المقالات

18 يونيو 2022

الخادم والدافع

الخدمة هي حركة سماء وليست حركة بشر .. هي عمل إلهي قبل أن تكون تنظيم بشرى ... لذا يلزمنا إدراك هذه الحقيقة لنتأكد أن من يقومون بهذا العمل قد أخـذوا دعوتهم من الله وتأكدوا أن دوافعهـم الحقيقية إلى الخدمة هي الله وليس من أحد ... وحينمـا تغيب عن وعينـا هـذه الحقيقة نجد نوعيـات من الخدام لا تعمل بحسب قلب أو فكر الله ... فمنهم من يأت إلى الخدمة وهم في حالة من التراخي والكسل ودون رغبة حقيقية للبذل أو العطاء .. ويتهربون من حمل أي مسؤلية ... وتجد فئـة أخرى على العكس تماماً مستعدون للعطاء والتعب ولكن للأسف بدوافـع خاطئـة منهـا التنافس وحـب الظـهـور أو الإختلاط أو الإرتباط ... وهناك من يأت إلى الخدمة لعمل نشاط خال من الهدف أو المحتوى وبمضمون مغمور ... دون أن يسأل نفسه لماذا أخدم ؟ ومن أخدم ؟ لذلك قد نجـد أن أعداد الخـدام في كنائسنـا قد يعطـى إنطباعاً بالكفايـة بل وبالكثرة العددية ... ولكن في الحقيقة أن المسافة كبيرة جداً بين الموجود والفعـال ... بين الخدمة والتأثير ... وبين الخدمة والمرجو منها ... لذا وجب علينا أن نقف إلى لحظة ونسأل أنفسنا : لماذا أخدم ؟ من أخدم ؟ كيف أخدم ؟ إنها اسئلة تحتاج إلى إجابات أمينة ..لئلا نجد أنفسنا مع اللذين يخدمون أنفسهم أو اللذين يخدمون سيد آخر ... هنـاك مـن يعمل خوفاً من سيـده وهناك من يعمل من أجل الأجرة وهناك من يعمل من أجل حب العمل وهناك من يعمل من أجل حب العمل وصاحب العمل فإلى أي المجموعات ننتمى ؟ وينصح الآباء أنك لوتحيرت في تقييم أمر ... إسأل دوافعك ؟ وابحث عن الغرض المستقيم بإستمرار . لنـا أن نؤمن أن الخدمة تبدأ من الداخل ... بحركة حب صادق أمين لله ... بشعور النفس المديونة لله بكل شيء فتخرج تبحث في إجتهاد ماذا أقدم لمـن وهبني كل شيء وبماذا أكافئ الرب عـن جميع - ما أعطانيه ... ومهما قدم يشعر أن هذا قليل أمام ما أخذ ... فـالـذي يخدم ليس هو أفضل من الذي لا يخدم ... ولكنه مديون أكثر مـن الذي لا يخدم ... وهولا يعط بقدر ما يأخذ وهو ليس بصاحب فضل بـل الفضل لصاحب الخدمة الذي مـن كثرة صلاحه إحتمل أن يقيم من الخطاة الضعفاء خداما لمجده وصلاحه ... فـإن كان بين الناس من يتفاخر بوظيفة في مكان مشهور ... ويضحى بالكثير من أجل شرف البقاء فيهـا ... ماذا نقول عن الإنضمام للخدمة وقد صرنا عاملين الله ... والـذي يجـب أن نسـأل أنفسنـا فيه بإستمرار كيف ينظـر الله إلى خدمتی ؟؟؟؟ ماذا يقول عنى ؟؟؟ ليتني أسمع : هو أمين في كل بيتى . القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
11 يونيو 2022

الخادم والتلمذة

الحياة المسيحية ليست فلسفة نظرية أو مجرد معلومات تدرس ... بل حياة وسلوك وإيمان ينقل ويورث ويستمر عبر الأجيال .. والسيد المسيـح بدأ خدمته بإختيار أشخاص دعاهم تلاميذ وكانوا يرافقونـه كل الأوقـات ليسمعوا ويـروا ويستلموا منهج حيـاة وليس فقط مجرد معلومات . كما ذكر معلمنا لوقا البشير : ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر تركوا كل شيء وتبعوه ( لوه : ۱۱ ) وامتد الأمر عبر العصور الأولى للمسيحية إذ لقبت كل من يدخل إلى الإيمان بـ ( تلميذ ) . وكلمـة تلميذ تطلق فقط على المراحل الأولية في التعليم ... لأنها تعبر عن البساطة والإتضاع والخضوع . لذلك نعتبر مبدأ تلميذا في الكنيسة والخدمة من أهم المبادىء التي تؤمن سلامة الخدمة ... فلا تجد في الكنيسة معلم إلا ويحسب تلميذا لمعلم آخر ... لأن التلمـذة تحفظ الإنسان من الكبرياء ومن السلوك بحسب المنهج الشخصي ... وهـي تضمن سلامة الطريق ... وتؤمـن الهدف ... وتحقق الوحدة ، وحينما يفقد الخادم محبته للتلمذة يصاب بالجمود ... ويتراجع عن سمـاع التعاليـم .. ويستكبر أن يصير تلميـذا يجلس ويستمـع ويتعلم .. ويستثقل أن يحضر قداس أو عشية بها عظة ... وأخطر ما يصيب الخادم أن يشعر بالإكتفاء عن التلمذة أو التعلم ويردد إنى غنى وقد إستغنيت ... ولا يعلم أنه شقى وفقير .رأينـا تلمذة يشوع لموسي ... وأليشع لإيليا ... وكيف وضع الله من روح ورسالة وقلب المعلم للتلميذ ... فكان إمتداداً وإستكمالاً لنفس الرسالة . وكأن الله يريد أن يعلمنا أن خطته لا تحتاج إلى جيل ولا إلى فرد .. بل إلى أجيال تسير في نفس الإتجاه وهذا يؤكد ضرورة التلمذة عبر الأجيال المتلاحقة ... فالتلمـذة تضمن تواصل الأجيال وتحفظ مـن الإنفرادية وتنجي من الشعور بالإكتفاء . وتضيف الخبرات العملية . طلـب أليشـع أن يكون لـه روحين مـن معلمـه إيليا .. ولقبـه بمركبة إسرائيل وفرسانها ... وهذا ما يجب أن يشعر بـه التلميذ تجاه معلمه ... لأن الثقـة في المعلم تأت بالتلمذة الناجحة ... وحينما يرى الله أن التلميذ يثق في معلمه يهبه الله لا بسبب بر معلمه بل بسبب إتضاعه كتلميذ . عرفنـا آبـاء البرية أن مـن الكرامات التي لا توصـف في السماء هي كرامة تلميذ خاضع مطيع ... أخـى الخـادم ... أحبب التلمذة فهـى تحميك من هـم التفتيش عن الطريق أخى الخـادم ... أحبب التلمذة لأب إعترافـك لأن بقدر أمانتك معه بقدر ما تلقي بهم خلاصك عليه . أخى الخادم ... أحبب التلمذة فهي خلصت كثيرين بلا تعب ... وتعب كثير بدونها لا ينفع شيء . أخي الخادم ... أحبـب التلمذة وأسعى ورائها لأنها تجلب الرحمة في الدينونة لأنه ليس من العدل أن يطالب التلميذ كالمعلم ... ليتك تدخـل إلى الكنيسة وأنت تحسب نفسك أنك أصغر تلاميذها لتنهال عليك البركات والمراحم . القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
04 يونيو 2022

الخادم والتكريس

كلمـة تكريس تعني التخصيص أو التقديس لله .. وهو سكب الحياة عنـد قدمى ربنا يسوع المسيح ليكون هو المالك عليها .. أي تحيا النفس في ملكية الله على حياتها .. كما نقول في الصلاة الربانية « ليأت ملكوتك فلا يكـون المكرس ملكاً لنفسـه بل لله فيظهـر مـلكـوت الله في حياته ويعلن ملكوت الله على العالم من خلال الأشخاص المكرسين .. فهـو إعلان ملكوت الله في الزمن والأرض وصورة حية لإنتصار عمل النعمة على الكيان الإنساني الذي رضى ألا يحيا لنفسه بل لله . فهو حالة وليس رتبة ... وهو جوهر أكثر منه مظهر ... حيث يملك الله على الفكر والعقل والقلب والحواس . التكريس لا يعنـى مجرد عـدم الزواج وحيـاة البتوليـة لأن البتولية الحقيقيـة بحسب تعريفها للقديس يوحنا ذهبي الفم هي النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم وليس التكريس هو مجرد الإلتزام بزى معين بل هو أبعد من ذلك بكثير حيث يحيا الإنسان لا لنفسه بل للمسيح . وكلمـا أدركـت النفس كمال عمل الله من أجلهـا ومقدار الثمن الذي فداها وفيضان الحب الذي سكب عليها ... رفضت كل ما لنفسها وخرجت من سلطانها لتحيا أسيرة ذاك الذي أحبها وتردد في قلبها دائماً لا أنا بل وحينمـا نتكلم عن التكريس لا نستبعـد أنفسنا لأننا بالفعل مكرسون منذ معموديتنا ويعلن تكريسنا وملكيتنا الله حيث نختم له ونخصص على إسمه ونجحد الشيطان ومرؤوسـه العالم ... ونرفض كل قواته وكل حيله الرديـة والمضلة ونعلـن إيماننا ونعترف بيسوع المسيح ربـاً وإلهاً وملكاً.ونصير أواني طاهرة وأبناء للملكوت السماوي كل هذا يتم بشكل سري في المعمودية المقدسة التي نخصص ونختم ونوهب فيها للمسيح ونحيا حياته ونعمل عمله ونتكلم بكلامه ... وهذا هو التكريس في جوهره . فـإن كان هذا هو حـال كل مسيحي معمد على إسم ربنا يسوع المسيح كم يكون الخادم الذي تم إختياره ليكون كارزاً ببشارة الإنجيل . نجـد في العهد القديم أن الله إختار أناس لـه وجعلهم نماذج لمحبته وتبعيته ويعلن تدابيره فيهم ويتكلم وينذر ويشجع بواستطهم مثل هابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم ... وخصص له كل بكر كل فاتح رحم من أبناء بني إسرائيل ... ثم جعل سبط لاوى بالكامل له وجعلهم موهوبون له موهبة وعملا ما لا يعملون ... هـذا لكي يثبـت في أذهانهم وفـي قلوبهم أنهم مختلفـون ... وأن عملهم وحياتهم سماوية وليست أرضية ... أن هـذا كـلـه كان تمهيداً لإنسان الله في العهد الجديد .. الذي يجب أ يدرك أنـه مفرز ومدعو ومكرس ليعمل عمـل الله ويعلن رسالته وملكوته وهو بعد على الارض .. عزيزي الخادم ... ليتـك تدرك أنك مفـرز ومكرس وموهوب للمسيـح ... أنت نور وملح وخميرة وتذكر أن خدمتك ليست شيئـاً ثانوياً إضافياً تتذكره فقط وقت الخدمة بل حياتك ورسالتك ويومك ملك للمسيح فتكون بالحقيقة خادماً ومكرساً له . القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
23 يناير 2022

من له العروس فهو العريس ( يو29:3)

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا 3 : 22 – 36 { وَبَعْدَ هذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ . وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضاً يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ لأِنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاةٌ كَثِيرَةٌ وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ . لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ . وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ . فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ يَا مُعَلِّمُ هُوذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ . أَجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ . أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحُ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ . مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ . وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ . إِذاً فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ . يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ . الَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ . وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ الَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ . وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ . لأِنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ . لأِنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ . الآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ . الَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيوةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيوةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ } نِعْمَة اللهُ الآب تَحِلُّ عَلَى أرْوَاحْنَا جَمِيعاً آمِين . مِنْ تَدْبِير الكِنِيسَة يَا أحِبَّائِي وَتَرْتِيبْهَا أنَّنَا فِي بِدَايِة كِرَازِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَكَأنَّنَا فِي بِدَايِة رِحْلِته المُقَدَّسَة عَلَى الأرْض .. فَقَدْ رَأيْنَاه عِنْدَمَا تَجَسَّد .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا أُخْتُتِن .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا تَعَمَّد .. وَرَأيْنَاه عِنْدَمَا كَانَ يَجُول يَصْنَعُ خَيْراً .. فَالكِنِيسَة بِتِبْرِز لَنَا شَخْصِيَّة هَامَّة جِدّاً وَهيَ شَخْصِيِّة يُوحَنَّا المَعْمِدَان الَّذِي كَلاَمُه غَيَّر الكَثِير فِي النَّاس .. فَعِنْدَمَا ظَهَرَ رَبَّ المَجْد يَسُوع إِبْتَدَأَ يَحْدُث بَيْنَ النَّاس لُوْن مِنْ ألْوَان الإِنْقِسَام .. وَحَتَّى تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِبْتَدَأَ يَحْدُث لَهُمْ لُوْن مِنْ التَشَكُّك فِي الحَقِيقَة .. فَحَدَثَ جِدَال بَيْنَ تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَاليَهُود وَحَدَثَ نِقَاش بَيْنَهُمْ حَتَّى جَاءَ تَلاَمِيذ يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَقَالُوا لَهُ{ يَا مُعَلِّمُ هُوذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ } .. يُرِيدُون أنْ يَقُولُوا لَهُ أنَّ الَّذِي عَمَّدَتهُ أنْتَ هُوَ إِبْتَدَأَ الآن يُعَمِّد .. وَكَأنَّهُمْ يَقْصِدُون إِلَى حَدٍ كَبِير أنَّكَ أنْتَ صَاحِب الفَضْل عَلَيْهِ وَهُوَ إِبْتَدَأَ الآن يُعَمِّد وَلَيْسَ فَقَطْ يُعَمِّد بَلْ أيْضاً الجَمِيع يَأتُونَ إِلَيْهِ فَأجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ لَهُمْ { لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ . أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحُ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ . مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ } .. يُرِيد أنْ يَقُولَ لَهُمْ أنَّ العَرِيس الحَقِيقِي الَّذِي يَجِب أنْ تَلْتَفِتُوا حَوْلَهُ كُلُّكُمْ هُوَ شَخْص يَسُوع المُبَارَك وَلكِنْ .. مَنْ أنْتَ يَا يُوحَنَّا ؟ فَهُوَ شَبَّه نَفْسه وَقَالَ أنَا صَدِيقُ العَرِيس .. أنَا صَاحْبُه أحِبُّه وَأتَحِد بِهِ .. وَمَنْ هُوَ العَرِيس ؟ هُوَ يَسُوع .. { مَنْ لَهُ الْعَرُوس فَهُوَ الْعَرِيسُ } .. فَأنَا كُلَّ الخِدْمَة الَّتِي أخْدِمهَا هِيَ مِنْ أجْل أنَّكُمْ تَلْتَفِتُوا حَوْلَهُ هُوَ .. وَهيَ تَمْهِيد لِحُبُّكُمْ لَهُ .. زِيَادَة لِحُبُّكُمْ .. زِيَادَة لِوَلاَءكُمْ زِيَادَة لأِنْتِمَاءكُمْ أحِب أنْ أتَكَلَّم مَعَكُمْ فِي أنَّ لَقَبْ " العَرِيس " هُوَ مِنْ الألْقَاب المَحْبُوبَة عِنْدَ شَخْص يَسُوع الْمَسِيح .. هُوَ لَقَبْ يَسْتَرِيح الله إِلَيْهِ لأِنَّهُ هُوَ مُلَخَص إِفْتِقَاده لِلبَشَرِيَّة وَأنَّهُ سَيَأتِي كَعَرِيس لَنَا وَيَتَحِد بِنَا وَيُثْمِر فِينَا وَيَكُون وَاحِد مَعَنَا .. لِدَرَجِة أنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الَّذِي هُوَ عَالِم بِأسْرَار الله يَقُول { خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ لأِقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ } ( 2كو 11 : 2 )وَكَأنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يُلَخِص خِدْمِته كُلَّهَا فِي أنَّهُ أتَى لِيَخْطُبنَا لِلْمَسِيح .. وَكَأنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس يُرِيد أنَّ كُلَّ نِفُوسْنَا وَكُلَّ أحَدٌ فِينَا يَكُون كَعَرُوس لِلْمَسِيح .. لِدَرَجِة أنَّهُ فِي مَرَّة رَبَّ المَجْد يَسُوع عِنْدَمَا سُؤِلَ عَنْ الصُوْم قَالَ لَهُمْ { هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ } ( مر 2 : 19) . أنْتَ أيْضاً يَا يَسُوع تُصَدِّق عَلَى تَعْبِير العَرِيس .. فَهُوَ يَقْصِد بِهِ نَفْسه .. هُوَ عَرِيس نِفُوسْنَا هُوَ الَّذِي أرَادَ وَأحَبَّ أنْ يَقْتَرِن بِنَا وَأنْ نَصِيرَ لَهُ وَأنْ نَصِيرَ وَاحِدٍ مَعَهُ .. هُوَ العَرِيس وَلِذلِك نَجِد رَبَّ المَجْد يَسُوع يَتَكَلَّم وَيَقُول أنَّ رِحْلِة مَلَكُوت السَّموَات هِيَ تُشْبِه عَشَر عَذَارَى خَرَجُوا لإِسْتِقْبَال العَرِيس وَإِبْتَدَأَ يَتَكَلَّم عَنْ المُسْتَعِدَّات لَهُ .. فَهُوَ عُرْس .. وَكَلِمَة " العَرِيس " تَخْتَلِف عَنْ كَلِمَة " زُوج " .. فَالعَرِيس تَحْمِل مَعَانٍ أعْمَق مِنْ زُوج .. مَعْنَاهَا أنَّهُ فِي قِمِّة إِشْتِيَاقه وَفِي قِمِّة فَرَحُه .. مَعْنَاهَا أنَّ حُبُّه مُتَجَدِّد لِعَرُوسته .. رَبَّ المَجْد يَسُوع يُلَقَب بِالعَرِيس مُنْذُ أنْ أتَى عَلَى الأرْض وَلاَزَالَ هُوَ عَرِيس نِفُوسْنَا وَمَحَبِّته لَمْ تَهْتَز وَلَمْ تَتَأثَّر بِالزَمَنْ بَلْ عَلَى العَكْس مَحَبِّته بِتَنْمُو .. وَكَلِمَة " العَرِيس " بِتَحْمِل العَطَاء وَتَحْمِل البَهْجَة .. لِدَرَجِة أنَّ يُوحَنَّا الرَّائِي قَالَ أنَّهُ رَأى عَرُوس مُزَيَنَة لِعَرِيسْهَا .. رَأى حَاجَة نَازْلَة مِنْ السَّمَاء لَمْ يَسْتَطِع أنْ يُشَبِّهُهَا مِنْ كَثْرِة جَمَالْهَا إِلاَّ أنَّهَا كَعَرُوس مُزَيَنَة لِعَرِيسْهَا ( رؤ 21 : 2 ) وَمَنْ هِيَ العَرُوس إِلاَّ جَمَاعِة الكِنِيسَة .. جَمَاعِة الأبْرَار الَّذِينَ تَزَيَنُوا بِالبِّر .. بِر قِدِّيسِي الكَنِيسَة هُوَ زِينِة الكَنِيسَة .. وَالكَنِيسَة هِيَ عَرُوس الْمَسِيح وَالْمَسِيح هُوَ عَرِيسْهَا الَّذِي إِقْتَرَن بِهَا وَأحَبَّهَا .. وَنِفُوسْنَا هِيَ عَرُوس الْمَسِيح .. وَلِذلِك لَوْ أدْرَكْنَا العُمْق فِي العِلاَقَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله لَعَرَفْنَا أنَّنَا إِتَحَدْنَا بِهِ إِتِحَاد زِيجِي خَفِي .. إِخْتَارْنَا وَأحَبَّنَا وَاقْتَرْن بِنَا وَأحَبَّ أنْ نَصِير لَهُ عَرُوس .. كَمْ أنَّ يَا أحِبَّائِي العِلاَقَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَبِّنَا يَسُوع عِلاَقَة سِرِّيَّة جِدّاً .. وَعِلاَقَة كُلَّهَا إِشْتِيَاق .. وَكُلَّهَا حُب .. فَعَلَى المُسْتَوَى الرُّوحِي تُوْجَد عِدَّة شُرُوط وَصِفَات لِهذِهِ العِلاَقَة وَهيَ :- 1/ الحُب وَالإِشْتِيَاق :- رَبَّ المَجْد يَسُوع عِلاَقته بِنَا عِلاَقِة حُب وَاشْتِيَاق .. { أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى } ( يو 13 : 1) .. " حُب " فَالَّذِي نِرَكِّز عَلِيه بِاسْتِمْرَار هُوَ أنْ نِحِب رَبِّنَا وَلكِنْ لاَبُد أنْ نَعْرِف كَمْ أنَّهُ هُوَ يُحِبُّنَا وَلِذلِك القِدِيس يُوحَنَّا الحَبِيب وَهُوَ تِلْمِيذ المَحَبَّة وَالَّذِي تَكَلَّم عَنْ المَحَبَّة بِمُسْتَوَى رَاقِي جِدّاً قَالَ { نَحْنُ نُحِبَّهُ لأِنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً } ( 1يو 4 : 19) .. فَمَحَبِّتنَا هِيَ رَد لِمَحَبِّته .. نَفْسِي وَنَفْسَك لاَبُد أنْ تَكُون عَلَى مُسْتَوَى الحُب الفَائِق لِكيْ نَكُون عَرَائِس لَهُ .. حُب مُتَجَدِّد لاَ يُوْجَد وَاحِد تَكُون لَهُ عَرُوس وَتَمْرَض فَيَتْرُكَهَا وَلكِنَّهُ بِتَزْدَاد رِعَايْته لَهُ .. إِتِحَاده بِنَا لاَ يَنْفَصِل أبَداً .. فَهُوَ عِنْدَمَا أخَذَ جَسَد أعْلَن زِيجَته مَعَنَا وَحَلَّ فِينَا وَبَعْض التَرْجَمَات تَقُول { وَحَلَّ فِينَا }إِتَحَدَ بِنَا وَنَحْنُ أيْضاً إِتَحَدْنَا بِهِ فَلَوْ النَّفْس أدْرَكِت مَا مَعْنَى العِلاَقَة الخَفِيَّة السِّرِّيَّة بِهِ فَإِنَّهَا لاَ تَشُك لَحْظَة وَاحِدَة فِي رِعَايْته وَفِي إِهْتِمَامه .. فَلاَبُد أنْ أُدْرِك أنَا إِيه بِالنِسْبَة لَهُ .. فَقَدْ تُوْجَد أسْئِلَة كَثِيرَة تَدُور فِي النَّفْس وَتَقُول هَلْ يَا تَرَى سَيُغْنِينِي ؟!! فَنَحْنُ نِفُوسْنَا نِفُوس عَرَائِس لِلْمَسِيح نُقَدِّمهَا لَهُ فِي كُلَّ يَوْم .. وَهُوَ بِيُقَدِّم نَفْسه لَنَا كُلَّ يَوْم فِي إِتِحَاد وَفِي عُمْق وَفِي إِشْتِيَاق .. فَنَحْنُ لاَبُد أيْضاً أنْ نُبَادِلَهُ الإِشْتِيَاق فَكَمَا يَقُول أحَد القِدِّيسِين { نَحْنُ عُشَّاق يَسُوع } .. فَعِنْدَمَا يَقُول وَاحِد أنَا بَحِب وَاحِد فَإِنَّهُ يَقُول" أنَا بَعْبُده " .. فَنَحْنُ عِنْدَمَا نَأتِي لِلكِنِيسَة نَحْنُ لَيْسَ فَقَطْ نُحِبه وَلكِنْ نَحْنُ بِنَعْبُده فَعِنْدَمَا يَكُون الحُب فَائِق تَكُون العِبَادَة فَائِقَة وَغِير قَادِرِين أنْ نَمْسِك أنْفُسَنَا .. كَمَا يَقُول أحَد القِدِّيسِين { أنْتَ قَدْ جَرَحْتَ نَفْسِي أيُّهَا الحَبِيب .. أنَا لاَ أقْوَى عَلَى ضَبْطَ لَهِيبَ حُبَّك } الإِنْسَان عِنْدَمَا يُصَلِّي وَيَصُوم بِحُب فَائِق تَكُون العِلاَقَة مَعَ رَبِّنَا يَسُوع عِلاَقَة لَذِيذَة عِلاَقَة مُشْبِعَة .. عِلاَقَة رَاقِيَة .. رَبِّنَا يَسُوع يُرِيد أنْ يَقُول لَنَا أنَا عَرِيس نِفُوسِكُمْ .. فَالعَرُوس لاَبُد أنْ تَكُون مُزَيَنَة وَلاَبُد أنْ تَعْمَل مَا يُرِيده وَمَا يُحِبَّه .. المَفْرُوض أنْ نَتَزَيَنْ بِالفَضَائِل وَبِالأحْكَام وَفِي وَقْتَهَا سَتَكُون نِفُوسْنَا عَرُوس لَهُ .. لَنَا مَصَابِيح مَلْيَانَة بِزِيت الإِسْتِعْدَاد .. عِلاَقَة كُلَّهَا حُب وَكُلَّهَا إِشْتِيَاق . 2/ التَّعَلُّمْ :- العَرُوس عِنْدَمَا فَكَّرَت فِي عَرِيسْهَا وَعِنْدَمَا وَجَدَت أنَّ فِيهِ صِفَات جَمِيلَة وَوَجَدَت فِي دَاخِلُه حُب كَثِيراً جِدّاً لَهَا وَوَجَدَتُه وَدِيع وَلَطِيف وَطَوِيل البَال فَالمَفْرُوض أنَّ هذِهِ العَرُوس تِتْصَلَّح رَبَّ المَجْد يَسُوع عِنْدَمَا وَجَدَ أنَّ البَشَرِيَّة لاَ يُوْجَدْ لَهَا قُوَّة وَلاَ قُدْرَة عَلَى أنْ تِتْصَلَّح قَالَ لاَ تُوْجَدْ طَرِيقَة لِكَيْ تِتْصِلِح غِير أنَّهُ يَتَحِد بِهَا إِتِحَاد زِيجِي عَمِيق .. وَفِي نَفْس الوَقْت صَارَ بِرُّه أمَامَنَا وَاضِح وَصِرْت أرَى بِرُّه وَأخْجَل مِنْ نَفْسِي وَمِنْ خَطِيِتِي .. فَيُعَلِمَنِي وَيِصَلَّحْنِي وَيُرْشِدَنِي فَكَمَا يَقُول أحَدْ القِدِّيسِين أنَّهُ لَوْ يُوْجَدْ وَاحِد مَلِك قَدْ وَجَدَ إِنْسَانَة سَيِئَة السُمْعَة فِي البَلَدوَهذِهِ السَيِّدَة بِتُسِئ لِلمَدِينَة فَحَاوِل أنْ يُصْلِحْهَا وَلكِنْ دُونَ جَدْوَى .. فَقَالَ إِنَّ أكْثَر شِئ يُصْلِحْهَا هُوَ أنْ يَأخُذْهَا زَوْجَة لَهُ .. رَبَّ المَجْد يَسُوع وَجَدْ النَّفْس فَاسِدَة وَمَمْلُوءَة بِالكِبْرِيَاء وَحُب المَال وَحُب الشَّهْوَة وَحُب العَالَم فَقَالَ أتَحِد بِهَا إِتِحَاد لاَ يَنْفَصِل عَشَان أفْطُمْهَا عَنْ كُلَّ شَرَّهَا وَأخَلَّصْهَا مِنْ كُلَّ زِنَاهَا عَشَان أعَلِّمْهَا إِزَاي تِكُون عَايْشَة فِي كَرَامَة لاَئِقَة بِخِلْقِتْهَا رَبِّنَا خَلَقْنَا يَا أحِبَّائِي فِي صُورَة لاَ نَتَخَيَلْهَا مِنْ الكَرَامَة وَالمَجْد وَلكِنْ نَحْنُ فَقَدْنَا صُورَة المَجْد هذِهِ فَقَالَ تَعَالُوا أنَا سَأدْخُل مَعَكُمْ فِي إِتِحَاد دَائِم .. فَإِبْتَدَأنَا نَرَاه وَهُوَ وَدِيع .. وَهُوَ قُدُّوس .. وَهُوَ طَاهِر .. وَابْتَدَأنَا نِخْجَل مِنْ أنْفُسَنَا .. فَعِنْدَمَا يَكُون إِنْسَان مُتَكَبِر وَيَرَاه مُحِب لِلعَشَارِين وَالخُطَاة فَإِنَّهُ يَبْتَدِأ يِرَاجِع نَفْسه .. فَنَحْنُ إِبْتَدَأنَا نَتَغَيَّر .. وَابْتَدَأ رَبِّنَا يَسُوع يَشْعُر أنَّ هذِهِ هِيَ الصُورَة الَّتِي يُرِيدَهَا مِنْ الإِنْسَان .. فَهُوَ فَطَمْنَا عَنْ أسْقَام كَثِيرَة .. فَمُسْتَحِيل أنَّ هذِهِ السَيِّدَة الَّتِي إِقْتَرْن بِهَا المَلِك وَحَمَلَت أسْرَاره أنْ تَعُود مَرَّة أُخْرَى لِلخَطِيَّة إِلاَّ لَوْ هِيَّ أصَرِت عَلَى زِنَاهَا . 3- المِيرَاث :- مَعْرُوف يَا أحِبَّائِي أنَّ الزَوْجَة بِتَرِث عَرِيسْهَا .. نَرِثه لَيْسَ كَفَضْل مِنْهُ وَلكِنْ كَحَقٌ لَنَا عِنْده { فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيح } ( رو 8 : 17 )نَحْنُ لَنَا حُقُوق عِنْده وَلكِنْ لِلأسَفْ نَحْنُ الَّذِينَ بِنُهْمِلْهَا مَعْرُوف يَا أحِبَّائِي إِنْ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ الزَوْجَة مِنْ أُسْرَة فَقِيرَة وَلكِنْ لَوْ إِقْتَرَنِت بِإِنْسَان عَظِيم الشَأن فَإِنَّهَا صَارَت كَرَامِتْهَا مِنْ كَرَامَتَهُ .. وَالنَّاس كُلَّهَا تِحْتِرِمْهَا كَمَا تَحْتَرِم المَلِك .. فَلَوْ نَحْنُ مُزْدَرَى بِنَا وَلاَ شِئ إِلاَّ إِنْ كَرَامِتْنَا مِنْ كَرَامَتَهُ .. وَكُلَّ مَنْ يَرَانَا يَهَابْنَا لأِنَّنَا إِتَحَدْنَا بِهِ لَيْسَ بِاسْتِحْقَاق فِينَا وَلِذلِك يَا أحِبَّائِي العِلاَقَة الَّتِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عِلاَقَة قَوِيَة جِدّاً .. فَنَحْنُ وَرَثْنَا صِفَاته وَهيَ عِلاَقَة كُلَّهَا عَطَايَا .. وَالَّذِي يَسْأل سؤَال مَتَى تَزَوَجْنَا .. وَأيْنَ كَانَ العُرْس الحَقِيقِي ؟ كَانَ عَلَى الصَّلِيب .. كُلَّ عَرِيس يُقَدِم هِدِيَة لِعَرُوسْته لِيُعْلِنْ لَهَا صِدْقه وَاشْتِيَاقه لاقْتِرَانه بِهَا .. عُرْسِنَا كَانَ عُرْس الصَّلِيب وَكَانَتْ هِدِيِته هِيَ ذَبِيحِة نَفْسِهِ .. أحَدْ القِدِّيسِين وَهُوَ القِدِيس يَعْقُوب السُرُوجِي يَصِف لَنَا الصَّلِيب كَوَلِيمِة عُرْس .. فَالكِنِيسَة بِتَضَعْ لَنَا صُورِة الصَّلِيب فُوق لِكَيْ نِعْرَف أنَّنَا فِي وَلِيمِة عُرْس وَعَرِيسْنَا عَرِيس مَصْلُوب .. { مَنْ ذَا الَّذِي مُنْذُ تَأسِيس العَالَم أعْطَى دَمَهُ هِدِيِة عَرُوسه إِلاَّ المَصْلُوب الَّذِي خَتَمْ زَوَاجُه بِجِرَاحَاتُه } .. مَنْظَرْ صَعْب جِدّاً .. مَنْظَر لاَ يُوحِي أبَداً بِأنَّهُ عُرْس أوْ وَلِيمَة فَهُوَ مَنْظَر كُلَّه ظُلْم وَكُلُّه مُحَاكَمَة .. { فِي أي عُرْس كَسَرُوا جَسَدْ العَرِيس لِلضُيُوف بَدَل طَعَام آخَر } .. فَهُوَ أحَبَّ أنْ تَكُون وَلِيمِة عُرْسه هِيَ وَلِيمِة صَلِيبه .. { مَنْ ذَا الَّذِي رَأى جُثَّة مَوْضُوعَة وَسَطْ حَفْل عُرْس وَالعَرُوس تَحْتَضِنْهَا كَي تَتَغَذَّى بِهَا .. فِي أي عُرْس كَسَرُوا جَسَدْ العَرِيس لِلضُيُوف بَدَل الطَّعَام } .. الْمَسِيح صَنَعَ مَعَنَا هكَذَا فِي وَلِيمَتِهِ بِكَسْر جَسَدِهِ لِلضُيُوف .. { إِنَّ الزَوْجَات يَنْفَصِلْنَ عَنْ أزْوَاجِهِنَّ بِالمَوْتِ .. لكِنْ هذِهِ العَرُوس إِتَحَدِت بِزَوْجِهَا بِالمَوْت .. مَاتَ عَلَى الصَّلِيب وَلَمْ تَقْبَل عِوَضاً عَنْهُ } رَبَّ المَجْد يُحِب يَسْتَخْدِم تَشْبِيه الوَلِيمَة السَّمَائِيَّة نَحْنُ فِي وَلِيمَة كُلَّهَا أسْرَارفَلَوْ رَبِّنَا يِكْشِف لَنَا عَنْ العَظَمَة الَّتِي نَحْنُ فِيهَا لَكُنَّا نَعِيش فِي فَرْحَة لاَ يُعَبَّر عَنْهَا لأِنَّهُ بَسَطَ ذَيْلُه عَلِينَا سَتَرْنَا وَصِرْنَا نَتَرَاءَى بِبِرُّه هُوَ الْمَسِيح وَضَعَ مِيرَاث قَدَاسَتِهِ وَبِرِّهِ لِكَيْ تَتَمَتَعْ بِهِ كَنِيسَتَهُ بِلاَ نِهَايَة وَبِلاَ شَبَعْ كُلَّ بِرُّه يَا أحِبَّائِي إِسْتَوْدَعه لَنَا فِي الكِنِيسَة كَذَخِيرَة ثَمِينَة نَرِثْهَا فَلَوْ وَاحِد يِقُول أنَا حَيَاتِي كُلَّهَا فَاتِرَة وَمَمْلُوءَة هُمُوم نَقُول لَهُ أنْتَ لاَ تُدْرِك الكِنْز فَالكِنْز بِإِسْمَك وَالكِنْز مِنْ حَقَّك الْمَسِيح يَا أحِبَّائِي بِزَوَاجه مِنَّا صَارَ كُلَّ بِرُّه لَنَا فَبِرُّه لَيْسَ لِنَفْسِهِ هُوَ لَمْ يَحْتَاج إِلَى بِر بَلْ هُوَ لَنَافَالْمَسِيح عِنْدَمَا صَامَ وَعِنْدَمَا صَلَّى كَانَ مِنْ أجْل تَقْدِيس عُرُوسْته وَلِكَيْ كُلَّ مُؤمِنْ يَأخُذ قُوَّتَهُ مِنْ صَلاَته وَعِنْدَمَا يُحِب وَيِسَامِح يَأخُذ قُوَّتَهُ مِنْهُ هُوَ هُوَ الغَنِي وَاخْتَفَى لِكَيْ يُغْنِينَا فَكُلَّ إِنْسَان لاَ يُحِب يَتَعَلَّم مِنْ مَحَبَّتِهِ{ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى } فَلَوْ أدْرَكْنَا عَظَمِة وُجُودْنَا فِي الْمَسِيح يَسُوع لَصَارَت نِفُوسْنَا فَرِحَة وَلاَ يَعُود لَنَا هَمْ لأِنَّ عَرِيْسَنا هُوَ الْمَسِيح لِذلِك يَا أحِبَّائِي كُون إِنِّنَا نِغْلِب مِنْ أنْفُسَنَا وَنَنْسَى مِيرَاثْنَا فَهذِهِ حَرْب عَمِيقَة مِنْ عَدُو الخِير لكَيْ يُنْسِينَا مَنْ نَحْنُ وَلكِنْ { أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي } ( نش 6 : 3 ) رَبِّنَا يُعْطِينَا العَطَايَا السَّمَاوِيَّة لِكَيْ نَفْرَح بِهِ رَبِّنَا يُعْطِينَا مَعَهُ عِلاَقَة كُلَّهَا مَجْد رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
21 يناير 2022

عيد عرس قانا الجليل

" وفىِ اليوم الثالث كان عُرس فىِ قانا الجليل ، وكانت أُم يسوع هُناك 0 ودُعى أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس 0 ولمّا فرغت الخمر قالت أُم يسوع لهُ ليس لهُم خمر 0قال لها يسوع مالىِ ولكِ يا إمرأة0 لم تأتِ ساعتىِ بعد 0 قالت أُمّهُ للخُدّام مهما قال لكُم فافعلوهُ0 وكانت ستّة أجرانٍ من حِجارةٍ موضوعةً هُناك حسب تطهير اليهود يسعُ كُلّ واحدٍ مطرين أو ثلاثة0 قال لهُم يسوع إملأوا الأجران ماء0 فملأوها إلى فوق0 ثُمّ قال لهُم إستقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المُتّكإ 0 فقدّموا0 فلّما ذاق رئيس المُتّكإ الماء المُتحّول خمراً ولم يكُن يعلم من أين هى0 لكنّ الخُدّام الذين كانوا قد إستقوا الماء علِموا0 دعا رئيس المُتّكإ العريس0 وقال لهُ 0 كُلّ إنسانٍ إنّما يضعُ الخمر الجيّدة أولاً ومتى سكِروا فحينئذٍ الدّون0 أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن0 هذهِ بِداية الآيات فعلها يسوعُ فىِ قانا الجليل وأظهر مجدهُ فآمن بهِ تلاميذهُ " ( يو 2 : 1 – 11 ) 0 فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُلّ أوان وإلى دهر الدهور آمين 0 تحتفل الكنيسة يا أحبائىِ بعيد من أعيادها السيّديّة الصُغرى عيد " عُرس قانا الجليل " ، رُبّما يتساءل البعض لماذ مُعجزة عُرس قانا الجليل تتحّول لعيد ؟ فربنا يسوع المسيح عمل مُعجزات كثيرة ، رُبّما يكون عمل مُعجزات أكبر منها ، فإِذا كان اقام موتّى ، فإِذا كان أقام لِعازر ، فإِذا كان فتح للأعمى عينيهِ 0 أولاً أتكلّم مع حضراتكُم فىِ ثلاث نُقط :0 (1) لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد 0 (2) سخاء ربنا يسوع 0 (3) التحّول 0 أولاً : لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد :- لأنّها أول مُعجزة ربنا يسوع المسيح عملها فهى أول شىء يُعلن بِها نفسهُ أمام الناس00فقبل المُعجزة إن كان معروف فهو معروف لأخصائهُ الأقربين جداً مثل الست العدرا وتلاميذهُ لكن عِند عامة الناس لا يعرفوهُ فالست العدرا تعرف جيداً إمكانيات إبنها كون إن هى قالت ليس لهُم خمر فذلك لأنّ هى تعرف إمكانيات إبنها فطلبت المُعجزة هى أول مُعجزة يُستعلن فيها مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح ، فالكنيسة تحتفل بِها وتجعلها بداية لحياة ربنا يسوع المسيح فتوجد كلمة فىِ الإنجيل " الثالث " فلِماذا اليوم الثالث ؟ فهو اليوم الثالث بالنسبة للعِماد 0 فهو إعتمد فىِ 11 طوبة 0 فاليوم هو اليوم الثالث للعِماد ، فنجد قِراءات 12 طوبة لا تُقال قِراءات 12 طوبة لأنّهُ ثالث يوم عيد الغِطاس وتُعطىِ لنا تعاليم خاصة بالعِماد 00فمازالت الكنيسة بتحتفل بالعيد ولكن توّج إحتفالنا بالعِماد بمُعجزة00فالثالث تُشير لقوة القيامة قوة الحياة الجديدة قوة الخلاص0 العيد يحمل معانى كثيرة :- (1) إعلان إلوهيّة ربنا يسوع المسيح 0 (2) بداية كرازتةُ وخدمتةُ 0 فهو حب أن يتعرّف علينا فىِ عُرس لأنّ هو مصدر الفرح ، وبدأ خدمتهُ فىِ عُرس ، ربنا يسوع المسيح هو العريس الحقيقىِ فهو مُشتاق أن يخطُبنا لنفسهِ ويُقدّمنا لهُ كعذراء بلا عيب 0 فإن كانت هذهِ المعرفة أولّها فىِ فرح فإنطبعت صورة مُفرحة مُعزّية قوية فىِ نفوسهُم ، لأنّهُ يُشركهُم فىِ حياتهُم ، فهو صديق لهُم ومُشاركاً لهُم فىِ حياتهُم ، فهو كان مُجامل وكان عاطفىِ وشاركهُم فىِ أحزانهُم وأفراحهُم0 والعُرس كان يأخُذ مُدّة من الزمن ، فكان يأخُذ على الأقل إن كانوا ناس بُسطاء يأخُذ إسبوع 0 " وكانت أُم يسوع هُناك 00 " فالسيد المسيح أتى ليُجامل والست العدرا كانت هُناك من قبلهُ بمُدّة ، وربنا يسوع ذهب فىِ نهاية العُرس ، فالعُرس فىِ التقليد اليهودىِ كان يُمثلّ أمر لهُ فرحة كبيرة جداً ، فبعض النساء تغيّرت أسمائهُم بعد عُرسهُم فهو يُمثلّ للشخص حياة جديدة0 وفىِ بعض تقليدات فىِ التقليد اليهودىِ إن هى بداية جديدة ، وغُفران للخطايا السابقة ، لذلك كانوا يحتفلوا بهِ بمراسيم طقسيّة وبِمُشاركة أهل أهل البلد ، لذلك ربنا يسوع هو أتى ليُعلن نفسهُ العريس والبشريّة هى العروس ، والعُرس معروف عنهُ البهجة والسرور وتجمّع الأقرباء والأحبّاء ، فهو جاء ليقول أنا أتيت فىِ وسط أحبائىِ لأصنع معهُم محبة ، وهو تنازُل رب المجد للبشريّة وإفتقادِهم0 الأعياد السيديّة هى الأعياد التى تمسّ الخلاص وفيها أحداث تمسّ الخلاص ، مثل الخِتان فهو مُناسبة خلاصيّة وهو إحتكاك للخلاص0 لذلك عُرس قانا الجليل الكنيسة بتعتبرهُ مُناسبة فيها رب المجد يسوع بيفتقد الجنس البشرىِ ، نحنُ نعرف أنّ من نتائج الخطية أنّ العقوبة التى وقعت على المرأة عامةً بأنّ بالوجع تلدين وأصبح الزواج مُرتبط بالوجع وبالأنين وبنتائج الخطية ، فهو جاء يحضر العُرس ليرفع العقوبة وليُزيل العداوة القديمة ، كما فىِ آدم يموت الجميع0 وكأنّ اليوم الكنيسة بتقول لنا عيشوا مع المسيح خدمتهُ ، فهو إتولد وإتختن وتعمدّ ، واليوم الكنيسة بتقول لكُم اليوم هو أول خطوة فىِ خدمة ربنا يسوع المسيح0 وربنا يسوع عارف أنّهُ عندما تبدأ المُعجزات تبدأ الحروب والضيقات والمكائد والصليب يظهر ، فقال لها لم يأتىِ الوقت بعد ، فالكنيسة بتعتبر أنّ المسيح أعلن مجد لاهوتهُ وسُلّطانهُ فىِ حياتنا ، وإفتقد حياتنا ويُحوّل حياتنا إلى خمر حقيقىِ0 ثانياً:التحّول:- نحنُ نعرف أنّ الخمر عندما فرغ كان موقف مُحرج ، والست العدرا كانت بتشتغل معهُم ، والست العدرا شعرت بالموقف المُحرج فقالت لربنا يسوع " ليس لهُم خمر " 00ثُمّ قالت لهُم " مهما قال لكُم فإفعلوهُ " ، ليتنا عندما نقرأ الكِتاب المُقدس لا أقول إنّ هذهِ الآية ليس لىِ شأن بِها ولكن الآية تحتاج لوقفة 0 ثُمّ قال لهُم " إملأوا الأجران ماء " فهو حّول الماء إلى خمر ، إنّهُ تحّول جوهرىِ ، فالماء عناصرهُ غير عناصر الخمر ، فالماء H2o هيدروجين وأوكسجين ، والخمر فيهِ كحُولّ فهو فيهِ كربون ، فكون الماء يتحّول ويتغيّر طبيعتهُ تماماً فهى مُعجزة 00مُعجزة خلق 00مثل مُعجزة الخمس خُبزات والسمكتين 00فهى مُعجزة خلق لأنّ ربنا يسوع هو قادر أن يُغيّر 00فهو قادر أن يُغيّر البرودة والجفاف إلى حرارة ونشاط00وقادر أن يُحّول طبيعتىِ الفاسدة وحتى وإن لم توجد إمكانيات التغيير ، أُريد أن أكون شىء لهُ قيمة ولهُ طعم مثل الخمر0 فلنفرض إن أنا لا يوجد فىّ برّ فهو قادر أن يخلق فىّ برّ " قلباً نقياً إخلق فىّ يا الله " 00ربنا يسوع المسيح جاء ليُحّول النفس الضعيفة الفاسدة إلى نفس حارّة0 فربنا يسوع المسيح لا يُجيز شُرب الخمر ، ولكن الناس هى التى تُفسد إستخدامهُ ، فالناس فىِ المناطق الباردة تشربهُ للتدّفئة ، فالمادة فىِ حد ذاتها ليست شراً ولكن الإنسان هو الذى يصنع الشر ، فهو يُريد أن يقول أنّهُ قادر أن يخلق قلب جديد نقىِ0 ربنا يسوع إستخدم فىِ إنجيلهُ كلمة " خمر" عندما قالت عذراء النشيد " أدخلنىِ إلى بيت الخمر " فهو يُشير إلى الشبع الروحىِ بالله ، وفعلاً الإنسان يا أحبائىِ بيصل لدرجة أنّهُ يسكر بمحبة ربنا ويوصل لدرجة أنّهُ يرتفع عن الفِكر البشرىِ 0 ربنا جاء ليجعل بهذهِ المُناسبة إفتقاد لجمود الإنسان ، لأنّ الإنسان إبتعد عن ربنا تماماً وعاش فىِ حياة كُلّها توانىِ وكسل ، فربنا يُريد أن يُغيرّهُ0 ومن عظمة قُدرة التحّول أنّ رئيس المُتّكإ إندهش وقال لهُم من أين أتيتُم بهِ 00والأجران كانت ثقيلة جداً00فهو قد إعتقد إن الخمر كان عندهُم وأتوا بهِ فىِ الأخر ولم يعرف بالتحّول ، كأنّ ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا سأبطُل الخمر القديم وسأعطيكُم خمر جديد يُدهش عقولكُم00الخمر القديم هو الناموس والخمر الجديد هو البرّ فىِ عهد ربنا يسوع المسيح0 فيوجد فرق كبير بين الذبائح وبين النعمة التى نحنُ فيها الآن ، فنحنُ موجودين والمذبح مفتوح وبنأخُذ الجسد والدم ، نحنُ فىِ عِز الآن ، فهو يُدهش ، جميل جداً أن ندرس العهد القديم ، فتوجد أهمية لدراسة العهد القديم ، ومنها أعرف اهمية الخمر القديم وما يُشير إليهِ فىِ العهد الجديد0 فما أجمل أن أعرف أنّ الشعب عندما كانت تلدغهُ الحيّات كان موسى يُعلّق الحيّة وينظُر إليّها الإنسان فيُشفى ، فهى قوة الصليب التى تُشفىِ الإنسان من لدغة الحيّة0 موسى عبر البحر الأحمر ولكن فىِ الخمر الجديد هو المعموديّة فكما أنّهُ غرق فرعون فىِ البحر الأحمر كذلك يُسحق الشيطان فىِ المعموديّة0 ثالثاً: سخاء يسوع :- سألهُم وقال لهُم ماذا يوجد عندكُم ؟! فقالوا لهُ عندنا " ستّة أجران من حِجارة موضوعة هُناك 0حسب تطهير اليهود ، يسع كُلّ واحد مطرين أو ثلاثة " 0 فىِ الحقيقة إنّ هذا الرقم وهو " ستّة أجران " فالجُرن الواحد يسع 100 لترأو أكثر ، وكُلّهُم يعملوا 600 لتر خمر ، فلو لتر فقط فإنّهُ يشربهُ خمسة أشخاص ، فالـ 600 لتر يكفوا لعدد كثير جداً 00فما الذى يحدُث ياأحبائىِ ؟! فهو سخاء يسوع يُحّول الخمس خُبزات والسمكتين لتُقدّم فىِ وليمة مُشبعة ويتبقّى إثنىِ عشر قُفّة " الذى يمنحكُم كُل شىء بغنى للتمتُّع "0 يوجد غنى ليس فقط على المستوى المادىِ ولكن على المستوى الروحىِ ، قدّم لهُ أجرانك وسترى ماذا سيفعل ، فيقول عن مُعجزة صيد السمك " أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهُم تتخرّق " 00غنى00تعال أنت فقط قُل لهُ " إملأ الأجران خمر " 0 الخمر هو الحرارة الروحيّة ، ليس عندنا خمر 00ليس عندنا حرارة فىِ حياتنا الروحيّة ، ربنا يسوع بيقول قدّم ماءك فأحّولهُ لخمر حتى تقولوا كفانا كفانا 0 ألّم تُجرّب أنّك فتحت الإنجيل ووجدت الكلام قوى جداً ومؤثّر جداً ، فإن كان عندك أجران أكثر لكان ملأها بمُجرّد فقط أننا نُعطىِ لهُ وهو يملأ ويملأ0 ألّم تُجرّب مرّة أنّك بتصلّىِ وتشعُر إن إنت فرحان وسعيد وغير مهموم وإرتفعت للسماء وغير قادر أن تختم000فهذا هو الماء الذى تحّول إلى خمر0 الخمر سر حياة القديسين فهُم قدّموا ماء فصار خمر فسكروا 00الشيخ الروحانىِ يقول " لدرجة أنّهُم نسوا كُل شىء 00نسوا الأب والأخ والصديق وسعوا خلف الغنى بحُبهِ "0 الكنيسة بتقول لكُم تعالوا لربنا يسوع المسيح لكى يُقدّس حياتكُم ويُقدّم لكُم خمراً روحانياً ويُقدّم لنفسهُ شعباً مُبرّراً0 ربنا يسوع المسيح يتحنّن علينا وينظُر إلى مائنا ويُحّولهُ إلى خمر يُلهب قلوبنا ونفوسنا0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
16 يناير 2022

خادم المهارات

ظهرت في الآونة الأخيرة مجالات كثيرة نافعة لتوظيفها لمصلحة الخدمة، مثل مجالات القيادة والإدارة والمهارات البشرية وعلم المشورة وغيرها من المجالات المتعددة التي تساعد في الكثير من أمور الخدمة.ولئلا يظن البعض أن هذه المجالات لا تحمل نفعًا للكنيسة، ونتجه إلى محاربتها أو الاستغناء عنها، فنحن نتحدث عن كيفيه توجيهها التوجيه السليم، وجعلها أداة لمزيد من فاعلية الخدمة، ولكن لابد أن نضع أمام أعيننا دائمًا أن الخدمة هي عمل روحي قبل أن يكون عمل مهاري. وقد قصد مخلصنا الصالح أن يخلّص بقليل وبكثير، أن يغير بجهالة الكرازة ما عجز عنه فلاسفة العالم، لأنه مكتوب أنه سيبيد علم العلماء. فما يشكل خطرًا حقيقيًا أن نعتبر هذه المجالات كافية لنجاح الخدمة...وبلاشك هذه مجالات لها جاذبيتها وبريقها، ولكن يُخشى علي راغبيها أن يكتفوا ويفتخروا بها، ويجعلوا منها هدفًا وليست وسيلةً، ويتبارى أطرافها في المزيد منها، وقد يعتقد راغبها أنها سر نجاح الخدمة. ولأنها تغذّي النزعة الفردية والذاتية، ولأنها أحيانًا تقدم تعويضًا عن الثغرات الروحية، فنجد أنها جاذبة لكثيرين... ودليل على ذلك تجد إقبالًا على اللقاءات المهارية أكثر من اللقاءات الروحية، وتكالبًا على الكتب أو الكورسات التي تعلم المهارات أكثر من الكتب التي تشرح الإنجيل أو الليتورجيا.أحبائي: الخدمة عمل إلهي وليست حركة بشرية. والكنيسة هي الملكوت على الأرض وإن كانت في الأرض، وهي تحتضن المعرفة وتوظّفها وتسخّرها لصالح رسالتها.ويجب أن نعرف أن العالم كله نقطة داخل الكنيسة، وليست الكنيسة نقطة داخل العالم، فهي التي تشفع في الكون كله كمسئولة عنه بكل ما فيه من بشر وبحار وأنهار وينابيع وزروع وعشب وأهوية وبهائم وثمار وغيرها.فإن كان أيُّ علم أو معرفة أو مستحدثات، فهي تُستخدم لهدف الكنيسة الأعلى وهو انتشار الملكوت على الأرض، ومعرفة الابن الوحيد الذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها، والامتلاء من الروح القدس الذي يطهّر ويصلي ويشفع في كل أعضائها.لا نريد أن نقلّل من شأن أي علم، ونقرّ أنه نافع ولكن لقليل، وننبه لخطورة الاكتفاء به. فالكنيسة ليست مؤسسة زمنية، ولا ترتكز على العلوم البشرية، ولا تكرز ولا تخبر إلّا بفضائل مَنْ دعاها من الظلمة إلى نوره العجيب. فهي تعلن ملكوت ابن محبته، وتحدّث ببرّ عريسها، وتنادي مع حزقيال النبي: «اجتَمِعوا، وتَعالَوْا، احتَشِدوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، إلَى ذَبيحَتي الّتي أنا ذابِحُها لكُمْ» (حزقيال39: 17). لذلك علينا أن نستخدم كل علم بقيادة الروح القدس الفاعل فينا، ليوجّه كل معرفة لمجد المسيح وكنيسته... القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
28 نوفمبر 2021

دَوَافِعْ الخِدْمَة

مِنْ سِفْر أرْمِيَا النَّبِي ﴿ قَدْ أقْنَعْتَنِي يَارَبُّ فَاقْتَنَعْتُ وَألْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي لأِنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ نَادَيْتُ ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ لأِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ ( أر 20 : 7 – 9 ) الله كَلَّفْ أرْمِيَا بِإِنْذَار وَتَأدِيبَات الشَّعْب إِذَا إِسْتَمَرَ فِي شُرُورِهِ وَأنَّهُ سَيَسْمَح لَهُمْ بِالسَبْي وَالعُبُودِيَّة وَأنَّ الهِيكَل سَتَزُول مِنْهُ الذَّبَائِح وَالتَّقْدُمَات وَبَدَأَ أرْمِيَا النَّبِي يَتَكَلَّمْ لكِنُّه كَمَا قَالَ * صِرْتُ لِلهِزْءِ وَالسُّخْرَة وَالعَار كُل النَّهَار * أي لاَ إِسْتِجَابَة فَقَالَ ﴿ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ ﴾ نَعَمْ لأِنَّهُ لاَ فَائِدَة مِنْ الشَّعْب لِذلِك سَأصْمُت لكِنْ لَمْ أسْتَطِع لِمَاذَا يَا أرْمِيَا ؟ لأِنَّ إِسْم الله كَالنَّار فِي قَلْبِي مَحْصُورَه فِي عِظَامِي مِنْ خِلاَل مَا نَرَاه فِي أرْمِيَا النَّبِي نَجِد أنَّ دَوَافِعْ الخِدْمَة عِنْدُه كَانَتْ دَوَافِعْ مَحَبَّة كَبِيرَة لله وَأنَّهُ يُوْجَدٌ عِنْدُه مَسْئُولِيَّة وَغِيرَة وَأنَّ إِسْم الله دَاخِلُه مَحْصُور فِي قَلْبُه وَعِظَامُه لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ أرْبَعِة كَلِمَات مُهِمَّة لاَبُدْ أنْ يَخْتَبِرْهَا الخَادِم لِيَعْرِف هَلْ خِدْمِتُه تَسِير فِي الطَّرِيق الصَّحِيح أم لاَ :- 1- مَحَبِّتُه لله أمِينَة:- الَّذِي تَذَوَّق مَحَبِّة الله بِأمَانَة لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَكْتَفِي بِهِ وَحْدُه الَّذِي تَذَّوَق صَلاَح الله وَغُفْرَانُه لَنْ يَكْتَفِي بِهَا لِنَفْسُه بَلْ تِلْقَائِي يَخْدِم لِذلِك مِنْ أجْمَل تَعْرِيفَات الخَادِم أنَّهُ تَائِب يَقُودٌ تَائِبِينْ .. كُلَّمَا كَانَ الخَادِم أمِين فِي تُوبْتُه وَمُتَجَدِّد كُلَّمَا إِسْتَطَاعَ أنْ يَقُودٌ مَخْدُومِيه لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون مُخْتَبِر مَحَبِّة الله وَيَشْعُر أنَّ الله يَحْمِلُه وَيُعْطِيه الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة وَيَحْتَوِيه وَيُخَلِّصُه إِخْتِبَار مَحَبِّة الله عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي مُهِمْ جِدّاً وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي ﴾ ( غل 2 : 20 ) بِدُون هذَا الإِخْتِبَار خِدْمِتِي خِدْمَة شَكْلِيَّة غِير فَاعِلَة لأِنَّهَا لَيْسَتْ نَابِعَة عَنْ حُبْ وَاخْتِبَار وَتُوبَة وَبِذلِك تَكُون خِدْمَة عَقْلِيَّة قَدْ يَكُون الخَادِم قَدِير فِي كَلِمَاتُه لكِنُّه غِير مُؤثِّر بَيْنَمَا الخَادِم المُخْتَبِر مَحَبِّة الله قَادِر أنْ يَنْقِل الكَلاَم وَيِعَيِّشُه لِلمَخْدُوم لأِنَّهُ إِخْتَبَر الأمر وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنِي * يَسْتَطِيع أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنَا * الإِحْتِمَال إِنْتَقَل مِنْ إِخْتِبَارِي الشَّخْصِي أنَا إِلَى إِخْتِبَار المَخْدُومِين وَبِذلِك يَسْتَطِيع الخَادِم أنْ يِوَصَّل صُورِة الله المَحْبُوب الغَالِي لِلمَخْدُوم وَيِعَرَّفُه أنَّهُ مَوْضِع سَعْي الله وَلَذِّتُه حَتَّى وَإِنْ كَانْ شَخْص مُتْعِب مَفْقُود خِدْمِة الحُبْ مُهِمَّة إِخْتِبِر مَحَبِّة الله هُنَاك كَلِمَة وَإِنْ كَانَتْ كَلِمَة مُسْتَهْلَكَة لكِنَّهَا إِخْتِبَار مُهِمْ جِدّاً عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَهيَ * إِنَّنَا نُحِبْ الله * الحُبْ يَنْمُو بِالعَطَايَا وَالعَوَاطِف وَاللِقَاء النَّاس تَنْمُو بَيْنَهَا المَحَبَّة بِاللِقَاءَات المُسْتَمِرَّة بَيْنَهُمْ وَعِنْدَمَا يَتَذَوَقُوا الإِخْتِبَار الشَّخْصِي لِبَعْضِهِمْ يَزْدَاد الحُبْ بَيْنَهُمْ هكَذَا اللِقَاءَات الدَّائِمَة مَعَ الله تُنَمِّي المَحَبَّة فِي القَلْب وَمَا أرْوَع تَشْبِيهَات القِدِيس يُوحَنَّا الدَّرَجِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لِيُقَبِّلَك ضَمِيرِي كَمَا قَبَّل يَعْقُوب حَبِيبُه يُوسِف ﴾ تَخَيَّل لِقَاء أبِينَا يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف بَعْد أنْ كَانَ يَعْرِف أنَّهُ مَات ثُمَّ عَرَفْ أنَّهُ حَي يَقُول الكِتَاب ﴿ بَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً ﴾( تك 46 : 29 ) تَخَيَّل أنَّ لِقَاءَك بَالله عَلَى مُسْتَوَى لِقَاء يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف !! لِقَاء حُبْ عَمِيق جِدّاً صَلِّي كَثِيراً وَتَعَانَق مَعَ يَسُوع فِي صَلَوَاتَك سَتَجِد أنَّكَ قَدْ صِرْت مُتَأنِّي وَمُحِبْ وَلأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَأخُذ مِنْ مَحَبِّة الله وَتَشْبَع سَتَكُون خِدْمِتَك مُذَبْذَبَة لأِنَّ العَوَاطِف البَشَرِيَّة مُذَبْذَبَة وَتُحِبْ الإِسْتِهْلاَك وَلَهَا عَوَائِق لكِنْ مَحَبِّة الله مَحَبَّة بَاذِلَة ثَابِتَة . 2- يَمْتَلِئ بِمَحَبِّة الله:- المُرْوَى يُرْوِي إِنْ عِشْت مَعَهُ يَصْعَد كَلاَمُه مِنْ قَلْبَك إِلَى فَمَك ﴿ مِنْ فَضْلَةِ القَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ ﴾ ( مت 12 : 34 ) سَتَجِد أنَّ كَلاَمَك وَفِكْرَك هُوَ كَلاَم وَفِكْر الْمَسِيح عِشْ خِدْمِة التَّشَبُّع بِالْمَسِيح تَجِد أنَّ كُل مَا فِيك مِنْهُ تَجْلِس مَعَهُ كَثِيراً فَتَأخُذ مِنْهُ كَثِيراً وَتَتَلَذَّذ كَثِيراً وَتُرِيدْ أنْ تُعْطِي مَنْ حَوْلَك مِمَّا تَذَوَقْتَهُ السَّامِرِيَّة تَحَوَّلَتْ مِنْ خَاطِئَة إِلَى تَائِبَة إِلَى كَارِزَة التُوبَة وَالكِرَازَة خَطْوَة وَاحِدَة تِتُوب وَتِكْرِز قَالَتْ تَعَالُوا لأِكَلِّمَكُمْ لاَ عَنْ نَفْسِي بَلْ عَنْهُ عَنْ خَطِيِتِي وَغُفْرَانُه عَنْ قُبْحِي وَحَلاَوْتُه السَّامِرِيَّة كَانَتْ تَعْرِف سِتَّة رِجَال كَمَا قَالَ الكِتَاب وَرَقَمْ " 6 " هُوَ رَقَمْ يُشِير لِلنَقْص مَنْ الَّذِي دَخَل رَقَمْ " 7 " ؟ الْمَسِيح يَسُوع تَوِّبْهَا وَمَلأهَا فَلَمْ تَنْظُر لآِخَر ﴿ مَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَتْ كُل رَغَبَاتُه ﴾ بَعْد أنْ شَبَعِت كَرَزِت لِذلِك خِدْمِتْنَا هِيَ دَعْوَة لأِوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا فِي ثِقَة أنَّ الله سَيَقْبَل كَمَا نَتُوب نَحْنُ وَهُوَ يَقْبَل نَحْنُ لَسْنَا أصْحَاب فَضْل وَكُلَّمَا نَتُوب كُلَّمَا إِسْتَطَعْنَا أنْ نَدْعُو أوْلاَدْنَا أنْ لاَ يَسْتَثْقِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَيْهِ لأِنَّهُ فَعَلَ مَعَنَا وَعَمَلُه وَاضِح فِي حَيَاتْنَا الخَادِم لَهُ إِخْتِبَارُه وَلَهُ حَيَاتُه لِذلِك عِنْدَمَا يَعْرِف الخَادِم الْمَسِيح يَجِبْ أنْ يَتَزَايِد فِي مَعْرِفَتُه فَيَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل أكْثَر وَمَعَ التَّسْبِيح أكْثَر وَ عَلاَمِة الخِدْمَة الصَّحِيحَة هِيَ أنْ تُحِبْ الجُلُوس مَعَ الْمَسِيح أكْثَر هذَا يُعْلِنْ أنَّ خِدْمِتَك لَيْسَت ذَاتِيَّة وَنُعْلِنْ أنَّنَا عَرَفْنَا الْمَسِيح وَالمَخْدُوم يُعْلِنْ أنَّهُ عَرَفْ الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفَك وَأنْتَ تَقِلْ وَالْمَسِيح يَزْدَاد عِنْدَ المَخْدُوم إِمْتَلِئ وَغَمْر يُنَادِي غَمْر الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِكْتِفَاء وَكَمَا يَقُول الأبَاء﴿ يَسْتَقْطِبْهُمْ بِالكَمَال وَلاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه ﴾ أي الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِنْتِهَاء تَخْرُج مِنْ قُدَّاس وَأنْتَ مُنْتَظِر قُدَّاس اليُوْم التَّالِي تَخْرُج مِنْ إِصْحَاح فِي الإِنْجِيل مُشْتَاق لِلإِصْحَاح التَّالِي تِنْهِي وَقْفِة الصَّلاَة وَإِنْتَ مُشْتَاق لِوَقْفِه صَلاَة أُخْرَى وَإِنْتَ دَاخِلَك تَتَمَنَّى ألاَّ تَنْتَهِي هذِهِ الوَقْفَة المُشْبِعَة فِي حُضُور الله لأِنَّ الحَيَاة تُعْطِي جِدَّة وَكُل يُوْم فِي العِلاَقَة الحَيَّة يُوْجَد تَجْدِيد . 3- غِيرْتُه عَلَى خِدْمِة الله:- الخَادِم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَهُ غِيرَة عَلَى كُل عُضْو﴿ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوع ﴾ ( كو 1 : 28 )﴿ مَنْ يَعْثُرُ وَأنَا لاَ ألْتَهِبُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) تَشْتَاق أنْ تُعَرِّف كُل شَخْص عَلَى الْمَسِيح وَتَحْزَن إِنْ غِيرَك لَمْ يَعْرِفُه بَعْد حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مَسِيحِي سَتَجِد نَفْسَك تَرْفَع قَلْبَك لله لِكَيْ يِعْرَّفُه طَرِيقُه وَكَمَا قَالَ أرْمِيَا ﴿ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ نَار وَغِيرَه دَاخِلُه المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانَ يَنْظُر لِلخِدْمَة فَيَعْرِف مَنْ مِنْ المَخْدُومِين لَمْ يَأتِي فَيَذْهَب لِيُحْضِرُه قَلْبُه مُلْتَهِب يَقُول فِي نَفْسُه خِسَارَة أنْ لاَ يَعْرِف أحَدٌ الله خِسَارَة إِنْ فُلاَن لَمْ يَأتِي اليُوْم لِيَتَعَرَّف عَلَى الْمَسِيح أكْثَر فَيُحِبُّه أكْثَر فَيِتْعَب وَيِبْذِل مِنْ أجْل أنَّ الكُلَّ يَعْرِفُه تَعَبْ الخِدْمَة يُعْلِن مِقْدَار المَحَبَّة لله يُقَال عَنْ أبِينَا يَعْقُوب أنَّ السِّنِين الَّتِي عَمَلَ فِيهَا مِنْ أجْل رَاحِيل ﴿ وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ﴾ ( تك 29 : 20 )غِيرَه القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ قَالَ ﴿ إِنْ كُنْت تَقُول لِي أنَّكَ مَسِيحِي وَلاَ تَشْعُر أنَّ لَكَ إِلْتِزَام أنْ تَخْدِم أرَى أنَّكَ كَمِثْل مَنْ يَقُول أنَّ الشَّمْس لاَ تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة إِذاً لَيْسَت شَمْس تَقُول لِي إِنَّهَا خَمِيرَة وَلاَ تُخَمِّر إِذاً لَيْسَت خَمِيرَة كَأنَّكَ تَقُول لِي عِطْر وَلاَ يُعْطِي رَائِحَة إِذاً لَيْسَ عِطْراً ﴾ هذَا هُوَ الْمَسِيحِي هُوَ شَمْس تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة هُوَ خَمِيرَة تُخَمِّر هُوَ عِطْر يُعْطِي رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة لَمْ أسْتَطِع الإِمْسَاك لِذلِك الخَادِم يَفْتَقِد وَيَسْأل وَيَعْرِف هذَا وَذلِك وَعِنْدُه غِيرَه ﴿ هَلاَك وَاحِدٌ كَهَلاَك مَدِينَة ﴾ نَعَمْ هذَا هُوَ الخَادِم وَالمَخْدُوم لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً أنْ تَشْعُر أنَّهُ لاَ يُوْجَد شِئ يُحَرِّكَك لِلخِدْمَة لأِنَّ هذَا مَعْنَاه أنَّكَ لَمْ تَذُق وَلَمْ تَخْتَبِر مَحَبِّة الله وَلَمْ تَشْعُر أنَّهُ إِلْتِزَام القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ يَقُول ﴿ حِينَمَا أرْعَى شَعْبِي أشْعُر أنَّ إِبْرُوشِيَتِي هِيَ عَالَمِي وَلكِنْ عِنْدَمَا أتَحَلَّى بِرُوح الكِرَازَة أشْعُر أنَّ العَالَم هُوَ إِبْرُوشِيَتِي ﴾ فَرْق كَبِير بَيْنَ الإِبْرُوشِيَّة هِيَ عَالَمَك وَالعَالَمْ هُوَ إِبْرُوشِيِتَك كَمَا إِسْتَلَمَ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس إِبْرُوشِيِتُه وَبِهَا سَبْعَة عَشَر أُسْرَة مَسِيحِيَّة وَتَنَيَّح وَبِهَا سَبْعَة عَشْر أُسْرَة غِير مَسِيحِيَّة غِيرَه ﴿ مَنْ يَضْعُفُ وَأنَا لاَ أضْعُفُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) . جَمِيل فِي الطَقْس أنَّهُ عِنْدَ صَرْف الذَّبِيحَة أنَّهَا لاَ تُصْرَف قَبْل أنْ يَجْمَع الأب الكَاهِن الجَوَاهِر الَّتِي تُمَثِّل النِّفُوس البَعِيدَة الأعْضَاء الَّتِي تَاهَت مِنْ الجَسَد وَيَطْلُب مِنْ الشَّمَاس أنْ يَفْحَص مَعَهُ وَكَأنَّهُ لاَ يَعْتَمِد عَلَى نَفْسُه فَيَطْلُب المُسَاعَدَة وَلاَ يَهْدأ حَتَّى يَجْمَع كُل الجَوَاهِر لِلجَسَد الوَاحِدٌ لِذلِك لَيْتَكَ تَشْعُر يَا خَادِم الله أنَّ كُل مَخْدُوم جَوْهَرَة تَائِهَة فَلاَ تَهْدأ حَتَّى تَشْعُر أنَّ الجَسَد كُلُّه تَجَمَّع مَعاً . 4- مُطِيع لِلإِنْجِيل:- كَمْ مَرَّة قَالَ إِذْهَبُوا إِكْرِزُوا نَادُوا بَشَّر ؟ الكِتَاب مُمْتَلِئ بِهذِهِ الكَلِمَات ﴿ هَأنَذَا أرْسِلْنِي ﴾ ( أش 6 : 8 ) إِذاً هِيَ طَاعَة وَأمر إِنْجِيلِي فَلاَ تَشْعُر أنَّكَ مُتَفَضِّل أنَّكَ تَخْدِم بَلْ هِيَ طَاعَة لأِمر أنْتَ جُنْدِي فِي جِيش الْمَسِيح وَعَلَيْكَ أنْ تُطِيع ﴿ يَنْبَغِي أنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) تَخْدِم فِي كُل الحَالاَت وَكُل الأوْقَات وَفِي كُل الأوْسَاط المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل كَانَت فِي الفَجْر أي أنَّ يَسُوع كَانَ يَخْدِم فِي اللِيل مَعَ السَّامِرِيَّة كَانَتْ خِدْمِتُه السَّاعَة الثَّانِيَة عَشْر ظُهْراً عَلَى الجَبَل فِي البَحْر فِي المَجْمَع أثْنَاء المَسِير قَالَ أسْرَار حَتَّى فِي لَحَظَات الإِسْتِرْخَاء يُقَال عِلْمِياً أنَّ المَعْلُومَة لاَ تَثْبُت إِلاَّ وَالنَّاس مُهَيَّأة بَعْد الفِصْح إِتَّكأ أي إِسْتَرْخَى وَأعْطَاهُمْ السِّر ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ ( مت 26 : 26 ) أهَمْ المَعْلُومَات أعْطَاهَا حَتَّى فِي وَقْت الإِسْتِرْخَاء حَتَّى عَلَى الصَّلِيب كَانَ يَخْدِم وَيَطْلُب مِنْ أجْل صَالِبِيه وَكَرَز لِلِّص اليَمِين وَيَفْتَح لَهُ بَاب الفِرْدُوس الخِدْمَة طَاعَة أنْ تُطِيع أمر الْمَسِيح وَتَسْلُك بِحَسَبْ أمْرُه وَالخِدْمَة وَاجِبْ رَاجِع نَفْسَك فِي هذِهِ الدَّوَافِع حَتَّى لاَ تَكُون قَدْ دَخَلْت الخِدْمَة مِنْ أجْل شَخْص أوْ أصْحَاب أوْ تَكُون قَدْ دَخَلْت فِي مَاكِينِة الخِدْمَة وَهُنَاك دَوَافِع أُخْرَى كَثِيرَة لِلخِدْمَة وَبِحَسَبْ مِقْدَار مَحَبِّتَك لله وَامْتِلاَءَك وَغِيرْتَك وَطَاعْتَك تَعْرِف نَجَاح خِدْمِتَك وَأي خَلَلْ فِي هذَا المِيزَان يُعْلِنْ أنَّ الخِدْمَة بِهَا أخْطَاء مُجَرَّدٌ أنْ تَمِل مِنْ الخِدْمَة أوْ تَشْكُو مِنْ الأوْلاَدٌ أوْ الوَقْت أوْحَتَّى لَوْ لَمْ تَأتِي إِلَى الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ تُتَابِع مِنْ الخَارِج خِدْمِتَك تَابِع تُوبِة أوْلاَدَك وَاعْتِرَافْهُمْ وَتَنَاوُلَهُمْ وَأسَاسِيَات الحَيَاة مَعَ الله لَوْ لَمْ تَعِشْهَا لَنْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْدِم وَلاَ تَكُون الخِدْمَة عِلاَقَة شَخْصِيَّة فَقَطْ بَلْ أسَاسِيَات الحَيَاة الرُّوحِيَّة حَتَّى تُحْضِرَهُمْ لِلْمَسِيح حَتَّى وَلَوْ بِالصَّلاَة بِرِحْلَة بِقُدَّاس الإِنْسَان الَّذِي عِنْدُه الغِيرَه الغِيرَه تِغْلِب الصِّعَاب رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
21 نوفمبر 2021

علاقات داخل الخدمة

من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس ﴿ لا تزجر شيخاً بل عظه كأبٍ والأحداث كإخوةٍ والعجائز كأمهاتٍ والحدثات كأخواتٍ بكل طهارةٍ أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولاً أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة لأن هذا صالح ومقبول أمام الله ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية فأوصِ بهذا لكي يكن بلا لومٍ وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن لتُكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة إمرأة رجلٍ واحدٍ مشهوداً لها في أعمالٍ صالحةٍ إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عملٍ صالحٍ أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول ومع ذلك أيضاً يتعلمن أن يكن بطالاتٍ يطفن في البيوت ولسن بطالات فقط بل مهذارات أيضاً وفضوليات يتكلمن بما لا يجب فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم فإن بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة أرامل أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم لأن الكتاب يقول لا تكم ثوراً دارساً والفاعل مستحق أجرته لا تقبل شكاية على شيخٍ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهودٍ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرضٍ ولا تعمل شيئاً بمحاباةٍ لا تضع يداً على أحدٍ بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين إحفظ نفسك طاهراً ﴾ ( 1تي 5 : 1 – 22 ) نعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعنا آمين يتحدث القديس بولس الرسول عن علاقتنا مع البعض كشكل وجوهر وسنتحدث في ثلاث نقاط :- 1- الكنيسة جماعة المؤمنين :- نحن نمثل جسم ربنا يسوع المسيح فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه فكل شخص يمثل خلية في جسم ربنا يسوع المسيح فنحن أعضاء جسم واحد ومن ضمن ألقاب الكنيسة أنها * كنيسة واحدة * فنحن نشترك في وحدة واحدة ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) فنحن نمثل جسم حقيقي لربنا يسوع فالله هو الرأس والمدبر للجسم ولهذا فنحن مترابطين وأيضاً أبونا الكاهن في القداس يختار حمل واحد وأيضاً في التناول يرى أبونا الكاهن هل هناك أي جوهرة في الصينية إن جسد ربنا يسوع يتناوله المؤمنين ولذلك فكلنا خبزة واحدة في جسم واحد وكلنا توحدنا بالمسيح فكل عضو له كرامة ومحبة وأهمية وكيان فنحن نعمل مع بعض في تكامل ولسنا ضد بعض أو هناك تخاصم أو تعارض وكما يقول ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) فنحن مثل القيثارة فلا توجد قيثارة إلا إذا اختلفت النغمات . وليس شرط أن يكون كل شخص مثل الآخر بل لابد أن نعمل في إتفاق ووحدة وتنسيق ولا يجب أن يقلل أحد من دور الآخر بل كل شخص مهم وأيضاً مهم للآخر وهنا نذكر موقف هام في حياة داود فعندما تمرد أبشالوم على أبيه داود وأصبح أبشالوم صاحب مملكة كان يوجد رجل حكيم يُدعى حوشاي الأركي هذا الرجل أحب أن يكون مع داود ولكن داود طلب منه أن يظل مع إبنه أبشالوم ويبلغه أخبار إبنه وكيف يفكر وعندما عرف حوشاي الأركي أن أبشالوم سوف يهجم على داود أرسل جارية إلى الكاهن ليبلغ داود وبالفعل قام الكاهن وأرسل إبنه وهو شاب إلى داود وهذا الشاب عندما دخل المدينة رآهم بعض الناس من عند أبشالوم فاختبأ هذا الشاب عند سيدة حتى ذهب الذين يبحثون عنه واستطاع أن يذهب إلى داود ويخبره وهنا نجد أن الذي إشترك في العمل هم :- 1- حوشاي الأركي 2- جارية 3- الكاهن 4- إبن الكاهن 5- سيدة 6- داود وهذه هي سلسلة الكنيسة فرئيس الشعب هو داود وحوشاي هو المشير والكاهن هو الكاهن والشاب ( إبن الكاهن ) يمثل كل من يحضر إلى الكنيسة والسيدة هي فئة الأرامل والجارية هي كل من يقوم بأعمال بسيطة جداً فالجارية قامت بدور بسيط ولكنه مهم فجميعهم حلقة واحدة فليس دورنا في الكنيسة أن نرى الأعظم أو أن نلغي أدوار بعضنا ولكن إعمل شئ صغير جداً وكن أميناً فيه فكل شخص له دور وكرامة ودالة ويُحكى أنه كان يوجد مجلس شيوخ وكانوا يتحدثون عن الأنبا أنطونيوس هل هو أخذ درجة كهنوتية أم مازال راهب ؟ وكان يوجد شخص صامت بينهم فسألوه فقال لهم * أنا لا أعلم رتبته ولكني أعلم أنه كان عاملاً بدرجته * فالمهم أن ينفذ كل إنسان دوره بطريقة صحيحة وكل شخص عليه مسئولية في الكنيسة ودور فلا تتهاون في دورك وتعتبره غير مهم ولا تطلب دور غيرك ولا تتصارع مع أحد بل كن عضو إيجابي واشترك في كل نشاط ولا تكن سلبي ولا تنقد واسعى للبنيان لا للهدم والذي لا يقوم بدوره يكون عبء وإذا لم يشعر الخادم بمسئوليته في العمل الذي يقوم به حتى إذا كان عمل بسيط فيصبح غير أمين في الكنيسة ولا ينمي الروح الواحدة ولا ينمي روح المحبة وكما قال القديس بولس الرسول﴿ أُكمل نقائص شدائد المسيح ﴾ ( كو 1 : 24 ) ويقول القديس غريغوريوس تشبيه هام في العهد القديم ويربطه بالعهد الجديد وهو إذا توفى زوج سيدة فتتزوج من الأقرب لها حتى يقيم منها نسل وإذا رفض يحدث أمران هما :- أ- يخلع نعله . ب- تبصق هذه السيدة على وجهه لأنه تركها للأبعد لها وكان هو أولى بها . فيقول القديس أن السيدة هي الكنيسة وزوجها هو يسوع وربنا يسوع تركها على الأرض وارتفع إلى السماء ولم يكتمل نسلها ومن المفروض أن أقرب شخص لها يقترن بها لينجب أولاد لها ( أي المؤمنين ) والذي يرفض الإقتران بها يجد ملامة من الكنيسة فيسوع هو أخونا البكر والكنيسة عروسته ونسلها لم يكتمل وربنا يسوع يريد أن يضم أعضاء جدد للكنيسة فإذا أهملنا هذا الدور نجد أن جسم المسيح لم يُكتمل وذلك لأننا رفضنا الإقتران به فالكنيسة تنتظر جهدك ويدك حتى تكمل أعضاؤها ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون ﴾ ( أع 2 : 47 ) . 2- الخادم والمخدوم :- علاقة الخادم بالمخدوم هي قصة حب وغيرة وأمانة فأصعب شئ أن تتحول الخدمة إلى عمل بلا هدف أو عمل بلا مسيح أو بلا رؤية إن مؤشر أي عمل من أجل المسيح ومن أجل مجده هو مقدار الصلاة من أجل هذا العمل على الخادم أن يصلي حتى يكون ربنا يسوع في وسط العمل ويكون الله هو الذي يقوده وينميه وإلا سوف يحدث إنحراف نفسي عند الخادم أي أنه سوف يختار الولد المؤدب أو اللطيف أو الذي عنده إستعدادات ويرفض الآخر وهذا كله لعدم وجود المسيح وعدم وجود رؤية واضحة فعلى الخادم أن يتعامل مع الكل ويعتبر كل مخدوم أمانة وعلى الخادم أن يحرك قلب المخدوم وأن يوصل له صورة المسيح ويجذبه للخلاص حتى يتغير هذا المخدوم ولهذا لابد أن تكون علاقة الخادم بالمخدوم قوية جداً وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ فقد يحدث إنحراف عاطفي وتغيب الناحية الروحية ولذلك فإن الناحية العاطفية التي تربط بين الخادم والمخدوم لابد أن تُوجه بطريقة روحية فالذي يربط بين الخادم والمخدوم هو المسيح فإذا كان يوجد محبة أو غيرة أو دالة كل هذا بالمسيح وفي المسيح وكما ذكر القديس بولس الرسول ﴿ لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً ﴾ ( 1كو 2 : 2 )فالمسيح أمام عينيَّ بولس الرسول في كل خدمة وفي كل أمر ولهذا يقول أيضاً ﴿ فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون قلبنا متسع ﴾( 2كو 6 : 11) .. وأيضاً ﴿ صرت للكل كل شيءٍ لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 22 )فمن الصعب أن تتحول أعمال الخدمة إلى أعمال إجتماعية أو تتحول إلى أمور عاطفية لأن الأمور العاطفية يحدث فيها تغيير وخداع أما الأمور الروحية فثابتة ودائمة فالمخدوم يتغير ولكن الخادم لا يتغير فعلاقة الخادم بالمخدوم لابد أن يكون فيها وعي روحي كبير من الخادم وخاصةً عند الخادمات وذلك لأن البنات تتعلق بالخادمة في المسيح ولكن جزء كبير من هذا التعلق عاطفي نفسي ولكن كيف تحول الخادمة هذه العاطفة النفسانية للبنيان وهنا نذكر أن دور الخادم بالمخدوم يتلخص في أكثر من نقطة وهم :- الصلاة من أجلهم :- يقول أحد الآباء ﴿ ليتنا نتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما نكلم المخدومين عن يسوع ﴾ فإذا كانت الصلاة من أجل المخدومين ضعيفة فلا توجد خدمة روحية وتصبح الخدمة مثل النادي الإجتماعي وقد تصبح الخدمة معتمدة على الشلة ( الصُحبة ) . السهر على خلاص نفسك :- لابد أن يكون عند الخادم يقظة روحية ويكون دائم النمو من أجل نفسه ومن أجل الآخرين فحتى تخلص نفسك والآخرين لابد أن تكون ممتلئ حتى تعطي فلابد أن تكون هناك فترات خلوة خاصة بالخادم واجتماع خاص به وعشية خاصة به فمن أصعب الأمور أن العشيات والإجتماعات تخلو من فئة الخدام وذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فوق التعليم فلابد أن يشعر الخادم أنه تلميذ ويتعلم ورؤية المخدومين للخادم كتلميذ أكثر فائدة لهم من رؤية الخادم مُعلم . الإرتقاء بأفكار الأولاد :- على الخادم أن يرتقي برغبات المخدومين فإذا لم يكن هناك ضوابط في المجتمع يحدث جموح وتحكم أدنى فئة أو مستوى فإذا تركنا هوى المخدومين يسيطر على الأمور فسنجد أننا لا نسير حسب الإنجيل فعلى الخادم أن يوفر النشاط للمخدومين ولكن لابد من وجود هدف روحي واضح . متابعة حياتهم الروحية :- على الخادم أن يعرف هل الأولاد مواظبة على التناول والإعتراف ؟ وأيضاً هل عند المخدومين وعي إيماني وعقيدي ؟ فإذا كان هناك مخدوم يحب القراءة على الخادم أن يشجعه ويعطي له كتاب يحببه أكثر في القراءة وأيضاً على الخادم أن يحفظ الترانيم أو التسبحة أو يحكي قصة كل هذا مع اللعب ولابد أن نذكر أن العمل الفردي مهم مثل العمل الجماعي فعندما يذهب الخادم للإفتقاد لابد أن يذكر إسم ربنا يسوع ويكون الحديث في الإفتقاد عن ربنا يسوع وليس عن مشاكل العالم وعلى الخادم أن يراعي في الإفتقاد أن يقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس ويقول كلمة صغيرة ويعطي للمخدوم صورة أو كتاب ثم يصلي . أن يكون دائم الإرشاد للمخدوم :- وأن يعي سن المخدوم فالخادم يصنع جيل فلا يستهين بدوره لأن من الممكن أن يسمع مخدوم لحن فيحب الألحان ونشكر الله أن الأولاد تحب الخدمة والله يعطي نعمة للخدام فلابد أن نكون أمناء ونرتقي بالمخدومين حتى نربح كثيرين لربنا يسوع واحذر التعلق العاطفي أو التمييز وأن تهتم بفئة معينة من المخدومين وهذا يظهر في الإفتقاد فأحياناً يذهب الخادم إلى المخدوم المواظب على الكنيسة ولكن على الخادم أن يفتقد الناس المجهولة التي لا يذكرها أحد فهم في احتياج إلى الإفتقاد وكما يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ﴾( مت 9 : 12) .. والخادم الذي قلبه غيور سيُعرفه الله على الناس التي تحتاج للإفتقاد فالخادم الأمين كثير العمل قليل الكلام . 3- علاقة الكاهن والأمين والخادم :- الكاهن : الكاهن له كرامة والكاهن عمله مدبر وهو أخذ مسئولية من الله وهذه المسئولية ليست للسلطة أو للتميز أو النهي ولكن هذا عمل تدبيري فالكاهن ينكسر أمام الله وينسحق من أجل شعبه وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾فكلمة * سادتي * أي * المخدومين * والكهنوت ليس مركز فالكاهن شفيع أمام الله ولكن بعض من الناس تشعر أن أبونا الكاهن لها وحدها فإذا قصَّر في شئ تصب عليه إتهامات كثيرة ولكن لابد أن نعرف أن الكاهن مسئول عن أشخاص كثيرة جداً وهو أيضاً وكيل للأسرار وهناك بعض من الناس تحتاج إلى إهتمام أبونا الكاهن أكثر من أناس أخرى والكاهن لا يطلب الكرامة من أحد وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ قيل عن الرعاة أن الكرامة ثِقَل عليهم والإهانة مكسب لهم ﴾ وأيضاً يقول القديس مارأفرآم ﴿ إعطي الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لأسرار الله ولا تتأمل في أعماله لأنه من حيث أعماله هو إنسان ومن حيث درجته هو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس ﴾ فعند رسامة الكاهن يفتح فمه ورئيس الكهنة ينفخ في فمه وبذلك يأخذ نفخة الروح فهذه النفخة التي أعطاها ربنا يسوع للرسل هي نفس النفخة التي يأخذها الكاهن ولذلك فهي تظل فاعلة في الكاهن ثم يقول الكاهن ﴿ فتحت فمي فاجتذبت لي روحاً ﴾ فالكهنوت وعاء للروح . الأمين يدبر وينظم وينسق ويرتب فكلمة * أمين * تأتي من الأمانة وعلى الأمين أن يتابع ويوزع الأدوار ويشجع ويوجه ويعرف الطاقات ويوظفها ولا ينحاز لأحد ويجعل الخدمة ترتقي روحياً ويتابع الخدام شخص شخص أي متابعة فردية لا بروح السلطة بل بروح المحبة وعلى الأمين أن يوفر للخدام كتب تفيدهم في التحضير ويعمل خلوات وأيام روحية للخدام ويكون هناك قداس للخدام والأمين هو حلقة الوصل مع أبونا الكاهن وعلى الكاهن أن لا يلغي الخدام وكذلك على الخدام أن لا يلغوا الأمين فلابد أن يعمل الجميع في حلقة واحدة وعلينا أن لا نتخطى بعض ولكن الخادم يعرض أفكاره على الأمين والأمين بدوره يعرض هذه الأفكار على أبونا الكاهن ويسمع توجيهات الكاهن ثم يعرضها الأمين على الخدام ويقنعهم بها حتى يصل إلى أفضل وضع يبني الخدمة حتى يكون الجميع رعية واحدة لراعي واحد . الخادم : الخادم يفكر ويصلي ويبحث في الكتب ويطور من وسائل الإيضاح ويعرض موضوع معين من خلال ندوة وله دور في التنفيذ فالخادم لا يعمل بمعزل عن الآخرين ولكن الجميع لهم فكر وقلب واحد مثل بولس الرسول عندما ذهب للمعتبرين أعمدة أي بطرس ويوحنا وباقي الرسل حتى يعرض فكره وإنجيله وقال ﴿ لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ﴾ ( غل 2 : 2 ) فعلى الخادم أن يقبل التوجيهات من الأمين ومن الكاهن ويتكلم بحب واتضاع ويعرض مشاكله ولا يكون فيه روح تمرد وكما ذكر الكتاب المقدس ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾( أم 12 : 15) وأيضاً قد يصبح للخادم أشخاص معينة ويبعد عن الأمين والكاهن وتتحول الخدمة إلى عمل إجتماعي لأن من صفات العمل الروحي وجود الروح الواحدة وعلى الخادم أن يواظب على إجتماع الخدام وممكن ينزل إفتقاد مع خادم آخر لأسرة غير أسرته وإذا كان هناك إجتماع صلاة يحضره ﴿ غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ﴾ ( عب 10 : 25 )ويكون حضوره إيجابي وعلى الخادم أن لا يسخر من خدمة الآخر أو من شخصية الآخر وعليه أن يتخلص من حرف الياء * أولادي كنيستي أسرتي خدمتي * فأنت عضو في جسم فلا تعمل بمفردك وعلى الخادم أن يصلي من أجل كل الكنائس وعن خلاص كل الشعب وعليه أن يحذر من الإنعزال والتمرد والفراغ الروحي الذي يجعل الإنسان يفقد الهدف ومن الروتينية في الخدمة وكما قال صموئيل النبي لشاول الذي لم يسمع كلام الله ﴿ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش لأنك رفضت كلام الرب رفضك من المُلك ﴾ ( 1صم 15 : 22 – 23 ) فالعمل الذي عمله شاول في شكله ليس خطأ ولكنه كسر من خلاله روح الطاعة والروح الواحدة وكما قال القديس بولس الرسول﴿ حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ﴾ ( 1كو 9 : 27 ) ربنا يكمل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ويكمل نقائصنا ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
14 نوفمبر 2021

كيف نخدم مرحلة المراهقة ج2

يحتاج الشاب في مرحلة المراهقة إلى :- 1- القدوة :- المراهق يريد أن يتشبع بمثاليات لذلك تأثير الخادم أو حتى المدرس أو الإخوة والأباء مهم جداً فكل هؤلاء لهم تأثير شديد وقوي على المراهق ومن أكثر المؤثرين الخادم في مظهره وسلوكه وإسلوبه وكلامه وتعاليمه واتجاهاته لابد أن يكون الخادم قدوة بحق لهذه المرحلة لأنها مرحلة تبحث عن نموذج المراهق يحتاج أن يعرف أن ما يسمعه ليس كلام نظري بل نموذج عملي محتاج خادم عاش نفس سِنه وظروفه وتحدياته ومجتمعه ومع ذلك حفظ نفسه وعاش الوصية لذلك النموذج لهذه المرحلة مهم كان أحد الأباء الكهنة يمازح طفل غير هادئ إسمه فادي وسأله ماذا تريد أن تكون عندما تكبر ؟ فقال فادي * نفسي أطلع أستاذ مايكل * كلمة عفوية تعبر عن تأثير الخادم إذاً المراهق يحتاج نموذج عملي يقتدي به يراه يعيش في نفس مجتمعه يرتدي ملابس مناسبة ويتعلم مثله ويترفه مثله ويعمل و بإسلوب صحيح يليق بالمسيحية ولا يتنافر مع العصر الذي يحياه ربما أسلوب الخادم أكثر تأثير من الأب الكاهن لأن الكاهن معروف أنه رجل الله يرتدي ملابس سوداء رجل فاضل هذا أمر طبيعي بالنسبة للمراهق لكن الخادم نموذج عملي يحيا حياته ظهور ضعف الخادم والمخدوم في مرحلة المراهقة هذا يكون له تأثير قوي لكن إذا ظهر ضعف الخادم بعد ما يكبر المراهق وينضج فقد يعطيه عذر . 2- الحزم والحب :- خادم المراهق ينبوع حب المراهق هو كائن نمى قبل أوانه واكتشف فجأة أنه ذو عضلات وعقل وأنه يستطيع أن يسهر ويلهو و فقد كان قبلاً يعيش تابع أما الآن فهو في صراع بين الطفولة والرجولة التي يريد أن يحياها المراهق مثل طفل مبتسر يُوضع في حضَّانة والخادم يقوم بدور الحضَّانة أي لابد أن يكون واسع الصدر مُحب مُحتمل لا يفضح المخدوم لو عرف ضعفه ولا ينشره وفي نفس الوقت لابد أن يكون الخادم حازم له توجيهاته لأن المراهق يكون في احتياج للتوجيه لذلك خادم مرحلة المراهقة لابد أن يكون قدوة وله الحزم والحب ولابد أن يعرف متى يقدم الحزم ومتى يقدم الحب لو عندك رصيد حب عالي لابد أن يكون عندك أيضاً رصيد حزم عالي لأن الذي يحبه لا يجب أن يحزنه معلمنا بولس الرسول في رسالتيه لأهل كورنثوس نرى مقدار حبه وحزمه أيضاً يقول أنا أحبكم ولذلك أخاف عليكم وإن كنت قد أحزنتكم فأنا أعتذر عن ذلك ولا أستطيع أن أُغضبكم إلا في غيابي وليس في حضوري . 3- خادم فردي :- لابد أن تعرف متى يمر الموقف ومتى تقف عنده متى تقف عند نفس الموقف من نفس الشخص هناك كلام يقال لشخص لا يقال لشخص آخر وهناك كلام يقال لظروفي لا يقال في ظروف أخرى لنفس الشخص لابد أن يكون الخادم فردي أي متواصل مع كل فرد بكل ظروفه وإن أردت أن يكون تعليمك تعليم مُجدي إهتم بالأفراد فرد فرد لكن إن كان تعليمك قوي على مستوى الجماعة يكون غير مُجدي مثل التعليم الفردي صعب تكلم شخص لم تزوره من قبل في بيته صعب تعلم فرد تعلم أنه يسكن بيت مشترك أو من أسرة متسيبة – صعب – إذاً الأمر يحتاج إتزان يحتاج معرفة كل فرد بظروفه يعرف متى يعطي ميعاد لفلان ومتى يجلس مع فلان ومتى يتحدث مع فلان تواصل فردي يؤهل الإنسان أن يفيض على المستوى الجماعي . 4- خادم جماعي :- ليس أي شخص يعرف كيف يتعامل مع جماعة خاصة إن كانت جماعة من المراهقين لأن المجموعة تحتوي على الفرد الهادي والفرد المشاغب والفرد القارئ والمتمرد والمستمع الجيد والذي ليس له أي اهتمامات و لابد أن يعرف الخادم أن يجعل المجموعة تطيعه وتلتزم الخادم المحبوب من مجموعة المجموعة تطيعه لذلك إخدم خدمة فردية قبل خدمة جماعية وبذلك تستطيع أن تخدم وتوظف المواهب إستخدم مواهب أولادك ولا تقتصر على درس مدارس أحد فقط لا لابد أن تعرف أن هذا شخص هادئ لكن له ميول للألحان والقراءة هذا مشاغب لكن رياضي وآخر مشاغب لكن مدمر وآخر لا يمكن أن أخدم مراهق دون أن أفهمه ودون أن أعطيه دور وسط المجموعة المراهق هو شخص يولد من جديد ولن يولد ما لم يشعر بكيانه والذي يُشعره بكيانه هو الكنيسة لذلك الخادم الجماعي لابد أن يعرف كيف يوظف الطاقات ويعمل من الأسرة لوحة متكاملة بكل الألوان . 5- خادم عملي :- المراهق لا يستمع لنصائح تسأله هل إعترفت ؟ يقول لا تقول له كيف ذلك لابد أن تعترف ثم تتركه وبعد فترة تسأله هل إعترفت ؟ قد يكذب ويقول نعم كي ينتهي من هذا الأمر لكن هذا أسلوب لا ينفع بخدمة المراهق المراهق يحتاج خادم عملي يساعده عملياً مثلاً يتفق معه على ميعاد مع أب الإعتراف ويتابع يتفق معه على الصلاة مزمورين يتفق أنه مثلاً بعد أن نخرج من النادي نصلي معاً قبل الغذاء رتب معه حياته عملياً لكن النصائح الشفوية تقيم بينك وبينه فجوة لأنك تعطيه واجبات لا يستطيع أن يقوم بها لا تقل له إقرأ في الكتاب المقدس فقط بل حدد معه إصحاحات معينة واعمل له مسابقة فيها لا تكتفي بنصيحة بل كن عملياً الكلام سهل لكنه أحياناً يسبب للمراهق إحباط في أحد المرات سافر شخص على طائرة من شركة طيران معروفة وفي الطائرة قُدمت له وجبات وفتح الوجبة ليأكل فوجد بها حشرة ( صرصار ) وتكلم مع المضيفة في هذا الأمر فلم تهتم فكتب شكوى لرئيس الشركة وذكر فيها ما حدث معه في الطائرة وذكر إسم المضيفة وبعد فترة جاء له رد من الشركة يحتوي على إعتذار كبير مع إيقاف المضيفة عن العمل واستراح هذا الشخص عندما قرأ الرسالة والإعتذار لكنه وجد على ظهر الرسالة كلمة تقول * يُرسل إليه رد الصرصار المعتاد * أي هذه الرسالة متكررة والأمر لن ينصلح أحياناً المراهق يحاول أن يقول للخادم هذه الإجابات المعتادة أعرفها ستقول له صلي إقرأ الكتاب هذه أمور وإجابات إعتادنا عليها هو لا يحتاج إجابات شفوية بل يحتاج أن تقرأ معه الكتاب وتحضر معه قداس بل وتوقظه صباحاً ليذهب للقداس قل له ما رأيك لنذهب معاً للكنيسة واتصل به قبل أن ينزل من منزله وإن كنت أحضر القداس الأول سأحضر معك القداس الثاني وهكذا شجعه بحلول عملية لأن النظريات في هذه المرحلة مُحبطة وتُشعره أن الكنيسة لا تشعر به مرحلة المراهقة في عصرنا زادت خطورتها أكثر من كل عصر لأن المراهق يعيش إنفتاح كبير وهذا عبء على الكنيسة وكلما إزداد المجتمع في تربية النشأ كلما صارت الأسرة أكثر حرصاً كلما أيضاً إزدادت الكنيسة في دورها توسع بكل طاقتها وهناك أمور قد نقف أمامها عاجزين لذلك الصلاة مهمة جداً تسند الخدمة .. في أحد الأيام حدثت مشكلة في كنيسة مارجرجس إسبورتنج في عهد البابا كيرلس وأبونا بيشوي كامل فقال أبونا بيشوي لنأخذ رأي البابا كيرلس فقال أحد أعضاء الكنيسة سيقول لنا صلوا وسنذهب إلى القاهرة لكي نسمع هذه الكلمة ؟ لكن أبونا بيشوي أصر على رأيه وأخذ المجموعة التي كانت معه وذهب إلى سيدنا البابا الذي قال لهم لماذا أتيتم ألم تعلموا إني سأقول لكم صلوا ؟ صح يا فلان ؟ فخجل ذلك الشخص جداً لابد أن تكون لنا علاقة قوية بالصلاة ويكون لنا يقين بقوتها لابد أن نعلم ونثق أن الله قادر أن يقدس أولادنا بالصلاة ويحميهم بالصلاة لذلك دورنا كخدام أن نصلي ونرشد ونحب ونخدم ونحتضن حتى تمر هذه المرحلة بسلام خدمة المراهقة خدمة تقدسنا نحن لأنها خدمة محيرة وتُظهر ضعفنا لكن قوتي في الضعف تكمل ( 2كو 12 : 9 ) . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل