المقالات

01 مايو 2022

الأحد الجديد والإيمان الوطيد

إنجيل القداس { وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «أقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».أَمَّا تُومَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا». وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.} ( يو19:20- 31) يسمي الأحد التالي لعيد القيامة بالأحد الجديد أو أحد توما الذى فيه ظهر السيد الرب القائم من بين الأموات للتلاميذ القديسين ومن بينهم القديس توما الرسول الذى كان غائب عنهم فى ظهور المخلص لهم بعد قيامته فى أحد القيامة. ظهر الرب للرسل ليؤكد حقيقة قيامته بجسده الممجد وفيه أثر الجرحات والمسامير فى يديه والحربة فى جنبه، ليقوى إيمانهم ويثبتنا فيه ويزيل شك توما ويطوب المؤمن الذى يرتفع بايمانه فوق حواس الجسد عندما تنفتح بصيرته بالإيمان ويصدق القلب كلام الرب. ظهر الرب للتلاميذ ليحول الشك الي يقين الثقة والإيمان والحزن الي فرح والخوف الي سلام ولكي يكون لنا حياة أبدية أذ نؤمن ونحيا إيماننا العامل بالمحبة ونجاهد علي رجاء. 1- الإنسان الجديد أ- إنسان جديد ... الإنسان الجديد هو الذى يحيا قوة القيامة والتوبة وحياة القداسة والبر. نحن أبناء القيامة، قام السيد المسيح ليقيمنا معه من الخطية لينقلنا من عالم الظلمة الي عالم النور ومن سلطان إبليس الي الطاعة لله. الإنسان الجديد هو الذى يسلك بحسب أرادة الله فى البر وقداسة الحق { إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ،. أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ،. وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ،. وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ.} (أف 21:4-24). نحن لا نتصرف كأهل هذا الدهر بل نسلك كابناء وبنات الله { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). ب- عهد جديد ... لقد دخلنا مع الله فى عهد جديد قدسه بدمه لا بدم ذبائح بل أشترانا بدم حمل بلا عيب ولا دنس، فصرنا له { لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا} (مت 26 : 28). { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله}(1كو 6 : 20). أننا أذ أمنا بموت وقيامة الرب يسوع المسيح أعتمدنا معه لنقوم ونحيا معه فى جدة الحياة كاناس الله القديسين {دفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة} (رو 6 : 4). فيجب علينا أن نحرص علي الوفاء بالعهد أن نكون أبناء لله الذى مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا ونحيا الإيمان لئلا ندان { فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة}(عب 10 : 29). ج- وصية جديدة ... الإنسان الجديد عليه أن يحيا وصايا الرب بفكر المسيح المنفتح والقلب المتسع والروح المتضع. فكر المسيح فكر منفتح يقبل ويحتمل فى بذل وصفح للخطاة الراجعين اليه، وقلبه متسع يجد فيه كل أحد مكان ومكانه وروحه متضع يريد أن نتعلم منه الوداعة والتواضع لنجد الراحة لنفوسنا المتعبه. الانسان الجديد يقدم له الرب وصية جديدة تليق بمن يهبه الروح القدس أمكانيات متجددة { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا} (يو 13 : 34). لقد أحبنا السيد المسيح حتى الموت { اما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى }(يو 13 : 1). علينا أن نتمثل بمحبة المسيح الباذلة ونتمم ناموس المسيح لنحيا الإنسان الجديد السعيد، فى محبة روحية وطاهرة فيها وفاء ونبل { لكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا} (1بط 4 : 8). 2- إيمان وطيد .... الإيمان ليس عقيدة فقط وإيمان بالله وبتجسد أبنه الوحيد وبعمل الروح القدس بل حياة وسلوك فيه يتبدد الشك ويتحول الي يقين ونسير بالإيمان المستقيم وأثقين فى الله لنرث الحياة الأبدية كوعد الله الصادق والأمين. أ- يقين الإيمان.. المؤمن يتقوى فى الإيمان يوماً فيوم ويوقن بمن آمن ولهذا نري السيد المسيح يحرص علي تقوية إيمان الرسل الذين أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة وهو يشرح لهم ما جاء عنه فى الكتب والأسرار المختصة بملكوت الله لكي يستطيعوا أن يبشروا بالإيمان فى كل العالم، لا بسيف أو تهديد ووعيد بل بقوة إيمان أبن الله الوحيد وصلبه وقيامته ليحرر العبيد. لقد بدد الرب يسوع شك توما الرسول { ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا} (يو 20 : 27). آمن توما وصرخ قالاً { «رَبِّي وَإِلَهِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».} (يو 28:20). لقد طوب الرب المؤمنين الذين يرتفعوا فوق مستوى الحواس. وهذا كرز الرسل بيقين الإيمان الذى يغفر الخطايا ويمنح العطايا { لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين} (اع 26 : 18). لقد أمنا نحن بكرازة التلاميذ ومن تسلموا شعلة الإيمان منهم ويجب أن نحيا إيماننا ونكون أمناء نسلم الإيمان لأناس لديهم الكفاءة لتسليمه لمن بعدهم لنجد مكأفاة العبد الصالح والأمين ونتبرر بالايمان { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح}( رو 5 : 1). نحن لنا الإيمان الوطيد الذى يرتفع فوق الشك ونثق في وعود الله وكلامه ولدينا يقين بمحبته {اما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى}(عب 11 : 1). بالإيمان نثبت فى الله ويحل المسيح بالإيمان فينا وبه نحيا {متاصلين ومبنيين فيه وموطدين في الايمان كما علمتم متفاضلين فيه بالشكر} (كو 2 : 7). نصلي ليقوى ايماننا ويزداد رجائنا بقوة الروح { وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). ب- إيمان عامل بالمحبة .... نحن لا نحب بالكلام أو اللسان بل محبتنا وإيماننا هو إيمان عملي، عامل بالمحبة، نحن نؤمن بالمسيح المصلوب والقائم من الموت ونحمل صليبه بحب ونبرهن علي صحة إيماننا بالبذل من أجل من أحبنا والسلوك المستقيم الذى يرفض الشر ولا يشترك فى أعمال الظلمة بل يوبخها بسلوكه فى النور ويقول مع بولس الرسول { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي}(غل2 :20). وكما قال الكتاب فان الله يقبل اليه الكل، اليهود والأمم، مختونين أو فى الغرلة بالإيمان العامل بالمحبة { لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة} (غل 5 : 6). إيماننا بمحبة الله المعلنة فى أبنه وتعلن لنا بالروح القدس يقودنا الخلاص والحق والقيامة والحياة الأبدية { ونعلم ان ابن الله قد جاء واعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق والحياة الابدية} (1يو 5 : 20) ج- الإيمان والحياة الأبدية... لقد جاء السيد المسيح ليدعونا الي التوبة والإيمان {ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل }(مر 1 : 15). وكانت كل تعاليمه وآياته لنؤمن أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لنا حياة أبدية { وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.} ( يو30:20- 31). وبهذا كرز الرسل { فان الحياة اظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا} (1يو 1 : 2). وكما قام السيد المسيح سنقوم معه ونلبس عدم الفساد باجساد روحانية نورانية ممجدة، ولهذا نجاهد ونسلك فى النور لكي نمسك بالحياة الأبدية { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). نتمثل باناس الله القديسين { لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالايمان والاناة يرثون المواعيد} (عب 6 : 12). نتمسك بوعده الصادق والأمين { وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الابدية} (1يو 2 : 25). 3- القلب السعيد... زمن القيامة هو دخول للأبدية السعيدة وحياة التسبيح والفرح بالرب ولهذا رتبت الكنيسة مزمور إنجيل قداس الأحد الجديد { سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. لأن الرب قد صنع أعمالاً عجيبة. هللوا للرب يا كل الأرض. سبحوا وهللوا ورتلوا. هلليلويا} (مز 1:98-2). أما مزمور قداس عيد القيامة فهو القائل {هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. فلنبتهج ونفرح به. يارب تخلصنا. يارب تسهل طريقنا. الله الرب أضاء علينا. هلليلويا} ( مز24:118-27) . ا- الفرح بالقيامة... أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو واهب الفرح. لقد وعد الرب تلاميذه قبل صلبه {أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم} وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة {ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب}( يو 20:20). وأتخذ التلاميذ من الأيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع.}(1كو 15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة {واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه} (اع 5 : 41). وهكذا يوصينا الأنجيل ان نحيا فرحين برجائنا فى القيامة {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة}(رو 12 : 12). ب- قلب فرح شاكر لله ... علينا أن نقدم الشكر لله من كل القلب كل حين { نشكر الله الشكر الجزيل على انه خلصنا من اخطار جسيمة }(2مكا 1 : 11). نشكر الله الذى أحبنا وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت فى طريق خلاصنا أجتاز الموت ووهبنا الحياة الأبدية. { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها }(2كو 9 : 15). أن مراحم الله علينا متجددة كل صباح فالمؤمن يحيا مع المسيح القائم منتصراً علي الضعف والشر والشيطان والموت ويثق أن الله سيقوده فى موكب نصرته ولهذا لا يقلق ولا يضطرب لشئ { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان} (2كو 2 : 14). فى كل شئ نقدم الشكر لله بقلب سعيد متهلل بخلاص الرب { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله }(في 4 : 6). ج- بشرى السلام والفرح ... إيماننا بالقيامة يجعلنا نحيا حياة السلام والفرح وننقلها ونكرز بها من حولنا (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب). (يو 14 : 27) . ان المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذى يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور للإبدية السعيدة. لقد راينا فى شهداء ليبيا الأقباط الأبطال كمثال ثبات الإيمان وقدموا شهادة حية لمسيحهم القائم وديع ومنتصر واهب السلام والفرح التسبيح حتى وسط الآتون والظروف الصعبة ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} (رو31:8-38). أننا نفرح بقيامة الرب وكما ظهر لرسله القديسين بعد قيامته فاننا نراه بعيون الإيمان فننمو فى الايمان، ونتقوى ونفرج بالرجاء ونثبت فى المحبة ونمسك بالحياة الأبدية، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
30 أبريل 2022

تأملات فى قيامة السيد المسيح - إيماننا بالقيامة -1

إيماننا بالقيامة -1 حقيقة قيامة السيد المسيح أهنئكم أحبائي بعيد القيامة المجيد التي نحيا أفراحها طوال أيام الخمسين المقدسة ونحتفل بها طوال أيام الآحاد بل وفى باكر كل يوم نتذكر قيامة الرب يسوع، فنحن نؤمن بالمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من أجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. لقد انتصر المسيح بقيامته علي العالم والشيطان وسلطانه والموت وسطوته ووهب الحياة للذين في القبور. قام الرب يسوع المسيح منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، وليحيينا حياة أبدية بقيامته المجيدة. ان كان الله قد سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بسقوطها فى الخطية وطردنا من الفردوس بمقتضى عدله فإن رحمته الغنية أرادت لنا الحياة وبالإيمان بالتجسد والفداء والقيامة فإننا نقوم مع المسيح في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. إيماننا بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الإموات حقيقة يؤكدها الكتاب المقدس بنبؤاته وتحققها وظهورات السيد المسيح للكثيرين بعد قيامته كما تؤكدها الاحداث التاريخة والمورخين والأثار وإيمان التلاميذ والرسل بها وبذلهم أنفسهم للكرازة بمن أمنوا به وهذا يسيرعلي خطي الرسل القديسين المؤمنين بالمسيح ويعاينوا قوة القيامة فى حياتهم والتي تغير وتحرر وتقوى الإنسان ليعيش علي رجاء الحياة الابدية { فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.}(1كو 3:15-6). كما قالها السيد المسيح لتلاميذه عدة مرات قبل موته وقيامته { انه ينبغي ان ابن الانسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.} (لو 22:9). وكما قال للكتبه والفريسين والمقاومين بعد تطهيره للهيكل { فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟».أَجَابَ يَسُوعُ: «?نْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟».وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.} ( يو 18:2-22). وكما تنبأ هوشع النبي قائلين { يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه} (هو 6 : 2). قام المسيح ليقيم المؤمنين به معه . لقد تمت قيامة الرب يسوع فى اليوم الثالث ولم تتم قبل ذلك لئلا يشك أحد في أنه مات موتًا حقيقيًا، ولم تتم بعد ذلك لكى يحتفظ بسلامة الجسد المقدس الذى له وأن كان قد أقام لعازر بعد أربعة أيام وبعد أن أنتن ليؤكد قدرته علي إقامة نفوس الذين ماتوا فى مجيئه الثاني كما قال الكتاب { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.}( يو 28:5-29) وهذا ما قاله القديس أثناسيوس الرسولي " إذًا فقد كان الموت من أجلنا على الصليب لائقًا وملائمًا. وقد اتضح أن سببه كان معقولاً من جميع الوجوه، ومن الحق أن يقال إنه لم تكن هناك طريقة أخرى يتحقق بها خلاص الجميع سوى الصليب. لأنه حتى على الصليب فإنه لم يجعل نفسه مختفيًا بل بالحرى فإنه جعل الطبيعة تشهد لحضور خالقها، وبعد ذلك لم يَدَع هيكل جسده يظل وقتًا طويلا ميتًا، إلاّ بالقدر الذى أظهر فيه أن الجسد مات باحتكاك الموت به، ثم أقامه حالا فى اليوم الثالث، حاملا عدم الفساد وعدم التألم اللذين حصلا لجسده، كعلامة الظفر والانتصار على الموت. ولقد كان يستطيع أن يقيم جسده بعد الموت مباشرة، ويظهره حيًا، ولكن المخلّص بحِكمَة وبُعد نظر لم يفعل هذا لأنه لو كان قد أظهر القيامة فى الحال لكان من المحتمل أن يقول أحدهم إنه لم يمت بالمرة أو إن الموت لم يلمسه بشكل كامل.". لقد كان التلاميذ في حالة ترقب وخوف بعد أحداث الصلب وعقولهم معلّقة حائرة، وكان الذين صلبوه لا يزالون أحياءً على الأرض وفى نفس المكان، ويمكن أن يشهدوا بموت جسد الرب؛ فإن ابن الله نفسه بعد فترة ثلاثة أيام أظهر جسده الذى كان قد مات غير مائت وعديم الفساد. وقد اتضح للجميع أن الجسد قد مات ليس بسبب أي ضعف فى طبيعة الكلمة الذى اتحد بالجسد، بل لكى يُباد الموت ويهزم إبليس ويهبنا ثمار قيامته المجيدة. ولكي نحيا فى حياة السلام والقوة والفرح والرجاء والحياة الأبدية. إيماننا بقيامة المسيح له المجد أول فاعلية لقيامة المسيح هي الإيمان به ربا ومخلصا وواهب الحياة الأبدية للمؤمنين به فكما قام المسيح وغلب الموت سنقوم معه ونرث الحياة الأبدية وكما يقول القديس يوحنا إن القيامة والآيات الأخرى التى صنعها يسوع قد كُتبت ليكون لنا حياة أبدية { لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه} ( يو 31:20). { من يؤمن بى فله حياة أبدية} (يو 47:6) { من يسمع كلامي ويؤمن… فله حياة أبدية ولا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة} (يو24:5) وكما قال السيد المسيح لمرثا { أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًا ويؤمن بى فلن يموت إلى الأبد} (يو26،25:11). ومن يؤمن بالمسيح ينال حياة أبدية تجعل روحه لا تموت، أما الجسد فبالتأكيد سيموت لكى يقوم فى حالة المجد فى القيامة العامة. لقد أتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات. لأنه كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 15 : 20،14). لقد أحب الله العالم ومن أجل هذا بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). قيامة المسيح ووعوده للغالبين بالحياة الأبدية تجعلنا نشتاق ونجاهد للوصول للسماء { جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين }(1تي 6 : 12). المؤمن بقيامة الرب يشتاق إلي شيء أكبر من العالم، وأرقى من المادة، وأعمق من كل رغبة أو شهوة يمكن أن ينالها علي الأرض. لقد نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة، واعتبروا أنفسهم غرباء في العالم، يشتاقون إلي وطن سماوي، وإلى حياة روحية خالدة. حيث نلبس أجساد روحانية نورانية ممجدة علي مثال جسد المسيح الممجد والقائم وسنكون كملائكة الله { لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء} (مت 22 : 30).لهذا نتعب ونجاهد في هذه الحياة وأثقين بالمسيح الذي أحبنا وبذل ذاته عنا أنه قام ليقيمنا وصعد ليعد لنا مكاناً فى السماء لنحيا معه كل حين. القيامة مصدر للسلام .. شتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتى بعد ان اجتمعوا كانوا في خوف ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والأبواب مغلقة وقال لهم سلام لكم (ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم). (يو 20 : 19) . تحول الخوف الي شجاعة، والضعف الي قوة، والارتباك الي سلام، وجال الرسل يكرزون ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من أجل تبريرنا. اننا مدعوين الي حياة السلام (سلاما اترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب). (يو 14 : 27) . إن المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذي يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور الأبدية السعيدة. ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله ، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة.ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا}( رو 31:8-38). القيامة مصدر قوة للمؤمنين ... فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر عليه الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي اخزت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور(وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم). (اع 4 : 33) نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض). (اع 1 : 8). هكذا رأينا أبائنا و اخوتنا الشهداء يقدموا دمائهم علي مذبح الحب الالهي ويشهدوا لقوة إيمانهم بمن مات من أجلهم . لقد أعطانا الرب القائم من الأموات قوة من العلاء { ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء} (لو 10 : 19). بالقيامة نحيا على رجاء مجئيه الثاني { وحينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد} (مر 13 : 26). نحيا شهود للقيامة ونثق فى وعود الرب الحي الى الابد { فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا } (مت 14 : 27). قوة قيامة المسيح تغلب رائحة الموت والمرض والضعف وتعطي توبة وقيامة للأموات في الخطية وتحيي المائتين و تهبنا نصرة علي الموت وحياة أبدية سعيدة وكما قام المسيح فايماننا أكيد بأن احبائنا الذين انتقلوا أرواحهم في السماء تسبح في فرح ونور القيامة كملائكة الله في انتظار للقيامة العامة ليقوم الجسد أيضا ويتحد بالروح ونحيا في أجساد روحانية نورانية ممجدة. لقد حطم السيد المسيح بقيامته شوكة وسطوة الموت ووهب المؤمنين الثقة والرجاء فى الحياة الأبدية، حتى قال القديس بولس الرسول "أين شوكتك يا موت؟ " لقد تحطم الموت، وأصبح لا مستحيل. وبالموت داس المسيح بالموت ووهب الحياة للذين فى القبور.إن القيامة أعطت الناس قوة جبارة. وإذ تحطم الموت أمامهم، تحطمت أيضًا كل العقبات، وأصبح لا مستحيل. بالقيامة أصبح المؤمن لا يخاف الموت بل يقول مع القديس بولس { لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدًا} (في 1 : 23). ويتحقق لنا ما وعدنا به الرب { أنا ماض لأعد لكم مكانًا. وإن أعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي. حتى حيث أكون أنا، تكونوا أنتم أيضًا} (يو 14: 2، 3). أننا نثق في وعود الله الأمين التي تهبنا قوة لا تضعف في مختلف ظروف الحياة. ولنا ثقة في ما أعده الله للذين يحبونه { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه } (1كو 2 : 9). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
09 يناير 2022

زمن الميلاد والافتقاد الإلهي

زمن الافتقاد الإلهي .. ياتى الينا زمن الميلاد ليعلن لنا الله محبته للبشروأقترابه الينا لكى يفتقدنا من العلاء ويهديناالى طريق السلام {باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام} لو 78:1-79. وهذه فرصة متجددة لنا لكى نستعد روحياًلاستقبال من تواضع ليرفعنا ونعد قلوبنا ليحل فيها المسيح بالإيمان مطهرا اياها واهباً لنا السلام والفرح والخلاص ونصلى لكى ما يفتقد الله نفوسنا وبيوتنا واهلنا وكنيستنا وبلادنابعمل نعمته الالهية القادرة والمحررة والغافرة فميلاد السيد المسيح هو اعلان رحمةالله للانسان الساقط والبائس والخاطئ ليهبه قوة الأيمان ونعمة التبنى ومجد القداسة عندما يزور أحد الرؤساء مدينة ما فانهم يعدونها لتبدوفى ازهى حلة لها ويتم تنظيف شوارع المدينة واضائتها ونحن يفتقدنا الله ويأتى الينامن يعرف خفايا القلوب والكلى ومن هو قادر ان يهبنا طهارة النفس والقلب والروح ويتهاون الكثيرين ولا يفتحون قلوبهم له وتزدحم بيوتهم بالضيوف فلا يجد ضيفناالكريم الا مذود البهائم ليولد فيه ويبحث عنه هيرودس الأثيم لقتله وعندما لا يجده يقتل الاطفال الابرياء لعله يكون واحداً منهم ، لقد سأل عن مكان مولده {ولما ولديسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم. قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبةالشعب وسالهم اين يولد المسيح. فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي. وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبريرعى شعبي اسرائيل} مت 1:2-6. ولم يستفيد هؤلاء الذين ارشدوه من كهنة أو كتبه من معرفتهم النظرية بمكان او زمان مولده ليخلصوا بل كان ميلاده دينونة لهم {وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} (يو 3 : 19). كما لم يستفيد هيرودس وينعم بالخلاص بل من خوفه على ملكه وظنه ان السيد المسيح ملك ارضى اراد التخلص منه وذاد على ظلمه سفك دماء الابرياء وعقاب الله له . كما لم تستقبل البيوت ضيف السماء واغلقت القلوب بالجهل والكراهية والتعصب ابوابها وبيوتها لتشارك فى أفراح السماء لقد ترنمت الملائكة فى عيد الميلاد معلنة فرح السماءوالارض بمولد من جاء ليعطى الخلاص لشعبه {والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). كما أعلن الملاك {فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم }(مت 1 : 21) وبشر الملائكة الرعاة الساهرين على غنم رعيتهم بفرحة الخلاص { وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجندالسماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة} لو 8:2-14اننا نعطى المجدوالشكر والتسبيح لله القدوس القادر على كل شئ ونصلى بقلوب متضعة طالبين ان يحل سلامه على ارضنا السكرى بدم القديسين والصارخة من ظلم الإنسان لاخيه لكى يفتقدناالله برحمته ويقودنا فى موكب نصرته لنُعيد له أعياداً روحية وننعم بفرح الخلاص { كماتكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع ابائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لابراهيم ابينا.ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده. بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا} لو 70:1-75. زمن الحب الإلهى ... ان ميلاد السيد المسيح يعلن لنا محبة الله المتجسدةوتجسيداً للمحبة الإلهية { الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضاعمل العالمين.الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي} عب 1:1-3. الله محبة ومحبته لنا جعلته يكلمنا بالانبياء بانواع وطرق شتى لنرجع اليه فتكلم الله قديما مع ابراهيم فى ظهور ملائكى عجيب وتحدث مع موسى من خلال العليقة الملتهبة ناراًوتكلم بالروح القدس ملهماً الانبياء عن سر التجسد والفداء فقال اشعياء النبى {ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} اش 14:7كما تنبأ اشعياء عن طبيعة المولود العظيم { لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} أش 6:9-7. وهكذا اعلن لنا الله محبته الإلهية لنؤمن ونخلص { ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هوفي السماء. وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.} يو 13:3-18ان ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم منذ ما يذيد عن الفى عام هو ميلاد متجدد لكل إنسان يولد من الماء والروح ليصبح ابناً لله بالتبنى وليكون لائق لسكنى مملكة السماء كما تنبأ حزقيال النبى قديما عن مجد التبنى وحياة القداسة والفضيلة والبر التى فيها يحيا الانسان المؤمن ويثمر ثمر البر {فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان و كسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك.فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب}حز 8:16-14. فهل نحيا فى زمن المحبة ونتحلى بالفضائل الروحية أم نمضى فى الجهل والفقر الروحى ونتهاون فى أمر خلاصنا ونجاتنا من الغضب الاتى . ارحمنا يارب .... اننا نصرخ اليك يالله طالبين الرحمة فى زمن الأفتقاد والإلهي قائلين {ارحمنا يا رب ارحمنالاننا كثيرا ما امتلانا هوانا }(مز 123: 3). ارحمنا ايها الرب لانك كثير الرحمة رؤوف ومتحنن . ان مراحمك كثيرة وجديدة كل صباح وكثيرة هى أمانتك ، الخطية من طبع الانسان المائل للشر منذ صباه وانت يارب من صفاتك الرحمة والغفران ولهذا نلجأ اليك فى الضيقات والتجارب وعندما يقف الشيطان لنا محارب كعدو يريد ان يفترسنا نصرخ اليك قائلين {ايها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر الينا وارنا نور مراحمك}. ارحمنا يارب وأنقذنا من يد الاشرار لنرتل مع داودالبار { لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا. اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا. اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن انفلتنا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات والارض} مز 2:124-8 ارحمنا يارب وانقذنا من الجهل والعمى الروحى وها نحن نصرخ اليك مع الاعميان { واذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود. فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود (مت 20 : 30- 31). وها نحن شعبك نصرخ اليك قائلين ارحمنا يالله ضابط الكل وانر عيون قلوبنا لتحل بالإيمان فيها لتبصر جلال مجدك ونستعيد ابصارنا الروحية وتنفتح بصيرتنا الداخلية لكى ما نعيش كما يليق بابناء الله القديسين ويستعلن مجد محبتك فينا ونعيش زمن الافتقاد الالهى فى محبة كامله ورجاء ثابت وإيماناً بغير رياء لنكون دائما مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا وبالاكثر لكى نكون اهلاً لمملكة السماء . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
31 ديسمبر 2021

اتركها هذه السنة ايضا

فحص الذات ... وتجرى الأيام ويعبر العام بما فيه من أحداث جسام من حولنا ونتأثر بها وتؤثر فى حياتنا بلا شك لكن الانسان المؤمن يثق فى الله الذى يقود سفينة حياتنا ويجعل كل الاشياء تحدث من أجل خيرنا ولمنفعتنا الروحية { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده} (رو 8 : 28). الانسان الذى يبنى بيته على صخرة الإيمان الواثق لا يتزعزع حتى مع شدة الرياح او العواصف { فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لانه كان مؤسسا على الصخر} مت 24:7-25وكما ان كل مؤسسة ناجحة تعمل حساب ختامى لنهاية العام تبين فيها مدى ربحها أو خسارتها وما هى مواضع القوة والضعف فيها هكذا نحن أيضا نحتاج لوقفة صادقة مع النفس لنعالج عوامل الخلل ونقوى الحلقات الضعيفة ونستثمر مواطن القوة فى شخصيتنا وحياتنا ونتميز ونتفوق فيها. ميزان الحق والصدق مع الرحمة ... نفحص ذواتنا بروح الصلاة وبالتواضع ونتجنب الكبرياء كمن يتجنب النوباء ، نحاسب انفسنا بدون محاباة وبصدق وحق فلا يعرف الانسان الا روح الانسان الساكن فيه الذى ، وفى نور الانجيل وعمل الروح القدس وايضا فى ضوء مراحم الرب الذى صبر علينا هذا العام ززهبنا نعمة البقاء والحياة لنأتى بثمر ويدوم ثمرنا { وقال هذا المثل كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه فاتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد. فقال للكرام هوذا ثلاثة سنين اتي اطلب ثمرا في هذه التينة ولم اجد اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا. فاجاب وقال له يا سيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها واضع زبلا .فان صنعت ثمرا والا ففيما بعد تقطعها} لو 6:13-9. نجلس مع ذواتنا ونحاسبها أو نعتبها او حتى نعاقبها ونعرف فيما اخطانا او تاجرنا وربحنا فى علاقتنا بانفسنا وبالله وبالاخرين من حولنا ونصلى ونعمل مع الله طالبين عمل نعمته معنا فى كل أيام غربتنا على الارض لننجح فى طرقنا ونعمل من أجل خلاص نفوسنا ومن معنا . فلا أحد معصوم من الأخطاء أو كامل ومنزه عن العيوب والضعفات ولكى نتقدم الى الامام فى بناء شخصيتنا الروحية الناجحة يجب ان نتصالح مع انفسنا ونقبلها كما هى فيما لا نستطيع تغييره من سمات ولكن فى مجال السلوك أو العلاقات فانه فى مقدورنا ان نتصالح بروح الود والاعتراف بالخطاء لمن أخطانا اليه ثم نصنع خيرا وبرا مع من حولنا . لا يجب ان نكتفى فقط ان لا نؤذى انفسنا أو الغير بل يجب ان نحب الناس ونحسن اليهم ونتفانى فى مساعدتهم قدر طاقتنا { لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله }(ام 3 : 27). كما يجب ان نقبل الاخرين بضعفاتهم ونقائصهم وبالمحبة والصبر يأتى التغيير الذى فى استطاعتهم ايضا { لذلك اقبلوا بعضكم بعضا كما ان المسيح ايضا قبلنا لمجد الله }(رو 15 : 7). أعداد النفس للأثمار ... اذ طلب صاحب الحقل من الكرام ان يقطع الشجرة غير المثمرة من الارض لانها لم تصنع ثمراً على مدى عدة سنوات فطلب الكرام ان يصبر عليها سنة أخرى لتثمر ثمراً جيداً وفى سبيل ذلك فان الكرام سيقوم بكل ما هو ضرورى لكى تثمر بان ينقب حولها وينظف الارض من الاحجار وينزع من حولها الحشائش الضارة ويسمد الارض ويتعهدها بالرى والرعاية . نحن نشكر الله على محبته وصبره وطول اناته علينا وفى ذات الوقت يجب ان ننقب ونفحص ذواتنا ونتوب ونعترف بخطايانا ونطلب المغفرة من الله ونقوم من الكسل الروحى ونشمر على سواعد الجهاد ،علينا ان نهتم بخلاص أنفسنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). يجب ان نبتعد عن كل ما هو ضار بالروح والنفس والجسد ونتخلص من العادات الضارة وننتصر على الرغبات والشهوات والخطايا ولا ندع شئ أو أحد يفصلنا عن محبة الله . نتعهد شجرة حياتنا بالرعاية ... وحتى ما تثمر شجرة حياتنا يجب ان نتعهدها بالرعاية اللازمة ونحميها حتى من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم التى هى الخطايا الصغيرة لكى لا تتأصل فى النفس ،ونرويها بمياة نقيه التى هى محبة الله والخير والغير ونغذيها باسمدة الخلاص والتقوى ووسائط النعمة . علينا ان لا ننام وقت الزرع والرعايته حتى ما نجنى الثمار فى أوان الحصاد وعندما يحين الميعاد نسمع من رب العباد { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك} (مت 25 : 21) استثمار الوقت وتنظيمه اذاً عامل هام فى حياة كل انسان منا فلا يجب ان نهدر أوقاتنا فيما لا يبنى أو لا يفيد فان الوقت من ذهب ان لم تستثمره ذهب ولم يعد . وما لا ينبغى ان تعمله فلا تفكر فيه ولا تتذكره وعاتب نفسك على أخطائها خير لك من ان تعاتب غيرك مبتعدا عن نظر وسماع ما لا يفيد لكى ما تتخلص من فعل ما هو ضار لهذا يوصينا الإنجيل ان نكون حكماء { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة. من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب} أف 14:5-17. علينا ان نستيقظ اذا من نوم الغفله وننسئ ما هو وراء ونمتد الى ماهو قدام . وفى مجال علاقتنا بالله .. يجب ان ننمو فى محبته ونعطيه قلوبنا بكل ثقة ورجاء{ ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك} (تث 10 : 12) .نخصص الوقت المناسب للصلاة بل تكون حياتنا كلها عشرة محبة وصداقة فيها نسير مع الله ونصلى اليه بالروح والحق ، نصلى اليه ان يقوى ايماننا به ويذيد محبتنا ورجائنا فيه ونطيعه ونعمل على السير تبعاً لارشاده طالبين خلاص انفسنا واهلنا وكنيستنا وبلادنا نخصص وقتا للقراءة فى الإنجيل والكتب الروحية لننمو فى المعرفة والمحبة والعشرة بالله فالقراءة الجيدة ينبوع للصلاة النقية وتنقى الفكر وتبعد عنه العثرات .ونلتصق بالكنيسة ونشارك فى صلواتها واجتماعاتها وتكون امنا روحية لنا . ويكون لنا صداقة روحية بالملائكة والقديسين ورجال الله الاتقياء واصدقاء روحيين ننموا نحن واهل بيتنا فى روح التلمذة للكتاب المقدس والله والكنيسة . علاقتنا بالاخرين.. كلما كنا ناجحين فى علاقتنا بالله طائعين لوصاياه فان ذلك يدفعنا الى محبته وخدمة الناس على كل المستويات . فان الوصية تعلمنا ان المحبة لا تتجزء بل تتكامل ومحبة الله تكتمل بمحبة القريب { يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 36:22-40. علينا ان ننمى علاقتنا ونبادر الى صنع الخير مع اهل بيتنا ومن حولنا فى العمل والسكن وحتى نصل بمحبتنا للاعداء والبعيدين فلعاز البلايا يحتاج منا الى البسمة والكلمة الطيبة ومد يد العون فى مجتمع يعج بالفقراء والمحزونين والمساكين والضالين والمحرومين وهذا هو مقياس الدخول للسماء { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم. لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني. عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك. ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك. ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم} مت 34:25-40ان مقياس كمال المحبة هو محبة الاعداء كما قال لنا السيد المسيح { سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} مت 43:5-48. أما صفات هذه المحبة كثمرة رئيسية فى حياة المؤمنين فقد ذكرها لنا القديس بولس الرسول قائلاً { المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق . وتحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و رجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا } 1كو 4:13-8. بسبب كثرة الاثم فى المجتمع من حولنا نجد الكراهية ونتائجها المرة تنتشر كما قال لنا المخلص الصالح { ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين (مت 24 : 12). فدعونا نعمل بقلوب صادقة فى العام القادم ان نطفأ الكراهية بالمحبة والصلاة وصنع الخير ، وبدلا من ان نلعن الظلام فاننا نضئ شموع المحبة الصادقة والتعاون المثمر مع الكل ونقدم المحبة للجميع لاسيما للذين أظلمت حياتهم واختفت منها المحبة { ونحن قد عرفنا و صدقنا المحبة التي لله فينا الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه }(1يو 4 : 16).ان الحصاد كثير والفعلة قليلون وكل واحد منا مدعو للعمل الروحى كسفير للسماء ونورا فى العالم وملحاُ يعطى مذاقة روحية فى مجتمعه . فهل نلب النداء الالهى ونثمر ونقوم برسالتنا وتكون هذه السنة سنة عطاء ونجاح فحياتنا ستنتهى ولكن ليتها تنتهى من أجل عمل صالح وللخير والصالح ولحياة ابدية . دعوة لضبط وقوة النفس... ان الكتاب يوصينا ان نحب قريبنا كنفوسنا . فاعلى مقياس لمحبة للقريب هى ان تحبه كنفسك ولكن يجب ان نحب ذواتنا محبة روحية تخلصها وتنميها وتربطها بفاديها . نهتم باجسادنا كوزنة من الله فلا نهمله او ندمره فى عيش مسرف فما أقسى اضرار التدخين والشهوات ، التى يأذى بها الكثيرين انفسهم . الانسان القوى هو الذى ينتصر على عاداته الخاطئة ويقوى ارادته وعزيمته بلا تردد او خنوع أو خضوع للضعف او الخوف لنعمل على ضبط فكرنا والسنتنا ووزن كل كلمة قبل ان تخرج من السنتنا . ونغذى فكرنا بما هو مفيد وقلبنا بمحبة الله محبة والغيرننمى ارواحنا ونقويها بوسائط الخلاص ونطلب من روح الله ان يقودنا ويهدينا وعندما نعمل على ان نأتى بثمر فان الله ينقينا لنأتى بثمر أكثر { كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه و كل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر }(يو 15 : 2) نصلى ونعمل ليدوم ثمرنا ويبارك الله حياتنا واهلنا وبيوتنا وكنيستنا وشعبها وبلادنا ومن فيها ، أمين القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
25 ديسمبر 2021

فكرة روحية لكل يوم - زيارة القديسة مريم لاليصابات

عندما نقرأ ما جاء فى بشارة القديس لوقا الأنجيلي ما كتبه بالروح القدس عن زيارة القديسة مريم العذراء لاليصابات، نتأمل كيف تكون لقاءات القديسات مملؤة إيمان وسلام وفرح وتسبيح وشكر لله. 1- تقويه الإيمان... عندما أعلن رئيس الملائكة غبريال بشري الميلاد للقديسة مريم وقبلتها وحل الأبن الكلمة وأخذ منها جسداً، أعلن لها أن اليصابات قريبتها المتقدمة فى الأيام هي ايضا حبلي بيوحنا فى الشهر السادس وهي فى شيخوختها، لأنه ليس شئ غير مستطاع لدي الله. قامت القديسة مريم مسرعة تحمل مسيحيها ومخلصها وأبنها وبشري الخلاص وذهبت من الناصرة الي " عين كارم" غربي القدس قاطعة ما يقرب من مائة وستين كيلومتر، وعندما تقابلت مع اليصابات وسلمت عليها أمتلات اليصابات من الروح القدس وسبحت وباركت الله وأعلنت إيمانها بامومة العذراء للكلمة المتجسد " وقالت من أين لي هذا أن تأتي أم ربي اليّ" بل أن يوحنا المعمدان أرتكض فرحا بقدوم العذراء وأبنها الحبيب جنين فى بطنها. وأعطت اليصابات الطوبي للعذراء التي أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. هذا ما جاء فى الكتاب المقدس { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ،وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.} ( لو 39:1-49). لقد أسرعت القديسة مريم وهى تحمل رسالة الخلاص وذهبت فى تواضع قلب تخدم اليصابات وتقوي إيمانها وتهبها سلام الله وتفرح معها باعلان قدوم يوحنا المعمدان كجنين فى بطن أمه، فما أحلي وأطيب أن نجتمع معا نفرح مع الفرحين ونحزن مع الحزاني، ونعطي الشكر لله العامل فينا ومعنا من أجل مجد أسمه القدوس علينا أن نعي دورنا فى نشر وتقوية الإيمان، نحن نحمل نور المسيح الي العالم المتعب، وعلينا أن نكون موصل جيد للنور وبقدر أقترابنا من نور المسيح فاننا ننير ونحمل بشري الخلاص لجميع الناس لاسيما فى لقائتنا الأسرية والأجتماعية وفى كل مكان نحل فيه، فلا يمكن أن تخفي مدينة كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل يضعونه على المنارة ليضئ لكل من فى البيت، فليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات. بشرى السلام والفرح .. ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام { ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك} (اش 52 : 7). هكذا علمنا ملك السلام أن نحمل بشرى السلام لكل بيت نذهب فيه { واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم.} (لو 5:10-11). لقد حملت العذراء مريم ملك السلام ومعطيه فكان سلامها من القلب ودخل الي قلب اليصابات واحشائها ففرح يوحنا وأرتكض فى بطن أمه وأمتلأت اليصابات بالروح القدس، وسبحت الله فرحه بعمله الخلاصي ورحمته. أننا نتعلم من لقاءات القديسين كيف نقوي إيمان بعضنا البعض ونهب السلام والفرح لمن حولنا. فما أحوجنا فى عالم اليوم الي من يحمل لنا الأخبار السارة ويطمئننا في ثقة بعمل الله العجيب في مختلف الظروف والأحداث. علينا أن لا نعاتب فى خصام ولا ننشر المذمة والأنقسام بل نكون دعاة وحدة ووئام. فمسيحنا ملك السلام يقول لنا {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). أن أبناء الله وبناته عليهم أن يحملوا بشري السلام والفرح لكل أحد { فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض }(رو 14 : 19). فلا تخافوا مهما تعقدت الأمور فلها عند الله حلول كثيرة، وثقوا في المسيح الغالب وتمسكوا بوعده الصادق{ فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13). الشكر لله علي خلاصه ... قام أحد الأطباء بعمليه تغيير قلب لمريض فى حالة مئيوس منها وتعافى الرجل وكتب يشكر الطبيب الشهير ويمتدحه ويقول له أنه سيظل مديون له بالشكر ما بقي علي قيد الحياة. ونحن كم يا أحبائي مديونين بتقديم الشكر والتسبيح لمن مات وبذل ذاته عنا ونحن خطاه وببرنا ووهبنا الحياة الأبدية السعيدة. هكذا سبحت القديسة مريم العذراء الله شاكرة خلاص الله العظيم وقدمت له المجد والتعظيم لانه نظر الي تواضع أمته وتجسد منها ووهبنا الخلاص. لقد أعترفت بقداسة الله ورحمته وأستحقت التطويب من المؤمنين فى كل الأجيال فهي بالحقيقة أرفع من الشاروبيم وأجل قدراً من السيرافيم فقد صارت سماء ثانية ووالدة الله المتجسد ، ومع القديسة مريم نعظم من تواضع وجاء وخلاصنا ووهبنا الخلاص ونقدم الشكر والتسبيح لله ومع الغالبين نسبح { قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة} (رؤ 5 : 12)، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
21 ديسمبر 2021

القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح(33) حياة الكمال المسيحى

{كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم السماوي كامل } (متى 5: 48). مفهوم الكمال المسيحى وأهميته ودرجاته... الله يدعونا إلى حياة الكمال... إن الله يدعونا الى الكمال ويريد منا ان نتشبه به في كماله {كونوا أنتم كاملين ، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل} (مت5: 48).فالله كامل لاعيب فيه وجميع سبله عدل وامانه ولا يوجد فيه ظلم أو ظلمة البته {هو الصخر الكامل صنيعه ان جميع سبله عدلاله امانة لا جور فيه صديق وعادل هو} (تث 32 : 4) وبالتاكيد فان الله الرحوم لنيطلب منا شئ مستحيل علينا ان نقوم به. فماذا يقصد رب المجد من هذه الدعوة الروحية العالية المستوى عن الجنس البشري الضعيف بطبيعته بعد السقوط. وما هو هذا الكمال؟ وكيف يصل الإنسان إليه؟ لقد كلم الله قديما ابو الاباء ابراهيم ودعاه لحياة الكمال {ظهر الرب لابرام وقال له انا الله القدير سر امامي وكن كاملا } (تك 17 : 1) كما شهد الكتاب قديما لنوح البار بانه كان كاملا فى جيله { كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله وسار نوح مع الله} (تك 6 :9).لقد راينا فى حياة ابينا ابراهيم كيف اطاع الله وذهب من بين ارضه وعشيرته واهله وهو لا يعلم الى اين يذهب، وعاش متغرباً على الارض بين الخيمة ومذبح الصلاة، بل وقدم ابنه وحيده على مذبح الحب الإلهى والطاعة لله فى إيمان بان الله قادر ان يقيمه من بين الاموات ، وفى تجرد من الماديات رفض ان ياخذ شئ من الممتلكات التى استردها من سالبيها وردها لاصحابها بعد معركة كسرة كدر لعومر{ وقال ملك سدوم لابرام اعطنى النفوس واما الاملاك فخذها لنفسك. فقال ابرام لملك سدوم رفعت يدي الى الرب الاله العلي مالك السماء والارض. لا اخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول انا اغنيت ابرام} تك 21:14-23. من أجل هذا استحق ان يكون بركة { فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكونبركة} (تك 12 : 2). وان يكون الله ترس وحمايةً له { بعد هذه الامور صار كلام الربالى ابرام في الرؤيا قائلا لا تخف يا ابرام انا ترس لك اجرك كثير جدا} تك 15:1.هكذا عاش نوح حياة الايمان عندما امره الله ببناء فلك وسط اليابسة وانتظر الكثيرمن السنين لياتى الله بالطوفان ويغرق الذين استهزأو به ونجا هو واهل بيته من اجل طاعته وإيمانه بصدق مواعيد الله . الكمال المطلق والنسبي ... الكمال المطلق هو لله وحده، ولا يمكن أن يصل إليه إنسان، لأننا كلنا فى الموازين إلي فوق اى ناقصين أما الكمال الذى نصل اليه فهو الكمال الممكن والنسبى على قدر طاقتنا وعمل نعمة الله فينا وسعينا فى الجهاد الروحى وقدراتنا البشرية وامكانيتنا . ولقد ذكر لنا الكتاب أناس وصفهم بالكمال رغم اننا نعلم ان لهم ضعفات فى حياتهم ، لكن الله كان ينظر ايضا الى توبتهم ونموهم والى ما وصلوا اليه فى نهاية رحلة غربتهم على الارض ولا شك ايضا اننا سننمو فى الابدية وباتحادنا بالله الحى الكامل لنصل الى الكمال المطلوب منا. لقد شهد الله عن أيوب البار بانه كامل { كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب وكان هذا الرجل كاملا ومستقيما يتقي الله ويحيد عن الشر} (اي 1 : 1).واستحق ان يدافع الرب عنه أمام حروب الشيطان{ فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب لانه ليس مثله في الارض رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر} (اي 1 :8). ومع أنه كانت له بعض الضعفات ولكن الله يحكم علي كل إنسان بالنسبة إلي إمكانياته وإلي عصره ومستواه وإلي عمل الروح القدس معه. وقد يكون الكمال صفة نصل اليها بالوصول الى تنفيذ وصية معينة، كما فى مثال الشاب الغنى فان كمال الترك وتنفيذ الوصايا ان نعطى ما لنا للفقراء ونتبع السيد المسيح {إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء} (مت 21:19). وواجبنا أن نسعى إلي الكمال، وليس لنا أن نقول إننا وصلنا إليه، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد فى انتظاره ويكون كمن يطارد الأفق أو السراب .ان القديس بولس الرسول كمثال وهو الذي صعد إلي السماء الثالثة، والذي تعب أكثر منجميع الرسل، نجده يقول {لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام} (في 15,12:3)فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب انه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة {فليفتكر هذا جميع الكاملين منا} أي جميع من يحسبون أنهم قد صاروا كاملين، أو جميع الذين يحسبهم الناس أنهم كاملين. إن طالباً في الابتدائي قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا المستوي، وقد لايفقه شيئاً في المستوي الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوي الكمال في الابتدائية إليمستوي الكمال في الإعدادية، ثم في الثانوية ثم في الجامعة. وكله كمال نسبي، ومعذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه.إن الله يدعونا للنمو الروحي المستمر، باستخدام كل وسائط النعمة لكي يصل المؤمن إلى {قياس (مستوى) قامة ملء المسيح} (أف4: 13). وليس هذا الوضع الروحي المرتفع إلاَ بعمل النعمة في النفس المجاهدة، كمال وصلت إليه قامات روحية رفيعة، مثل القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا مكاريوس الكبير والأنبا باخوميوس والقديس أثناسيوس الرسولى وليس هؤلاء فقط بل فى كل جيل راينا أناس متزوجين وبتوليين وصلوا الى قامات روحيه عاليه بأمانتهم واستجابتهم لعمل الروح القدس . انالله لا يريد لنا ان نحيا فى الخطية بل ان نتوب ونقلع عنها ولا نعود اليها ثم ننموفى معرفته لنصل الى المحبة الكاملة وننمو الى ان نصل الى القداسة والكمال وقال لنا{عيناي على امناء الارض لكي اجلسهم معي، السالك طريقا كاملا هو يخدمني} (مز 101 :6) {طوبى للكاملين طريقا السالكين في شريعة الرب}(مز 119 : 1). ان الله يدعونا ويحثنا الى السير فى طريق الكمال فى خدمته ونسلك فى وصاياه مشجعا ايانا على النمو المستمر. وكمثال للسعى الى الكمال فقد أشتهر احد المهندسين المعماريين فى أمريكا ببراعته ونظرياته الرائعة فى التصميم وعندما ساله احد المعجبين بعلمه : أية بناية تعتبرها رائعتك الفنية؟ أجاب اود ان تكون البناية القادمة انشالله ! فرد عليه أحد مساعديه ، ولكنك تقول دائما "البناية القادمة" فمتى فرغنا منها لا تعود تهتم وتعكف على التخطيط لغيرها! قال له لانى عندما اراها فانى اكتشف ان هناك ما هوأفضل وأحسن وأكمل فى فكرى فلا يعود الحسن يعجبنى !. فان كان ذلك يحدث فى مجالا لهندسة المعمارية فان النفوس الفاضلة تسعى الى الوصول الى الكمال وتنظر دائما الى الأفضل وتحتفظ بثباتها وتواضعها فى تقدمها . المحبة رباط الكمال ... يمكن أن يصل المؤمن إلىالكمال النسبي بالنمو في الفضائل وعمل الخير والخدمة، مبتدئاً بالنمو في المحبة الباذلة { وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال }(كو 3 : 14).الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. ان بنائنا الروحى يجب ان يقوم على المحبة التى شبهها الاباء القديسين مع التواضع بانهاء المادة الاساسية التى تربط البناء الروحى كله متماسك معا كالمؤنه بالنسبة للحائط تجعله متماسك وحدة واحده ولقد اكد السيد المسيح على أهمية المحبة لانها لب وجوهر كلام الناموس والانبياء { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40.اننا بالتقدّم في الفضيلة نتشبّه بالله، حيث يمنحنا الرب نعمة المحبة كثمرة من ثمار الروح القدس لنحب اعدائنا ككمال لوصية المحبة {سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} مت43:5-48. لم تأمر الشريعة ببغض العدوّ كوصيّة يلتزم بها المؤمن، في كسرها كسرللناموس وإنما كان ذلك سماحًا أُعطى لهم من أجل قسوة قلوبهم. لقد ألزمت بحب القريب وسمحت بمقابلة العداوة بعداوة مساوية، لكي تمهد لطريقٍ أكمل، أن يحب الإنسان قريبه على مستوى عام، أي كل بشر. يظهر ذلك بوضوح من الشريعة نفسها التي قدّمت نصيبًا منمحبّة الأعداء ولو بنصيب قليل، فقيل {إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلتعن حلّه فلابد أن تحلّ معه} (خر 23: 5). وقيل أيضًا {لا تكره أدوميًا لأنه أخوك،ولا تكره مصريًا لأنك كنت نزيلاً في أرضه} (تث 23: 7). مع ان الادوميين والمصريين كانوا بمثابة أعداء لهم . لقد طالب السيّد المسيح المؤمنين أن يصعدوا بروحه القدّوس على سلّم الحب فيحبّون حتى الأعداء، ويحسنون إلى المبغضين لهم، ويصلّون لأجل المسيئين إليهم.وبهذا يحملون مثال أبيهم السماوي وشبهه. ويرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن السيّد المسيح قد جاء ليرفعنا إلى كمال الحب، الذي في نظره يبلغ الدرجة التاسعة، مقدّمًا لنا هذه الدرجات هكذا . الدرجة الأولى: ألا يبدأ الإنسان بظلم أخيه. الدرجة الثانية: إذا أصيب الإنسان بظلم فلا يثأر لنفسه بظلم أشد، وإنما يكتفي بمقابلة العين بالعين والسن بالسن (المستوى الناموسى الموسوي). الدرجة الثالثة: ألا يقابل الإنسان من يسيء إليه بشريماثله، إنّما يقابله بروح هادئ. الدرجة الرابعة: يتخلّى الإنسان عن ذاته، فيكون مستعدًا لاحتمال الألم الذي أصابه ظلمًا وعدوانًا. الدرجة الخامسة: في هذه المرحلة ليس فقط يحتمل الألم، وإنما يكون مستعدًا في الداخل أن يقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل به،فإن اغتصب ثوبه يترك له الرداء، وإن سخّره ميلاً يسير معه ميلين. الدرجة السادسة: أنه يحتمل الظلم الأكثر ممّا يودّه الظالم دون أن يحمل في داخله كراهيّة نحو العالم. الدرجة السابعة: لا يقف الأمر عند عدم الكراهيّة وإنما يمتد إلى الحب. "أحبّوا أعداءكم". الدرجة الثامنة: يتحوّل الحب للأعداء إلى عمل، وذلك بصنع الخير "أحسنوا إلى مبغضيكم"، فنقابل الشرّ بعمل خير. الدرجة التاسعة والأخيرة: يصلّي المؤمن من أجل المسيئين إليه وطارديه. هكذا إذ يبلغ الإنسان إلى هذه الدرجة، يقدّم عن الكراهية والعداوة عوضها حبًا عمليًا ويقف كأب مترفّق بكل البشريّة، يصلّي عن الجميع طالبًا الصفح عن أعدائه والمسيئين إليه وطارديه، يكون متشبِّهًا بالله نفسه أب البشريّة كلها. وقد أخبرنا القديس بطرس المختبر، أن الله قادر {أن يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم (1بط5: 10). فهلنثق في وعد الله في أنه يسندنا في سيرنا في طريق الكمال الروحي؟ . اننا اذ نسيرعلى خطى يسوع المسيح المحب فاننا نختبر قول الرب {إن قوتي في الضعف تكمل} (2كو12:9). ان هذه المحبة العملية للاعداء ظهرت على الصليب عندما طلب الحبيب من الآب السماوى الغفران لصالبيه قائلاً { ياابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون} (لو 23 : 34). ومن المعلم الصالح تعلم القديس استفانوس ان يغفر حتى لراجميه وهم يرجمونه بالحجارة { ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (اع 7 : 60). الكمال نمو روحى فى عدم أكتفاء ... والمعنى المقصود بالكمال أيضا قد يكون عدم الإكتفاء بالوضع الروحي الذي يكون فيه المؤمن المجاهد الآن، لأن الطموح الروحي بلا حدود، فمع أن الرسول بولس قد نال بركات روحية عظيمة، لكنه لم يشبع من المسيح أبداً، بل أعلن أنهظل يسعى للمزيد باستمرار، حتى نال اكليله. وعلَمنا أن نقول دائماً {أستطيع كلشيء في المسيح الذي يقويني}(في 4: 13). والجهاد الروحي يكون في كل المجالات الروحية، وضد كل الخطايا، فقد يترك انسان خطية ما، فيظن أنه بذلك قد ارتفع مستواه الروحي كثيراً، ولعل الشيطان قد توقف عن محاربته في تلك الخطية بالذات، ليعطيها حساساً بالغرور، والميل للإفتخار بالإنتصار على خطية واحدة. وكذلك يجب عدم التهاون مع الخطايا التي يظنها البعض صغيرة أو تافهة لأن من حفظ كل الناموس(وصايا الله)، وانما أُعثر في واحدة فقط، فقد صار متعديا و{مجرماً في الكل} (يع2:10). { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان }(2كو 2 : 14). اننا لكى نصل إلى الكمال الروحى المطلوب منا ينبغيان نشعر بوجود الله الدائم معنا ومعرفته لافكارنا وتصرفاتنا ومحاسبتنا لانفسنا على كل فكر وقول وسلوك ، وذلك للنمو في النعمة والحكمة. كما يقول صاحب المزمور { جعلت الرب امامي في كل حين.لانه عنيميني فلا اتزعزع} (مز 16 : 8).تخيل مثلاً أن يجلس بجوارك في سيارتك أحد القديسين . فهلتتفوه بكلمة صعبة لمن يضايقك في طريقك؟! عدم تفوهك بذلك يرجع إلى أنك تشعر أن أبمبارك يجلس بجوارك وعلى هذا المنوال ينبغي أن تشعر دائماً أن الله يجوارك ويراقبكفي كلامك وكل تصرفاتك، وبذلك تستطيع أن تبتعد عن العثرة الضارة للنفس وللناس. الاهتمام بتقديس القلب وحياة الكمال.. ان القلب فى هو مركزالحياة الروحية ويقصد به الانسان الداخلى بما فيه من عواطف ومشاعر وانفعالات ودوافع وارادة وهو الموجهه للانسان نحو الخير ومحبة الله او الشر والبعد عنه لهذا يوصينا الانجيل بان يكون قلبنا كاملاً فى محبته لله { فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه وتحفظون وصاياه كهذا اليوم} (1مل 8 : 61). ولهذا اوصى داود النى ابنه سليمان ان يحب الله بقلب كامل { وانت ياسليمان ابني اعرف اله ابيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لان الرب يفحص جميع القلوب و يفهم كل تصورات الافكار فاذا طلبته يوجد منك واذا تركته يرفضك الى الابد} (1اخ28 : 9). ولقد بدأ سليمان بداية حسنه لكنه تغير قلبه بسبب محبة للنساء { وكانفي زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا معالرب الهه كقلب داود ابيه} (1مل 11 : 4). ان الله يريد ان نعطيه قلوبنا ونسير فى طريقه وهو فى امانته يقوى هؤلاء السائرين فى طريق الكمال معطيا لهم سعادة وبركة { لانعيني الرب تجولان في كل الارض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه} (2اخ 16 : 9). فعليناان نعطى قلوبنا ومحبتنا لله ونحب الغير حبا فى الله محبة روحية طاهره تبنيهم ولاتذيد محبتنا لهم عن محبتنا لله أو تنحرف فتتحول الى شهوة خاطئه تبعدنا عن دائرةمحبة الله . تشجيع الله لنا للسير فى طريق الكمال أن الكمال والقداسة صفة ينسبها الله لأولاده، حتى ولو لم يكونوا كذلك لأنه يحبهم جداً، فلنحاول أن نجاهد لنصل للكمال الذي يريده الله لنا. وتمسك بوسائط الخلاص كلها التي هي طريق للكمال المنشود. فان قالت النفس {أنا سوداء كخيام قيدار} يقول الرب المحب {كلك جميلة ياحبيبتي وليس فيك عيب} (نش1: 5، 4: 7).ان الله يريد ويسعى الى خلاصنا وقداستنا ولهذا يجب علينا ان ننمو ونسعى فى طريق الخلاص والقداسة كما دعانا الكتاب { فاطلب اليكم ايها الاخوة برافة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية . ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة. فاني اقول بالنعمة المعطاة لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان. فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليسجميع الاعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعض البعض كل واحد للاخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا} رو 1:12-6.نحن نشكر الله على قبوله وتشجيعه لنا لنسير معه فى طريق الكمال كاطفال نحبو يمسك بايدينا لئلا نسقط وعندما نتعثر نجده يسرع الينا كما بطرس الرسول منتشلاً ايانا من الغرق ، ومقويا لنا فى الضعف واهبا لنا كل امكانيات النمو فى حياة القداسة والكمال المسيحى فهو رئيس إيماننا ومكمله وهو الطريق والحق والحياة لكل السائرين فى طريق الكمال . الكمال فى حياة وتعاليم السيد المسيح كمال الله وقداسته ... الله وحده له الكمال المطلق فى ذاته وفى كل شريعته وأعماله وطرقه { هو الصخر الكامل صنيعه ان جميع سبله عدل اله امانة لا جور فيه صديق وعادل هو} (تث 32 : 4). { الله طريقه كامل وقول الرب نقي ترس هو لجميع المحتمين به} (2صم 22 : 31). {ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادفة تصير الجاهل حكيما}(مز 19 : 7).وعندما يختار الله الكامل العادل والقدوس له شعباً، يجب ان يصبح هذاالشعب بدوره قدوساً، أي مفروزاً عمَا هو دنيوي، ومكرساً لله، فيفرض عليه بذالك حتماً مطلب الكمال. فما هو مكرّس لله ينبغي أن يكون سليماً صحيحاً لا عيب فيه.فهذه السلامة مطلوبة حتى بالنسبة إلى الحيوانات التي تقرب للذبيحة {لا تقربوا للرب حيواناً أعمى أو مكسوراً أو مجروحاً } (لا 22: 22). وتسري هذه الشريعة ذاتها بالنسبة إلى الكهنة خدام الله فيجب ان لا يكون لديهم عيوب جسدية اوأدبية أو روحيه تعيق خدمتهم (لا 21: 17-23).ثم تصل لتكون مطلب من كل مؤمن ومؤمنة فى المسيح يسوع، وتوصَي القواعد الخاصة بالطاهر والنجس الشروط المقررة في هذا الصدد (لا 11 إلى15). وعندما يتعلّق الأمر بالأشخاص، ينبغي أن يضاف إلى السلامة الطبيعية السلامة الأدبية،فيجب خدمة الله " بقلب كامل "وبكل إخلاص وأمانة (1 ملوك 8: 61، تث 6: 5، 10: 12)، وأن هذه الخدمة تشمل الطاعةللوصايا والكفاح ضد الشر. ولذا فإن الانحرافات في المفهوم الديني كانت موضع محاربه شديدة من جانب الأنبياء فى العهد القديم فاى قداسة وبر يجب ان نسير عليه نحن الذين أخذنا نعمة الروح القدس؟ . أن ما ينبغي البحث عنه هو البر الحقيقي، مع تجنَب العنف والأنانية، ومع العيش في الإيمان بالله، وعمل الحق والإحسان والرحمة وهذا هو مفهوم لصوم الروحى حتى فى العهد القديم { اليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك اذا رايت عريانا ان تكسوه وان لا تتغاضى عن لحمك.حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك امامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هانذا ان نزعت من وسطك النير والايماء بالاصبع وكلام الاثم. وانفقت نفسك للجائع واشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه. ومنك تبنى الخرب القديمة تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى} اش 6:58-12. انالكمال فى السعى لحفظ وصايا الله يجب ان يمتد الى الأمام بحسب عمل النعمة فينا معا لشعور بالضعف وعدم الوصول بعد الى الكمال بل وهذا ما يدعونا اليه الرب { كذلكانتم ايضا متى فعلتم كل ما امرتم به فقولوا اننا عبيد بطالون لاننا انما عملنا ماكان يجب علينا} (لو17 : 10). السيد المسيح ودعوته للكمال ان السيد المسيح فى تجسده على الارض وخدمته تحلى بكل خصال الصلاح والعدل والرحمة وان كان هو الابن الكلمة المتجسد والواحد مع الآب فى الجوهر فانه القدوس والكامل وهو الذى دعانا الى الكمال كما ان الله قدوس وكامل { فكونوا انتم كاملين كما اناباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 5 : 48) .وهو يريد لنا ان نتحد بكماله سائلا الآب من أجلنا { لست اسال ان تاخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير. ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم. قدسهم في حقك كلامك هو حق. كما ارسلتني الى العالم ارسلتهم انا الى العالم. ولاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين فى الحق. ولست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننانحن واحد.انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتنيواحببتهم كما احببتني} يو 15:17-23. أعلن لنا السيد المسيح بأن الإله القدوس هو إله المحبة، يضفي على مطلب الكمال الناشئ عن العلاقة بالله، توجهاً جديدا فى علاقتنا بالله وهى ان الله محبة ويريد ان يهبنا محبته ويضفى علينا كماله { وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب} حز 14:16. لقد جاء من أجل خلاص الخاطئين (متى 9: 12- 13). أجل، إنه{الحمل الذي بلا عيب}(1 بط 1: 19)، الذي أشار عليه سفر اللاويين ليقدم محرقة عن خطايانا، وفي سبيل غفرانها يسفك دمه على عود الصليب وهذا ما قاله القديس يوحناالمعمدان عندما نظر السيد المسيح مقبلاً اليه (هوذا حمل الله ، الذى يرفع خطية العالم )، فهكذا يصير كاهننا " الكامل " (عبرانيين 5: 9- 10)، القادر أنيجعلنا بدورنا كاملين (عبر 10: 14). { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذ اينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بهبل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} يو14:3-17. السيد المسيح وكمال الوصايا إن كان السيد المسيح يطالبنا أن نعلن النور الإلهي الساكن فينا خلال حياتنا العمليّة، فتصبح حياتنا كسراجٍ على منارة يضيء لكل من في البيت، ويتمجّد أبونا السماوي أمام الجميع، فما هي الوصايا التي نلتزم بها في حياتنا؟ هل هي وصايا غيرالشريعة الموسويّة؟ وهل تتعارض معها؟ يجيب السيّد مؤكدًا: {لا تظنّوا إنيجئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل} مت 17:5 فقد جاء ليكمّل الناموس والأنبياء بطرق متنوّعة أولاً: تحقّقت النبوّات في شخص المسيّا فلقد أكمل الأنبياء بقدر ما أكّد بأعماله كل ما قيل عنه، فقد اعتاد الإنجيل أن يقول في كلحالة: {لكي يتم ما قيل بالنبي} (مت 1: 22-23)، وذلك عندما وُلد، وعندما ترنم له الأطفال بالتسبحة العجيبة، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة. لقد حقّق هذه الأمور التيما كان يمكن تحقيقها لو لم يأتِ) ثانيًا: أكمل السيّد الناموس بخضوعه للوصايا دون أن يكسرو صيّة واحدة. يقول ليوحنا المعمدان: {لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل له كل برّ} (مت3: 15)، ويقول لليهود: {من منكم يبكّتني على خطيّة}(يو 8: 46)، كما يقول لتلاميذه:{رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء}(يو 14: 30). هذا وقد شهد عنه النبي،قائلاً{إنه لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش}(إش 53: 9). ثالثًا: أنالسيّد المسيح لم يكمّل الناموس في نفسه فحسب، وإنما يكمّله أيضًا فينا، قائلاً: هذاهو العجب ليس أنه هو حقّق الناموس، بل وهبنا نحن أيضًا أن نكون مثله، الأمر الذيأعلنه بولس بقوله: {لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن}(رو 10: 4)، كماقال: {دان الخطيّة في الجسد، لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد}(رو8: 3-4)( أنظر ستجد المزيد من عظات القمص افرايم الأنبا بيشوى هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). وأيضًا: {أفنُبطل الناموس بالإيمان؟! حاشا! بل نثبِّت الناموس} (رو 3:31). فإنه مادام الناموس كان عاملاً لكي يبرّر الإنسان، لكنّه عجز عن تحقيق ذلك.جاء (المسيح) ودخل بالإنسان إلى طريق البرّ بالإيمان مثبتًا غاية الناموس. ما لميستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان، لهذا يقول{ما جئت لأنقض بل لأكمل} رابعًا: أكمل أيضًا السيّد الناموس بتكميل نصوصه كروحوحياة وليس بعبادة حرفيه وبالدخول إلى أعماق وكمال الوصية. ففي القديم أمر الناموس بعدم القتل، فجاء السيّد ليؤكّد الوصيّة لا بمنع القتل فحسب، وإنما بمنع الغضب باطلاً، أي نزع الجذر، فتبقى الوصيّة في أكثر أمان، إنه بهذا لم ينقضها، بل قدّمها في أكثر حيويّة وقوّة. هكذا فى خطية الزنا يريد لنا ان ننتصر عليها بقداسة الحواسوالفكر {قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها ، فقد زنى بها في قلبه} مت 27:5-28. إن هذه الخطيّة تكمل على مراحل إثارتها ثم التلذّذ بها، ثم إرضائها فإن كان الناموس قد حرّم إرضاء الخطيّة أيتنفيذها، فإن السيّد المسيح جاء ليقتلع جذورها بمنع الخطيّة من المرحلة الأولى. إنكانت الخطيّة تبدأ بالإثارة خلال النظرة الشرّيرة، ليتقبّلها الفكر ويتلذذ بها ثم تدخل إلى الإرضاء بالتنفيذ العملي، فإنه يسهل على المؤمن أن يواجهها في مرحلتها الأولى قبل أن يكونلها موضع في الذهن أو لذّة خلال الممارسة للخطأ. المسيحى وحياةالكمال أمكانيات الكمال للمؤمن ... لقد طلب منا الله ان نكون كاملين ، ويظن الكثيرين ان هذه الغاية صعبة المنال بل تبدوا مستحيلة فى ظل متغيرات العصر الحديث وصرعاته المتلاحقة . الا انها تبدو متيسرة لنا لو عرفنا واستخدمنا كلا لامكانيات المتاحة لنا من الله ووسائط الخلاص ولو عرفنا ان وصايا السيد المسيح تتجه بالمؤمن لا الى الارض بل للسماء ، عندما يتجه الانسان الى الإرض وشهواتها تتجه سيرته الى أسفل ويهبط فى تصوراته وأفكاره الى سلم المادة والفساد والفناء ولكن اذ يولد الانسان فوق بالماء والروح ويصير مسكنا لروح الله القدوس ويجعل وجهته السماء ورسالته على الارض ان يكون سفيرا لها فان مسيرة حياته تتجه الى أعلى ويعلوفى تصوراته وافكاره وسلوكه وروحياته حتى يصل الى الله الذى هو روح وقدسة وكمال . اننا لا نقفز الى الكمال دفعة واحدة وانما كسلم روحىنصعد درجة ت ويعلوفى تصوراته وافكاره وسلوكه وروحياته حتى يصل الى الله الذى هو روح وقدسة وكمال . اننا لا نقفز الى الكمال دفعة واحدة وانما كسلم روحىنصعد درجة تلو الاخرى فى نمو ويسر . ان فى الروح البشرية من القدرات المخبؤة والامكانيات الخلاقة ما قد لا يخطر على بال بشر . وما يبدوا لنا صعبا ومحال مع العزيمة والصدق والاستجابة لعمل نعمة الله الغنية نصل اليه فى فرح ويسر . كما ان السعى نحو الكمال المسيحى هو راحة للنفس وسعادة للروح . ان كمال الإنسان هو الغاية التى هدفت اليها الحكمة الالهية منذ الازل { فان الذين يحفظون بقداسة ما هو مقدس يقدسون والذين يتعلمون هذه يجدون ما يحتجون به. فابتغوا كلامي واحرصوا عليه فتتادبوا. فان الحكمة ذاتبهاء ونضرة لا تذبل ومشاهدتها متيسرة للذين يحبونها ووجدانها سهل على الذين يلتمسونها. فهي تسبق فتتجلى للذين يبتغونها. ومن ابتكر في طلبها لا يتعب لانه يجدها جالسة عند ابوابه. فالتامل فيها كمال الفطنة ومن سهر لاجلها فلا يلبث له هم.لانها تجول في طلب الذين هم اهل لها وتتمثل لهم في الطرق باسمة وتتلقاهم كلما تاملوا فيها. فاولها الخلوص في ابتغاء التاديب. وتطلب التاديب هو المحبة والمحبة حفظ الشرائع ومراعاة الشرائع ثبات الطهارة. والطهارة تقرب الى الله. فابتغاء الحكمة يبلغ الى الملكوت} حك 11:6-21. التواضع والكمال المسيحى التوضع يحفظ من السقوط ويمنع عنا الكبرياء والسقوط وادانه للغير { وقال لقوم واثقين بانفسهم انهم ابرار ويحتقرون الاخرين هذا المثل. انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي والاخرعشار. اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. اصوم مرتين في الاسبوع واعشر كل مااقتنيه. واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاكلان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع}(لو 9:18-14) فمن أراد أن يستفيد من الخلاص المقدم لنا من الله ، عليه أن يعترف بأنه خاطئ (1 يو1: 8)، وأن يبتعد عن الكبرياء ولا يتكل على ذاته أو أمواله أو على ذراع بشر، لكنعلى نعمة الله وكما قال القديس بولس الرسول { لكن ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته مناجل المسيح خسارة. بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء وانا احسبها نفاية لكي اربح المسيح. واوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بايمان المسيح البر الذي من اللهب الايمان.لاعرفه و قوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته. لعلي ابلغ الى قيامة الاموات.(في 3: 7- 11). فبدون التواضع ، لا يمكن اتباع السيد { وقال للجميع ان اراد احد انياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني. فان من اراد ان يخلص نفهسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي فهذا يخلصها.لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه او خسرها} لو23:9-25 ف من أراد أن يتقدّم في الكمال، عليه أن يسلك هذا الطريق بسخاء. إن الكلمة الموجهة للشاب الغني توجب علينا تأملها { قال له يسوع ان اردت ان تكون كاملا فاذهب وبع املاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. فلما سمع الشاب الكلمة مضى حزينا لانه كان ذا اموال كثيرة} مت21:19-22. المحبة والتدرج فى حياة الكمال إن الكمال الذي دعي إليه أبناء الله هوكمال المحبة كما ذكرنا { لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا لانمن احب غيره فقد اكمل الناموس. لانه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لاتشته وان كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك. المحبة لاتصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس} ( رو 13: 8-10). لقد دعانا السيد المسيحان نحب الجميع ، محبة تمتد لتشمل أيضاً العدو والمضطهد . إن هذا السخاء فى المحبة يتاتى تدريجيا كلما نمونا فى محبة الله نأخذ منه ونفيضعلى الجميع ، فعلى تلاميذ المعلم الإلهي أن يتقدموا على الدوام، وأن ينموا في المعرفة والحب { وهذا اصليه ان تزداد محبتكم ايضا اكثر فاكثر في المعرفة و في كل فهم} (فيلبي1: 9)، {واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعد ما تالمت ميسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم} (1بط 5 : 10). الجهاد الروحى وعمل النعمة ان السعى فى طريق الكمال يحتاج منا الى جهاد وسهر روحى وسعى مستمر فى طريق الفضيلة والبر { بر الكامل يقوم طريقه اما الشرير فيسقط بشره }(ام 11 : 5). اننا نحتاج ان نتسلح باسلحته الحرب الروحية { من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا فياليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذيبه تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين} (اف 13:6-18) كما ان السير فى طريق الكمال يحتاج الى صبر فمن يصبر الى المنتهى فهذا يخلص { واماالصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء} (يع 1 : 4).وفى الصبر يجب ان نقدم فضيلة وتقوى ومودة اخوية وضبط للنفس والحواس واللسان {لاننافي اشياء كثيرة نعثر جميعنا ان كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر انيلجم كل الجسد ايضا} (يع 3 : 2). اننا اذ نسهر على خلاص انفسنا بامانه فان الروح القدس يعمل فينا بغنى ويصير فينا ينبوع ماء حى للتعزية والتغذية ويقودنا فى الطريق ويجعله ملئ بالفرح والسلام { واما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم. سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} يو 26:14-27. اننا نصلى ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا واهبنا لنا ثمر الروح { واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيءربنا يسوع المسيح} (1تس 5 : 23) الكمال المسيحى والحياة الابدية إن المسيحيين لا يكفّون عن الاستعداد لمجيء ربهم، راجينأن يمنحهم الله أن يوجدوا في ذلك اليوم بلا لوم (1 تس 3: 12- 13). إنه يهمهم أن يستجيبوا لرغبة السيد المسيح، ألا وهي أن يشاهد كنيسة تزفَ إليه وكلها بهاء (أف 5: 27). وإذ ينسون ما قد سبق وحققوه، يتجهون إلى الأمام { ليس اني قد نلت او صرت كاملا ولكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركنى ايضا المسيح يسوع. ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام.اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا وان افتكرتم شئايئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا. واما ما قد ادركناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذلك عينه} فى 12:3-16. قد نصل فى حياتنا الارضية الى مستوى معين لكننا فى السماء سنواصل التقدم فى الكمال والقداسة والفرح والسعادة وكما تحتاج سفينة الفضاء الى صاروخ يدفعها لتخرج من دارة الجاذبية الارضية كذلك نحتاج نحن الى شحنة روحية لتنقلنا من جاذبية الارض وشهواتها ، اننا نجد هذه الشحنة فى محبة الله ووسائط الخلاص من كتاب مقدس وصلاة وصوم وتناول من الاسرار وتأمل روحى وخلوة مع الله ربما يحتاج الامر الى تغصب حتى ندخل فى دائرة المحبة الإلهية وعندما نصل الى الحياة الابدية سننمو فى المحبة والمعرفة وكما قال الكتاب { انظروا اية محبة اعطانا الابحتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه.ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} 1يو 1:3-3. انناموعودين بالنمو فى الكمال المسيحى فكما ان محبى العلم لا يشبعون ويسعوا الى المذيد هكذا محبى الله ينمو فى المحبة والمعرفة لله من اجل هذا قال لنا السيد المسيح { ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب فيوانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني. وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد وليعلم العالم انك ارسلتني واحببتهم كما احببتني.ايها الاب اريدان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم. ايها الاب البار ان العالم لم يعرفك اما انا فعرفتك وهؤلاءعرفوا انك انت ارسلتني. وعرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكونانا فيهم} يو 21:17-26. القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
18 ديسمبر 2021

فكرة روحية لكل يوم - بشارة الملاك للعذراء

1- بشرى السماء.... فى عالمنا المضطرب، ووسط الضيق والوحدة والمعاناة والغلاء والمرض والصراع، كم نحتاح الي سماع صوت الله المفرح والمطمئن وواهب السلام، وكم تكون البشرى سارة عندما تأتي من السماء وبصوت وظهور رئيس الملائكة الجليل غبريال المبشر، ليعلن لنا خلاص الله وسلامه ورضاه ليهبنا نعمة وبركة. هكذا ظهر ملاك الرب قديما لزوجة منوح وبشرها بميلاد شمشون كمخلص من ظلم الفلسطينين فى ذلك الوقت { فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ} (قض 3:13-5)هكذا فرحت العذراء مريم ببشارة رئيس الملائكة للقديسة العذراء مريم بالحبل بمخلص العالم كله عندما أعطاها السلام ووهبها أعظم عطية بان يحل الروح القدس عليها وتظللها قوة العلي ويتجسد منها الأبن الكلمة، كما تنبأ أشعيا النبي أن السيد الرب يعطينا نفسه آية { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). + نحن أيضا في إيمان ورجاء علينا أن ننتظر خلاص الرب ونطلب أن يفتح الله عيون قلوبنا ونرى ملائكتة الله تحيط بنا وتحفظنا { أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ} (عب 1 : 14). وعلينا أن نصلي بتواضع وتوبة صادقة ونطلب خلاص الله لنا من أيدي أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا كقول زكريا الكاهن { خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ. الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ. بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.} (لو71:1-75). نطلب تعزية وفرح من الرب الذى هو فرحنا وخلاصنا من طوفان العالم { فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا }(اش 61 : 10). 2- التجسد الإلهي من العذراء... ظهر الملاك للقديسة العذراء وأهبا لها السلام ومبشرا أياها بعطية السماء وخلاص الله لجميع الأمم وأقتراب الله الينا بل ليصيرا الكلمة جسدا ويحل بيننا ونرى مجده كمجد أبن وحيد لابيه، أنه سر عظيم قال عنه الكتاب المقدس {وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ} (1تي 3 : 16). الرب اختار القديسة مريم لتكون أما لله الكلمة المتجسد لأنها كانت مملوءة نعمة، أن أعظم نعمة أن يتحد في بطنها لاهوت المسيح مع ناسوته، إتحاد الإنسان بالله، والجسد بالكلمة. لقد عاشت العذراء وذاقت معية الرب على مستوى فريد، إذ حملت كلمة الله في أحشائها، وقدمت له من جسدها ودمها جسدا مقدسا. وصار الأبن الكلمة أبنا للانسان لكي نصير نحن أبناء لله بالإيمان والتبني. لقد سألت القديسة مريم الملاك { فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.} (لو 34:1-35) أن سؤال العذراء للملاك لا يدل على شك، بل أستفسار وطلب للفهم فهي لا تدري كيف يتم هذا الأمر وهي عذراء ولقد نذرت نفسها لتخدم الهيكل دون زواج. وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة في التاريخ أن تحبل عذراء بدون زرع بشر. وكانت إجابة الملاك: بقوله أن الروح القدس يحل عليها لتقديسها، روحاً وجسداً، فتتهيأ لعمل الآب الذي يرسل ابنه في أحشائها يتجسد منها. حقاً هذا سر إلهي فائق فيه يعلن الله حبه العجيب للإنسان وتكريمه له لقد أختار الله القديسة مريم العذراء لتكون أما لله الكلمة المتجسد لطهارتها وتواضعها وإيمانها وحياة التسليم التي عاشتها منذ طفولتها. لقد عاشت القديسة مريم حياة الصلاة والتامل فى صمت وهدوء وجمعت بين الخدمة وحياة الصلاة { وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا }(لو 2 : 19). وعاشت حياة الخدمة فى الهيكل منذ طفولتها ثم كخادمة فى بيت يوسف كما رايناها تخدم وتطلب من الرب في عرس قانا الجليل بل وتوصينا { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 2 : 5) خدمت اليصابات المتقدمة فى الأيام فى أيام حبلها بيوحنا المعمدان ثم كأم لربنا يسوع المسيح، ثم كأم للرسل والعذارى فكانت مثالا وقدوة لكل الخدام والخادمات فى كل جيل { فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.} (لو 38:1). وتم فيها قول داود النبي { إسمعي يا إبنتي وانظري وأميلي سمعك، وأنسى شعبك وكل بيت أبيك، فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك.} (مز 10:45-11) نحن مدعوين للتعلم من حياة القديسة مريم وفضائلها وخدمتها وبالأكثر مدعوين لنذوق ما أطيب الرب ونتحد به كاتحاد الأغصان بالكرمة لنأتي بثمر ويدوم ثمرنا { أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.} ( يو 1:15-4) أن الله يريد منا نقاوة القلب لكي نعاينه فى حياتنا ويحل بالإيمان فينا { طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ} (مت 5 : 8). ومن يريد أن يحل المسيح بالإيمان فيه، عليه أن يجاهد ليكون في نقاوة وعفة وتواضع وإيمان وفضائل أمنا القديسة مريم العذراء وعلينا أن نقتدي بها ونتعلم منها ونكرمها { لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي }(لو 1 : 48). 3- ليس شئ غير ممكن لدي الله ... لدي البشر هناك أشياء يمكننا أن نفعلها أو نتوقع حدوثها وهناك اشياء تبدو مستحيلة الحدوث لكن الأمر ليس هكذا لدي الله { لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ} (لو 37:1). لكن بالإيمان نستطيع فعل الأشياء الصعبة والمستحيلة كما قال القديس بولس الرسول { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي }(في 4 : 13). وبالإيمان نتوقع بالصبر خلاص الرب الذى يعمل لاجل خلاصنا ونجاتنا فالله يقدر أن يخلص حتى من قد هلك { لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(لو 19 : 10). كل شئ مستطاع لدي الله الذى جعل في البحر طريقا لشعبه قديما والذى نجي الفتية من آتون النار . الله الذى أرسل ملاكه وأباد الالوف من جيش سنحاريب قديما مدافعا عن أورشليم هو أمس واليوم والي الأبد . فثقوا وقفوا وأنظروا خلاص الرب الذى يدافع عنكم وأنتم صامتون هكذا يحدثنا الكتاب المقدس عن رجال الإيمان وكيف عاشوا وأحتملوا ونالوا المواعيد وعلينا أن نجاهد بالإيمان لتظل شعلة الإيمان متقدة فى قلوبنا لنصل الي السماء { الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ،. أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،.أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،.وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ،. إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا} ( عبر 33:11-40) علينا أذا أن نثق فى محبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا ونجاهد بالصبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع كقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس { جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ امَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ }(1تي 6 : 12). وفى إيماننا بالله نتوب عن الخطية ونحيا حياة البر والإيمان ليقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،.وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.} (2بط 5:1-11)، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
14 ديسمبر 2021

القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح - 32 حياة القداسة

القداسة وأهميتها فى حياتنا الروحية .. القداسة صفة لله ... الله الهنا قدوس { يا رب من مثلك معتزا في القداسة مخوفا بالتسابيح صانعا عجائب} (خر 15: 11).وفى سفر الرؤيا نرى الغالبين فى السماء يسبحون الله قائلين {من لا يخافك يارب ويمجد إسمك لأنك أنت وحدك قدوس}(رؤ4:15). وهو يدعونا ان نتعلم منه ونقتدى به فنكون قديسين{ فتكونون قديسين لاني انا قدوس} (لا 11 : 45).وقداسة الله تعنى طهارته الكلية وبره وصلاحه وسموه وتنزيهه عن الخطية والشر ، كما تعنى عدم قبوله للخطية وحياة الأثم أوالنجاسة ولان الله عالم بضعف البشر لهذا يدعو الله الانسان الى التوبة والرجوع الى حياة القداسة والنقاوة والطهارة متى اخطأ. وان كان الله محب للبشر فهو قدوس والخطية تفصلنا عنه . لقد خلق الله الإنسان على صورته وشبهه (تك 1: 26) في البر والقداسة على أن آدم فقد قداسته { من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع} (رو 5: 12) فجاء الينا الله الكلمة متجسداً ليردنا الى الفرودس ويهبنا القداسة الى بدونها لن يرى أحد الرب. ان قداسة المؤمن هى مسيرة حياة ننالها خلال الإيمان ووسائط الخلاص لنتبرر بالفداء ونجاهد لنحيا فى القداسة المدعوين اليها من الله { كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم. بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس. وان كنتم تدعون ابا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف. عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الاباء. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح} 1بط 14:1-19 .ان كمال التوبة للمؤمن هى الوصول الى القداسة ونقاوة القلب ليس فقط بالاقلاع عن الخطية وعدم الرجوع اليها بل بكراهيته لها وعدم تجاوبه مع أغرائتها سواء بالفكر او بالقول أو بالفعل اقتداء بالله القدوس ، فالإنسان البار يحيا حياة باره يحل فيها المسيح القدوس بالإيمان في قلبه. القداسة تخصيص وتكريس لله .. الله القدوس تسبحه الملائكة قائلين { قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض} (اش 6 : 3) هذه التسبحة الشاروبيمية نشترك فيها مع الملائكة فى التسبيح والاعتراف بقداسة الله ونعلن انه وحده القدوس وواهب القداسة ومنذ ان تكلم الله الاباء بالانبياء قديما اعلن لنا انه يجب ان نقدس ونخصص ونكرس اناس او أماكن او اشياء له ، فدعا لتقديس الابكار وتخصيصها لله { قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني اسرائيل من الناس ومن البهائم انه لي }(خر 13 : 2) ودعا لتقديس أماكن للعبادة { قال لا تقترب الى ههنا اخلع حذائك من رجليك لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة} (خر 3 : 5). { فيصنعون لي مقدسا لاسكن في وسطهم }(خر 25 : 8) كما خصص اياما واعيادا واشياء لعبادته { سبوتي تحفظون ومقدسي تهابون انا الرب} (لا 19 : 30). ودعا اناس ليكونوا مخصصين لخدمته { وتاخذ من الدم الذي على المذبح ومن دهن المسحة وتنضح على هرون وثيابه وعلى بنيه وثياب بنيه معه فيتقدس هو وثيابه وبنوه وثياب بنيه معه} (خر 29 : 21). بل ودعا الى قداسة شعبه كشعب مخصص لله { وانتم تكونون لي مملكة كهنة وامة مقدسة } (خر 19 : 6). ولقد دخل معنا الله فى عهد جديد يقدسنا فيه لا بدم ذبائح حيوانيه بل بدمه الكريم لهذا كان التجسد الإلهى وكرس السيد المسيح ذاته لخلاص جنس البشر{ ولاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق (يو 17 : 19). لنكرس ونخصص أنفسنا له ابناء وبنات بالايمان ومن قداسته نأخذ ونقتدى وبه ندخل للاقداس السمائية { فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع . طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة اجسادنا بماء نقي. لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين. ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة} عب 19:10-24.والأشياء المقدّسة هي تلك التي لا يجوز لمسها أو الاقتراب منها إلا بمراعاة بعض شروط خاصة بالطهارة. ولمَا كانت مشحونة بديناميكية وبسرية وبجلال، نستطيع أن نستشف منها ما هو فائق الطبيعة، فهي تثير شعوراً مزدوجاً من الرهبة والجاذبية، كما انها تصبح مكرسه للاعمال التى كرست لها فلا يجوز استخدامها فى أمور العالم الدنيوية هكذا الانسان الذى يولد من الماء والروح ويكرس بالميرون المقدس يصبح مكرسا لله وهيكلا لروحه القدوس وعليه ان ينمو فى قداسة الفكر والعواطف والسلوك والاراده . القداسة هى دعوة الله وارادته للمؤمنين .. ان ارادة الله هى قداستنا { لان هذه هي ارادة الله قداستكم } (1تس 4 : 3) وهو يدعونا لكى نكون قديسين لانه بدون القداسة لن ندخل الملكوت السماوى او نعاين الرب { اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب} (عب 12 : 14).ان القداسة فى جوهرها تعنى التوبة والنقاوة والطهارة { طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله} (مت 5 : 8). انها الخلو من النجاسة التى تحرم المؤمن من السماء{ فانكم تعلمون هذا ان كل زان او نجس او طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله }(اف 5 : 5). لهذا دعانا السيد المسيح للانفصال والبعد عن ما يعيقنا عن القداسة { فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم} مت 29:5-30. ليس المقصود هنا القطع المادى انما الذي يريده الرب من الانسان هو ان يستأصل الإثم او التحريض عليه من اى عضو من اعضائنا استئصال نفسي وعقلي وروحى حتى يكف هذا العضو او ذاك عن اشتهائه لان أثم جزء من الانسان ينجس الانسان كله ويبتعد به عن القداسة لان { كل من يعمل الخطية هو عبد للخطيئة} يو34:8. ان ابتعادنا عن الخطية ومقاومتنا لاغرائتها يحتاج الى الحرص والتصميم والارادة على السير فى طريق القداسة والانتصار على العقبات التى يضعها أبليس واعوانه او شهوات الانسان واهوائه لهذا دعانا السيد المسيح الى الدخول من الباب الضيق لنصل الى الحياة الابدية { ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه} مت 13:7-14 . القداسة ونقاوة القلب والبعد عن شكلية العبادة .. ان القداسة الحقة تنبع من صميم القلب فى تقوى وطاعة ورغبة صادقة لمحبة الله وليس مجرد أفعال أو اقوال او عبادة شكلية من اجل هذا طلب منا الله ان نحبة من كل القلب { فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك} (لو 10 : 27). { الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه} لو 45:6. وعندما جادل بعض الكتبة والفريسيين السيد المسيح على الاغتسال قبل الأكل كطهارة شكلية أكد لهم أهمية تنقية الانسان الداخلى { الا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف و يندفع الى المخرج. واما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذاك ينجس الانسان.لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف.هذه هي التي تنجس الانسان واما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان} مت 17:15-20. كما وبخ الكتبة والفريسيين على ريائهم { ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس والصحفة وهما من داخل مملوان اختطافا ودعارة. ايها الفريسي الاعمى نق اولا داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما} مت 25:23-28. ان نقاوة القلب ومحبة الله لابد ان تترجم فى حياة المؤمن الى سلوك عملى لتنفيذ ارادة الله فى حياتنا { من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم} مت 16:7-23. فالقداسة هى فكر مقدس وعواطف وارادة قد تقدست بالروح القدوس تجعل المؤمن يسلك فى النور ويشهد له { انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 13:5-16. القداسة فى الكتاب المقدس قداسة الله فى العهد القديم... الله قدوس ويعلن لنا عن قداسته في مختلف اعلاناته وظهوراته حتى في التجارب التي يسمح بها، وفي التأديبات التي ينزلها بشعبه { فقال الرب لموسى وهرون من اجل انكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني امام اعين بني اسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة الى الارض التي اعطيتهم اياها}. (عدد 20: 12). كما أن قداسته تظهر أيضاً في الحماية العجيبة لشعبه وإنقاذه في الظروف الميئوس منها (حز 25:28- 26).لقد أعلنت للبشر قداسة الله أولاً خلال التجليات العظيمة على جبل سيناء { فانحدر موسى من الجبل الى الشعب وقدس الشعب وغسلوا ثيابهم. وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث لا تقربوا امراة. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد كل الشعب الذي في المحلة. واخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في اسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار وصعد دخانه كدخان الاتون وارتجف كل الجبل جدا. فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت} (خر19: 14- 19)، وقد ظهرت قداسته كقوة مريعة وخفيّة في آنٍ واحد، فهي تستطيع أن تهلك كل من يقترب منها بغير انسحاق واستحقاق وتبارك الذين يطيعون وصايا الله ، وفى الهيكل، تجلى الله لإشعيا النبى كملك ذي جلال لانهائي، وبصفته الخالق الذي يملأ الأرض كلها بمجده، فهو موضع عبادة لا يستطيع أداءها له إلا الملائكة. غير أنهم، هم أيضاً، لا يحوزون على القداسة الكافية التي تمكّنهم من مشاهدة وجهه. (إش6: 1- 5). ومع ذلك هذا الإله البعيد المنال يتجاوز المسافة التي تفصله عن مخلوقاته وينسب نفسه لشعبه فهو " قدّوس إسرائيل " ويغدو لهذا الشعب الذي اتحد معه بالعهد الهاً وفرحاً وقوة وسنداً وخلاصاً، وفداء (إش 10: 20، 17: 7، 41: 14- 20). إذاً فليست القداسة الإلهية عبارة عن انفصال وسموّ فحسب، بل هي تتضمن كلّ ما يملكه الله من غنى وحياة، قدرة وجودة. وهي ليست صفة إلهيّة بين صفات أخرى، بل هي الصفة الأساسية التي تميز الله نفسه، ولذا فاسمه قدوس (مز 33: 21، عا 2: 7، خر3: 14). الاعتراف بقداسة الله ... في غيرته على حقّه المطلق في العبادة وفي الطاعة، يريد الله أن يعترف الناس بقداسته، وأن يعاملوه باعتباره الإله الواحد الحقيقي، فيعلن قداسته الذاتية عن طريق البشر. فهو يحدد بدقة المراسيم الخاصة بالذبائح (لا 1: 7)، وشروط الطهارة الواجبة للعبادة (لا 12: 2- 8)، كما أنه يحتّم ألا يمتهن اسمه القدوس{ لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا (خر 20 : 7) ، فذلك لأن الاحتفال اللائق بشعائر الطقس يبرز مجده (لا9: 6: 23 ،1مل 8: 10- 12)ويعلن جلاله. ولكن لا قيمة لهذه العبادة، ما لم تعبر عن الطاعة نحو الله (لا 22: 31- 33)، ونابعة عن الإيمان العميق (تث 20: 12)، والتسبيح والعلاقة الشخصية بالله القدوس (مز 99: 3- 9). وإذ يفرض الله قواعد طقسيّة يظهر فيها قداسته، فقد اختصّ لنفسه ببعض الأماكن (أرض مقدّسة ،معابد، هيكل)، والأشخاص (كهنة، لاويين، أبكار، نذيرين، أنبياء )، والأشياء (تقدمات، ثياب وأشياء خاصة بالعبادة)، والأزمنة (سبوت، سنون يوبيلية) تكرّس له بواسطة مراسيم دقيقة (تقدمات، ذبائح، تدشينات، مسحة، ورش بالدم)، وتكون بالتالي محرّمة على الاستعمال العادي. فتابوت العهد مثلاً يجب ألا يشخص إليه اللاويون (عد 4: 19 و20)، ويجب ألا ينجّس السبت (حز 20: 12- 24)، ومسلك الكهنة خاضع لشرائع خاصة، أكثر تشدّداً من الشرائع العامة (لا 21). كلّ هذه الأشياء مقدّسة ولكن تندرج قداستها، بمقدار علاقتها بالله. وتختلف طبيعة قداسة هؤلاء الأشخاص وهذه الأشياء المكرّسة عن قداسة الله. بعكس الحال في النجاسة التي قد تنتقل عن طريق العدوى (لا 11: 31، 15: 4-27). لا تكتسب القداسة تلقائياً بمجرد الاتصال بالقداسة الإلهية بل هي تحدث باختيار حر من قبل الله وقبول الانسان الحر والمسئول، بحسب شريعته، وبموجب المراسيم التي يحدّدها. وتفسر المراسيم الطقسية بطريقتها الخاصة عن المسافة اللانهائية الفاصلة بين قداسة هذه المخلوقات وبين القداسة الإلهّية (أي 15: 15). فالكاهن الأعظم مثلاً لا يحقّ له أن يدخل قدس الأقداس إلا مرة في السنة، وبعد القيام بعدّة أعمال تطهيرية دقيقة (لا 16: 1- 16).يجب إذاً أن يميّز بين القداسة الحق، وهي خاصة بالله، وبين الطابع القدسي الذي يناله من يكرس له من اشخاص أو اشياء . القداسة فى العهد الجديد ... يعلن لنا الانجيل عن قداسة الله الواحد المثلث الاقانيم، الاب القدوس{ ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن} (يو 17 : 11) والابن الكلمة المتجسد { هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا احد يغلق ويغلق ولا احد يفتح} (رؤ 3 : 7). { بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة} (1بط 1 : 15) { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). والروح القدس { لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني} (مز 51 : 11). { ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء} (اف 4 : 30). ان القداسة صفة لله لهذا نصلى قائلين أيها الثالوث القدوس أرحمنا . فان الله كائن وقدوس منذ الازل وهو كلى الحكمة وهو حي بروحه { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس} (مت 28 : 19). { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). ان المعجزات التي قام بها السيد المسيح والتعاليم التي ببشر بها هي تشير إلى قداسته وليس فقط قدرة داعية للإعجاب فأمامه يشعر الإنسان أنه خاطئ . وهو القدوس الذى كرس حياة وخدمته فى تجسده ليقدسنا ويجعلنا ابناء للآب السماوى واذا وجد فى الهئية كانسان وضع ذاته واطاع حتى الموت مع أنه هو ملك الحياة، هو القداسة بالذات (أع 3: 14- 15). وإذ قام من بين الأموات بحسب روح القداسة، فانه ليس من هذا العالم (يو17: 11).فهو الجالس عن يمين الله (مر16: 19) وهو "القدوس ". كونه العقل الإلهى أو الله الظاهر فى الجسد {عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد} (1تي 3 : 16). إنه واحد فى الجوهر الالهى مع الآب القدوس (يو17: 11) بنفس القدرة الروحية وبنفس الإعلانات الممجدة، وبنفس العمق السري فقداسته تدفعه إلى أن يحب خاصته لدرجة أنه يجعلنا نكون معه فى مجده ويبذل حياته من أجلنا هكذا يعلن لنا قداسته مكرسا ذاته لتقديسنا .لقد تمثّلت الكنيسة، منذ عهدها الرسولي، تعاليم السيد المسيح . فالله هو القدير المتسامي وديَان اليوم الأخير (رؤ 4: 8) اسمه قدوس (لو1: 49) وكذلك عهده مقدس (لو 1: 72) وقديسون أيضاً هم الملائكة (مر1: 38)، والأنبياء والكتبة الملهمون (لو 1: 70، مر 6: 20، رو1: 2). وأيضاً مقدس هو بيته وأورشليم السماوية(1 كو 3: 17، رؤ 21: 2). و.كما أن الرب قدوس، فأولئك الذين اختارهم { يجب أن يكونوا قديسين} (1 بطر 1: 15- 16). يجب أن تتجلى قداسته فى حياتنا ونحن نصلى كل وقت ونقول "ليتقدس أسمك ". قداسة شعب الله ... السيد المسيح ودورة فى تقديس شعبه ...على خلاف ذبائح وعبادة العهد القديم التي لم تكن لتطهَر الشعب إلا تطهيراً خارجياً (عبر 9: 11- 14، 10: 10)، فإن ذبيحة السيد المسيح على الصليب فى فاعليتها تقدس المؤمنين الى التمام وتبررهم بالإيمان ليصيروا ابناء الله المقدسين ويعملوا أعمال تليق بابناء الله { وهو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا} (1يو 2 : 2) { قدسهم في حقك كلامك هو حق} (يو 17 : 17) ان الرب يسوع المسيح يقدسنا لأن القداسة التي يمنحها للمؤمنين ليست "خارجية " بالنسبة لنا بل تدخل الى اعماق كياننا . ان المسيح القدوس هو فينا (يو14 : 23 ) ونحن في المسيح. فيشترك المسيحيون في حياة المسيح القائم من بين الأموات بالإيمان والمعمودية التي تمنحنا مغفرة للخطايا والمسحة المقدسة التى تقدس المؤمن {واما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء} (1يو 2 : 20) ثم تجددهم بالتوبة والاعتراف { ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم} (1يو 1 : 9) . ان الروح القدس يقوم بتقديس المؤمن وبحلول الروح القدس يصبح المؤمن هيكل مقدسا للروح القدس{ اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) وكما أن جميع الذين ينقادون إلى روح الله يكونون حقاً أبناء الله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله . اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} (رو8: 14- 17) . ان القداس الإلهى نسمية قداس القديسين وفى التناول نصلى ونقول القدسات للقديسين هذا يدعونا للسلوك بكل مخافة لله وقداسة لكى نستحق التناول من الاسرار المقدسة . القداسة ضرورة عطية السيد المسيح للمؤمنين .. ان كان لابد أن نكون قديسين حتى نتمكن من الوجود مع فى ملكوت السموات ، واذ كان ذلك صعب على المؤمن فان السيد المسيح أخذ طبيعتنا وجعلها واحد مع لاهوته بغير أمتزاج أو أختلاط أو تغير والانسان المسيحى الذى يحب المسيح ياخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطيه قدسة وحكمة ومحبة وسلام وتعزيه وصبر وكل ثمار الروح القدس التى تعين المؤمن على خلاص نفسه. ان ذلك يحمل محبة الله العميقة للنفس البشرية التى تعرت من الخطية فجاء الله ليدخل معها فى عهد مقدس ويسترها بدمه ويلبسها قداسته {لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح }(غل 3 : 27) لقد صرنا قديسين عندما لابسنا المسيح فى المعمودية ، وعلى هذا الاساس يقول الله كونوا قديسين ليس كأننا سوف نصنع القداسة فى نفوسنا نتيجة أعمال معينة ولكن نحن فعلاً صرنا قديسين بسبب أتحاد أبن الله القدوس بطبيعتنا ولم يعد أمامنا ألا أن نسلك فى هذه القداسة ونختبرها فى داخلنا كل يوم ونتمتع بها فنمجد الله القدوس فى قلوبنا وافكارنا وسلوكنا. ولا نشترك فى نجاسات العالم ونمجد الله القدوس باعمالنا الذى جعلنا قديسين فى أبنه يسوع المسيح . فهو أختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون فيه قديسين وبلا لوم فى المحبة {كما أختارنا فيه فيه قبل تأسيس العالم ، لنكون قديسين وبلا لوم فى المحبة} (أف 1: 4).لقد لبسنا الانسان الجديد ولابد ان نتجدد يوماً فيوم فى العشرة مع الله وننمو الى قياس ملء قامة المسيح{ ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه} (كو 3 : 10) لقد دُعى المؤمنين قديسين وشعباً مقدساً .. { يقيم الرب لنفسه شعباً مقدساً } تث 9:28. ويدعوهم العهد الجديد {امة مقدسة} 1بط9:2. وقد أطلق في البدء على المؤمنين الأول في أورشليم وخاصة على المجموعة الصغيرة التي حل عليها الروح القدس يوم العنصرة لقب قديسين (أع 9: 13، 1 كور 16: 1، أفس 3: 5)، ثم أخذ استعماله يمتد ليشمل الأخوة الذين في الارضى المقدسة (أع 9: 31-41)، ثمَ جميع المؤمنين فى كل أمة ومكان (رو 16: 2، 2 كو 1: 1، 13: 12). ان ذلك يعنى قطع الصلة بالخطيئة والتصرّفات الوثنية (1 تس 4: 3). فيجب أن يسلكوا بالقداسة الآتية من الله. ويعتبر مطلب الحياة المقدّسة هذا أساس التراث النسكي المسيحي كله وهذا يستند إلى أن المسيحي قد كرس بالروح القدس لله ودُعى عليه اسم المسيح القدوس، فيجب عليه أن يشاركه في آلامه ويتمثّل به في موته فيبلغ منه القيامة من بين الأموات (في 3: 10- 14). الحياة المقدسة فى الرب .. ان القداسة ليس لقب بل هى حياة مقدسة { كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم. بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس. وان كنتم تدعون ابا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف. عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الاباء. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح} 1بط 14:1-19. يجب ان نكمل القداسة فى خوف الله (2كو1:7). ان قداسة الانسان هي دخوله الى عالم الله ، نتيجة لدخول الله الى عالم الانسان . انها الاتحاد بالله قبل يكون مصدر افعال ادبية . انها حياتنا المتحدة بحياة الله على صعيد معرفتنا لله ولنفسنا وللآخرين وعلى صعيد حبنا واعمالنا تجاه الله والناس. انها تتضمن اذاَ بصورة جوهرية معرفة الله والصلاة والشوق اليه بصفته القدوس المتعالي القريب والألفة البنوية مع الاب . انها علاقة شخصية مباشرة بالله وليس فقط مصدر افعال ادبية خارجية. ليست قداسة الانسان مكتسبة بجهد بشرى رغم أهمية الجهاد القانونى فى الحياة الروحية بل انها تعطي كهبة من الله ويقويها الجهاد القانونى للانسان التائق الى الكمال الروحى . وهو ثمرة سكنى الروح القدس في القلوب (غل 4:6 ، 1كو3:16 ) بحيث ان قداسة الانسان لاتتعلق بهذا الجهد (او بنتائج هذا الجهد ) بصورة مباشرة او مناسبة طرداً .وان كان السعي الى الكمال المسيحي ضروريا . ومن ناحية اخرى وبما ان قداسة الله هي سمو ومحبة على حد سواء فان ممارسة المحبة تلعب دوراً مركزياً في قداسة الانسان العملية . اي مكافحة الانانية والتمركز على الذات ، لاجل محبة صافية اكثر فأكثر . القداسة تتطلب منا الانقياد بروح الله القدوس والثبات فى كلمة الله والعمل بها { قدسهم في حقك كلامك هو حق} (يو 17 : 17) كلمة الله حية وفاعلة وقادرة ان تقودنا للخلاص {وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع} (2تي 3 : 15). ان المسيحية ليس قيم روحية بل هى ثبات فى نبع الفضيلة والبر والقداسة { انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام. كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه و كل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمراكثر. انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. اثبتوا في وانا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في. انا الكرمة وانتم الاغصان الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.ان كان احد لا يثبت في يطرح خارجا كالغصن فيجف ويجمعونه و يطرحونه في النار فيحترق} يو 1:15-6. يجب علينا ان نعيش حياة مقدسة بثباتنا فى المسيح يسوع ربنا حتى نحيا معه فى الحياة الابدية التى لا يكون فيها سوى الله القدوس مع القديسون من الملائكة والبشر. فان القداسة، للمؤمن تبقى في الواقع في دور كفاح ضد الخطيئة. فلم يأت بعد الزمن حيث القديسون سيدينون العالم (1 كو6: 2 -3). وإنما يجب علينا أن ننموا في القداسة استعداداً لمجي الرب (1 تس 3: 13، أع 22: 11). ففي ذلك اليوم، سوف تظهر أورشليم الجديدة، { المدينة المقدسة }(رؤ 21: 2) ويتمجَّد الرب يسوع في قديسيه (2 تس 1: 10، 2: 14). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
11 ديسمبر 2021

فكرة لكل يوم - البشارة بميلاد يوحنا المعمدان

في بشارة رئيس الملائكة جبرائيل المبشر لزكريا الكاهن نري ١- حكمة الله والأستجابة للصلاة.. الله يسمع صلواتنا ويستجيب في الوقت المناسب، حتي مع السالكين في جميع وصايا الله واحكامه بلا لوم، لقد تأني الله علي الأستجابة لصلوات زكريا واليصابات بان يرزقهما بابن وأنتظرا البشارة بميلاد يوحنا المعمدان حتى كبرا وتقدما في الأيام لكن فى الوقت المناسب بشر رئيس الملائكة غبريال ابيه زكريا بميلاد يوحنا ليكون السابق والمعمدان وينال شرف أعداد الطريق أمام الرب يسوع المسيح ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته . في كل طلباتنا وصلواتنا علينا أن ننتظر الرب ونسلك في وصاياه بلا عيب وهو يستجيب لصلواتنا ويحقق طلباتنا في الوقت المناسب حسب حكمته وغناه في المجد. { وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا}(اف 3 : 20) ٢- الأنقياد بروح الله .. لقد امتلأ يوحنا المعمدان بالروح القدس من بطن امه عندما سمعت الصابات صوت سلام القديسة مريم العذراء وارتكض الجنين بابتهاج في بطن أمه فرحا وكان يوحنا سبب فرح وابتهاج الكثيرين وذلك أ- لانه دعا للتوبة والرجوع الي الله ولاقت دعوته القبول وكان القديس يوحنا خير قدوة ومثال للنسك والزهد والتواضع . رد يوحنا بدعوته قلوب الاباء الي الابناء والعصاة الي فكر الأبرار، وكم من عائلات انصلح حالها وفرح أعضائها برجوع الأبناء الي حضن الاباء والامهات بدعوة يوحنا المعمدان وأثمرت دعوته بثمار روحية تليق بالتوبة. ب- كان يوحنا منقاد بالروح في البراري الي يوم ظهوره في اسرائيل فظهر كمصلح أجتماعي يدعو من له طعام ان يعطي من ليس له ومن له ثياب ليكسي العرايا وان يكتفي الموظفين برواتبهم دون رشوة أو فساد { وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟. فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ». وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟». فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا». وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟». فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ». وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».} (لو 7:3-14). وكان لهم خير مثال في الأتكال علي الله والدعوة الي الحق حتي لو واجه الحكام الظالمين وفضل يوحنا ان يموت مقطوع الرأس من ان يحيا برأس وهو منحني وراض علي الظلم والشر. ج- توج يوحنا دعوته بان وجه أنظار الجميع الي المسيا المنتظر، العريس الحقيقي لكل نفس ودعي السيد المسيح بانه ( حمل الله الذي يرفع خطية العالم) " يو ٢٩:١" وشهد في عماده للسيد المسيح أنه أبن الله ( وانا قد رايت وشهدت أن هذا هو أبن الله) " يو ٣٤:١" . معرفة أرادة الله - كم نحتاج في عالم اليوم لمعرفة ارادة الله في حياتنا والأنفتاح علي السماء والأمتلاء بروح الله والأنقياد له، اننا رعاة ورعية يجب ان ننسكب أمام الله بروح التضرع والصلاة لنسمع صوت الله بين الاصوات الكثيرة ونميزه ونصنع ارادة الله في حياتنا لنكون ابناء وبنات لله . في كلامنا وفي صمتنا وفي اعمالنا نتمم ارادة الله ونسعي لخلاصنا ولنكون قديسين نسعي في حياة الكمال المسيحي الذي اليه دعينا ونسلك بتواضع ونعمل الخير ونعرف الحق والحق يحررنا من الخطية والجهل والضعف والخوف ويقودنا الي الحياة الأبدية، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل