمْ شِئ عَادِي لكِنْ الخُدَّام الَّذِينَ طَلَبُوا هذَا الطَلَبْ يَعْرِفُون أنَّ بِهُمْ ضَعَفَات وَسَيَغْضَبُوا وَمُمْكِنْ يِشْتِمُوا وَصُوتهُمْ يِكُون عَالِي فَهُمْ لاَ يُرِيدُوا الأوْلاَدٌ يَرُوهُمْ بِهذَا الوَضْع الحِكَايَة يَا أحِبَّائِي لاَ تَحْتَاج إِلَى مَعْلُومَات إِحْنَا الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لاَ تَحْتَاج مِنِّنَا إِلَى مَعْلُومَات بَلْ تَحْتَاج إِلَى أنْ تَرَى مَسِيح وَاضِح أمَامَهُمْ تَرَى إِنْجِيل مُعَاش بِحَيَاتْنَا وَسُلُوكْنَا وَتَصَرُّفَاتْنَا وَهُدُوئْنَا بِوَدَاعِتْنَا بِصُوتْنَا الهَادِئ صَدِّقُونِي كُل جُزْء فِينَا يَجِب أنْ يَشْهَد لِلْمَسِيح النِّعْمَة عِنْدَمَا تَدْخُل فِينَا تُقَدِّس كُل حَيَاتْنَا تُقَدِّس نَظَرَاتْنَا وَتُقَدِّس مَشْيُه وَخَطَوَاتُه وَتُقَدِّس إِنْفِعَالاَتُه وَتَصَوُرَاتُه وَتَجْعَلُه أكْثَر إِلْتِزَاماً وَأكْثَر أدَباً أكْثَر صَمْتاً وَأكْثَر رَزَانَة هذَا هُوَ عَمَل النِّعْمَة الإِنْجِيل عِنْدَمَا يَدْخُل جُوَّا الكَيَان يُقَدِّسُه وَيَجْعَل مَلاَمِحُه عَلِيهَا نِعْمَة فَنَقُول ﴿ قَدْ أضَاءَ عَلَيْنَا نُور وَجْهَك يَارَب ﴾ ( مز 4 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) لِذلِك قَالَ رَبِّنَا لَهُ المَجْد ﴿ الكَلاَم الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاة ﴾ ( يو 6 : 63 )فَلَيْسَ المَوْضُوع كَلاَم فَقَطْ بَلْ رُوح وَحَيَاة حَيَاة تُعَاش هُوَ رُوح تَتَحَوَّل إِلَى حَيَاة وَحَيَاة تَتَحَوَّل إِلَى رُوح إِنْجِيل مُعَاش لِدَرَجِة إِنُّه مُمْكِنْ أرَى فِيك كَأنَّكَ أنْتَ نَفْسَك مَزْمُور كَأنَّكَ إِيه ؟ أنْتَ نَفْسَك تَكُون آيَة جَمِيل جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى إِنْجِيل فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَالْ آيَة الوَاحِدٌ يِتْكِسِفْ مِنْهَا جِدّاً – أنَا نَفْسِي بَكُون مَكْسُوف جِدّاً مِنْهَا وَهيَ فِي يُوحَنَّا 17 – عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لأِجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أيْضاً مُقَدَّسِينَ فِي الحَقِّ ﴾( يو 17 : 19) .. فَإِنَّ كَلِمَة * أُقَدِّس * تَعْنِي * تَخْصِيص وَتَكْرِيس *يَعْنِي إِنْتَ يَارَب تُقَدِّس ذَاتَك لأِجْلِنَا فَيَجِبْ عَلِينَا نَحْنُ أنْ نُقَدِّس ذَوَاتْنَا إِذَا كَانْ هُوَ القُدُّوس الَّذِي بِلاَ شَر الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة مِثْلَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي الرِّسَالَة إِلَى العِبْرَانِيِّين ( عب 7 : 26 ) فَإِذَا حَال القُدُّوس الَّذِي إِنْفَصَلَ عَنْ الخُطَاة إِنُّه يُقَدِّس ذَاتُه فَيَجِبْ عَلَيْنَا مِنْ أجْل خِدْمِتْنَا أنْ نُقَدِّس وَنُخَصِّص ذَوَاتْنَا الحِكَايَة لَيْسَتْ حِكَايِة شِوَيِة وَقْت وَنَتَقَمَص شَخْصِيَّة مُعَيَّنَة فِي الخِدْمَة وَخَلاَص لكِنْ هذَا سُلُوك بِاسْتِمْرَار وَحَيَاة بِاسْتِمْرَار أقْدَر أقُولَّك أنَّ الوَاحِدٌ يَجِبْ أنْ يَتَحَوَّل إِلَى حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة الله الدَّائِمَة بِاسْتِمْرَار بِاسْتِمْرَار يِكُون الوَاحِدٌ فِي قَلْبُه وَفِي ذِهْنُه فِكْر إِنْجِيلِي وَيَعِيش بِمُقْتَضَاه وَيَكُون قُدْوَة لِلمُؤمِنِينْ فِي التَّصَرُّف فِي الرُّوح فِي الكَلاَم فِي طُول الأنَاة فِي الطَّهَارَة فِي كُل عَمَلْ يَكُون قُدْوَة وَيَكُون نَمُوذَج جَيِّد نَمُوذَج يِفَرَّح إِيلِيَّا النَّبِي كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت سَيِّدَة صَرْفَة صَيْدَا يُوسِف البَّار كَانَ بَرَكَة فِي بَيْت فُوطِيفَار وَصَارَ بَرَكَة لأِرْض مَصْر كُلَّهَا نُوح البَّار كَانَ بَرَكَة لِلعَالَمْ كُلُّه وَحَفَظْ العَالَمْ مِنْ الهَلاَك الله أبْقَى ثَمَانِيَة أنْفُس بِبَرَكِة نُوح البَّار هذَا الإِنْسَان البَرَكَة هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش وَيَكُون الإِنْجِيل فِي فِكْرُه وَفِي قَلْبُه لِدَرَجِة إِنُّه يِقُول أنَّ الله تَنَسَّم رَائِحَة سُرُور وَرَائِحَة رِضَى فَإِنْ رَبِّنَا فِرِح بِنُوح وَأوْلاَدُه التَّعْلِيم بِالحَيَاة كَثِيراً مَا نَسْمَع عَنْ قِدِّيسِينْ كَانُوا غِير مُؤمِنِينْ فَنِسْمَع عَنْ قِدِّيس إِسْمُه يَعْقُوب رَاجِل غَنِي وَأبُوه وَثَنِي وَكَانْ عَنْدُهُمْ قَطِيع غَنَمْ كِبِير وَكَانَ هُنَاك رَاعِي غَنَمْ مِسِيحِي فَالقِدِيس يَعْقُوب تَعَلَّمْ مِنْ رَاعِي الغَنَمْ أُصُول الْمَسِيحِيَّة بِدُون مَا الرَّاعِي يَقُول لَهُ عَنْ الْمَسِيح وَيِعَلِّمُه وَيِحَفَّظُه أي شِئ بَلْ عَلَّمُه بِالحَيَاة العَمَلِيَّة فَجَاءَ الرَّاعِي لأِبُو القِدِيس يَعْقُوب يَقُول لَهُ أسْتَأذِنَك فِي إِنِّي حَبَطَّل شُغْل فَسَألَهُ أبُو القِدِيس يَعْقُوب عَنْ السَبَبْ فَرَدٌ الرَّاعِي أنَا رَايِح لِلإِسْتِشْهَادٌ فَفِي البَلَد المُجَاوِرَة لَنَا هُنَاك جَمَاعَة تَجْعَل الْمَسِيحِيِّينْ يَسْتَشْهِدُوا فَالرَّاعِي يَسْتَأذِن لِكَيْ يَذْهَبْ لِلإِسْتِشْهَادٌ فَلَّمَا عَلِمَ القِدِّيس يَعْقُوب طَلَبْ مِنْ الرَّاعِي أنْ يَذْهَب مَعَهُ لِيَتَفَرَّج فَقَالَ الرَّاعِي لكِنْ مَتْخَفْش إِذَا شُوفْتِنِي وَأنَا بَدِبِح فَعِنْدَمَا وَصَلُوا لِلبَلَد كَانَ هُنَاك شَاب يُعَذَّب فَقَالَ الرَّاعِي * أتَعْلَم يَا يَعْقُوب مَنْ هذَا الشَّاب ؟ الشَّاب الَّذِي يُعَذَّب هُوَ إِبْن الوَالِي وَاسِيلِيدِس وَهذَا الشَّاب هُوَ القِدِّيس بُقْطُر * فَقَالَ يَعْقُوب وَهَلْ هذَا مَعْقُول ؟ فَقَالَ الرَّاعِي أصْل يَابْنِي هذَا العَالَمْ فَانِي وَفِي الحَال طَلَبْ يَعْقُوب مِنْ الرَّاعِي إِنُّه يَتَقَدَّم لِلإسْتِشْهَادٌ وَفِعْلاً تَقَدَّم لِلإِسْتِشْهَادٌ فَالْمَسِيحِيَّة هِيَ حَيَاة قُدْوَة فَهُنَاك قِصَّة مَعْرُوفَة ذَهَبَ مُدَرِّس إِلَى إِحْدَى الدُوَل العَرَبِيَّة وَلَمَّا ذَهَبْ كَانَتْ المُفَاجَأة أنَّ المُدَرِّس شَخْص مَسِيحِي فَقَالُوا لَهُ إِنَّنَا لاَ نُعَيِّنْ مَسِيحِيِّينْ إِنْتَ إِزَّاي جِيتْ ؟!! فَقَالَ لَهُمْ أنَا رَاسِلْتُكُمْ وَإِنْتُمْ بَعَتُوا لِي فَأنَا قُمْت بِإِخْلاَء طَرَفِي وَجِئْت فِعْلاً وَمَا يِنْفَعْش إِنِّي أرْجَع فَكَتَبُوا عَلِيه تَعَهُّدْ وَفَرَضُوا عَلِيه شَرْط وَهُوَ * أنَّكَ لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ الْمَسِيح وَلاَ تِجِيب سِيرْتُه أبَداً * وَهُوَ وَافِق وَبَعْد فِتْرَة لاَحْظُوا أنَّ الأوْلاَدٌ مُلْتَفِّين حَوْلَهُ وَيُحِبُّوه جِدّاً فَقَالُوا لَهُ فِي شِئ غَرِيب إِنْتَ شَكْلَك بِتِتْكَلِّمْ عَنْ الْمَسِيح وَإِحْنَا حَا نِسْأل الأوْلاَدٌ فَكَانْ رَدٌ المُدَرِّس أنَا لَمْ أفْتَح فَمِي وَلَمْ أتَكَلَّمْ بِشِئ أمَّا هُمْ فَرَاقَبُوه أثْنَاء تَأدِيَتُه لِحِصَصُه وَيُرَاقِبُوه أثْنَاء كَلاَمُه وَلاَحَظُوا إِنُّه لاَ يَتَكَلَّمْ عَنْ الدِّينْ وَبَدَأُوا يَتَعَجَّبُوا مَا هُوَ سِر إِنْجِذَاب الأوْلاَدٌ إِلِيه بِهذِهِ الدَّرَجَة ؟!! وَعِنْدَمَا سَألُوا الأوْلاَدٌ قَالُوا لَهُمْ أنَّ هذَا المُدَرِّس يَهْتَمْ بِنَا جِدّاً وَأخَذَ أرْقَام تِلِيفُونَاتْنَا وَعِنْدَمَا يَغِيب أي وَاحِدٌ مِنِّنَا يَتَصِل بِهِ وَيِسْأل عَلِيه وَيَطْمَئِنْ عَلِيه وَالوَلَدٌ اللِّي تِكُون دَرَجَاتُه ضَعِيفَة يِحَدِّد مِيعَاد مَعَاه دَاخِل المَدْرَسَة وَيِشْرَح لَهُ مَا يَصْعُب عَلِيه فَهْمُه وَالوَلَدٌ المُتَفَوِق يِجِيب لُه هِدِيَّة عَلَى حِسَابُه الخَاص وَبِهذِهِ الطَّرِيقَة الأوْلاَدٌ حَبُّوه وَحَبُّوا حَيَاتُه وَلَمَّا يِعْرَفُوا إِنْ السِّر فِي ذلِك إِلَهُه يَتْبَعُوا حَيَاتُه وَإِلَهُه فَهذَا هُوَ التَّعْلِيم بِالحَيَاة ﴿ وَأمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوت السَّموَات ﴾ فَيَجِبْ كُل شَخْص يِسْأل نَفْسُه كَمْ شَخْص أحَبَّ الْمَسِيح بِسَبَبِي ؟ كَمْ شَخْص ؟!! فَإِنْتَ حَبِّبْت كَمْ شَخْص فِي الْمَسِيح بِسَبَبَك ؟ ﴿ يَرَوْا أعْمَالَكُم الحَسَنَة وَيُمَجِّدُوا أبَاكُم الَّذِي فِي السَّموَات ﴾ ( مت 5 : 16) . 2- خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة :- عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. عَلِّمْ .. قُول .. قُول .. قُول .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. إِتْكَلِّمْ .. وَلاَ يَكُون هُنَاك فِعْل فَهذَا يُسَبِّبْ بَلاَدَة .. جُمُودٌ ..رِيَاء ..إِزْدِوَاج ..بَلْ عَلَى العَكْس فَهذَا يِعْمِل الإِنْسَان عِنْدُه رُوح غُرُور وَكِبْرِيَاء فَكُل مَا الشَخْص يُعَلِّمْ فَكُل مَا يِفْتِكِر نَفْسُه كذَلِك فَيَظُنْ أنَّ الّذِي يُعَلِّمُه هذَا إِنَّهُ عَايْشُه فَتِكْبَر الذَّات بِدُون فِعْل وَيَتَأخَّر التَّقَدُم الرُّوحِي جِدّاً وَبَدَل مَا الخِدْمَة تَكُون وَسِيلِة خَلاَص تِكُون وَسِيلِة جُمُودٌ وَبَدَل مَا الإِنْسَان يِكُون فِي طَرِيقُه لِلقُرْب مِنْ رَبِّنَا لكِنْ فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِالشَكْل يِكُون بِيقَرَّب لكِنُّه فِي الحَقِيقَة إِنُّه بِيِبْعِد عَنْ رَبِّنَا مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل الخِدْمَة إِلَى مِهْنَة فَإِنَّ الخَادِم يَذْهَب لِيُلْقِي دَرْس وَيِحَكِّي شِوَيَة وَيِهَذَّر وَيِنَكِتْ شِوَيَة وَخَلاَص عَلَى كِدَه مَا أخْطَر أنْ يَتَحَوَّل الأمر إِلَى مُجَرَّد تَلْقِين أوْ مَعْلُومَات فَهذَا أخْطَر لِدَرَجِة أنْ تَكُون الخِدْمَة عِبَارَة عَنْ مُسَكِّنْ يِزِيدْ المَرَض وَلاَ يُزِيلُه لِدَرَجِة أنَّ هذَا التَّعْلِيم يُضَخِّمْ ذَات الإِنْسَان وَيَجْعَلُه يَشْعُر بِأنَّ النَّاس أقَلْ مِنْهُ لأِنَّهُ هُوَ مُعَلِّمْ لِذلِك رَبِّنَا يَقُول ﴿ لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِين كَثِيرِين ﴾ ( يع 3 : 1) لاَ تَكُون حَابِبْ أنْ تَكُون مُعَلِّمْ وَخَلاَص بَلْ عِيش فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ المَحَبَّة لكِنْ مَا أرْوَع المُحِبْ فَمَا أكْثَر الكَلاَم عَنْ الصَّلاَة لكِنْ مَا أجْمَل المُصَلِّي فَهذَا شِئ يِجْذِب قَلْب رَبِّنَا هذَا شِئ يَجْعَل الإِنْسَان المُحِبْ جَذَّاب مَا أخْطَر أنْ نَكُون كَالكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين الَّذِينَ يَعْرِفُوا النَّامُوس وَلاَ يَعِيشُوه مَا أخْطَر أنَّ الإِنْسَان يَتَحَوَّل إِلَى صِرَاع فِي دَاخِلُه بَيْنَ المَعْرِفَة وَبَيْنَ التَّطْبِيق فَهذِهِ خُطُورَة تِعْمِل إِزْدِوَاج وَجُمُودٌ وَتَجْعَل الإِنْسَان لَهُ شَكْل التَّقْوَى وَيُنْكِر قُوِّتْهَا ( 2تي 3 : 5 ) فَيَقُول الشَخْص أنَا خَادِم أنَا خَادِمَة أنَا رُوحْت أنَا عَمَلْت أنَا إِتْكَلِّمْت أنَا أدِّيت المَوْضُوع دَه أنَا شَرَحْت أنَا حَفَّظْت أنَا عَمَلْت أنَا قَرَأت فَمَا أخْطَر شَخْصِيِّة الإِزْدِوَاجِيَّة مَا أخْطَر أنْ تَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى جُزْء فِي الخِدْمَة وَجُزْء لِلشَّخْصِيَّة الطَّبِيعِيَّة الخَاصَّة بِنَا فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول أنَّ الخَادِم يَلْتَزِم بِأشْيَاء مُعَيَّنَة لِلخِدْمَة فَمَثَلاً عِنْدَمَا تَقُول لِلخَادِمَات تَعَالِي الخِدْمَة بِدُون مِكْيَاچ وَبِدُون بَنْطَلُون تَعَالِي بِچِيبَة وَاسْعَة وَالْبِسِي حَاجَة حِشْمَة فَمُمْكِنْ أنْ تَأتِي الخَادِمَة وَقْت مَدَارِس الأحَدٌ مُنْضَبِطَة تَمَام وَفِي أي وَقْت غِير مَدَارِس الأحَدٌ بِشَكْل تَانِي خَالِص فَهذَا كَأنَّنَا بِنْمَثِّل سَاعْتِين وَلكِنَّنَا إِحْنَا فِي الخِدْمَة بِنْكُون أكْثَر إِلْتِزَاماً لكِنْ هذَا مَعْنَاه أنَّ هذِهِ الحَيَاة تَكُون غِير طَبِيعِيَّة بَلْ يَتِمْ التَّحْوِيل إِلَى أنْ تَكُون هذِهِ طَبِيعَتِي وَيَكُون هذَا سُلُوكِي وَشَخْصِيِتِي وَأنَا لاَ أقْبَل أنْ أكُون غِير ذلِك فَهذَا هُوَ الصَّح مَا أصْعَب الإِزْدِوَاج وَهذَا لِلأسَفْ السِمَة الَّتِي يَعِيشَهَا جِيلْنَا هذَا حِلْوِين جِدّاً جِدّاً جِدّاً دَاخِل الكِنِيسَة وَيَكُونُوا أيْضاً مَعَاك عَلَى الخَطْ خَارِج الكِنِيسَة ألْحَان وَتَسْبِحَة تَمَام وَغِير ذلِك أيْضاً تَمَام فَفِي قِصَّة كُنْت مَرَّة سِمِعْتَهَا إِنْ نَاس قَامُوا بِالإِتِفَاق مَعَ شَمَامِسَة عَلَى المُشَارْكَة فِي صَلاَة إِكْلِيل فَعَرَفُوا الشَّمَامِسَة مِيعَادٌ الإِكْلِيل وَفِي أي كِنِيسَة وَاتَفَقُوا فِعْلاً فَقَام شَمَاس يِسْأل النَّاس أصْحَاب الفَرَح * إِنْتُمْ بَعْد الكِنِيسَة رَايْحِينْ فِينْ ؟ * فَالنَّاس رَدُّوا إِنُّهُمْ رَايْحِينْ مَكَان لِلفَرْفَشَة بَعْد الإِكْلِيل .. فَالشَّمَامِسَة قَالُوا مُمْكِنْ إِحْنَا كَمَان نَقُوم بِالفَرْفَشَة فَهُمْ نَفْس الشَّمَامِسَة ( مِينَا وَمَايْكِل وَدِيڤيد وَجِرْجِس وَبِيشُوي وَ ) فَهُمْ أثْنَاء الإِكْلِيل لاَبْسِين التُونْيَة وَمَاسْكِين الدَّف وَبَعْد الإِكْلِيل يِقْلَعُوا التُونْيَة وَيِسِيبُوا الدَّف وَيِمْسِكُوا حَاجَة تَانِي فَهذَا إِزْدِوَاج فَأنْتَ إِيه بِالظَّبْط ؟ مَاذَا تُرِيدْ ؟ مَاذَا تُحِبْ ؟ مَا هِيَ مُيُولَك ؟ أرْجُوك إِسْأل نَفْسَك هذَا السُؤال إِلَى أي التَّيَارَات تَمِيل ؟ مَنْ أنْتَ ؟ سُؤال مُهِمْ جِدّاً مَا أخْطَر إِزْدِوَاجْنَا القَلْب المَقْسُوم هذَا صَعْب وَلاَ نَسْتَطِيع أبَداً أنْ نَعْرُج بَيْنَ الفِرْقَتَيْنِ ﴿ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ ﴾( 1مل 18 : 21 )مَا أصْعَب إِنْشِقَاق الإِنْسَان مِنْ دَاخِلُه فِي الجَامْعَة مَعَ أصْحَابُه يِجَارِي الجَو إِلَى أقْصَى دَرَجَة وَفِي الكِنِيسَة كَذلِك وَأيْضاً فِي الشُغْل كَذلِك لاَزِم نُمَجِّد رَبِّنَا وَلاَزِم يِكُون عِنْدَك الإِقْتِنَاع الكَافِي فِي شَخْصِيِتَك إِنَّك إِنْتَ كِدَه إِنْتَ مَسِيحِي وَيَجِبْ أنْ تَشْهَدٌ لِمَسِيحَك إِنْتَ فِيك شِئ مُخْتَلِف لاَزِم نِكُون عَايْشِينْ بِمُقْتَضَاه ﴿ مَجِّدُوا الله فِي أجْسَادِكُمْ وَفِي أرْوَاحِكُم الَّتِي هِيَ لله ﴾( 1كو 6 : 20 ) مَا هِيَ مَشِيئَة قَلْبَك وَمَاذَا تُحِبْ ؟ لِذلِك الإِنْسَان الَّذِي يَعِيش مَعَ الله فِعْلاً وَالإِنْجِيل مَغْرُوس بِدَاخِلُه فَلاَ يَعْرِف أنْ يَعِيش كُل فِتْرَة بِشَخْصِيَّة فَلاَ يَكُون عَايِش مِثْل الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ الَّذِي لَهُمْ حَيَاة فِي الشَّكْل وَلَهُمْ حَيَاة أُخْرَى فِي الخَفَاء وَمُخْتَلِفَة فَلاَ تَكُونُوا كَالنَّاس الَّذِينَ يُحَمِّلُوا الآخَرِينْ أحْمَالاً عَثِرَة وَلاَ يُحَرِّكُونَهَا بِأصَابِعَهُمْ( مت 23 : 4 )فَهُمْ كَانُوا يُعَشِّرُون النِّعْنَاع وَالشِّبِثَّ وَالكَمُّون وَتَرَكُوا الحَقَّ وَالرَّحْمَة( مت 23 : 23 ) كَانُوا يَأكُلُوا مَال اليَتِيم وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ فِي الصَّلاَة ( مر 12 : 40 ) فَهذَا تَنَاقُض رَهِيب لِذلِك الخَادِم يَنْطَبِع عَلَى أوْلاَدُه فَالإِنْسَان الَّذِي فِي خِدْمِتُه عَايِش حَيَاة فِيهَا إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة فَيَكُون أوْلاَدُه لَهُمْ إِهْتِمَامَات رُوحِيَّة وَالخَادِم الَّذِي يَهْتَمْ بِالمَظْهَر وَالشَّكْل وَالرِّيَاضَة وَالفُسْحَة وَالتَّرْفِيه يِكُونُوا أوْلاَدُه يِحِبُّوا الهِيصَة فَهَلْ أنَا بَحْرِص إِنِّي فِي يُوْم السَبْت أحْضَر عَشِيَّة وَأجْعَل أوْلاَدِي يِحْضَرُوا عَشِيَّة ؟ فَهَلْ أنَا بَحْرِص أنْ أحْضَر تَسْبِحَة فِي الكِنِيسَة ؟ فَهَلْ أنَا مُهْتَمْ بِحُضُور القُدَّاسَات ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِأعْيَادٌ القِدِّيسِينْ ؟ هَلْ أنَا مُهْتَمْ بِالسَّهَرَات الرُّوحِيَّة ؟ فَلَوْ أنَا مُهْتَمْ بِكُل هذِهِ الأُمور فَأتَفِق مَعَ أوْلاَدِي أنْ يَحْضَرُوا هُمْ أيْضاً وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِي نَفْس هذِهِ الإِهْتِمَامَات وَلِي إِهْتِمَامَات أُخْرَى فَأوْلاَدِي سَيَتَعَلَّمُوا مِنِّي نَفْس الإِهْتِمَامَات خُطُورِة التَّعْلِيم دُونَ حَيَاة تَجْعَل الإِنْسَان يَكُون بِشَكْل مِنْ الخَارِج وَجَوْهَرُه شِئ مُخْتَلِف تَمَاماً وَهذَا يَجْعَلُه يِعِيش فِي رِيَاء وَفِي إِزْدِوَاجِيَّة وَفِي صِرَاع فِي صِرَاع فِي شَخْصِيِتُه . 3- كَيْفَ نَحْيَا حَسَبْ الإِنْجِيل ؟ كَيْفَ أكُون إِنْجِيل مُعَاش ؟ إِهْتَم بِمَبْدأ الفِعْل قَبْل الإِهْتِمَام بِمَبْدأ المَعْرِفَة فَرَبِّنَا قَالْ لِلنَّامُوسِي ﴿ إِفْعَل هذَا فَتَحْيَا ﴾ ( لو 10 : 28 ) مُهِمْ جِدّاً وَصِيِة * إِفْعَل * طَبَّقٌ فَقَالَ الغَنِي﴿ هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ﴾ ( مر 10 : 20 ) لكِنْ رَبِّنَا رَكِّزعَلَى الفِعْل فَفِي الكِتَاب المُقَدَّس آيَة تَقُول ﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيل الْمَسِيح ﴾ ( في 1 : 27 ) لِذلِك يَكُون التَّرْكِيز عَلَى * عِيشُوا * مَا أجْمَل أنْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة فِي دَاخِلْنَا جَمِيل جِدّاً رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا يِقُول لِشَخْص * إِتْبَعْنِي * وَيَقُول ﴿ فَقَامَ وَتَبِعَهُ ﴾( مر 2 : 14) فَإِنَّ الشَخْص الّذِي قُدِّمَتْ لَهُ الدَّعْوَة قَامَ وَتَبَعَهُ فَعَمَلَ وَفَعَلْ فَمَا هُوَ الفِعْل الَّذِي حَصَلْ فِي حَيَاتْنَا الَّذِي نَقُول أنَّ الإِنْجِيل إِشْتَغَل بِدَاخِلْنَا ؟ إِنْ لَمْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى سُلُوك فَيَتَحَوَّل بِالنِّسْبَة لَنَا إِلَى أي كِتَاب مِثْل الَّذِي دَرَسْنَاه فِي أُولَى إِعْدَادِي وَتَانْيَة إِعْدَادِي وَتَالْتَة إِعْدَادِي وَهَكذَا لأِنَّهُ يُعْتَبَر كِتَاب وَبِهِ نَظَرِيَات لِذلِك يُكَلِّمْنَا عَنْ الإِيمَان العَامِل بِالمَحَبَّة لاَزِم يِكُون لَنَا إِيمَان عَامِل لَيْسَ مُجَرَّدٌ كَلاَم بَلْ إِيمَان عَامِل الإِنْجِيل مِشْ مَطْلُوب مِنِّنَا أنْ نَأخُذُه كَمَعْرِفَة وَمَعْلُومَات فَعِنْدَمَا تَقْرأ لاَزِم يَتَحَوَّل بِنِعْمِة رَبِّنَا إِلَى تَطْبِيق إِلَى تَدْرِيب إِلَى فِعْل إِلَى عَمَل أنْتَ يَجِبْ أنْ تَدْخُل إِلَى دَاخِل الإِنْجِيل مَا الَّذِي يَجْعَلْنَا نَعِيش فِي غُرْبَة عَنْ الإِنْجِيل ؟ لِمَاذَا تَقُول عَلَى الإِنْجِيل صَعْب ؟ لأِنَّنَا لَمْ نَقْرَاؤه بِاسْتِمْرَار لأِنَّنَا نَأخُذُه بِالفِعْل بِقِرَاءَة مِنْ الخَارِج فَعِنْدَمَا شَخْص يِعْزِمَك عَلَى حَاجَة سَاقْعَة هَلْ بِيُدْلُوقْهَا فُوق مِنَّك وَلاَّ بِيشَرَّبْهَا لَك فِي فَمَك ؟ وَالإِنْجِيل إِوْعَى تَاخْدُه بَرَّه مِنَّك بَرَّه مِنَّك حَيغَرَّقَك وَحَيِعْمِل لِيك كَلاَكِيع لكِنْ لَوْ تِشْرَبُه مِنْ الدَّاخِل يُبْقَى لَذِيذ لَوْ نِفْرِض وَإِنْتَ بِتِقْرا فِي الإِنْجِيل جُزْء خِلْقِة العَالَمْ ﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾( تك 1 : 3 ) مُمْكِنْ شَخْص يِقُول * أنَا مَالِي وَمَال ( لِيَكُنْ نُورٌ ) * العَالَمْ إِتْعَمَل وَلاَّ مَتْعَمَلْش خَالِص وَأنَا مَالِي لكِنْ تَقُول عِنْدَ خِلْقَة هذَا العَالَمْ * يَارَب إِلَى هذَا الحَدٌ إِنْتَ بِتْحِبِّنِي ؟ * مَا هُوَ هذَا العَالَمْ وَلِمَنْ خُلِقَ ؟ وَالكُون هذَا لِمَنْ ؟ فَإِنَّ رَبِّنَا خَلَقُه لَنَا فَنَقُول نَشْكُرَك يَارَب الكِنِيسَة وَاعْيَة تَقُول ﴿ ثَبَّتَ لِيَ الأرْضَ لأمْشِي عَلَيْهَا مِنْ أجْلِي ألْجَمْتَ البَحْر مِنْ أجْلِي أظْهَرْتَ طَبِيعَة الحَيَوَان ﴾ ( جُزْء * قُدُّوس * فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) فَالخَلِيقَة كُلَّهَا أُنْشُودِة حُبْ لله شُوفُوا الرَّوْعَة تَخَيَّل إِنْتَ لَوْ لَمْ تَكُنْ الأرْض ثَابْتَة كُنَّا نِمْشِي إِزَّاي ؟ فَالوَاحِدٌ لَوْ كَانْ عَنْدُه مِشْوَار لأِخِر الشَّارِع كُنَّا نِمْشِيه فِي سَنَة لكِنْ رَبِّنَا ثَبِّت الأرْض لِينَا شُوف تَرْتِيب رَبِّنَا﴿ لِيَكُن نُورٌ ﴾ قُولُّه يَارَب بَدِّد ظَلاَمِي بَدِّد ظُلِمِة حَيَاتِي بَدِّد ظُلْمِة الأيَّام الإِنْجِيل مِشْ المَقْصُودٌ مِنُّه إِنُّه يِحْكِي لِينَا قِصَص وَيِحْكِي لِيَنَا عَنْ أشْخَاص فِي العَهْد القَدِيم وَالجِدِيد وَيِحْكِي لِينَا عَنْ طَبَائِع الشُّعُوب وَيِحْكِي لِينَا عَنْ قِصَص حُرُوب وَيِحْكِي لِينَا عَنْ تَدْبِير الخَلاَص وَيِحْكِي لِينَا عَنْ أُمور كَثِيرَة فَلَيْسَ هذَا هُوَ المَقْصُودٌ لكِنْ يَجِبْ أنْ أكْتَشِف نَفْسِي فِي الإِنْجِيل يَجِبْ أنْ أكْتَشِف خَلاَصِي أنَا الَّذِي يَجِبْ أنْ أتَمَتَّع بِهِ دِلْوَقْتِي فِي الْمَسِيح يَسُوع مِنْ هُنَا يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة وَإِلَى فِعْل وَإِلَى سُلُوك جَمِيل جِدّاً أنْ يَكُون لَك آيَات تَتَذَكَّرْهَا بِاسْتِمْرَار رَدِّد آيَة رَدِّد قَوْل مَثَلاً ﴿ اللَّهُمَّ إِلْتَفِت إِلَى مَعُونَتِي يَارَب أسْرِع وَأعِنِّي ﴾ ( مز 69 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) رَدِّدْهَا رَدِّد آيَة وَاسْعَى لِتَطْبِيقْهَا فَتَأخُذ قُوِّة فِعْلَهَا فَفِي شَخْص إِسْمُه السَّائِح الرُّوسِي عَامِل كِتَاب فَهُوَ قَرَأ آيَة ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾( 1تس 5 : 17) وَظَلَّ يِسْأل وَيَقُول فِي أوْقَات بَنَام فِيهَا وَفِي أوْقَات بَاكُل فِيهَا وَفِي أوْقَات بَشْتَغَل فِيهَا فِضِل يِسْأل إِلَى أنْ عِرِف كَيْفَ يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع أي يَكُون فِي حَالِة وُجُودٌ فِي حَضْرِة رَبِّنَا فِي إِتِحَاد ذِهْنِي وَفِكْرِي طَوَال النَّهَار وَظَلَّ يَقُول ﴿ يَارَبِّي يَسُوع الْمَسِيح إِبْن الله إِرْحَمْنِي أنَا الخَاطِئ ﴾ وَيُرَدِّدْهَا فِي كُل الأوْقَات حَتَّى فِي أوْقَات الأكْل فِي أوْقَات الشُغْل لَوْ مَاشِي لَوْ قَاعِدٌ فَهُوَ عِرِف مَعْنَى ﴿ صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ ﴾عِيش الآيَة لاَ مُجَرَّدٌ مَعْرِفِتْهَا فَقَطْ كَانَ أبُونَا بِيشُوي كَامِل – الله يِنَيِّح نَفْسُه – كَانْ إِسْمُه * إِنْجِيل مُعَاش * لأِنُّه مَكَنْش بِيِقْرَا الإِنْجِيل إِلاَّ لَمَّا يِشُوف إِزَّاي يِحَاوِل أنْ يِطَبَّقُه فَكَانَ يَتَكَلَّمْ مَعَ أحَدٌ أوْلاَدُه وَيَقُول لَهُ تِحِب أدِّيلَك هِدِيَّة ؟ فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * إِدِّينِي يَا بُونَا * فَيَقُول أبُونَا * أدِّيلَك آيَة حِلْوَة تِعِيشْهَا * فَيَرُدٌ الوَلَدٌ * حَاضِر يَابُونَا * فَقَالَ أبُونَا ﴿ مَنْ أرَادَ أنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا ﴾( مت 16 : 25 ) يَالاَّ يَا حَبِيبِي رَبِّنَا مَعَاك فَهذِهِ الآيَة يِعِيش بِيهَا عُمْرُه كُلُّه فَمَا الَّذِي يُضَيِّع حَيَاتْنَا ؟ هُوَ أنَّنَا لاَ نُحِبْ أنْ نُهْلِكْهَا وَنُحِبْ أنْ نَحْتَفِظ بِهَا فَعِنْدَمَا نُحِبْ الذَّات فَالذَّات تَرْتَفِع لكِنْ الَّذِي يُحِب نَفْسُه يُضَيِّعُهَا أي طُول مَا أنَا بَحِبْ نَفْسِي فَأنَا بَضَيَعْهَا لكِنْ الَّذِي يُبْغِض نَفْسُه فَهذَا يَجِدْهَا كُل يُوْم ضَعْ نَفْسَك ضَعْ نَفْسَك فِي رَاحْتَك فِي أكْلَك فِي شُرْبَك فِي ذَاتَك فِي غِيرْتَك فِي إِنْفِعَالاَتَك مَعَ الآخَرِينْ إِنْفِق ذَاتَك إِبْذِلْهَا إِعْطِي فَهذِهِ قُوَّة جَبَّارَة الوَصِيَّة فِيهَا قُوَّة جَبَّارَة وَأجْمَل مَا فِي الوَصِيَّة إِنَّك لاَ تَعِيش وَصِيَّة إِلاَّ لَمَّا تِعِيش بَاقِي الوَصَايَا مَعَهَا لِيه ؟ فَعِنْدَمَا يُبْغِض الوَاحِدٌ نَفْسُه يُحِب الَّذِينَ حَوْلُه وَيُحِب العَطَاء وَيُحِب التَّسَامُح وَيُحِب الصُوْم فَتَكُون الوَصَايَا دَاخِلُه عَلَى بَعْضَهَا فَمَثَلاً الأسْكَنْدَرِيَّة مُصَمَّمَة بِطَرِيقَة تَكُون فِيهَا الشَوَارِع مُتَوَازِيَة وَسَهْلَة فَعِنْدَمَا نَذْهَب لِمِشْوَار يَكُون لَهُ طَرِيق يِوَصَّل لِمِشْوَارَك كذَلِك الوَصَايَا تِدَخَّلَك عَلَى بَعْضَهَا فَمَثَلاً الَّذِي يُصَلِّي بِلاَ إِنْقِطَاع يَعِيش الطَّهَارَة وَيَعِيش الحُبْ وَيَعِيش البَذْل وَيَعِيش الأبَدِيَّة فَأي وَصِيَّة تِسَاعْدَك فِي تَنْفِيذ الأُخْرَى وَالعَكْس الشَّر يِوَصَّل لِلشَّر الكِبْرِيَاء يِوَصَّل لِلغُرُور يِوَصَّل لِلشَّك يِوَصَّل لِلكَرَاهِيَّة تِوَصَّل لِلشَّهْوَة وَهكَذَا فَتَكُون شَبَكَات فِي بَعْضَهَا فَيَجِبْ أنْ تَعِيش الوَصِيَّة لاَ تَكْتَفِي أنَّكَ تَعْرِف بَلْ عِيش تِعْرَفُوا لِمَاذَا تَكُون تُوبِتْنَا تُوبَة وَقْتِيَّة شَكْلِيَّة ؟ لأِنَّهَا لَمْ تَكُون مِنْ الإِنْجِيل فَإِنَّ التُوبَة لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ كَشْف عَقْل يَا أحِبَّائِي وَلاَ كَشْف ضَمِير التُوبَة بِالإِنْجِيل فَعِنْدَمَا نُحْضِر مَثَلاً وَلَدٌ غِير مِسِيحِي وَنِسْألُه * إِنْتَ مَاذَا تَفْعَل مِنْ الأُمور الوِحْشَة ؟ *فَيَقُول أنَا بَشْتِم بَابَا وَبَزَعَّل مَامَا وَبَاخُدٌ حَاجَات مِشْ بِتَاعْتِي وَبَتْفَرَّج عَلَى حَاجَات وِحْشَة وَأحْيَاناً تَكُون عِينِي وِحْشَة لَمَّا أمْشِي فِي الشَّارِع وَهكَذَا فَهُوَ بِيْقُول خَطَايَا وَهُوَ وَلَدٌ غِير مِسِيحِي فَدَه يُعْتَبَر كَشْف عَقْل وَضَمِير فَهَلْ هذِهِ تَكُون تُوبَة ؟ هذِهِ لَيْسَت تُوبَة أحْيَاناً إِحْنَا تَكُون تُوبِتْنَا عَلَى مُسْتَوَى كَشْف العَقْل وَالضَمِير وَأحْيَاناً يَكُون إِعْتِرَافْنَا عَلَى مُسْتَوَى العَقَل وَالضَمِير فَهذِهِ لاَ تَأتِي بِتُوبَة وَلاَ تَأتِي بِاسْتِمْرَار فَالتُوبَة المَعْمُولَة بِالإِنْجِيل المَعْمُولَة بِالوَصِيَّة إِنِّي أنَا قِيِسْت نَفْسِي عَلَى الوَصِيَّة﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105)﴿ كَلاَمَك الَّذِي جَعَلْتَنِي عَلَيْهِ أتَّكِل ﴾ ( مز 119 : 49 ) أنَا بَقِيس نَفْسِي بِالإِنْجِيل الإِنْجِيل يَقُول ﴿ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ ﴾ ( يو 13 : 34 ) فَألاَحِظ نَفْسِي إِذَا كَانَ لاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي مَحَبَّة فَأنَا بَكُون نِفْسِي أعْمِل هذِهِ الوَصِيَّة وَلاَ أعْرِف عِين غِير بَسِيطَة وَغِير نَقِيَّة فَالَّذِي يَتُوب بِرُوح الإِنْجِيل تَكُون تُوبْتُه لَهَا قُوَّة مَعْمُولَة بِالإِنْجِيل مَا أجْمَل أنْ يَكُون المِقْيَاس لِمُحَاسَبِة نَفْسِنَا هُوَ الإِنْجِيل وَهُوَ مُرْشِد لِطَرِيقْنَا وَالَّذِي يِعَرِّفْنَا الإِشْتِيَاقَات هُوَ الإِنْجِيل هُوَ الَّذِي يَرْفَعْنِي هُوَ الإِنْجِيل الَّذِي يِسْنِدْنِي فَيَقُول الكِتَاب المُقَدَّس ﴿ أبْتَهِج أنَا بِكَلاَمَك كَمَنْ وَجَدَ غَنَائِم كَثِيرَة ﴾ ( مز 119 : 162) الله يِنَيِّح نَفْسُه أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانْ مَرَّة فِي سَيِّدَة لَدَيْهَا ظُرُوف صَعْبَة فَاسْتَضَافْهَا أبُونَا فِي بِيتُه فَقَعَدِت عَنْدُه فِتْرَة لكِنْ تَاسُونِي أنْچِيل بَدَأت تُلاَحِظْ أنَّ هُنَاك أشْيَاء بِتُفْقَد مِنْ المَنْزِل وَبَدأَ الشَك يِرُوح إِلَى هذِهِ السَيِّدَة المُهِمْ تِدُور الأيَّام وَيِرُوح أبُونَا بِيشُوي وَتَاسُونِي أنْچِيل إِلَى هذِهِ السَيِّدَة فِي مَنْزِلْهَا يِزُورُوهَا فَالسِتْ قَدِّمِت لِيهُمْ حَاجَات فِي أطْبَاق كَانِتْ أخَدِتْهَا مِنْ ضِمْن الحَاجَات اللِّي أخَدِتْهَا مِنْ بِيتْ أبُونَا بِيشُوي فَتَاسُونِي أنْچِيل أخَدِت بَالْهَا مِنْ الطَبَق وَبَصِّتْ لأِبُونَا وَقَالِتْ لُه الطَبَق دَه بِتَاعْنَا فَرَدٌ عَلِيهَا حَنْرُوح فِين مِنْ الوَصِيَّة اللِّي بِتْقُول ﴿ قَبَلْتُمْ تُسْلَب أمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ ﴾ فَسَكَتَتْ تَاسُونِي أنْچِيل وَلاَ تَقْدِر أنْ تَقُول شِئ أمَام الوَصِيَّة فَإِنَّ الوَصِيَّة لَهَا قُوَّة يَعْنِي المَفْرُوض إِنِّي أضَعْ الآيَة أمَامِي وَأسِير بِهَا وَابْقَى أنَا بَتْقَاس عَلَى الآيَة وَيِكُون لِيَّ مَرْجِع وَيِكُون لِيَّ سَنَد فِيَّ قُوَّة أعِيش بِيهَا فَهذَا هُوَ الإِنْجِيل هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَطْلُوبَة مِنِّنَا لاَ أنْسَى أبَداً طُول عُمْرِي بِنْت صُغَيَّرَة كَانِتْ بِتِعْتِرِف وَهِيَّ بِنْت بَسِيطَة وَغَلْبَانَة يَعْنِي مَعَنْدِهَاش إِمْكَانِيَات وَقَالِتْ لِي * صَحْبِتِي مَعَاهَا بَرَّايَة بِتِبْرِي لِوَحْدَهَا وَتِزَمَّر * فِعْلاً فِي بَرَايَات حَدِيثَة بِأشْكَال مُخْتَلِفَة وَفِي الغَالِبْ تِكُون مِنْ الخَارِج يَعْنِي بِتْحُط القَلَمْ فَتِبْرِيه وَنِشَارِة القَلَمْ بِتِتْجَمَّعْ فِي مَكَان مُعَيَّن فَأنَا إِفْتَكَرْت إِنْ البِنْت أخَدِتْهَا فَلِغَايِة هِنَا وَسَكَتِتْ البِنْت فَقُلْت لَهَا * يَعْنِي أخَدْتِيهَا ؟ *فَالبِنْت قَالِتْ * لاَ يَابُونَا أنَا مَخَدْتِهَاش * فَالبِنْت دِي بِتِعْتِرِف بِإِيه تِفْتِكْرُوا ؟ – البِنْت دِي فِي سَنَة تَانْيَة إِبْتِدَائِي – فَقَالِت يَابُونَا إِحْنَا أخَدْنَا مَرَّة دَرْس عَنْ * لاَ تَشْتَهِي مَا لِقَرِيبَك * فَأنَا إِشْتَهِيت بَرَّايِة صَحْبِتِي دِي فَالبِنْت جَايَة تِعْتِرِف إِنَّهَا إِشْتَهِت هذِهِ البَرَّايَة اللِّي الوَاحِدٌ وَهُوَ مَاشِي عِينُه بِتَاكُل الدُنْيَا كُلَّهَا ﴿ لاَ تَشْتَهِ مِمَّا لِقَرِيبَك ﴾ ( خر 20 : 17) فَمَا الَّذِي أعْطَى قُوَّة لِلتُوبَة ؟ هِيَ الآيَة جَعَلِت التُوبَة لَهَا قُوَّة لكِنْ مُمْكِنْ كَانِتْ البِنْت تِقُول* عَادِي وَمَافِيهَاش حَاجَة * مَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة تَحْكُمْنِي وَمَا أجْمَل أنْ أشْعُر أنَّ الوَصِيَّة وَاجِبَة التَّنْفِيذ هُنَا تَتَحَوَّل حَيَاتِي إِلَى إِنْجِيل وَإِنْجِيلِي إِلَى حَيَاة وَلاَ أتْرُكُه أبَداً وَعِنْدَمَا أقْرأ إِنْجِيلِي أكْتِشِفْ خَلاَصِي وَأكْتِشِفْ مَحَبِّتِي يَا سَلاَم عَلَى القُوَّة الَّتِي تَأخُذْهَا مِنْ الإِنْجِيل فَأنَا لاَ يُمْكِنْ أجْبِرَك عَلَى قِرَايِة الإِنْجِيل وَأقُولَّك مَاتِنْسَاش تِقْرَا الإِنْجِيل فَيِجِي شَخْص يِقُول لِي المُشْكِلَة إِنِّي بَنْسَى يَابُونَا فَأنَا أقُولَّك تِنْسَى لِيه ؟ لأِنَّك لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل مُذَاكْرَة يُبْقَى تِنْسَى لكِنْ لَوْ إِنْتَ أخَذْت الإِنْجِيل صَدَاقَة وَحَيَاة صَارَ الإِنْجِيل هُوَ دُسْتُورَك وَمَنْهَج حَيَاتَك لِمَاذّا حَيَاتْنَا وَاقْفَة وَنِمُوِنَا غِير سَرِيع ؟ وَلِمَاذَا مَحَبِّتْنَا لِرَبِّنَا بَطِيئَة ؟لأِنَّهُ لَمْ يَتَحَوَّل الإِنْجِيل إِلَى حَيَاة لَمْ تَعُدْ الوَصِيَّة مُقْنِعَة لِحَيَاتْنَا إِنَّنَا نَعِيش بِمُقْتَضَاهَا فَأنَا فِي طَرِيقٌ وَالإِنْجِيل فِي طَرِيقٍ آخَر وَمِنْ هُنَا تَكُون حَيَاتِي لَيْسَ لَهَا شَكْل لِمَاذَا ؟ فَأنَا إِسْمِي مَسِيحِي وَلكِنْ سِيرْتِي غِير مَسِيحِيَّة الْمَسِيحِي يَعِيش فِي العَالَمْ وَلكِنْ لاَ يَحْيَا بِحَسَبْ العَالَمْ الْمَسِيحِي يَكُون وَاثِقٌ إِنْ لَوْ كَانْ العَالَمْ أحَبَّ سَيِّدُه كَانَ العَالَمْ يِحِبُّه وَلكِنْ العَالَمْ إِضْطَهَد الْمَسِيح بِلاَ سَبَبْ إِذاً أنَا كَمَان يَجِبْ أنْ أعْرِف إِنِّي لاَ أُحِبْ العَالَمْ وَلاَ غُرُورُه وَلاَ شَهَوَاتُه وَلاَ مَبَاهِجُه فَأنَا لِيَّ طَرِيقٌ آخَر أنَا طَرِيقِي فِي السَّمَاء أنَا مَدِينْتِي فِي السَّمَاء أنَا الإِنْجِيل حَيَاتِي ﴿ جَعَلْت الرَّبُّ أمَامِي فِي كُل حِين لأِنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أتَزَعْزَع ﴾( مز 16 : 8 )﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ كُل مَكَان أرُوح فِيه أقْدَر أنْ أقُول أنَا هِنَا أعِيش الإِنْجِيل سَاعِتْهَا أقْدِر أنْ أقُول إِنِّي أنَا إِنْجِيل مَفْتُوح كُل الَّذِي يَرَانِي كَأنَّهُ قَرَأَ الإِنْجِيل قَرَأ آيَة وَيُحِبْ الْمَسِيح بِسَبَبِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيُرْشِدْنَا لِلعَمَل بِوَصَايَاه وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
03 أكتوبر 2021

الخادم الكنسى

خادِم الكنِيسة الأرثُوذُوكسِيَّة لَهُ صِفات مُعيَّنة ليسَ كُلَّ إِنسان يحيا فِى الفضِيلة وَيعرِف الإِنجِيل يصلُح للخِدمة الخادِم الكنسِى لابُد أنْ يكُون :- ترَّبى عَلَى أسرار الكنِيسة0 ترَّبى عَلَى صلوات وَتسابِيح الكنِيسة0 تغَّذى عَلَى لبن الكنِيسة العدِيم الغِش وَارتوى مِنْ ينابِيعها الحيَّة0 1- الخادِم الكنسِى لَهُ عِلاَقة بِالمذبح :- الخادِم وَالمذبح0 الخادِم وَالتَّسبِيح0 الخادِم وَالوعى الكنسِى0 الخادِم وَعِشرِة القدِيسِين0 هذِهِ الأربعة أركان هِى الَّتِى تجعل الخادِم كنسِى أرثُوذُوكسِى أى لَهُ تعالِيم بِحسب ربَّ المجد يسُوع لأِنَّ الكنِيسة مؤتمنة عَلَى أسرار الله وَالكنِيسة هِى المسِيح المنظُور إِذن لابُد للخادِم أنْ يكُون لَهُ عِلاَقة بِيسُوع وَمَنْ هُوَ يسُوع إِلاَّ الكنِيسة وَالَّذِى ليسَ لَهُ عِلاَقة بِيسُوع أوْ الكنِيسة فَلاَ يصلُح للخِدمة الآباء شعروا بِقُوَّة العِلاَقة بينَ المسِيح وَالكنِيسة فَقَالُوا أنَّ الكنِيسة تحمِل كنُوز يسُوع وَتقُول الكنِيسة تارِيخ يسُوع فِى القُدَّاس فتقُول فِى البِداية أنَّهُ خلقنا عَلَى صورته وَبِغير فساد ثُمَّ أتى وَصُلِبَ وَمَاتَ وَقَامَ ثُمَّ يأتِى للدينُونة تحكِى تارِيخ يسُوع لِذلِك يقُول الكاهِن { فَفِيما نحنُ أيضاً نصنع ذِكرَ آلامِهِ المُقدَّسة وَقِيامتِهِ مِنْ بينَ الأموات وَصعُودِهِ إِلَى السَّموات وَجلُوسِهِ عَنْ يمِينك أيُّها الآب}0أحد القدِيسِين يقُول أنَّ المعمودية هِى الأردُن وَبيت القُربان هُوَ بيت لحم وَصحن الكنِيسة هُوَ العالم وَالمذبح هُوَ الجُلجُثة وَكأنَّ المسِيح جدِيد معنا كُلَّ يوم وَكأنَّنا لمسناه مِنْ بيت لحم حيثُ وُلِدَ حَتَّى الجُلجُثة حيثُ صُلِبَ وَمَاتَالخادِم ليسَ مَنْ يُعَلِّم درس لكِنَّهُ لابُد أنْ يكُون شبعان بِرُوح ثبات الكنِيسة وَمزرُوعة فِيهِ وَيتكلَّم بِرُوح كنسِيَّة وَإِذا كَانَ الدرس مِنْ العهد القدِيم بِما أنَّهُ خادِم مُرتبِط بِالكنِيسة يستطِيع أنْ يشرح وَيربُط درسه بِالمذبح أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوْلأِنَّهُ مُتَّشَّبِعْ بِكُلَّ الحياة الكنسِيَّة وَبِمُجرَّد أنْ يرِد أمامه موضُوع يصِغه تلقائِى بِاللمحة الكنسِيَّة فَمَثَلاً إِذا سمعنا موضُوع إنجِيلِى مِنْ شخص غير أرثُوذُوكسِى لاَ نجِد بِهِ أى مسحة كنسِيَّة سواء عَنْ المعمودِيَّة أوْ القُدَّاس أوْ التسبِحة أوبَلْ مُجرَّد معلومات جافة وَلكِنْ كنِيسِتنا مُحَّقِقة للإِنجِيل وَكأنَّها تقُول " أنا الوارِثة للمسِيح وَأنا أُحَقِقه فِى أولاده " وَرَثَتَ المسِيح بِكُلِّ غِناه وَمجده0 1- الخادِم وَالمذبح :- الخادِم القبطِى الأرثُوذُوكسِى لابُد أنْ يكُون لَهُ عِشرة وَعِلاَقة وَحياة وَحُب وَتفاعُل مَعَْ المذبح00{ الخادِم الَّذِى لاَ يشهد لَهُ المذبح لاَ يشهد لَهُ المِنبر }00إِذا لَمْ يكُنْ التعلِيم مُستمِد مِنْ المذبح لاَ نقُول إِنَّهُ تعلِيم فِصحِى أوْ إِفخارستِى أى غير آتِى مِنْ قُوَّة عمل الله فِى مذبح الكنِيسة00 مِنْ أينَ آخُذ قُوَّتِى ؟00مِنْ حُبه00مِنْ صلِيبه00مِنْ غُفرانه00كُلَّ هذا نلمسه مِنْ المذبح00نلمس محبَّته وَغُفرانه مِنْ المذبح مهما كانت خطيتنا00المذبح يرفع عنَّا كُلَّ ثِقل إِذاً لابُد أنْ تكُون عيوننا نحو المذبح نستمِد مِنْهُ قُوَّة لِخدمِتنا00المحبَّة ليست خارِج المذبح00حَتَّى الحِل الَّذِى نأخُذهُ مِنْ الكاهِن لاَ نعتمِد عليهِ بِدُون إِقراره بِالتناوُل00نعترِف وَنتناول كخِتم للإِيمان00التناوُل هُوَ الخِتم لِذلِك لنا إِيمان أنَّ المذبح هُوَ مذبح حى حَتَّى أنَّنا نُخاطِب الله عَنْ الذبائِح قائِلِين { إقبلها إِليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس الناطِق السَّماوِى } أى حى مُتكَلِّم00لِذلِك عِندما يكُون عِندنا مشاكِل دائِماً نضع لها ورق عَلَى المذبح لِحلها00 أوْ لِنياحِة إِنسان أوْ000لَوْ لَمْ يكُنْ لنا إِيمان بِالمذبح لاَ نُرسِل طِلبات عليه00ما دام لِى إِيمان بِالمذبح أضع عليهِ كُلَّ همومِى وآخُذ كُلَّ طِلباتِى مِنَّه0 البابا كِيرلُس كَانَ يُوَّزِع مشاكِل الخِدمة عَلَى المذابِح00كُلَّ مذبح قدِيس لَهُ مُشكِلة يحِلها وَكَانَ يهتم أنْ تكُون المذابِح مفتُوحة مِنْ السَّاعة الرابِعة صباحاً حَتَّى الثالِثة ظُهراً00مذبح يُنهِى قُدَّاس وَآخر يبدأ قُدَّاس00لأِنَّ الذبِيحة لها فِعل الغُفران وَتُعطِى قُوَّة00لاَ توجد أى وسِيلة ترفع عنَّا أى أمر إِلاَّ ارتباطنا بِالمذبح نأخُذ مِنْه قُوَّة لِذاتنا وَنُصره وَغُفران00نحضر إِليهِ مُبكِراً وَنأخُذ مِنْهُ عِشرة رفع بخُور باكِر وَعشية هذِهِ ذبائِح لأِنَّهُ إنتهى الزمان الَّذِى تُقدَّم فِيهِ ذبائِح عجُول وَبدلاً مِنْها يُقدِم بخُور رُوحانِى يدخُل للحجاب فِى موضِع قُدس أقداسك00دائِماً البخُور يصعد للسماء بِكُلَّ طِلباتنا وَكما كَانَ يدخُل بِدم الذبِيحة وَيرُشها عَلَى المذبح وَأركان قُدس الأقداس00نحنُ ندخُل بِالبخُور عِوض الدم00ندخُل بِدم إِبنك00إِذا كَانَ بِدم عجُول يرفع خطايا فَكَمْ دم إِبنك ؟ لِذلِك قَالَ { دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأقداسِ فَوَجَدَ فِداءً أبديّاً } ( عب 9 : 12 )0 عِندما نحضر القُدَّاس لاَ نِنَّزِل عِيُوننا عَنْ المذبح وَفِكرِنا لاَ يخرُج عَنْ المذبح00قُلُوبنا نحوه00 حياتنا وَمشاعِرنا مُتَّعلِقة بِالمذبح وَكأنَّ المسِيح المذبُوح قائِم أمامنا حقِيقةً فنأخُذ مِنْ جماله وَبهائه الحُب الَّذِى يُعطِيه لنا عَلَى المذبح00نأخُذ كُلَّ كياننا00هذا الإِحساس إِذا عِشناه بِأمانة نستطِيع أنْ ننقِله بِكُلَّ أمانة وَبِدُون تكَّلُف لأولادنا00إِذا كُنتِ شبعانة بِالمذبح أولادِك سيشبعُون بِالمذبح00إكثِرِى مِنْ حضُور القُدَّاسات وَكُونِى شغُوفه بِالذبائِح وَاستمدِى مِنْها غُفران وَشفاعة عَنْ نَفسِك وَعَنْ مخدومِيكِ00 توجد عِبارة يقُولها الكاهِن فِى القُدَّاس الكِيرلُسِى { إمنحنِي أنْ أفهم ما هُوَ عِظم الوقُوف أمام مجدك }0 حَفِزِى أولادِك باستمرار أنْ يكُون لَهُمْ عِلاَقة بِالمذبح كَعِشرة وَحُب00صعب أنْ نُعَلِّمَهُمْ حضُور القُدَّاسات دُونَ أنْ ننقِل لَهُمْ حياة وَحلاوة المذبح00القدِيس يُوحنا ذهبى الفم يقُول لأولاده أنَّهُ يراهُمْ وَهُمْ آتون مِنْ المذبح كَمِثل أسود مُضطرمِينَ بِالنَّار00كانُوا زمان يتناولوا قبل الإِستشهاد لِذلِك قالُوا زمان { المسِيحِيين يُقِيمُون الأفخارستيا وَالأفخارستيا تُقِيم المسِيحِيين }0 2- الخادِم وَالتَّسبِيح :- لاَ يكُون خادِماً كنسِيَّاً إِلاَّ وَيكُون لَهُ عِلاَقة وَعِشرة وَمحبَّة لِصلُوات الكنِيسة00يكُون قَدْ ذَاقها وَعاشها وَحبَّها00يجِب أنْ يعبَّر عَنْ شُكره وَفرحه بالله عَلَى عِظم خَلاَصه فيقُول سبَّحوه مجَّدوه زِيدوه عُلواً للأبد00أُسَّبِحك وَأُبارِكك وَأعترِف لَكَ00إِفتح فمِى وَلِينطِق فمِى بِتسبِيحك الخادِم الكنسِى يُحِب وَيُتقِن تسابِيح الكنِيسة وَيُحِب ينقِل لأولاده هذا الحُب – المِيراث الَّذِى أخذهُ – فِى سِفر الأمثال يقُول { لاَ تنقُل التُخْمَ القدِيم الَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ } ( أم 22 : 28 )00نحنُ الَّذِينَ ورثنا الكنِيسة بِتسابِيحها إِذا أهملناها كأنَّنا ننقِل تخُوم آباءنا00تخيَّلوا لَوْ غِنى كنِيستنا أُهمِلَ ؟! نحنُ لاَ نكتفِى بِخُدَّام مُسَّبحِين فقط نحنُ نُرِيد شعب بِالكامِل مُسَّبِح00لابُد أنْ يكُون عندِى غِيره عَلَى تسابِيح كنِيستِى حَتَّى أكون حامِله لِتُراثها00لَوْ عرفناها وَذُقناها وَذُقنا حلاوِة معانِيها لاَ يهون علينا أنْ يكُون أولادنا لاَ يعرِفوها لِذلِك لابُد أنْ نضع صبغة كنسِيَّة فِى أولادنا وَنحفَّظهُمْ تسابِيح الكنِيسة وَليسَ مِنْ الصعب أنْ يحفظ أولادنا التسبِحة لكِنْ الصعب أنْ يملأ الخادِم أولاده بِحُب التسابِيح00إِذا أنا فرحت بِاللحن وَتفاعلت معهُ أستطِيع أنْ أحفَّظه لأولادِى وَأزِيد مِنْ تفاعُلهُمْ مَعَْ الكنِيسة وَعِندئِذٍ لاَ يشعروا بِغُربة داخِل الكنِيسة00الترانِيم تتلاشى وَتنتهِى أمَّا الألحان فتبقى للأبد00تُراث الكنِيسة لاَ يفنى فَلاَبُد أنْ نفرح بِهِ وَنتفاعل معهُ وَنسَّلِمه لأولادنا0 3- الخادِم وَالوعى الكنسِى :- أى يشمل أشياء كثِيرة مِنْها :0 وعى بِمُناسبات الكنِيسة0 وعى بِقراءات الكنِيسة0 وعى بِأسرار وَرُتب الكنِيسة0 1) وعى بِمُناسبات الكنِيسة :- مَثَلاَ هذِهِ الأيَّام أيَّام سنوية أى الكنِيسة تُصَلِّى التسبِحة عادِى وَالقُدَّاس عادِى أى رِتم ليسَ لَهُ مِيزه خاصة لكِنْ هُناك أيَّام فرايحِى مِثلَ الخماسِين وَأيَّام عِيد الصلِيب أوْ يوم 29 مِنْ الشهر القبطِى00 مَثَلاً اليوم تذكار إِستشهاد القدِيسِين سرجيُوس وَواخِس وَنعرِف أيَّام تذكاراتِهِمْ وَنعرِف الطقس الكيهكِى00طقس الصوم الكبِير00كُلٍّ مِنْها لَهُ ألحانه المُميِزة0 لابُد أنْ يكُون لَهُ وعى بِالدورة الكنسِيَّة أى الدورة الِليتروجيَّة وَهِى دورة يوميَّة مِنْ صَلاَة باكِر حَتَّى صَلاَة نِصف الليل مِنْ القيامة حَتَّى المجئ الثَّانِى00دورة أسبوعِيَّة وَهِى السبت وَالأحد تذكار القيامة00الأربعاء تذكار المُحاكمة وَالجُمعة تذكار الصلب00دورة سنوِيَّة نعِيش المِيلاد ثُمَّ الصلب ثُمَّ القيامة ثُمَّ000لابُد للخادِم أنْ يعِيش هذِهِ الدورات00وَما هِى أعياد الكنِيسة وَمُناسباتها0 2- وعى بِالقراءات الكنِيسة :- كُلَّ مُناسبة فِى الكنِيسة لها قِراءات مُعيَّنة00الشهِيد غير الرَّاهِب غير الأسقُف غير البطريرك غير الرسُول غير000إِذا تتبعنا القِراءات نجِد أنَّهُ يوجد خط رُوحِى رائِع يربُطها بِبعض وَيُناسِب المُناسبة00إِذا كُنت أنا غير مُتمتِعة بِالكنِيسة لاَ أستطِيع أنْ أنقِل لأولادِى هذا التمتُّع فَمَثَلاً إِذا كَانَ تذكار شهِيدة نجِد المزمُور يقُول { يدخُلن عَذَارَى فِي إِثرِهَا } ( مز 45 : 14)00وَنجِد إنجِيل القُدَّاس مِنْ متى 25 مَثَل العذارى الحكِيمات وَلابُد أنْ نكُون مِثْلَ هذِهِ العذارى الحكِيمات00لَوْ شهِيد تعَّذب عذابات شدِيدة نجِد المزمُور { جُوزنا فِي النَّار وَالماء وَأخرجتنا للرَّاحة } ( مز 66 : 12 )00لَوْ الشهِيد جُندِى نجِد المزمُور { الَّذِي يُعَلِّمُ يَدَيَّ القِتَالَ } ( مز 18 : 34 )00وَالبُولُس { إِذْ أسلِحةُ مُحاربِتنا ليستْ جَسَدِيَّةً } ( 2كو 10 : 4 )00وَإِنجِيل الشُهداء مِنْ لو 12 : 4 – 5{ لاَ تخافُوا مِنَ الَّذِينَ يقتُلُونَ الجسد000خافُوا مِنَ الَّذِي بعد ما يقتُلُ لَهُ سُلطان أنْ يُلقِي فِي جَهَنَّمَ } وَكأنَّ الشهِيد يقُول أنا لَمْ أخَفَ مِنَ الَّذِينَ قتلُوا جسدِى00 إِذا كَانَ بطريرك نجِد المزمُور { أقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يندم أنَّكَ أنتَ الكاهِن عَلَى طقس ملكِي صَادَقَ } ( مز 110 : 4 )00وَالإِنجِيل إِنجِيل الرَّاعِى الصَّالِح ( يو 10 : 11 )0 3- وعى بأسرار الكنِيسة وَرُتبها :- أى يعرِف ترتِيب الأسرار وَلِماذا وَتارِيخها وَأصولها الكِتابِيَّة00مَثَلاَ المعمودِيَّة فِى الإِنجِيل وَالإِعتراف فِى الإِنجِيل00لأِنَّهُ مُمكِنْ نخدِم حالات مُتردِدة أوْ حالات تعِيش بِلاَ انتماء لأِنَّ هُناك تيارات حالة اللاإِنتماء المُهِمْ عِندهُمْ معرِفة كلِمة الله فقط0 إِذا كانت كنِيستِى أشبعتنِى وَفرَّحتنِى لَنْ أُفَّكِر فِى أُخرى غيرها00مادُمت شبعانة لَنْ أطلُب غِذاء مِنْ مكان آخر المُهِمْ أنْ ألاحِق عَلَى غِناها وَيِمكِنْ أقُول كَفَانَا كَفَانا00إِذا كَانَ لِى وعى بِأسرار الكنِيسة صعب أنْ يجذبنِى عنها طرِيق آخر0 وعى بِرُتب الكنِيسة :- بطريرك00أُسقُف00كاهِن00شمَّاس00شعب00رُتب مُرتبة مِنْ الله وَليسَ مِنْ بشر وَأنَّ البطريرك وَإِنْ كَانَ بشر إِلاَّ أنَّهُ رأس الكنِيسة المنظُور وَهُوَ مُستودع الرُّوح القُدُس وَأنَّهُ مُمكِنْ أنْ يضع يَدَهُ عَلَى شخص وَينفُخ فِيهِ نفخة الرُّوح القُدُس وَيرشِمه ثَلاَث رشُومات لِيُصبِح أُسقُف0 لابُد للخادِم أنْ يكُون عِنده فِكرة عَنْ الرُتب الكنسِيَّة وَما هُوَ سُلطانها وَما هُوَ عمل الكاهِن فِى وجُود أُسقُف00مَثَلاً الكاهِن لاَ يلِيق أنْ يُعطِى البركة فِى وجُود أُسقُف وَالأُسقُف لاَ يُعطِى بركة فِى وجُود بطريرك00هذِهِ رُتب مِنْ الله وَسُلطانها مِنْ الله وَالخادِم الكنسِى لابُد أنْ يعرِف ذلِك وَيقتنِع بِها وَيعرِف إِحترام الرُتب الكنسِيَّة وَأنَّهُ كيف يعمل مِيطانية للأُسقُف لأِنَّهُ حامِل الرُّوح القُدُس00 وَلِماذا يُقَّبِل يد الكاهِن لأِنَّهُ بِذَلِك يُقَّبِل المسِيح فَيُقَّبِل وكِيل أسراره عَلَى الأرض وَأنَّهُ عِندما يتناول يتناول مِنْ يد المسِيح نَفْسَه وَليسَ الكاهِن وَينقِل كُلَّ ذلِك لِمخدومِيه كحياة ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
19 سبتمبر 2021

الخادم ومحبته لإخوته الخدام

المحبة هي أهم علامات أننا تلاميذ السيد المسيح «بهذا يَعرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذي: إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ» (يو13: 35). المحبة هي مكان سكنى واستقرار المسيح، بل هي علامة وجوده... لهذا فقبل أن تفكر في متطلبات الخدمة فكر أولًا في محبتك لكل من حولك وبخاصة لإخوتك الخدام... أقوى درس سيبقى في نفوس المخدومين هو المحبة التي يلمسها المخدوم بين الخدام بعضهم لبعض... وفي غياب المحبة يبطل كل شيء... يبطل التعب وتبطل المعرفة وتبطل الأنشطة... وكأنك ألقيت ماء في كيس مثقوب. والمحبة تُلحَظ دون كلام وتُفهَم دون تفسير، لذلك فهي تسري في النفس، وتعلّم أكثر من التعاليم، وتبقى أكثر من الدروس. فإن حضر إلينا المخدومون ورأوا ولمسوا المحبة الحقيقية، فقد سلمناهم أسمى التعاليم، وإن لم يروا المحبة فقد أعثرناهم في جميع التعاليم. فكيف نتكلم عن الله ونحن لا نحب بعضنا بعضًا، فهذا يقدم دليلًا قاطعًا لعدم معرفة الله «مَنْ لا يُحِبُّ لَمْ يَعرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (1يو4: 8)، «مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أخاهُ أيضًا» (1يو4: 21)، لأنَّ مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ الّذي أبصَرَهُ، كيفَ يَقدِرُ أنْ يُحِبَّ اللهَ الّذي لَمْ يُبصِرهُ؟ فرق كبير بين المحبة التي مصدرها المبادئ الإنسانية، أو المبادئ الإلهية. فرق بين المحبة المحدودة بالمبادئ البشرية، والمحبة التي ينبوعها محبة الله نفسه، هذه المحبة التي تكلم عنها لسان العطر بولس أنها تحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. هذه المحبة التي مصدرها الله، وعلى مثال محبة الله التي تجعل القلب أكثر اتساعًا من السماء، وتخترقه حتى يصير بلا جدران، لأنه «إنْ كانَ اللهُ قد أحَبَّنا هكذا، يَنبَغي لنا أيضًا أنْ يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا» (1يو4: 11). فمن أراد أن يأخذ فضيلة المحبة لا يتعب كثيرًا ولا يذهب بعيدًا، بل ينظر إلى مقدار فيض محبة وقبول الله له هو شخصيًا، ويدرك كم سامحه الله، كم تأنى عليه، كم أعطاه وهو لا يستحق، فيمتلئ بها ويشبع بها ويفيض على الآخرين، إذ أن «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا» (رو5: 8). ماذا يفيد تعب الخدمة ومواهب الخدام وأنشتطهم دون محبة؟ أحبائي... الله يسكن حيث المحبة، والمحبة أهم إعلان عن الله، وتسلمنا من معلمينا أن المحبة في الخدمة أهم من الخدمة. أيها الرب القدوس المستريح في قديسيك، هب لنا حبًا يليق بخدامك وسفرائك الذين هم خدام محبتك، فنعبّر عن فيض محبتك التي انسكبت في قلوبنا بروحك القدوس المعطى لنا. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
15 أغسطس 2021

الإحتمال فى حياة أمنا العذراء

من سمات جيلنا أنه ليس لنا احتمال لأي شئ أو حتى لبعضنا لكننا نجد أن في حياة أُمنا العذراء أنواع احتمال كثيرة :- 1- احتمال اليُتم :- تنيح أبوها وهي في عُمر ستة سنوات وتنيحت أمها وهي في عُمر ثمانية سنوات أي حُرِمت من مشاعر الأبوة والأمومة منذ طفولتها واحتملت دائماً يحتاج الإنسان إلى تدليل وتلبية احتياجاته أُمنا العذراء حُرِمت من حقها في الإعتناء بها ولا يوجد لها أقارب يُشبعون لها احتياجاتها النفسية والعاطفية أيضاً لم تجد من يوجهها في حياتها وسلوكها لكن هذا الإحتمال كان سبب بركة في حياتها ولم يُسبب هذا الحرمان تعب لها بل إحلال الله يريد أن يملأ عواطفنا لكن نحن لا نعطيه الفرصة ونملأها بمعرفتنا داخل كل واحد منا مستودع عاطفي نملأه بطريقتنا ويأتي الله ليدخل فلا يجد له مكان لا أُمنا العذراء حدث لها تفريغ لعاطفتها فملأها الله كما يقول الكتاب ” إن أبي وأُمي قد تركاني وأما الرب فقبلني “ ( مز 27 : 10 ) ويقول أحد الآباء ” إخلِ المكان ليسوع “ملأ الله مستودع عاطفتها بمشاعر مقدسة قد يرى الإنسان أن الله قاسي وهذه نظرة إنسانية بحتة لكن لا الله له إرادة أن كل جزء يُفرغ داخلك يملأه هو الذي يحيا الرهبنة يترك أهله ليصنع إخلاء للمشاعر ليُشبعه الله ويصير هو الكل بالنسبة لهذه النفس . 2- احتمال الفقر :- كانت فقيرة كانت في الهيكل ليس لها أي دخل مادي وليس لها أي طلبات تُلبَّى قد لا يتحكم الإنسان في طلباته لكن أُمنا العذراء ليس لها أي طلبات حتى عندما جاء ميعاد ولادتها لرب المجد يسوع لم تجد مكان تلد فيه والذي وجدته كان كريه الرائحة مجرد مذود للحيوان وصعب لو لم تكن فقيرة مكتفية ما كانت تحتمل ذلك قديماً لم يكن لديهم أثاث فاخر في منازلهم مجرد أساسيات الحياة البسيطة سرير كرسي منضدة وكان هذا عمل يوسف النجار مجرد تصليح هذه الأمور البسيطة فكان دخله بسيط وعندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر معروف أن الشخص الحِرَفي يكون معروف في مكانه فقط لكن إذا انتقل لمكان آخر يصير غير معروف وبالتالي لا يعمل فيقول التقليد أن العائلة المقدسة في مصر كانت تبيع من الذهب الذي أهداه لهم المجوس ليُنفقوا منه وعندما عادوا إلى الناصرة طُردوا منها بعد أُسبوع فذهبوا إلى الجليل ولم يكن لهم مسكن في الجليل بدليل أن المسيح على الصليب سلَّم أُمنا العذراء ليوحنا الحبيب لو كان لها بيت ما عَهَد بها ليوحنا فتاة هذا الجيل عندما يتقدم لها شخص للإرتباط لو كان غني تغفر له كل أخطاؤه مقابل غناه أُمنا العذراء عاشت الفقر في أقصى درجاته أُم لها طفل رضيع لا تجد ما تأكله فكانت تأكل عند آخرين والبعض يقبل أن يُطعمها والبعض لا نحن في عصر مادي استهلاكي يجعل الإنسان لا يقنع بما له العذراء قبلت الفقر وشكرت لم تتمرد ولم تغضب من يوسف إنه فقير لا يُلبي احتياجاتها لا يعطي الإنسان قيمة سوى الإنسان نفسه البابا كيرلس السادس كان يرتدي ثياب قديمة إن أردنا بيعها في مزاد ستُباع بمليون بينما لو إنسان ردئ السمعة ارتدى ملابس بملايين لا تساوي شئ لأنه إنسان ردئ أرجوك لا تؤله الشئ ولا تُشيئ الإنسان . 3- احتمال الشك :- لم تُعلن أُمنا العذراء ليوسف النجار وللناس كيف صارت حُبلى لم تقل إن الملاك بشَّرها بالحَبَل الإلهي نسألها لماذا لم تدافِع عن نفسها ؟ تقول بماذا أدافع ؟ هل أقول لهم لقد حل عليَّ الروح القدس ؟ هل أقول إن الملاك بشرني ؟ لن يصدق أحد ذلك والشك يا أُمنا يا عذراء ؟ ونظرات الناس ؟ إحتملت كل ذلك سيف قاسي جداً عندما يعيش إنسان في شر وخطية والناس تنظر له نظرات رديئة لا يهمه لكن عندما يُقال إن أُمنا العذراء أُم القدوس يُنظر لها نظرات رديئة ويُشك في قداستها وعفتها هذا أمر صعب جداً لكنها صمتت واحتملت وفضَّلِت إنه كما بشَّرها الملاك هكذا هو الذي يدافع عنها هناك عند اليهود شريعة تُسمى " شريعة المياه المرة " تتم مع المرأة التي يشك زوجها في عفتها فيأتون بكوب ماء وتُذاب فيها ورقة مكتوب فيها الوصية ثم تشرب المرأة من هذا الماء إن كانت زانية تسقط بطنها وتتورم رجليها وإن كانت غير زانية لا تتأثر بشئ أُمنا العذراء تمت معها هذه الشريعة واحتملت أن تكون مُستهترة . 4- احتمال التعب :- أُمنا العذراء كانت في الهيكل لم تكن مستريحة لأن الهيكل في العهد القديم كله ذبائح ونار وحيوانات صيد لم تُذبح بعد ونفايات حيوانات وروائح كريهة وكان عمل العذراء نظافة الهيكل واحتملت التعب منذ طفولتها ثم خُطِبت ليوسف وكان رجل مُسن واحتملت خدمته ثم احتملت تربية وحمل الطفل يسوع ثم الهروب لمصر دون أن تعرِف أحد فيها ولم يستضِفها أحد هناك وعادت لليهودية تعب ليس لها مكان تستقر فيه وبعد رجوعها كانت تنتقل مع يسوع من مكان لمكان لأنه ليس لها أين تسند رأسها فكانت يوم عند مريم ومرثا ويوم عند بطرس واحتملت التعب كثيراً ما نطلب الراحة بشكل كبير ونطلب خدمة أنفسنا وأجسادنا معروف إن الإنسان الذي ليس له مكان يكون متوتر أُمنا العذراء تعبت في عدم استقرارها رغم إنها السماء الثانية وموضع سُكنى الله . 5- احتمال الإهانات :- أكثر الإهانات التي احتملتها أُمنا العذراء هي الشك وما قبلته عن ابنها يسوع عندما كان يُقال له أنه سامري وبه شيطان أو إنه مُختل صعب على الأم أن تحتمل إهانة ابنها وأيضاً على الصليب نال تعييرات كثيرة وإهانات وضرب ولطم وجلد وبعد صلبه وقيامته وصعوده لم تنتهي الإهانات بل حاول اليهود محاصرة المسيحية وظهر ذلك في استشهاد إستفانوس وكيف كانوا متضايقين من المسيحية لكن الرومان أهملوا المسيحية وسمحوا لليهود أن يرجموا إستفانوس رغم أن الرومان كانوا قد حرَّموا على اليهود تنفيذ أحكام الإعدام يحاكموا كما يشاءون لكن ليس من حقهم أن يحكموا بإعدام شخص إلا في حالة إعدام إستفانوس سمحوا لهم أن يرجموه أربعة عشر سنة عاشتها أُمنا العذراء بعد ربنا يسوع احتملت فيها آلام شديدة من قطع رؤوس الرسل وآلامهم وسجنهم وهذه آلام صعبة حتى أن اليهود اضطهدوا أُمنا العذراء نفسها لأنها أُمه وعندما عرفوا بخبر نياحتها أرادوا منع موكب الجناز حتى لا يحدث تجمهر لئلا يثبُت أن للحركة المسيحية أتباع كثيرين ولم يستطيعوا حتى أن أحد اليهود المتعصبين مد يده لنعش العذراء ليمنع سير الموكب فشُّلت يده ويقول التقليد أنه هو نفسه المُقعد الذي شفاه رب المجد يسوع وقال له ” ها أنت قد برِئت فلا تُخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر “ ( يو 5 : 14) وشفاه التلاميذ ليسير موكب الجناز وعندما صعد جسدها وفتح التلاميذ قبرها ولم يجدوا الجسد تخيلوا أن اليهود سرقوه لكن توما عرَّفهم أن جسدها صعد فصاموا خمسة عشر يوماً ليروا منظر صعود الجسد وكان مع توما دليل صعود جسدها الزنار الذي كان على جسدها في القبر . 6- احتمال المجد :- سهل احتمال الإهانة لكن صعب احتمال المجد والكرامة وكما قال أحد الآباء أن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة لأنه يؤدي إلى كبرياء أُمنا العذراء احتملت المجد في صمت كل هذا المجد ولم تشعر إنها مُميزة عن غيرها خدمت أليصابات لو شعرت بمجدها كأم لله ما ذهبت لأليصابات لأنها هي أيضاً حُبلى مثلها يقول المديح” أقدامِك عجلات نار في بيت أليصابات “ أي خدمت بحماس ..لم تشعر أنه يجب على الآخرين أن يمجدوها كون إنها تحتمل الإهانة فهذا أمر سهل لكن أن تحتمل المجد هذا صعب تقول الأم سارة” يليق أن يعطي الراهب فضة لشاتميه “ في أحد الأيام بعد ما أنهى المتنيح أبونا بيشوي كامل العظة صعد له شخص إلى الهيكل وقال له إنها كانت عظة جميلة جداً أفضل ما سمع في حياته وسأله هل قال لك أحد ذلك ؟ أردت أن أكون أول من أبدى إعجابه بالعظة لكن أبونا بيشوي قال له نعم هناك آخر قال لي ذلك قبلك الشيطان أُمنا العذراء احتملت المجد إنها أُم الله وقالت ” لأنه نظر إلى اتضاع أمته “ ( لو 1 : 48 )إن كانت أُم الطبيب أو الضابط أولا يسعها أحد دائماً الأم تستمد سلطانها من ابنها بالفطرة يقول مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “أيضاُ يقول ذهبي الفم ” قيلَ عن الرعاة أن الإهانة مكسب لهم والكرامة ثِقَل عليهم “لذلك يقول للخدام ” لا تشتهي دائماً أن تكون رأساً لأن الرأس كثيرة الأوجاع “ لأن في الطب آلام للرأس مُحيرة جداً أُمنا العذراء احتملت المجد وكانت صامتة أسرار كثيرة في حياتها لم تكشفها ولم نعرفها لكننا عرفنا بعضها بالصدفة ولوقا الطبيب كان أكثر شخص تكلم عن التجسد لأنه كان صديق شخصي لها أسرار رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر قالتها للبابا ثاؤفيلس الذي كان يحب العذراء جداً وظلَّ يسألها فحكت له تفاصيل أسرار الهروب لمصر وهو الذي دوَّنها لم تقُل شئ من قبل تعلَّم من أُمنا العذراء الإحتمال مشكلة جيلنا التذمر وعدم الرضا لا نفكر إلا في مشاكلنا فنرى حياتنا أصعب حياة عندما يكتشف الإنسان أن حياته في يد الله يشعر بسرور ورضى ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 أغسطس 2021

السيدة العذراء الأم الحنون

الكنيسة تقول عن العذراء أنها أُم قادرة رحيمة مُعينة كيف تتمتع بأُمومة السيدة العذراء ؟ الكنيسة تقول عنها أُم المعونة والرحمة والخلاص إنها أُمنا كلنا ” سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله “ كيف تكون العذراء أُمنا ؟ ربنا يسوع تجسد في بطنها وأخذ جسد حقيقي من لحمها ودمها يسوع ابنها وابنها هو ابن الله الكلمة هو الله الظاهر بالجسد هو اللاهوت المُتحد بالناسوت والناسوت المُتحد باللاهوت هو جسد ربنا وإلهنا ومُخلصنا يسوع إذاً هي أُم المسيح ونحن أعضاء في جسده إذاً هي أُمنا تستطيع أن تقول أن كل واحد منا جزء من جسد المسيح الذي العذراء أُمه إذاً هي أمي إذاً نحن لا نُكرم السيدة العذراء لأنها قديسة فقط بل لأنها والدة الإله طفل اسمه أبانوب كان شفيعه أبانوب وعيد استشهاد القديس أبانوب 31/7 وكانت أُسرته تتشفع بالسيدة العذراء وأرادت أن تصوم صوم السيدة العذراء من بداية الشهر أي أُسبوع أكثر من الصوم الذي حددته الكنيسة الطفل أبانوب كان عُمره ثمانية سنوات فقال لأسرته هل سنصوم أُسبوع أكثر في صوم السيدة العذراء ؟ إذاً فلنصم يوم أو اثنين للقديس أبانوب لأنه شفيعي وخصوصاً يوم عيده إن كانوا قد أرادوا يصوموا فترة أطول فليصوموا لكن الكنيسة لا تقول كذلك لا تصوم لقديس ولا حتى السيدة العذراء لأنها قديسة نحن نصوم للسيدة العذراء ليس لأنها قديسة بل لأنها والدة الإله فصارت أمنا كلنا فعندما نُكرمها نُكرم الله يسوع المسيح نحن نصوم لها لأنها أم الله الحي يسوع المسيح الإله الحقيقي في صلاة المجمع في القداس نقول ” آبائنا الأطهار رؤساء الآباء والأنبياء والرسل والمُبشرين والإنجيليين والشهداء والمُعترفين “ كل فئة في كلمة واحدة السبعين رسول في كلمة واحدة ومارجرجس ومارمينا وأبو سيفين وكل الشهداء في كلمة واحدة أما السيدة العذراء فنقول ” وبالأكثر القديسة المملوءة مجداً العذراء كل حينً والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت لنا الله الكلمة بالحقيقة “ كل هذه الألقاب للسيدة العذراء لأنها أمنا كلنا أم الكنيسة وأم يسوع أم المؤمنين نقول عن السيدة العذراء حواء الجديدة لأن حواء الأولى هي أم كل البشر لكن للأسف كانت سبب السقوط والخطية جاءت العذراء وصارت أم كل البشر وصارت سبب تمتعنا ببركة الخلاص بدم ابنها الحبيب يسوع فصارت أمنا كلنا وعندما نبعد علاقتنا بالعذراء أو نلغي الشفاعة أو نقول إنها علبة أخذنا منها قطعة الذهب صرنا خسرانين لأنها ليست علبة وأخذنا منها الذهب لأنه لم يدخل جسدها كامل وأخذناه منها كامل بل أخذ جسده منها تكون داخلها لذلك نُسمي بطن السيدة العذراء ” المعمل الإلهي “ ومادامت هي المعمل الإلهي صارت أم لنا لأنها ولدت الله الكلمة بالحقيقة العذراء أم تشعر بنا لأنها أم ذهبت عرس قانا الجليل ليس لمجرد الحضور فقط أو لتقول إحضروا لي هذا أو ذاك أو لتنقد الناس لا بل ذهبت تخدم لأنها أم ودخلت المكان الخاص بأهل العُرس والمُعدين له وشعرت أن هناك مشكلة فقالت لابنها ” ليس لهم خمر “ ( يو 2 : 3 ) شعرت باحتياجات أولادها لأنها أم لا ترى الإحتياج وتصمُت بل تشترك في الإحتياج وتقدم البديل وتحل الإحتياج وتشفع لابنها وتقول له ليس لهم خمر حتى أن الآباء يقولون إنها مازالت حتى الآن تقف وسطنا وتطلب عنا لابنها يسوع وتقول وتشفع عن الكل وتقول ليس لهم خمر لا تُخرجهم إلا ولهم خمر لا تصمت عنهم بل فرحهم بخمرك نحن نقدم له ماء وهو يقدم خمر نحن نقدم له شئ بارد وهو يقدم شئ ساخن حلو نحن نقدم له فتور وهو يقدم لنا حرارة نقدم له شئ بلا قيمة وهو يقدم لنا شئ له قيمة نقدم له شئ بلا طعم أو مذاق وهو يقدم لنا شئ له مذاق حلو ليس لهم خمر يا يسوع لا تتركهم في فتورهم قلوبهم مُتعبة ونفوسهم حزينة يا يسوع إخرجهم من ههنا فرحين يا يسوع ليس لهم خمر يقول لها يسوع سأُعطيهم أم تنظر لاحتياجات أولادها وتشترك معهم في فقرهم وضعفهم واحتياجاتهم طوبى لمن تمتع بأمومة السيدة العذراء أُم القديس مارمينا لم يكن لها طفل وكان اسمها أفومية تذهب إلى الكنيسة وتنظر إلى صورة السيدة العذراء وتقول لها أرجوكِ أعطيني طفل أنتِ أُم تتوسل لها وكأنها تتكلم مع حقيقة وتسمع صوت العذراء تقول ” آمين “ أم تحب أولادها وتساعدهم وتقدم لهم احتياجاتهم ليس لهم خمر يعطيها أُم قادرة رحيمة مُعينة قد يقول البعض إنها انتقلت من الحياة ولا تشعر بنا هي فوق ونحن تحت ولا نصل إلى الله إلا به هو فلا نضع وسيط بيننا وبينه نقول له كيف وهي الشفيعة الأمينة لجنس البشر هي تقف دائماً أمام يسوع تشفع في جنس البشر ونحن في صلواتنا نقول لها ” إسألي الرب عنا ليغفر لنا خطايانا “” نسألِك أيتها الشفيعة المؤتمنة “أنتِ أُم لا يمكن أن تري احتياجنا وتصمُتي إن قال لك أحد هي ماتت تقول له كيف لا تشعر بنا ؟ أليس المُنتقل يشعر بنا ؟ نحن لدينا إيمان أن المُنتقلين ينتقلوا من أتعاب الجسد ويأخذون قيامة قوة حياة جديدة هكذا العذراء أخذت قوة حياة جديدة إن كان هذا حال آبائنا المُنتقلين فكم تكون قوة السيدة العذراء بعد انتقالها ؟ تخيل الآن قُوِّتها أُم حنونة تشفع عن احتياجات أولادها وصلواتهم السيدة العذراء تُصعد صلواتنا لابنها الحبيب من أنتِ ؟ تقول أنا أُمه أراد شخص أن يوظف ابنه في شركة كبرى يملكها رجل مسيحي فطلب من أب كاهن يعرف صاحب الشركة أن يتوسط له فقال له الأب الكاهن أنه لا يعرف صاحب الشركة ذاته لكنه يعرف والدته فقال الرجل لقد ضمنت الوظيفة لابني لأنه قد يطلب من صاحب الشركة فيعتذر بأنه ليس لديه وظيفة خالية لكن لو طلبت أُمه منه سيوافق حتى وإن لم يكن لديه وظيفة خالية ويوظف الابن أُم لها دالة عند ابنها لابد أن نتمتع بدالة السيدة العذراء عند ابنها الحبيب جيد أن تُنادي دائماً يا أُمي يا عذراء فهل أمي التي عاشت معي مجرد أن تنتقل للسماء تنساني ؟ أو أنساها ؟ لا بل علاقتنا معاً تزداد ارتباط إخوتنا البروتُستانت عندهم اعتقاد بأن الشخص مجرد أن ينتقل من هذا العالم ينتهي أمره معنا تقول لهم العذراء قالت ليسوع ليس لهم خمر فصنع لهم خمر يُجيبون لأنها كانت مازالت حية موسى النبي عندما كان يطلب من الله أي شئ كان الله ينفذه له يقولون لك هذا عندما كان موسى حي لكن مجرد أن يموت الشخص إنتهى الأمر نسألهم عندما يموت الشخص هل تزداد قُوِّته أم تنقُص ؟ هل ينتهي ؟ هل صلته بأحبائه تنتهي ؟ بالطبع لا بل تزداد قُوِّته وصلته بأحبابه نسألهم هل بعد موته يظل حي ؟ هو بعد الموت حي أم لا ؟ إن كان غير المسيحي يقول عن الأموات ” أحياء عند ربهم “ أي موجودين فكيف تنفصل علاقتهم وصلتهم عن أحبابهم هل تتخيل أن آبائنا الكهنة إن سمح الله أن يختارهم لسفر خارج البلاد أنهم ينسونا ونحن ننساهم ؟ بالطبع لا سنظل نتذكرهم وهم يتذكروننا وتظل صلتنا بهم قائمة هكذا المُنتقلين تظل علاقتنا بهم متصلة هل الذين انتقلوا ننساهم ؟ سيكون ذلك خطأ منا في حقهم لذلك نصنع لهم تذكارات ونذكرهم في القداسات ونشعر بهم بل ونستغل شفاعتهم السيدة العذراء شفيعة أمينة تشفع عن ضعفات أولادها أمام يسوع كما كانت حواء أم البشرية لكن الله قال لها كفاكِ الآن سآتي بالعذراء أُم للبشرية لأنكِ أنتِ جلبتِ الخطية للبشرية أما العذراء فهي أُم ابني الحبيب الذي به سُررت كما كانت حواء سبب لجلب الخطية كانت العذراء وسيلة لأن يأتي الابن الحبيب الذي به أتى الخلاص للبشرية لابد أن نشعر بالعذراء في حياتنا وأن تكون في وجداننا المتنيح أبونا بيشوي كامل كان كثيراً ما يصرخ ويقول يا ستي يا عدرا يا أُمي يا عدرا وعندما كان الألم يشتد عليه جداً كنت تسمعه وهو يصرخ يا ستي يا عدرا يا أُمي يا عدرا أي كان يُنادي العذراء فتعرف إنه متألم جداً لكنه بيتشفع بالعذراء جميلة الكنيسة عندما تجعلنا في كل صلاة نُصليها نتذكر العذراء وكذلك في كل قداس وتقول لها ألحان ” إفرحي يا مريم “ ” بشفاعة والدة الإله “ لأنها صارت جزء من نسيج عبادتنا لأنها أُم لنا وتشترك في احتياجاتنا قيل أن مجموعة من الراهبات كن واقفات للصلاة فرأين راهبة غريبة واقفة معهن في الصلاة لكن رأين معها مصابيح مُنيرة تقوم بتوزيعها على الراهبات الواقفات ولاحظن أن بعض منهن وزعت عليهن مصابيح غير مُضيئة فسألتها الراهبة الرئيسة لماذا هؤلاء أعطيتهنَّ مصابيح غير مُضيئة وهؤلاء أعطيتهنَّ مصابيح مُضيئة ؟ فقالت لها اللاتي أخذن مصابيح مُضيئة هن من جئن للصلاة باشتياق وحرارة قلب واللاتي أخذن مصابيح غير مُضيئة هن من أتين للصلاة كروتين فسألتها الأم الرئيسة واللاتي لم يأتين للصلاة ؟ قالت هؤلاء ليس لهنَّ مصابيح السيدة العذراء واقفة وسطنا ترى قلب وفكر كل واحد منا وتساعد كل واحد منا ليقدم صلاة أكثر حرارة وأكثر قبول أمام ابنها الحبيب يسوع أُم أُم حتى في الضيقات يُحكى أنه أثناء حرب 67 أن قُنبلة أُلقيت على كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك ورأى شخص غير مسيحي أن سيدة تلقت القنبلة في حجرها وألقتها بعيداً عن الكنيسة فانفجرت إنفجار بسيط مجرد شرار أحدث كسور في زجاج الكنيسة فقط أما زجاج صورتها فلم يتأثر شهادة والذي يذهب إلى كنيسة العذراء حتى الآن يرى هذا الزجاج في المقصورة وصورتها أُم سهرانة ونحن نائمين نحن لا نعرف أن نعمل أي شئ وهي تعمل عنا هي تشفع في البشر وتقول لابنها إنتظرهم هم أولادك قلوبهم تحبك فتأنَّى لذلك يُقال إنها تكون حزينة في هذه الأيام وتقول لأن أولادي غير تائبين وأحزنوا ابني الحبيب في أحد المرات ظهرت لبعض الأطفال وكانت تبكي فسألوها لماذا تبكي ؟ أجابتهم لأن الناس خاطيين فقالوا لها لا تبكي فقالت لهم عندما يتوبوا الناس أفرح سألوها إذاً ماذا نفعل نحن ؟ قالت لهم أنا لا أظهر لأي شخص لكني ظهرت لكم لكي أعطيكم رسالة تبلغوها للناس قولوا لهم ” الوقت قريب وأنتم تلهون وأنا لا أكف عن الشفاعة لأجلكم عند ابني الحبيب “ مثل شخص ليلة الإمتحان يترك كُتبه ويجلس ليشاهد فيلم في التليفزيون وأبويهِ يتحايلان عليه ليترك الفيلم ويجلس للإستذكار والمراجعة هكذا السيدة العذراء تحايلنا قائلةً توبوا الوقت قريب أُريدكم فرحين لا تلهوا الآن لحظات وفترات قليلة وتنسون الأبدية لا أريد أن أراكم فرحين بالأبدية أُم تعرف احتياجات أولادها أُم قادرة رحيمة مُعينة تُساعد أولادها قيل أنه كان هناك مريض في أحد المستشفيات وكان معه في الحجرة شخص مريض غير مسيحي وكان المريض المسيحي متألم جداً يرقد على جنب واحد لا يستطيع الحركة أو تغيير وضعه فأُصيب بقُرح فِرَاش دون أن يدري وبدأ الميكروب يأكل جسده وفي ليلة جاءت له العذراء وغيَّرت وضعه وغيَّرت له فرِاشه ثم وضعت ملآة على رأسه كأنه في وضع صلاة وفي الصباح إستيقظ فوجد نفسه في وضع لم يكن موجود عليه ليلاً فقال أنه كان يتخيل أنه يحلم وأنه أتته سيدة ليلاً وأيقظته وقالت له ” سلامتك “ وبدِّلت له الفراش وأرته جراحه وقالت له إنها العذراء لكنه غير واثق إن كان هذا ما حدث حقيقة أم حلم ؟ والجميل إنها قالت له أريدك أن تتشفع بي دائماً وأن هناك ما يُحزنني منك فقال لها ما هو يا ستي يا عدرا ؟ قالت له أنت لا تأتي لسهراتي – سهرات كيهك – أريدك أن تسهر سهراتي إذاً هي مُنتبهة لنا في الكنيسة وتعطي مصابيح لأولادها وفي الصباح قال له الشخص الغير مسيحي أن هناك سيدة أتته الليلة فقال المسيحي وأنت أيضاً ؟ قال الغير مسيحي نعم سأله المسيحي وما شكلها ؟ فقال المريض الغير مسيحي نفس المواصفات التي رآها المريض المسيحي وأضاف وقال إنها قالت له اسمها هي ” ستنا مريم “ وسلِّمت عليه وربتت على كتفه وسألته إن كان محتاج لشئ العذراء أم هل تعرف معنى كلمة ” أم “ ؟ أي مصدر كل أمومة صلي مع العذراء واشعر إنها أمك يا لفرحك هل يحلم أحد بأن تكون العذراء أمه ؟ عندما يكون الشخص أمه مهتمة به وتسهر على راحته وتُلبي احتياجاته يفرح بها .. فما بال أن تكون العذراء أمك ؟ يا لفرح الكنيسة بأمومة العذراء التي تعطي كل احتياج دون تقصير لأنها قادرة نحن نقول لها ” أنتِ هي سور خلاصنا يا والدة الإله “ أنتِ تحمينا وتحرسينا كلما اقتربت من يسوع اقتربت من أمه وكلما اقتربت من أمه اقتربت ليسوع لأن الاثنين واحد لذلك عندما تدخل في عِشرة حلوة مع يسوع كرامة العذراء تزداد عندك جداً كنيستنا أدركت كرامتها عند يسوع فعملت لها تماجيد وثيؤطوكيات وصوم وتسبحة لأنها سور الخلاص هي الشورية والقبة هي عصا هارون وقسط المن وتابوت العهد و لأنها مملوءة صفات جيد أن تفرح بأمومة العذراء لك ضع لها صورة في حجرتك وكلِّمها واشعر بها وتشفع بها واجعل بينك وبينها مشاعر وعندما تسقط في الخطية تشعر إنها حزنت منك وعندما تتوب تشعر إنك فرَّحتها لذلك نقول لها ” لأنه ليس لنا دالة ولا حُجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بكِ نتوسل إلى الذي وُلِدَ منكِ يا والدة الإله العذراء “ أنا غير قادر على الوقوف أمام ابنك لأني أخطأت في حقهِ كثيراً أرجوكِ أنتِ أم حنونة إشفعي فيَّ من أجل التوبة والنجاة هل يليق أن تصوم صوم العذراء ولا تتمتع بأمومتها ؟ هل يليق أن تظل علاقتنا بها نظرية حتى بعد صومها ؟ لا الكنيسة تضع لك صورتها نموذج وتعمل تسابيح وتماجيد لتُزيد عشرِتك معها وتخرج من صومها وأنت أكثر صلابة وأعمق عِشرة معها كانت سيدة تقية لها ابنة مغتربة في التعليم وكانت الابنة مُقبلة على فترة الإمتحانات وأرادت أن أمها تكون معها في الإمتحانات فجمعت الأم كل احتياجاتها وسافرت للإبنة وفي أثناء فترة الإمتحانات التي امتدت خمسة عشر يوماً قالت الأم فجأة لقد نسيت شئ مهم جداً لم أُحضره معي وأريد أن أرجع لأُحضره وسألتها الإبنة ما هو الشئ المهم الذي تريد العودة من أجله وتتحمل مشقة السفر ؟ قالت الأم لقد نسيت صورة السيدة العذراء لقد كانت صورة للعذراء تعودت الأم أن تقف أمامها وتكلمها بكل همومها ورأت الإبنة أن هذا أمر لا يستدعي العودة لكن الأم ظلت طوال الخمسة عشر يوم حزينة وأخيراً بعد فترة الإمتحانات عادت لبيتها حيث صورة العذراء التي تحبها ومجرد أن فتحت بابها جرت نحو الصورة وشعرت أن العذراء تحضنها عِشرة وأُمومة وإحساس ليست مجرد صورة لا لابد أن تكون وجود حقيقي للعذراء تكلمها وتُقيم لها تماجيد وتشعر بها السيدة العذراء ليست فكرة نظرية بل جعلتها الكنيسة تماجيد وصوم لابد أن تعرفها وتقول لها” نُعظمك يا أم النور الحقيقي “ وتُصبح ممارسة ونذكرها في صلواتنا وقداساتنا ولترى المشاعر التي يحتاجها الابن من أمه ويكبر الابن ويظل في نظرها طفل تسأل عن احتياجاته التي قد لا يسأل عنها غيرها هل أكلت ؟ نمت ؟ مُستريح ؟ قد لا تفكر الزوجة في هذه الأسئلة رغم إنها أقرب العذراء لا تسأل أكلت أو شربت أو نمت لكنها تسأل هل تُبت ؟ هل تناولت وفرحت ؟ صليت ؟ إعترفت ؟ سبَّحت ؟ عِشت الوصية ؟ أليس الذين قالوا ليسوع هوذا أُمك تطلبك قال لهم من هي أمي واخوتي ؟ ” لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأُختي وأُمي “ ( مت 12 : 50 ) السيدة العذراء تريدنا أن نكون مثلها نسمع كلام الله ونحفظه ما الذي يفرح العذراء ؟ توبتنا وعبادتنا وصلواتنا فرحها بعبادة نقية قدِّم لها أجمل ما تملُك قدِّم قلب مرفوع وذهن نقي وعبادة نقية تخيل إنها عندما تأخذ منك شئ جميل تُقدمه وتُصعده لابنها الحبيب وتفتخر وتقول له خذ هذه الصلاة صلاة فلان وتسابيح فلان وهذه تماجيد فلان وهذا صوم فلان و أم قادرة تعطي نجاة للكنيسة لذلك لها كرامة كبيرة تخيل الكنيسة بعد صعود رب المجد وحلول الروح القدس كانت السيدة العذراء أم للكنيسة يجتمعون حولها ويأخذون إرشادها وتُعالج لهم مشاكلهم وتستر عليهم كأم لا يستطيع أحد أن يقدم لنا ما تقدمه العذراء لنا تخيل لما تقدم لك بركات وأنت لا تعرف كيف تأخذها وتفرح بها ؟! خسارة ليتك تتمتع بأمومة السيدة العذراء أمنا كلنا والشفيعة الأمينة لجنس البشرية والأم القادرة الرحيمة والمُعينة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
01 أغسطس 2021

العذراء وحياة التسليم

فَضَائِل وَبَرَكَات كَثِيرَة وَمَجْد عَظِيم مُخْفَى دَاخِل أُمِّنَا السَيِّدَة العَذْرَاء وَلكِنْ يُوْجَدٌ فَضِيلَة نُرِيدْ أنْ نَتَعَمَقٌ فِيهَا وَنَأخُذ بَرَكَاتْهَا مِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَرَبِّنَا يُعْطِينَا قُلُوب مَفْتُوحَة وَآذَان صَاغِيَة قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) سَنَتَحَدَث عَنْ حَيَاة التَّسْلِيم عِنْدَ السَيِّدَة العَذْرَاء وَسَنَتَحَدَّث فِي ثَلاَث نِقَاطْ :- 1- التَّسْلِيم عِنْدَ العَذْرَاء :- التَّسْلِيم يَعْنِي إِنْسَان يِسَلِّمْ أي يَتْرُك إِرَادَتُه لإِرَادِة الَّذِي أمَامُه وَالسَيِّدَة العَذْرَاء عَاشَتْ حَيَاة التَّسْلِيم وَالخُضُوع لِكُلَّ أمر إِلهِي فَأبُوهَا تَنَيَّح وَعُمْرَهَا ثَلاَث سَنَوَات وَأُمَّهَا تَنَيَّحَتْ وَكَانَ عِنْدَهَا سِتْ سِنِينْ وَلكِنَّهَا سَلِّمِتْ وَعَاشِتْ فِي الهِيكَل حَيَاة التَّسْلِيم وَكَانَتْ خَادِمَة فِي الهَيْكَل اليَهُودِي وَيُوْجَد صُورَة فِي أذْهَان البَعْض أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تُسَبِّح وَتُرَنِمْ فِي الهِيكَل وَلكِنْ هذَا جُزْء مِنْ حَيَاتْهَا وَلكِنْ يُوْجَد جُزْء آخَر وَهُوَ أنَّ البِنْت فِي الهِيكَل اليَهُودِي تُصْبِح خَادِمَة وَالهِيكَل اليَهُودِي فِيهِ ذَبَائِح كَثِيرَة وَيَحْتَاج إِلَى تَنْظِيفْ وَالَّذِي يَقُوم بِعَمَلِيِة التَّنْظِيفْ الخَادِمَات أوْ النَّذِيرَات وَمِنْ ضِمْن البَنَات كَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَتُوْجَد صُورَة لِلسَيِّدَة العَذْرَاء غَرِيبَة وَهيَ شَعْرَهَا مَنْكُوش وَرِجْلِيهَا حَافْيَة وَهذَا يَدُل عَلَى الضَّغْط الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الخِدْمَة وَبَدَأ سِنَّهَا يِكْبَر وَلَمْ تُفَكِّر السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى أيْنَ تَذْهَبْ أوْ مَاذَا يَفْعَلُوا بِهَا ثُمَّ قَالُوا لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُخْطَبْ وَلكِنَّهَا تُرِيدْ أنْ تَعِيش حَيَاة البَتُولِيَّة وَلَمْ تَعْتَرِض فَعَمَلُوا عَلَيْهَا قُرْعَة حَتَّى يَجِدُوا الشَّخْص وَكَانَ هذَا الشَّخْص هُوَ يُوسِف النَّجَار وَكَانَ فِي ذلِك الوَقْت عَنْدُه 70 سَنَة وَكَانَتْ إِمْكَانِيَات يُوسِف فَقِيرَة جِدّاً فَهُوَ يَعْمَل نَجَّار فِي المَنْزِل وَلَيْسَ لَهُ وَرْشَة أي يِصَلَّح الأشْيَاء وَلاَ يَقُوم بِعَمَل أشْيَاء جِدِيدَة وَبِالتَّالِي دَخْلُه بَسِيطْ جِدّاً وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِر .. وَلَمَّا أتَى المَلاَك لِيَقُول لَهَا أنَّهَا سَوْفَ تُصْبِح حَامِلٌ فَالأمر الَّذِي أعَدَّهُ الله لِلعَالَمْ مُنْذُ 5500 سَنَة إِسْتَوْعِبِتُه العَذْرَاء فِي لَحْظَة وَلِهذَا قَالَتْ لَهَا ألِيصَابَات ﴿ طُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ﴾ ( لو 1 : 45 ) وَلكِنْ هذَا الأمر سَيُعَرِّض ذَات السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى إِهَانَات وَسَيَشُك فِيهَا أقْرَب النَّاس وَبِالفِعْل نَجِدْ أنَّ يُوسِف البَّار أرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً ( مت 1 : 19) وَلكِنَّهَا فِي كُلَّ هذَا خَاضِعَة وَيُوْجَدٌ شَرِيعَة فِي العَهْد القَدِيم فِي سِفْر العَدَد تُسَمَّى شَرِيعِة (( المَاء المُر )) هذِهِ الشَّرِيعَة تُطَبَّقٌ عَلَى السَيِّدَة أوْ البِنْت الَّتِي يُشَك إِنَّهَا عَمَلِتْ خَطِيَّة وَزَنِتْ وَوُجِدَت حَامِل فَيَتِمْ إِحْضَار مَاء وَيَقُوم الكَاهِن بِقِرَاءِة الوَيْلاَت عَلَيْهَا وَتَقُول البِنْت فِي كُلَّ مَرَّة " آمِين آمِين " وَيَقْطَعْ الوَرَقَة دَاخِل المَاء وَتَقُوم البِنْت بِشُرْب المَاء فَإِذَا كَانَتْ عَمَلِتْ خَطِيَّة يَتَوَرَّم جِسْمَهَا وَتَسْقُطْ رِجْلِيهَا لأِسْفَل وَإِذَا لَمْ تَفْعَل تُصْبِح سَلِيمَة وَتَحْبَل بِزَرْع ( عد 5 : 11 – 28 ) وَيُقَال أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء جَازَتْ هذَا الإِخْتِبَار فَالسَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ تَقُول إِذَا كَانَ رَبِّنَا رَاضِي بِالإِهَانَة أوْ بِرَجُل فَقِير وَكِبِير فِي السِّنْ فَلْتَكُنْ إِرَادَتُه وَبَعْد ذلِك يَرَى يُوسِف البَّار رُؤيَة حَتَّى لاَ يَخَاف وَيَأتِي وَقْت الوِلاَدَة وَلَمْ تَجِدٌ السَيِّدَة العَذْرَاء أي مَكَان لِتَلِدٌ فِيهِ وَوَلَدَت فِي مِزْوَدٌ وَكَانَ مُمْكِنْ عِنْدَمَا تَرَى السَيِّدَة العَذْرَاء مَنْظَر المِزْوُدٌ تَعْتَرِض وَلكِنْ فِي كُلَّ الأُمور كَانَتْ تَقُول حَاضِر ثُمَّ تُوْجَدٌ مُشْكِلَة وَهيَ عَدَم وُجُودٌ دَخْل لِيُوسِف النَّجَار حَتَّى يِصْرِفُوا مِنُّه فَيُوسِف فِي بَلَدٌ غَرِيبَة وَلاَ أحَدٌ يَعْرِفْ أنَّهُ نَجَّار فَيَحْدُث تَدْبِير إِلهِي عَجِيبْ وَهُوَ أنْ يَأتِي المَجُوس لِيُقَدِّمُوا هَدَايَاهُمْ ذَهَبْ وَلُبَان وَمُرّ ( مت 2 : 11) وَيُقَال أنَّ هذَا الذَّهَبْ هُوَ الَّذِي تَرَبَّى بِهِ يَسُوع وَهُوَ الَّذِي أُنْفِقَ بِهِ عَلَى إِحْتِيَاجَاتُه ثُمَّ يَظْهَر المَلاَك لِيُوسِف وَيَقُول لَهُ خُذْ الصَّبِي وَأُمُّه وَاهْرَب إِلَى مِصْر وَكُلَّ بَلَدٌ تَدْخُل فِيهَا السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ الأوْثَان تَقَعْ وَيَقُوم النَّاس بِطَرْدَهَا وَفِي كُلَّ هذَا السَيِّدَة العَذْرَاء تَقُول حَاضِروَكَانَتْ تُرَبِّي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِالجَسَد وَعِنْدَ الصَّلِيبْ كَانَتْ فِي تَسْلِيمْ عَجِيبْ فَلَمْ تَعْتَرِض فِي أي مَرْحَلَة أوْ تِدَّخَل أوْ تَتَمَرَدٌ وَلَمْ تُحَاوِل أنْ تَجْعَل الأُمور تَسِير حَسَبْ هَوَاهَا أوْ فِكْرَهَا أوْ رَغْبِتْهَا وَلكِنَّهَا عَاشِتْ حَيَاة تَسْلِيمْ كَامِلَة فَالأمر الَّذِي لَمْ يَسْتَوْعِبُه الأبْرَار وَالكَهَنَة وَالأتْقِيَاء أنْ يُوْجَدٌ عَذْرَاء تَحْبَل وَلكِنْ السَيِّدَة العَذْرَاء إِسْتَوْعِبِتْ الأمر وَحَفَظِتُه فَالأمر الَّذِي أُخْفِيَ عَنْ أعْيُنْ كَثِيرِينْ كَانَ وَاضِحٌ أمَام السَيِّدَة العَذْرَاء وَمُمْكِنْ أحَدٌ يِسْأل سُؤَال لاَهُوتِي وَهُوَ مَنْ الَّذِي كَانَ يَعْرِفْ أنَّ السَيِّد الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله (( الله المُتَجَسِّد )) ؟ وَالإِجَابَة هِيَ أنَّ السَيِّدَة العَذْرَاء هِيَ الوَحِيدَة الَّتِي كَانَتْ تَعْرِفْ فَالسَيِّدَة العَذْرَاء رَأت السَيِّد الْمَسِيح فِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاتُه وَهُوَ يِكْبَر وَيَتَكَلَّمْ فَكَيْفَ كَانَ حَدِيثُه وَاهْتِمَامَاتُه ؟ وَكَانَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء فِي حَالِة دَهْشَة وَهذِهِ الحَالَة أوْجَدِت صَمْت فِي حَيَاتْهَا وَكَانَتْ تُفَكِّر فِي جَمِيعْ هذِهِ الأُمور فِي قَلْبِهَا .. وَعِنْدَمَا إِعْتَرَفَ بُطْرُس أنَّ الْمَسِيح هُوَ إِبْن الله الحَيِّ ( مت 16 : 16) لَمْ يَكُنْ إِيمَانُه مِثْل إِيمَان السَيِّدَة العَذْرَاء بِدَلِيل أنَّهُ شَك وَاهْتَز إِيمَانُه أمَام جَارِيَة . 2- التَّسْلِيم فِي حَيَاتْنَا :- بِالرَّغْم مِنْ أنَّ كُلَّ ظُرُوفْ السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَتْ ظُرُوفْ صَعْبَة وَمُعَاكْسَة إِلاَّ إِنَّهَا كَانَتْ تَقُول حَاضِرفَأحْيَاناً يَقُول الإِنْسَان حَاضِر فِي الظُّرُوفْ الَّتِي تَسِير عَلَى هَوَاه وَلكِنْ هَلْ مُمْكِنْ أنْ يَقُول حَاضِر فِي الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير مَعَ إِرَادَتُه ؟ فَالإِنْسَان إِذَا نَجَح يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا لَمْ يُوَفَّقٌ هَلْ يَقُول حَاضِر ؟ وَالإِنْسَان السَّلِيمْ يَقُول حَاضِر وَلكِنْ إِذَا حَدَثْ لَهُ مَرَض هَلْ يَقُول حَاضِر ؟فَالتَّسْلِيمْ هُوَ أنْ أقْبَل كُلَّ شِئ فِي كُلَّ وَقْت وَأنْ أشْعُر أنَّ حَيَاتِي فِي يَدْ الْمَسِيح فَالتَّسْلِيمْ هُوَ الخُضُوع الكَامِل لله بِمِلْء الإِيمَان وَلِهذَا نَجِدْ أنَّ حَرْب القَلَقٌ تَتَزَايَدْ عَلَى الإِنْسَان خَاصَّةً فِي هذَا الجِيل فَالإِنْسَان طُول الوَقْت يُفَكِّر وَلاَ يَعِيش مُطْمَئِنْ أوْ هَادِئ لأِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يُسَلِّمْ وَدَائِماً قَلِقٌ عَلَى المُسْتَقْبَل فَأغْلَبْ الأمْرَاض أسْبَابْهَا عَصَبِيَّة وَنَفْسِيَّة وَهذَا فَخ مِنْ عَدُو الخِير حَتَّى لاَ يَعِيش الإِنْسَان فِي أمْن فَالإِنْسَان يَعِيش دَائِماً فِي دَائِرَة وَلكِنْ يَحْتَاجٌ فِي كُلَّ هذَا إِلَى التَّسْلِيمْ فِي كُلَّ أحْوَال حَيَاتُه وَلاَ يَلْجَأ إِلَى أعْمَال غِير سَلِيمَة﴿ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ ﴾ ( زك 2 : 8 ) يُحْكَى أنَّ أبُونَا بِيشُوي كَامِل عِنْدَمَا تِعِبْ فِي أخِر أيَّامُه كَانِتْ تَاسُونِي أنْچِيل حَزِينَة جِدّاً وَكُلَّ مَا يَضَعْ أبُونَا يَدُه عَلَى شَعْر ذَقْنُه فَكَانَ الشَّعْر يَسْقُطْ وَكَانَتْ تَاسُونِي أنْچِيل تَبْكِي وَفِي مَرَّة نِزِل شَعْر كَثِير مِنْ ذَقْن أبُونَا فَتَاسُونِي أنْچِيل إِنْهَارِتْ فِي البُكَاء وَلكِنْ أبُونَا بِيشُوي قَالَ لَهَا إِنَّ هذَا الشَّعْر لاَ يَسْقُطْ إِلاَّ بِإِذْن الله فَالصُدْفَة لاَ تَلْعَبْ دُور فِي حَيَاتْنَا وَلاَ المَال وَلاَ الذَّكَاء وَلاَ الأقَارِبْ ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ ﴾ ( مرا 3 : 37 ) فَكُلَّ شِئ بِتَدْبِير وَأمر وَإِرَادِة الله وَعَلَى الشَّخْص أنْ يَثِقٌ فِي إِرَادِة وَتَدْبِير الله وَأنْ يَخْضَعْ لله فَرَبَّ المَجْد قَالَ ﴿ أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ ﴾ ( مت 6 : 25 ) فَالَّذِي يُعْطِيك الأهَمْ ألاَ يُعْطِيك الأقَلْ ؟!! الَّذِي أعْطَاكَ الجَسَد ألاَ يُعْطِيك الطَّعَام ؟!! وَلكِنْ نَجِدٌ النَّاس تَعِيش فِي قَلَقٌ عَلَى الأكْل وَالشُرْب وَنَجِدٌ أنَّ عَدُو الخِير يُشَكِّك الإِنْسَان فِي القَلِيل حَتَّى يَنْسَاق الإِنْسَان وَرَاءَهُ فَأُمور كَثِيرَة يُحَاوِل عَدُو الخِير أنْ يُقْلِقْنِي وَيِفْقِدْنِي سَلاَمِي وَأنْ أنْسَى خَيْرَات الله إِلهِي وَأنْ أسْأل الله لِمَاذَا يَارَبَّ تَفْعَل هذَا ؟ فَعَدُو الخِير يَسْتَثْمِر الظُّرُوف وَلكِنْ عَلَى الإِنْسَان أنْ يَقْبَل إِرَادِة الله وَيَقْبَل كُلَّ شِئ مِنْ يَدِيه فِي ثِقَة أنَّهُ يَصْنَعْ الكُلَّ حَسَن فَنَحْنُ لاَ نَعْلَمْ مَاذَا يَفْعَل الله وَلكِنْ نَحْوَك عُيُونَنَا ( 2أخ 20 : 12) فَلِمَاذَا هَرَبْ رَبِّنَا يَسُوع مِنْ وَجْه هِيرُودِس ؟ فَحَسَبْ تَقْدِير الإِنْسَان كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنَّ الله يِمَوِّتْ هِيرُودِس وَلاَ يَهْرَبْ وَلكِنْ الله لَهُ قَصْد هُوَ أنْ يَأتِي إِلَى مِصْر وَيُبَارِك شَعْبَهَا وَيُصْبِح هُنَاك مَذْبَحٌ وَعَمُودٌ فِي أرْض مِصْر ( أش 19 : 19) وَأنْ تُصْبِح مِصْر يُوْم مِنْ الأيَّام عَمُودٌ الْمَسِيحِيَّة وَكَارِزَة لِلعَالَمْ فَرَبِّنَا إِسْتَخْدِم هِيرُودِس فَهُوَ الَّذِي يُحَرِّك الأُمور وَمِنْ الجَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ الأُمور الَّتِي لاَ تَسِير عَلَى إِرَادَتِهِ أنَّ الله هُوَ الَّذِي يُحَرِّكْهَا وَأنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شِئ حَسَبْ إِرَادَتِهِ وَلكِنْ الإِنْسَان مُتَعَجِّل لِمَعْرِفَة خِطَّة الله فِي حَيَاتُه وَلكِنْ الله يُرِيدْ أنْ يَتَعَامَل الإِنْسَان مَعَ يَدِهِ القَدِيرَة وَأنْ يَفْهَمْ مَا يَحْدُث لَحْظَة بِلَحْظَة فَيَشْعُر الإِنْسَان بِفَرَح وَسَعَادَة لأِنَّ الله يُرَتِّب حَيَاتُه فَمُعَلِّمْنَا بُطْرُس عِنْدَمَا إِنْحَنَى السَيِّد الْمَسِيح لِيَغْسِل رِجْلِيه قَالَ بُطْرُس حَاشَاك يَارَبَّ وَلكِنْ رَبِّنَا قَالَ لَهُ إِذَا لَمْ أغْسِل رِجْلِيك لاَ يَكُون لَكَ نَصِيبٌ مَعِي فَقَالَ بُطْرُس إِغْسِل يَارَبَّ وَلكِنُّه كَانَ فِي خَجَل وَحِيرَة لِمَاذَا يَفْعَل الله هكَذَا ؟ وَكَانَ رَدٌ رَبِّنَا عَلِيه لَسْتَ تَفْهَمْ الآنْ مَا أنَا فَاعِلُه وَلكِنَّك سَتَفْهَمْ فِيمَا بَعْد ( يو 13 : 5 – 9 ) وَ" فِيمَا بَعْد " مُمْكِنْ تِكُون بَعْد سَاعَة أوْ شَهْر أوْ فِي الأبَدِيَّة فَمُمْكِنْ أنْ تَحْدُث أشْيَاء فِي حَيَاتِي وَلكِنِّي لاَ أفْهَمْهَا وَلكِنْ سَيَفْهَمْ الإِنْسَان كُلَّ شِئ فِي الأبَدِيَّة حَيْثُ يُرْفَعْ عَنَّا الجَهْل وَنَأخُذْ المَعْرِفَة الكَامِلَة .. فَكُلَّ مَا نَرْفُضُه عَلَى الأرْض نَقْبَلُه فِي الأبَدِيَّة يُحْكَى عَنْ أبُونَا مِيخَائِيل إِبْرَاهِيم أنَّ إِبْنُه الأكبَر كَانَ طَبِيب مُتَزَوِج وَأنْجَبْ طِفْلَة ثُمَّ أُصِيبَ بِمَرَض وَتَنَيَّح فَجَاءَ كَاهِن زِمِيل أبُونَا حَتَّى يُعَزِّيه فَعِنْدَمَا دَخَلِتْ الطِّفْلَة فَمِسِك أبُونَا الزَّائِر هذِهِ الطِّفْلَة وَحَضَنْهَا وَانْهَار فِي البُكَاء فَإِذَا بِأبُونَا مِيخَائِيل هُوَ الَّذِي طَيِّبْ خَاطِر الكَاهِن وَقَالَ لَهُ إِنّ مَا حَدَث هُوَ أمر مِنْ الله وَإِرَادَتُه وَهُوَ فِي مَكَان جَمِيلٌ وَقَالَ لَهُ إِذَا كَانْ إِبْنُه سَافِر فِي بِعْثَة إِلَى أمْرِيكَا أفَلاَ كَانَ هذَا الكَاهِن يَأتِي لِتَهْنِئِة أبُونَا ؟فَالسَّمَاء أحْسَنْ مِنْ البِعْثَة وَلكِنْ أحْيَاناً الكَلاَم سَهْل وَلكِنْ التَّنْفِيذ يِخْتِلِفْ وَالمَوْقِفْ هُوَ الَّذِي يَخْتَبِر الإِنْسَان . 3/ كَيْفَ أقْتَنِي التَّسْلِيم ؟ :- أ- حُبْ الله :- لإِنْسَان يُحِبْ الله وَلاَبُدْ أنْ يَثِقٌ أنَّ الله يُحِبُّه وَأنّ الله لاَ يُؤذِيه أوْ يَضُرُّه فَالله لَيْسَ ضِد الإِنْسَان وَهُوَ الَّذِي يُعْطِينَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنَىً لِلتَّمَتُّع ( 1تي 6 : 17) فَإِذَا كَانَ الأب يُعْطِي أوْلاَدُه عَطَايَا جَيِّدَة فَكَمْ بِالأوْلَى الله ( مت 7 : 11) فَنَحْنُ أوْلاَدُه وَهُوَ الَّذِي يَرْعَانَا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ وَمِنْ الأشْيَاء الصَّعْبَة أنْ يَجْعَل الإِنْسَان أُمورُه تَسِير عَلَى طَرِيقْتُه . ب- الثِّقَة :- الثِّقَة تَجْعَل الإِنْسَان يَتْرُك نَفْسُه لِشِئ وَعَلَى قَدْر مَا نِسَلِّمْ لِرَبِّنَا أُمور حَيَاتْنَا عَلَى قَدْر مَا نِجْبِرُه عَلَى الإِعْتِنَاء بِنَا وَعَلَى قَدْر مَا نَتَوَلَّى أُمور حَيَاتْنَا نِجْبِرُه عَلَى أنْ يَتَخَلَّى عَنَّا فَمَنْ الَّذِي يَقُودٌ حَيَاتَك أنْتَ أم الله ؟ فَالله هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا فِي مَوْكِبْ نُصْرَتِهِ ( 2كو 2 : 14) فَلاَبُدْ أنْ يَكُون الإِنْسَان عَنْدُه ثِقَة أنَّ الله قَدِير وَأنَّهُ صَانِعْ الخَيْرَات وَهُوَ الَّذِي دَبَّر الكُون وَصَنَعُه حَسَن فِي وَقْتِهِ أفَلاَ يَصْنَعْ كُلَّ شِئ فِي حَيَاتِي حَسَن فِي وَقْتِهِ حَتَّى إِذَا وُجِدَت شِدَّة أوْ أزْمَة فِي حَيَاة الإِنْسَان ؟ فَنَحْنُ نَقُول فِي القُدَّاس ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي مَشُورَات حُرِّيَتِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل رُشُومَات الخُبْز فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) . ج- الإِخْتِبَارٌ :- فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاتُه بِذِهْنُه يَشْعُر أنَّ حَيَاتُه لاَ تُوْجَدٌ فِيهَا سَلاَمٌ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَتَذوَق التَّسْلِيمْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ أصْبَحٌ هَادِئ وَمُطْمَئِنْ فَالتَّسْلِيمْ حَيَاة إِخْتِبَارٌ وَلاَبُدْ أنْ يَخْتَبِر الإِنْسَان حَيَاة التَّسْلِيمْ كُلَّ يُوْم حَتَّى تَنْقِلُه مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد فَيَقُول سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَل ( أع 27 : 15) وَمِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُسَبِّبْ القَلَقٌ فِي حَيَاة الإِنْسَان رَغَبَاتُه الكَثِيرَة المُتَصَارِعَة وَطَلَبَاتُه وَعَدَم شَبَعُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَخْتَبِر حَيَاة التَّسْلِيمْ يَشْعُر بِالفَرَح وَالبَهْجَة وَيَشْعُر أنَّ الله هُوَ كِفَايْتُه وَشَبَعُه وَيَقُول لِتَكُنْ إِرَادِة الله فَأنَا أُرِيد الله فَقَطْ وَعِنْدَمَا يَتَذَكَّر الإِنْسَان حَيَاتُه وَيَخْتَبِر عِنَايِة الله بِهِ فَمِنْ الصَّعْب أنْ لاَ يُسَلِّمْ بَاقِي حَيَاتُه لله فَالَّذِي أعَانَ الإِنْسَان مُنْذُ حَدَاثَتِهِ هَلْ يَعْجَز عَنْ تَدْبِير بَعْض الأيَّام أوْ الإِحْتِيَاجَات ؟ فَهذِهِ الأُمور بِالنِّسْبَة لله تَافْهَة فَقَبْل الشُّرُوع فِي أي عَمَل أوْ أي مَوْقِفْ فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يَكُون مَمْزُوج بِصَلاَة وَخُضُوع وَتَسْلِيمْ وَيَقْتَنِعْ بِإِرَادِة الله قَبْل أي أمر مَصِيرِي فِي حَيَاة الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ يُسَلِّمْ الإِنْسَان هذَا الأمر لله فَالإِنْسَان يَخَافْ مِنْ إِرَادَتُه وَلكِنْ عِنْدَمَا يَضَعْ الأمر أمَام الله يَقُول لله أنَا أُرِيدْ إِرَادَتَك وَأنْ تَهْدِينِي وَيَمِينَك تُمْسِكْنِي أنَا أُرِيدْ أنْ أتَأكِّدْ أنَّ الأمر مِنَّك وَلِتَكُنْ إِرَادَتِي كَإِرَادَتَك فَالعِصْيَان هُوَ الّذِي أحْدَر الإِنْسَان مِنْ السَّمَاء إِلَى الأرْض وَخَطِيِّة أبُونَا آدَم فِي الأسَاس هِيَ العِصْيَان وَلكِنْ الشِئ الَّذِي يِرَجَعْنَا إِلَى الحَيَاة الفِرْدُوسِيَّة هِيَ حَيَاة الطَّاعَة وَالتَّسْلِيمْ وَعِنْدَمَا جَاءَ الله عَلَى الأرْض قَدَّم طَاعَة عِوَض العِصْيَان فَالله أطَاعَ حَتَّى مَوْت الصَّلِيب ( في 2 : 8 )فَلاَبُدْ أنْ يَقُول الإِنْسَان لله حَاضِر وَيُكْثِر مِنْ الصَّلاَة وَيَحِيد إِرَادَتُه أي يَضَعْهَا جَانِباً فَلاَ تُزَل قَدَم الإِنْسَان لأِنَّ كُلَّ شِئ يُعْمَل بِإِرَادِة الله حَتَّى وَإِنْ كَانْ فِي مَظْهَر حَيَاتُه أتْعَاب فَحَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء فِيهَا أتْعَاب وَحَيَاة السَيِّد الْمَسِيح أيْضاً فِيهَا أتْعَاب وَلكِنْ مَا هِيَ فِكْرِة الإِنْسَان عَنْ الأتْعَاب ؟ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش حَيَاة التَّسْلِيمْ يَعِيش فِي سَلاَمٌ حَتَّى إِنْ وُجِدَت الآلاَم وَالأتْعَاب وَالضِيقَات فَكُلَّ أمر أقُول لله أنَا عَبْدَك وَإِبْن أمَتَك( مز 115 مِنْ مَزَامِير التَّاسِعَة ) وَأقُولْ لَهُ أيْضاً ﴿ أنَا أُخْضِعُ ذَاتِي دُونَ عِنَادٍ لأِصَابِعِكَ تُشَكِّلُ فِيَّ ﴾( مِنْ تَرْنِيمِة " أيُّهَا الفَّخَارِي الأعْظَمْ " ) رَبِّنَا يُعْطِينَا حَيَاة التَّسْلِيمْ وَيَرْفَعْنَا بِبَرَكِة السَيِّدَة العَذْرَاء وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد إِلَى الأبَد آمِين القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 يوليو 2021

الخادم والأنشطة

كثرت الأنشطة بالكنيسة في عصرنا الحالي وتعدّدت نتيجة زيادة الاحتياجات وتغيرات وسلبيات المجتمع وتضاعف الأعداد ...لذا وجدت الكنيسة أنه من الواجب عليها أن تقدم لأبنائها ما يحتاجونه في كافة المجالات الروحية والنفسية والاجتماعية والرياضية. ولأن الكنيسة تعلّمت من سيدها يسوع المسيح كيف تقدّم خبزًا للجائع وماءً للعطشان وسندًا للمريض وعزاءً للمتضايق... ولأن الكنيسة بلا شك هي التي تحتضن العالم وتقدسة وترقّيه وتربّيه في المسيح يسوع، فقدّمت الكنيسة كل جهدها لتقديم المعونه لابنائها... ولكن مع تزاحم الأنشطة وجب علينا أن ننتبه دائمًا إلى مراجعة الهدف باستمرار لئلا يضيع هدف الخدمة الحقيقي وسط تداخلات الاحتياجات (وهو التوبة والتقديس وربح الملكوت ومجد المسيح على الأرض) لئلا تتحول الكنيسة إلى مؤسسة زمنية اجتماعية تقدّم الكورال والتمثيل والكومبيوتر والنادي والمسرح دون هدف واضح، وبحسب نصيحة معلمنا بولس الرسول «فإن كان وعظ ما في المسيح، إن كانت تسلية ما للمحبة، إن كانت شركة ما في الروح»(فيلبي 2: 1). وما نخشاة أن تكون قوة الاستحابة لمثل هذه الأنشطة تمثّل تعويضًا عن الضعف الروحي وتقصيراته الداخلية... فتجد الكنيسة مكدّسة بأعداد المتردّدين للأنشطة بينما العبادة متناقصة... ونصل إلى حالة اكتفاء كاذب، ونتائج غير حقيقية، ويتردّد المخدومون على الكنيسة بشكل دائم مما يفقدهم الكثير من هيبه وكرامة الكنيسة... وتتحوّل العبادة والأسرار إلى مجرد فواصل بين الأنشطة. لذلك وجب تقنين ومراجعة الأنشطة بشكل أكثر تدقيقًا... ويجب أن نتحلّى بالحكمه والتأنّي في اختيار النشاط ومراجعته باستمرار، من هنا وجب على الخادم أن يضع في قلبه عدّة أمور: 1- الأنشطة هي وسائل وليست أهداف. 2- يُراعى فيها تقديم الاحتياجات الروحية من خلالها. 3- الأنشطة فرصة لجذب نوعيات نعجز عن الوصول إليها. 4- هي من أجل نمو روح الشركة والحب بين الخادم والمخدومين، والمخدومين وبعضهم البعض. 5- هي فرصة للتعرّف على المخدوم وضعفاته وجذبة بشكل أقوى من خلال الاحتكاك المباشر به والتقرّب إليه. 6- اكتشاف مواهب المخدومين والارتقاء بها. 7- حفظ المخدومين من الفراغ والعثرات. 8- غرسهم في الكنيسة والاندماج مع عبادادتها لئلا يُصاب بالاغتراب في الكبر. وأخطر ما في الأمر أن تكون دوافع الخادم مثل دوافع المخدوم في أي نشاط... فقد يحضر المخدوم للنشاط فقط من أجل قضاء وقت مع الأصدقاء أو للتسلية، أمّا الخادم فيجب أن يري أبعد من ذلك بكثير... بحسب قول القديس يوحنا ذهبي الفم إنه يجب أن يكون الفرق بين الخادم والمخدوم كالفرق بين الراعي والقطيع، الراعي يهتم بامور أبعد ما تكون عن فكر القطيع، فهو يدبّر المراعي الخصراء والماء والأماكن الآمنة، ويتعهد سلامة القطيع في كل الأحوال. كذلك الخادم فهو يصلي ويدبّر ويعدّ ماهو مشبِع ومسرّ لنفوس مخدوميه.... لئلا نقدّم النشاط ونخسر القطيع، ونشبه نحاسًا يطن أو صنجًا يرن. القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
18 يوليو 2021

الخادم والازدواجية

الخادم يمثّل المسيح أمام المخدومين، يحمل فكره، يتكلم بكلامه، وينشر رسالته وتعاليمه. هكذا يرى المخدومون الخادم أنه في درجه من الكمال، وقد لا يستوعبون أنه شخص تحت الآلام مثلهم. وكثيرًا ما نجد الخادم قد يُسَرّ بهذه الصورة ويرسّخها في أذهان المخدومين، بينما الحقيقة مختلفه تمامًا! فتجد الخارج غير الداخل، والكلام غير الأفعال، والمظهر غير الجوهر، ممّا جعل الخادم يحيا في ازدواجية تجعله غريبًا عن نفسه. وأخطر ما في الأمر هو تباعُد المسافة بين ما يقول وما يفعل إلى أن يصل إلى درجة الازدواجية المريضة.وهناك موقف في الكتاب المقدس يوضّح لنا كيف يحيا الإنسان مزدوجًا؛ حين تقدّم أبونا يعقوب إلى أبيه إسحق لنوال البركة عوض عيسو البكر«فتقَدَّمَ يعقوبُ إلَى إسحاقَ أبيهِ، فجَسَّهُ وقالَ: «الصَّوْتُ صوتُ يعقوبَ، ولكن اليَدَينِ يَدا عيسو». ولَمْ يَعرِفهُ لأنَّ يَدَيهِ كانتا مُشعِرَتَينِ كيَدَيْ عيسو أخيهِ، فبارَكَهُ. وقالَ: «هل أنتَ هو ابني عيسو؟». فقالَ: «أنا هو».» (تكوين 27: 21-24) كثيرًا ما يوجد داخلنا هذا التناقض الصوت صوت يعقوب، واليدان (اللتان تشيران إلى الأعمال) يدا عيسو! وتجتهد النفس في تزييف حقيقتها لتأخذ ما ليس لها، وتدقّق وتجتهد لتلبس الثياب وتأخذ الشكل بل والرائحة، وتمتد إلى ما أهو أكثر وأعقد من ذلك وهو تغطية الجلد حتى يحصل على ضمان اقتناء الشخصية المرغوبة، ويتحمّل المخاطر ويستمرّ في الخداع حتى وإن ظهر الشك في أمره، ولكنه يؤكد: «أنا هو»! ما أخطر خداع النفس وما أسوأ النتائج حين يتوقّع المخدوم من الخادم كمالات لا يجدها، بل والأكثر حين تظهر أمور عكس ما يظهر أو يعلم.لقد مدح السيد المسيح من عَمِل وعَلَّم أنه يُدعَى عظيمًا في ملكوت السماوات (متى 19:5)، بل وقد وجدنا في شخصه القدوس تحقيقًا وتطبيقًا واضحًا لكل ما عَلَّم به، فلم يتكلم عن المتّكأ الأخير بينما يتنافس على المتكآت الأولى، ولم يحدّثنا أن «بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة» بينما يسكن هو في القصور، ولم يتكلم عن ضرورة حمل الصليب بينما يهرب هو من حمله، بل على العكس نجده فعل أكثر مما تكلّم به لدرجة عجز الكلمات عن التعبير.أعظم عمل للخادم هو التأثير، والعين أكثر تفاعلاً من الأذن، فنحن لا نحتاج إلى كلمات بقدر ما نحتاج إلى أفعال، ولا نحتاج إلى خدام بل إلى نماذج، ومن المعروف أن أي تعليم يستمدّ قوته من قائله، فالذي جعل القديس تيموثاؤس يتبع بولس الرسول ليس فقط تعليمه بل سيرته وقصده وإيمانه وأناته ومحبته وصبره (تيموثاوس الثانية 10:3) التي رآها وتلامس معها بشكل عملي.ليت نفوسنا تتوحّد في خوف الله، ونقدم صورة للمسيح الذي يحيا في داخلنا، ولا ننجذب لغيره ولا نتبع غيره، فنقدم صورته وكلامه وحياته لأولاده فيجذبهم فيجروا وراءه. القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
11 يوليو 2021

الخادم والحماس

قيل عن المتنيح القمص بيشوي كامل إنه كان دائمًا يردّد الآية «خدامه لهيب نار».. وبذلك ينادي دائمًا على ضرورة حماس الخادم المتقد تجاه خلاص النفوس وجذبها، إذ يُعَدّ الحماس تعبيرًا أمينًا عن صدق الحب للمخلص والفادي، فيردّد: «كيف أنجو إن أهملت خلاصًا هذا مقداره».. ويصل به إلى درجة الشغف للخدمة في وقت مناسب ووقت غير مناسب.رأينا معلمنا بولس يعظ في البيوت، والمجامع اليهودية، وفي الطرقات، والسياجات، بل وفي الأسواق، والسجن... ولم تمنعه الضيقات والمكائد والأخطار عن استكمال مسيرة الخدمة حتى وصل إلى روما متغلِّبًا على كل العوائق، ولم نجده يفقد حماسه حتى النهاية، ولم يقع في الكسل واليأس ورثاء الذات. وكان هذا منهج التلاميذ في الكرازة بعمل المخلص، إذ أخذوا على أنفسهم ضرورة امتداد الكرازة بما رأوا وسمعوا رغم كل تهديد ووعيد.+ يُعَد الحماس للخدمة هو دافعها القوي والأمين والمستمر، فهو الذي يمنح القوة والتأثير في المخدومين، ولذلك نجد في كرازة القديس يوحنا المعمدان نموذجًا رائعًا لحماسة الخدمة التي ينبغي أن نتعلمها وتتدفق إلينا، وننادي «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم».+ كيف ننادي بالمخافة والتوبة والخلاص من الهلاك الأبدي، ونختطف نفوسًا من النار ومن قبضة العدو، برخاوة وبدون حماس؟ وكيف ندعو لبناء الأسوار المنهدمة، ولا نلهب القلوب بالحماس بأن نقوم ونبني ولا نكون بعد عارًا؟ وكيف نوقظ المتهاون بروح التهاون؟!.. فلا يصح مجرد النصح لمن يغرق، ولا مجرد التوجيه لمن تمكّن المرض منه. ومع الإيمان بجسامة المسؤلية يتولّد الحماس والغيرة، فنردّد: «من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟»ونتعجب حين يحذّر إرميا النبي «ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة» (إر48: 10)، ووصل به الأمر أن نادى: «أحشائي، أحشائي! جدران قلبي توجعني، لا أستطيع السكوت» (إر4: 19). ورأينا إشعياء النبي يصرخ: «نادِ بصوت عالٍ، لا تمسك، ارفع صوتك كبوق، وأخبر شعبي» (إش58: 1).+ الحماس يظهر في الإعداد الجيد، والحضور المبكر، وحُسن الاستقبال، وغيرة الأداء، ونبرة الصوت، ونشاط الحركة، والتأهُّب للمساعدة.. أمّا الخمول والتباطؤ والتثاقل في الأداء وبطء الإيقاع وإهمال الإعداد وعدم التفاعل، فيُحدث لونًا من ألوان الخمول والتراخي وعدم المصداقية، وبالتالي عدم الاستجابة لما يُقال أو يُفعَل... ويعبّر عن خادم فقد رجاء دعوته!ما أجمل أن نستودع مواهبنا وقدراتنا في يد القدير، فيطلقها كسهام بيد جبار، تعمل بقوة تفوق قدراتنا الضيقة المحدودة.أشير عليك أن تأخذ نصيبك من ذلك الروح الناري الذي يمنحك القوة والغيرة، فتتكلم بما يتخطّى قدراتك، فتخبر بعظائم فوقك، ويتمجد الله حين يرى غيرتك وحماسك وتعبك، فكيف لا يحصد بابتهاج من زرع بدموع... ليت اسمه يكون محصورًا في قلوبنا وعظامنا، فلا ندعه يسكت ولا نستطيع أن نسكت عن المناداة به وله... القس أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل