المقالات

18 يوليو 2018

فاعلية الخدمة

إن الإثني عشر لم يبدأوا الخدمة إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم و نالوا قوة ( أع 1:8 ) ، و لبسوا قوة من العالي ( لو 24 :49 ) . حينئذ " إلي أقاصي المسكونة بلغت أصواتهم " و في كل الأرض خرج منطقهم " ( مز 19 : 4 ) اسطفانوس الشماس ، لأنه كان مملوءاً من الروح القدس و الحكمة ، لذلك لما وقفت أمامه ثلاثة مجامع فلسفية " لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة و الروح الذي كان يتكلم به " ( أ‘ 6 ك 10 ) . و بفاعلية عمل الروح في العصر الرسولي " كانت كلمة الرب تنمو ، و عدد التلاميذ يتكاثر جداً في أورشليم " ( أ‘ 6 : 7 ) " كان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون " ( أع 2 : 47 ) " و الكنائس في جميع اليهودية و الجليل و السامرة ، كان لها سلام ، و كانت تبني و تسير في خوف الرب . و بتعزية الروح القدس كانت تتكاثر " ( أع 9 : 31 ) أما نحن فلنا عشرات الآلاف من المدرسين ، و لكن الخدام العاملين بالروح قليلون تأملوا خادماً واحداً مثل بولس الرسول ...لاشك أن إختياره كان حادثاً خطيراً في الكنيسة . لقد تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15 : 10 ) . و تألم و جاهد أكثر من الكل " عدا الأهتمام بجميع الكنائس " و غيرته التي يقول فيها " من يعثر ، و أنا لا ألتهب ؟!" ( 2 كو 11 : 28 ، 29 ) . هذا الذي دعي " رسول الأمم " . ووصلت خدمته من أورشليم إلي أنطاكية إلي قبرص ، ثم إلي اَسياغ الصغري و بلاد اليونان ، و إلي رومه و كتب 14 رسالة ، و كرز و هو في السجن أننا مستعدون أن نستغني عن عشرات الآلاف من الخدام الذين معنا ، في مقابل بولس واحد و ستكون خدمته أكثر فاعلية من الآلاف ربما نجد في أحد فروع الخدمة خمسين خادماً ، و لكن بلا حرارة في خدمتهم . ثم يلتحق بالخدمة خادم جديد ، فيحول الخدمة إلي لهيب نار بقوة الروح الذي فيه إن ألسنة النار التي حلت علي التلاميذ في يوم البندكستي ، أعطتهم لساناً نارياً و كلمات نارية ، و خدمة لها لهيب و فاعلية ، و حرارة في الروح ، و حرارة في الصلاة ، و حرارة في الحركة و الأسفار إنها جمرات نار ، ظل العالم يتقاذفها ، حتي أشتعل العالم كله ناراً ، ألهبت القلوب بالإيمان أنظروا ماذا فعل أوغسطينوس مثلاً ، حينما دخل في محيط الخدمة و كيف أن تأثيره لم يقتصر فقط علي جيله ، و إنما حتي الآن مازلنا نستفيد من تأملاته .. و تادرس تلميذ باخوميوس ، لما صار راهباً ، كم كان أعمق التأثير الذي أحدثه في الحياة الرهبانية في جميع الأديرة . و كذلك يوحنا القصير الذي قيل عنه إن الأسقيط كله كان معلقاً باصبعه حقاً ، هناك أشخاص في كل جيل ، مميزون في خدمتهم . خدام من طراز خاص . كل منهم "معلم بين ربوة " ( نش 5 : 10 ) أما نحن الآن : فلنا خدام يخدمون الفصول العادية . و لكن الذين لهم قدرة علي خدمة إجتماعات الشبان و الشابات ،و الأسرات الجامعية ، و إعداد الخدام ، أو الذين يتكلمون في مؤتمرات الخدمة . فلا شك أنهم قليلون و العجيب ، أنه علي الرغم من إحتياج الخدمة ، نجد خداماً يتشاجرون و يتنافسون في مكان للخدمة ، تاركين ميادين عديدة غير مخدومة في تشاجرهم و تنافسهم ، لا يعطون مثالاً عن روحانية الخدام ، بل يكونون عثرة ن إذ يفقدون روح المحبة و التعاون و إنكار الذات . و في نفس الوقت توجد مجالات عديدة تستوعب كل طاقة مستعدة للخدمة ، و هم يتجاهلونها ، من أجل محبتهم لمكان أو وضع بالذات ، دون محبة النفس البشرية أينما كان موضعها . مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى
المزيد
11 يوليو 2018

محبة الخدمة

و في الخدمة نراعي أمرين : محبة الخدمة ، و روح الخدمة فمن جهة محبة الخدمة ، يحب الشخص أن يعين كل من هو في حاجة ، و لا يستطيع أن يقوم بنفسه . و مع محبة القلب لكل المحتاجين و الإستعداد لمعونتهم ، قد يوجد تخصص في الخدمة : فهناك من يجد لذة في خدمة الأيتام بالذات ، و إعطائهم ما فقدوه من حنان الأبوة أو الأمومة . و هناك من يجد لذة في خدمة المرضي ، أو العجائز ، أو المسنين ، أو أطفال الحضانة ، أو المصدورين ، أو العائلات الفقيرة ، أو الطلبة المتغربين ، أو الفتيات المعرضات للضياع أو للإنحراف ومحبة الخدمة تلازمه في بيته و في عمله ، و في كل مكان إن جلس علي المائدة ليأكل ، يطمئن أن الجالسين معه لا ينقصهم شئ ، فيحضر لهذا كوب ماء . و بقرب من ذاك الملح أو الخبز و إذا انتهي الطعام يساعد في ترتيب المائدة و حمل الأواني ، و لا يتركها ثقلاً علي الوالدة أو الأخت أو الزوجة . كذلك إن قام من فراشه ، يرتبه ، و إن خلع ملابسه ، لا يتركها مبعثرة هنا و هناك في إنتظار من يجمعها لأن هناك من له خطأ مزدوج : فهو من ناحية لا يخدم غيره. ومن ناحية أخري يترك نفسه ثقلاً علي الآخرين ليخدموه و الخادم الحقيقي إنسان حساس نحو إحتياجات الناس : يجلس و يدرس و يتأمل ، ماذا يحتاج غليه الغير ، و كيف يدبر لهم إحتياجاتهم . و هذا أيضاً هو عمل الراعي النشيط و الخادم الروحي الناجح ، الذي يدرس ما يحتاج إليه الناس ، يدبر المشروعات و الأنشطة التي تفي بكافة إحتياجاتهم روحية و مادية ، دون أن يطلبوا منه ذلك . كثير منا من ينتقد الآخرين ، و قليلون من يهتمون بإصلاحهم النقد سهل يستطيعه كل أحد . و لكن إصلاح هؤلاء المخطئين ، هو العمل الروحي ، المملوء من المحبة العملية ، النافع للملكوت ، لأنه لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي سهل أن تطرد ولداً شاذاً من فصلك . و المطلوب إصلاحه و لا شك أنها خدمة عميقة و لازمة ، أن يتفرغ البعض لخدمة الأطفال و الطلبة الشواذ . ما أعظم أجر هذه الخدمة عند الله !ما أجمل أن تخدم الأماكن التي لا يوجد فيها اسم المسيح علي الأطلاق ، أو أن تخدم الذين يسخرون من الدين و التدين ! أو الذين لا يخدموا الكنيسة قبلاً ، و لا يريدون غالبية الخدام يبحثون عن الخدمة السهلة المعدة ، و أن يدخلوا علي ما لم يتعبوا فيه ، و يبنوا علي اساس وضعه اَخرأما المجاهدين الكبار ، فهم الذين يتعبون في تاسيس خدمات غير موجودة ، و لا مانع أن يدخل خدام اَخرون علي تعبهم فهكذا فعل السيد المسيح ، و ترك لنا مثالاً لنعمل . قال الرب : الحصاد كثير ، و الفعلة قليلون . أطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة لحصاده . وفي كل مكان نجد هذا الإحتياج . و لعلنا نقول : كان الفعلة قليلين في ذلك الزمان يا رب . اما الآن فلنا عشرات الآلاف من الخدام يعملون في كرمك . فهل مازالت تنطبق علينا عبارة " الفعلة قليلون " ؟! نعم 0 الفعلة الذين لهم قوة الروح فى الخدمة قليلون أقصد الفعلة الذىيعمل فيهم روح الله بقوة ، الذين لخدمتهم تأثيرها العميق وثمرها المتكاثر 0 لا شك فى أن هؤلاء قليلون فالمسألة ليست مسألة عدد ، وإنما المهم هو وجود الخدام الذين لهم فاعلية وتأثير ، وقوة وروح الذين فى افواهم كلمة الرب الحية الفعالة 0 مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى
المزيد
04 يوليو 2018

الخدمة أهميتها – مجالاتها - فاعليتها

الخدمة :- تحدث القديس بولس الرسول عن المواهب المتنوعة " كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان " " بحسب النعمة المعطاة لنا " ، فقال " أنبوة فبالنسبة إلي الإيمان . أم خدمة . أم المعلم ففي التعليم . أم الواعظ ففي الوعظ . المعطي فبسخاء المدبر فباجتهاد " ( رو 12 ك3-8 ) و هكذا جعل الخدمة في مقدمة هذه المواهب المتنوعة ، لكي يرينا بهذا أهميتها ربنا يسوع المسيح نفسه ، قال عن ذاته " إن إبن الإنسان لم يأت ليخدم ، و يبذل نفسه فدية عن كثيرين " ( مر 10 : 45 ) . فإن كان السيد المسيح قد جاء ليخدم ، فماذا نقول نحن ، و أية كرامة تكون للخدمة إذن ؟ إن كان السيد المسيح أخذ شكل العبدليخدم البشرية ، فماذا يفعل البشر ؟ و كما جاء المسيح ليخدم ، هكذا رسله ايضاً كانوا خداماً سواء من جهة الخدمة الروحية ، أو الخدمة الإجتماعية من الناحية الروحية ، قالوا عن أنفسهم لما أقاموا الشمامسة السبعة . "و أما نحن فنعكف علي الصلاة و خدمة الكلمة " ( أع 6 : 4 ) . و يقول القديس بولس الرسول عن هذه الخدمة الروحية و أعطانا خدمة المصالحة نسعي كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا . نطلب عن المسيح ن تصالحوا مع الله " ( 2 كو 5 : 18 ،20 ) . و يقول لتلميذه تيموثاوس " أعمل عمل البشر ، تمم خدمتك " ( 2 تي 4 : 5 ) . و في هذه الخدمة ، قال عن القديس مرقس إنه " نافع لي للخدمة " ( 2 ت 4 : 11 ) . أما من جهة الخدمة الأخري ، فيقول القديس بولس أيضاً : " إن حاجاتي و حاجات الذين معي ، خدمتها هاتان اليدان " ( أع 20 : 34 ) و يمدح العبرانيين فيقول " لأن الله ليس بظالم ، حتي ينسي عملكم و تعب المحبة إذ قد خدمتم القديسن و تخدمونهم " ( عب 6 : 10 ) إن الآباء لم تكن لهم روح السيطرة ، بل روح الخدمة كانوا يخدمون الناس ، و يبذلوا أنفسهم عنهم . و في الكهنوت . كان كل من يرسم علي كنيسة ، يعتبر نفسه خادماً لهذه الكنيسة . يخدم السرائر المقدسة ، و يخدم الله ، و الشعب إن القديس أوغسطينوس أسقف هبو ، لما صلي لأجل شعبه ، قال " أطلب إليك يا رب ، من أجل سادتي ، عبيدك " . فاعتبر أن أفراد هذا الشعب ، الذي يخدمه كأسقف ، هم سادته و لم تكن كلمة (خادم ) مجرد لقب ، و إنما حقيقة واقعة و كان الاباء يتعبون في هذه الخدمة ، إلي اَخر نسمة " في أسفار مراراً كثيرة في جوع و عطش في برد و عري ، في تعب و كد في أسهار ، في أصوام " ( 2 كو 11 : 26 ، 27 ) يسهرون لأجل النفوس ، كأنهم سوف يعطون حساباً " ( عب 13 : 17 ) . كانوا مثل الشموع ، التي تذوب ، لكي تعطي نوراً للآخرين . و ما أجمل قول الشيخ الروحاني في الخدمة " في كل موضع مضيت إليه ، كن صغير أخوتك و خديمهم " إن نزعة العظمة ، ليست دليلاً علي القوة ، بل هي حرب أما القوي ، فهو الذي يدرب نفسه ، علي أن يكون خادماً القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة ، كان و هو اسقف ، يحمل الطعام إلي بيوت الفقراء ، في الليل في الخفاء ، و يقرع أبوابهم ، و يترك ما يحمله أمام الباب و يمضي ، و هو سعيد بخدمته. و الأنبا موسي الأسود ، كان يحمل الماء إلي قلالي الرهبان . و القديس بينوفيوس ، كان يدرب ذاته علي أن يقوم في الدير بالخدمات الحقيرة التي لا يقبل عليها الكثيرون ، مثل تنظيف دورات المياه و كنس الدير ، و حمل القاذورات خارجاً ، و سائر عمليات التنظيف و الآباء كانوا يقومون بهذه الخدمات في فرح ، بلا تذمر بل كانوا يتطوعون لهذه الخدمة ، دون أن يطلبها منهم أحد و كانوا يقومون بها بكل تواضع قلب ، سعداء بخدمة اخوتهم . قديس يري رجلاً مجذوماً ، فيحمله إلي قلايته ، و يخدمه و ينفق عليه مدة ثلاث اشهر ، لكي ينال بركة خدمته . و ما أكثر الآباء ، الذين بصبر كثير ، فرغوا أنفسهم فترات طويلة لخدمة المرضي ، و خدمة الشيوخ ، كما فعل يوحنا القصير ، مع ابيه الشيخ الأنبا بموا ، في إحتمال عجيب ، حتي تنيح بسلام ، و نال بركته . و قال عنه الأنبا بموا " هذا ملاك لا إنسان " .و كان الآباء ، إن رأوا أحداً مرهقاً في عمل ، يمدون أيديهم في محبة ليحملوا العبْ عنه ، كما قال الرب " تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال و أنا أريحكم " ( مت 11 : 28 ) مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل