المقالات

09 أكتوبر 2021

ظروف شباب المرحلة الثانوية

هناك ظروف قديمة وجديدة تحيط بهذه المرحلة، لابد من التعرف عليها، حتى نحسن التعامل مع شبابها المبارك... لاشك أن هناك مستجدات هامة لدى شباب المرحلة الثانوية، فى هذه الأيام، نذكر منها : 1- العملية التعليمية : ولاشك أنها ليست على ما يرام، فهى فى أفضل صورها عملية تلقين لا تكوين... بمعنى أنها تهتم بحشو الذاكرة - وليس الذهن - بكمية ضخمة من المعلومات فى مجالات واسعة من المعرفة.. وكل ما يطلبونه من الشباب هو أن يحفظ هذه المعلومات غيباً، ويسكبها سكيباً فى ورقة الإجابة فى إمتحان واحد خطير آخر العام. هذا بينما يؤمن العالم كله بأهمية التربية قبل التعليم، والتكوين قبل التلقين. لهذا يعتمدون فى الخارج على تكوين روح البحث لدى التلميذ، وعلى تحريك ذهنه للفهم والإبتكار والإبداع. وهذا ما نشاهده فى الغرب، إذ يطلبون من التلميذ تحضير ورقة بحث فى موضوع ما، ربما يختاره هو، ويبحث عن مادة الموضوع فى المكتبة، ولدى المدرس، والأسرة، والكنيسة، حتى تكتمل العناصر، ويتقدم ببحثه، ويناقشه فيه المدرس والزملاء.. وأكثر من مرة حضر شباب من أمريكا أو استراليا، ليدرس مثلاً الفرق بين الشباب القبطى داخل وخارج مصر، من خلال استبيانات وإحصائيات فى مجالات مختلفة: شخصية وعائلية وكنسية... بهدف معرفة ما يجب أن ننتبه إليه فى خدمة الشباب، هنا أو فى المهجر... وقد استفدنا كثيراً من هذه البحوث الميدانية. كذلك نجد العملية التعليمية الآن فيها فاقد رهيب للوقت، فالشباب يذهبون فى الصباح الباكر إلى المدرسة، وتكون الفائدة قليلة جداً، لتكدس الفصول وارهاق المدرسين، وظروفهم الصعبة. ثم يبدأ الشباب فى مدرسة أخرى بعد الظهر، فى فصول التقوية، أو الدروس الخصوصية، حيث الشرح أفضل، ولكن لشباب مرهق... ولا يتبقى سوى سويعات قليلة فى المنزل للاستذكار. هذا كله عبء ضخم على شبابنا الغض، الذى لا يجد فرصة للنمو الروحى والثقافى والإجتماعى والبدنى من خلال الأنشطة والاجتماعات الكنسية والمهرجانات... ولاشك أن تمديد الثانوية العامة إلى عامين بدلاً من عام واحد، أصبح عبئاً كبيراً على شباب المرحلة الثانوية، بحيث لم يعد لديهم النفس الهادئة، أو الوقت المناسب، لتكوين شخصياتهم المتكاملة: روحياً وثقافياً ووجدانياً وبدنياً وإجتماعياً... هذه العناصر الخمسة فى الشخصية الإنسانية، لم يعد من الممكن إشباعها، بينما الشباب يعيش الأرق والإرهاق، مع عملية تعليمية تلقينية مؤسفة. أن شباب المرحلة الثانوية فى هذه الأيام، لا يتمتع حتى بالإجازة الصيفية، حيث الملحق (والتحسين سابقاً)، وحيث ضرورة الاستعداد للعام الدراسى بدروس خصوصية فى الصيف، تمهيداً للعام الدراسى الجديد. وقد لاحظنا ذلك أثناء خدمتنا لهذه المرحلة، فبعد أن كنا نقدم لهم مادة دسمة فى المهرجان، على الأقل أثناء دراستهم فى الصفين الأول والثانى، حيث كانوا يواظبون على الخدمة الكنسية، وبالتالى يستوعبون الكثير من المعلومات اللاهوتية والعقيدية والطقسية والتاريخية والكتابية، مع فنون وآداب ورياضة وكومبيوتر.. مع الإندماج المفرح فى الحياة الكنسية والأنشطة الصيفية... صار شبابنا المرهق المهموم بالثانوية العامة، كثير الغياب عن الكنيسة، ولذلك اضطررنا إلى تخفيض حجم النشاط الكنسى والدراسات والمهرجان، تقديراً لظروفهم... 2- أسلوب الامتحان : ولاشك أنه أسلوب مؤسف، فالشباب يستذكر طوال العام، بمجهود ضخم، ليتم تقييمه من خلال الحفظ وليس الفهم، ومن خلال امتحان واحد فى ساعتين.. وربما أصيب الشاب أو الشابة بوعكة صحية أو مجرد انفلونزا، فيضيع الإمتحان، ويضيع المجهود، ويضيع المستقبل. أى توتر يمكن أن ينشأ عن هذا الأسلوب؟!! الإمتحان فى الخارج يرتكز على الفهم، ويستمر طوال العام من خلال الأسئلة، والإختيارات، والبحوث، والمتابعة الشخصية من المدرس، ولذلك تكون نفسية الشباب هادئة، وإذا فشل مرة، ينجح فى المرة التالية...إن تقييم شبابنا من خلال ورقة واحدة، فى ساعة معينة، ويوم محدد... أمر مثير للتوتر.. فإذا ما حدثت مشكلة فى المنزل، أو مرض، أو وفاة... ضاع كل شئ!! هذا بالإضافة إلى اعتماد الإمتحان على التذكر وليس التفكير، وعلى الحفظ وليس الفهم... ونحن جميعاً نعلم إمتحانات الخارج، التى كثيراً ما تكون من خلال "الكتاب المفتوح" (Open book)، ولا يستطيع الإجابة على الأسئلة إلا كل من درس المادة واستوعبها تماماً. وهكذا لا يرتبط الامتحان بحالات من التوتر والقلق والإحباط كما يحدث فى بلادنا، ليس فقط على مستوى الشباب، بل أيضاً على مستوى أسرهم... وهذا ما نراه فى بيوتنا أثناء أيام الإمتحانات، والأيام السابقة عليها... 3- سلبيات الإعلام : وما يواجهه شبابنا فى هذا العصر من تنوع لوسائل الإعلام، إلى استمرارية تأثيرها على مدى 24 ساعة يومياً إلى سهولة الوصول إلى السلبى منها، وبطريقة لا يستطيع الوالدون اكتشافها بسهولة. هناك الآن شرائط الكاسيت وما تحمله من أغانى هابطة، وشرائط الفيديو والكثير منها يحمل إنحلالاً وإثارة، والبث من الأقمار الصناعية على عشرات القنوات على مدى الليل والنهار، وشبكة الانترنيت وما تقدمه من إباحية وإنحلال. وبالطبع فنحن لا نرى كل الوسائل الإعلاميةشراً، بل نقصد أنها تقدم للشباب الكثير من الإيجابيات فى المعلومات والتواصل والثقافة والتسلية البرئية، ولكنها تحمل - مع ذلك - سلبيات خطيرة، لها أثرها فى شبابنا، سواء فى إعثاره أو فى تعويقه عن الجهاد الروحى، ناهيك عن صعوبة النمو الروحى فى هذا الجو الصعب. لقد أصبحت الخطيئة "محيطة بنا بسهولة" كما يقول الرسول بولس (عب 1:12). الأمر الذى يحتاج إلى إفراز وتوعية وتغذية وبدائل وجهاد كثير، ينبغى أن يبذله شبابنا المبارك، عملاً بقول الكتاب "إمتحنوا كل شئ، وتمسكوا بالحسن" (1تس 21:5). 4- سلبيات الوسط المدرسى : لاشك أن الوسط المدرسى لم يعد كما كان فى الماضى، سبباً فى إنماء المعرفة وتربية الخلق القويم، إذ أنه صار حافلاً بسلبيات كثيرة منها: أ- التكدس فى الفصول، الذى يعوق علمية التعلم، ناهيك عن عملية التربية. ب- التدنى العام فى المجتمع، واهتزاز القيم، وتآكل الطبقة الوسطى، وصعود نوعيات غير متحضرة إلى السقف بسبب دخلها المادى المتزايد. ج- انتشار ظاهرة المخدرات بين الشباب، فضلاً عن التدخين والشيشة. د- تنامى ظاهرة العنف بين الشباب، بتأثير التكدس فى المساكن، وصعوبة العيش، وازدحام الطريق، والتوتر اليومى العام، ومشاهد العنف فى وسائل الإعلام، وشيوع مبادئ منحرفة كالبلطجة، وأخذ القانون باليد، وليس بالوسائل المشروعة. هـ- التدنى الخلقى فى اللفظ والتعامل اليومى، بتأثير الأفلام والمسلسلات، وما تحويه كثيراً من عبارات وألفاظ غريبة وغير لائقة، تنزل بسرعة رهيبة إلى الشارع والمنزل والمدرسة ويتبادلها الشباب فى سلوكهم اليومى. و- الفوارق الطبقية وما تثيره من حراك إجتماعى وأحقاد بين فئتى الأغنياء والفقراء، وحتى الموظفين، الذين أصبحت دخولهم المادية لا تساعدهم على الحياة الكريمة. ز- تأثيرات الأسرة على الطفل والفتى والشاب، والتى يأتى بها إلى المدرسة، مشحونة بالسلبيات الخطيرة. ى- روح التهريج واللامبالاة والسخرية والتهكم، التى تسود فئات كثيرة، بسبب الإحباط والمتاعب الإقتصادية.. وهذه كلها أمور لها تأثيرها على شباب المرحلة الثانوية، وتستدعى من الكنيسة أن تكون "الأسرة البديلة"، التى يمكن أن تقوم "بإعادة تربية" للكثير من الشباب (Re- education Process). 5- أزمة المستقبل : ويالها من أزمة، بين شبابنا المكافح!! فمع تزايد الأعداد، بسبب الإنفجار السكانى، وتكدس الفصول، وضعف العملية التعليمية، والتنافس المحموم على الحياة والعمل، وصعوبة إختيار الدراسة التى يحبها الشباب، وأكثر منها صعوبة الحصول على عمل مجز بسبب البطالة المنتشرة، والركود العام فى الإقتصاد. هذه كلها أمور مقلقة لشبابنا، إذ لا يرى المستقبل بهيجاً ولا واضحاً ولا مأموناً... الأمر الذى يصيبه بتوتر فى أعماقه، قد يظهر على السطح فى صورة أشكال من العنف، أو أنواع من التهريج والسخرية والسلوك غير السوى، بل أنه قد يدفع الشباب إلى نوع من الإحباط والاكتئاب، ثم إلى التدخين والمخدرات، مع رفقاء السوء، وما أكثرهم!! 6- اختلاف الأجيال : وهو عامل آخر نضيفه إلى الظروف المحيطة بشباب المرحلة الثانوية، حيث كثيراً ما يحدث انفصال بين الوالدين وأبنائهم وبناتهم فى هذه المرحلة، ويكتفى الوالدون بالعمل على جمع المال، المطلوب طبعاً، وربما يستغرقون فى ذلك بطريقة تحرم الأولاد والبنات من عطف والديهم، واستماعهم إليهم، ومشاركتهم آمالهم وآلامهم. أضف إلى ذلك إمكانية سفر الوالدين أو أحدهما إلى الخارج، طلباً لمزيد من الدخل، مما يعرض الشباب إلى جوع عاطفى، و صداقات سيئة، وإنحرافات خطيرة. فإذا ما أضفنا إلى ذلك إحساس شباب ثانوى بأنهم كبار، ومحاولاتهم الاستقلال والاستغناء عن نصيحة الوالدين ومشورتهم، واستماعهم إلى أصدقائهم أكثر من والديهم، يتضاعف حجم المشكلة، وتتزايد الفجوة إتساعاً. وفى نفس المجال، إذا ما حاول الوالدين تربية أبنائهم وبناتهم بأسلوب ما تربوا هم عليه فى عهود سابقة، دون تفهم لما يدور حول الأجيال الجديدة من أمور، ودون تفاهم وحوار معهم... تتزايد الفجوة أكثر فأكثر. أضف إلى ذلك ما يمكن أن يحدث من أخطاء فى التربية مثل القسوة، أو التدليل، أو التفرقة فى المعاملة بين الأبناء والبنات، الأمر الذى يجعل من إختلاف الأجيال خلافاً، ثم إنحرافاً. هذه بعض الظروف التى تحيط بأبنائنا وبناتنا فى المرحلة الثانوية، فكيف يكون أسلوب التعامل الفعال معهم، وهم يجتازون مرحلة صعبة، وظروفاً أصعب... نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
10 سبتمبر 2021

الملك الألفي (2)

ونحن نصلي دائمًا: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ» (مت٦: ١٠) أي ليملك المسيح على قلوب البشر.- هذا الملكوت المُسترَّد من إبليس، دُفِع فيه ثمن عظيم: «لِأَنَّكُمْ قَدِ ٱشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا ٱللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ ٱلَّتِي هِيَ للهِ» (١كو٦: ٢٠)؛ «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى ، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلْآبَاءِ ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ» (١بط١: ١٨-٢٠)؛ «فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا بِٱلْجَسَدِ.... لِكَيْ لَا يَعِيشَ أَيْضًا ٱلزَّمَانَ ٱلْبَاقِيَ فِي ٱلْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ ٱلنَّاسِ ، بَلْ لِإِرَادَةِ اللهِ» (١بط٤: ١-٢)؛ «لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لِأَجْلِ ٱلْجَمِيعِ، فَٱلْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا. وَهُوَ مَاتَ لِأَجْلِ ٱلْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ ٱلْأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لَا لِأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لِأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (٢كو٥: ١٤-١٥).- لقد صرنا له، نحن مملكته، نعيش له ولإرادته.طبعًا لا يمكن أن نظن أن الثمن العظيم قد دُفِع للشيطان، فهو مُغتصِب، وليس له حقوق، بل الثمن هو "الموت" الذي ماته السيد المسيح نيابةً عنا.- ونتيجة هذا الموت تم القبض على الشيطان وتقييده لمدة ألف سنة (رقم رمزي يدل على الأبدية كما سيرد بعد قليل).«وَرَأَيْتُ مَلَاكًا نَازِلًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ ٱلْهَاوِيَةِ ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى ٱلتِّنِّينِ ، ٱلْحَيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ، ٱلَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَٱلشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لَا يُضِلَّ ٱلْأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ ، حَتَّى تَتِمَّ ٱلْأَلْفُ ٱلسَّنَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ لَابُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا» (رؤ٢٠: ١-٣).- هذه الألف سنة لا يمكن فهمهما أنها سنوات يملك فيها السيد المسيح على الأرض، لأنه سبق وأعلن أن: «"مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا ٱلْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ. وَلَكِنِ ٱلْآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا". فَقَالَ لَهُ بِيلَاطُسُ: "أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟". أَجَابَ يَسُوعُ: "أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ ٱلْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي"» (يو١٨: ٣٦-٣٧).وقد رفض السيد المسيح رغبة اليهود في أن يجعلوه ملكًا «وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، ٱنْصَرَفَ أَيْضًا إِلَى ٱلْجَبَلِ وَحْدَهُ» (يو٦: ١٥).بل بالعكس، تكلم عن ملكوت سمائي عند الآب، يجهزه لنا: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلَّا فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا ، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو١٤: ٢-٣).خاصة وأن «لَيْسَ مَلَكُوتُ ٱللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلَامٌ وَفَرَحٌ فِي ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (رو١٤: ١٧).يقول القديس أغسطينوس في رده على أناس اعتقدوا أن ملكوت المسيح أرضي: "لن يكون هناك مجيء للمسيح قبل ظهوره للدينونة؛ لأن مجيئه حاصل بالفعل الآن في الكنيسة، وفي أعضائنا. أما القيامة الأولى فهي مجازية تشير إلى التغيير الذي يحدث في حالة الناس عندما يموتون في الخطية، ويقومون لحياة جديدة. فالحكم الألفي للمسيح على الأرض قد بدأ بيسوع نفسه في الكنيسة، والقديسيون يحكمون فيها." - ورقم (ألف) هو رقم رمزي، لا يمكن أن يُفهم بطريقة حرفية «أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ ٱلرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ» (٢بط٣: ٨)، خاصة وأن ملكوت السيد المسيح ملكوت أبدي، فكيف نحدُه في ألف سنة؟ «فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْأُمَمِ وَٱلْأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لَا يَنْقَرِضُ» (دا٧: ١٤)؛ «وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ» (لو١: ٣٣).+ إذًا المُلك الألفي هو ما نعيشه الآن منذ الصليب، وحتى المجيء الثاني.«سَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ: "مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللهِ؟". أَجَابَهُمْ وَقَالَ: "لَا يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللهِ بِمُرَاقَبَةٍ ، وَلَا يَقُولُونَ: هُوَذَا هَهُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لِأَنْ هَا مَلَكُوتُ ٱللهِ دَاخِلَكُمْ"» (لو١٧: ٢٠-٢١). نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
07 سبتمبر 2021

حقيقة المجيء الثاني

نؤمن أن الرب يسوع سوف يأتي ثانية؛ ليدين العالم، ويعطي كل واحد حسب أعماله. وهذا الايمان هو حقيقة مؤكدة. قال الملاك لآبائنا الرسل عند صعود السيد المسيح إلى السماء: «إِنَّ يَسُوعَ هَذَا ٱلَّذِي ٱرْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ» (أع١: ١١). ويؤكد الكتاب المقدس في أكثر من موضع، على هذا المجيء الحتمي: «لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِٱلتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ كَلِصٍّ فِي ٱللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ» (١تس٥: ٢).وسبب هذا المجئ هو المحاسبة: «إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ ٱللهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا ، وَإِيَّاكُمُ ٱلَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا ، عِنْدَ ٱسْتِعْلَانِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَ مَلَائِكَةِ قُوَّتِهِ ، فِي نَارِ لَهِيبٍ ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ ٱللهَ ، وَٱلَّذِينَ لَا يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ، ٱلَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلَاكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ ٱلرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ ، مَتَى جَاءَ لِيَتَمَجَّدَ فِي قِدِّيسِيهِ وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.» (٢تس١: ٦-١٠)وعلى قدر تأكدنا من حقيقة المجئ الثاني، على قدر عدم معرفتنا موعده: + «وَأَمَّا ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمَاوَاتِ، إِلَّا أَبِي وَحْدَهُ» (مت٢٤: ٣٦). + «فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا ٱلْأَزْمِنَةَ وَٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي جَعَلَهَا ٱلْآبُ فِي سُلْطَانِهِ» (أع١: ٧).+ «اِسْهَرُوا إِذًا لِأَنَّكُمْ لَا تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. وَٱعْلَمُوا هَذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي ٱلسَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ. لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ» (مت٢٤: ٤٢-٤٤).+ «وَأَمَّا ٱلْأَزْمِنَةُ وَٱلْأَوْقَاتُ فَلَا حَاجَةَ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا ، لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِٱلتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ كَلِصٍّ فِي ٱللَّيْلِ هَكَذَا يَجِيءُ. لِأَنَّهُ حِينَمَا يَقُولُونَ: «سَلَامٌ وَأَمَانٌ»، حِينَئِذٍ يُفَاجِئُهُمْ هَلَاكٌ بَغْتَةً ، كَٱلْمَخَاضِ لِلْحُبْلَى ، فَلَا يَنْجُونَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ فَلَسْتُمْ فِي ظُلْمَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكُمْ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ كَلِصٍّ. جَمِيعُكُمْ أَبْنَاءُ نُورٍ وَأَبْنَاءُ نَهَارٍ. لَسْنَا مِنْ لَيْلٍ وَلَا ظُلْمَةٍ» (١تس٥: ١-٥).+ «وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي ٱللَّيْلِ، يَوْمُ ٱلرَّبِّ ، ٱلَّذِي فِيهِ تَزُولُ ٱلسَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ ، وَتَنْحَلُّ ٱلْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ ٱلْأَرْضُ وَٱلْمَصْنُوعَاتُ ٱلَّتِي فِيهَا» (٢بط٣: ١٠).ويرتبط إيماننا بالمجئ الثاني، بحقيقة معرفتنا بقيامة الأموات، وحياة الدهر الآتي.ويخلط بعض الناس بين الحياة الأبدية، والملك الألفي للسيد المسيح.فهل الملك الألفي للمسيح -كما ورد في الأسفار المقدسة- هو ملك زمني أرضي؟ وهل هو سابق أم لاحق للمجيء الثاني؟اختلف المفسرون في تحديده، بسبب غموض النبوات، ورمزية الكتابة في سفر الرؤيا، الذي أخبرنا عن هذا الملك الألفي. وبالرغم من هذا الاختلاف التفسيري، لكن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، مشتركة مع كنائس أخرى تقليدية، تؤمن بحقيقة واحدة، سنشرحها في المقال المقبل... نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
17 يناير 2023

الصبغة

عندما أعلن تلميذا الرب يسوع ( يعقوب ويوحنا ) له أنهما يريدان مكانة متميزة في ملكوته .. قال لهما الرب : « لستما تعلمان ما تطلبان . اتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ » ( متی ۲۰ : ۲۲ ) . فلم يفهم التلميذان عمق كلام المخلص .. « فقالا له : " نستطيع » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) . كانت كأس الرب التي يشربها هي الصليب بكل ألامه ، أما الصبغة فكانت الموت . يا للهول !!! هل يقصد المخلص أنني لا استطيع أن أتمتع بأمجاده ولا الجلوس معه في أبديته إلا إذا صلبت ومت بنفس ميتته ؟! لقد قال السيد لهما : « أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها ، وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) ، فلم يكن يقصد المخلص حتمية أن يصلب كل إنسان ، أو أن يستشهد بطريقة حرفية ليخلص .. ولكنه كان يقصد الترجمة العملية لصليبه وموته ، فالكأس هي الإفخارستيا والصبغة هي المعمودية . فعندما نشرب كأس الرب نشترك في مفاعيل موته وآلامه المحيية .. « فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس ، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء » ( كورنثوس الأولى 11 : ٢٦ ) .. وعندما نعتمد بالماء والروح نكون قد متنا وقمنا معه .. « مدفونين معه في المعمودية ، التي فيها أقمتم أيضا معه » ( كولوسي ۲ : ۱۲ ) . فالمعمودية قبر وأم ، موت وميلاد جديد ، بل بالحري قيامة من موت .. « فدفنا معه بالمعمودية للموت ، حتى كما أقيم المسيح من الأموات ، بمجد الآب ، هكذا تسلك نحن أيضا في جدة الحياة ؟ » ( رومية 6 : 4 ) . الإنسان المسيحي هو إنسان جديد في كل شيء ، والحياة المسيحية هي حياة التجديد المستمر .. « إذا إن كان أحد المسيح فهو خليقة جديدة : الأشياء العتيقة قد مضت ، هوذا الكل صار جديدا » ( كورنثوس الثانية 5 : 17 ) . إذا فالصبغة التي نحصل عليها في سر المعمودية المقدسة هي بعينها الاشتراك في موت السيد المسيح وقيامته ، والتمتع بقيمة وفائدة هذا الفداء العظيم .. والعكس صحيح فبدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يخلص .. « إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله » ( يوحنا 3 : 5 ) . لابد أن تموت مع المسيح لأنه قيل : « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ! » ( عبر ۹ : ۲۲ ) والموت هنا شيء بسيط وهو المعمودية ، شكرا لك يا إلهي الصالح .. أنك مت عني ومنحتني أن أتمتع بمفاعيل موتك وحياتك بوسيلة سهلة متاحة وهي التغطيس في صيغة المعمودية . » نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
17 يناير 2024

بين الغطاس والتناصير

هناك سؤال يحير ماريان وكل سنة يجول بخاطرها فى نفس الميعاد ثم تنساه ولا تسأل عن إجابته إلا فى الموسم التالى، فى نفس الميعاد يراودها نفس السؤال لحسن حظها، أن السنة دى زارهم أبونا متياس، فى نفس الليلة التى يأتى فيها السؤال وهى ليلة أحدالتناصير. ماريان:أبونا جيت فى ميعادك يعنى إيه أحد التناصير؟ وإيه الفرق بينه وبين عيد الغطاس؟ أم فى أحد التناصير؟ أبونا:طبعاً أنت عارفة كويس أن المسيح اتعمد فى عيدالغطاس، أما موضوع أحد التناصير فهو خاص بتعميدالناس. ماريان:ما هى ميزة هذا الأحد حتى يتعمد الناس فيه؟ وهل معنى كده أن التعميد فى اليوم ده أفضل من المعمودية فى أى يوم آخر؟ أبونا:إطلاقًا لا طبعًا المعمودية واحدة فى فعلها وقوتها،مهما اختلف ميعادها أو مكانها، أو مين الكاهن اللى تممها سواء كان سيدنا البابا، أو الأب الأسقف، أو أى كاهن.علشان كده احنا بنستغرب من الناس اللى بيأجلوا معمودية أولادهم لغاية ما يروحوا مكان معين للتعميد مش لازم أى معمودية أرثوذكسية فى أى مكان. ماريان:طيب دى أنا فاهماها إيه بقى ميزة أحد التناصير؟ أبونا: كان زمان معظم المعمدين ناس كبار داخلين إلى المسيحية من اليهودية أو الوثنية، وكانت الكنيسة تتريث فى معموديتهم،حتى تتأكد من صحة إيمانهم فكانت تفتح لهم فصول الموعوظين ماريان: فصول دراسية زى مدارسنا؟ وفيها امتحانات؟! أبونا:أيوه ممكن الموعوظ يستمر يدرس الإيمان المسيحى، والإنجيل لمدة سنتين، أو ثلاثة، وبعدين إذ اتأكد أبونا الأسقف من صحة إيمانه كان يكتب إسمه فى سجل يسموه(سفر الحياة) وبعدين يقدموه للمعمودية. ماريان : برضه ده ما يجاوبش على سؤال ى ... بخصوص أحدالتناصير؟! أبونا:أيوه كان موسم الإعداد النهائى للموعوظين لكى يتعمدوا كان بيبقى فى الصوم الكبير، علشان يتعمدوا ليلة عيد القيامة باعتبار أن المعمودية هى دفن وقيامة مع المسيح. ماريان: الله معنى جميل جدا يعنى الموعوظين كانوا يتعمدوا ليلة العيد، كأنهم ماتوا وقاموا مع المسيح؟ أبونا:بالضبط وحتى الزفة اللى بنزف بيها المعمد، هى نفسها زفة عيد القيامة، لكن مع الوقت رأت الكنيسة أن تعمد الناس الكبار قبل عيد القيامة، علشان يشتركوا معانا فى أسبوع البصخة ويتمتعوا بيه فانتقل موسم العماد من ليلة العيد إلى الأحد السابق لأحد الشعانين، اللى اسمه النهاردة أحد التناصير. ماريان:هل فيه أى إشارة فى الطقس تشرح الحكاية دى؟ أبونا: طبعاً الكنيسة بتقرأ علينا إنجيل المولود أعمى، وهو قصة معمودية ماريان:إزاى؟ أبونا:المولود أعمى يرمز إلى كل إنسان مولود بحسب الطبيعة محروم من نور المسيح، لأنه وارث خطية أدم وفساد الطبيعة المسيح وحده هو القادر أن يشفى طبيعتنا الفاسدة.المسيح أعاد خلقة هذا الإنسان، أو كملها لما صنع الطين وطلى به عين المولود أعمى والمعمودية هى خليقة جديدة المسيح أمر الأعمى أن يغتسل فى بركة سلوام التى هى رمز لجرن المعمودية لما اغتسل عاد بصيرًا والمعمودية هى سر الإستنارة. ماريان: رائع معنى جميل جدا لكن ليه إحنا بنعمد الأطفال والكنيسة الأولى كانت بتعمد الكبار؟ أبونا:الكنيسة الأولى وحتى الآن بتعم د كل من يطلب المعمودية سواء كان كبيرًا أم صغيرا الكبير نشترط عليه أن يؤمن ويتوب قبل المعمودية والصغير نشترط أن أسرته تكون مؤمنه إيمان أرثوذكسى سليم واحنا بنعمده على إيمان والديه لكن طبعًا فى الكنيسة الأولى كانت السمة الغالبة هى معمودية الكبار لأنه لم تكن قد تكونت أسر مسيحية كثيرة ولكنها لم تمنع معمودية الأطفال حاليًا كل الأسر مسيحية، فالجميع يعتمدون صغارا وإذا جاء إنسان كبير لم يتعمد الكنيسة أيضًا تعمده. ماريان:الأطفال مش بيفهموا قيمة المعمودية. أبونا:أيضًا الأطفال مش بيفهموا قيمة الأكل والنظافة والتعليم ومع ذلك مش بنمنعهم عنها. والأطفال فى العهد القديم كانوا بيختنوا وهم سنهم 8 أيام وما كانوش فاهمين والمسيح نفسه قال : "دعوا الأولاد يأتون إلىّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله" (مر 14:10 )،وقال: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات" ( مت 3:18)ومعلمنا بطرس لما كرز يوم الخمسين، والناس أمنت، قال لهم توبوا و ليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح.لان الموعد هو لكم و لاولادكم (أع 38:2،39 ).ولما ليديا أمنت اعتمدت هى وأهل بيتها، بما فيهم الأطفال (أع15:16) وسجان فيلبى قيل عنه : "اعتمد هو والذين له أجمعون" (أع 33:16) ماريان: كفاية أنا صدقت شكرًا لربنا أننا اتعمدنا واحنا صغيرين حتى لا نحرم من هذه النعمة العظيمة لولا المعمودية ما كناش نعرف نتناول أو نفهم الإنجيل،أو نقعد مع قدسك دلوقتى صل عنى يا أبونا وحاللنى. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل