المقالات

27 ديسمبر 2021

كيف يولد الخالق من إمرأة مخلوقه؟

س 1: إذا كان المسيح هو الله وفي نفس الوقت هو ابن مريم، فكيف يولد الله وهو الذي لم يلد؟ وكيف يولد من امرأة مخلوقة وهو الخالق؟ ج: نحن نؤمن أن الله ليس مولوداً ولا يلد ولا يتوالد، مثل البشر، ليس له ذريه كما أنه ليس له أب أو أم فهو الذي لا بداية له ولا نهاية، الموجود الدائم الوجود وعله كل وجود ولم يوجده أحد وإنما هو الموجود بذاته، الموجود دائما بلا بداية ولا نهاية إذ يقول هو عن نفسه (كما بينّا في الفصل السابق): " أنا أنا هو وليس اله معي. أنا أميت وأحي " (تث39: 32). " أكون الذي أكون " الكائن " (خر14: 3)، أي الكائن، الموجود دائما علة كل وجود. " أنا الأول وأنا الأخر ولا اله غيري " (اش6: 44). والسيد المسيح باعتباره كلمة الله، الله ناطقا، " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1: 1)، وصورة الله غير المنظور، هو الله " هذا هو الإله الحق والحيوة الأبدية " (1يو20: 5). وكلمة الله مولود من ذات الله بلا انفصال مثل ولادة الشعاع من النور والكلمة من العقل، مولود منذ الأزل " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (عب5: 1)، مولود بلا بداية ولا نهاية ولا خلق " مولود غير مخلوق "، فهو كلمة الله، وكلمة الله هو الله " وكان الكلمة (هو) الله "، " والكلمة هو الله " والله غير مولود وغير مخلوق ولا آب له ولا أم ولا نؤمن بتعدد آلهة بل نؤمن بإله واحد فقط بدون مشاركة من أي كائن آخر " الرب إلهنا رب واحد " (تث4: 6) والرب يسوع المسيح يقول "" أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي القادر علي كل شئ " (رؤ8: 1). " أنا هو الألف والياء الأول والآخر " (رؤ11: 1). " أنا الألف والياء البداية والنهاية. الأول والأخر " (رؤ13: 22). " قبل أن يكون إبراهيم أنا أكون (كائن) " (يو8: 58)، أي أنا أكون دائما، أنا الكائن دائما، في كل زمان، بلا بداية ولا نهاية. " يسوع المسيح هو هو امسا واليوم والي الأبد " (عب7: 13). ولكن الله قادر علي كل شئ ولا يستحيل عليه شئ، والذي كُتب عنه ؛ " الله القادر على كل شيء " (تك3: 48)، " الإله القادر على كل شيء " (خر3: 6)، " الرب القادر على كل شيء " (2كو18: 6)، " قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء الذي كان و لكائن و لذي يأتي " (رؤ8: 4)، وأيضا " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " (لو26: 18)، والذي عرف أول ما عرف عند الآباء الأول بالقدير أو القادر علي كل شئ " وأنا أظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب بأني الإله القادر علي كل شئ " (خر3: 6) وقد شاءت أرادته الإلهية، منذ الأزل، أن يظهر للإنسان على هذه الأرض وفي هذا العالم بأن يتجسد ويظهر له عيانا، في الجسد، في مكان معين وزمان معين ومن ثم أختار أم معينه ليولد منها " في ملء الزمان "، يظهر علي الأرض كإنسان، فحل في بطن هذه الأم، العذراء مريم، واتخذ منها جسدا وظهر علي الأرض كإنسان، اتخذ صورة العبد وصار في الهيئة كإنسان، وجد في هيئة إنسان، يقول الكتاب " في البدء (منذ الأزل) كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله (الكلمة هو الله) كل شئ به كان (كون، صار، وجد) وبغيره لم يكن شئ مما كان ... فيه كانت الحياة ... والكلمة صار (اتخذ)(1) جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا " (يو1: 13،14). " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي16: 3). " الذي إذ كان (هو) في صوره الله لم يحسب مساواته لله اختلاسا لكنه أخلى نفسه (تنازل من علاه) أخذا صورة عبد صائر في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت " (في6: 5-8).كلمة الله وصوره الله غير المنظور، بهاء مجده ورسم (صورة) جوهره، الإله القدير، الله الكلمة، لما أراد أن يظهر علي الأرض، ولما جاء الوقت المحدد لذلك (ملء الزمان)، حل في بطن العذراء القديسة مريم واتخذ منها جسدا، اتخذ صورة العبد وصار علي الأرض في هيئة إنسان، ظهر في الجسد الكامل، اتخذ كل ما للإنسان حتى الموت، ولد من أم وهو الخالق الذي لم يخلقه أحد، ولد في الزمان وهو خالق الزمان، الأبدي الأزلي، ولد وهو الذي بطبيعته سلا يلد ولا يولد مثل سائر المخلوقات، نزل علي الأرض، نزل من السماء وظهر علي الأرض في هيئة إنسان وسار بين البشر وعاش بينهم ثلاث وثلاثين سنه وثلث!! س 2: كيف يولد من العذراء في حين أنه نزل من السماء!؟؟ لو كان قد نزل من السماء فلا يمكن أن يكون ولد من امرأة، ولو كان قد ولد من امرأة فلا يمكن أن يكون من السماء!! ج: الكتاب واضع وصريح في أن المسيح قد نزل من السماء إذ يقول المسيح عن نفسه "وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو13: 3) وكرر في تعبيرات عديدة أنه نزل من السماء حتى أن اليهود لما سمعوه يقول ؛ " لأني قد نزلت من السماء " قالوا " أليس هذا يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه: فكيف يقول هذا أنى نزلت من السماء " (يو42: 6) والقديس بولس يقول بالروح ؛ " وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضا إلى أقسام الأرض السفلي الذي نزل هو الذي صعد فوق جميع السموات لكي يملا الكل " (أف9: 4،10) والكتاب أيضا واضح وصريح في أن المسيح قد ولد من العذراء مريم بالروح القدس، حل في أحشائها وأتخذ منها جسدا، إذ يقول" ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولوداً تحت الناموس " (غل4: 4). " ها العذراء تحبل تلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل " (اش14: 7) والذي تفسيره الله معنا " (مت23: 1). " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا ألها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " (اش6: 9) وقال الملاك للعذراء " وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع ... الروح القديس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله " (لو31: 1،35) وقال ليوسف النجار ؛ " لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع " (مت20: 1) وقالت اليصابات للعذراء ؛ " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك " (لو42: 1) ويقول القديس لوقا الإنجيلي ؛ " وبينما هما هناك (في بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر " (لو6: 2،7).فالعذراء قد حبلت بالمسيح حقا وولدته حقا، فهو قد ولد منها وهو أيضا ثمرة بطنها. س 3: هل كان ميلاده منها مجرد مرور أو عبور، حل فيها ومر من خلالها دون أن يأخذ منها شيئاً، كعبور الماء من القناة أو عبور السفن من القنوات؟ ج: كلا وحاشا فقد كان ميلاده من العذراء ميلادا حقيقيا كاملا وليس مرورا. فقد حل فيها وأتخذ منها جسدا حقيقيا، كاملا، إنسانا كاملا، ومكث في أحشائها تسعة اشهر كجنين حتى ولدته عندما تمت أيامها. لقد كان هو ثمرة بطنها أي أن ناسوته، جسده، طبيعته الإنسانية، مكون من لحم ودم وعظام، وأيضا من روح ونفس وجسد، داخل أحشائها ومن أحشائها ذاتها فهو بالحق والحقيقة ثمرة بطنها " ولد منها ودعيت هي أمه " أم ربي " (لو43: 1)، بالرغم من أنه، هو، خالقها. نعم ولد من امرأة ولكن باتخاذه جسدا منها. فهو مع كونه الإله الأبدي الأزلي أتخذ منها جسدا، احتجب به وسكن فيه واتحد به فكان هو جسده " احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية ... لترعوا كنيسة الله التي اشتراها بدمه " (أع28: 20)، " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة " (1بط24: 2). وللتعبير عن هذه الحقيقة يستخدم القديس يوحنا تعبير ؛ " المسيح انه قد جاء في الجسد " (1يو2: 4-3)، و " المسيح آتيا في الجسد " (2يو7: 1)." وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد " (1تي16: 3). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
13 ديسمبر 2021

س 5 إذا كيف يكون المولود سابقا لأمه؟ وإذا كان هو الله فكيف تكون له أما مخلوقة؟ علما بأن الله لا أم له ولا أهل فهو نفسه علة الوجود والذي يستمد منه كل شئ وجوده؟

أن الحبل بالمسيح وميلاده من العذراء لكونه عجيبا وغريبا علي الأفهام صار آية الكون ودعاه الوحي آية" ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعوا اسمه عمانوئيل " (اش14: 7). نعم أن دخول الله في البشرية وولادته من عذراء هو آيه الآيات وتحار الأفكار والعقول في إدراكها، ولكن فكر الله يختلف عن فكر الإنسان " يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء لان من عرف فكر الرب أو صار له مشيرا " (رو33،34: 11). والآية هنا هي في تجسد الله الأزلي الأبدي ؛ صائراً، مولوداً، من امرأة " عذراء " ودخوله في الزمان وهو غير الزمني وظهوره بحجم محدود بالأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والارتفاع) وهو الغير محدود علي الإطلاق. صارت العذراء مريم أمه مع أنه خالقها، صارت أما لمن أنشأها قال لها الملاك: " وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي " (لو31: 1)، " القدوس المولود منك يدعي ابن الله " (لو35: 1)، فالمولود من العذراء هو " يسوع يهوشاع يهوه المخلص الله المخلص " أنه " القدوس " القدوس الحق " (رؤ7: 3) " ابن العلي ابن الله "، " عمانوئيل الله معنا "، " الإله القدير الأب الأبدي " (اش6: 9).نعم فالعذراء حبلت به وولدته مع أنه هو الله الأزلي الأبدي، غير المحدود، القدوس. كما دعي أيضا ب ابن داود ومع ذلك يؤكد المسيح أنه وأن كان ابنا لداود فهو رب داود وخالقه إذ يقول في سفر الرؤيا " أنا أصل وذرية داود " (رؤ16: 22). ونظرا لصعوبة ذلك علي الفهم البشري فقد عجز عن فهمه وإدراكه عظماء الدارسين اليهود في عصره (أيام تجسده) فقال لهم متسائلا " ماذا تظنون في المسيح ابن من هو؟ قالوا ابن داود. وقال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك. فأن كان داود يدعوه بالروح ربا فكيف يكون ابنه؟ " (مت42: 2245)، وهنا عجز الكتبة والفريسيون عن الإجابة علي سؤاله! أنه رب داود وخالقه ومع ذلك دعي ابنه! كما دعي أيضا ابن يهوذا لأنه جاء من سبط يهوذا " فانه واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا " (عب14: 7) ومع ذلك يقول الكتاب أنه " اصل يهوذا " (اش1: 11)، أنه من نسل يهوذا وفي نفس الوقت رب واصل يهوذا! كما دعي أيضا ب ابن إبراهيم ومع ذلك قال هو نفسه لليهود: " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (أكون) " (يو58: 8)، أي قبل أن يوجد إبراهيم أنا موجود، أنا أكون دائما، أنا كائن من الأزل والي الأبد.مما سبق يتضح أن المسيح هو ابن العذراء وخالقها وابن داود وربه وخالقه وابن يهوذا وأصله وابن إبراهيم مع أنه الكائن الأزلي الأبدي الدائم الوجود! وهذا يعود بنا للإجابة علي السؤال مرة أخري: كيف يكون المولود سابقا لأمه؟ فتقول أن المولود، هنا، سابقا لأمه لأنه هو ذاته خالقها، والله ليس في حاجة إلى الولادة من امرأة ولكن شاءت أرادته الإلهية لكي يظهر للبشرية أن يتجسد في ملء الزمان ويأخذ صورة الإنسان وأن يظهر لنا علي الأرض كإنسان، بالجسد أو في الجسد، ويصبح غير المرئي مرئيا وغير المنظور منظوراً وغير المدرك مدركا، كما يقول القديس يوحنا بالروح القدس ؛ " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده " (يو14: 1)، " الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الأب وأظهرت لنا " (1يو1: 13)، وأيضا يقول القديس بولس بالروح " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي 16: 3)، " الذي إذ كان في صورة الله ... أخلى نفسه أخذا صورة عبد " (في5: 2،6)، " ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة " (غل4: 4). إذا فالمسيح هو الله وابن الله وهو أيضا ابن مريم بالجسد وابن داود وثمرة صلبه بالجسد " فإذ كان (داود) نبيا وعلم أن الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه " (أع30: 2)(2)، وابن إبراهيم ونسله الموعود (غل14: 3،16) ورب إبراهيم (يو58: 8)، فهو الإله المتجسد الذي يجمع في أقنومه وذاته اللاهوت والناسوت، فهو كلمة الله وحكمه الله وقوة الله، الله معنا، وهذه حقيقة لاهوته، وهو أيضا ابن الإنسان وهذه حقيقة ناسوته، أي أنه كإله فهو الله ذاته، كلمة الله، ابن الله، وكإنسان فهو ابن مريم. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
06 ديسمبر 2021

س 2 هل المسيح ابن مريم أيضا؟

نعم الرب يسوع المسيح هو ابن العذراء القديسة مريم، فقد كرر الكتاب المقدس في آيات كثيرة أن المسيح بالجسد حبل به وولد من العذراء القديسة مريم بالروح القدس، يقول الكتاب: " مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح " (مت16: 1)، " أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس " (مت18: 1)، وقال الملاك ل " يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس " (مت20: 1)، وقالت الجموع عنه " أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم " (مت55: 13)، وقال لها الملاك " وها آنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية، فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو31: 135)، كما ووصفت العذراء مريم ب أمه " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا " (يو25: 19)، وأيضا ب " مريم أم يسوع " (أع14: 1)، كما وصفتها اليصابات بالروح القدس ب " أم ربي " ؛ " فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي " (لو43: 1). س 3: إذا هل يولد الله أو يلد؟ هل هو مولود أو والد؟ مبدئيا نقول أن الله فوق الحس أو الجنس، فالله بطبيعته وجوهره غير مولود أو والد، لم يلد ولم يولد، فالله نور " الله نور وليس فيه ظلمة البتة " (1يو5: 1)، " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمين " (1تي 16: 6)، والله روح " الله روح " (يو24: 4)، والله واحد، كائن في الكون وحده، ليس معه أو مثله أو شبيه به أحد ولا إله آخر معه ولا غيره ولا قبله أو بعده هو الأول والآخر وليس إله غيره ؛ " الرب هو الإله ليس آخر سواه " (تث35: 4)، " أنا الأول وأنا الآخر ولا اله غيري " (اش6: 44)، " هل يوجد اله غيري " (اش8: 44)، أنا الرب وليس آخر لا اله سواي " (اش5: 45)، " وحدك الله وليس آخر ليس اله " (اش14: 45)، " إليس أنا الرب ولا اله آخر غيري اله ... ليس سواي " (21: 45)، " لأني أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلي " (اش9: 46)، " ليس اله آخر إلا واحدا " (1كو4: 8)، " أني أنا هو قبلي لم يصور اله وبعدي لا يكون " (اش10: 43). فالله أزلي أبدي لا بداية له ولا نهاية. ولم يوجد أصلا بالتوالد إنما هو الموجود الذاتي، الموجود بذاته دون أن يوجده أحد لأنه هو موجد كل الخليقة، خالقها ومدبرها. ولكنه موجود كامل في ذاته، فيه الحياة وفيه العقل، فهو موجود بذاته عاقل بعقله حي بروحه، وخاصية الوجود الذاتي في الذات الإلهية هي ما يسميها الله بالآب، وخاصية العقل في ذات الله يسميها بالكلمة: كلمة الله والذي هو أيضا صورة الله، فالله ناطق بكلمته، ويسميها أيضا بالابن، ابن الله، وخاصية الحياة في الذات الإلهية يسميها بالروح ؛ الروح القدس أو روح الله، روح الله القدوس. الله موجود بذاته، ناطق بكلمته أو عاقل بعقله، حي بروحه.إذا فالله موجود بذاته، الآب، ناطق بكلمته، وكلمته، ابنه، موجود في ذاته، في حضنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر " (يو18: 1)، وروحه القدوس من ذاته وفي ذاته، منبثق عنه، خارج عنه " الروح القدس الذي من عند الآب ينبثق " (يو26: 15).كلمة الله خارج من ذات الله وفي ذاته ومن ثم يسمى بالابن، خارج من ذاته أي مولود من ذاته وفي ذاته ولادة أبدية مثل ولادة النور من النور، كما نقول في قانون لأيمان " مولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق ". وهذه الولادة فوق الحس والجنس، مولود من الآب وغير منفصل عنه، فهذه صفات الإله الواحد الكامل في ذاته. ولكن هذا غير ولادته من العذراء، أي تجسده في ملء الزمان. س 4: إذا كان هو الله الأبدي الأزلي، الأزلي الأبدي، غير المحدود في الزمان والمكان فكيف تكون العذراء مريم هي أمه، وهي مخلوقة ولها بداية؟ كيف يكون للأزلي أم حادثة ومخلوقة؟ نعم العذراء مريم هي أمه بحسب الناسوت (بالجسد) ولكنها دعيت بوالده الإله لأنها ولدت الإله المتجسد ودعتها اليصابات بالروح القدس " أم ربي " (لو43: 1). ولكن أمومة العذراء للمسيح وحبلها به وولادتها له لا يعني أنها اسبق منه في الوجود كإله أو أنها أصله ومصدره كإله، حاشا! فهو بلاهوته اصلها وخالقها فهو الأزلي الأبدي، الأزلي الأبدي، غير الزمني وغير المحدود بالزمن أو المكان، كقوله " أنا هو الألف والياء الأول والأخر " (رؤ11: 1)، " أنا هو الأول والأخر " (رؤ17: 1)، " أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والأخر " (رؤ13: 22). فهو الموجود دائما قبل العذراء بل وقبل الخلائق، فهو خالق كل شئ ؛ " في البدء كان الكلمة والكلمة كان هند الله وكان الكلمة الله ... كل شئ به كان (كون صار) وبغيره لم يكن شئ مما كان (كون). فيه كانت الحياة ... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا " (يو1: 1،2،14)، " فأنه فيه (المسيح) خلق الكل ما في السموات وما علي الأرض ما يري سواء كان عروشا أم رياسات أم سيادات أم سلاطين الكل به وله قد خلق " (كو15: 1،16). فوالدته العذراء مريم مخلوقة بواسطته، فهو خالقها وأصلها. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
29 نوفمبر 2021

هل المسيح إله أم إنسان؟'

هل هو ابن الله أم ابن مريم؟ يسأل البعض هذا السؤال الجوهري بالنسبة للمسيحية: هل المسيح إله أم إنسان؟ هل هو ابن الله أم ابن الإنسان، أبن مريم؟ فعند القراءة الأولي للعهد الجديد يجد الإنسان نفسه أمام هذا السؤال وغيره من الأسئلة العديدة المرتبطة به: هل المسيح هو الله الخالق أم أنه مجرد إنسان مخلوق خُلق مثل آدم؟ هل هو الله الكلي الوجود، الموجود في كل مكان وزمان، غير المحدود بالزمان أو المكان، الأبدي الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية، أم أنه المولود من في بيت لحم ومن العذراء في زمن معلوم ومكان محدد؟ هل هو الله الواحد غير المولود الذي لا أب له ولا أم ولا نسب؟ أو أنه الإنسان الذي له ولد من أم وله سلسلة أنساب تصل إلى آدم؟ هل هو الله الذي لا يجوع ولا يعطش ولا يأكل ولا يشرب ولا يتعب ولا ينام، أم أنه الإنسان الذي جاع وعطش وأكل وشرب وتعب واستراح ونام؟ هل هو الله الحي الأبدي الذي لا يموت، أم أنه الإنسان الذي مات ودفن في القبر ثلاثة أيام؟ وكثيرا من الأسئلة التي سنذكرها في حينها. س 1: هل المسيح هو الله وابن الله؟ ج: نعم المسيح هو الله(1) وابن الله فقد نسب إليه الكتاب المقدس كل أسماء الله وألقابه وصفاته وأعماله، ودعي اسمه يسوع (مت21: 1؛ لو31: 1) واصله العبري " يهوشاع " ومعناه الله المخلص أو الله يخلص (يهوه يخلص) كما دعي " عمانوئيل " في سفر اشعياء وإنجيل متي وتفسيره " الله معنا " (اش14: 7؛ مت23: 1) كما دعاه الكتاب " الله " أو " الإله ": " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي16: 3). " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " (اش6: 9). " لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه " (أع28: 20). " لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح " (1تي5: 2). " ونحن في الحق وفي ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (1يو20: 5). " إلهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح " (تي13: 2). " ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن علي الكل الإله المبارك " (رو5: 9). " أما عن الابن يقول كرسيك يا الله إلى دهر الدهور " (عب8: 1). " أجاب توما وقال له (ليسوع المسيح) ربي والهي " (يو28: 20). " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم والي الأبد " (عب8: 13). " الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان " (يه25). " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي يأتي القادر علي كل شئ " (رؤ8: 1). وكانت أعماله هي أعمال الله: فهو خالق الكون ومدبره:- " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " (يو1: 13). " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل " (كو15: 116). " الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " (عب2: 13) وصاحب السلطان علي الكون " كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " (دا13: 7،14). وصفاته هي نفس صفات الله كالوجود الأزلي بلا حدود والأبدية، أي الأزلي الأبدي والوجود في كل مكان " وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو13: 3) والعلم بكل شئ " الآن نعلم انك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد لهذا نؤمن انك من الله خرجت " (يو30: 16)، والقدرة علي كل شئ " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي يأتي القادر علي كل شئ " (رؤ8: 1) أما كون المسيح ابن الله ووصف الكتاب له بذلك باعتباره هو كلمة الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1: 1) وعقل الله الناطق وصورة الله غير المنظور " المسيح الذي هو صورة الله " (2كو4: 4)، المساوي لله الآب " الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله " (في6: 2)، " الذي هو صورة الله غير المنظور ... فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل " (كو15: 1)، وبهاء مجد الله الآب ورسم (صورة) جوهره " الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته " (عب3: 1)، والموجود دائما وأبدا في حضن الآب من الأزل وإلى الأبد، بلا بداية ولا نهاية " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر " (يو18: 1)، " لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا " (عب5: 1)، المولود من الآب وفي ذات الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق. من الآب " أنا اعرفه لأني منه وهو أرسلني " (29: 7)، وفي الآب " أنا في الآب والآب في ... صدقوني أني في الآب والآب في وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها " (يو10: 14،11)، وواحد مع الآب " أنا والآب واحد " (يو30: 10). وهذا ما يؤكده الكتاب أيضا في العشرات من آياته: فقد وُصف ب " ابن الله الحي " ؛ " أنت هو المسيح ابن الله الحي " (مت16: 16)، و " المسيح ابن الله " (مت63: 26)، وفي بدء الإنجيل للقديس مرقس يقول " بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله " (مر1: 1)، والشياطين " كانت تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول أنت المسيح ابن الله " (لو41: 4). وأكد الرب يسوع المسيح للجموع أنه ابن الله الذي من ذات الله الآب والذي له كل صفات الله الآب والذي يعمل جميع أعمال الله الآب ؛ " فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون اكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله، فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك، لان الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم، لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء، لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله، الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة، الحق الحق أقول لكم انه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون، لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان، لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت إلى قيامة الدينونة " (يو18: 529). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
30 أغسطس 2021

ضد المسيح وآباء الكنسية

الديداكية (نهاية القرن الأول): تقول عن ضد المسيح أنه مضلل العالم، الذي يدعي أنه ابن الله ويحكم علي الأرض ويصنع آيات وعجائب ويضطهد المؤمنين. لكن تتحقق النصرة الكاملة للسيد المسيح بظهور علامة (الصليب) في السماوات المفتوحة، ويسمع صوت البوق، ويقوم الأموات. عندئذ يأتي السيد المسيح ومعه جميع قديسيه علي سحب السماء (Didache 16: 3) القديس بوليكاربوس (69 - 155م): أحد تلاميذ القديس يوحنا الرسول: تكلم عن ضد المسيح بنفس نص وأسلوب القديس يوحنا وقال " كل روح لا يعترف بيسوع انه قد جاء بالجسد، هو ضد المسيح " (فيلادلفيا 1: 7). رسالة برنابا (حوالي 100م): وقد جاء فيها عن ضد المسيح أنه " حجر العثرة النهائي (أو مصدر الخطر) والمكتوب عنه كما يقول دانيال 000 ستحكم عشره ممالك علي الأرض وسيخرج منها ملك صغير بعدهم وسيخضع ثلاثة ملوك " 000ويقول دانيال أيضا عن نفس الشخص " ورأيت الوحش الرابع، شرير قوي، وأكثر وحشيه من كل وحوش الأرض، وقد خرج منه عشره قرون ومنها خرج قرنا صغيرا ناشئا وقد اخضع ثلاثة من القرون العظيمة ". وهو لا يقتبس من سفر دانيال بالحرف وإنما يقتبس روح وجوهر موضوع النص عن ضد المسيح. القديس يوستينوس الشهيد (حوالي 100 - 165م): والذي يصف ضد المسيح بإنسان الخطية وإنسان الارتداد الذي ينطق بما هو ضد العلي، ويتجاسر بارتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين ". القديس اريناؤس (140 -202 م): وقد تكلم كثيرا عن ضد المسيح مستشهدا بما جاء في سفر دانيال وما جاء في أقوال السيد المسيح والقديس بولس وما جاء في سفر الرؤيا فقال" وتبين الأحداث التي ستقع في زمن ضد المسيح انه لكونه مرتداً ولصاً وقلق ليعبدا كإله ؛ ومع انه مجرد عبد، فهو يريد أن ينادي به كملك. ولكنه سيأتي ليس كملك بار، وليس كملك شرعي خاضع له، مؤبد بكل قوة الشرير، لذا سيأتي كعاق وظالم وبلا قانون ؛ وكمرتد وجائر وقاتل، وكلص يتركز في ذاته الارتداد الشيطاني ويرفض الأصنام ليقنع الناس أنه هو نفسه إله، رافعا نفسه كالوثن الوحيد، يملك في نفسه أخطاء الأوثان الأخرى الكثيرة. ويفعل ذلك لكي يخدمه الذين يعبدون الشيطان بالرجاسات الكثيرة. هذا الوثن الأوحد هو الذي يتحدث عنه الرسول بولس هكذا " ويشير القديس اريناؤس إلي جلوسه في هيكل باعتباره " رجسه الخراب " التي تنبأ عنها داينال النبي أشار إليها السيد المسيح.ثم يقول " ويتطلع دانيال أيضا إلي نهاية المملكة الأخيرة " وينقل كل ما جاء عن القرن الصغير في (د71: 8؛ 20-22؛ 23- 25). ثم يقول هذا يكون لمدة ثلاث سنوات وستة شهور ثم يأتي القرن ليحكم علي الأرض. ويتكلم عنه أيضا الرسول بولس 000 ويعلن سبب مجيئه 00 " ثم ينقل نص ما جاء في (2 تس 2: 8 –12)." وقال عنه الرب اللذين يؤمنون به ما يلي " أنا أتيت باسم أبى ولم تقبلوني. أن آتي آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو 5: 43) داعيا ضد المسيح ب " الأخر" لأنه مبعد من الرب. هذا هو أيضا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه " لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " (لو 18: 2) الذي لجأت إليه المرأة عندما نسيت الله، التي هي أورشليم الأرضية 000 فسينقل ملكوته إلي تلك المدينة ويجلس في هيكل الله ليضل من يتبعونه، كما لو انه المسيح، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا 00 " ثم ينقل ما جاء في (دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ 9: 27) عن ضد المسيح.وبعدما يشرح ما جاء في سفر دانيال وسفر الرؤيا عن الممالك وضد المسيح يقول: " وأذ كان الله العظيم قد كشف ما سيحدث في المستقبل عن طريق دانيال وأكد ذلك عن طريق ابنه، وإذا كان المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين والذي سيدمر الممالك الزمنية، ويقيم ملكوت أبدي الذي هو قيامه الأبرار، كما يعلن هو: " يقيم اله السموات مملكه لن تنقرض ابدأ "، فلندع أولئك الذين 000 يرفضون الخالق ولا يوافقون على أن الأنبياء قد أرسلوا من قبل من الأب الذي أتي منه الرب أيضا لان النبوات أنبا بها الخالق بنفس الأسلوب بواسطة جميع الأنبياء قد أتمها المسيح في النهاية عاملا إرادة أبيه ومكملا لتدبيراته الخاصة بالبشرية "ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية!! العلامة ترتليان (160 - 240 تقريبا): أنتشر بين آباء القرون الأولى اعتقاد بأن الدولة الرومانية ستظل إلى ما قبل المجيء الثاني وأن إنسان الخطية سيظهر بعد زوالها، وتصوروا أن الإمبراطورية هي القوة المقاومة لظهوره. ومن ثم يقول العلامة ترتليان " أي عائق له إلا الدولة الرومانية، فإنه سيظهر الارتداد كمقاوم وضد المسيح ". كما يقول " نلتزم نحن المسيحيون بالصلاة من أجل الأباطرة واستقرار الإمبراطورية استقرارا كاملا، فإننا نعرف أن القوة المرعبة التي تهدد العالم يعوقها وجود الإمبراطورية الرومانية. هذه القوة التي لا نريدها، فنصلي أن يؤجل الله ظهورها 000 بهذا تظهر إرادتنا الصالحة لدوام الدولة الرومانية " العلامة اوريجانوس (185- 253 م): وما كتبه اوريجانوس عن ضد المسيح لا يخرج عن ما ذكرناه في الصفحات السابقة وما ذكره القديس إريناوس، خاصة ما جاء عن القرن الصغير في د81: 23- 25 و2 تسالونيكي 2: 4 " والنبوة فيما يختص بعد المسيح أعلنت في سفر دانيال 000 وقد ذكر في نبواته الأمور الخاصة بالملكوت الآتي مبتدأ من أزمنة دانيال ويستمر إلي نهاية العالم 000 وما قاله بولس في الكلمات المقتبسة منه. ثم يتحدث عن الآيات الشيطانية التي تتبعه، ضد المسيح، التي يقول إنها آيات خادعة وعاجزة ولا تقدر أن تغير طبيعتنا الفاسدة إلي طبيعة مقدسة، ولا أن تهب نموا في الحياة الفضلى، بل أن الممارسين لها أنفسهم لا يسلكون في نقاوة. ويري أن إنسان الخطية وهو يحمل أعمال الشيطان بكل عنفها وخداعها إنما يمثل الكذب الذي لا يمكن أن يكون له وجود بإعلان ظهور مجيء المسيح، أي ظهور الحق. فظهور المسيح يسوع شمس البر في أواخر الدهور سيقضي تماما علي ظلمة عدو الخير ويدفع بها إلي العذاب الأبدي، وإعلان الحق يحطم الكذب. أما العلامة هيبوليتوس: فقد كتب مقاله كاملة بعنوان " المسيح وضد المسيح " لا يخرج مضمون ما جاء بها عن ضد المسيح عما ذكر في هذا الفصل. ويمكن تلخيصها كالآتي ؛ إن التاريخ سينتهي بظهور طاغية عنيف، يقلد المسيح لكي يغلب كل الأمم لحسابه. وسيقوم ببناء الهيكل في أورشليم. ويكون أساسه هو مملكة روما (بابل الجديدة). وسيدعو، ضد المسيح، كل الشعب لتبعيته، ويغويهم بوعود باطلة، ويكسب الكثيرين إلي حين. ولكن إذ يبلغ الأمر إلي القمة يأتي الرب ويسبقه النبيان يوحنا المعمدان وإيليا ؛ يأتيان بمجد، ويجمعان مؤمنيه معا في موضع الفردوس. وسيحدث حريق ويسقط رافضوا الإيمان تحت الحكم العادل. عندئذ يقوم الأبرار إلي الملكوت والخطاة إلي نار أبدية. ويربط بين مملكة ضد المسيح ونهاية العالم التي تتم بعد 6000 عاما من الخليقة حيث يستريح الرب في اليوم السابع وتصور أن العالم سينتهي سنة 500م!! : القديس جيروم: يقول القديس جيروم " ويدعي (ضد المسيح) إنسان حتى لا نقترض انه شيطان أو روح شرير، ولكن كائن إنساني يسكن فيه الشيطان لأنه إنسان الخطية الذي سيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه انه اله ". ويري أن كثيرين سيقومون كرمز لضد المسيح فيقول " كما كان سليمان وقديسون آخرون رمزا للمخلص، هكذا نؤمن بظهور رمز لضد المسيح مثل أنتيوخس أكثر الملوك شرا، مضطهد الكنيسة ومدنس الهيكل. ويقول في تفسيره لسفر دانيال إن ضد المسيح هو إنسان يهودي من أصل وضيع سيحطم مملكة الرومان ويسود العالم. القديس كيرلس الاورشليمى (314-387م): لم يخرج القديس كيرلس أسقف أورشليم عما بيناه في هذا الفصل وقال: " سيأتي ضد المسيح المكتوب عنه، عند انتهاء أزمنة الإمبراطورية الرومانية، وظهور علامات نهاية العالم. سيقوم عشره ملوك رومانيون معا، في أماكن مختلفة، ويحكمون في زمن واحد. وبعد هؤلاء يأتي الحادي عشر. وهو ضد المسيح. فيغتصب السلطة الرومانية بأعماله السحرية، ويذل ثلاثة ممن حكموا قبله ويخضع السبعة الآخرين لسلطانه.وبما أنه عالم وذكى، فسيتظاهر في البدا يه باللياقة والاعتدال والميل إلى الإحسان، وبعلامات وأعاجيب سحريه، يخدع اليهود بادعائه أنه المسيح المنتظر. ثم تنسب أليه جميع أنواع الشرور بسبب وحشيته وجوره الذي يبلغ حدا يفوق معه جميع الظالمين الملحدين الذين سبقوه. تحدوه روح متعطشة للدماء. قاسيه لا تعرف سبيلا إلى الرحمة، مليئة بالخداع والمكر ضد الجميع، ولاسيما ضدنا نحن المسيحيين. وبعد اقترافه شتى الجرائم زهاء ثلاث سنوات وستة شهور، سيهلكه ابن الله الوحيد، ربنا يسوع المسيح، المسيح الحق. بنفخه فمه، ويبطله بظهور مجيئه المجيد من السماء ويلقيه في نار جهنم 000 هذه الأشياء 000 تعلمناها في الكتب المقدسة التي تقراها الكنيسة، وخاصة في نبوة دانيال 000 كما فسرها الملاك جبرائيل 00 "ثم يستمر في شرح ما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تسالونيكى وفى خطاب السيد المسيح عن نهاية العالم ودمار أورشليم (متى 24) ويقول " لكن كما أنه كان يليق به (بالمسيح) من قبل أن يأخذ الناسوتية وكان منتظرا أن يولد الله من عذراء، فقد خلق الشيطان خداعا بإيجاد روايات عن آلهة كاذبة تلد وتولد من نساء، لكي بوجود الأكاذيب لا يصدق الحق. وهكذا أيضا إذ يأتي المسيح مرة أخري، فإن المقاوم يستغل فرصة انتظار البسطاء خاصة الذين من أهل الختان، فيأتي رجل ساحر نابغ في فنون السحر والعراقة مخادع ماكر يأخذ لنفسه سلطان إمبراطور روما وينصب نفسه مسيحا كذابا، وتحت اسم المسيح يخدع اليهود المنتظرين مجيء المسيح ويغوي الأمم بأضاليله السحرية "." لسنا نعلم بهذا من اختراعنا، بل تخبرنا به الكتب المقدسة الإلهية التي في الكنيسة وخاصة ما جاء في نبوة دانيال التي قرأت منذ قليل، كما فسرها رئيس الملائكة جبرائيل قائلا " الحيوان الرابع مملكة رابعة علي الأرض تفوق سائر الممالك " (دا 7: 23). ومعروف في تقليد مفسري الكنيسة أنها مملكة الرومان. فكما كانت المملكة الأولى التي ذاع صيتها هي مملكة الآشوريين، والثانية هي مملكة مادي والفرس معا. وبعد هذا المملكة الثالثة هي المقدونيون، والرابعة الرومان. ثم يستمر جبرائيل في التفسير قائلا " قرونه العشرة هم عشرة ملوك سيقومون ويقوم بعدهم آخر الذي يفوق في الشر كل سابقيه: (ليس فقط يفوق العشرة بل كل سابقيه) ". ويذل ثلاثة ملوك " (دا 24: 7). واضح أنهم من العشرة ملوك السابقين 000 إنه " يتكلم بكلام ضد العلي " (دا 7: 25). إنه يكون مجدفا وشريرا، لا يأخذ المملكة عن آبائه بل يغتصبها بالسحر "." الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة " (2تس 2: 9). مظهرا أن الشيطان يستخدمه كأداة عاملا في شخصه، ومن خلاله. فإذ يعلم أن دينونته لن تتأخر بعد كثيرا، يصنع حربا ليس خلال وكلائه كعادته بل يصنعها علنا من ذلك الحين فصاعدا. مستخدما " آيات وعجائب كاذبة ". لأن أبا الكذب يعمل أعمال الكذب حتى يظن الناس أنها تري الميت يقوم وهو لم يقم، والعرج يمشون والعمي يبصرون مع أنهم لم يشفوا حقيقة "." يقول أيضا " المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا 000 حتى أنه يجلس في هيكل الله ". أي هيكل هذا؟ لئلا يظن أننا نفضل أنفسنا فإنه متي جاء لليهود علي أنه المسيح راغبا في أن يكون موضع عبادتهم، يعطي اهتماما للهيكل لكي يخدعهم تماما مدعيا أنه من نسل داود وأنه سيبني الهيكل الذي شيده سليمان هذا إلذى متي جاء ضد المسيح لن يجد فيه حجر علي حجر كما حكم بذلك مخلصنا… إنه سيأتي " بآيات وعجائب كاذبة " رافعا نفسه كل الأصنام، فيتظاهر أولا بمحبة الإحسان، لكن يعود فيظهر طبعه الذي لا يعرف الرحمة وخاصة ضد قديسي الله. إذ قيل " وكنت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين " (دا 7: 21). وفي موضع آخر قيل " ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلي ذلك الوقت " (دا 12: 1). مرعب هو هذا الوحش، عظيم لا يهزمه إنسان، مستعد للافتراس ". القديس اثناسيوس الرسولى (496-373م): يتحدث القديس اثناسيوس عن ضد المسيح في شخص اريوس والهرطقة الاريوسية ويقول: " ألم تصف رؤيا دانيال ضد المسيح: انه سيصنع حربا مع القديسين ويغلبهم ويفوق كل من كانوا قبله في أعمال الشر، وسيزل ثلاثة ملوك ويتكلم بكلمات ضد العلي ويظن انه يغير الأوقات والناموس؟ والآن من هو الشخص الآخر إلي جانب قسطنديوس حاول أن يفعل هذه الأشياء؟ حقا انه مثلما سيكون ضد المسيح. فهو يتكلم بكلام ضد العلي لهذه الهرطقة (الاريوسيه) الضالة: ويصنع حربا ضد القديسين بنفي الأساقفة.. ". : ورأى كوموديان أن نيرون سيقوم من الجحيم كضد المسيح ويحارب الكنيسة، وسيقف أمامه إيليا النبي الذي يرجع إلي العالم. وأن المسيح الغاش هو إعادة حياة نيرون الذي سيصنع معجزات في اليهودية. كما يتكلم عن مجيء ضد آخر للمسيح في الشرق، ويرى أن نيرون سيأتي إلي أورشليم بعد نصرته علي الغرب وخداعه لليهود الذين يقبلونه بكونه المسيا. القديس يوحنا ذهبي الفم: مثل كوموديان تصور أن نيرون هو ضد المسيح ودعاه الارتداد لأنه سيهلك كثيرين ويجعلهم يرتدون، إن أمكن حتى المختارين أن يضلوا (مت 24: 24). ودعاه بإنسان الخطية لكثرة شروره، كما دعاه " ابن الهلاك " لأنه هو نفسه أيضا يهلك. وقال أن شدة الهجوم الذي يشنه إنسان الخطية تجعل البعض ينظرون إليه على أنه الشيطان نفسه ثم يتساءل بقوله " هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله ". القديس أغسطينوس: شرح القديس أغسطنيوس قول السيد المسيح "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني ؛ إن أتي آخر باسم نفسه فذاك تقبلونه " (يو 5: 45). وقال لقد أعلن لهم أنهم سيقبلون ضد المسيح الذي يطلب مجد نفسه منتفخا، وهو ليس بصادق ولا ثابت وإنما بالتأكيد هالك. أما ربنا يسوع المسيح فأظهر لنا نفسه مثالا عظيما للاتضاع، فمع كونه بلا شك مساو للأب 000 لكنه يطلب مجد الأب لا مجد نفسه ".ويرى أن سر قبول اليهود لضد المسيح هو تفكيرهم المادي وتفسيرهم الحرفي للنبوات. كما يفعل التدبيريون الآن. ويقول القديس أغسطينوس أيضا " يبدو لي أن الشعب الإسرائيلي الجسداني سيظن أن النبوة القائلة " خلصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من الأمم " (مز 106: 47) تتحقق تحت قيادته (ضد المسيح) وأمام أعين أعدائهم المنظورين هؤلاء الذين سيأسرهم بطريقة منظورة ويقدم المجد المنظور ". القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
07 سبتمبر 2022

ضد المسيح من هو؟(1) وما هي أوصافه ج5؟

5 - ضد المسيح وإسرائيل يجمع معظم أباء الكنيسة والدارسين والمفسرين في كل العصور على أن ضد المسيح هو إنسان، شخص يهودي، سيولد كإنسان عادى من رجل وامرأة ثم يدعى بعد ذلك أنه المسيح الحقيقي الذي ينتظره اليهود.فقد سبق الله ووعد، كما بينا سابقا، بأن نسل المرأة الذي هو نسل إبراهيم واسحق ويعقوب وداود، الذي هو المسيح سيأتي ليخلص العالم من خلال تجسده، مجيئه بالجسد من بنى إسرائيل " ومنهم المسيح بالجسد ". وقد أنتظر اليهود هذا المسيح القادم، الذي سيولد منهم لمئات السنين، وقد تركز فكرهم لا في خلاصهم من عقوبة الخطية والموت الأبدي، بل تركز في خلاصهم وجمعهم من الأمم وسيطرتهم على العالم وأن يجعلهم يعيشون في سلام وأمان! وفسروا جميع نبوات العهد القديم عن المسيح بصورة حرفية بحتة، كما فعل التدبيريون بعد ذلك (أنظر الفصل السادس)، ولما جاء السيد واشبع الجموع بخمسة خبزات وسمكتين آمنوا أنه هو الآتي " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم، وأما يسوع فإذ علم انهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلي الجبل وحده 000 ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متى صرت هنا؟ أجابهم يسوع وقال الحق الحق أقول لكم انتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لان هذا الله الأب قد ختمه " (يو 14: 6،15،25-27). وقال أمام بيلاطس البنطى " مملكتي ليس من هذا العالم " (يو36: 18). ولما وجدوا أن دعوته لا تهتم بما يتمنون ويأملون قالوا "ماذا نصنع فان هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة أن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وامتنا " (يو47: 11،48). ومن ثم قرروا قتله!! ولا يزال اليهود حتى اليوم ينتظرون مجيء المسيح الذي سيحقق لهم توقعاتهم وأحلامهم! فيملك عليهم كابن داود المنتظر ويجمعهم من كل الأمم ويعيد أورشليم إلى ما كانت عليه، بل ويجعلها عاصمة العالم الروحية، وفى الوقت الحالي يتوقعون قرب مجيئه، ويقول بعضهم أنه سيأتي قبل سنة 2000م!! ويقول بعض الربيين أن المسيح المنتظر سيبنى الهيكل، هيكل سليمان، أو ما يسمونه حاليا بالهيكل الثالث، ويعيد تقديم الذبائح الحيوانية عليه كما كانت أيام موسى وسليمان..الخ (ملا 1: 3)! ويقول حاييم ريتشمان رئيس معهد الهيكل في إسرائيل " بصرف النظر عن كون الهيكل سيبنى قبل أو بعد ظهور المسيا، فالشخص الذي سيأتي من نسل داود، الذي سيكون إنساناً تاماً، والذي سيكون أعظم معلم وجد في الوجود، والذي ستكون له القوة المسلمة إليه ليعيد البشرية إلى قيمها الروحية الأصلية ويعيد ربط كل شخص هو المسيا ". ونتيجة لحلم اليهود هذا وانتظارهم للمسيح " الآخر الذي سيأتي من نفسه " فقد شهد التاريخ اليهودي وشهدت التجمعات اليهودية في أوربا وآسيا منذ القرن الأول الميلادي وخلال العصور الوسطي الكثيرون الذين ادعوا وزعم كل منهم أنه المسيح المنتظر!! وكانت نهايتهم جميعا واحدة وهي الفشل الذريع أو الموت. فقد ظهر في القرن الثاني الميلادي 24 شخصاً يهودياً أدعى كل منهم أنه المسيح المنتظر ومن أشهرهم باركوبه الذي أدعى أنه رئيس الأمة اليهودية وملكها فانحاز إليه اليهود ضد الرومان وانتهى بالهلاك. وفى القرن الثاني عشر ظهر عشرة رجال ادعى كل منهم أنه المسيح، وكان من بين أولئك المسحاء الكذبة " داود الرائي " (1147 م) والتحق بهم عدد غفير من اليهود.. ومات كثيرون منهم بسبب الاضطهادات. وفى عام 1250م ظهر ابراهام أبو العافية، وفى سنة 1502م ظهر أشير لاملين. وكان أشهرهم سبتاي تسيفي الذي أعلن نفسه انه المسيح عام 1664 م، وفى عام 1682م ظهر مردخاى الألماني الذي هرب باتباعه ولم يعرف له مكان. وفى القرن التاسع عشر ظهر في باريس رجل فرنسي ادعى أنه المسيح ولم ينحز إليه إلا عدداً قليل ثم أختفي مع أنصاره!! ويؤمن اليهود أنه سيظهر فجأة في الهيكل ويجلب السلام لإسرائيل ثم لكل العالم. ويقول الكتاب أن ضد المسيح سيكون له نفس هذه الصفات. فهو مسيح كاذب، وسيأتي باسم نفسه، كما قال السيد المسيح " أنا قد أتيت باسم أبى ولستم تقبلونني أن أتى أخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو5: 43). فهو الآخر أو الذي يدعى أنه المسيح، المسيح الكذاب، والذي يسميه الكتاب ضد المسيح. وعبارة ضد المسيح في أصلها اليوناني Anti Christ وتعنى ضد المسيح وأيضا بديل المسيح. وهو إنسان كما كان المسيح أيضا إنساناً، فقد ولد المسيح في ملء الزمان من امرأة وكان مجربا مثلنا في كل شيء بلا خطية (غل4: 4؛ عب15: 4). وهكذا سيكون من يدعى أنه المسيح، المسيح الكاذب، ضد المسيح. فاليهود يتوقعون مسيا من نسل داود وليس ملاك من السماء، ولكن المسيحيين هم الذين يتوقعون المجيء الثاني للرب من السماء (1كو 47: 15). والمسيح الكذاب سيظهر لليهود على أنه المسيا الآتي من نسل داود، الموعود نسل إبراهيم واسحق ويعقوب، ولن يظهر للمسيحيين على أنه المسيح الآتي ثانية من السماء. ومن ثم يدعوه الكتاب ب " إنسان الخطية ابن الهلاك " (1تس 3: 2). ويبدو أن عبارة إنسان الخطية مع عبارة معصية الخراب التي سترتبط بظهوره في الهيكل أوحت للبعض أنه سيولد من زنى، لذا قال البعض أنه سيأتي من شاب من سبط دان، كما حدد تاريخ ميلاده وختانه وظهوره وقد مرت كل التواريخ التي ذُكرت ولم يظهر شيء!! " بعد حرب يونية 1967م واستيلاء اليهود على مدينة القدس حُبل بهذا الطفل نتيجة علاقة وقتية بين شاب يهودي (من سبط دان - تك 16: 49،17) - وغالبا كان هذا الشاب جندي في هذه الحرب – وشابة صغيرة في سن المراهقة، وولد هذا الإنسان بعد تسعة شهور من آخر يونية 1967م، أي في آخر مارس 1968م 000 فيوم 2أبريل هو يوم ختان الطفل – معصية الخراب – مسيح اليهود الكذاب 000 وجدير بالذكر أن هذا الإنسان سيظل مجهولا ولن يعرفه أحد من بنى البشر، فقط الله في سمواته، وكذلك على الأرض الشيطان الذي سيعده لساعة ظهوره في سن الثلاثين لخديعة العالم 000 ولابد أن يكون ظهوره في سن الثلاثين لكي يكون مطابق للنبوات.سنة ظهور المسيح الكذاب = مارس 1968 + 30 سنة = مارس - أبريل 1988م. أي في وقت عيد فصح اليهود من 10 - 17 أبريل م. ". وسيملك هذا الشخص في أورشليم مدة يصفها الكتاب في سفر الرؤيا بزمان وزمانين ونصف زمان (رؤ14: 12) و " أثنين وأربعين شهرا " (5: 13) و" 1260 يوما " (رؤ3: 11)، ثلاث سنوات ونصف. في أثناء هذه المدة، سواء كانت مدة رمزية أو حرفية، سيجلس في هيكل الله ويعطى لنفسه ألقاب السيد المسيح فيدعى أنه المسيح وأنه إله ويحاول أن يضل حتى لو أمكن المختارين! ثم يتحول إلى تمجيد نفسه ويقوم بعمل معجزات بخديعة الشيطان " ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الأرض قدام الناس، ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التي أعطى أن يصنعها أمام الوحش " (رؤ13: 11،14). وسينخدع فيه ويصدقه ويجرى وراءه ويؤمن به بعض من اليهود ويرفضه المؤمنون. ثم يتحول إلى محاربة " وأعطى أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم وأعطى سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة " (رؤ13: 7)، " وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه، الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب " (2تس8: 2-11).ومع عدم موافقتنا على تحديد زمن محدد للمجيء الثاني وظهور ضد المسيح ونهاية العالم، لأنها ضد ما قاله السيد المسيح، نقول أن كثيرين من الأباء قالوا أن ضد المسيح، أو المسيح الكذاب يأتى من سبط دان وذلك بسبب نبوة يعقوب عن سبط دان القائلة " دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل. يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلي الوراء " (تك17: 49،18)، وعدم ذكر سبط دان نهائيا في سفر الرؤيا ضمن أسباط إسرائيل الأثنى عشر واستبداله بمنسي ابن يوسف (رؤيا 7).وهكذا وجد أضداد كثيرين للمسيح والمسيحية وسوف يأتي ضد المسيح الرئيسي في المستقبل قبل المجيء الثاني للمسيح والدينونة وسيرى منه المؤمنون كل ما سبق أن كتب عنه في سفر دانيال والعهد الجديد. وسوف تحدث حروب بين جنود المسيح وبين ضد المسيح وجنوده وستنتهي في النهاية بإبادة المسيح لهذا الدجال ضد المسيح ونرى في نهاية كل حديث عن ضد المسيح أن المسيح قد حطمه وأباده. ففي رؤيا دانيال يقول الملاك لدنيال عن فناء ضد المسيح أو القرن الصغير " فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا(أي العشرة ملوك ضد المسيح وكل ما يتصل بالمملكة الرابعة) إلى المنتهى ". يقول يوحنا الرائي " هؤلاء الملوك العشرة " سيحاربون الحمل " المسيح " والحمل يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك ". ويقول القديس بولس بالروح " الذي الرب يبيده بنفخه فمه ويبطله بظهور مجيئه".وما اجمل هذه الصورة التي نرى فيها المسيح منتصرا على الشر في وقت النهاية إذ أنه خرج غالبا ولكي يغلب لان أزمنة الأمم قد انتهت وجاء زمن رد كل شئ في الأبدية. يقول يوحنا الرائي " ثم رأيت السماء مفتوحة إذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض ونقيا ومن فمه يخرج سيف ماضي لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعصا من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب " (رؤ 11: 19-16). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
20 ديسمبر 2021

س 6: هل ولدت العذراء إنساناً لأنها لا يمكن أن تلد الله؟ فالله، كما بينا، لا يولد مثل البشر فهو فوق المادة والحس والجنس!؟

العذراء ولدت يسوع المسيح، ويسوع المسيح هو كلمة الله وهو نفسه ابن الإنسان، أنه الإله المتجسد، عمانوئيل، الله معنا، القدوس الحق " القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو35: 1)، " ابن العلي " (لو32: 1) وقد خاطبتها اليصابات بعد أن سجد الطفل الذي في بطنها لمن كان في بطن العذراء: " أم ربي " (لو43: 1)، فقد " ارتكض الجنين (يوحنا المعمدان) بابتهاج في " بطن اليصابات (لو44: 1) لربه وخالقه الحال في بطن العذراء ليتخذ لنفسه جسدا، وعلمت هذه الحقيقة اليصابات بالروح القدس فهتفت " من ابن لي أن تأتى أم ربي إلى " ولدت العذراء الإله المتجسد فهي لم تلد إنساناً عادياً لأن الملاك بشرها أنها ستحبل وتلد بالقدوس ولم تلد الله بلاهوته، لأن الله لا يلد ولا يولد ولا يتوالد وهو فوق الحس والجنس، أنه روح وواحد لا شبيه له ولا مثيل ولا اله غيره ليس له والد أو والده فهو الدائم الوجود وعله كل وجود. كما أنها لم تلد اثنين الهاً وإنساناً، إنسان ولد منها وإله مر بأحشائها، إنما ولدت الإله المتجسد الذي هو اله وفي نفس الوقت إنسان، أنها لم تلد اللاهوت ولكن اللاهوت هو الذي حل في أحشائها واتخذ لنفسه منها وفيها جسدا فولدت الناسوت المتحد باللاهوت، ولدت الناسوت متحدا باللاهوت، ولدت كلمة الله المتجسد قال قداسة البابا شنوده الثالث متسائلا " من الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلها فقط؟ أم ولدت إنسانا فقط؟ ولدت إلها و إنسانا؟ أم ولدت الإله المتجسد؟ " وأجاب قداسته " من المستحيل أن تكون قد ولدت إلها فقط لأنها ولدت طفلا رآه الكل. ولا يمكن أن تكون ولدت إنسانا فقط، لأن هذه هرطقة نسطور. ثم ما معني قول الكتاب الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله (لو35: 1) وما معني أن ابنها يدعي عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت23: 1)؟ وما معني قول اشعياء النبي " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا، وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا لها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " (اش6: 9)؟ إذا هو لم يكن مجرد إنسان، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلها قديرا والعذراء أيضا لم تلد إنسانا وإلها وإلا كان لها ابنان، الواحد منها اله، والآخر منها إنسان لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد " أنه ابن مريم وابن الله وكلمته، صورة الله، الله معنا. أنه اله وإنسان في أن واحد، شخص واحد مسيح واحد طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط أو امتزاج أو تغيير أو استحالة أو انفصال، أو افتراق، أنه الإله المتجسد الذي هو اله بلاهوته وإنسان بناسوته. له خصائص وصفات اللاهوت وخصائص وصفات الناسوت مع أنه واحد مسيح واحد " يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح " (1تي5: 2) الذي قال عنه يوحنا الرسول والإنجيلي " هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (1يو20: 5) وهذا الإيمان هو ما آمنت به الكنيسة منذ نشأتها الأولى قال القديس اغناطيوس الإنطاكي تلميذ بطرس الرسول " يوجد طبيب واحد هو في الوقت نفسه روح وجسد (اله وإنسان) مولود وغير مولود. الله صار جسدا، حياه حقيقية في الموت من مريم ومن الله " وقال يوستينوس الشهيد (110165م) " لقد صار المسيح إنسانا بواسطة العذراء ... أما مريم العذراء فأمنت وابتهجت عندما بشرها الملاك فالقدوس الذي يولد منها هو ابن الله " وقال ايريناؤس (120 202م)" إذا لم يكن المسيح اله حق وإنسان حق لأصبح خلاصنا مستحيل " فالمسيح باعتباره الإله المتجسد فقد جمع في شخصه الإلهي بين الإله والإنسان، اللاهوت والناسوت. فهو من حيث لاهوته واحد مع الأب في الجوهر ومع حيث ناسوته فهو شريك للإنسان، لنا في اللحم والدم (عب 14: 2) وكل ما يتصل بنا. أنه اله من حيث لاهوته وإنسان من حيث ناسوته جاء في ثاؤطوكية لأحد " الله الكلمة ... صار إنسانا بغير افتراق. واحد من اثنين. لاهوت قدوس بغير فساد مساو للآب، وناسوت طاهر بغير مباضعة مساو لنا في التدبير "وجاء في ثاؤطوكية الثلاثاء" التي ولدت لنا الله الكلمة الذي صار إنسانا لأجلا خلاصنا. وبعد أن صار إنسانا هو الإله أيضا "وجاء في ثاؤطوكية الخميس " هو اتحاد الاثنين: لاهوت وناسوت. ولهذا سجد له المجوس، ساكتين وناطقين بلاهوته "وجاء في قانون الإيمان الاثناسيوسي " لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونعترف بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله، هو اله وإنسان معا ... هو اله مولود من جوهر الأب قبل العالمين. وهو إنسان مولود من جوهر أمه في العالم. هو اله تام، وهو إنسان تام ذو نفس ناطقة وجسد بشري "وقال القديس اثناسيوس الرسولي" الكلمة نفسه الذي ولد من مريم فقد اتخذ منها جسدا وصار إنسانا، إذ هو بطبعه وجوهره كلمه الله، أما من جهة الجسد فهو إنسان من نسل داود ومن جسد مريم " وقال القديس كيرلس الاسكندري عمود الدين البطريرك والعشرين (404 435): " وماذا يمكن أن يكون ذاك الذي ولد عن العذراء، إلا مثلنا في مظهره وطبيعته؟ لكن بالإضافة إلى أنه إنسان هو أيضا الإله الحقيقي "وقال أيضا: " نقر، حسب إقرار الكنيسة الجامعة، أن الله كاملا اتخذ الإنسان كاملا "وقال ساويرس بن المقفع أسقف الاشمونين (ولد حوالي 915م)" أن المسيح خالق ورازق، وحي، وعالم، من حيث هو اله ونقول " أن المسيح أكل وشرب وقتل ومات"، من حيث هو إنسان " نعم أنه إله من جهة لاهوته وهو أيضا إنسان من جهة ناسوته، الإله المتجسد الذي يجمع في شخصه اللاهوت والناسوت، خصائص وصفات اللاهوت وخصائص وصفات الناسوت، هو الأزلي الأبدي، وكإنسان دعي ابن مريم العذراء لكنه الإله المتجسد والمسيح الواحد والرب الواحد والطبيعة الواحدة المتحدة من طبيعتين بدون افتراق أو انفصال أو تحول أو تغيير أو امتزاج.إذا كان المسيح هو الله فكيف يحل في بطن العذراء في وسط الدم والنجاسة؟ ومن كان يدير الكون عندما كان في بطن العذراء؟!! يسأل البعض هذا السؤال بدون وعي أو حتى مجرد التوقف لحظة للتفكير فيما يقولون، فقد بينا أن الله غير محدود لا بالمكان ولا الزمان، فهو، بلاهوته، يملأ الكل وموجود في كل مكان كقول الرب يسوع المسيح عن نفسه " وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو13: 3)، كما قال عنه الكتاب أيضاً أنه " الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأ الكل " (أف10: 4). فالمسيح بلاهوته لا يحده مكان ولا زمان لذا قال لتلاميذه " حيثما أجتمع أثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم " (مت20: 18)، كما قال لهم عند صعوده إلى السماء " وها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر " (مت16: 28) وقال القديس أثناسيوس الرسولي" صار له كل ما للبشر كأنه واحد منهم مع أنه في نفس الوقت خالقهم ويملأ بلاهوته السماء والأرض "، وقال القديس كيرلس عامود الدين " ونحن لا نُعلم بأن الكلمة عندما تجسد وصار إنساناً كاملاً أصبح محدوداً. فهذا هو الغباء بعينه. إنما نحن نُعلم بأنه يملأ السموات والأرض وما تحت الأرض ".ولأنه ماليء المسوات والأرض بلاهوته فقد كان في بطن العذراء متجسداً وكان في نفس الوقت موجوداً في كل مكان، في السماء وعلى الأرض، بلاهوته، كما أنه، بلاهوته، لا يمكن أن يتأثر لا بالدم أو أي سوائل أو بأي مادة مهما كانت مثل شعاع الشمس الذي لا يتأثر بمياه البحار أو أي سوائل ينعكس عليها. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
04 سبتمبر 2022

ضد المسيح من هو؟(1) وما هي أوصافه ج2؟

2 - ضد المسيح وآباء الكنسية الديداكية (نهاية القرن الأول): تقول عن ضد المسيح أنه مضلل العالم، الذي يدعي أنه ابن الله ويحكم علي الأرض ويصنع آيات وعجائب ويضطهد المؤمنين. لكن تتحقق النصرة الكاملة للسيد المسيح بظهور علامة (الصليب) في السماوات المفتوحة، ويسمع صوت البوق، ويقوم الأموات. عندئذ يأتي السيد المسيح ومعه جميع قديسيه علي سحب السماء (Didache 16: 3) القديس بوليكاربوس (69 - 155م): أحد تلاميذ القديس يوحنا الرسول: تكلم عن ضد المسيح بنفس نص وأسلوب القديس يوحنا وقال " كل روح لا يعترف بيسوع انه قد جاء بالجسد، هو ضد المسيح " (فيلادلفيا 1: 7). رسالة برنابا (حوالي 100م): وقد جاء فيها عن ضد المسيح أنه " حجر العثرة النهائي (أو مصدر الخطر) والمكتوب عنه كما يقول دانيال 000 ستحكم عشره ممالك علي الأرض وسيخرج منها ملك صغير بعدهم وسيخضع ثلاثة ملوك " 000ويقول دانيال أيضا عن نفس الشخص " ورأيت الوحش الرابع، شرير قوي، وأكثر وحشيه من كل وحوش الأرض، وقد خرج منه عشره قرون ومنها خرج قرنا صغيرا ناشئا وقد اخضع ثلاثة من القرون العظيمة ". وهو لا يقتبس من سفر دانيال بالحرف وإنما يقتبس روح وجوهر موضوع النص عن ضد المسيح. القديس يوستينوس الشهيد (حوالي 100 - 165م): والذي يصف ضد المسيح بإنسان الخطية وإنسان الارتداد الذي ينطق بما هو ضد العلي، ويتجاسر بارتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين ". القديس اريناؤس (140 -202 م): وقد تكلم كثيرا عن ضد المسيح مستشهدا بما جاء في سفر دانيال وما جاء في أقوال السيد المسيح والقديس بولس وما جاء في سفر الرؤيا فقال: " وتبين الأحداث التي ستقع في زمن ضد المسيح انه لكونه مرتداً ولصاً وقلق ليعبدا كإله ؛ ومع انه مجرد عبد، فهو يريد أن ينادي به كملك. ولكنه سيأتي ليس كملك بار، وليس كملك شرعي خاضع له، مؤبد بكل قوة الشرير، لذا سيأتي كعاق وظالم وبلا قانون ؛ وكمرتد وجائر وقاتل، وكلص يتركز في ذاته الارتداد الشيطاني ويرفض الأصنام ليقنع الناس أنه هو نفسه إله، رافعا نفسه كالوثن الوحيد، يملك في نفسه أخطاء الأوثان الأخرى الكثيرة. ويفعل ذلك لكي يخدمه الذين يعبدون الشيطان بالرجاسات الكثيرة. هذا الوثن الأوحد هو الذي يتحدث عنه الرسول بولس هكذا ".ويشير القديس اريناؤس إلي جلوسه في هيكل باعتباره " رجسه الخراب " التي تنبأ عنها داينال النبي أشار إليها السيد المسيح.ثم يقول " ويتطلع دانيال أيضا إلي نهاية المملكة الأخيرة " وينقل كل ما جاء عن القرن الصغير في (د71: 8؛ 20-22؛ 23- 25). ثم يقول هذا يكون لمدة ثلاث سنوات وستة شهور ثم يأتي القرن ليحكم علي الأرض. ويتكلم عنه أيضا الرسول بولس 000 ويعلن سبب مجيئه 00 " ثم ينقل نص ما جاء في (2 تس 2: 8 –12). " وقال عنه الرب اللذين يؤمنون به ما يلي " أنا أتيت باسم أبى ولم تقبلوني. أن آتي آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو 5: 43) داعيا ضد المسيح ب " الأخر" لأنه مبعد من الرب. هذا هو أيضا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه " لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " (لو 18: 2) الذي لجأت إليه المرأة عندما نسيت الله، التي هي أورشليم الأرضية 000 فسينقل ملكوته إلي تلك المدينة ويجلس في هيكل الله ليضل من يتبعونه، كما لو انه المسيح، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا 00 " ثم ينقل ما جاء في (دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ 9: 27) عن ضد المسيح.وبعدما يشرح ما جاء في سفر دانيال وسفر الرؤيا عن الممالك وضد المسيح يقول: " وأذ كان الله العظيم قد كشف ما سيحدث في المستقبل عن طريق دانيال وأكد ذلك عن طريق ابنه، وإذا كان المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين والذي سيدمر الممالك الزمنية، ويقيم ملكوت أبدي الذي هو قيامه الأبرار، كما يعلن هو: " يقيم اله السموات مملكه لن تنقرض ابدأ "، فلندع أولئك الذين 000 يرفضون الخالق ولا يوافقون على أن الأنبياء قد أرسلوا من قبل من الأب الذي أتي منه الرب أيضا 000 لان النبوات أنبا بها الخالق بنفس الأسلوب بواسطة جميع الأنبياء قد أتمها المسيح في النهاية عاملا إرادة أبيه ومكملا لتدبيراته الخاصة بالبشرية ".ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية!! العلامة ترتليان (160 - 240 تقريبا): أنتشر بين آباء القرون الأولى اعتقاد بأن الدولة رومانية ستظل إلى ما قبل المجيء الثاني وأن إنسان الخطية سيظهر بعد زوالها، وتصوروا أن الإمبراطورية هي القوة المقاومة لظهوره. ومن ثم يقول العلامة ترتليان " أي عائق له إلا الدولة الرومانية، فإنه سيظهر الارتداد كمقاوم وضد المسيح ". كما يقول " نلتزم نحن المسيحيون بالصلاة من أجل الأباطرة واستقرار الإمبراطورية استقرارا كاملا، فإننا نعرف أن القوة المرعبة التي تهدد العالم يعوقها وجود الإمبراطورية الرومانية. هذه القوة التي لا نريدها، فنصلي أن يؤجل الله ظهورها 000 بهذا تظهر إرادتنا الصالحة لدوام الدولة الرومانية " العلامة اوريجانوس (185- 253 م): وما كتبه اوريجانوس عن ضد المسيح لا يخرج عن ما ذكرناه في الصفحات السابقة وما ذكره القديس إريناوس، خاصة ما جاء عن القرن الصغير في د81: 23- 25 و2 تسالونيكي 2: 4 " والنبوة فيما يختص بعد المسيح أعلنت في سفر دانيال 000 وقد ذكر في نبواته الأمور الخاصة بالملكوت الآتي مبتدأ من أزمنة دانيال ويستمر إلي نهاية العالم 000 وما قاله بولس في الكلمات المقتبسة منه. ثم يتحدث عن الآيات الشيطانية التي تتبعه، ضد المسيح، التي يقول إنها آيات خادعة وعاجزة ولا تقدر أن تغير طبيعتنا الفاسدة إلي طبيعة مقدسة، ولا أن تهب نموا في الحياة الفضلى، بل أن الممارسين لها أنفسهم لا يسلكون في نقاوة. ويري أن إنسان الخطية وهو يحمل أعمال الشيطان بكل عنفها وخداعها إنما يمثل الكذب الذي لا يمكن أن يكون له وجود بإعلان ظهور مجيء المسيح، أي ظهور الحق. فظهور المسيح يسوع شمس البر في أواخر الدهور سيقضي تماما علي ظلمة عدو الخير ويدفع بها إلي العذاب الأبدي، وإعلان الحق يحطم الكذب. أما العلامة هيبوليتوس: فقد كتب مقاله كاملة بعنوان " المسيح وضد المسيح " لا يخرج مضمون ما جاء بها عن ضد المسيح عما ذكر في هذا الفصل. ويمكن تلخيصها كالآتي ؛ إن التاريخ سينتهي بظهور طاغية عنيف، يقلد المسيح لكي يغلب كل الأمم لحسابه. وسيقوم ببناء الهيكل في أورشليم. ويكون أساسه هو مملكة روما (بابل الجديدة). وسيدعو، ضد المسيح، كل الشعب لتبعيته، ويغويهم بوعود باطلة، ويكسب الكثيرين إلي حين. ولكن إذ يبلغ الأمر إلي القمة يأتي الرب ويسبقه النبيان يوحنا المعمدان وإيليا ؛ يأتيان بمجد، ويجمعان مؤمنيه معا في موضع الفردوس. وسيحدث حريق ويسقط رافضوا الإيمان تحت الحكم العادل. عندئذ يقوم الأبرار إلي الملكوت والخطاة إلي نار أبدية. ويربط بين مملكة ضد المسيح ونهاية العالم التي تتم بعد 6000 عاما من الخليقة حيث يستريح الرب في اليوم السابع وتصور أن العالم سينتهي سنة 500م!! القديس جيروم: يقول القديس جيروم " ويدعي (ضد المسيح) إنسان حتى لا نقترض انه شيطان أو روح شرير، ولكن كائن إنساني يسكن فيه الشيطان لأنه إنسان الخطية الذي سيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه انه اله ". ويري أن كثيرين سيقومون كرمز لضد المسيح فيقول " كما كان سليمان وقديسون آخرون رمزا للمخلص، هكذا نؤمن بظهور رمز لضد المسيح مثل أنتيوخس أكثر الملوك شرا، مضطهد الكنيسة ومدنس الهيكل. ويقول في تفسيره لسفر دانيال إن ضد المسيح هو إنسان يهودي من أصل وضيع سيحطم مملكة الرومان ويسود العالم. القديس كيرلس الاورشليمى (314-387م): لم يخرج القديس كيرلس أسقف أورشليم عما بيناه في هذا الفصل وقال: " سيأتي ضد المسيح المكتوب عنه، عند انتهاء أزمنة الإمبراطورية الرومانية، وظهور علامات نهاية العالم. سيقوم عشره ملوك رومانيون معا، في أماكن مختلفة، ويحكمون في زمن واحد. وبعد هؤلاء يأتي الحادي عشر. وهو ضد المسيح. فيغتصب السلطة الرومانية بأعماله السحرية، ويذل ثلاثة ممن حكموا قبله ويخضع السبعة الآخرين لسلطانه.وبما أنه عالم وذكى، فسيتظاهر في البدا يه باللياقة والاعتدال والميل إلى الإحسان، وبعلامات وأعاجيب سحريه، يخدع اليهود بادعائه أنه المسيح المنتظر. ثم تنسب أليه جميع أنواع الشرور بسبب وحشيته وجوره الذي يبلغ حدا يفوق معه جميع الظالمين الملحدين الذين سبقوه. تحدوه روح متعطشة للدماء. قاسيه لا تعرف سبيلا إلى الرحمة، مليئة بالخداع والمكر ضد الجميع، ولاسيما ضدنا نحن المسيحيين. وبعد اقترافه شتى الجرائم زهاء ثلاث سنوات وستة شهور، سيهلكه ابن الله الوحيد، ربنا يسوع المسيح، المسيح الحق. بنفخه فمه، ويبطله بظهور مجيئه المجيد من السماء ويلقيه في نار جهنم 000 هذه الأشياء 000 تعلمناها في الكتب المقدسة التي تقراها الكنيسة، وخاصة في نبوة دانيال 000 كما فسرها الملاك جبرائيل 00 " ثم يستمر في شرح ما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تسالونيكى وفى خطاب السيد المسيح عن نهاية العالم ودمار أورشليم (متى 24) ويقول " لكن كما أنه كان يليق به (بالمسيح) من قبل أن يأخذ الناسوتية وكان منتظرا أن يولد الله من عذراء، فقد خلق الشيطان خداعا بإيجاد روايات عن آلهة كاذبة تلد وتولد من نساء، لكي بوجود الأكاذيب لا يصدق الحق. وهكذا أيضا إذ يأتي المسيح مرة أخري، فإن المقاوم يستغل فرصة انتظار البسطاء خاصة الذين من أهل الختان، فيأتي رجل ساحر نابغ في فنون السحر والعراقة مخادع ماكر يأخذ لنفسه سلطان إمبراطور روما وينصب نفسه مسيحا كذابا، وتحت اسم المسيح يخدع اليهود المنتظرين مجيء المسيح ويغوي الأمم بأضاليله السحرية " ." لسنا نعلم بهذا من اختراعنا، بل تخبرنا به الكتب المقدسة الإلهية التي في الكنيسة وخاصة ما جاء في نبوة دانيال التي قرأت منذ قليل، كما فسرها رئيس الملائكة جبرائيل قائلا " الحيوان الرابع مملكة رابعة علي الأرض تفوق سائر الممالك " (دا 7: 23). ومعروف في تقليد مفسري الكنيسة أنها مملكة الرومان. فكما كانت المملكة الأولى التي ذاع صيتها هي مملكة الآشوريين، والثانية هي مملكة مادي والفرس معا. وبعد هذا المملكة الثالثة هي المقدونيون، والرابعة الرومان. ثم يستمر جبرائيل في التفسير قائلا " قرونه العشرة هم عشرة ملوك سيقومون ويقوم بعدهم آخر الذي يفوق في الشر كل سابقيه: (ليس فقط يفوق العشرة بل كل سابقيه) ". ويذل ثلاثة ملوك " (دا 24: 7). واضح أنهم من العشرة ملوك السابقين 000 إنه " يتكلم بكلام ضد العلي " (دا 7: 25). إنه يكون مجدفا وشريرا، لا يأخذ المملكة عن آبائه بل يغتصبها بالسحر ". " الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة " (2تس 2: 9). مظهرا أن الشيطان يستخدمه كأداة عاملا في شخصه، ومن خلاله. فإذ يعلم أن دينونته لن تتأخر بعد كثيرا، يصنع حربا ليس خلال وكلائه كعادته بل يصنعها علنا من ذلك الحين فصاعدا. مستخدما " آيات وعجائب كاذبة ". لأن أبا الكذب يعمل أعمال الكذب حتى يظن الناس أنها تري الميت يقوم وهو لم يقم، والعرج يمشون والعمي يبصرون مع أنهم لم يشفوا حقيقة ". " يقول أيضا " المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا 000 حتى أنه يجلس في هيكل الله ". أي هيكل هذا؟ لئلا يظن أننا نفضل أنفسنا فإنه متي جاء لليهود علي أنه المسيح راغبا في أن يكون موضع عبادتهم، يعطي اهتماما للهيكل لكي يخدعهم تماما مدعيا أنه من نسل داود وأنه سيبني الهيكل الذي شيده سليمان هذا إلذى متي جاء ضد المسيح لن يجد فيه حجر علي حجر كما حكم بذلك مخلصنا… إنه سيأتي " بآيات وعجائب كاذبة " رافعا نفسه كل الأصنام، فيتظاهر أولا بمحبة الإحسان، لكن يعود فيظهر طبعه الذي لا يعرف الرحمة وخاصة ضد قديسي الله. إذ قيل " وكنت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين " (دا 7: 21). وفي موضع آخر قيل " ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إلي ذلك الوقت " (دا 12: 1). مرعب هو هذا الوحش، عظيم لا يهزمه إنسان، مستعد للافتراس ". القديس اثناسيوس الرسولى (496-373م): يتحدث القديس اثناسيوس عن ضد المسيح في شخص اريوس والهرطقة الاريوسية ويقول: " ألم تصف رؤيا دانيال ضد المسيح: انه سيصنع حربا مع القديسين ويغلبهم ويفوق كل من كانوا قبله في أعمال الشر، وسيزل ثلاثة ملوك ويتكلم بكلمات ضد العلي ويظن انه يغير الأوقات والناموس؟ والآن من هو الشخص الآخر إلي جانب قسطنديوس حاول أن يفعل هذه الأشياء؟ حقا انه مثلما سيكون ضد المسيح. فهو يتكلم بكلام ضد العلي لهذه الهرطقة (الاريوسيه) الضالة: ويصنع حربا ضد القديسين بنفي الأساقفة.. ".ورأى كوموديان أن نيرون سيقوم من الجحيم كضد المسيح ويحارب الكنيسة، وسيقف أمامه إيليا النبي الذي يرجع إلي العالم. وأن المسيح الغاش هو إعادة حياة نيرون الذي سيصنع معجزات في اليهودية. كما يتكلم عن مجيء ضد آخر للمسيح في الشرق، ويرى أن نيرون سيأتي إلي أورشليم بعد نصرته علي الغرب وخداعه لليهود الذين يقبلونه بكونه المسيا.القديس يوحنا ذهبي الفم: مثل كوموديان تصور أن نيرون هو ضد المسيح ودعاه الارتداد لأنه يهلك كثيرين ويجعلهم يرتدون، إن أمكن حتى المختارين أن يضلوا (مت 24: 24). ودعاه بإنسان الخطية لكثرة شروره، كما دعاه " ابن الهلاك " لأنه هو نفسه أيضا يهلك. وقال أن شدة الهجوم الذي يشنه إنسان الخطية تجعل البعض ينظرون إليه على أنه الشيطان نفسه ثم يتساءل بقوله " هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله ". القديس أغسطينوس: شرح القديس أغسطنيوس قول السيد المسيح "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني ؛ إن أتي آخر باسم نفسه فذاك تقبلونه " (يو 5: 45). وقال لقد أعلن لهم أنهم سيقبلون ضد المسيح الذي يطلب مجد نفسه منتفخا، وهو ليس بصادق ولا ثابت وإنما بالتأكيد هالك. أما ربنا يسوع المسيح فأظهر لنا نفسه مثالا عظيما للاتضاع، فمع كونه بلا شك مساو للأب 000 لكنه يطلب مجد الأب لا مجد نفسه ". ويرى أن سر قبول اليهود لضد المسيح هو تفكيرهم المادي وتفسيرهم الحرفي للنبوات. كما يفعل التدبيريون الآن. ويقول القديس أغسطينوس أيضا " يبدو لي أن الشعب الإسرائيلي الجسداني سيظن أن النبوة القائلة " خلصنا أيها الرب إلهنا واجمعنا من الأمم " (مز 106: 47) تتحقق تحت قيادته (ضد المسيح) وأمام أعين أعدائهم المنظورين هؤلاء الذين سيأسرهم بطريقة منظورة ويقدم المجد المنظور ". القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟
المزيد
08 يناير 2020

تجسد الله الكلمة لخلاصنا من الخطية

لهذا كان له مرة أخري أن يأتي بالفاسد إلي عدم الفساد وأن يوفي المطلب العادل الذي للأب على الجميع وحيث إنه هو كلمة الأب وفوق الكل كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد خلق كل شيء وأن يحتمل بالنيابة عن الكل وأن يكون شفيعًا عن الكل لدي الأب وإذا رأي "الكلمة " أن فساد البشر لا يمكن إبطاله بأية وسيلة سوى الموت كشرط ضروري بينما كان من المستحيل أن يتحمل الكلمة الموت إذ أنه غير مائت وإذ إنه ابن الأب فلهذه الغاية اخذ لنفسه جسدًا قابلًا جديرًا بأن يموت بالنيابة عن الكل ولآن الكلمة أتي وسكن فيه يبقي في غير فساد وبذلك ينزع الفساد من الكل بنعمة القيامة وبتقديمه للموت الجسد الذي أخذه هو نفسه كذبيحة وضحية خالية من كل دنس أزال الموت فورًا عن جميع نظرائه (أي عن أخوته الذين أشبههم في كل شيء) بتقديمه العوض فأوفي دين الموت وإذ اتحد ابن الله عديم الفساد بالكل بطبيعة مماثلة؛ فإنه بطبيعة الحال ألبس الجميع عدم الفساد وكما إنه إذا ما دخل ملك عظيم مدينة واتخذ مسكنه في أحد بيوتها فإن مثل هذه المدينة تعتبر على أية الحالات جديرة بشرف عال ولا ينزل إليها بعد ذلك ويخضعها أي عدو أو قاطع طريق وإنما تعتبر على العكس مستأهلة لكل عناية لأجل أن الملك اتخذ مقره في بيت واحد من بيوتها هكذا أيضًا ما حدث مع ملك الكل فإنه لما جاء إلي عالمنا واتخذ مسكنه في جسد واحد بين نظرائه أبطلت من ذلك الحين كل مؤامرة العدو ضد الجنس البشري وارتفع عنهم فساد الموت الذي كان متفشيًا فيهم من قبل. البابا القديس أثناسيوس الرسولى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل