المقالات

11 أكتوبر 2025

الغُفران

سنقرأ معكُم جُزء مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول إِلَى أهل كولوسِى الإِصحاح الأول ، عدد 13 ، 14 يقول [ الّذى أنقذنا مِنْ سُلطان الظُلمة وَنقلنا إِلَى ملكوت إِبن محَّبتِهِ الّذى لنا فيِهِ الفِداءُ بِدمِهِ غُفران الخطايا ] بنعمِة ربِنا أُريد أنْ أُكلّمكُم عَنَ مبدأ مُهِم جِداً جِداً فِى الحياة الرّوحيّة وَهُو موضوع ( الغُفران ) أساس عِلاقِتنا بالله مبنيّة على الغُفران أساس وجودنا مبنِى على الغُفران أساس إِبقاء الله علينا أحياء إِلَى الآن مبنِى على الغُفران أساس دعوِتنا وَدخولنا للأبديّة مبنِى على الغُفران فلولا الغُفران ما بقى إِنسان واحِد على وجه الأرض وَلولا غُفران الله ما أستحق إِنسان واحِد أنْ يدخُل ملكوت السماوات أُريد أنْ أُكلّمكُم فِى ثلاث نُقط فِى موضوع الغُفران :- 1- مبدأ الغُفران الله خلق الإِنسان كما نقول فِى القُدّاس [ على غير فسادٍ ] الله خلق الإِنسان لِكى يتمتّع بوجود أبدِى وَلِكى يحيا فِى مجد حضور الله وَلكِن ما الّذى حدث ؟ يقول هكذا [ الموت الّذى دخل إِلَى العالم ] ، دخل موت للإِنسان ، وَعِندما دخل موت للإِنسان إِبتدأ الفساد يعمل فِى طبيعة الإِنسان ، وَبدلاً مِنَ الإِنسان يحيا فِى حضور الله وَوجود الله ، طُرِد الإِنسان مِنْ حضرِة الله ، صار الإِنسان غير مُستحِق للوجود مَعَ الله خطيتِى جعلتنِى أشعُر إِنْ أنا مرفوض مِنْ الله وَبشعُر بعذاب وَبتأنيب ضمير ربِنا حِب أنّهُ كما توجد خطيّة وَيوجد هلاك ، يوجد أيضاً بِر وَيوجد غُفران ، وَلِذلِك نجِد ربِنا مِنْ البِداية عِندما أخطأ آدم وَطُرِد آدم إِلاّ أنّهُ وعد آدم بالخلاص ، وَقال لهُ لاَ تخف أنا سأغفِر لك ، وَوعد آدم بالغُفران ، وَفِى الوقت الّذى كان آدم سيهلك فيه وعدهُ بالغُفران ، لأنّهُ لاَ يشاء هلاك الإِنسان أبداً هُو مُتأسِف على هلاك البشر ، حزين وَمُتضايِق على هلاك البشر ، وَفِى سقطات كُلّ الّذين أخطأوا كان يوقِظ ضمائِرهُم ، وَرأينا ذلِك عِندما أخطأ قايين ، قال لهُ [ فعِند الباب خطيّة رابِضة وَإِليك إِشتياقِها وَأنت تسود عليها ] ، إِنّنِى أرى أنّهُ يوجد إِشتياق إِليها ، إِنْ أحسن فالله سيرفع وَلِذلِك ربّ المجد عِندما جاء قال هكذا [ لَمْ آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاة للتوبة ] ، [ إِبن الإِنسان جاء لِيُخلِّص ما قَدْ هلك ] [ لأنّهُ لَمْ يُرسِل الله إِبنهُ إِلَى العالم ليدين العالم بل لِيُخلِّص بِهِ العالم ] ( يسوع ) معناهُ مُخلِّص ، يغفِر ، عِندما نُصلّى لهُ نقول لهُ [ غافِر خطايانا ، مُكلّلنا بالمراحِم وَالرّأفات ] ، إِنت يارب غافِر خطايانا ، مبدأ الغُفران أساسِى عِند الله ، لأنّهُ عارِف أنّ الإِنسان تلّوث ، [ الّذى أنقذنا مِنْ سُلطان الظُلمة وَنقلنا إِلَى ملكوت إِبن محبّتِهِ ] ، نقلنِى مِنْ مكان مُظلِم إِلَى ملكوت إِبن محبّتِهِ لِذلِك كانوا بإِستمرار فِى العهد القديم يقولوا لهُ [ أنت طويل الأناة وَكثير الإِحسان وَتغفِر الذنب وَالسيئات ] ، أنت بِتغفِر مهما كانت خطيّة الإِنسان ، أنت غفور ، أنا بحِب إِبنِى وَمحبِتِى لأبنِى تجعلنِى أغفِر لهُ ، مهما عمل ؟! مهما عمل فِى سِفر أشعياء يقول [ لِيترُك الشرّير طريقهُ ، وَرجُل الإِثم أفكارهُ ، وَليتُب إِلَى الرّبّ فيرحمهُ وَإِلَى إِلهنا لأنّهُ يُكثِر الغُفران ] ، غُفرانه كثير ، وَماهُو مقدار الغُفران ؟ بِمقدار خطايا البشر ، يقول لك هكذا [ فحنّ الرّبّ عليهُم وَرحمهُم وَإِلتفت إِليهُم لأجل عهده مَعَ إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب وَ لَمْ يشأ أنْ يستأصِلهُم وَلَمْ يطرحهُم عَنَ وجهِهِ حتّى الآن ] يوجد شخص كتب قصّة تميل إِلَى الخيال وَلكِنّها تُعطِى معنى ، وَهى إِنْ ربِنا أوكل لموسى حُكم العالم ، فموسى وجد أنّهُ توجد ناس تُريد أنْ تعبُد الأوثان ، فقال يارب أنزِل نار وَأفنيهُم ، وَوجد ناس بتزنِى وَتسرق ، فقال يارب شُق الأرض وَأبتلعهُم ، وَهكذا وَفِى لحظات وَهى مُدّة حُكم موسى للعالم قال يارب إِفنِى العالم ، فربِنا قال لهُ كفى كفى فلو إِنت كُنت مكان ربِنا فكُنت لَمْ تستطع أنْ تحتمِل ، فهل أنت تحتمِل إِنْ إِبنك يخونك ؟ يتجاهلك ؟ وَلِذلِك لو لَمْ يكُن الغُفران فماذا كان مصيرنا ؟ وَ إِنْ لَمْ يكُن ربِنا لَمْ يغفِر للعالم ، وَآثامنا بِتتراكم ، فماذا يكون مصيرنا ؟ يقول هكذا إِنّك تترُكها فِى بحر مِنْ النسيان ، لِدرجِة إِنْ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ إِنّ الجميع زاغوا وَفسدوا وَأعوزهُم مجد الله ] ، كُلِنا زُغنا ، كُلِنا فسدنا ، الموت الّذى دخل إِلَى العالم فإِنّهُ لَمْ يدخُل لواحِد أوْ إِثنين ، وَلكِن ( الكُلّ ) ، نقول لهُ هكذا فِى القُدّاس [ ليس مولود مِنْ إِمرأة يتزّكى أمامك ] لاَ يوجد بيننا أحد يقدِر أنْ يقِف أمامك وَلكِن هل ستترُكنا هكذا ؟ كُلِنا حِدنا عَنَ الطريق ، فِى مراثِى إرميا يقول [ نحنُ أخطأنا وَنافقنا وَأغضبناك ] ، وَلكِن هل ستترُكنا لِكى نهلك يارب ؟ كُلّ واحِد فينا الآن مملوء كوم خطايا ، ليس واحِد أوْ إِثنين وَلكِن ما هُو الحل ياأبونا ؟ فهل الخلاص مُستحيل ؟ كون إِنْ أنا أتوب مُستحيل ؟! لأ ليس مُستحيل ، لنا رجاء فِى الغُفران ، لأنّهُ صالِح وَ لاَ يشاء هلاك الإِنسان فِى سِفر نحميا يقول حتّى وَلو عصوا وَتمرّدوا عليك ، حتّى وَلو الإِنسان طرح شريعة الله وراء ظهره ، يقول [ هذا الشعب أعطونِى القفا لاَ الوجه ] ، وَهذا ما نفعله ، نُعطِى لهُ خمس دقائِق ، وَ لاَ يهون علينا أنْ نُعطِى أكثر ، وَهُو عطينا العُمر كُلّه ، وَساكِت عليك وَساكِت علىّ0 إِبتدأ ربِنا يصنع عهود مَعَ الإِنسان ، فعِندما تُخطىء يُمكِن أنْ تُقدِّم لىّ ذبائِح فأسامحك ، وَإِبتدأ يقول للإِنسان قدِّم لِى ذبائِح ، قدِّم لِى تقدِمة ، قدِّم لِى صلوات ، قدِّم لِى أصوام ، نفِذوا وصاياى ، وَإِنْ لَمْ تعرِفوا وصاياى سأُعطيك الوصايا ، أحبّ خاصّتهُ 0 نحنُ كُلِنا نعرِف قِصّة يونان ، يونان قال أنا عارِف إِنْ ربِنا هيغفِر ، وَهرب ، وَلكِن ربِنا طلّع ليونان نبات يستظِل بِهِ لأنّهُ كان يجلِس فِى مكان فيه شمس ، وَبعد ذلِك ربِنا جعل دودة أكلِت هذا النبات ، وَجلس تحت الشمس ، فحزِن جِداً إِنْ هذِهِ النبتة أوْ الشجرة قَدْ أكلتها الدودة ، حزِن جِداً ، فربِنا قال لهُ فأنت حزِنت على نبتة قَدْ نبتت فِى يوم ، وَتُريدنِى ألاّ أحزن على أولادِى ؟ أد إِيه ياأحبائِى إِلهنا صالِح وَرؤوف ، هُو مُحِب البشر ، هُو مُتأسِف على شر بنِى الإِنسان ، وَتقرأ فِى سِفر العدد 23 : 44 آية تتعجّب مِنها جِداً ، ربِنا يقول عَنَ بنِى إِسرائيل وَأنتُم تعرِفوا كم تمرّدوا على الله وَكم أهانوه ، وَعملوا عِجل وَعبدوه ، وَقدّموا أمام الله نموذج مُتعِب عَنَ الجنس البشرِى 0 [ لَمْ يُبصِر إِثماً فِى يعقوب وَ لاَ رأى تعباً فِى إِسرائيل ] ( عد 23 : 21 ) ، فهُم لاَ يوجد إِثماً إِلاّ وَفعلوه ، يقول لك هكذا ،[ لَمْ يُبصِر إِثماً فِى يعقوب وَ لاَ رأى تعباً فِى إِسرائيل] ، كيف يكون هذا ؟ صلاحه وَمحبّته وَغُفرانه يجعلهُ يرى بنِى إِسرائيل هكذا المملوءين إِثماً ، فهو يراهُم أنّهُ لاَ يوجد فيهُم أىّ خطيّة ، لأنّهُ هُو إِله لاَ يهون عليه الإِنسان ، علّمنا طريق الخلاص ، مبدأ الغُفران هُو مبدأ موجود فِى تدبير الله وَفِى حُب الله 0 2- طريقة الغُفران يتلخّص فِى كلمِتين :0 ( 1 ) دم المسيح & ( 2 ) توبتِى أنا لابُد أنْ ألتقِى بدمِهِ وَأنا تائِب ، لأنّهُ هُو قدّم ذاته فِداءاً عنِّى وَأسلم نَفْسَه إِلَى الموت الّذى تملّك علينا وَمات عِوضاً عنّا وَصار بِدمِهِ فِداءاً لنا ، [ الّذى لنا فِيهِ الفِداء بِدمِهِ ] [ دم يسوع إِبنِهِ يُطهِّرنا مِنْ كُلّ خطيّة ] 0 فإِذا كان دم الخروف الّذى ليس فيِهِ أىّ صلاح أوْ أىّ بِر وَيوضع على السقف يُعطِى النجاة ، كم يكون الله الحمل الّذى بِلاَ عيب الّذى إِحتميت فيِهِ ! وَأنا بأخُذه فِى داخِلِى كم يكون خلاص هذا الدم ؟! فليس فقط أأخُذه فِى الخارِج ، وَلكِن أأخُذه فِى داخِلِى ، ليرفع عنِّى الموت ، يرفع عنِّى الهلاك فالمسيح مات فِداءاً عنِّى وَعنّك ، وَرفع عنِّى الحُكم ، وَأعطانِى الخلاص ، صحيح أنا ليس لىّ إِستحقاق حتّى وَإِنْ تُبت ، فبِدون دم المسيح التوبة لاَ تُفيد ، وَدم المسيح لاَ يُفيِدنِى بِدون التوبة ، الأثنين يؤدّوا إِلَى بعض دم المسيح هُو رصيد ، وَلكِن لابُد أنْ تُقدِّم مُستند تصرِف به دم المسيح ، وَهذا الرصيد هُو رصيد كبير ، وَلكِن لابُد أنْ تُقدِّم دليل ، هُو دليل التوبة ، وَذلِك لتسحب الرصيد ، وَهذِهِ العطيّة تأخُذها كهِبة ، كمِنحة ، وَليس لك فضل ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ لاَ بأعمال بِر عملناها بل بِمُقتضى رحمتِهِ خلّصنا بغسل الميلاد الثانِى وَتجديد الرّوح القُدس ]فنحنُ ما الّذى عملناه لِكى نأخُذ دم المسيح ؟ مِنَ قِبل رحمتِهِ نحنُ بنأخُذ إِستحقاق ، ليس بأعمال بِر عملناها ، بل بِمُقتضى رحمته ، [ هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل إِبنهُ الوحيد ] ، غُفران ، بذل ، عطيّة ، لئلاّ نهلك تخيّل أنّهُ لو لَمْ يكُن هُناك فِداء ، كان الموت تملّك علينا وَ لاَ يكون هُناك مكان نتطّهر فيه وَ لاَ مكان يرفع الخطايا ، وَ ما هُو المكان الّذى يرفع فيهِ الخطايا ؟ المذبح ، المذبح هُو الّذى يُرفع عليه إِثم جميعنا ، أبونا بيصرُخ فِى القُدّاس [ يُعطى عنّا خلاصاً وَ غُفراناً للخطايا ] يالا لِمجد النَفْسَ المُتمّتِعة بالقُدّاس ، تأتِى وحِش وَمملوء بالخطايا ، وَ دم المسيح يُطهِّر ، وَما أجمل أنْ تأتِى تائِب فتُحرق الخطايا ، وَتُعطِى للنَفْسَ مجد ، هُو حامِل أوجاع النَفْسَ ، طريق الغُفران هُو طريق صليب ، طريق حُب ، طريق توبة ، فهذا هُو طريق الغُفران ، أعطانا جسده المُقدّس وَدمه الكريم فِداءاً عنّا ، لِذلِك يقول [ هذا هُو جسدِى خُذوا إِشربوا هذا هُو دمِى ] وَكأنّهُ يتوسّل وَيتودّد ، وَكأنّهُ بيعرِض لك الخلاص بِلا فِضّة وَ بِلاَ ذهب ، أشعياء النبِى يقول أنّهُ لو كان بفِضّة أو ذهب لكُنّا أتينا بالفِضّة وَبالذهب ، كُلّ شىء بنشتريه وَلكِن الخلاص بِدون ثمن ، وَ بِلاَ غِش تخيّل إِنْ أنا لو لَمْ أقبل هذا الخلاص المجّانِى الّذى بِلاَ غِش ، وَهُو الّذى يُعطينِى الحياة الأبديّة ، وَ لاَ أتقرّب إِليه فِى إِحساس الخاطىء لِكى أحتمِى فيه ؟!! محبّة أبديّة ، حُب فائِق ، فهذِهِ هى طبيعة الله ، الأولاد بيخطأوا ، فكيف أغفِر لهُم ما الّذى أفعلهُ لِكى أجعلهُم يحتموا فىّ ، وَأحمِل خطاياهُم ؟ كُلّ هذا تحتمِله يارب ؟؟ نعم أحتمِل نفترِض أنّنا وضعنا فِى أخر الكنيسة عشر مصابيح ، وَكُلّ مصباح لهُ لون ، واحِد أخضر وَواحِد أصفر وَواحِد بنفسجِى وَهكذا00، وَأنا واقِف عِندِى رأيت كُلّ مصباح بلون وَ لو وضعنا لوح زُجاج لونه أحمر وَوضعتهُ أمامِى ، أمام العشر مصابيح ، فأنا سأراهُم مِنْ عِندِى أنّ لونهُم إيه ؟ سأجِد لونهُم أحمر أنا أُريدك أنْ تُشِبّه دم المسيح بهذا اللوح ، خطايانا هى المصابيح المُلّونة ، السوداء وَ البنفسجِى ، فماذا يعمل دم المسيح ؟ يمتصّها وَيُعطينِى لونه هُو ، وَيُعطينِى طبيعته هُو وَيمتص لونِى أنا ، فهل لاَ تقدِر طبيعة المسيح أنْ تأخُذ طبيعتِى وَتُعطينِى بِر ؟! فإِنْ كان لوح الزُجاج يقدِر أنْ يفعل ذلِك ، فكم يكون دم إِبن الله ، فهل هذا كثير على دم إِبن الله ، وَهل هذا صعب عليه ؟ نُصدِّق لوح الزُجاج وَ لاَ نُصدِّق دم إِبن الله وَلكِن يوجد شرط واحِد وَهُو أنّهُ لابُد أنّ الألوان كُلّها تقع على اللون الأحمر ، لِكى أراهُم حُمر، فالّذى هُو بعيد عَنَ دم المسيح فسيظهر كما هُو ، وَيكون ردىء ، وَأُريد أنْ أقول لك أنّهُ مهما كان بِر الإِنسان بعيد عَنَ دم المسيح فهو مرفوض ، لابُد أنّ الرّبّ يرى كُلّ البشر مِنْ خلال إِبنهِ ، لابُد أنّ كُلّ خطايانا توضع عليه هُو يقول أولادِى كُلّهم بِلاَ عيب ، بِلاَ عيب ! ، كيف يكون هذا ؟ فكُلِنا عيوب ، وَذلِك لأنّنا كُلِنا واقعين عليه ، وَ يُقدّمِنا أمام الآب ، كنيسة بِلاَ عيب ، لأنّها مُحتمية فيه ، فتظهر بِلاَ دنس فِى مرّة واحِد ذهب يعترِف وَقال لأبونا أنا حالتِى صعبة جِداً ، وَأنا لَمْ أترُك شر إِلاّ وَفعلته ، وَصعب أن أعترِف فِى عشر دقائِق الآن ، فأبونا قال لهُ هل أنت أتيت وَأنت ندمان وَمِنْ قلبك ؟ فقال لهُ قُل الخطايا التّى فعلتها ، فقال كذا وَكذا وَكذا ، فأبونا قرأ لهُ التحليل ، وَقال لهُ خلاص ياأبنِى ، ستتناول ، فقال لأبونا خلاص إِزاى ؟ فأبونا قال لهُ أنا أُريدك أنْ تتخيّل أنّ خطاياك موضوعة على كفِّة ميزان ، فقال لأبونا أين كفِّة الميزان التّى تحمِلها ، فهى ثقيلة ، فقال لهُ أبونا إِعتبره إِنّه الميزان الّذى يوزِن عربات النقل ، وَتخيّل على الكفّة الأُخرى أنّك وضعت نُقطة مِنْ دم المسيح ، فمَنَ الّذى يغلِب ؟ فسكت وَأقتنع إِنْ دم المسيح يُعطى عنّا خلاصاً وَغُفراناً للخطايا ، وَيُعطِى حياة أبديّة أنا أكلّمك بِهذا ليس لِكى تسمع أوْ تتلذّذ بالكلام ، وَلكِن لِكى لاَ يكون لك عُذر إِنْ إِنت خاطِىء ، فلِماذا المسيح موجود على المذبح ؟ فهل لِكى أظِل فِى خطيتِى ؟ أبداً ، لِكى كُلّ يوم تتبرّر وَيكون لك فِى كُلّ يوم عِشرة جديدة ، وَأأخُذ مواعيد جديدة ، وَضمان للحياة الأبديّة ، أخِر نُقطة نتكلّم فيها. 3- نماذِج للغُفران أعتقِد أنّك تعرِف نماذِج كثيرة للغُفران ، لأنّهُ يُكثِر الغُفران ، يقول هكذا [ ليست خطيّة بِلاَ مغفِرة إِلاّ التّى بِلاَ توبة ] ، كُلّ الخطايا بِتُغفر ، لاَ يوجد خاطىء قدّم توبة إِلاّ وَ تُغفر لهُ خطاياه ، فَلاَ توجد خطيّة بِلاَ مغفِرة أبداً خطيّة التجديف على الرّوح القُدس هى خطيّة رفعنا الصوت الدائِم المُستمِر بِعناد بألاّ نتوب ، وَكُلِنا لاَ يوجد عِندنا هذا ، وَكُلِنا ندمانيين وَحزنانيين ، لاَ يوجد أحد فرحان لأنّهُ واقِع فِى الشرّ ، وَإِنْ كُنت بحِبّه بحِبّه وَلكِن بطريقة مؤّقتة ، وَأتمنّى أنْ أتخلّص مِنْ الجسد ، فِى داخِلِى رفض للخطيّة رأينا نماذِج كثيرة للتوبة ، رأينا داوُد النبِى الّذى زنى وَقتل وَكذب ، تاب وَنِدم ، فهو نموذج رائِع للتوبة ، ليكون منهج لِكُلّ التائبين [ إِرحمنِى يا الله كعظيم رحمِتك ، وَمِثل كثرِة رأفتك ] ، فنرى فِى داوُد أنّهُ يوجد روح دالّة وَيوجد روح رجاء رأينا زكّا المُحِب للمال ، العشّار الّذى قال يارب أُعطِى نِصف أموالِى للفُقراء أنا ندمان على خطيتِى ، فهل تعتقِد أنّ هذا الشخص يُعطِى إِحساس أنّهُ ينوِى أنْ يعمل الخطيّة مرّة أُخرى ؟ أبداً مش مُمكِن رأينا السامريّة التّى كانت مُرتبِطة بخمسّة أزواج ، وَلكِن ربِنا فكّها مِنْ رِباطات خطاياها ، رأينا المرأة التّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل ، رأينا شاوِل [ وَصيّرنا أطهاراً بروحك القُدّوس ] ، رأينا القديس أُوغسطينوس رغم كُلّ شروره وَفجوره إِلاّ أنّهُ تاب ، رأينا القديس موسى السود ، وَرأينا القديسة مريم المصريّة التّى ذهبت لِعمل الشرّ فِى الكنيسة ، فهل أكثر مِنْ ذلِك شرّ ؟! قالت أنّهُ سيكون هُناك زحمة ، وَركبِت المركِب لِكى تفعل الخطيّة فِى أُورُشليم ، وَفعلت الشرّ فِى المركِب لِكى تدفع التذكرة ، وَعِندما ذهبت لأُورُشليم وَأرادت أنْ تدخُل الكنيسة مَعَ النّاس ، وَذلِك لِكى تفعل الشرّ فِى الكنيسة ، فهل رأينا شرّ أكثر مِنْ ذلِك ؟! فنحنُ كُلِنا خُطاة ، وَلكِن عِندما نأتِى للكنيسة مُمكِن أنْ نقول " مُمتازين " ، فعِندما أرادت أنْ تدخُل الكنيسة وجدت أنّهُ توجد قوّة بِتمنعها مِنْ الدخول إِلَى الكنيسة ، فشعرت أنّ خطيتها هى السبب فِى عدم دخولها الكنيسة مِثل بقيّة النّاس ، وَقدّمت توبة وَإِعتراف عَنَ خطاياها ، وَخرجت تقضِى عُمرها كُلّه فِى الصحراء ناسِكة ، مُتوّحِدة ، فِى توبة ، قادِر أنْ يغفِر ، [ مُنقِذ حياتنا مِنْ الفساد ] إِحذرِى أنّ عدو الخير يُشعِرك أنّ خطيِتِك لاَ يُمكِن أنْ تغفِر ، وَفِى الوقت نَفْسَه لاَ تستهتِر ، فالأمر يحتاج إِلَى ضبط ، وَالّذى يضُبطها هُو النعمة ، فَلاَ تخاف بزيادة وَ لاَ تستهتر بزيادة ، إِنْ سقطت سأقوم منسّى الملِك هُو كان إِبن ملِك تقِى إِسمه حزقيّا الملِك ، إِلاّ أنّهُ كان إِبن فاسِد وَشرّير جِداً ، يقول لك أنّهُ [ عاد فَبنى المُرتفعات التّى هدمها حزقيا أبوه وَأقام مذابِح للبعليم وَعمل سوارِى وَسجد لكُل جُند السماء وَعبدها ] ( 2 أخ 33 : 3 ) ، يعنِى أبوه هدم عِبادِة الأوثان ، وَهُو بناها مرّة أُخرى ، وَليس فقط أنّهُ بنى المُرتفعات ، فأنّهُ يقول أنّهُ [ وَ أقام مذابِح للبعليم وَعمل سوارِى وَبنى مذابِح فِى بيت الرّبّ الّذى قال عنهُ الرّبّ فِى أُورُشليم يكون إِسمِى إِلَى الأبد ] ، بنى مذبح للأوثان داخِل بيت ربِنا ، لِدرجِة يقول أنّهُ [ أضلّ يهوذا ] ، [ عمل الشرّ فِى عينّى الرّبّ لإِغاظتِهِ ] ، أنا بجسِّم لك خطأ منسّى ، فهو يفعل الشرّ ليس لأنّهُ بضعف ، لأنّ لِدرجِة يقول عنهُ أنّ الشعب فِى أيّامِهِ عملوا خطايا أكثر مِنْ غير المؤمنين ، أولاد ربِنا عملوا الشرّ أكثر مِنْ غير المؤمنين ، فربِنا جعل رؤساء الجُند الّذين لملِك أشور يأخُذوه وَربطوا سلاسِل فِى رقبته ، وَجرّوه ، وَوضعوه فِى منفى ، فأبتدأ يُقدِّم توبة ، هل مِثل هذا يُقدِّم توبة ؟ صدّقنِى فِى رأيِى الشخصِى أقول ، لأ فأنا مُمكِن أنْ أغفِر لك لو أنت فعلت هذا الخطأ لِنَفْسَكَ ، لكِن أنت فعلت هذا الشرّ لِكى تُضِل كُلّ الشعب ، فَلاَ يُمكِن أنْ أغفِر لك ، فتاب منسّى وَقال [ أنت بار ] ، سأقرأ لك صلاة منسّى [ أنت الرّبّ العلىّ الرحوم طويل الرّوح وَكثير الرحمة وَبار وَمُتأسِف على شر البشر ، أنت أيضاً يارب على قدر صلاحك رسمت توبة لِمَنَ أخطأ إِليك ، وَبِكثرِة رحمِتك بشّرت بِتوبة للخُطاة لِخلاصهُم أنت يارب إِله الأبرار لَمْ تجعل التوبة للصدّيقين إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب هؤلاء الّذين لَمْ يُخطِئوا إِليك ، بل جعلت التوبة لمثلِى أنا الخاطىء ] ، فأنت لَمْ تجعل التوبة للأبرار ، وَلكِن جعلتها لمثلِى أنا الخاطىء [ لأنِّى أخطأت أكثر مِنْ عدد رمل البحر ] فأنا أخطأت كثيراً جِداً ، [ كثُرت آثامِى وَلستُ مُستحِقاً أنْ أرفع عينىّ إِلَى السماء مِنْ قِبَل كثرِة ظُلمِى ، وَلستُ مُستحِقاً أنْ أنحنِى مِنْ أجل كثرِة رباطات الحديد ، وَ لاَ أرفع رأسِى مِنْ خطاياى ، وَالآن بالحقيقة قَدْ أغضبتك وَ لاَ راحة لِى لأنِّى أسخطت رِجزك ] ، فأنا مُقيّد لاَ أستطيع أنْ أسجُد لك [ وَ لاَ تُهلكنِى بآثامِى ، وَ لاَ تحقِد علىّ إِلَى الدهر ، وَ لاَ تحفظ شرورِى وَ لاَ تُلقنِى فِى الدينونة فِى قرار أسفل الأرض ، لأنّك أنت هُو إِله التائبين ] 0 لاَ تجعل شرورِى هذِهِ محفوظة عِندك ، فأنا عارِف أنّهُ صعب إِنْ إِنت تنساها ، لكِن أرجوك لاَ تحفظ آثامِى [ لأنّك أنت هُو إِله التائبين ] ، تأمّل فِى روعة الكلام [ وَفىّ أظهِر صلاحك لأنِّى غير مُستحِق ] ، تأمّل جمال الكلام ، تأمّل قوّة الدالّة " أنت صالِح "وَلِكى تُثبِت إِنْ إِنت صالِح ، فما الّذى تفعله ؟ فعلامِة الصالِح أنّهُ يغفِر ، فَلاَبُد أنْ يكون هُناك شخص خاطىء وَتغفِر لهُ [ وَخلّصنِى بِكثرِة رحمِتك ، فأُسبِّحك كُلّ حين كُلّ أيّام حياتِى] ، فهذِهِ هى صلاة منسّى ، وَقُبِلت صلاة منسّى ، وَأرجعهُ إِلَى المُلك ، وَأرجعهُ مِنْ السبى ، وَمات فِى توبة ، وَنسيت يارب ، فكيف نسيت ؟ لأنِّى إِله وَليس إِنسان لِذلِك دانيال النبِى عِندما طلب عَنَ الشعب قال[ لك ياسيِّد البِر ، أمّا لنا فخِزى الوجوه ] ، لِذلِك ياأحبائِى غُفران الله لابُد أنّنا نتمتّع بِهِ ، وَهُو لنا وَليس لآخر ، وَترك لنا جسده وَدمه على المذبح لِكى ننال الغُفران بِلاَ شبع ، غُفران كُلّ يوم مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ كيف ننجو نحنُ إِنْ أهملنا خلاصاً هذا مِقداره ] ، كُلّ واحِد فينا موجود الآن وحِش وَخاطىء ، فما الّذى أستطيع أنْ أقوله لربِنا ؟ فهل أقول لهُ لاَ توجد طريقة أتخلّص بِها مِنْ خطاياى ، فسيقول لك أنا لَمْ أدعك معوزاً شيئاً ، فِى كُلّ يوم تمسّك بغُفران الله ، لِذلِك جعلها لنا طِلبة يوميّة [ وَأغفِر لنا ذنوبنا ] ربِنا يكمِلّ نقائِصنا وَيكمِلّ كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
04 أكتوبر 2025

المحبة

يقُول القديس يُوحنا الرسُول فِى رِسالتهُ الأُولى إِصحاح 4 عدد 8 [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، بِما أنّ جوهر المسيحيّة هى المحبّة ،وَرُبّما كثيراً ما نتكلّم عَنْ المحبّة ، لكِن يبدو أنّ الكلام شىء وَالعمل شىء آخر،وَيبدو أنّ المواعيد الإِلهيّة تتحقّق بِسبب أنّ [ وَلِكثرِة الإِثم تبرُد محبِّة الكثيرين ] ( مت 24 : 12 ) ،فإِنْ بحثنا عَنْ المحبّة الحقيقيّة نادِراً ما نجِدها،وَلكِن الكلام ما أسهلهُ لِذلِك أحِب أنْ أتكلّم اليوم عَنْ المحبّة [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، شُوفوا مِثلاً مُعلّمِنا يُوحنا الرسُول الّذى تُلّقِبهُ الكنيسة رسُول المحبّة – وَهُوَ أطول الرُسُل عُمراً عاش لِبعد 100 سنة – لِدرجِة أنّهُ كان يدخُل الكنيسة محمول على الأكتاف مِنْ كِبر السِن ، فكان لمّا يعِظ كما إِعتاد الرُسُل على الوعظ يقُول [ وصيّة جديدةً أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً] ( يو 13 : 34 ) ، هل هذِهِ وصيّة جديدة نحنُ نعرِفها ؟ نعم مهما أوصيت عَنْ المحبّة ستبقى المحبّة بإِستمرار وصيّة جديدة لأنّ [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] مُعلّمِنا يُوحنا الإِصحاح 4 عدد 11 يقُول [ أيُّها الأحِبّاء إِنْ كان الله قَدْ أحبّنا هكذا ينبغِى لنا أيضاً أنْ يُحِب بعضُنا بعضاً 0الله لَمْ ينظُرهُ أحدُ قط إِنْ أحب بعضُنا بعضاً فالله يثبُت فينا وَمحّبتهُ قَدْ تكمّلت فينا ] لِذلِك أُريد التحدُّث معكُم فِى نُقطتين :- (1) ما هى المحبّة ؟ (2) ثِمار المحبّة وَلو أحّبِت النِعمة ، وَلو أحّبِت المحبّة سنُكمِل مجالات المحبّة فِى مرّة أُخرى 0 ما هى المحبّة ؟ هى الله ، الله محبّة ،وَكما أنّ الله غير مفحُوص ،وَغير محوى ، فالمحبّة غير مفحُوصة ،كما أنّ الله هُوَ لاهُوت لاَ يدنُى مِنه ، وَالمحبّة لاهُوت لاَ يُدنى مِنهُ ، لِذلِك فِي سِفر نشيد الأناشيد نجِد تعرِيف حلو عَنْ المحبّة يقُول [المحبّة قويّة كالموت ] ( نش 8 : 6 ) ، الموت قوِى لاَ أحد يعرِف يغلِبهُ ، لَمْ يستطع أحد أنْ يغلِب الموت إِلاّ واحِد هُوَ يَسُوعَ المسيح ، لكِن المحبّة قويّة كالموت يقُول القديس يُوحنا الرسُول إِنّ [ مياه كثيرة لاَتستطيع أنْ تُطفِىء المحبّة وَالسيُول لاَ تغمُرها ] ( نش 8 : 7 ) ، كأنّها نار جبّارة ، فالمحبّة هى أساس البُنيان ، أساس الكمال ، أساس البيت ، هى أساس العالم ، أساس معرِفة الله ، عشان كده قال [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ] لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول فِي رِسالته لِكُولوسِى قال[إِلبسوا المحبّة التّى هى رباطُ الكمال ] ( كو 3 : 14 ) ، كأنّ المحبّة ثوب وَيُوصِى أنْ نلبِسه ، لمّا ألبِسها وَأخِى يلبِسها سنصير كُلِّنا لابسين شىء واحِد ، وَعِندما يحدُث هذا نصير كُلِّنا واحِد ، مُكمِّلين لِواحِد ، أنا أخاف عليك وَإِنت تخاف علىّ وَالآخر هكذا للأسف أجِد أحياناً أنّ كُلَّ واحِد يُحِب نَفْسَه ، وَنُغّذِى هذا الأمر ، وَلمّا تأتِى سيرِة أحد وَيكُون مِنْ الأقارِب المُقرّبين وَتأتِى سيرتهُمْ أجِدِك تتحدّثِى عنهُمْ بِكلام صعب ، أين المحبّة ؟ وَمُمكِن أنّ هذا الكلام ينتقِل دُون أنْ تشعُرِى أوْ بإِرادتِك ، وَتتحدّثِى عَنْ إِخوتِك مَعْ أولادِك ، وَتبحثِى ماذا تُريد أُختِك أنْ تفعل وَتفعلِى أكثر مِنها ، وَتبحثِى عَنْ أولاد أُختِك ماذا يفعلُون فتجعلِى أولادِك يفعلُون الأكثر عملياً أين المحبّة ؟ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ، نحنُ نتكلّم كلام نظرِى ، سوف نخسر الأبديّة ، مِنْ أوسع الطُرق وَللأسف أسهل الطُرُق وَساعِتها نقُول ( يا رِيتنا ) ، لو كُنّا عرفنا أنّ المحبّة هى التّى توصّلنا إِلَى الله كُنّا تمسّكنا بالمحبّة ، تمسّكنا بالحياة ، وَتمسّكنا بأنفُسنا لأنّهُ قال [ تُحِب قريبك كَنَفْسَكَ ] ، فهى أساس البُنيان ، أساس البيت ، أحياناً فِى البيت الواحِد يتكلّموا عَنْ بعض أنا أحياناً أكُون خجلان أسمع مُشكِلة بين إِخوات أوْ بين زُوج وَزُوجة ، إِنت بِتتكلّم عَنْ مين ؟ عَنْ زُوجتك أُم أولادك ، إِنتِ بِتتكلّمِى عَنْ مين ؟ عَنْ زُوجِك أبو أولادِك أين المحبّة ؟ المحبّة تهتّز ، متى المحبّة تهتّز ؟ عِندما أنظُر إِلَى نَفْسِى وَأرى عيوب الآخرين ، وقتها يدخُل عدو الخير بالخِداع وَالمصيدة تُنصب ، وَالألسِنة تكثُر وَالكلام يكثُر وَالشيّطان ينشط وَتهرب المحبّة وَيهرب الله ، وَندخُل الجلسة نشعُر أنّنا لسنا فِى حضرِة الله ، طالما الله غير موجود فِي وسطنا لأنّهُ عِندما يجِد جو مِثل هذا ينسحِب المحبّة هى التّى دفعت الآب أنْ يبذُل إِبنهُ لَمْ يمسِك إِبنه عنّا ، وَهكذا نقُول لهُ [ حُبّك غلبك وَتجسّدت ] ، إِنت إِتغلبت مِنْ محبِّتك وَإِتجسِّدت لأجلِنا ،وَهكذا يقُول القديس يُوحنا الرسُول [ نحنُ نُحِبُّهُ لأنّهُ هُوَ أحبّنا أولاً ] ( 1 يو 4 : 19 ) ، أحّبنا بِلاَ سبب وَهكذا يقُول الإِنجيل [ لأنّهُ هكذا أحبَّ اللهُ العالم حتّى بذل إِبنهُ الوحيد لِكى لاَ يهلك كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ بل تكُونُ لهُ الحيوة الأبديّةُ ] ( يو 3 : 16 ) ، هكذا أحبّنا أولاً ، فضلاً ،بِلاَ سبب ، لِماذا أحبّنا ؟ ما هُوَ السبب ؟ لو نظرنا ما الّذى لدينا لِكى يحبِّنا وَيعمل معنا هكذا ؟ نجِد لاَ شىء ، فهو أحبّنا بِلاَ سبب ، أحبّنا فضلاً ، محبّة مثلما قال عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [ وَتعرِفُوا محبّة المسيح الفائِقة المعرِفة لِكى تمتلِئُوا إِلَى كُلّ ملء اللهِ ] ( أف 3 : 19 ) لِذلِك النّاس الّذين تسكُن فِيهُم محبّة الله ، سيكُون فِيهُم حُب الله ، وَيسكُن فِيهُم عمل الله ، يسكُن فِيهُم صِفات إِلهيّة ، الحُب يُبادِلوه بِحُب ، وَالعِشرة بِعشرة ، وَالحياة بِحياة ، وَالغيرة بِغيرة ، وَالعِشق بِعشق ، وَالمُعانقة بِمُعانقة أنت أحببتنِى إِلَى المُنتهى ، المحبّة التّى مُطالبين بِها مَعْ إِخوتنا ليست مِنّا لأنّنا لاَ نستطيع أنْ نُحِب هذِهِ المحبّة مِنْ ذواتنا ، لكِن هُوَ أوصانا وَقال لنا فِي يوحنا إِصحاح 13[ أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً كما أحببتكُمْ أنا ] ( يو 13 : 34 ) ،مثلما أنا أحببتكُم ، لاَ تأتُوا بِمحبّة مِنْ عِندكُمْ خُذوا حُبِّى نموذج لِمحبّتِكُمْ [ بِهذا يعرِف النّاس أنّكُمْ تلاميذِى إِنْ كان لكُم حُب بعضكُمْ نحو بعض ] ، بِهذا يعرِف النّاس ، بالمحبّة ، المحبّة الغافِرة ، المحبّة المُضحية ، المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، المحبّة التّى تأخُذ مِنهُ وَتُعطينا ، لأنّهُ قال هكذا [ لأنّ محبّة الله قَدْ إِنسكبت فِى قلُوبِنا ] ( رو 5 : 5 ) شُوف لمّا تجيِب كوبايّة وَتكُب الّلِى فِيها ، هكذا أحضر الله محبّتهُ وَسكبها داخِل قُلُوبِنا ، إِنّ محبّة الله قَدْ إِنسكبت فِى قُلُوبِنا ، صعب جِدّاً أنْ أُحِب أخِى دُون أنْ يكُون عِندِى مصدر المحبّة مِنهُ هُوَ ، المحبّة هى أساس البُنيان ، المحبّة مِنْ الله لِذلِك النَفْسَ المليئة بالمحبّة تكُون ملآنة غِيرة على إِخواتها ، ملآنة محبّة ، مليئة بالإِتضاع ، تبحث كيف تُقدِّم شىء لإِخواتها ، محتاجين له ، يسعوا إِليه وَمحتاجين إِليه ، تبحث كيف تُعطِى وَلاَ تنتظِر مُقابِل لأنّها محبّة مِنْ الله ماذا ينتظِر الله مِنْ الإِنسان ؟ ما الّذى يُمكِن أنْ نرُد بِهِ الجميل لِربِنا ؟ ماذا يُمكِن أنْ نعمل معهُ ؟ لاَ نعرِف نُقدِّم لهُ شىء لأنّنا عبيد بطّالين ، لكِن هُوَ أحبّنا فضلاً ، هكذا أحبّنا وَأحبّنا بِلاَ سببٍ ، أحبّنا دُون أنْ ينتظِر مِنّا مُقابِل لِذلِك قال داوُد النبِى [ بِماذا أُكافِىء الرّبّ عَنْ كُلّ ما أعطانيه ؟ ] ، لاَ أعرِف أُكافِئك لأنّك غالِى وَعالِى وَالّذى أُقدِّمهُ أنا لك مهما قدّمت يكُون رخيص وَحقير بالنسبِة لك ، لِذلِك عِندما يُدرِك الإِنسان محبّة الله لهُ يبدأ يشعُر بِغِنى محبّة لإِخواتِهِ ، كيف أكره أخِى وَالله يُحِبّه ؟ كيف لاَ أُحِب أخِى الّلِى المسيح مات لأجله ،هكذا قال مُعلّمِنا بولس الرسُول كيف تُعثِر وَتُتعِب أخوك [ لاَ تُهلِك بِطعامك ذلِك الّذى مات المسيحُ لأِجلِهِ ] ( رو 14 : 15 ) ، فبدأ ينظُر لِكُلّ واحِد أنّ المسيح مات علشانه ، كيف أخُذ موقِف مِنهُ أو أكرههُ ؟ أىّ شخص حتّى وَلو كان غير مؤمِن ، المسيح مات مِنْ أجل العالم ، هذا وَذاك الّذى فِى أمريكا وَالصين وَالهِند وَرُوسيا يا سلام يارب مُت لأجل هؤلاء ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ مات لأِجلِ الفُجّار ] ( رو 5 : 6 ) ، [البار مِنْ أجل الأثمة ] ( 1 بط 3 : 18 ) ، أىّ أنّ المسيح أحبّ الفُجّار وَأنا لاَ أستطيع أنْ أُحِب أخِى ، لاَ أستطيع أنْ أُقدِّم محبّة ، أُحِب قريبِى ، لاَ أستطيع أنْ أسامِح وَأغفِر وَكرامتِى لاَ تسمح ، وَذاتِى لاَ تسمح [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، هُوَ مصدر المحبّة ، هُوَ أساس بُنيان حياتنا ،أىّ محّبِتنا لله وَمحبّة الله لنا وَمحبِّتنا لإِخواتنا لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالتهُ لِتلميذه تيموثاوس إِصحاح 1 عدد 5 [ وَأمّا غاية الوصيّة فهى المحبّة مِنْ قلب طاهِر وَضمير صالِح وَإِيمان بِلاَ رِياء ] كلِمة " غاية الوصيّة " يعنى " هدف الوصيّة " لاَ تنظُر إِلَى نَفْسَكَ وَمصلحتك وَ لاَ تُغذِّى ذاتك ، إِنْ كُنّا نسير وراء هذِهِ الأُمور سنخسر أنفُسنا وَنخسر الملكُوت وَنخسر الله ، وَبعد ذلِك ماذا نقُول لله عِندما نقِف أمامه ، لِذلِك كُلّما يُدرِك الإِنسان محبّة الله لهُ كُلّما أدرك غُفرانه وَخلاصه ، يبدأ يسامِح أخوة وَيغفِر ، لِماذا تسامِح ؟ لأنّ المسيح أحبّنِى كثيراً ، لأنّهُ غفر لِى كتير ، صابِر علىّ كتير وَمطّوِل باله علىّ كتير ، فآتِى أنا على شىء صغير لاَ أغفِر زى فِى الكِتاب المُقدّس الرجُل الّذى عليه 500 دِينار وَقال لِصاحِب الدين لاَ أملُك حتّى وَلو بِعت نَفْسِى مقدرش أوّفِى الدين الّلِى علىّ ، فسامحهُ ، وَخرج هذا الشخص المديُون وَتقابل مَعْ آخر كان لهُ عِندهُ 5 دِينار ، فقال لهُ ليس معِى سامحنِى ، فرفض أنْ يُسامِحهُ وَطلب أنْ يُمسك وَيُوضع فِى السِجن ، وَلمّا عرف الرجُل الّذى سامح عَنْ الدين الكبير أحضرهُ وَقال لهُ أنا تركت لك 500 دِينار وَأنت لَمْ تترُك الخمسة ، إِذن إِحضِر لِى ما عليك صدّقونِى ياأحبّائِى هذا المثل سيحدُث فِينا فِى الأبديّة ، ماذا كُنت تطلُب مِنْ أخيك ؟ ماذا كُنت تُريد مِنهُ ؟ لك الكثير فأنا تركت لك عُمرك كُلّه وَأنت تتكلّم فِى تفاهات ، إِذن أنت لاَ تستحِق عطاياى ، أنت لاَ تستحِق محبّتِى ، أصرُخ وَلكِن [ يصرُخ وَ لاَ يُستجاب لهُ ] ، ربِنا يرحمنا وَيفّوقنا الآن لأنّ فِى الأبديّة بِماذا تفيد كلِمة [ ليتنا ] ، لأنّ الّذين قالُوا ربنا ربنا إِفتح لنا فقال لهُم لاَ أعرِفكُم ،فالإِنجيل يُعطينا أشياء لاَ نستطيع أحياناً أنْ نستوعِبها [ أحِبّوا أعدائكُمْ بارِكُوا لاعِنِيكُمْ أحسِنُوا إِلَى مُبغِضِيكُم ] ( مت 5 : 44 ) ما هذا الكلام ياربِى ؟ كلام صعب جِدّاً ، أحِب عدّوِى ، أُبارِك الّذى يلعنِّى ، أُحسِن للّذى يكرهنِى ، وَنأخُذ فِى الحُسبان أنّ هذِهِ الوصايا الثلاث بِها تدرُّج ، " المحبّة " أقل ، " أُحسِن " أعلى بِقليل ، " أُبارِك " أعلى وَأعلى زى لمّا نقُول لِشخص حِب ، يقُول لاَ أستطيع كيف ؟ وَهذِهِ هى البِداية ، فبعد المحبّة هُناك أنْ تُحسِن ، فيقُول إِنْ كُنت لاَ أستطيع أنْ أُحِب كيف لِى أنْ أُحسِن ؟ فنقُول لهُ هُناك الأعلى وَالأعلى تُحِب وُتُحسِن وَتُبارِك ، فِى حين أنّ الثلاثة فِيهُمْ تدرُّج للأصعب عدو مُبغِض يلعن ، للأصعب مِنْ الناحيتين التّى عِندِى وَالتّى على الّذى أمامِى ، فالمفرُوض أنّك تُبادِل عدم المحبّة بِمحبّة أكثر ، العدو تُحِبّه ، الّذى يُبغِض تُحسِن لهُ ، وَالّذى يلعن تُبارِكهُ ، أىّ أنّهُ هُو يكتّر وَأنا أكتّر ، نعم هُوَ يكتّر فِى كُرهه وَأنا أكتّر فِى محّبتِى ، ما هذا ؟ المحبّة لأنّ المحبّة هى الله لِذلِك نظرنا ناس إِقتنُوا المحبّة ، رغم أنّهُم ليس لهُم معرِفة كثيرة بِباقِى الوصايا ، فنجِد الله أجلسهُم على كراسِى عالية جِدّاً ، [ لأنّ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ] كان دائِماً القديس يوحنا الرسُول يقُول [ وصيّة جديدة أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً ] ( يو 13 : 34 ) إِنّ المحبّة مصدرها مِنْ الله ، قوّتها مِنْ الله ، صعب جِدّاً أنْ أُحِب مِنَ ذاتِى لأنِّى أنا إِنسان ، إِنْ لَمْ أكُن فِى إِتحاد مَعْ الله لاَ أستطيع كيف أُحسِن للّذى يُبغضنِى ، واحدة بِواحدة ، إِنْ لَمْ تكُن واحدة بأثنين أو واحدة بِتلاتة ، لِذلِك كان ناموس العهد القديم لأنْ كان عندهُمْ شراسة شديدة جِدّاً ، كان يقُول [ وَعيناً بِعينٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ ] ( خر 21 : 24 ) ، أىّ أنّ مَنْ يفقع لأحد عين تِفقع له عين مِثلها وَلكِن لاَ تقتُلهُ ، وَالّذى يكسر لأحد سِنّة يكسر لهُ سِنّة وَ لاَ تكسر لهُ أسنانة كُلّها ، لأنّ النّاس كانت عنيفة ، الّلِى يعمِل له حاجة يعمله حاجة أكبر ، فأوقفهُمْ عِند حد الوصيّة أنْ تكُون واحدة بِواحدة لكِن عندِنا فِى العهد الجديد بعد الحُب الّذى أعطيته ، وَالغُفران الّذى أعطيته تُريدُون أنْ تُرجِعُونِى إِلَى واحدة بِواحدة وَعين بِعين ، لِذلِك أحبّائِى الإِنسان الّذى ينتقِم لِذاته كأنّهُ يقُول للمسيح كأنّك لَمْ تأتِى ، وَكأنّ خلاصك لَمْ يشملنِى ، وَكأنّ محّبتك لَمْ تمسّنِى ، وَحينئِذٍ يقولّك لاَ أنا لاَ أعرِفك طالما محّبتِى لَمْ تبلُغك ، وَأنت لَمْ تضع قيمة لِمحّبتِى ، إِذن أنت لاَ تعرفنِى وَأنا لاَ أعرِفك لِذلِك كلِمة [ وَلكِنْ مَنْ يُنكرنِى قُدّام النّاس أُنكِرهُ أنا أيضاً قُدّامَ أبِى الّذى فِى السَّموات ] ( مت 10 : 33 ) ، لَمْ يقصِد إِنكار بالكلام فقط وَلكِن إِنكار بالأفعال ، لِذلِك بِقدر إِتحاد النَفْسَ بالله بِقدر المحبّة التّى تنسكِب فِيها كأنّنا قنوات وَالمياه مِنْ ينابيع مِنْ عِنده الله هُوَ يُجرِيها فِينا ، فالمحبّة التّى فِينا ليست مِنّا لكِن مِنهُ هُوَ ، لأنّها بِحسب الله لِذلِك يقُول [ عظم مِنْ عِظامِى وَلحم مِنْ لحمِى ] ( تك 2 : 23 ) ، إِحنا أبناء المحبّة ، يقُول [ وَنقلنا إِلَى ملكُوت إِبن محّبتِهِ ] ( كو 1 : 13 ) ، أىّ أنّ فِينا مِنْ محّبتِهِ ، فنحنُ أبناء المحبّة ، يقُول فِى نشيد الأناشيد [ فإِنِّى مرِيضةٌ حُبّاً ] ( نش 2 : 5 & 5 : 8 ) ، أىّ أنّ محّبِتك يارب لمّا سُكِبت داخِل قلبِى جعلتنِى مشغُول جِدّاً جِدّاً بِمحّبِتك ، وَرفعتنِى عَنْ أُمور كثيرة جِدّاً ، يمكِن النّاس لاَ يُصدِّقوا هذِهِ المحبّة وَيشعُروُا إِنِّى مريضة حُبّاً فِى مرّة إِنسان غير مؤمِن وَدخل الإِيمان وَكان يكتُب مُذّكِراته فيقُول أنا كُنت أكره المسيحيين رغم إِنِّى كُنت أرى فِيهُم محبّة كبيرة جِدّاً وَكُنت غير مصدّق لِهذِهِ المحبّة لنا أبداً أو كُنت أعتبِرها لُون مِنَ ألوان الخُبث وَالدهاء لِكى يكسبنِى وَيهدّينِى مِنْ ناحيته ، لكِن لمّا بدأ نُور الله يُشرِق فِى داخِل قلبِهِ عرف معنى المحبّة الحقيقيّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ، وَعرف المحبّة التّى بِحسب قلب الله مثلما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ محبَّة المسيح الفائِقة المعرِفة ] ( أف 3 : 19 ) ، هكذا قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ إِنْ كان أحد فِى المسيح فهُوَ خليقة جديدة ] ( 2 كو 5 : 17 ) ، هذِهِ المحبّة لاَ يستطيع أحد أنْ يستوعِبها إِلاّ الّذى فِى الخليقة الجديدة ، لكِن الّذى فِى الخليقة العتيقة المحبّة بالنسبة لهُ وهم زى واحِد يكُون موجُود مَعْ أبونا وَيقُول لهُ نكُون عمليين ، ما تكلّمنيش عَنْ المحبّة وَعَنْ الإِنجيل ، إِخبرنِى ماذا أفعل وَسأفعل ؟ يتحّول الكلام وَالإِنجيل وَالوصايا إِلَى حياة غير عمليّة لأنِّى عايش بِحسب الإِنسان العتيق ، لَمْ تعمل فِيهِ الخليقة الجديدة ، لَمْ يصِل إِنسان رُوحانِى ، يُريد أنْ يكُون إِنسان جسدانِى فِى هذِهِ الحالة إِذا كُنت تُريد أنْ تحكُم بِحسب الإِنسان العتيق فأنت أخطأت الشخص الّذى أحضرته لِيحكُمْ معك فِى هذا الموضوع ، فأنت تحتاج معك ليس إِلَى كاهِن وَلكِن لشيخ حارة أوْ عُمدِة بلد ، وَتتكلّم بِحسب القواعِد الإِجتماعيّة ، لكِن أنا أقولّك المسيح أحبّك وَأحبّنِى وَأحبّ الكُلّ وَعلينا أنْ نرتقِى فوق مُستوى أىّ حدث لِنعيش فِى غِنى تمتُّع الحياة الإِلهيّة0 2- ثِمار المحبّة :- مِنْ أجمل الفصُول التّى فِى الكِتاب المُقدّس التّى يصِل فِيها الآباء لِدرجة مِنْ المحبّة هى كورنثوس الأولى الإِصحاح 13 ، يُعطى تدريب لنا لِنقرأه كُلّ يوم بِجانِب قِرأتنا ، وَكُلّ واحِد وَواحدة يكتشِف فِى نفسه محّبتهُ قليلة أنصحهُ يقرأ كُلّ يوم كورنثوس الأولى الإِصحاح 13 لِغاية لمّا يتعلّم ما هى المحبّة ؟ [ إِنْ كُنتُ أتكلَّمُ بِألسِنة النَّاس وَالملائِكةِ وَلكِن ليس لِى محبَّة فقد صِرتُ نُحاساً يطِنُّ أوْ صنجاً يرِنُّ وَإِنْ كانت لِى نُبُوَّةٌ وَأعلمُ جمِيعَ الأسرارِ وَكُلَّ عِلمٍ وَإِنْ كان لِى كُلُّ الإِيمان حتَّى أنقُل الجِبال وَلكِنْ ليس لِى محبَّة فلستُ شيئاً0وَإِنْ أطعمتُ كُلَّ أموالِى وَإِنْ سلَّمتُ جسدِى حتَّى أحترِق وَلكِنْ ليس لِى محبَّة فَلاَ أنتفِعُ شيئاً المحبَّةُ تتأنَّى وَترفُقُ المحبَّة لاَ تحسِدُ المحبَّةُ لاَ تتفاخرُوَ لاَ تنتفِخُ وَ لاَ تُقّبِحُ وَ لاَ تطلُبُ ما لِنَفْسِها وَ لاَ تحتدُّ وَ لاَ تظُنُّ السُّوء وَ لاَ تفرحُ بالإِثمِ بل تفرحُ بِالحقِّ وَتحتمِلُ كُلَّ شىءٍ وَتُصدِّقُ كُلَّ شىءٍ وَترجُو كُلَّ شىءٍ وَتصبِرُ على كُلِّ شىءٍ0المحبَّةُ لاَ تسقُطُ أبداً ] ( 1 كو 13 : 1 – 8 ) هذِهِ هى المحبّة أنْ أجِد إِنسان لاَ يحسِد وَ لاَ يحقِد وَ لاَ يغِير وَ لاَ يتفاخر وَ لاَ يُقّبِح وَ لاَ ، هذِهِ هى المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، إِنْ لَمْ يكُنْ لِى محبّة التّى بِحسب قلب الله مهما كان لِى مِنْ معرِفة وَإِيمان فلستُ شيئاً ، ربّ المجد يسُوعَ عِندما جاء لَمْ يُعطِينا تعاليم بِدُون أفعال ، لَمْ يُعطِينا نظريّات وَيترُكنا ، لاَ فهُوَ يقُول [ أحبَّ خاصَّتهُ الّذين فِى العالم أحبَّهُمْ إِلَى المُنتهى ] ( يو 13 : 1 ) [ أسلم ذاته لأجلهُمْ ] ، تسليم حقيقِى ، هل تصِل درجِة المحبّة بِداخِلِى أنْ يكُون عِندِى التضحية أنْ أصلُب ذاتِى عِوض أحِّبائِى أم لاَ ؟ هذِهِ هى المحبّة التّى بِحسب الله ، لِماذا لاَ يتحرّك قلبِى ناحِية النّاس ، ناحِية إِحتياجاتهُمْ ، ناحِية طلباتهُمْ ؟ لِماذا عِندما أسمع عَنْ شخص أنّهُ تميّز أوْ تفّوق أوْ ظُرُوفه تحسّنت ، لِماذا أضع نَفْسِى فِى مُقارنة مَعْ الطرف الآخر ؟ المفرُوض لاَ أطلُب ما لِنَفْسِى ، المفرُوض أنْ أُقدِّم المحبّة الحقيقيّة الإِنجيليّة التّى أقُول فِيها[ ينبغِى أنَّ ذلِك يزِيدُ وَأَنِّى أنا أنقُصُ ] ( يو 3 : 30 ) ، أنا أُريد أنْ أربح الملكُوت بالقليل فِى هذِهِ الحياة بالجِهاد الشخصِى بِطلب التوبة وَالغُفران فِى كُلّ وقت أربح الملكُوت ، لِذلِك يقُولُوا أنّ [ المحبّة تجعل القلب أكثر إِتساعاً مِنْ السّماء ] ، يتسِع لِهذا وَهذا ، لأنّ الإِنسان الّذى عِنده محبّة لاَ يرفُض أحد لأنّ هذِهِ المحبّة ليست مِنهُ لكِن هُوَ ترك الفُرصة لله أنْ يعمل وَيُعطِى ، لِذلِك يقُول [ وَإِنْ أطعمتُ كُلَّ أموالِى ] ( 1 كو 13 : 3 ) مُمكِن يكُون واحِد بِيصرِف مال كثير لكِنْ ليس الدافِع محبّة بِحسب قلب الله ، مُمكِنْ يكُون بِحسب الذات ، مُمكِن يكُون لِينال مديح أوْ مصلحة مُعيّنة ، هل هذِهِ محبّة ؟ لكِنْ المحبّة تقُول فِى الكِتاب المُقدّس إِقرِضُوا غير مُؤّملِين شيئاً [ وَإِنْ أقرضتُمُ الّذين ترجُون أنْ تسترِدُّوا مِنهُمْ فأىُّ فضلٍ لكُمْ ] ( لو 6 : 34 ) أىّ أنّنِى أُعطِى وَأنا لاَ أنتظِر الرد ، لِماذا ؟ لأنّ هذِهِ المحبّة فِى الخليقة الجديدة ، المحبّة الرُوحانيّة ، المحبّة التّى صعب إِستيعابها لدى الإِنسان العتيق ، الإِنسان الجديد فقط وَالرّوحِى هُوَ الّذى يستوعِبها وَيفهمها وَيعرِفها مُمكِن واحِد يعمل وَيتعب كثير لاَ لأجل المحبّة لكِن لأجل أُجرة أوْ مديح أوْذاته لِيكُون الأول فِى المكان ، [ وَإِنْ سلَّمتُ جسدِى حتَّى أحترِقَ وَلكِنْ ليس لِى محبّة ] ( 1 كو 13 : 3 ) ، لِذلِك الإِنسان الّذى تغيِب عنهُ المحبّة يتعب وَيكُون فِى ضلال عظيم ، لِماذا ؟ لأنّ كُلّ شىء يعملهُ يكُون باطِل ، مُمكِن تكُون عِلاقاتِى مَعْ جِيرانِى ، زُملائِى ، أقارِبِى ، أحِبّائِى ، إِخواتِى ، تكُون لها مظهر المحبّة وَلكِن ليس فِيها محبّة حقيقيّة ، لِماذا ؟ لأنّ ليس فِيها محبّة بِحسب قلب الله فِى قصّة القديس أبو مقّار فِى يوم مِنْ الأيّام وَهُوَ يُصلِّى وَفرحان بِعشرتِهِ مَعْ الله فرحان بِصومه وَصلاته وَنُسكه وَزُهده ، فأتى إِليهِ ملاك وَقاله أنّ هُناك سيِّدتان فِى الأسكندرية أعظم وَأكرم مِنْ مكانتك يا أبو مقّار ، تعجّب وَجاءت لهُ غِيرة مُقدّسة ، وَقال أنا أُريد أنْ أرى هاتان السيِّدتان ، وَبدأ يسأل نَفْسَه فِى تعجُّب هل مقدار الصوم أكثر ؟ هل هُما يسكُنان فِى مغايِر ؟ فأنا أعيش فِى الوِحدة ، وَلكِنْ الملاك قال هُما ساكِنتان فِى الأسكندرية ، فأخذ يتعجّب ، وَأُقتيد بالرّوح إِلَى هُناك وَعرّفهُ الله عَنْ طريق الملاك المكان ، فسمع مِنْ الخارِج صوت أطفال فقال إِذن أنا لَمْ أحضر إِلَى راهِبات وَإِلاَ إيه ! ، فوجدهُما إِثنتان مُتزّوِجتان فِى ملابِس عاديّة فجلس معهُمْ وَقال لهُمْ أنا فُلان وَحضرت مِنْ البرّيّة وَأُريد أخذ بركتكُمْ ، فقالا لهُ نحنُ الّذى نأخُذ بركتك ، فطلب مِنهُما أنْ يحكِيا عَنْ حياتهُما ، فقالا لهُ نحنُ أُختان مُتزّوِجتان إِثنين إِخوات كُلّ ما نفعلهُ أنّنا نُحِب بعض وَنُحِب أزواجنا وَنُحِب أولادنا ، وَ أىّ ولد يحتاج لِشىء أوْ يصرُخ تجرِى أىّ واحدة فِينا عليه وَترعاه وَهى لاَ تعرِف هُوَ إِبن مِنْ لنا ، وَأزواجنا يعملا فِى أشغال بسيطة فنأكُل بِالقليل وَنتصدّق بِالباقِى على الفُقراء ، كُلّ يوم بِالليل عندِنا شويّة غلابة ، لأنّ قديماً لَمْ يكُنْ هُناك فنادِق وَأكيد كُلّ بلد كان فِيها غُرباء أتوا لِقضاء حاجتهُمْ وَكان معرُوف أنّ هُناك منازِل للمسيحيين معرُوفة بِإِستضافتِهِ الغُرباء فكانُوا هاتان السيِّدتان يفعلان هذِهِ الخِدمة الجميلة ،فهُمْ كُلّ يوم ما يفيض عنهُما يُحضِروا بِهِ أكل لِهؤلاء الغُرباء ، الّذى يُريد أنْ يبيت أوْ يأكُل وَبعدها ينصرِفُوا وَهذِهِ هى حياتنا ما الّذى ميّز هؤلاء عَنْ أبو مقّار ؟ المحبّة ، المحبّة فتحت لهُمْ أبواب كبيرة جِدّاً أكثر مِنْ أبواب النُسك وَالزُهد وَالمطانيات وَالأبواب العالية ، لِذلِك عِندما نرى المحبّة التّى بِحسب قلب الله نتعجّب بِها ، وَنرى فِى الكِتاب المُقدّس نماذِج مِنْ المحبّة مِثل :- 1- محبِّة داوُد لِشاوُل : رغم أنّ شاول عدو لهُ وَيطلُب قتلهُ وَ لاَ يُريد أنْ يسترِيح أبداً إِلاّ إِذا قتلهُ ، وَيتابعه ، وَعِندما جاء إِلَى داوُد رجُل قال لهُ قَدْ وجدت شاوُل فِى الحرب وقع وَطلب منِّى أنْ أخُذ سيفِى وَأقتُلهُ فعلت وَحضرت لأِخبِرك لِكى أُبشِّرك ، وَهذا الرجُل توّقع أنْ يأخُذهُ داوُد بِالحُضن لِسببين ، الأول لأنّهُ عدّوه ، وَالثانِى لأنّهُ سيملُك بدلاً مِنهُ ، هُوَ توّقع أنّ ده أسعد خبر سِمعه داوُد فِى حياته لكِن فِى صموئيل الثانِى الإِصحاح الأول يقُول [ فأمسك داوُد ثِيابهُ وَمزّقها وَكذا جمِيعُ الرِّجالِ الّذين معهُ ] ( 2 صم 1 : 11 ) ، رغم إِنّه عدو تِحزن كُلّ هذا الحُزن فأنت ستملُك 0 2- محبِّة داوُد لِيوناثان : فقال داوُد [ يا بنات إِسرائِيل إِبكِين شاوُل الّذى ألبسكُنَّ قِرمِزاً بِالتَّنعُّمِ وَجعل حُلِىَّ الذَّهبِ على ملابِسكُنَّ ] ( 2 صم 1 : 24 ) ، فهُوَ يُريد أنْ يقُول لهُم أنّ أيّام شاوُل كانت أيّام خير ، رغم إِنّه عدّوه ، وَيقُول عَنْ يوناثان [ قَدْ تضايقتُ عليك يا أخِى يوناثان0كُنتَ حُلواً لِى جِدّاً0محَّبتُكَ لِى أعجبُ مِنْ محبِّة النِّساء0 كيف سقط الجبابِرة وَبادت آلاتُ الحربِ ] ( 2 صم 1 : 26 ) ، مدح 00هذِهِ هى المحبّة الحقيقيّة التّى تجعل الإِنسان يتعلّم كيف يُقدِّم محبّة بِحسب قلب الله ، وَأنْ تكُون فِيهِ صِفات الله ، هذِهِ هى النماذِج التّى تجعل الإِنسان يمتلىء غِيرة0 3- محبِّة راعُوث لِنُعمى : رغم أنّ راعُوث بنت صغيرة وَزوجِها توّفى وَحماتِها تقُول لها لاَ تظلِمِى نَفْسِكَ وَ لاَ تأتِى معِى وَأنتِ أمامِك فُرصة للزواج ، فتقُول لها راعُوث [ لاَ تُلِحِّى علىَّ أنْ أترُكِك وَأرجِع عنكِ لأنّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُك شعبِى وَإِلهُك إِلهِى حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناك أندفِنُ0هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِى وَهكذا يزِيدُ0إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِى وَبينكِ ] ( را 1 : 16 – 17 ) المحبّة قويّة كالموت ، هذِهِ هى نموذج المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، هذِهِ هى المحبّة الحقيقيّة المُثمِرة ، لِذلِك محّبتِنا لابُد أنْ يكُون لها بُرهان [ يا أولادِى لاَ نُحِبَّ بِالكلام وَ لاَ بِاللِسانِ بل بِالعملِ وَالحقِّ ] ( 1 يو 3 : 18 ) ، لابُد أنْ أبحث عَنْ بُرهان أُقدِّم بِهِ محّبتِى مثلما قدّم السامرِى الصالِح ، قدّم بُرهان على محّبتِهِ عِندما إِعتنى بالرجُل المجرُوح ، مثلما قدّم الأربعة رِجال الّذين حملُوا الرجُل المفلُوج ، لازِم محبّة يكُون لها بُرهان ، مِثل محبِّة الشُهداء ،مِثل محبِّة الرُهبان وَالعذارى المحبّة التّى جعلتهُمْ يُعطوا كُلّ شىء حتّى النِهاية ، لَمْ يمسِكُوا شيئاً وَلَمْ يُبقُوا لِذواتِهِمْ شيئاً ، أعطُوا كُلّ ما بِداخِلهُم ، أعطُوا حتّى أنَفُسَهُمْ ، أعطُوا كُلّ شىء ، الحياة التّى فِيها محبّة تُثمِر أُمور كثيرة ، تُثمِر لِبر ، تقوى ، الحياة التّى فِيها الله تُعطِى الإِنسان إِتساع ، تُعطِى لهُ محبّة إِلهيّة ، يقُول أنّ الّذى فِيهِ محبّة الله [ وَ لاَ يستطيعُ أنْ يُخطِىء لأنّهُ مولُودٌ مِنَ اللهِ ] ( 1 يو 3 : 9 ) تخيّل عِندما شخص يغمُرنِى بِمحّبتِهِ لاَ أستطيع أنْ أُخطىء معهُ ، كيف هذا ؟ وَ لو أنّ محبّة الله سكنت داخِلنا بِغِنى تجعلنا لاَ نستطيع أنْ نُخطِىء وَأُهِين المسيح ، كيف يكُون هذا وَهُوَ قَدْ فعل كُلّ شىء لأجلِى ؟ لِذلِك فمحّبتِنا لابُد أنْ تُثمِر فِينا توبة وَبِر وَرحمة ، لأنّ المحبّة التّى لاَ تُعطِى هذِهِ الثِمار هى محبّة ليست بِحسب قلب الله ، مُمكِن تكُون محبّة نفسانيّة ، أوْ أنانيّة ، أو أرضيّة ، مُمكِن يكُون الدافِع لها ذات أوْ رِياء أوْ غِروُر ، لكِن علينا أنْ تكُون فِينا المحبّة المُحيية التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها قصّة عَنْ أبونا المُتنيِّح بيشُوى كامِل ، كان فِى فترة يخدِم فِى أمريكا حوالِى سنتين أوْ ثلاثة وَكانت معهُ تاسونِى زوجتة وَكان الراتِب بسيط جِدّاً وَيكفيهُما بالكاد ، وَلمّا عرف إِنّه سوف ينتقِل إِلَى كنيسة أُخرى مُحتاجة إِليه ، وَعرف أنّ أبونا الّذى سيحضر مُتزّوِج وَلهُ أولاد وَالراتِب هُنا صعب جِدّاً وَلنْ يكفِى الكاهِن الجديد ، فذهب إِلَى المسئولين عَنْ الماليّة فِى الكنيسة وَطلب زِيادة راتِبِهِ ، فتعجّبُوا أنّ أبونا بيشُوى يطلُب هذا الأمر ، لأنّهُ لَمْ يسبِق لهُ قبل ذلِك طلب أىّ شىء مادّى ، وَمُمكِنْ يكُون هُناك مَنْ أُعثِر فِيهِ ، وَكيف يتكلّم أبونا فِى المادّيات ؟ وَفِعلاً زاد الراتِب وَلكِن قبل نِهاية الشهر حضر الكاهِن الجديد وَأخذ هُوَ الراتِب الأعلى ، فشخصٍ ما بحث وراء هذا الموضُوع وَعرف أنّ أبونا طلب هذا الأمر فِى اليوم الثانِى لِمعرِفة حركِة النقل ، وَأنّهُ طلب هذا الأمر مِنْ أجل أخيهِ حتّى لاَ يضعهُ فِى حرج عِندما يأتِى وَيقُول لهُم عَنْ أمر الراتِب ، وَأنّهُ لنْ يصلُح معهُ ، وَمُمكِن أنْ يحدُث مَعْ كاهِن آخر ، المحبّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، التّى تجعل الإِنسان يشعُر بأنين مَنْ حوله ، المحبّة التّى تُفكِّر كُلّ يوم كيف تُعطِى [ مغبُوط هُوَ العطاء أكثرُ مِنَ الأخذِ ] ( أع 20 : 35 ) ، الله يُعطينا محبّة بِحسب قلبه ، لأنّ [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] محبِّة ربِنا تكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
28 سبتمبر 2025

الصليب قوة الله

عيد الصليب هو عيد هام جداً بتحتفل به الكنيسة مرتان فى السنة المرّة الرئيسيّة هى عيد ظهور الصليب يوم 10 برمهات ولأنّ شهر برمهات دائماً يكون فى فترة الصوم الكبير ولأنّ الكنيسة تُكرّم عيد الصليب جداً وتشعُر أيضاً أنّ الصوم الكبير يأخذ إهتمام كبير منها فتشعُر أنّ هذا العيد للصليب لا يأخُذ كفايته فتحتفل الكنيسة بعيدهِ الثانى وهو عيد تكريس كنيسة الصليب يوم 17 توت إحتفال رسمى كبير لمُدة ثلاثة أيام بصلاة فرايحى الصليب هو المسيحيّة والمسيحيّة هى الصليب مُمكن نعرف أى شخص إنّه مسيحى من الصليب ونعرف المكان أنّه مسيحى من الصليب ، أى صار الصليب علامة المسيحيّة وفخرُهم وقوتّهُم ومجدُهم حتى أنّ المسيح بشخصهِ المُبارك مُرتبط بالصليب عندما ظهر الملاك للمجدليّة عند القبر قال لها إنتِ تطلُبين المسيح المصلوب ، أصبح المسيح مُقترن بالصليب والصليب مُقترن بالمسيح وكما قال بولس الرسول " عزمت أن أعرف بينكُم المسيح وإياه مصلوب " الكنيسة القبطيّة تُكرّم الصليب لأنّه مصدر كُل بركة وقوة لها الصليب هو :- قوة الله وحكمة الله 1- الصليب قوة الله :- نستطيع أن نعرف قوة الصليب من الشيطان لأنّه هو الذى هُزم وخُزى بالصليب إن كان إنسان به روح شرير ووضع آخر عليه الصليب وإن كان ليس كاهن أى ليس الروح مواجه بسر الكهنوت بل بصليب من شخص عادى فإنّه يُهزم أمام الصليب فى أحد المرات كان إنسان بهِ روح شرير يسير بأحد الشوارع وكان آخر يسير فى نفس الطريق يحمل صليب فى جيبهُ فصرخ الذى به روح شرير قائلاً " إخرج الصليب من جيبك " ، الصليب علامة تسحق الشيطان قوتّةُ تظهر عندما يرتعب أمامه الشيطان كمُجرم أمام آلة إعِدامهُ هكذا الصليب مُرعب للشيطان أكثر واحد يعرف جبروت الصليب عدو الخير لذلك نمسك الصليب فى أيدينا ونرشم به جسدنا وطعامنا ومضاجعنا ونُعلّقه على منارات كنائسنا و أكثر شىء يحميك الصليب نحن نعبُد الإله المصلوب الذى بالصليب أعطانا غلبة الصليب هو قوة الله للخلاص لذلك قد يرشم الكاهن قليل من الماء الرشومات الثلاثة بالصليب فيحمل الصليب قوة الثالوث وبالتالى يحمل الماء قوة الثالوث ويرّشُها فى المنزل أو يشربه مريض فيُعطى الماء بركة قوة أيضاً خاتم الزواج يرشمه الكاهن بالصليب فيحمل قوة الثالوث وقوة الإرتباط المُقدّس ، أيضاً فى بداية القُداس يرشم الكاهن التوانى بالثالوث بالصليب ، القرابين أيضاً يرشمها بالصليب فتحمل قوة الثالوث وتتحّول من نبات أرضى إلى جسد مُقدّس غير المؤمنين عندما يرون الصليب يسخرون منّهُ " كلمة الصليب عِند الهالكين جهالة " لأنّهُ مُشكلة خزى وعار لكنّه يحمل قوة تخُزى حكمة العالم مزمور العشية يقول " قد إرتسم علينا نور وجهك يارب " وفى القُداس نقول أعطيت أولادك علامة أى علامة الصليب وفى سفر الرؤيا أنّه أعطى علامة لأولاده هى علامة الصليب أيضاً فى سفر النشيد تقول عروس النشيد " علمُه فوقى محبة " أى صليبهُ و كأنّ كُلٍ منّا يسير وفوقه علم هو الصليب يُميزّنا عن كُل قبائل الأرض كما يُميّز كُل بلد علم خاص بها ،نحن علمنا هو الصليب يعرفنا به الله وسط الأُمم ويُميّز به قطيعهُ علامة قوية لذلك معروف عن يسوع أنّه يسوع المصلوب حتى فى الأبديّة " خروف قائم كأنّه مذبوح " أى مصلوب هكذا رآه يوحنا لأنّ الصليب قوة عندما أراد الله أن يُخلّص إسرائيل من أرض مِصر أعطاهم علامة فقال لهُم أن يأخذوا من دم الذبيحة ويضعوا على القائمتين والعتبة العُليّا لأبواب منازلهُم ما هذا الخشب المُلّطخ بالدم ؟ هو الصليب وهو يُنجى من الموت الملاك المُهلك يعبُر وعندما يرى خشب مُلّطخ بالدم لا يُهلك من بداخل هذا البيت لكن إن كان باب هذا البيت غير مُلّطخ بالدم يدخُل ويُهلك الصليب قوة مُخلّصة إحتمى فيهِ وأنت تعرف معنى إدراكهُ ، أكيد الذين كانوا فى البيوت التى أبوابها مُلّطخة بالدم فى حالة صعبة من الرُعب والخوف وهم يسمعون صُراخ الذين فى الخارج لكنّهُم عرفوا كيف يحتموا بالصليب عندما تذّمر الشعب على الله وعلى موسى النبى فى البريّة أرسل لهُم الله حيّات تلدغهُم ومات منهُم كثيرون وعندما تضرّع موسى لله قال لهُ الله إصنع حيّة نُحاسيّة وإرفعها على خشبة وكُل من نظر إليها وهو ملدوغ لا يموت بل يُشفى قوة لا تُدرك لكن نقول لله لتقُل كلام يستوعبه العقل ، قُل لموسى إعطيهم هذا الدواء المُضاد لسُم الحيات ، لكن كيف ينظُر إنسان بهِ سُم لحيّة نُحاسيّة يشفى من أثر السُم ؟ يقول الله هذه قوة غير مُدركة لأنّ صليبى جهالة لكنّه صار أحكم من حكمة حُكماء العالم عندما رأوا المسيح مصلوب فى صورة ضعف قالوا أنّهُم حسبوهُ مُهان لكنّه قوة لذلك وهو على الصليب نقول لهُ قدوس قدوس لأنّ صليبهُ قوة فى العهد القديم كانوا يُقدّمون ذبائح كثيرة لكن الله قال لهُم إنّ دم التيوس والعجول لا يفى العدل الإلهى ، إذاً ما هو يا الله الذى يفىِ عدلك ؟ يقول الصليب هو الذبيحة التى تفىِ العدل الإلهى ذبيحة الكفّارة هى عبارة عن تيسين يُذبح إحدُهما ويؤخذ من دمهِ ويُوضع على الآخر ويُطلق الآخر المُلّطخ بالدم بعيداً فى البريّة ، وكأنّ الله يقول إنّ خطاياكُم لم تُمحى لكنّها بعُدت لأنّ التيس حى لكنّه بعيد ، إذاً الخطايا موجودة لكنّها بعيدة " كما من حمل بلا عيب بدم نفسهِ " ، بروح أزلى جاء حمل الله ورفع عنّاخطايانا بدم نفسهِ ، لذلك جاء مولود فى مزود لأنّه حمل أى ذبيحة ، وكأنّه يقول كما عرفتمونى من يوحنا المعمدان " هوذا حمل الله " وأنا أعيش ذبيحة من أجلكُم لابُد أن تتمتّع بفدائهِ قوة خلاص جبّارة بدم يسوع ، إن كان غير المؤمن يستهين بالصليب فنحن نفتخر بهِ قديماً أيام بولس الرسول كان الناس بهُم روح التفاخُر بالأنساب والثقافة والجاه والغِنى و فوجد بولس أنّ تيار التفاخُر قد دخل الكنيسة فقال لهمُ " حاشا لى أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح " ، لا تفتخر بغِناك أو أولادك أو نسبك كُل هذا يفنى لكن إفتخر بالصليب لأنّه يُعطى الخلاص ، لذلك سمح الله أن يُعلن صليبهُ بكُل قوة وإن كان مظهرهُ الضعف المسيح مات مصلوب كى يشترك العالم كُلّه فى موتهِ حيث كان فى هذا العصر العالم كُلّه تحت حُكم الرومان وكُل دولة دائماً لها عُرف لقتل المُجرم اليهود يقتلوه بالرجم وأُمّة أُخرى بالحرق وهكذا الرومان بالصلب ، قال المسيح سأجعل العالم كُلّه يشترك فى قتلى ، سأموت بطريقة الرومان وبمشورة اليهود أى إجتمع فى موتهِ العالم كُلّه لأنّه جاء ليُخلّص العالم كُلّه المحكوم عليه كمُجرم صار مُخلّص وطريقة موت المُجرم صارت خلاص. 2- الصليب حكمة الله :- إن كان الصليب هو قوة الله وأعطانا غُفران لكن مظهره ضعف وخزى وعار فكيف يكون حكمة الله ؟ نقول كان لابُد لهُ أن يموت بضعف ليرفع عنّا ضعفنا وأن يموت بخزى كى يحمل عنّا خزينا بعض اليهود يقولون أنّ كُل اليهود سيدخلون الفردوس لأنّ أبونا إبراهيم سيقف أمام الفردوس ويُدخل كُل مختون إلاّ الملعونين على خشبة أى الذين وقع عليهم حُكم الصلب والسيد المسيح جاء من تلك الفئة ليُحّول اللعنة إلى خلاص " حولّت لى العقوبة إلى خلاص " يقول القديس مارِأفرآم السُريانى أنّ الموت جاء لنا عن طريق شجرة مُعلّق عليها ثمرة وأدخل الشيطان الغوايّة لآدم فأخذ الثمرة وأكل منها ومات أى الخطيّة دخلت بشجرة وثمرة وغوايّة وموت والسيد المسيح جاء وخلّصنا بنفس الإسلوب بشجرة أى الصليب وثمرة أى المسيح المُعلّق على الصليب والغواية جاءت للشيطان الذى أراد أن يأخذ الثمرة ليأكُلّها فأكلته هى بدلاً من أن يبُتلع المسيح للموت إبتلعهُ المسيح وقيّدة والنتيجة كانت الخلاص ، إذاً الخلاص بشجرة أى الصليب والثمرة أى المسيح نيابة عن ثمرة البشريّة كُلّها هو ثمرتنا والغُوايّة للشيطان الذى رأى المسيح فى ضعف مُعلّق على خشبة لكنّه إبتُلع منّه وقُيّد وطُرح وبدلاً من أن يُعطينا هلاك وموت أعطانا حياة ، لذلك قال المسيح قديماً أكلتُم و مُتّم أمّا الآن تأكلون للحياة حكمة الله نعم الصليب بهِ ضعف ومهانة ومظهره لا يُشجّع لكن داخلهُ قوة لذلك يطلب منكِ أن تشترك فى آلامهِ هو ليس ضعيف لكنّه يُعلن قوة الله لأنّه لا يوجد صليب إلاّ ولهُ قيامة ومجد ، لذلك من شروط تلمذته أن تحمل صليبهُ وتتبعهُ إحملهُ بفرح وإِعلم أنّ داخله حكمة خفيّة أصعب شىء أن يُرسل لنا الله صليب لنفرح به و نخلُص ونحن نرفضه حكمة الله إفهمها إنّه يُريد خلاصك للحياة الأبديّة لا توجد قيامة بدون صليب ولا مجد بدون جُلجُثة الذى يُريد المجد بدون صليب كأنّه يُخلىِ الحياة من تدخُلّ المسيح وكأنّه يقول لله جيدّة الحياة التى أعطيتنى إِياها لكن ليتكّ ترفع المرض منها أو المشاكل أو المتاعب لا مثل إنسان قرأ الإنجيل بطريقة فلسفية فقال هو كتاب جيد جداً ماعدا الإصحاحات التى تحكى صلبهِ فى الأناجيل الأربعة ، نقول لهُ لا هذا فخرِنا ، لا ترفُض الألم الإنسان كثير الشكوى يجلب على نفسهِ مزيد من الأتعاب أمّا الذى لهُ عِشره مع الله نجدهُ قليل الكلام قليل الشكوى كثير الشُكر ، بينما الذى يرفُض الصليب دائم الشكوى لأنّ ذاته غالية عليه أى ألم فى حياتى هو جُزء هام من تدبير خلاصى فأقبله وأقبله بفرح وإن كُنت غير قادر على حملهِ سأقول لهُ فى صلواتى إحمله عنّى يا الله الذى لهُ رغبة فى الإشتراك فى ألم المسيح لهُ هدف هو شِفاء نفسهِ والنمو فى حياته مع الله الله يُريدنا أن نغلب أوجاعنا الأرضيّة لنصل للإبديّة لأنّ الإنسان إن إستراح سينسى الله لذلك الله يُريدنا أن نشترك فى آلامهِ لننال بركة ونكون جنود صالحين فى جيشهِ حكمة عجيبة يا الله كيف تنوب عن البشر وتحمل خلاص البشر وخطايا البشر ؟ يقول لنا بالصليب ، إكثر من رشم الصليب فى كُل عمل وعلى طعامك وفى نومك وقبل خروجك من بيتك وأنت فى طريقك و إرشم ذاتك بالصليب وما تعملهُ أيضاً حتى الهواء من حولك وستشعُر أنّ العالم كُلّه أصبح لك كنيسة لأنكّ دشنتّه بالصليب وأصبحت كُل الأماكن تحمل قوة الخلاص طوبى لمن يحمل صليبهُ لذلك حرب شرسة يُحاربنا عدو الخير بها وهى أننّا نرشم الصليب بغفله دون أن ندرى معناه وقوتّه لا إرشمه بقوة وإيمان وإعلِم أنّه قوة وحكمة الله وهو الذى هزم عدو الخير وخزاه ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
20 سبتمبر 2025

مشيئة الله

من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بركاته على جميعنا آمين ” لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة “ ( رو 12 : 2 ) كيف أعرف مشيئة الله ؟ أولاً سمات مشيئة الله :- 1- مشيئة الله صالحة :- كلمة " صلاح " في الكتاب المقدس وردت بأكثر من معنى إما إنها شئ حسن وباليونانية تُدعى" كيلوس " أي الخير النسبي وهناك معنى آخر بإنه شئ حسن جداً لطف أو وداعة وصاحبه لا يأذي ولكنه لا يُقدم عمل إيجابي وهناك معنى ثالث وهو " أغاثوس " أي الصلاح المُطلق أو الخير الإيجابي العطاء الذي بلا حدود ولا يتوقف على الآخر وهذا النوع من الصلاح هو المقصود بالنسبة لحديثنا عن الله فإنه صالح رغم تعدياتنا تُضئ بشمسك على الأبرار والأشرار وتُضئ على كل المسكونة وعندما تُعاقب فإنك تُعاقب من أجل النجاة والخلاص إن الله إرادته صالحة دائماً ولا تتوقف على شرك أو خطيتك يريد الله أن يقودنا إلى ينابيع الفرح إنه يريد أن يسدد كل احتياجاتنا . 2- مرضية :- الرضا هو كمال القبول أي تعطينا قدر من الفرح والكفاية والسرور ولا تجعلنا نحتاج إلى شئ آخر إن مشيئة الإنسان عاجزة جداً أن تُرضي الإنسان فتجد الإنسان غير راضي عن حياته لكن مشيئة ربنا تعمل للإنسان إرضاء كامل حتى ولو كانت مؤلمة وإن وُجِد إنسان غير راضي ذلك لأنه لا يوقن أنه خاضع لإرادة الله وهذه سمة من سمات المجتمع وعليك أن تعرف أن الرضا من سمات الفردوس يجب أن يكون هناك إيمان كامل بأن الله جعلني في هذا الوقت في هذه الظروف كجزء من خطة خلاصي . 3- كاملة :- الله يهتم بالكل أيضاً يهتم بالروحيات كما يهتم بالجزئيات إن مشيئته كاملة وتعطي اعتبار لكل الأمور ولا تجعل في الإنسان أي عجز أو احتياج . 4- مباركة : مشيئة الله تعطي بركة للإنسان في حياته وتُزيد على النمو الروحي ومن انسكاب نعمة الله وتُزود من تودُّده من الروح القدس عدم الرضا يأتي بتمرد ثم عصيان ثم الفراق عن الله ولكن الإقتراب إلى الله يأتي بفرح وسلام وشبع وسرور وبركة بركة الله تُنمي في الروح وتُزود علاقتك بالله يجب أن تعرف أن كل ظروف حياتك بسماح من الله لجلب البركة جميل أن تقول له " يارب أقدم لك إرادة حياتي من أجل أن تقودني أنت " . ثانياً قنوات مشيئة الله :- 1- الإنجيل ( كلمة الله ) :- عن طريق كلمة آية موقف ستجد الإنجيل يسندك ويؤيدك القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن الجهل بالكتاب المقدس هو علة جميع الشرور “ فكلمة ربنا هي التي تُحكِّمك للخلاص ويقول ” سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي “ ( مز 119 : 105) فالإنجيل هو من أهم قنوات الإرشاد الإلهي في القراءة اليومية ستجد كلمة توقفك أو تُعزيك أو تسندك جميل أن تقول لربنا ” برأيك تهديني “ ( مز 73 : 24 ) وفي رسالة تيموثاوس الثانية يقول ” تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكِّمك للخلاص “ ( 2تي 3 : 15) ينبغي التركيز أيضاً في قراءات الكنيسة للحصول على المشورة فالإنجيل يُخاطبكم بما تستريحوا إليه فالإنجيل هو رسالة الله لنا وعلينا أن نستوعبها . 2- روح الصلاة :- لا تفعل شئ في حياتك بدون الصلاة أُطلب في الصلاة أن الله يُحقق إرادته في حياتك قل له” تكلم يارب لأن عبدك سامع “ ( 1صم 3 : 9 ) إحذر من المشورات الخاصة ولا تخضع لفكرك بل لإرادة الله إن صوت الرب صوت وديع وهادي ما أجمل ما قيل في سفر أرميا النبي عندما أخذ وعد على نفسه أن لا يُنادي باسم الرب بسبب رفض الناس لكلامه ولكن الله لم يتركه فوجدناه يقول ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت “ ( أر 20 : 7 ) جاء هذا من روح الصلاة روح الصلاة تعطينا فهم ووعي عند الخضوع لكلمة الله يعطينا الله هذا الوعي مثل ما حدث مع إيليا النبي فقط هيئ أُذنك للسمع أُطلب من الله أن يعطيك تأييد لإرادته وسماع صوته . 3- الشهادة الداخلية :- أي تشعر بسلام ورضاء وفرح شديد جداً داخل قلبك تجاه عملٍ ما فهي علاقة داخلية أن ضميرك وقلبك الذي يسكنه روح الله راضي وسعيد وشاكر حتى أن في سفر يهوديت يقول ” يؤيد كل مشورة قلبك “ ( يهوديت 10 : 8 ) ولكن يكون القلب قد صلى وخضع لمشورة الله ” ليس لك مُشير أنصح منه “ ( سيراخ 37 : 17) من يقود الله حياته يشعر برضى كامل وفرح كامل في سفر العدد يقول ” فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشِبه الرب يُعاين “ ( عد 12 : 8 ) الله يتحدث إلى موسى مباشرةً الله الذي سكن داخلنا سيُحدثنا داخلنا شهادة داخلية القلب فرحان والعقل مقتنع نحن في عهد النعمة والله سكن فينا وهذا هو امتياز المؤمنين أن يحدثنا الله بطريقة مباشرة . 4- الإرشاد الروحي :- كل النقاط السابقة ينبغي أن تُعرض على المرشد الروحي أب الإعتراف في سفر الأمثال يقول” المقاصد تُثبَّت بالمشورة “ ( أم 20 : 18) الله إستودع كلمته وفكره في الإنجيل وعندما أُخضِع فكري في الإنجيل بهذا بخضع فكري لفكر الله الله آمِّن الكنيسة على فكره ولذلك ينبغي أن أراجع فكري على الكنيسة والكنيسة تعلمنا أن نطيع مُرشدينا من عاش بلا مدبر لا تكون له سلامة ويقول الكتاب ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المُشيرين “ ( أم 11 : 14) راجع فكرك مع أب الإعتراف بطاعة وإخلاص أُطلب صوت الله بروح تضرع نرى بولس عندما ذهب لاستشارة باقي الرسل بكل وداعة لمراجعة الإنجيل يقول ” لما سرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمتهِ أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشِّر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً “ ( غل 1 : 15 – 16) . ثالثاً تحذيرات :- 1- التشاؤم :- هناك آية صريحة في الإنجيل تقول ” لا تتفاءلوا ولا تعيفوا “ ( لا 19 : 26 ) . 2- القرعة :- أُسلوب لا يتفق مع العهد الجديد في مشورة الله قصة القرعة كبيرة جداً في الكتاب المقدس ولكن في العهد القديم . 3- مشورة الأشرار :- السحرة والدجالين وخلافه . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
13 سبتمبر 2025

تبرِير الإِنْسَان فِي المَسِيح يَسُوع

مِنْ رِسَالة بُولِس الرَّسُول لِلعِبرانِيين 10 : 19 – 23 [ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بيتِ اللهِ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] بُولِس الرَّسُول هُوَ الَّذِي تَكَلَّم عَنْ الخِيمة وَأنَّ الَّذِي يدخُل قُدس الأقداس هُوَ رَئِيس الكهنة فقط الآنَ يَقُول لَنَا بُولِس لَنَا كُلِّنَا ثِقة بِدم يَسُوع أنْ ندخُل إِلَى الأقداس الإِنْسَان تبرَّر فِي المَسِيح يَسُوع فَمَا هُوَ :- 1- مفهُوم التبرِير فِي المَسِيح يَسُوع :- الإِنْسَان بِالخَطِيَّة إِنْسَان غِير مقبُول لدى الله تَمَاماً بَلْ مطرُود مِنْ حضرَتِهِ مهمَا عمل هُوَ غِير بَار أمام الله [ لأِنَّهُ لَيْسَ مولُود إِمرأة يَتَزَكَّى أمامه ] ( مِنْ صَلاَة الصُلح ) الخَطِيَّة خَاطِئة جِدّاً الَّذِي يُحِب الله يكره الخَطِيَّة فَكَمْ يَكُون الله نَفْسه القُدُّوس البَار ؟ الَّذِي مَلاَبِسه بيضاء أبسط شِئ يِظهر عليهَا فَكَمْ يَكُون الله !! إِذاً الإِنْسَان بِالخَطِيَّة مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرِة الله لِذلِك جعل الله كَارُوبان بِسيفٍ مِنْ نار عَلَى حِراسة شجرة الحياة كي يُهلِكان كُلَّ مَنْ يقترِب مِنْهَا . لِمَاذا لاَ يدخُل قُدس الأقداس أحد إِلاَّ رَئِيس الكهنة فقط وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة فقط وَيملأ المكان بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت ؟ لأِنَّ الخَطِيَّة عَمَلِت حَاجِز[ هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أنْ تُخَلِّصَ بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بينكُمْ وَبينَ إِلهِكُمْ ] ( أش 59 : 1 – 2 ) لِذلِك يوجد حِجاب لِيمنع الإِنْسَان مِنْ أنْ يدخُل لِقُدس الأقداس وَمنقُوش عَلَى الحِجاب كَارُوب كي يمنعه إِذاً كَيْفَ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله ؟ يستَحِيل الخَطِيَّة جعلته مطرُود وَدينُونة الله مُرعِبة يِمكِنْ يِكُون فِكرِنَا عَنْ الخَطِيَّة غِير وَاضِح لكِنْ أي خَطِيَّة فِي دَاخِل الإِنْسَان هِيَّ تَعَدِّي وَكسر لِلنَّامُوس أي إِحتِقار لله وَرفضه لِذلِك الله موقِفه مِنْ الخَطِيَّة صعب جِدّاً كَيْفَ يَتَبَرَّر أمام الله ؟ كَيْفَ سَيُرفع الحِجاب ؟ يَقُول الله لاَ أي عمل بِهِ خَطِيَّة أوْ مُجرَّد شهوة تدخُل القلب تجعل الإِنْسَان غِير مقبُول أمامِي إِنْ عَملت خَطِيَّة وَاحدة تَصِير مُستوجِب الموت العُمر كُلَّه [ لأِنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ فَقَدْ صَارَ مُجرِماً فِي الكُلِّ ] ( يع 2 : 10) مُوسى النَّبِي عِندما نزل مِنْ الجبل بعد أنْ تَسَلَّم لوحيّ الشَرِيعة مِنْ الله كَانَ فِي حال عَظِيم وَلكِنَّهُ عِندما رأى الشَّعْب يعبُد العِجل الذَّهَبِي كسر لوحيّ العهد فحرمهُ الله مِنْ الدُخُول لأرض المِيعاد خطأ وَاحِد حرمهُ مِنْ أرض الموعِد وَكسر لوحيّ العهد إِشَارة لِكسر الإِنْسَان لِلنَّامُوس لِذلِك عِندمَا أعطاه الله لوحيّ العهد مرَّة أُخرى طلب مِنْهُ أنْ يضعهَا فِي تابُوت وَكَأنَّ الله قَادِر أنْ يحفظهَا دَاخِله أي أنَا غِير قَادِر عَلَى تنفِيذ الوَصِيَّة إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع الوَصِيَّة فوق طَاقِتنَا لِذلِك لاَ نِنَفِذهَا إِلاَّ بِالمَسِيح يَسُوع أي أمر صَغِير يجعل الإِنْسَان مطرُود مِنْ حضرة الله حَتَّى خَطَايا السهوعدم فِعل الخِير إِذاً مَاذا نفعل ؟ مُجرَّد الإِنشِغال عَنْ الله لِذلِك يَقُول [ الجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا معاً ] ( رو 3 : 12 ) حَتَّى الأبرار وَالأنبِياء لِذلِك ذكر الكِتاب أخطاء الأنبِياء إِذاً مَا هُوَ مفهُوم التبرِير ؟ هُوَ أنْ تُعطِي إِنْسَان محكُوم عَليه بِالإِعدام بَرَاءة وَبعد البَرَاءة يَعِيش حياة جَدِيدة أي يُفك سِجنه وَبعده يَعِيش فِي قصر إِذاً البِرَّ هُوَ يَتَحَوَّل الإِنْسَان مِنْ خَاطِئ إِلَى بَرِئ وَمِنْ بَرِئ إِلَى بَارإِنْسَان مديُون دَفعت عنْهُ الدِين ثُمَّ أعطيته رَصِيد كَبِير لِحِسَابه الخَاص أي مِنْ مديُون إِلَى بَرِئ إِلَى غَنِي البِرَّ هُوَ رفع سُلطان الخَطِيَّة لأِنَّ الخَطِيَّة جَعَلِت الإِنْسَان مُجرِم وَعليهِ حُكم حَتَّى أنَّ أرمِيَّا قَالَ قلب الإِنْسَان نَجِيس ( أر 17 : 9 ) إِنْ كَانَ الله ينسِب لِمَلاَئِكته حَمَاقة وَالسَّماء أمامه غِير طاهرة فَمَا حُكمه عَلَيَّ أنَا الخَاطِئ ؟ يَقُول مَارِأفرآم السُريانِي [ ويل لِي لأِنَّ الخَطِيَّة لَمْ تترُك فِيَّ عضو سَلِيم وَلاَ حَاسَّة بِلاَ فساد ] [ أُذكُر يَاربَّ طِلبة مَنْ عَاهدك أنْ يُرضِيك يوماً وَكَذِب ] الإِنْسَان مِنْ قُدرته الشَخصِيَّة لاَ يُمكِنْ أنْ يُرضِي الله يوماً وَاحِداً هذَا حَال الإِنْسَان البعِيد عَنْ الله مطرُود تَمَاماً مِنْ حضرَتِهِ لَيْسَ لَهُ رَجاء أنْ يَتَقَدَّم لله لأِنَّ الله كُلَّه طَهَارة وَأنَا كُلِّي نَجَاسة [ لأِنَّ تَصَوُّر قلبِ الإِنْسَان شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ ] ( تك 8 : 21 ) إِذا عملنَا إِحصاء لِشرَّ الإِنْسَان نَجِده شِرِّير عشرُونَ سَاعة فِي كُلَّ أربعة وَعشرُونَ سَاعة فَكَيْفَ نَتَقَدَّم إِليكَ يَا الله وَنَتَصَالح معك ؟؟ 2- تدبِير التَبرِير :- لاَبُد أنْ يدخُل إِنْسَان بِالدم عَلَى الأقل إِنْسَان وَاحِد وَمرَّة وَاحِدة فِي السنة وَكَانَ هذَا الأمر يحتمِله الله مُتَغَصِّب وَهذَا رمز لِلمَسِيح " رَئِيس الكهنة " وَيملأ قُدس الأقداس بِالبُخُور كي لاَ يرى التَابُوت وَكَأنَّ الله يَقُول لَنَا أنَا لاَ أحتمِل رؤياكُمْ لِذلِك دَبَّر التبرِير مُنْذُ سقُوط آدم[ نسل المرأة يسحق رأس الحَيَّة ] ( تك 3 : 15) نسل المرأة أي نسل العذراء آدم كي يستُر عُريه بعد السُقُوط صنع لِنَفْسه ثوب مِنْ ورق التِين لكِنْ الله أتى وَصنع لَهُ أقمِصة مِنْ جِلد لِيستُر عُريه مِنْ أينَ أتى الله بِالجِلد ؟ جِلد ذَبِيحة صنعهَا الله أمام آدم وَكَأنَّ الله يَقُول لَهُ سترك يَا آدم سَيَكُون بِالدم وَالذَبِيحة وَأكثر الله الذبائِح كي يُعلِنْ أنَّهُ بِسفك الدم قَدْ يَتَبَرَّر الإِنْسَان أمام الله لاَ يُمكِنْ أنْ تقِف أمام الله أوْ تنال المغفِرة بِدُون ذَبِيحة وَبدأ دم الذَبِيحة يُعطِي لُون مِنْ ألوان الصُلح وَوَضَعَ الله قَانُون وَنَاموس الذبائِح وَهُوَ أنَّ رَئِيس الكهنة فِي يوم الكَفَّارة يأخُذ مِنْ دم الذَبِيحة فِي إِناء وَيدخُل قُدس الأقداس وَينضح مِنْ دم الذَبِيحة عَلَى الكَارُوب حَتَّى يصمُت الكَارُوبان وَهُمَا وَاقِفان ينظُران لِلدم [ فَأرَى الدَّمَ وَأعْبُرُ ] ( خر 12 : 13) وَكَأنَّ الدم صنع صُلح بينَ الله وَالإِنْسَان وَلكِنَّهُ صُلح مؤقت لِذلِك كَانَ غِطاء التَابُوت مُحكم جِدّاً عَلَى التَابُوت وَيرمُز لِلمَسِيح وَالتَابُوت يرمُز لِلعدل الإِلهِي وَكَأنَّ المَسِيح وَفَّى كُلَّ العدل الإلهِي أمام الآب وَكَأنَّهُ يَقُول لن تَتَمَتع بِالغِطاء إِلاَّ إِذا تَمَتعت بِالتَابُوت وَلن تَتَمتع بِالكَفَّارة إِنْ لَمْ تَتَمَتع بِالمَسِيح يَقُول بُولِس الرَّسُول أنَّ خرُوف الفِصح الَّذِي يُرش دمه عَلَى البِيت جعل المَلاَك المُهلِك يعبُر إِذاً الدم عمل كَفَّارة وَفدى مِنْ الموت [ لأِنَّ فِصْحَنَا أيضاً المَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأِجلِنَا ] ( 1كو 5 : 7 ) أي أنَّ خرُوف وَاحِد فقط عَنَّا كُلِّنَا كَانَ هُوَ فِصحُنَا وَهُوَ المَسِيح لِمَاذا كانت الذبائِح فِي العهد القدِيم كَثِيرة ذَبائِح سَلاَمة وَمُحرقة وَقُربان وَ ؟ مِنْ أجل عدم كِفَايتهِمْ وَلأِنَّ الذَبائِح عَاجِزة أنْ تُطفِئ غضب الله لِذلِك تَتَكَرَّر حَتَّى أنَّ مذبح المُحرقة كانت ناره لاَ تُطفأ وَكُلَّ هذَا لاَ يُبَرِّر الإِنْسَان أمام الله لأِنَّ الذَبِيحة الَّتِي تُطفِئ غضبه كَانَ لاَبُد أنْ يَكُون بِهَا شرُوط خاصة جِدّاً وَهيَ أنْ تَكُون بِلاَ عِيب وَلاَ محدودة وَإِنْسَانِيَّة كي تفدِي الإِنْسَان أمام الله لَكِنْ الحيوان ذَبِيحة غِير كاملة لِذلِك ظلَّ الإِنْسَان بَعِيد عَنْ الله وَبدأ الله يِمَهِد ذِهن الإِنْسَان لِتبرِيره حَتَّى جَاءَ المَسِيح وَمُجَرَّد أنْ جَاءَ وَتَجَسَّد وُلِدَ فِي مِزود كي يُعَلِّمنَا أنَّهُ الحمل الرَّافِع خَطِيَّة العالم وَكَأنَّهُ يَقُول أنَا ذَبِيحة أنَا فِصحكُمْ مِنْ بِدَايِة تَجَسُّده يُعلِن أنَّهُ ذَبِيحة لِذلِك كَانَ يَجِب أنْ نَكُون قَدْ تعرَّفنَا عليه إِنَّهُ فِصحِنَا وَلِذلِك أيضاً كانت مُهِمة القِدِيس يُوحَنّا المعمِدان أنْ يِعَرَّف النَّاس عليه [ هُوَذَا حَمَلُ اللهِ ]( يو 1 : 29 ، 36 )هذَا هُوَ حَمَلَكُمْ فِيهِ كَمُلت كُلَّ الرمُوز وَالذَبِيحة وَلأِنَّ المَسِيح فوقَ الزمن كانت ذَبِيحته مُمتَدَّة عَلَى المَاضِي وَالحَاضِر وَلِذلِك كانت الذَبِيحة فِي العهد القدِيم مُستَمِدَّة قُوَّتهَا مِنْ ذَبِيحة المَسِيح جَاءَ المَسِيح وَوُلِدَ فِي مِزود أي إِنَّهُ حَمل وَأي حَمل يحدُث لَهُ شيئان هُمَا ذبح وَأكل وَالمَسِيح ذُبِحَ وَأُكِل أنَا سَآتِي إِليكُمْ لأُذبح مِنْ أجلِكُمْ وَتأكُلُونِي خرُوف الفِصح وَالمن كَانَا لاَبُد أنْ يؤكَلاَ لاَ يكفِي أنْ نذبح الحَمل فقط لاَبُد مِنْ أكله وَلاَ يكفِي أنْ نجمع المن لاَبُد أنْ نأكُله أيضاً لاَ يكفِي أنْ يُصلب المَسِيح لاَبُد أنْ يؤكل المَسِيح فِصحِنَا قَدْ ذُبِحَ رَئِيس الكهنة كَانَ يدخُل بِدم الخرُوف إِلَى قُدس الأقداس وَالمَسِيح دخل إِلَى قُدس الأقداس بِدم نَفْسه وَلأِنَّهُ رَئِيس كهنة دخل بِنَفْسه رَئِيس كهنة عَلَى رُتبة ملكِي صَادَق أي كهنُوت خُبز وَخمر كهنُوت هَارُون كَانَ كهنُوت دَمَوِي يقتُل لكِنْ كهنُوت ملكِي صَادَق كهنُوت حياة دخل المَسِيح أمام الآب بِدم نَفْسه فَوَجَدَ فِدَاء أبَدِي[ فَإِذْ لَنَا أيُّهَا الإِخوةُ ثِقَة بِالدُّخُولِ إِلَى الأقداسِ بِدَمِ يَسُوعَ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ ]( عب 10 : 19 – 20 ) مَا الَّذِي منعنا مِنْ الدُّخُول إِلَى قُدس الأقداس ؟ الحِجَاب السَيِّد المَسِيح عِندما دخل قُدس الأقداس أبطل الحِجَاب فِي نَفْسه بَلْ وَجعلهُ المَسِيح نَفْسه وَنقضهُ لِذلِك عِندما أسلم الرُّوح عَلَى الصَلِيب إِنشق حِجاب الهِيكل لأِنَّ الحَاجِز نُقِض فَكَرَّس لَنَا طَرِيق بِالحِجَاب أي جَسَده بدلاً مِنْ أنْ يمنعكُمْ العدل الإِلهِي أنَا سَأُوَفِّيه وَأجعل نَفْسِي كُبري لِتدخُلُوا إِلَى الأقداس لِذلِك لَنَا ثِقة نَحْنُ المطرُودِين أنْ ندخُل إِلَى الأقداس التبرِير أي أنَّ الإِنْسَان يُصبِح بار لكِنْ الإِنْسَان الخَاطِئ مَازَالَ مرفُوض أمَّا الخَاطِئ التَائِب فَهُوَ مقبُول [ لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمانِ مرشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ وَمُغْتَسِلَةً أجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ ] ( عب 10 : 22 ) مرشُوشة قَدِيماً كانت توجد ذَبِيحة التطهِير لِلأبرص وَلأِنَّ البَرَص مُرتَبِط بِالخَطِيَّة قَدِيماً لِذلِك كَانَ لَهُ شَرِيعة تطهِير وَهيَ أنْ يأتِي الكَاهِن بِإِناء صَغِير بِهِ ماء وَعصفورين وَخَشَبة وَقِطعة مِنْ الزُوفَا " فرع نبات " يُذبح عصفُور وَيُسفك دمه عَلَى الماء وَبِفرع الشجرة يأخُذ مِنْ الدم بِالماء وَيَرُش عَلَى العصفُور الحي وَعَلَى الأبرص وَيَطِير العصفُور الحي وَبِذلِك يَتَطَهَّر الأبرص ثُمَّ يخلع الأبرص ثِيابه وَيغسِلهَا وَيِحلق شعره وَيَستَحِم لأِنَّهُ تَطَهَّر وَالثِياب هِيَ الأعمال الخَارِجِيَّة وَيغسِلهَا أي يِطَهَرهَا وَالشعر يُمَثِّل الخَطَايا النَابِعة مِنْ القلب فيحلقه أي يخلعهَا مِنْ قلبه وَيَستَحِم أمَّا الآن لَمْ نَعُد مُحتاجِين لِلرش بِدم عصفُور لأِنَّنَا أصبحنا الآن مرشُوشة قُلُوبُنَا وَلاَ نحتاج لِلإِستِحمام لأِنَّنَا أنقياء بِالمعمودِيَّة وَالتوبة لأِنَّنَا مرشُوشِين بِدم المَسِيح فَنَتَقَدَّم بِثِقة لِلأقداس كُلَّ وَاحِد يأخُذ جَسَد المَسِيح وَدمه يختلِط بِجَسَده وَعِندما يَتَقَدَّم لله يرى فِيهِ دم إِبنه فَيُصبِح بار فِي المَسِيح يَسُوع وَمَادَامت لَنَا توبة وَتَنَاوُل نَقُول بِقلب صَادِق فِي يَقِين الإِيمان أنَّ لَنَا ثِقة لِلدُّخُول لِلأقداس لِلأسف نَحْنُ نُمَارِس الأسرار دُونَ أنْ نفهم أنَّهَا أسرار وَنَتَنَاول دُونَ أنْ نشعُر بِالغُفران رغم أنَّنَا أخذنا دمه إِذا كَانَ دم الخرُوف عِندما يُرش عَلَى البيت ينال البيت حياة وَالمَلاَك يحترِم دم الخرُوف لأِنَّهُ رمز لِلمَسِيح فَمَا بالِي أنَا المرشُوش بِدم المَسِيح نَفْسه وَبِذلِك يُصبِح التَنَاوُل لَهُ قُوَّة وَجَبَرُوت وَسُلطان لِذلِك يَقُول بُولِس الرَّسُول [ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجاء رَاسِخاً لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ ] ( عب 10 : 23 ) لِلأسف البرُوتُوستانت إِستخدِمُوا كَلِمة تبرِير كَثِيراً حَتَّى أنَّنَا نخاف أنْ نستخدِمهَا لكِنْ لاَ نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح يَسُوع نَحْنُ قِدِيسِين فِيهِ وَلَنَا ثِقة لِلقُدُوم إِليهِ وَلَنَا غُفران الشِّرِّير صَارَ بِالمَسِيح بار نَحْنُ كُلُّنَا خُطاه [ لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجلِنَا ] ( رو 5 : 8 ) لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ لأِهل رُومية [ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أجلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأِجلِ تبرِيرِنَا ]( رو 4 : 25 )[ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرنَا بِالإِيمانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ الَّذِي بِهِ أيضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُول بِالإِيمانِ إِلَى هذِهِ النِّعمةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ ] ( رو 5 : 1 – 2 ) نعم نَحْنُ مُقِيمُونَ فِي نِعمة المَسِيح وَعَظَمِة تبرِيره لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنَا خَلاَصاً هذَا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 )[ لأِنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الموتُ بِالوَاحِدِ فَبالأوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فيض النِّعمةِ وَعَطِيَّةَ البِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الحيوةِ بِالوَاحِدِ يَسُوعَ المَسِيحِ ]( رو 5 : 17 )[ فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الحُكمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هكَذَا بِبرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتبرِيرِ الحيوةِ لأِنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَان الوَاحِدِ جُعِلَ الكَثِيرُونَ خُطَاةً هكَذَا أيضاً بِإِطَاعَةِ الوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الكَثِيرُونَ أبراراً ] ( رو 5 : 18 – 19 ) نَحْنُ أبرار فِي المَسِيح بِطَاعِة المَسِيح المَسِيح لَمَّا جَاءَ قدَّم طاعة لِلآب عِوض عَنْ عِصيان الإِنْسَان ( خَطِيَّة آدم ) فَخضع لِمَشِيئة الآب حَتَّى الموت موت الصَلِيب لَمَّا رأى عِصيان آدم طرده وَطردنا وَلَمَّا رأى طاعة المَسِيح قبلنَا [ يُعطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفراناً لِلخَطَايا ]( مِنْ الإِعتِراف الأخِير لِلكَاهِنْ ) [ إِنْ أخْطَأ أحد فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ ] ( 1يو 2 : 1 )[ دَمُ يَسُوعَ المَسِيح ابنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ ] ( 1يو 1 : 7 ) إِحذر أنْ تستهتِر بِدم المَسِيح وَإِلاَّ نَكُون مُحتقرِينه كَيْفَ لاَ يَكُون عِندِي الثِقة الَّتِي كانت فِي دم العصفُور الَّذِي يُطَهِر الأبرص ؟ المَسِيح فِي الفِصح يُقال أنَّهُ ذَاقَ وَأعطَى مكانِة كُلَّ وَاحِد فِينَا عِنْدَ الآب هِيَ مكانة المَسِيح وَكَمَا سُرَّ الآب بِالإِبن يُسَرُّ بِنَا بِمَسَرِّة إِبنِهِ لأِنَّنَا نأخُذ دمه وَصِرنَا ورثة عِندمَا برَّرنَا لَمْ يُعطِينَا فِداء فقط بَلْ بِرّ أيضاً كَانَ مُمكِنْ يُعطِينَا بِرَّ مُباشرةً دُونَ فِداء لكِنَّنَا كُنَّا سَنَعُود وَنُخطِئ مرَّة أُخرى وَنُطرد مرَّة أُخرى لِذلِك أعطانا البِرَّ بِدَمِهِ هُوَ وَشَفَاعَتِهِ هُوَ إِذا أتينا بِمَصَابِيح لَهَا ألوان كَثِيرة وَوَضعنَاهَا خلف لُوح زُجاجِي لونه أحمر فَإِنَّنَا سَنَرَاهَا كُلَّهَا حمراء اللُون هكَذَا نَحْنُ بِخَطَايانَا كُلَّهَا إِذا إِختلطنا بِدم المَسِيح سَيرىَ الآب فِينَا دم إِبنه لكِنْ إِذا بعدنا عَنْ دم المَسِيح سَنُطرد وَسَيُنَفَّذ علينَا عقُوبة أصعب مِنْ عقُوبات العهد القدِيم لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِمكانية دم المَسِيح وَإِنْ لَمْ نلتَصِق بِدَمِهِ نَكُون نُهِينه وَنُهِين فِداءه لكِنْ المَسِيح مَوَاعِيده حَقِيقِيَّة وَغير كَاذِبة وَإِذْ قَالَ أنَّهُ طَهَّرنَا مهما فعلنا خَطَايا فَهُوَ يُطَهِّرنَا بِدَمِهِ لِذلِك لَنَا سَلاَم مَعَ الله [ إِذاً لاَ شَيء مِنَ الدَّينُونةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ ] ( رو 8 : 1 ) هَلْ رَأيت وَعرفت مَاذا يُرِيد أنْ يُعطِينَا المَسِيح ؟ هُوَ يُرِيد أنْ يُعطِينَا إمكانِيات ثبات وَغُفران حَتَّى لاَ تَتَسَلَّط علينَا الخَطِيَّة الله مُصَمِّم عَلَى خَلاَصنَا وَأبَدِيِتنَا وَبِرِّنَا هُوَ يِطَهِرنَا وَنَحْنُ نشكُره وَنُمَجِّده وَنَتَمَتَع بِصَلِيبه وَنَقُول لَهُ " قُدُّوس قُدُّوس " وَنُبَارِك عظمته بِفرح عِندما يَجِد خَلِيقته تُسَبِّحه وَيَقُول الَّذِينَ فديتهُمْ مَجِّدُونِي وَهُمْ قَادِرُونَ أنْ يهزِمُوا جيُوش غُرَباء بِدَمِي لِذلِك نَحْنُ نَسْعَى كَسُفَراء عَنْهُ كَإِنَّهُ يَعِظ بِنَا ( 2كو 5 : 20 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
11 سبتمبر 2025

بِالحَقِّ يُحِبُّونَكَ

وَنَحْنُ فِي هذَا اليُوْم يُوْم عِيد الشُهَدَاء الَّذِي لَهُ أثَر عَمِيق فِي كِنِيسِتنَا حَتَّى أنَّهُ جَعَلَ رَأس كُلَّ الشُّهُور وَرَأس السَنَة وَبِدَايِة حَيَاة جَدِيدَة كَي يَكُون هُوَ القُوَّة الدَّافِعَة لِلحَيَاة الرُّوحِيَّة عَلَى مَدَار السَنَة وَكُلَّ سَنَة تَمُر نَتَذَكَّر آبَائنَا الشُّهَدَاء نَأخُذ شُحْنَة لِلسَنَة الجَدِيدَة وَمَهْمَا قَدَّمنَا لَهُمْ مِنْ تَكْرِيم فَنَحْنُ لاَ نَفِيهُمْ حَقَّهُمْ لكِنْ لِنَرْفَع عُيُونَنَا وَنَرَى أجمَل مَشْهَد وَأجمَل تَكْرِيم لَهُمْ فِي السَّمَاء إِعْتِرَاف لَهُمْ بِتَعَبهُمْ وَاعْتِرَاف وَتَكْرِيم لِجِرَاحِهِمْ وَعَذَابَاتِهِمْ لِذلِك سَنَتَكَلَّم فِي عِيد الشُّهَدَاء عَنْ نُقْطِتِين مُهِمِين هُمَا :- 1- تَنَوُّع الشُّهَدَاء :- اليُوْم وَنَحْنُ مَعَهُمْ فِي مَوْكِبَهُمْ وَنَفْرَح بِهُمْ نَجِد بَيْنَهُمْ تَنَوُّع عَجِيب فَمِنْهُمْ الطِفل وَمِنْهُمْ الشِيخ وَالشَّاب وَالعَذْرَاء وَ لِئَلاَّ يَتَخَيَّل أحَد أنَّ الحَيَاة مَعَ الْمَسِيح قَاصِرَة عَلَى وَقْت مُعَيَّن أوْ مَرْحَلَة عُمْرِيَّة مُعَيَنَة فَقَد يَقُول إِنْسَان أنَا صَغِير عَنْ الحَيَاة مَعَ الْمَسِيح وَآخَر يَقُول قَدْ كَبَرْت عَلَى الحَيَاة الرُّوحِيَّة لاَ فَقَدْ نَجِد فِي الشُّهَدَاء مِنْ الرَضِيع مِثْل أطفَال بِيْت لَحم حَتَّى الشِيخ مِثْل القِدِيس بُولِيكَاربُوس الَّذِي كَانَ عُمره 86 عَام إِخْتِلاَف أعْمَار يُثْبِت لَنَا أنَّهُ فِي كُلَّ مَرْحَلَة عُمْرِيَّة حَيَاة مَعَ الله لأِنَّ كُلَّ وَقْت وَكُلَّ عُمر هُوْ مِلك لله وَلاَ تُقَلِّل مِنْ قِيمَة عُمرَك لأِنَّهُ لاَبُد أنَّ الله يَسْتَخْدِمه لِلشِهَادَة لَهُ الأُم دُولاَجِي كَانَ لَهَا أوْلاَد أطفَال " سُورَاس هِرْمَان شِنْطَاس أبَا نُوفَا " ( 6 بَشَنْس ) ثُمَّ نَتَقَدَّم فِي الأعْمَار فَنَجِد فَتَيَات مِثْل بِيسْتِيس وَهِلْبِيس وَأغَابِي اللاَتِي أعْمَارَهُنَّ 14 سَنَة وَ 11 سَنَة وَ 9 سَنَوَات ( 30 طُوبَة )أيْضاً القِدِيس أبَانُوب كَانَ طِفل ( 24 أبِيب ) ثُمَّ نَجِد سِن الشَّبَاب مِثْل مَارِجِرجِس وَمَارِمِينَا وَأبُو سِيفِين وَ سِن زَهو الشَّبَاب وَافْتِخَاره الَّذِي قَدْ نَقُول فِيهِ " لِنَحْيَا حَيَاتنَا وَنَتَمَتَّع بِهَا "القِدِيس أبُو سِيفِين وَالأمِير تَادرُس وَغَيْرَهُمْ كَانَا فِي سِن الجُنْدِيَّة الَّذِي فِيهِ قِمَّة نُضج الشَّبَاب الجَسَدِي وَالفِكْرِي َكَمَا وَجَدْنَا إِخْتِلاَف أعْمَار سَنَجِد أيْضاً تَنَوُّع فِي الغِنَى فَمِنْهُمْ الغَنِي وَمِنْهُمْ الفَقِير وَمِنْهُمْ المُتَوَسِط مَارِجِرجِس كَانَ غَنِي جِدّاً وَكَانَ قَدْ رَتَّب حَيَاته أنْ يَحْيَا حَيَاة طَبِيعِيَّة فَقَدْ كَانَ سَيَرْتَبِط بِفَتَاة وَكَانَ أبوه قَدْ تَرَكَ لَهُ أموَال كَثِيرَة وَزَّعهَا عَلَى الفُقَرَاء هذَا مَا فَعَلَهُ الأنبَا أنْطُونيُوس لكِنَّهُ بَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَبَعْدَهَا تَرَهَب أمَّا مَارِجِرجِس فَقَدْ بَاعَ كُلَّ مَالَهُ رَغم أنَّهُ كَانَ يَحْيَا حَيَاة طَبِيعِيَّة فَطَمْ نَفْسه عَنْ العَالم رَغم أنَّهُ فِي سِن زَهو الشَّبَاب الَّذِي فِيهِ الإِنْسَان لاَ يَشْبَع تَنَوُّع فِي البِيئَات أيْضاً مُخْتَلَف المُسْتَوَيَات فِي الشَكْل وَالجَمَال كَثِير مِنْ الشَهِيدَات كُنَّ عَلَى قَدر كَبِير مِنْ الجَمَال وَكَانَ جَمَالَهُنَّ سَبَب إِسْتِشهَادِهُنَّ أيْضاً تَنَوُّع فِي المَرَاكِز فَمِنْهُمْ الأُمَرَاء حَتَّى أنَّ الحُكَام كَانُوا يَتَرَدَدُون فِي تَعْذِيبَهُمْ لأِنَّهُمْ يَخْجَلُون مِنْ أنْ يُعَذِبُوا أُمَرَاء فَكَانُوا يَرُدُّوهُمْ لِبَعْض أيْضاً أرْسَلُوا خَادِم لِيَسْطُس إِبن أبَالِي أثنَاء تَعْذِيبه لِيَخْدِمَهُ لأِنَّهُ أمِير هُنَا تَنَوُّعَهُمْ يُعْلِن لَنَا أنْ لاَ نَتَخَيَّل أنَّهُ مَادَامَ لَنَا مَرْكَز أوْ جَاه أوْ مَال أنَّ ذلِك يُعْطِينَا كَرَامَة فِي عِين أنْفُسَنَا أكثَر مِمَّن حَوْلَنَا أوْ يَهِز نَظَرْنَا عَنْ الله الشُّهَدَاء كَانُوا ذِوِي مَرَاكِز وَأموَال وَلَمْ تَهتَز عُيُونَهُمْ عَنْ الله أيْضاً إِخْتِلاَف وَتَنَوُّع فِي العَذَابَات الَّتِي نَالَهَا الشُّهَدَاء بِشِدِّة آلاَمهَا كُلَّ مَا تَتَخَيَله وَكُلَّ مَا يُنَاسِبَك فِي سِنَّك وَشَخْصِيِتَك مَرَّ بِهِ الشُّهَدَاء لِذلِك تَنَوُّع الشُّهَدَاء يُعْلِن أنَّهُمْ مِثْلَنَا فِي ظُرُوفنَا وَأعْمَارنَا وَعَلَيْنَا أنْ نُبَارِك الله فِي كُلَّ وَقْت وَكُلَّ مَرْحَلَة وَنُحِبَّه مِنْ كُلَّ قُلُوبنَا . 2- فَضَائِل الشُّهَدَاء :- كَانْت فَضَائِلَهُمْ كَثِيرَة لِسَبَبِين :- أ- كَانَ عِنْدَهُمْ مَحَبَّة أمِينَة لله :- الشَهِيد لَحْظِة إِسْتِشهَاده لَمْ تَكُن هِيَ لَحْظِة شِهَادَته لله بَلْ كَانَ شَهِيد لله قَبل أنْ يَسْتَشهِد كَانَ شَهِيد لله فِي مَخْدَعه وَحَيَاته الدَّاخِلِيَّة لاَ تَتَخَيَّل أنَّ الشَهِيد صَارَ شَهِيد فِي لَحْظَة لاَ كَانَ فِي تَعَبه يُصَلِّي وَيَحْيَا وَسَط عَثَرَات وَيَحْفَظ نَفْسه وَيَتَمَسَّك بِالبِر هذَا يَعْنِي أنَّهُ شَهِيد بِحَيَاته إِلَى أنْ شَهَدَ لله بِمُوته أي تَتوِيج لِشِهَادتَه لله فِي حَيَاته وَكَمَا يَقُول الكِتَاب { بَالحَقِّ يُحِبُّونَكَ }( نش 1 : 4 ) لِنَنْظُر إِلَى أجْسَادَهُمْ وَنَقُول لَهُمْ بِالحقِّ أحْبَبتُمُوه رُبَّمَا نَحْنُ نُحِب الله بِالكَلاَم وَالفَلْسَفَة لكِنْ الشُّهَدَاء عِنْدَمَا وُضِعُوا فِي مُفَاضَله بَيْنَ مَحَبِّة الله وَمَحَبِّة العَالم إِخْتَارُوا مَحَبِّة الله لأِنَّ مَحَبِّة الله عِنْدَمَا تَمْلُك عَلَى القَلْب تَسْتَقْطِبه وَيَجْرِي وَرَاءَهَا وَكُلَّ يُوْم يَأخُذ مَزِيد وَلاَ يَشْبَع { أرَادُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا إِلَى أنْ إِسْتَقْطَبهُمْ هُوَ } سِر وَرَاء الله إِلَى أنْ يَسْتَقْطِبَك فِي السَّمَاء لِذلِك يَقُول الإِنْجِيل " يُشْبِه مَلَكُوت السَّمَوَات إِنْسَان وَجَدَ كِنْز مُخَبَّأ فِي حَقْل فَمَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَاشْتَرَى الحَقْل ( مت 13 : 44 ) الشَهِيد عَاشَ فِي حَقْل العَالم وَالكِنْز هُوَ مَحَبِّة الله فَخَبَّأ مَحَبِّة الله فِي قَلْبه مَضَى وَبَاعَ كُلَّ مَالَهُ وَاشْتَرَى الحَقْل بِالكِنْز مَحَبِّة الله تَحْتَاج مُتَابعَة وَثَبَات لاَ تَقِس نَفْسَك عَلَى مُسْتَوَى الكَلاَم أوْ مُسْتَوَى مَنْ حَوْلَك بَلْ قِس نَفْسَك عَلَى ثَلاَثَة مُسْتَوَيَات :- 1/ السَيِّد الْمَسِيح 2/ الوَصِيَّة 3/ الشُّهَدَاء قِس نَفْسَك عَلَى السَيِّد الْمَسِيح وَالوَصِيَّة وَالشُّهَدَاء سَتَجِد نَفْسَك فَقِير فِي المَحَبَّة فَقُل لله " هَبْنِي أنْ أبدَأ " مَا مِنْ شَهِيد إِلاَّ وَتَعَرَّض لِلإِغْوَاء إِمَّ بِغِنَى أوْ فَتَاة أوْ مَنْصِب لكِنْ مُغْرِيَات العَالم كُلَّهَا كَانِت فِي عُيُونَهُمْ تَافِهَة لأِنَّ مَحَبِّة الله مَلَكَت . ب- كَانَ عِنْدَهُمْ تَعَلُّق شَدِيد بِالأبَدِيَّة :- كَانُوا يَنْتَظِرُون حَيَاة أُخْرَى آجِلاً أم عَاجِلاً وَاشْتَاقُوا لَهَا القِدِيس بَاسِيليُوس هَدَّدُوه بِالمُوت فَقَالَ لَهُمْ { أنَا مُشْتَاق لِهَذِهِ اللَحْظَة لَيْتَكَ لاَ تَتَرَدَّد بَلْ عَجِّل بِالأمر } كَانَ يَتَمَنَّى هذِهِ اللَحْظَة .. أمَّا القِدِيس بُولِيكَاربُوس فَأرَادُوا أنْ يَحْرِقوه بِالنَّار فَرَبَطوه كَي لاَ يَهرَب مِنْ قُوَّة النَّار فَبَكَى وَقَالَ لَهُمْ { أُترُكُونِي أُحْرَق بِإِرَادتِي كَي أُقَدَّم لله ذَبِيحَة بِكَامِل إِرَادتِي وَلاَ أكُون كَمَنْ حُرِقَ بِدُون إِرَادته } لأِنَّهُ كَانَ يَعْلَم أنَّهَا لَحَظَات وَسَيَنْتَهِي الأمر وَهُوَ مُنْتَظِر المَجد الأبَدِي مَنْظَر فِي الأرْض شَنِيع إِنْسَان يُحْرَق أوْ تُقْطَع رَأسه لكِنْ هُنَاكَ مَنْظَر غِير مَرْئِي هُمْ رَأوه وَإِيمَانهُمْ بِهِ كَانَ قَوي فَاشْتَاقُوا لِلمَجد الأبَدِي هَلْ الأبَدِيَّة عَمَلِت فِيك حَتَّى أنَّ آلاَم العَالم تَصْغُر فِي عَيْنَيْكَ ؟ هذَا هُوَ الشَهِيد أنَّهُ مَهْمَا تَعَذَّب إِلاَّ أنَّ هُنَاكَ ثِقَل مَجْد أبَدِي ( 2كو 4 : 17 ) وَإِكْلِيلُه يَعْظُمْ وَقَسْوَة الحُكَّام لاَ تُرْهِبه بَلْ تُزِيده تَعَلُّق بِالأبَدِيَّة فَتَيَات رَقِيقَات تَمَسَّكْنَ بِالإِسْتِشهَاد رَغمْ ضَعْف طَبِيعَتَهُنَّ وَقَسْوِة العَذَابَات الرَهِيبَة هذِهِ هِيَ القِدِيسَة دِميَانَة الَّتِي بِحَسَب السِيرَة الأصْلِيَّة لَهَا ذُكِرَت عَذَابَاتَهَا الَّتِي كَانْت لاَ تُحْتَمَل إِلاَّ أنَّهَا وَهيَ فَتَاة رَقِيقَة تَحَمَلَتهَا فَهَا هِيَ تُضْرَب عَلَى رَأسَهَا حَتَّى يَخْرُج مَا بِهَا مِنْ سَوَائِل وَيُوضَع بَدَلاً مِنْهَا زِيْت مَغْلِي لأِنَّهَا أخَذَت قُوَّة مِنْ الأعَالِي الشَهِيد لَمْ يَحْتَمِل الألَمْ بِتَدْرِيب عَلَى ذلِك أوْ كَانَ يَأخُذ عِلاَج يٌفْقِده الوَعي كَي يَحْتَمِل بَلْ كَانْت قُوَّة إِلَهِيَّة جَعَلَته يَحْتَمِل الآلاَم لِذلِك لاَ تَسْتَكْبِر عَلَى نَفْسَك وَتَقُول أنَّكَ مُتْعَب فَلَنْ تُصَلِّي أوْ تَصُوم أوْ أنَّ كَرَامَتَك لاَ تَسْمَح لَكَ أنْ تُسَامِح الآخَر لاَ هذِهِ خَطَوَات بَسِيطَة مِنْ أجل أنْ تَنْمُو فِي طَرِيق الشِهَادَة لأِنَّ الشِهَادَة لَنْ تَنْمُو فِيكَ وَأنْتَ تَثُور فِيكَ الكَرَامَة أوْ لاَ تَقِف أمَام الله عَشَرة دَقَائِق فِي مَخْدَعَك الشِهَادَة تَبْدأ فِي المَخْدَع وَأنْتَ تَعْرِف أنَّ لَكَ أبَدِيَّة حَرْب عَدُو الخِير هِيَ أنْ يُنْسِيك أنَّ لَكَ الأبَدِيَّة وَيَجْعَلَك تَعِيش الزَّمَن وَيُخَيِّل لَك أنَّ الأبَدِيَّة خُرَافَات وَالزَّمَن وَاقِع لاَ العَكْس هُوَ الصَحِيح الآبَاء يُشَبِّهُون الحَيَاة الحَاضِرَة بِالظِّل وَالأبَدِيَّة بِالحَقَّ وَيَقُولُون { أعْطِنَا يَا الله ألاَّ نَرْتَكِنْ عَلَى الظِلَّ كَأنَّهُ حَقٌّ } أبَاؤُنَا بِالحَقِّ أحَبُّوه وَكَانْت الأبَدِيَّة فِي قُلُوبِهِمْ فَصَبِرُوا عَلَى الألَمْ وَعَاشُوا ضِيق الألَمْ الحَاضِر مِنْ أجل المَجْد العَتِيد أنْ يُسْتَعْلَن فِينَا ( رو 8 : 18 ) رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد إِلَى الأبَد آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 سبتمبر 2025

يوم الدينونة

بسم الآب وَ الإِبن وَ الرّوح القُدس الإِله الواحِد آمين فلتحِل علينا نعمِته وَ بركته الآن وَ كُلّ أوان وَ إِلَى دهر الدهُور كُلّها آمين بِتتعوّد الكنيسة يا أحِبّائِى وَ نحنُ فِى نهايِة عام قبطِى أنْ تقرأ لنا فصُول عَنْ نِهايِة العالم ،وعَنْ الدينُونة ، فالسنة مرّت وَ هذا إِنذار لنا أنّ هذا هُوَ نِهاية لِحياتنا ،وَ بِإِستمرار أخِر إِسبُوعين فِى السنة القِراءات تدُور حُول علامات المجىء الثانِى وَ إِستعلان مجيئه لقد تكلّمت معكُمْ فِى عِدّة مرّات عَنْ السَّماء ، وَ بِما أنّنا فِى نِهاية العام وَ الكنيسة تُرِيد أنْ تُكلّمنا عَنْ الدينُونة فأُرِيد أنْ نتكلّم اليوم عَنْ الدينوُنة يمكِن كثيرِين بِيهربوا مِنْ الكلام عَنْ الدينُونة لأنّهُ مُخِيف ،وَ لكِنْ لابُد أنْ ننتبِه إِليهِ ،وَ لابُد أنْ نعرِف أنّهُ تُوجد نِهاية ،وَتُوجد مُجازاة للأشرار وَ مُكافأة لِلأبرار نقُول جُزء مِنْ سِفر الرؤيا إِصحاح 6 : 15 – 16 [ وَ مُلُوكُ الأرضِ وَ العُظماءُ وَ الأغنِياءُ وَ الأُمراءُ وَ الأقوِياءُ وَ كُلُّ عبدٍ وَ كُلُّ حُرٍّ أخفوا أنفُسهُمْ فِي المغايِرِ وَ فِي صُخُورِ الجِبالِ وَ هُمْ يقُولُونَ لِلجِبالِ وَ الصُّخُورِ أسقُطِي علينا وَ أخفِينا عَنْ وجهِ الجالِس على العرشِ وَ عَنْ غضبِ الخرُوفِ ] فأكثر ناس بِنُعطِيهُمْ عظمة وَ كرامة فِى هذا الدهرِ يقُول عنهُمْ كانُوا بِيختبِأوا فِى صُخُور الجِبال مِنْ وجه الجالِس على العرش ، نحِب أنْ نأخُذ فِكرة بسيِطة عَنْ دينُونة يسُوعَ ،نأخُذ أولاً:- 1- مفهُوم الدينُونة :- فهل أنت يارب ستأتِى لِتُدِين أولادك وَ تُدِين العالم ،وَ ستُفرِّق العالم إِلَى أبرار وَ أشرار ؟ وَهل الصُورة التَّى تعّودنا عليها صُورة الحمل الهادِىء الّذى لاَ يصيِح ،الّذى[ قصبة مرضُوضةً لاَ يقصِفُ وَ فتيِلةً مُدخِّنةً لاَ يُطفِىءُ] ( مت 12 : 20 ) ، فهل ستكُون بِنَفْسَ وداعتك أم ستأتِى غاضِب مُنتقِم ؟ فهل نستوعِب أنّ ربِنا تخرُج مِنْ فمِهِ كلِمات لعنة وَ يقُول إِبعدوا عنِى يا ملاعيِن ،فإِنْ كان ربّ المجد يسُوعَ قَدْ غفر لِصالِبيه حماقتهُمْ وَ قال[ يا أبتاهُ إِغفِر لهُمْ لأنّهُمْ لاَ يعلمون ماذا يفعلُون] ( لو 23 : 34 ) ، فهل أنت يارب تسترِيح وَ مراحمك تسترِيح عِندما تقُول [ فحيِنئِذٍ لَمْ أعرِفكُمْ قط إِذهبوا عنِّى يا فاعِلِي الإِثْمِ] ( مت 7 : 23 ) ؟ هل أنت يارب ستكُون راضِى تماماً عَنْ دينُونتك ؟ وَ هل ستكُون أحشاءك مُسترِيحة وَ أنت سامِع صُراخ الخُطاه وَ بُكاءهُمْ ؟ فهُوَ ليس فقط بُكاء وَ لكِنْ صرِير الأسنان ففِى إِنجيِل يُوحنا إِصحاح 12 يقُول آية ذهبيَّة ،قال [ لأِنِّى لَمْ آتِ لأدِين العالم بل لأُخلِّص العالم ] ( يو 12 : 47 ) ، فأنت مُخلِّص وَ ليس ديَّان ، وَ لكِنْ بعدها قال [ مَنْ رذلنِى وَ لَمْ يقبل كلامِى فلهُ مَنْ يدِينُهُ ، الكلامُ الّذى تكلّمتُ بِهِ هُوَ يدِينُهُ فِى اليوم الأخيِر ] ( يو 12 : 48 ) كلامِى هُوَ الّذى سيُدِينه ، وصيَّة ربِنا هى التَّى ستُدِينه ، وَ لكِنْ هل فِى الدينُونة سنتذّكر أعمالنا ؟! فتُوجد ثلاث أُمور ستُذّكِرنِى بِأعمالِى :- أ/ الزمن سيُرفع 0 ب/ الجسد الضعِيف سنكُون قَدْ تخلّصنا مِنهُ ، وَ مِنْ سِمات الجسد الضعيِف هُوَ النِسيان ،فَلاَ يوجد زمن وَ لاَ يوجد نِسيان 0 ج/ سنكُون فِى حضرِة الله 0 أ- الزمن سيُرفع :- فهذا هُوَ الجو المُحِيط بِالدينُونة ، فأحداث عُمر الفرد ستكُون مُتواصِلة ،وَ كأنّها فِى لحظة واحدة ، فحياتِى كُلّها ستكُون أمامِى كُلّها فِى لحظة واحِدة ،وَ سأكُون فِى وعى كامِل ، فالوعى الّذى سيكُون عِندنا فِى الأبديَّة سيفُوق أىّ وعى نحنُ قَدْ مررنا بِهِ على الأرض ،وَ سأكُون فِى وعى كامِل لِكُلّ أحداث حياتِى ،وَ لِكُلّ سقطاتِى ،وَ لِكُلّ ضعفاتِى وَ سهواتِى ،وَ ستمُر فِى لحظة واحِدة ، وَ لِذلِك يقُول [ مُخيِف هُوَ الوقُوعُ فِي يديِ الله الحىِّ ]( عب 10 : 31 ) ،كم أنّ الحياة الماضية كُلّها ستكُون حاضِرة أمامِى الآن ، وَ فِى نُور وجُود الله سيكُون لها رؤية أُخرى تخيّل عِندما تتواجد ضعفاتِى فِى حضرِة الله ، فالشيء القبيِح لاَ يظهر عِندما يكُون فِى وسط شيء قبيِح ،وَ لكِنْ لو رميت قشرة لب فِى مكان نظيِف فإِنّهُ سيكُون شيء غرِيب ، فنحنُ خطيتنا أمام حق الله ستكُون أفظع وَ ستظهر قباحتها أكثر ممّا نتخيّلها 0 ب- لاَ يوجد نِسيان :- مُمكِنْ أنْ نكُون الآن بِننسى ،فالنِسيان داخِل مِنْ خلال الزمن ،وَ لكِنْ فِى الأبديَّة سنكُون فِى يقظة شامِلة ، خالية مِنْ كُلّ سهو ،وَ ستُعرض علينا فِى لحظة واحِدة أمام نُور وَ حق الله ،كم أنّها يا أحِبّائِى ستكُون لحظة مُرعِبة ،كم أنّ نُوره عِندما يدخُل إِلَى كياننا ستكُون الخطيَّة خاطِئة جِدّاً ،وَ سيكُون فِى لُون مِنْ ألوان الخِزى وَ لِذلِك لاَ تتعّجب مِنْ الملُوك وَ الأُمراء عِندما يقُولُوا[ لِلجبال وَ الصُخُور أسقُطِى علينا وَ أخفِينا عَنْ وجه الجالِس على العرش وَ عَنْ غضب الخرُوف] ( رؤ 6 : 16 ) ،غير قادِر أنْ ينظُر ،غير قادِر أنْ يحتمِل نُور حق ربِنا ، فِى حِين هُوَ عايِش فِى ظُلمة ،فماذا سيفعل معنا ربنا يسُوعَ ؟! وَ لِمَنَ ستكُون الدينُونة ؟! فيوم ظهُوره نقُول عنهُ فِى القُدّاس [ وَ ظهُوره الثانِى الآتِى مِنْ السَّموات المخُوف المملوء مجداً ] 0 ج- سنكُون فِى حضرِة الله :- السيِّد المسيِح هُوَ الوحيِد المُستحِق أنْ يُدِين لأنّهُ هُوَ القداسة الفائِقة ،هُوَ النُور الحقيقِى ،لأنّهُ أخذ جسدنا وَ شاركنا فِى اللحم وَ الدم ،هُوَ سيُدِين الطبع البشرِى ،وَ لِذلِك أعطى حق الدينُونة للإِبن ، فأعماله وَ قداسته تشهد لهُ فالحق الّذى فِى ربِنا يسُوعَ يكفِى أنْ يُعطيهِ الحق بأنْ يُدِيننِى بِدُون أنْ أعترِض ،بل بِالعكس أخضع لِدينونتهُ جِدّاً لأنّهُ هُوَ الّذى غلب الموت وَ دان الخطيَّة ،فعِندما أكُون أنا إِنسان مُحِب لِذاتِى وَ مُحِب لِشهواتِى مُجرّد أنْ أقِف أمامه أشعُر بِالدينُونة ،لأنّهُ هُوَ القداسة الكامِلة ، وَ هُوَ الحق وَ هُوَ الحياة وَ هُوَ النُور ، لأنّ ما مِنْ موقِف أقع فِيه إِلاّ وَ هُوَ غلبهُ ،وَيقُول لك لِماذا ؟ فأنا غلبت ، أنا أخذت نَفْسَ جسدك فلِماذا تُغلب ؟! وَ لِذلِك كم أنّ ظهُوره سيكُون مُخيِف ، وَ سيحدُث أمرين :- الأبرار سيمتلِئوا فرحاً وَ تهليلاً ، وَ ستكُون الدُنيا لَمْ تسعهُمْ ، ففرحِة العرُوس بِعريسها لاَ تُقاس بِفرحِة الأبرار بِالمسيِح ، إِنَّها فرحة لاَ يُعبّر عنها 0 وَ لِلأشرار ستكُون رُعب ، وَ ستكُون كارثة ، وَ هُمْ سوف لاَ يستطيِعُوا أنْ ينظُرُوا إِليهِ ، وَ لِذلِك يقُولُوا [ لِلجبال أسقُطِى علينا وَ لِلآكام غطّيِنا ] وَ لِذلِك وَ هُمْ كانُوا يعيِشُون فِى دنس وَ يعيِشُون لِلعالم ، عِندما ينظُروه هُوَ الفائِق القداسة فإِنّهُ سيُدِين نجاستهُمْ وَ سيرتعبُوا ، مِثل النتيِجة لِلتلميِذ البليِد فإِنّهُ يكُون يوم حزِين وَ كآبة ، وَ لكِنْ لِلمُجتهِد يكُون يوم تتوِيج ، يوم فرح وَ مسرّة وَ لِذلِك تتذّكرُوا القِصَّة التَّى فِى لوقا 8 وَ هى قِصَّة الشخص الّذى كان عليهِ شيَّاطيِن كثيرة ، وَ كانت تُرِيد أنْ تخرُج مِنهُ ، وَ قالُوا لهُ أُأمُرنا أنْ ندخُل فِى قطيِع الخنازِير ، فالشيَّاطِين غير قادِرة على أنْ تتقابل مَعْ قداستِهِ ،الإِنسان الّذى يعيِش فِى الشرّ سوف لاَ يحتمِل أنْ ينظُر ربنا يسُوعَ فنحنُ كُلُنا فِى إِشتياق لِهذِهِ اللحظة بأنْ نراه ، الكنيسة مُتوّقِعة أنْ تراه ، الكنيسة كُلّها مُترّقِبة أنْ تراه ، الكنيسة مُشتاقة أنْ تراه ، وَ لكِنْ الأشرار لاَ فسوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يروه وَ لِذلِك الإِنسان عِندما يعيِش فِى القداسة سيكُون يوم مجىء ربنا يسُوعَ يوم بهجة ،وَ لِذلِك كُلّ مجد ربِنا يسُوعَ هُوَ للأبرار ، الكُلّ سيراه ، حتَّى الّذين طعنوه سيروه ، فالّذى طعنهُ هُوَ واحِد فقط وَ لكِنْ هُنا يقُول الّذين طعنوه فإِنّ كُلّ خطيَّة هى طعنة لِربّ المجد يسُوعَ ، وَ فِى وقتها سنتذّكر كلامه ، وَ سنتذّكر لُطفه ، وَ سنتذّكر حنان ربنا يسُوعَ ، وَ سيشمل البار ، وَ لكِنْ الخاطىء ستكُون حنان ربِنا يسُوعَ وَ لُطفه نار عليه وَ لَمْ يستطع أنْ يحتمِلهُ [ شدّة وَ ضيِق وَ غضب على الّذين فعلُوا الخطيَّة ] ، وَ لكِنْ للّذين فعلُوا البِر[ مجد وَ كرامة وَ سلام] ( رو 2 : 10 ) رؤية ربنا يسُوعَ ستجعل ناس فِى ضيِق ، وَ ستجعل ناس أُخرى تكُون فِى محّبتِهِ ، وَ لِذلِك الكنيسة تقُول لهُ " كيرياليسُون يارب إِرحم " ، وَ لِذلِك فالإِنسان الّذى يعيِش فِى البِر رؤية ربنا يسُوعَ ستكُون بِالنسبة لهُ فرحة وَ مُكافأة ، وَ لِذلِك النَّاس الّذين يعيِشُون فِى الشرّ يطلبُون الموت وَ هُمْ فِى حضرِة الحياة ، وَ الحياة هُوَ ربّ المجد يسُوعَ ، فهُوَ يوم مُرعِب لِلخاطِىء وَ يوم مُبهِج لِلبار فِى سِفر يُوئِيل يتكلّم فِى إِصحاحين عَنْ يوم الرّبّ ، وَ كم أنّهُ يوم ظلام وَ قِتام لِلأشرار ، وَ يوم مُفرِح لِلأبرار ، فالإِنسان الّذى يعيِش فِى القداسة سيكُون مُكافأة لهُ ، وَ كم يكُون فِى تأمُل فِى حضرِة الله ، وَ كم تكُون سعادِة الإِنسان عَنْ كُلّ أتعابه الماضية فيكفِى فقط أنْ يراه ، أجمل مُكافأة هى أنّنا نكُون معهُ وَ نراه وَ نُعايِن وجههُ ، وَ نرى إِستعلان مجده وَ نفهم أسراره 0 وَ لكِنْ ما هى الأُمور التَّى ستُدِيننا ؟ 1- الوصيَّة :- وصيَّة ربِنا يسُوعَ ستدُيننا كسيف ذو حدين ، ستُدِيننا بِحزمٍ فائِق لاَ نتخيّله أبداً وَ لاَ نتّوقعه أبداً الوصيَّة التَّى تأخُذ شكل التحايُل وَ التَّى بِتتودّد إِلينا ، فِى يوم الدينُونة ستأخُذ شكل القاضِى ، فالوصيَّة التَّى تقُول لك يا حبيبِى أرجُوك صلِّى ، وَ التَّى تقُول لك لو سمحت إِعطِى العشُور فِى يوم الدينُونة ستجِد الوصيَّة مكتوبة بِأحرُف مِنْ نور وَ تُدِين الإِنسان الّذى كان لاَ يفعلها فأنا مُمكِنْ أنْ أعرِف الحُكم الّذى علىَّ قبل أنْ يصدُر ، لأنّ نص القانُون يقُول كذه وَ يُدِين الإِنسان ، الحق الّذى فِى الوصيَّة يا أحِبَّائِى سيقِف فِى صُورة مُرعِبة وَ حازِمة وَ بِخاصةً للإِنسان الّذى يُحِب العالم وَالإِنسان الّذى كان مُتهاوِن فِى الصلاة ، وَ سيقُول لهُ الله أنا قُلت لك [ وَاظِبُوا على الصَّلوةِ ساهِرِين ]( كو 4 : 2 ) ،وَكُلّ إِنسان كان لاَ يعيِش بِالمحبَّة سيقُول لهُ أنا قُلت [ أحِبُّوا أعداءكُمْ ] ( لو 6 : 27 ) ، وَ كُلّ إِنسان كان يُحِب العالم يقُول لهُ أنا قُلت [ لاَ تُحِبُّوا العالم وَ لاَ الأشياء التَّى فِى العالم ] ( 1 يو 2 : 15 ) الوصيَّة ستأخُذ صُورة القاضِى الحازِم ، وَ ستكُون فِى شكل جدِيد ، فهذا حق ربِنا ،وَ ستلبِس الوصيَّة صُورة القضاء ، وَ هى سوف لاَ تُدِيننا فقط على أنّنا كسرناها وَ لكِنْ أيضاً على كم مرّة تحايلت علينا أحد القديسيِن يقُول [ ستأتِى الوصيَّة وَ تُطالِبنا بِثمن توّسُلاتِها السابِقة ] ، كثيراً ما قدّمت الوصيَّة توّسُلات ، وَ آباء الإِعتراف شِبه بِتتوّسل ،وَ يقُولُوا لك يا إِبنِى صلِّى يا إِبنِى إِعطِى إِعطِى ربِنا حقوقه ، وَ لِذلِك الحق الّذى كُنّا نُقدّمه فِى صُورة توّسُلات سيأتِى فِى شكلٍ جدِيد ، سيأتِى بِقوّة جبّارة ، فِى صُورة فائِقة 0 2- منظر ربِنا يسُوعَ المصلُوب :- حق جِراحاته ستكُون فِى حد ذاتها ستُدِين الأشرار ، فِى سِفر الرؤيا يقُول عنهُ أنّهُ[ خرُوفٌ قائِمٌ كأنّهُ مذبُوحٌ ] ( رؤ 5 : 6 ) ، لِكى تكُون جِراحاته شاهِد عَنْ حُبّه الّذى لاَ يُعبّر عنهُ ، وَ عَنْ غُفران للّذى يُرِيد أنْ يتوب ، وَ عَنْ الدينُونة للّذى لاَ يُرِيد أنْ يتوب ، فيقُول لك لِماذا أنت مُصّمِمْ على الخطيَّة وَ أنا قدّمت لك كُلّ هذا الحُب ، ففِى ناس بِتستهيِن بِدم الله ، وَ لِذلِك البِر الّذى نحنُ مدعُويِن أنْ نعِيشه هُوَ بِر بِحسب قلب الله منظر ربِنا يسُوعَ وَ إِكليِل الشُوك وَ جرح جنبه وَ جرح رجليه وَ جرح يديه سيكُون منظر فظيِع لِلأشرار ، فالّذى كان يفعل الخطيَّة كأنّهُ يُعيِد موته مرّة أُخرى ، لأنّ الخطيَّة هى مُوت ، وَ هُوَ مات مِنْ أجلِنا. 3- الأبرار وَ الأنبياء وَ الشُهداء وَ القديسيِن سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه مِنْ أجل دينونتنا :- حتَّى يقُول لك فها هُمْ مِنْ كُلّ النوعيات ، الشيُوخ وَ السيِّدات وَ المُتزّوجيِن وَ غير المُتزّوجيِن وَ العذارى وَ البتوليين ، ناس أُمراء ، ناس رُتب مِنْ كُلّ الطبائِع سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه ، لأنّ مُمكِن واحِد يقُول لهُ أنا كُنت دكتور وَ كُنت مشغُول جِدّاً فإِنّهُ سيقُول لهُ أُنظُر فهذا فُلان كان أيضاً دكتور ، فهُوَ سيُدِيننا بِأنفُسنا وَ سيأتِى الأبرار وَ هُمْ النَّاس الناجحة كإِعلان عَنْ صِدق مواعِيده ، وَ أنّ الوصيَّة ليست مُستحيِلة ، وَ أنّ الوصيَّة مُمكِنْ أنْ تكُون مُعاشة بِالجسد ، وَ لِذلِك سيوقِف الأبرار بِجانِبِهِ وَ يُدِينُوا العالم فكُلّ وصيَّة نعيشها يُكافِئنا عنها ، وَ كأنّ ربنا يُرِيد أنْ يقُول لك أنا أُرِيد أنْ تكُون واحِد مِنَ الّذين سأُدِين بِهُمْ العالم الأبرار يا أحِبَّائِى الدينُونة سوف لاَ تُرعِبهُمْ وَ لاَ تُخِيفهُمْ ، وَ الخُطاه سوف لاَ يجِدوا راحة إِلاّ فِى بُكاءهُمْ وَ صرِير أسنانهُمْ ، كم أنّ الخطيَّة مُتعِبة لِدرجِة أنّهُ يقُول لك أنّهُمْ لاَ يرتاحُون إِلاّ فِى الظُلمة ، فهُمْ لاَ يُحِبُّوا أنْ يروا الأبرار ، ياه عقُوبة صعبة وَ لكِنْ هُمْ الّذين حكموا على أنفُسهُمْ ، وَ سوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يكُونوا فِى حضرِة ربِنا ، فالعذاب أهون لنا مِنْ أنْ نجلِس أمامك ولِذلِك الإِنسان المُنشغِل بِالحياة وَ بِهمومها لابُد أنْ يُفكِّر فِى الدينُونة ،لأنّهُ [ الحُكمْ هُوَ بِلاَ رحمةٍ لِمَنْ لَمْ يعملْ رَحمَةً ] ( يع 2 : 13 ) ،الكنيسة بِتضع لنا الدينُونة كُلّ يوم فِى صلاة النُوم [ هوذا أنا عتيِد أنْ أقِف أمام الديَّان العادِل ] ، فأهم شيء هُوَ أنّ الإِنسان يتُوب فالدينُونة الآن وَ المجِىء الثانِى هُوَ الآن وَ العِقاب هُوَ الآن ، فالإِنسان لابُد أنْ يستعد لِلأبديَّة يا أحِبَّائِى ، لأنّهُ سيكُون يوم مُبهِج لنا إِنْ عِشنا فِى البِر وَ سيكُون يوم مُفزِع لو عِشنا فِى الشرّ ربِنا يجعلنا نكُون مِنْ القطيِع الّذى عَنْ يمينه لِكى نفرح بِلِقاءه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
23 أغسطس 2025

تحويل مركز الحياة من أنا إلى المسيح

من رساله معلمنا بولس الرسول الى اهل غلاطية اصحاح 2 عدد 20 بركاته على جميعنا امين المسيح صلب احيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الآن في الجسد فأنما احياة في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلى نعمه الله الاب تحل على ارواحنا جميعنا امين معلمنا بولس الرسول يعطينا شعار لحياتنا مبدأ لحياتنا ما الحياه التي نعيشها قال احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا كيف احيانا لا انا ؟! انا تكون داخل المسيح انا ملكي تكون محفوظه في المسيح عايشه للمسيح وعايشه بالمسيح احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احبائي هدف حياتنا ان لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا نحن عايشين ونجاهد ونصوم ونصلى ونذهب الى الكنيسه لكي لا نعيش نحن بل يعيش المسيح بداخلنا في الحقيقه انا عايش انا لا المسيح انا كل حاجه عندي انا اهم شيء انا اكل اشرب انام اخرج اروح اجي اتفسح انا انا اين المسيح؟! دائما نعيش انا لا المسيح انظر الى البرنامج اليومي لديك اين هو المسيح؟! كرامه المسيح فعلا في حياتك ؟! ما هي ما الوقت الذي تقضيه مع المسيح تجد نفسك مشغول اصبحت انت الذى تعيش وليس المسيح تفكر في المسيح كم من الوقت؟! تعطي المسيح مساحه ماهى؟! المسيح في حياتك قد ايه حجم المسيح في حياتك وبداخلك انت قد ايه فأصبحت لا مثل معلمنا بولس عندما قال احيا لا انا بل المسيح بل احيا انا لا للمسيح ما اصعب احبائي ان اكون انا محور الحياه ما اصعب اكون انا مشغول جدا بالأرض و بنفسي مشغول جدا بالزمن مشغول جدا بالماديات وبالعلاقات اين المسيح ؟! في الحقيقه قليل جدا ممكن ان يكون غائب احبائي كيف ينقل مركز الحياه من انا الى المسيح؟! كيف اقول فعلا به نحيا ونتحرك ونوجد كيف اقول حقيقي منه وبه وله كل شيء كيف اقول حقيقيا ان المسيح هو محور حياتي وليس انا الحياه منه هو العمر منه هو الايام منة هو المال منه كل شيء منه طالما منه لابد ان يكون له منه وله معلمنا بولس يضع كلمة اخرى بة منه وله وبة كل الاشياء احيا لا انا بل المسيح فكر بفكر المسيح عايش بحياه المسيح عايش باهتمامات المسيح ولادك في المسيح شغلك في المسيح بيتك في المسيح كلامك في المسيح نظراتك في المسيح صحتك في المسيح مالك في المسيح يكون صاحب الفضل عليك في كل شيء احبائي الحياه بتاعتنا ليست ملكنا احبائي لكنها ملكه هو احيا لا انا ما اخطر الحياه التي للذات ما اخطر الحياه التي مركزها انا انا ثم انا دائم التفكير فى حياتى كيف ان اعيشها كيف ان استمتع بها كيف ان اتلذذ بأمور الحياة دائم التفكير في نفسى الحياه في المسيح ليست كذلك احبائي بل لابد ان تشعر ان متعتك في المسيح ولذتك في المسيح وكرمتك في المسيح وذاتك في المسيح وفرحك في المسيح تتحول حياتك بعد ما كنت تكسب المال لكي تتلذذ به نفسك اصبحت تكسب مال لكي تعيش به لكن المال تمجد بي الله وتشكر بي الله وتعطي به الله وتساعد غيرك لان المال وسيله لمجد الله الحياه عندما تكون للمسيح الكيان باكمله يتغير التفكير يتغير الاهتمامات تتغير الاولويات تختلف احياء لا انا بل المسيح الانسان عندما يعيش لنفسه يكون في هم شديد جدا الناس التي تعيش لنفسها تجدهم ليست مبسوطين حزناء الحياه من اجل الذات الحياه من اجل الارض الحياه من اجل الزمن لا تأخذ منها الا الهم والحزن والضيق والاكتئاب معلمنا بولس يقول احيا لا انا بل المسيح العمر الذي انا اعيشوا الان ليس عمري بل عمر المسيح لان المسيح عندما مات من اجلي مات هو لكي اعيش انا مات هو و اعطاني حياته هو فالحياه التي انا اعيشها الان هي في الحقيقه هي حياته هو انا عايش حياه المسيح وله الفضل في حياتي المفروض ان اعيش المسيح على الارض احبائي الانسان الذي عايش بداخل نفسه مخنوق مهموم حزين مكتئب لانه عايش لذاته هو انسان عايش لنفسه لان الإنسان ليس بالسهولة ان يشبع او يكتفى لانة عايش لذاتة عايش يقول انا عايش لاجل الناس ان تكبروا الناس تحترموا دائما لا يجد توقعاته يجد الناس ليست تكبره ولا تحترمة فتجدوا دائما في ضيق اكتئاب وحزن مراره نفسه تصعب عليه لانه ليس لنفسة بولس قال ما احيا الان في الجسد ليس لي انا بحياه من اجل الذي احبني واسلم ذاته لاجله ليست حياتي انا ايمان ابن الله الذي احبني واسلم ذاته لاجلى هو مات لاجل الجميع لكي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات من اجلهم وقام اصبح انا الان اعيش حياه الذي مات لاجلي وقام احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احيانا الانسان يمر بأربع مراحل اولا انا لا المسيح وممكن الانسان يتقدم بعدها يقول انا والمسيح لكنة هو الاول مرحله ثالثه المسيح وانا اما مرحلة معلمنا بولس لا انا بل المسيح فكر وابحث انت تنتمى لاى مرحله فيهم هل لاغى المسيح من حياتك ولا تعطيه وقت ولا فكر ولا اولويه ولا اي شيء ؟! انا ثم انا ممكن اكون انا في هذه المرحله عندما يتقدم الانسان في النعمة يصبح المسيح وأنا لابد عندما أبدا يومى ان اصلى عندما اصوم او احضر قداس اكون فرح وعندما اطبق الوصيه اكون مبسوط المسيح وانا لا انا بل المسيح معلمنا بولس الرسول في سفر اعمال الرسل يقول ولا نفسي ثمينة عندي الانسان في المسيح يسوع احبائي يصل لمرحلة ان يقول على نفسه انا ليس مهم بل المسيح هو الاهم المسيح هو كل شيء قال به نحيا ونتحرك ونوجد لابد أن ننقل مركز الحياه من انفسنا الى المسيح انظر الى ابنك على انه ليس ابنك بل المسيح معطية لك انظر الى فلوسك انها ليست مالك ده خير المسيح لك المسيحي مؤتمن على المال ولا يمتلك المال الله يأتمنا على المال ولا يدع المال ملك لنا انت مجرد امين على المال مجرد امين على ابنك انت امين على زوجتك انت امين على بيتك انت امين على ايامك انت امين على عمرك لكن انت في الحقيقه لا تملك اي شيء من هذا معلمنا بولس الرسول قال ااخذ أعضاء المسيح واجعلها اعضاء زانية حاشا اعضاء المسيح هى اعضائى انا هذا جسد المسيح ملك المسيح اذا انا بتعامل مع المسيح فى جسمى ووقتى وعمرى وايامى اصعب شيء احبائى عندما ينظر صاحب الشئ الى الشى على انة بيتهان الوصية موجودة في الانجيل احبائي لكى تسندنا وترفعنا قوم خطواتى كقولك فلا يتسلط عليا اى اثم احيا لا انا بل المسيح يحيا في انقل مركز وجودك من ذاتك الى المسيح لكى تشعر بطعم جديد فى حياتك عندما اعيش المسيح ليس اعيش انا حياتى سوف تختلف حالة من الرضا ومن السرور والسعادة نفس ذاهدة للعالم من اقوال القديس يوحنا ذهبي الفم لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذى انت نفسك ربنا يعطينا بركه الايام المقدسة لامنا العذراء نقول جميعنا مع معلمنا بولس احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
16 أغسطس 2025

العذراء المكرمة

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين. نتكلم فى نقطتين بنعمة ربنا :- اولا كرامه العذراء وثانيا..أنا والعذراء اولا كرامه العذراء:- كرامه العذراء كرامه كبيره جدا في الحقيقه أحيانا كثيرة نكرم العذراء لاجل اشياء لا تكون المقصود بها الكنيسه انها تكرم بها العذراء مثال ممكن نكون نريد ان نكرم العذراء لتواضعها او ممكن نريد تكريم العذراء لاجل طهارتها وبتوليتها او ممكن نريد ان نكرم العذراء لصمتها او لاقامتها فى الهيكل لكن في الحقيقه الكنيسه تكرم العذراء ليس لا اجل هذه الاشياء بل لاجل اشياء اهم من ذلك نحن نكرم العذراء لانها والده الاله نحن نكرم العذراء لانها التي ولدت الله الكلمه بالحقيقة بنكرم العذراء لانها كانت هي الوصيلة التى افتقدنا بها الله وجاء وافتقد جنسنا واخذ طبيعتنا البشريه من بطنها ومن جسمها ومن لحمها ومن دمها فاصبح العذراء بالنسبه لنا هي امنا كلنا وأم للجنس البشري الجديد وامنا من بعد حواء اصبح اليوم امنا كلنا في المسيح يسوع هي العذراء كرامه العذراء ليس مجرد ٢٢٢٢٢٢٢ ولكن كرامه العذراء مثل ما قالوا القديسين او والده الاله تجد صوره امنا العذراء بحسب الكنيسه لابد ان تكون حامله للمسيح لان كرامه العذراء ليس مرتبطه بشخصها لكن كرامه العذراء مرتبطه بأنها والده الاله يا بخت اللي يعرف والده الاله افضل طريقه نقرب بها من ربنا يسوع المسيح هي ان نقرب من امنا العذراء اذ ليس لنا داله ولا حجه فنحن بك نتوسل نحن لا يوجد لنا داله لكي نكلم ربنا يسوع المسيح لاننا خطاه واثقين في أن لدينا ام حنينة تقول له اشفع عنهم نحن نكرم العذراء لانها ليست مجرد قديسه ولكنها والده الاله ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه عندما تحضر الكنيسه في مجمع الكنيسه الذي يقال فيه القديسين تجد الاب الكاهن يقول القديسين سريعا يقول رؤساء الاباء رؤساء الاباء ابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب وبعد ذلك يقول والانبياء اشعياء ودانيال حزقيال وارميا وهوشع وعاموس كل هذا يتقال سريعا والرسل والمبشرين والانجيليين والشهداء والمعترفين كل ارواح القديسين الذين كملوا في الايمان كلهم قالوا سريعا وعند العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله القديسه الطاهره مريم التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه المهم المبشرين والشهداء والمعترفين وعندما ياتي الى العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه لاجل هذا كنيستنا تكرم العذراء كنيستنا تحب العذراء لا تصلي صلوة بالاجبية الا تجد اسم العذراء ولا تحضر قداس الا تجد اسم العذراء تقول بشفاعه والده الاله وكل حين العذراء وعلى حامل الايقونات امنا العذراء في التسبحه امنا العذراء صلوات الكنيسه امنا العذراء كل شهر نتذكر امنا العذراء يوم 21 من كل شهر لابد ان نعمل لها عيد احبائي ليس نكون في كنيستنا نصوم الى احد من القديسين كلنا نحب البابا كيرلس لكن لا يوجد صيام للبابا كيرلس كلنا نحب مارجرجس ونعمل نهضه لة لكن لا نصوم لمار جرجس مارمينا ابو سيفين الست دميانه لكن لا يوجد اصوام لهم لكن عند السيده العذراء لابد ان نصوم نصوم للعذراء ليس لانها مجرد قديسه لا لانها والده الاله صوم العذراء مرتبط بسر خلاصنا السيده العذراء هي التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه نعظمك يا ام النور الحقيقي الكنيسة بتكرم العذراء ليس لأنها مجرد قديسه لكنها والده الاله امسك في الايام التي بها تمجيد للسيده العذراء وافرح بها جدا وزيد العلاقه بينك وبين السيده العذراء وكرمها لان الكنيسه تريد ان تكرمها الكنيسه تقول على العذراء انتى اعلى من الشاروبيم واجل من السيرافيم الشاروبيم هم الذي يحملوا العرش الالهي انت اعلى منهم الكنيسه تكرم العذراء تقول عنها انها السماء الثانيه الكتاب المقدس يكرم العذراء ويقول انها السحابه الخفيفه التى حملت ربنا يسوع المسيح وان جبتة الى أرضنا ٠.تقول انها الكاروب المظلل تابوت العهد هو العذراء غطاء الذهب غطاء الذهب كان يوجد حوالية كاروبيم إثنين قصاد بعضهم كرامه العذراء كرامه فائقه في الكنيسه لانها جاءت من كرامه ابنها تكريم الكنيسه لامنا العذراء لابد ان تعلم انه جاء من ينبوع قداسه وبر الكنيسه التي علمت قيمه امنا السيدة العذراء اباء الكنيسه الذين وضعوا تسابيح الكنيسه نحن نظل شهر كيهك اسمه الشهر المريمى وايضا مدائح للعذراء ونكون سهرانين طول الليل ونقول لها اجمل التماجيد التي قيلت للسيد العذراء ونسبح السيده العذراء ونقول لها انها ام الاله لا نستغنى عنها ابدا ولا نقدر أن نغفلها ولا نعتبرها مجرد احدى القديسين لا العذراء في كنيستنا تعتبر ليست قديسه لكنها عقيده لان العذراء ولدت الله الكلمه اللةالكلمه حل في احشائها اتى وحل في الحشا البتولي غير الدنس ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة فالعذراء في الكنيسه ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده بطن العذراء عرش سماوي نقول عليها في المديح الذي نصلي به دائما السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت مريم فخر رجانه باب وطريق للملكوت العذراء بطنها خزانه حاوية اسرار اللاهوت القديسين القديس كيرلس الكبير يقول اتحاد فائق الطبيعه بين اللاهوت والناسوت داخل بطن امنا العذراء القديسين يسموا بطن العذراء معمل اتحاد الطبائع ما هي اتحاد الطبائع؟ الطبيعه الالهيه والطبيعه البشريه اتحدوا في بطن امنا العذراء الكنيسه تكرم العذراء في التسبيحه والقداس الاجبية والاصوام وشهر كيهك واعياد للعذراء وعيد ميلاد العذراء وعيد دخولها الهيكل وعيد صعود جسدها ونياحتها واعياد كثيره للعذراء لان العذراء ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده العذراء لا تخضع الى اختياراتنا لانها اعلى بكثير القديسه العذراء هى جزء من عقيدتنا وايماننا قانون الايمان مقدمه قانون الايمان يخص السيده العذراء لان الذي يتلخبط في المسيح ويريد ان يفهمة يفهمة عن طريق السيده العذراء العذراء هي ام الله التي ولدت الله الكلمه بالحقيقه ليس بالخيال غبريال الملاك قال سلام لك ايتها الممتلئه نعمه الملاك يقول لها انت ممتلئة نعمة الملاك يقول لها ممتلئه نعمه فماذا نقول لها نحن اليصابات التي قيلت عنها هى وزكريا الكاهن كان كلاهما بارين أمام اللة سالكين في جميع طرقه الى اليوم اليصابات بجميع برها قالت من اين لى هذا أن تأتى ام ربى إلي ومدائح الكنيسة تقول مجد مريم يتعظم فى المشارق والغروب مجدوها عظموها فى القلوب. ثانيا انا والعذراء لابد ان كل أحد فينا لدية كرامه العذراء مريم فى حياتة الشخصية داخل قلبك وفكرك لابد ان يوجد شى اسمة العذراء مخلوطة بك تشعر بها وبأمومتها وحنينها وبأهميتها لدرجة أن تخرج منك كلمة يا امى يا عذرا لابد ان تكون العذراء بالنسبه لك أنها ام لك وانت ابنا لها لابد ان يكون لك علاقة خاصة جدا بأمنا العذراء ضع لها صورة أمامك دائما اعمل لها تمجيد نور لها شمعة صغيرة فى بيتك لابد ان يكون بينك وبين العذراء علاقة خاصة علاوة ومحبة خاصة وعندما تتكلم عنها تشعر انك تتكلم عن والدتك اى شخص يحتاجها فى اى شىء لا تتاخر عنة قرب من صفاتها ربنا يبارك حياتكم ويعطينا نهضة مقدسة ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل