المقالات

22 يوليو 2022

بلد الحـب

" أرني ( يا الله ) بلد الحب لأتكلم عنه كما يستطيع ضعفي . أفرخ فـي يـارب نعمتـك برحمتـك لأتكلم عنها . ألهب قلوب محبيك فيخرجون في طلبها " . ( الشيخ الروحاني ) إذا إن كـان أحـد في المسيح فهـو خليقـة جـديـدة : الأشياء العتيقـة قـد مضـت ، هـوذا الكـل قـد صـار جـديـداً . ولـكـن الكـل مـن اللـه الـذي صـالحنا لنفسه بيسوع المسيح ، وأعطانا خـدمـة المصالحة ، أي إن اللـه كـان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسـب لهـم خطاياهم ، وواضعاً فينـا كلمـة المصالحة . إذا نسعى كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا . نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله لأنه جعـل الـذي لـم يـعـرف خطيـة ، خطيـة لأجلنـا ، لنصير نحـن بـر اللـه فيه " ( ٢ كوه : ١٧ - ٢١ ) . في بداية رحلتك معي عزيزي القارئ خلال هذا الكتاب ، أود أن نتعـرف سوياً على مجموعـة مـن المبادئ الروحية الهامـة ... ولتعتبرهـا يـا صـديقي إرشادات الطريق في مسيرتك الروحية هيا سوياً لنخطو خطوتنا الأولى . أولا : ما هي الحياة الروحية بلد الحب : الحياة الروحية هي الإطار الـذي يجمع ثلاثـة محـاور هامـة : النعمـة وعملها ، الإنسان بتوازنه ، وأخيراً الكنيسة وأسـرارهـا . 1- النعمة وعملها:- عمل النعمة ، هو عمل دائم ومستمر ولا ينقطع ، ويظهـر عمـل النعمـة كلما كانت حياة الإنسان مملوءة ثمـراً ... وهناك قاعـدة روحيـة هامـة أود أن أوضحها لك ، وهي أن الله لا يريد من الإنسان سوى إرادته لتعمل نعمته فيه . وعمل النعمة بدوره يقود الإنسان لاختبار هام في الحياة الروحية وهـو معية المسيح . معي تأمل يا عزيزي ترتيلـة داود النبي : " إذا سرت في وادي ظل المـوت لا أخاف شرا ، لأنك أنت معي " ( مز ٢٣ : ٤ ) ، فعبارة " أنـت معـي " تعكـس شـعوراً داخلياً وإحساساً حقيقياً بوجود الله وعمل نعمته ... بل أن هذا الشعور هو قمة عمل النعمة . 2- الإنسان بتوازنه :- خلق الله للإنسان عقلاً وروحاً وجعله : عاقلاً ... عاملاً ... عابـداً ... ولكـن تـذكر يا صديقي أن التوازن هو الركيزة الأساسية لنجـاح هـذه المنظومة . أتسألني كيف يكون هذا التوازن ؟ ... أجيبك أن التوازن في حياة الإنسان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشبع الروحي ، فالعقل يتغذى بأعمال القراءة والمعرفة ، والروح تسمو بالعمل الروحي والشبع الشخصي بالمسيح . ولكي يتحقق هذا الشبع الروحي لا بد أن تكون للحياة الروحيـة قـوانين تنظمها ، فالحياة الروحية شيء محدد ، ولها شكل ونمو ومراحل وتدرج . بقي لنا المحور الثالث والأخير ، ألا وهو : 3- الكنيسة بأسرارها :- وهذه الأسرار توضع في ثلاث مجموعات رئيسية : أسرار لا تمارس إلا مرة واحدة : سـر المعمودية والميرون . أسـرار دائمة التكرار : سر الاعتراف والتناول ومسحة المرضى . أسـرار قد تمارس وقد لا تمارس : سر الزيجة والكهنوت . لك أن تعتبر أن الأسـرار الكنسية هي بمثابة حلقـة الربط بين عمـل النعمة والتوازن الإنساني ... والتي بدورها تقود إلى العمق في الحياة الروحية . أتسألني الآن : كيف أنمو في حياتي الروحية ؟ أود أن تعـي جيـداً أن النمـو الروحـي لـه عـدة قـوانين تنظمه وتضـمن تدرجه . إن إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه الإنسان المسيحي ، هـي عـدم الاستمرار قد تبدأ نظاماً روحيـاً بحماس شديد ، ولكـن بعـد فتـرة قصيـرة يتسلل الفتور إلى قلبك !! لكن القانون الروحي الذي يضمن الاستمرار هو : " قليل دائـم خير من كثير متقطع " . فالقليـل الـدائـم هـو الـذي يجعـل حياتنا مستمرة ، فالمسيح لا يطلب منا الكم Quantity بل يطلب الكيف Quality نعم ... إن المسيح يريد منك الاستمرارية حتى ولو كانت آيـة واحـدة أو مزمور ، فالاستمرار هو الذي يعطي انطباعاً أنـك شخص ذو قلـب مستعد لسكنى المسيح فيه . أتذكر المرأة التي أعطت الفلسين ؟ قال عنها السيد المسيح ، انظروا كيف أعطت ؟ . بمعنى أنه نظر إلى الكيف وليس الكم فعلى الأقل في كـل يـوم ، اهـتم أن يكون هناك فقرة أو آية في الإنجيـل تقوم بقراءتها مع وقفة صلاة ، وليكن هذا أقل شيء ... لكـن كـن دائـم التطلع أيضاً نحو النمو والتدرج في حياتك الروحية . هذا عن الاستمرارية والتدرج ، أما عن الاعتدال يقول الآباء الذين اختبــروا الحياة الروحية : " الطريق الوسطى خلصت كثيرين " ، وإذا أردنا أن نعرف كلمـة " الاعتدال " يمكننا القـول : أنـه عـدم التطرف يميناً أو شـمالاً ، أو عـدم المبالغة ، أو هو التوازن . أيتبادر إلى ذهنك كيف أحقق الاعتدال في حياتي الروحية ؟ أُجيبك : يا عزيزي أن للحياة الروحية ثلاثة أعمدة رئيسية وهي : " أب روحي ... قانون روحي ... وسط روحي . فمن الخطأ أن يظن الإنسان أنه يستطيع أن يقـود نفسه بنفسه ، مهـما كانـت مكانتـه أو قامتـه الروحيـة كبيرة ، فالكنيسـة قائمـة عـلى الخضـوع . الأب البطريرك يخضع لمجمع الأساقفة ، والمجمع بدوره يخضع للأب البطريرك ، وهناك آباء كهنة وشمامسة والجميع تحت خضوع ، فليحـذر كـل مـن يظـن في نفسه ، أنه أصبح مدركاً لكل شيء ، ويدرك كل الأمور . الخضوع يا صديقي هو صمام الأمان في الحياة الروحية .. إنـه الضـمان الوحيد ، أن يحيا الإنسان تلميذاً في مدرسة التواضع . بقي لنا أن نتأمل سوياً في الحياة الروحية والتطبيق العملي . هناك ثلاثة تطبيقات ، تضعنا في دائرة الحياة الروحية عملياً . قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨ عن كتاب خطوات
المزيد
24 أبريل 2022

الرسالة البابوية لعيد القيامة

باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد امين خريستوس آنيستي، اليثوس آنيستي أهنئكم جميعًا بعيد القيامة المجيد لهذا العام 2022. أهنئ كل الايبارشيات والكنائس القبطية والاديرة القبطية في مشارق الأرض ومغاربها وأهنئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والأباء الكهنة والأباء الرهبان. أهنئ كل الشمامسة وأعضاء مجالس الكنائس في كل مكان. وأيضًا أهنئ كل الأسر القبطية التي تحتفل بعيد القيامة المجيد، كل أسرة، كل أب وكل أم. أهنئ الشباب، والخدام، والخادمات، أهنئ الكبار والصغار. أهنئكم بهذا العيد المفرح الذي نحتفل به سنويًا.في حياة المسيح محطات كثيرة. في أثناء خدمته الجهارية والتي امتدت الى أكثر من ثلاث سنوات، كانت هناك محطات كثيرة من المعجزات والمقابلات والتعليم والامثال. وتقابل فيها السيد المسيح مع تلاميذه ومع جموع كثيرة، سواء فرادى أو في مجموعات عبر هذه الخدمة. من هذه المحطات الكبيرة، المحطة التي جمع فيها تلاميذه وذهبوا الى منطقة قيصرية فيلبس (متى 16: 13) في شمال فلسطين. وهناك سألهم: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ (متى 16: 13) فأجابوه. وسألهم السؤال التالي: وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ (متى 16: 15). فكانت إجابة القديس بطرس الرسول: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ (متى 16: 16). وهذه العبارة كتبت في البشائر الأربعة ببعض الصياغات المختلفة، ولكنها كتبت في ضوء القيامة المجيدة: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ (متى 16: 16). كانت هذه محطة هامة في حياة التلاميذ. وبعدها بدأ الحديث عن ما سيتم خلال الأسابيع والشهور القادمة، وذلك في حياة خدمة السيد المسيح من أنه يسلم ويصلب ويدفن ثم يقوم. ثم جاءت محطة التجلي وهي محطة جمع فيها ثلاثة من التلاميذ (متى 17: 1-13)، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. بطرس يمثل الإيمان، ويعقوب يمثل الجهاد، ويوحنا يمثل المحبة الإلهية.وعلى جبل طابور، تقابلوا مع السيد المسيح وحضور موسى النبي وايليا النبي (متى 17: 1-13). وكان هناك حواراً وكان أهم مافيه: جيد يارب أن نكون ههنا (متى 17: 1-13). وهذا يعتبر قبس من الأبدية ونور من الأبدية. وهذا ما جعل بطرس الرسول يطلب أن يصنع ثلاث مظال لكي تمتد إقامتهم في هذا المشهد المضيئ والمفرح.بعد حادثة التجلي، كما نقرأ في انجيل معلمنا يوحنا، أو في البشائر الأربعة بصفة عامة، وربما ذكرها القديس مرقس الرسول في انجيله (مرقس 9: 9) بطريقة مختصرة. عندما تحدث أن إبن الانسان يسلم ويصلب ويموت ويقوم من الاموات. فبدأ التلاميذ يتسائلون: ما هي القيامة من الأموات؟ حدث القيامة، أيها الاحباء، ليس حدثاً ماضيًا في الزمن الماضي. وليس حدثًا تاريخيًا فقط. ليس احتفالنا بالقيامة المجيدة مجرد احتفال يحدث تم في الماضي وانتهى. القيامة انطلاقة حقيقية للوجود الانساني. انطلاقة الانسان بعد أن صارت الخطية تدهمه وتسقطه وتكون عاقبتها الموت. جاءت القيامة لكيما تنتصر لنقول مع القديس بولس الرسول: أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ (1 كورنثوس 15: 55). قيامة السيد المسيح تختلف تماماً عن كل معجزات القيامة التي أقام فيها اموات، ابن أرملة نايين، أو ابنة يايرس، او اقامة لعازر حتى بعد أربعة أيام من تواجده في القبر. قيامة المسيح تختلف تمامًا لأنها قيامة للوجود الانساني. هي انطلاقة جديدة لحياة الانسان. ويالسعادة من يتمتع بهذه القيامة. أود أن اقف معكم عند المشاهد الأخيرة للقيامة المشهد الأول، عند الصليب. وهو مشهد كله ألم وحزن وعذابات كثيرة. وكلنا اجتزنا فترة أسبوع الألام بكل ما فيها من قراءات، ونغمات، والحان، ومعرفة وحياة مع المخلص، وعشنا معه ساعة بساعة. كانت محطة الصليب محطة ألم، ولكن هذه المحطة لها نهاية انتهت في القبر. صلب المسيح على الصليب، على عهد بيلاطس البنطي، كما نقول في قانون الإيمان. ثم وضع في قبر جديد لم يوضع فيه أحد من قبل، وصار القبر هو محطة قد تنتهي فيها كل الامال أم محطة ليس فيها رجاء، انها محطة الموت. ورغم أن هذه المحطة لم تظل سوى ثلاثة ايام، ولكنها كانت أيام خوف وأيام فزع وأيام رعب. وعندما نقرأ في البشائر الأربعة، نشعر بهذه المخاوف. حتى التلاميذ أنفسهم كانوا في حالة خوف وهلع شديد. لكن الله لم يتركهم لبالوعة اليأس بل في اليوم الثالث وفي فجر يوم الأحد قام من بين الأموات. والذي ههنا هو السيد المسيح، لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ! (لوقا 24: 6). وعندما نقرأ في انجيل معلمنا يوحنا 20: 20: فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. وكانت هذه الفرحة، فرحة القيامة التي يسعد بها الأنسان ويفرح بها.   في بداية كل يوم نقوم من النوم، وفي بداية كل تسبحة، نقول "قوموا يا بني النور"، يا بني القيامة. وتصير القيامة فعل وحياة وحضور يومي في حياة الأنسان. وعندما نعيش في القيامة، لا نعيش فيها فترة عيد القيامة فقط، ولكن فرحة القيامة، تمتد وتشع في كل كنيستنا وفي كل مناسبتنا، واعيادنا وأصوامنا، وعبر السنة الكنسية كلها. في صلاة باكر في كل يوم هي تمثيل للقيامة، ونقول بنورك يا رب نعاين النور. وفي كل اسبوع في يوم الاحد، نحتفل بهذا اليوم الذي صنعه الرب. وفي كل شهر قبطي، نحتفل يوم 29 منه بتذكارات البشارة والميلاد والقيامة.  وفي كل سنة، نحتفل بعيد القيامة ليس يوماً واحدًا ولكن عبر سبعة أسابيع، تكتمل باليوم الخمسين فيما نسميه بالخماسين المقدسة. ويصير احتفال القيامة ليس احتفال بساعة ولا ليوم ولا لشهر، ولكن عبر السنة جميعها. وفي كل طقوسنا، كمثل طقس الميطانيات ، السجدات الى الارض، عندما نسجد الى الارض ونقول، يا ربي يسوع المسيح ارحمني انا الخاطي، يسجد الانسان ثم يقف ويقوم ويتذكر ان القيامة هي التي اعطته هذه النعمة، أن يقوم من اخطائه ومن خطاياه ففرحة القيامة يجب أن نعيشها جميعاً ويجب أن نقدمها لكل أحد فينا. وكل واحد فينا لابد وأن يكون سبب فرح للآخرين. والسؤال الذي يمكن أن تقدمه لحضراتكم جميعًا: هل انت تفرح انسان كل يوم. هل تستطيع من خلال حياتك أو من خلال معنى القيامة المجيدة فيك، أو علاقتك بمسيحك، ومن خلال حضورك في كنيستك، ومن خلال ممارسة الاسرار المقدسة، ومن خلال القراءة المقدسة في الانجيل، هل تقوم وتفرح كل انسان حولك؟ هل انت سبب فرح؟ القيامة تدعوك أن تكون سبب فرح لكل أحد. لا تنسوا أيها الاحباء اننا نكرر كثيرا في الكنيسة كلمة هلليلويا. هلليلويا معناها، هللوا لله، اي افرحوا. فكل ممارستنا الروحية هدفها أن نفرح وهدفها أن نعيش القيامة. وكما قلت في بداية كلمتي، ان السيد المسيح عندما قام من بين الاموات، اراد أن يقدم لنا هذه الفرحة لتكون في حياتنا في كل يوم، لنشهد بها ونعلمها ونمارسها ونفرح بها. هذه القيامة المجيدة هي دعوة للفرح الدائم. كل الممارسات الروحية التي نقدمها هدفها الاخير هو، أن نفرح لكي يتم فرحنا في الابدية السعيدة.لا تنسى اننا في القيامة تقابلنا مع شخصيات كثيرة ومتعددة. اننا في القيامة نفرح بكل الشخصيات وبكل النماذج، التي كانت امامنا في أحداث القيامة المجيدة.اننا نفرح بيوحنا الحبيب، التلميذ الوحيد الذي بقي مع المسيح حتى الصليب. وقد ائتمنه المسيح على امه، امنا العذراء مريم. فكان هذا درس من الوفاء وصورة من صور القيامة نفرح أيضاً بمريم المجدلية التي كانت أول من ذهب للقبر. فعاينت وشاهدت المسيح القائم ودعته "ربوني" اي يا معلم (يوحنا 20: 16). وهذا درس في الوفاء أيضاً ونشهد أيضاً في القيامة توما الشكاك. وقد ظهر السيد المسيح لتلاميذه في حضور توما بعد القيامة باسبوع.  وكان قد ظهر قبل ذلك في مرات أخرى. وكان توما أول تلميذ من تلاميذ السيد المسيح الذي يضع اصبعه مكان المسامير، ويضع يده موضع الحربة ويصرخ ويقول "ربي والهي" (يوحنا 20: 26 - 28).أرجو لكم افراح القيامة في حياتكم دائمًا في كل كنيسة وفي كل ايبارشية مع كل الذين يخدمون. تهنئتي ارسلها لكم من أرض مصر الحبيبة، واقدمها لكم بإسم كل أعضاء المجمع المقدس، وبإسم كل الكنيسة القبطية الارثوذكسية هنا في مصر.  لنفرح جميعاً بالقيامة المجيدة.  خريستوس آنيستي، اليثوس آنيستى البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 نوفمبر 2021

الارتباط بالكنيسة

كلمتكم فى الاسابيع الماضية عن مهابة الكنسة وكرامتها، اريد ان اتحدث فى هذا اليوم عن الارتباط بالكنيسة: ما معنى الارتباط بالكنيسة فكرة الكنيسة تظهر بوضوح فى اعتراف القديس بطرس الرسول عندما اجتمع بهم ربنا يسوع المسيح فى قيصرية فيلبس وسألهم مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ فاجابوا اجابة واضحة فى فم القديس بطرس الرسول أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ! كانت النتيجة ان المسيح اجابه برد جميل انه عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي وكانت هى المرة الوحيدة التى تاتى فيها كلمة كنيسة بصيغة الملكية الكنيسة بمفهوم جديد على اعتبار انها جسد المسيح او عروس المسيح وكما ذكرت فى المرات السابقة ان الكنيسة ليست مجرد مجتمع، الكنيسة هى شركة القديسين مع المسيح،والكنيسة ليست مجرد مبنى –نسمع فى القرون الاولى فى اوقات الاضطهاد واواقات الاستشهاد وقبل ان تبنى كنائس كانوا يصلون فى مقابر ومغائر وشقوق الارض وكانوا يصلون فى المزارع،فالكنيسة ليست مجرد مبنى… الكنيسة هى اعضاء جسد المسيح، والكنيسة ايضا ليست مجرد مؤسسة عادية ارضية الكنيسة تعنى الحياة فى المسيح وعلى هذا الاساس الكنيسة ليس لها حدود فى عملها لا فى الزمان ولا المكان ولا فى الكيان –كيان الانسان الكنيسة تمتد فى المكان والزمان وفى كيان الانسان- لهذا نقول على الكنيسة انها وحده، تتميز بالاتحاد الذى نسميه الشركة فى الكنيسة والكنيسة ايضا واحده بمعنى انها غير منقسمة، والمسيح يوحدها والكنيسة ايضا وحيده، بمعنى انه ليس مثيل لها يمكن ان نجد كل شئ خارج الكنيسة ولكن الكنيسة تقدم الخلاص بدم المسيح وصليبه فالكنيسة نقول عنها انها وحدة واحدة وحيدة كما نعبر فى قانون الايمان “نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية الذى يعمل فى الكنيسة هو روح الله القدوس، المسيح حجر الزاوية، والكنيسة هى التى تمدنا بنعم الاسرار بعمل الروح القدس، لهذا عندما نصلى القداس جميعا معا يقف الاب الكاهن او الاب الاسقف يقول عبيدك يارب خدام هذا اليوم، وانتبه لكلمة خدام ليس المقصود بها خدام مدارس الاحد ولكن خدام هذا اليوم، بمعنى انه كل من يوجد فى الكنيسة فى هذا الوقت الكل ويفسرهم بحسب وضيعيهم والاخر وضعفى، كل الموجودين هم خدام هذا اليوم، ولذلك من التقاليد المستقرة فى كنيستنا الا يقدر كاهن ولا اسقف ان يصلى قداس بمفرده على الاقل ثلاثة، من يمثل الخدام من يمثل الشعب والاسقف او الكاهن الذى يصلى القداس، لابد من وجود هذه الشركة ماذا تعنى عبارة الارتباط بالكنيسة نشرح هذا الارتباط ليستطيع كل واحد فينا ان يقيم معنى ارتباطه بالكنيسة، وكل ما الانسان يعرف مقدار ارتباطه الحقيقى بالكنيسة يعرف تمام المهابه والكرامة التى تعطى للكنيسة الارتباط بالكنيسة هو شكل الصليب بأربعة اطراف، يوجد ارتباط فكرى، ويوجد ارتباط روحى، ويوجد ارتباط اجتماعى، وكل هذا على اساس الارتباط الليتورجى اولا الارتباط الفكرى:- الارتباط الفكرى يعتمد اولا على الكتاب المقدس (العهدين القديم والجديد) ويعتمد ايضا على تعاليم الاباء،الاعتماد الاساسى فى الارتباط الفكرى فى الارتباط بالكنيسة انه مرتبط بالكلمة المقدسة (الكتاب المقدس والاجبية) ومرتبط بتعاليم الاباء التى يقدمها لنا المعلم قد يكون الاب الاسقف او الاب الكاهن الذى يعلمنى بحسب تعاليم الاباء وبحسب ماتسلمت الكنيسة، ويجب ان يكون التعليم مطعما من الكتاب المقدس ومن اقوال الاباء وسيرهم،هذا هو الاتباط الفكرى، عقلى وافكارى كلها كما يقول الكتاب “مستأثرين كل فكر لطاعة المسيح” هذا هو معنى ارتباطك الفكرى بالكنيسة ينمو عقلك يوم ورا يوم فى معرفة ربنا يسوع المسيح الارتباط الليتورجى او الاساسى (او ممكن تسمونه الارتباط الحياتى) الذى هو قاعدة الصليب:- نسميه الارتباط بنعم الحياة ونعم الحياة هى الاسرار وخاصة سر المعمودية وسر الافخارستيا، نعتمد ونولد من جديد بطقس المعمودية ونبدأ به حياتنا فى الكنيسة، وكما ذكرت امامكم فى مرة سابقة ان يوم المعمودية هو يوم فريد لأن الطفل فيه ينال ثلاثة اسرار هم المعمودية والميرون والافخارستيا ولكن مهم فى اول تناول له يسمع فيه عبارات الاعتراف الاخير فى القداس عندما يقول الاب الكاهن يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه، ويصير هذا اليوم هو الانطلاق الى الابدية، هذه هى محطة القيام لطريق طويل الى ان يصل هذا الانسان الى السماء، اذا كانت المعمودية هى ميلاد الحياة الجديدة فتأتى الافخارستيا هى غذاء الحياة الجديدة ويبدأ الانسان بالثبات فى المسيح ويرتبط الانسان بالكنيسة والغذاء والجسد والدم الاقدسين وهو يتقدم للتناول هذا هو الارتباط الحياتى الارتباط الروحى:- يعتمد ايضا على شيئين، هم التلمذة لأب الاعتراف ويعتمد على الصلاة وروح التوبة ارتباطك بالتلمذة لاب الاعتراف هو الرفيق فى الحياة الروحية، وارتباطك بالصلاة التى ترفعك الى روح التوبة التى تجعلك دائما حريص على نقاوة قلبك،تلمذتك لأب اعترافك هى التلمذه الروحية وليست التلمذة الشخصية، التلمذة الروحية ان اب الاعتراف هو انسان اختبر الحياة قبلى يمكن ان يرشدنى وان يرافق طريق حياتى الروحية، واب الاعتراف الحديث معه حديث روحى ليس اخبار او حكايات وجدل، ولذلك فى الاعتراف الاب يمسك الصليب فى يده ليكون الصليب بينه وبين المعترف ويكون هو الرابط او الجسر الذى يربط بين الاثنين، وأب الاعتراف يسمع ما تقوله ويصلى ثم يرشدك بحسب ماتحتمل قامتك الروحية وينمو معك قليلا قليلا وتكبر سنة عن سنة فى حياتك الروحية . الارتباط الاجتماعى:- الارتباط الاجتماعى يعنى العضوية الكنسية والخدمة الكنسية، انت عضو فى الكنيسة ولك مسؤلية، ولكن ليس الامر بالعضوية الكنسية فقط ولكن ايضا بالخدمة الكنسية، كلنا خدام ولا يوجد –او من المفترض ان لا يوجد- فى الكنيسة عضو عاطل خامل او لا يعمل، انت تعبر عن ارتباطك بعضويتك وبخدمتك ونسميه الارتباط الاجتماعى اذا يا أخوتى الارتباط بالكنيسة هو ارتباط فكرى بالانجيل وتعاليم الاباء، ثم ارتباط حياتى او ليتورجى من خلال الاسرار وعلى رأسها المعمودية والافخارستيا، ثم الارتباط الروحى بالتلمذة لأب الاعتراف وبالصلوات التى تدفعك الى التوبة، واخيرا الارتباط الاجتماعى من خلال عضويتك الكنسية ومن خلال خدمتك الكنسية بأى صورة من الصورهذه نسميها الارتباط والحياة فى الكنيسة وكما سمعتم هو ارتباط وعمل ايجابى فيه حركة هو ارتباط حى بالكنيسة وليس مجرد علاقة نظرية، وان عشت فى هؤلاء الاربعة تجد حياتك تكبر تدريجيا فى معرفة المسيح ،وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ”. توزيع الخدمة كأعضاء الجسد هناك تنوع “لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ” الكنيسة ممثلة فى الاب الاسقف والاب الكاهن والشماس والخادم والخادمة والرجال والنساء والشباب والشابات كل واحد له دور والخلاصة تكون تكميل القديسين ارجوكم تنتبهوا، كأن كل من صار عضوا فى الكنيسة صار من القديسين وهذه موجودة فى كتابات بولس الرسول كثيرا،لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ” هذا هو الارتباط بالكنيسة وبهذا اكون كلمتكم عن كرامة الكنيسة ومهابتها والارتباط بها، وكل ما عشت فى هذا الارتباط كل ما شعرت بهذه الكرامة وهذه المهابة لالهنا كل مجد وكرامة من الان والى الابد امين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
19 نوفمبر 2021

مصادر مهابة الكنيسة:-

1- كرامة الكلمة المقدسة. مهابة الكنيسة من مهابة الكلمة المقدسة التى تقال فيها فالانجيل المقدس يعطى كرامة ومهابة.“وجدت كلامك كالشهد فاكلته” وجدت كلامك على المنجلية وأكلته على المذبح فى سر الافخارستيا.ما تسمعه فى الكنيسة من كلمة مقدسة هى رسائل خاصة المسيح يرسلها اليك, قد ينبهك من خطية أو يعطيك حكمة لتدبر أمورك. 2- كرامة الكهنوت. الكهنوت سر من أسرار الكنيسة السبعة ويمكن ان نسميه سر الأبوة.الكاهن إن سلك بأمانة وفى مخافة الله يصير صوتاً لله فى خدمته.الاكليروس تعنى نصيب الله وهى تشمل الشماس (الكامل أو المكرس) والكاهن والاسقف.الكنيسة هى المكان الذى يمارس فيه الكاهن عمله, فهو يتمم الاسرار فيها.ق. الانبا باخوميوس أب الشركة هرب من الكهنوت, وايضا ق. يوحنا ذهبى الفم.فكرامة الكنيسة ليست فى مبانيها بل فى الكاهن.لكن من يستطيع ان يتقدم لهذه الخدمة.الكاهن ليس رئيس أو مدير وليس إنسان بعيداً عن شعبه فهو أب , والابوة تحمل فى معانيها كل المعانى السامية.فكرامة الكهنوت هى كرامة الأبوة.كرامة الكاهن تسمو بروح الابوة التى فيه. 3- كرامة التقليد. كنيستنا كنيسة تقليدية فيها تقاليد مسلمة شفاهية مثل رشم الصليب.التقاليد فى كنيستنا تقاليد معتبرة ومسلمة من جيل الى جيل , فتسلمنا العقيدة من الاباء .التقليد يحفظ العقيدة.بالتقليد تسلمنا الطقوس مثل اتجاهنا فى الصلاة نحو الشرق 4- كرامة المكان. الكنيسة مكان مدشن بالميرون, والميرون هو سر تقديس وتكريس وتخصيص, فصار المكان مكان مقدس بالفعل.عند بناء كنيسة نضع صندوق به أنجيل وبعض العملات وصورة الاسقف وصورة البطريرك وصورة الحاكم فى ذلك الزمان ويوجد قراءات لوضع حجر الاساس.ومن الجميل ان يشترك الجميع فى بناء الكنيسة وليس واحد بمفرده. 5- كرامة الزمان الكنيسة لا تدشن بالميرون فقط ولكنها ايضا تدشن بالصلوات.“محبوب هو أسمك يارب فهو طوا النهار تلاوتى”فنحتفل بمرور 25 أو 50 سنة على بناء الكيسة , فطول هذه الفترة تقام الصلوات التى تقدس الكنيسة تقدس الزمن.نصلى القداسات المتأخرة يومى الاربعاء والجمعة وتصلى القداس بدرى يوم الاحد يوم الرب لا يصلى فيه متأخر. بعض مظاهر المهابة:- 1- الصمت و الخشوع. الصمت نوع من التركيز , الخشوع والاحساس بالمهابة. 2- اضاءة الشموع. نور الكهرباء يشتت العقل, فلا يليق بالكنيسة الكشافات الكبيرة. 3- الحركة الساكنة. فنتحرك فى الكنيسة بحركة هادئة تماماً واستخدام لغة الاشارة. 4- الملابس الملائمة. بعض كنائس العالم تحضر القداس بملابس موحدة, يمكن ان يكون هذا غير مناسب لنا, لكن من المناسب ارتداء ملابس ملائمة بالكنيسة سواء قداس أو سر الزيجة أو سر المعمودية. أعلم انك عندما تأتى الى الكنيسة فأنت تأتى لتقابل المسيح شخصياً. 5- السجود أو المطانيات. حارب السيد المسيح شكلية العبادة “بيتى بيت الصلاة يدعى”الكنيسة موضوع صلاة فقط.تشعر بحضور الله القوى داخل الكنيسة وخاصة الكنائس القديمة فى الاديرة.تأتى الى الكنيسة مرنماً “فرحت بالقائلين لى الى بيت الرب نذهب قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 نوفمبر 2021

مهابة الكنيسة وكرامتها

مهابة الكنيسة وكرامتها يقول لنا الكتاب فى الجزء الذى قرأته: فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ.الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ. الكنيسة هى قطعة من السماء، يجب ان تكون بالغة الجمال، ولذلك يمكن ان نسميها تجاوزا انها “سفارة السماء على الارض”، وكما نقول فى الصلاة الربانية “كما فى السماء كذلك على الارض” نصلى ان تكون الكنيسة قطعة من السماء، وكل مرة ادخل الكنيسة وأراها جميلة جدا اتسأءل كيف يكون جمال السماء؟ هذه تعاريف للكنيسة ولكننا نقول ايضا؛ الكنيسة هى بيت الله، او بيت الملائكة، او باب السماء، او عروس المسيح، او مسكن الله مع الناس، او بيت الصلاة، او بيت القديسين، او عمود الحق، او جسد المسيح. كل هذه تسميات للكنيسة، ولكن اهم ما يمكن ان يوجد فى اذهاننا انها قطعة من السماء على الارض، ماهى وظيفة الكنيسة: الكنيسة تقوم باعمال كثيرة ولكن الوظيفة الرئيسية لها والدور الحيوى فيها هو اعداد المؤمنين للملكوت، وهذا الاعداد هو رحلة حياة يأخذ الحياة من الصغر الى نهاية العمر، لهذا تبتدأ الكنيسة مع الطفل الصغير الرضيع بصلاة الحميم وسر المعمودية وتمتد عبر الحياة الى نهاية الحياة الى ان تصلى وتودعه الى السماء، اعداد الانسان للسماء. وهذا أمر يجب ان يكون واضحا فى ذهن كل من يخدم، نقابل على الارض مشكلات ومتاعب لكن من يخدم فى أى مستوى يجب ان يعى تماما ان من نخدمهم هو ان نخدمهم لكى ما يكون لهم نصيبا فى السماء، السماء مفتوحة لكل احد، ولكن لمن يعيش هذا الايمان بالمسيح ويسلك حسب وصية المسيح ويحيا فى كل يوم بالكلمة المقدسة فى حياته من خلال الكنيسة المقدسة، هذه هى وظيفة الكنيسة قد نقيم أنشطة نقيم احتفالات كله جيد وجميل، ولكن الهدف الرئيسي والاول من فصول مدارس الاحد حتى الاجتماعات الكبيرة والاجتماعات النوعية والاجتماعات التعليمية والاجتماعات التخصصية بكل اشكالها لها هدف واحد وهو ان يصير للانسان نصيب فى السماء. ولذلك ياأخوتى الارتباط بالكنيسة والحياة بداخلها والتعلم منها وتربية اولادنا وبناتنا وشبابنا داخل الكنيسة والانجيل وداخل هذه المفاهيم شئ هام جدا. ولذلك نسمى الكنيسة الأرثوذكسية (كما تعلمون كلمة ارثوذكسية معناها الاستقامة) الارثوذكسية هى الطريقة المستقيمة لتمجيد الله.. الطريقة التى ليس فيها تحايل ولا تسيب نستخدم ما فى العصر ونستخدم التكنولوجيا المتاحة التى ممكن ان تكون مفيدة ولكن نحفظ مبادئ نقية لان الخطية هى “خاطئة جدا” الخطية هى خطية مهما غيرنا لها العنوان. اعرفوا ياأخوتى انه “لا خلاص خارج الكنيسة” كما يقول القديس اغسطينوس، ويقول القديس كبريانوس “من لم يتخذ الكنيسة اما لا يكون الله أبيه”، والقديس اغسطينوس يقول “حينما كان المسيح ظاهرا فى الجسد كانت الكنيسة مخفية فيه، هو يعمل كل شئ لها. وحينما صعد بالجسد صار هو مخفيا فيها، وصارت تعمل كل شئ به ولأجله”، ويوحنا ذهبى الفم قال عبارة اجمل “السماء الكنيسة هى اعلى من السماء واكثر اتساعا من الارض لانها يمكن ان تحتضن الجميع” ماهى مكانة الكنيسة بالنسبة الى الانسان اولا: الكنيسة فيها احتياج كيانى للانسان : كل واحد منا يحتاج الكنيسة، فقصد الله عندما بدأت البشرية ان يعمل على تأمين الانسان فى وسط المجموع، عندما نقرأ فى العهد القديم، نقرأ عن كنيسة البرية وهى خيمة الاجتماع، خيمة ولها تفاصيل كثيرة فى سفر الخروج لكن اهم مافى هذا الامر انها كانت تتحد معهم، عندما يتنقلوا يفكوها ويحملوها ويمشوا بها وعندما يقفوا فى مكان ينصبوا الخيمة بكل التفاصيل، وكانت هذه الخيمة فى البرية تنتقل معهم من مكان لمكان ولكن هى مسكن الله مع الناس. ثم تطورت الفكرة وصارت ثابته فأنشئ لهيكل فى اورشليم، وصارت مبنى ثابت ومبنى ايضا له فخامته وعظمته وتقسيماته الداخلية والخارجية، وهذا الهيكل فى اورشليم هو الذى تهدم فى الحادثة المعروفى باسم خراب اورشليم عام 70 ميلاديا بعد صعود ربنا يسوع المسيح ومازال مهدوما. من الهيكل فى العهد القديم نشأت الكنيسة فى العهد الجديد، كانت الكنيسة فى البداية صغيرة مبنية بخشب بامكانيات محلية قليلة جدا، نسمع عن الكنيسة المعلقة كانت معلقة فوق احد الحصون وهو حصن بابليون فيها كمية اخشاب كثيرة، ونسمع عن كنائس الاديرة كان النمل والسوس يهاجم الاخشاب ويسقطها، ولكن صارت الكنيسة مع بدايات القرون الاولى لها مبنى، وصارت تسمى كنيسة مسيحية، وانتشرت الكنيسة فى العالم، وهى التى قال عنها السيد المسيح لبطرس الرسول وفى حضور كل التلاميذ “على هذه الصخرة ابنى كنيستى”. وبنيت الكنائس فى بعض الاماكن على شكل الفلك باعتبار ان الكنيسة هى السفينة التى تنقذ الانسان فى بحر العالم، وبنيت فى مواضع اخرى على شكل الصليب، وكلها تدور فى هذه الاشكال الهندسية وبرع المصممون فى اشكال كثيرة وان احتفظت بطابعها، يوجد فيها مثلا 12 عمود للتلاميذ وبعض الكنائس اربعة للبشيرين الاربعة، وصارت الكنيسة هى مسكن الله مع الانسان فى العالم كله، وابسط تعريف يقوله الاولاد الصغار (بيت ربنا) ولذلك ياأخوتى احترام الكنيسة مسؤلية كل صغير وكبير فينا، حتى وان كنيستنا كنيسة شعبية لكن كيف تكون بارعة الجمال فى نظامها فى نظافتها فى كل مافى داخلها من مكونات الكنيسة احتياج كيانى فى الانسان وامتداد لهذا الاحتياج الكيانى المسيح يسكن فى الكنيسة، فالمسيح يسكن فيا –فى الانسان- وصار المسيح فينا وصرنا جميعا نسمى اعضاء جسد المسيح، والمسيح رأس هذا الجسد وكما يعلمنا الكتاب المقدس “من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فيا وانا ايضا فيه” الامر الثانى : الكنيسة حضور دائم للمسيح : فى اخر انجيل معلمنا متى البشير قال “ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر” فالكنيسة تمثل الحضور الدائم لشخص المسيح، فى قصة شاول الطرسوسى الذى كان يضطهد كنيسة الله بافراط –كما قال عن نفسه- يسمع من المسيح “شاول شاول لماذا تضطهدنى، يقول له من انت ياسيد، فيجيبه انا يسوع الذى تضطهده” اين هو يسوع! هو الحاضر فى المؤمنين هو الكنيسة، عندما تعرض كل المسيحين فى اورشليم للاضطهاد وقت استفانوس ورجمه تشتتوا فى بلاد الشام ذهب شاول وراءهم وهو فى طريق دمشق يظهر له المسيح ويقول له “انا يسوع الذى انت تضطهده” يسوع الذى يسكن فى قلوب المؤمنين، وقلوب المؤمنين تبنى وتجتمع من خلال الكنيسة، لهذا تعلمنا “أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” فيصير كل انسان فينا هو كنيسة ولها مذبح، هو القلب، قلبك هو مذبح كنيستك، ومجموعنا كلنا يشكل كنيسة الله الحية وكلنا نتناول على المذبح، هذه هى الكنيسة وهذا هو المسيح الذى يحيا فينا الامر الثالث : ان الكنيسة هى ايضا نافذه على الابدية : نحن نصلى فى اتجاه الشرق –كما تصلى ايضا الكنيسة الروسية- اعيننا كلها على السماء فى الشرق، وعندما يصرخ الكاهن “اين هى قلوبكم؟” كلنا نجيبه “هى عند الرب” والكنيسة بينطبق عليها قول بطرس الرسول فى وقت التجلى “جيد يارب ان نكون هاهنا” ماأروع ان اكون فى الكنيسة، وعندما نعبر فى الترنيمة المشهورة “الكنيسة هى بيتى وهى امى وهى سر فرح حياتى” هذا تعبير قوى وأصيل عن مكانة الكنيسة فى حياة الانسان، ومن الملفت للانتباه انها بالصيغة الفردية، يعنى هى بيتى كشخص وهى امى، وهذه المعانى معان كبيرة بالنسبة للانسان فتصير الكنيسة فعلا نافذة على الابدية، هل جربت تدخل الكنيسة وهى فارغة؟ جربت تجلس فى خشوع بعد ان تنير شمعة؟ ان اختبرت هذه الخبرة الروحية وعشت فيها بكيانك سوف تكتشف انك امام نافذة على السماء، وسوف تكتشف كم تكون السماء جميلة وجذابة لكل انسان، لهذا نقول فى كل قداس “يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه”. فتصير الكنيسة نافذة، ونحن جالسين فى الكنيسة ونتطلع للشرق كأننا وبالحقيقة نتطلع الى السماء، وكنيستنا تعلمنا ان حامل الايقونات فيه ايقونات القديسين ينظروا الينا هم يتطلعون من السماء الينا واعداد كبيرة جدا من القديسين يتطلعون الى الذين يجاهدون على الارض فى جهادهم الروحى وفى حياتهم الروحية، لان الانسان عندما يتطلع الى السماء على الدوام تهون عليه الارض، ولا يتعلق بها او تحيا بداخله، ويصير انسانا سماويا واذا صار بالامانة يكون مستحقا النصيب السماوى هذه الكنيسة فى مكانتها بالنسبة للانسان : احتياج كيانى، وحضور دائم للمسيح، ونافذة على الابدية اذا اراد ربنا وعيشنا فى المرات القادمة نتكلم عن مصادر مهابة الكنيسة وكيف نحتفظ فى كنائسنا بهذه الكرامة وهذه المهابة لالهنا كل مجد وكرامة من الان والى الابد. أمين
المزيد
17 سبتمبر 2021

خمسة علامات متواجدة مع الشهداء

أريد أن أتكلم معكم اليوم عن خمسة علامات متواجدة مع الشهداء …ليست فقط في العصور القديمة بل في العصور الحديثة أيضا ولماذا خمسة …كأصابع اليد والرقم نفسه يعبر عن القوة 1- فرحين بالمسيح :- لم يكن خارجيا بل داخليا كان في قلوبهم لذلك لا يمكن أن تجد أحد ذاهب لنوال الأستشهاد غير مبتهج سأقص لكم حكاية ” في صعيد مصر كان هناك شماس يسمى تيموثاوس متزوج منذ ثلاثة أسابيع عروسته أسمها موره. وتم القبض عليه بتهمة إيمانه المسيحي وعندما سألوه عن عمله قال أنه شماس في الكنيسة يحرس كتب الصلوات. فطلبوا منه تسليم الكتب لحرقها فرفض قائلا لا أحد يسلم أولاده وكانت الكتب مخطوطات في هذا الوقت وعندما علموا أنه متزوج حديثا ذهبوا ليضغطوا على عروسته موره وعندما طلبوا منها تسليم الكتب ردت كزوجها لا أحد يسلم أولاده . وهنا عندما رأوا أنه ليس فائدة قرروا أن يأخذوهم للأستشهاد، فطلبت موره أن يدعوها تلبس فستان زفافها ونالا الأستشهاد موره وعروسته وهما في شهر العسل. ولم نسمع للحظة أنهم كانوا مكتئبين أو متضايقيين …قمة الأبتهاج. أول علامة لهم أن قلوبهم فرحة بالمسيح لذا عند مقابلتهم للأستشهاد يقابلوه قائلين “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح” . لذلك أيها الأحباء شئ مهم جد أن تعيش فرحا. هذا هو المسيح ما يسعدنا وجود المسيح في داخلنا. فالقديس داود يقول جعلت الرب أمامي في كل حين فلا أتزعزع لذا بداية كل قصص شهدائنا هي الفرح بالمسيح القائم هو سبب فرحك لذا كنيستنا مليئة بالصلوات والمدائح لكي نبقى مرتبطين بشخص المسيح الذي هو سبب الفرح الوحيد 2- العلامة الثانية : إرتباطهم الدائم بالكنيسة:- ليس بالمبني بل بالحياة الكنسية تعيش داخلهم. أشارككم بترنيمة “كنسيتي كنسيتي هي بيتي….هي أمي هي سر فرح حياتي” مرتبطين بالكنيسة ليس كمبني بل كحياة. القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جدا ” عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يقتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء” إرتباطهم بالكنيسة هو إرتباطهم بعضويتهم في جسد المسيح الكنيسة ليست مكان لكن إرتباط بالحياة الكنسية…إرتباط بالأسرار بالأعتراف بالتناول إرتباط بالتعليم بالخدمة . أنتم تعلمون جيدا الفرق بين كلمة “organ ” و كلمة “member” كلاهما عضو بالعربية لكن organ تعني عضو حي الجسد يحتاجه ومن دونه يكون ناقص. لكن member هي العضوية الرمزية كعضو في مؤسسة نادي …إلخ نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد لهذا الشهداء صغار أم كبار اعضاء في جسد المسيح أغنياء فقراء تعليمهم عالي جدا أو محدود هم أعضاء في جسد المسيح . لذلك إرتباط الشهداء بالكنيسة يفوق الوصف حتى لو البلد التي أعيش بها ليست بها كنيسة . فمن يعيش في هذه البلاد يصلي من أجبيته والأبصلمودية يعيش بالفكر الكنسي يصوم ويقدم مطانياته أحكي لكم قصة أسقف شهيد عمره 86 سنة ..القديس بوليكاربوس وإسمه يعني عديد الثمر . تم القبض عليه في عمر ال86 عاما وجاءوا به لساحة الأستشهاد لينكر المسيح وعندما رفض أرهبوه أنهم سيطلقوا عليه الوحوش فقال عبارة خالدة في التاريخ ( 86 سنة أخدمه ولم يصنع بي شرا فكيف لي ان أنكره الآن) فأطلقوا الوحوش عليه. في ظرف دقائق كانت قد إلتهمته الوحوش الجائعة فأسرع المؤمنين بمناديل ليأخذوا من دمه وما تبقى من جسده لتكون ذخائر غالية وسيرته تعيش الى اليوم لكن من قتلوه وإستشهد على يديهم لا أحد يعرفهم …ككتب السياسة صاروا في مزبلة التاريخ لذلك لا تهمل عضويتك في الكنيسة وأنت تربي أولادك فهي تبني مستقبل وشكل الأنسان 3- العلامة الثالثة: التعزية الدائمة بكلمات الأنجيل :- في ناموسه يلهج نهارا وليلا . في بعض الأحيان يخطئ الأنسان ويكون عنده قراءة بعض الأمور أهم من الأنجيل ..برغم كلمات الله التي تقول فقط عيشوا كما يحق لأنجيل المسيح. كانوا يرددوا الآيات ويحفظوها ويعملوا بها في مواجهة مواقف الحياة الحياة مع المسيح فعل وعمل ( لي أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا ، الذين في المسيح يسوع يضطهدون، إني أحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ) هذه كلها وعود الكتاب. الوعود الكتابية حاضرة في ذهنهم ربي أولادك على مسامعهم آيات الأنجيل أحرسوا اولادكم بكلمة الأنجيل فهي برج حصين وكلما تقرأ الأنجيل سيزداد فرحك لأنه البشارة المفرحة 4- خدمة الناس :- أول حكاية :ولد يعمل بالنقاشة في أحدى البلدان المجاورة لمصر خريج جامعي. وكان يعمل في شغل يستغرق 20 يوما فجاء صاحب العمل في اليوم 18 أفتعل شجار معه لكي لا يعطيه أجرته وطرده لكن بعد ساعتين رجع له هذا الشاب المسيحي وقال له أنت طردتني ولن تعطيني الأجرة لكن قد اتفقت معك أني سأنهي عملي فاتركني هذين اليومين لأتمم إتفاقي معك لقد تعودت ما أقوله بلساني هو ما أفعله. فأندهش صاحب البيت وظن أنه يدبر له مكيدة لكن بعد أنتهاء اليومين وإستكمال العمل المتفق عليه إستعجب من امانته وإخلاصه …لقد تعلمت منك درسا أريدك ان تاني وتتولى كل أعمالي …شهادة للمسيح القصة الثانية : وقف المضطهد وأمامه من كان في طريقه الى الأستشهاد فليمون وأثناء تعذيبه له بالسياط جاء طرفه في عينه مما أدى الى قلع عينه فقال له فيلمون عند موتي خذ من تراب جسدي وضعه على عينك ستشفى وقد كان. وآمن بالمسيح ذلك الضابط الوثني الشهداء كانوا يخدمون حتى من كان يضطهدهم ولم يتخلى عندهم أو يسبب لهم ضرر . فمثلا عند إستشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء كان الشعب هائج امام الكنيسة فقال لمضطهديه إن قطعتم رأسي أمامهم سيهيج عليكم الشعب ..أريد أن أحفظ سلامة شعبي فخرج من باب خلفي ليحفظ سلامتهم.أنظروا الي أهالي شهدائنا اليوم كيف يسامحون 5- يعيش في سلام ومحبة:- لا يسببوا تعب لأحد كالقديسة دميانةوالعذارى. لهذا طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. حتى في إستشهادهم صنعوا سلام. كشهداء ليبيا من كرزوا حول العالم بسلامهم. أخيرا أيها الأخوة إفرحوا بالمسيح إكملوابالكنيسة تعزوا بالأنجيل أهتموا إهتماما واحدا بالخدمة عيشوا بالسلام. وإله المحبة والسلام سيكون معكم. هذه آخر آيه في رسالة القديس بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس. هذه الخماسية هي خماسية حياة الشهداء الذي نحتفل بهم يوم الأثنين القادم 1 توت. في مصر خلال المجمع المقدس أصبح هناك عيد للشهداء المعاصرين هو 15 فبراير من كل سنة يتوافق مع عيد دخول المسيح الهيكل لأنهم دخلوا الهيكل السماوي ربنا يبارك الجميع لألهنا المجد الدائم آمين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
08 سبتمبر 2021

علامات نهاية الزمان

كما سمعتم الأنجيل ..أنجيل معلمنا مارمرقس وهو يتكلم عن علامات نهاية الزمان ويعطينا تقرير كامل عن ما سيكون في نهاية الزمان وفصل الأنجيل النهارده يستحق القراءة في كل يوم لأجل ان ينتبه الإنسان وآخر كلمة في هذا الفصل تقول “إسهروا ” يعني خدوا بالكوا …أريد أن أتأمل معكم في 3 آيات وردت في العهد الجديد ولها سمة مرتبطة ببعضها البعض من السمات الجميلة أن بعض الآيات الكتاب المقدس التي علمها لنا الرب يسوع أن نصف الآية الأول هنا على الأرض والنصف الاخر يكتمل في السماء يعني الآيه تربط بين السماء والأرض نصها الأول يتحقق على الأرض تجدد النصف الثاني يكنمل في السماء إخترت لكم ثلاثة آيات – طبعا الكتاب المقدس به العديد من الآيات من هذا القبيل لكني إخترت لك ثلاثة آيات من الممكن ان يرسموا طريق روحي لك 1) أول آية التي قالها السيد المسيح في العظة على الجبل “طوبى للمساكين بالروح لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات” 2) والآية الثانية يقولها في مسيرة حياة الأنسان “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم فد سر أن يعطيكم الملكوت” 3) والآية الثالثة في سفر الرؤيا آخر أسفار الكتاب المقدس يقول : “كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة” تعالوا نعمل رحلة سريعة ونربط بين الثلاث آيات في حياتنا الروحية: الآية الأولى : طوبى للمساكين بالروح وهذه هي بداية الطريق المساكين بالروح هم أصحاب الأتضاع. والإتضاع كما علمنا الآباء هو الأرض التي تحمل كل الأثمار. وإتضاع الأنسان هو الذي يحرسه ويحرس حياته الروحية. تصور إنسان بلغ في القداسة علو كبير وبلغ في النقاوة …لكن بلا إتضاع يضيع هذا كله. من اجل هذا عندما فال السيد المسيح تعلموا مني ..نتعلم ماذا وماذا منك يا رب ؟ كل ما هو جميل لديك. يقول تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب … أي أن هذه هي النقطة الأساسية ..لماذا؟ لأنها بداية الأنسان والتي تحرس الفضيلة فيه. عندما تكون متضعا هذا الأتضاع يحرس النعم التي يعطيها الله لك. ولماذا يعطينا الله نعم؟ ليختبرنا هل عندما تأخذ هذه النعمة تتكبر أم أنها تزيدك إتضاعا. من التقاليد الموجودة في إديرتنا بمصر إن باب القلاية يجب ان يكون منخفض فعندما يدخل الراهب يجب أن ينحني لكي يتذكر الراهب في دخوله وخروجه الأتضاع. وعندما ينحني ينظر للتراب قديما لم يكن هناك بلاط أو موكيت …كان تراب ورمل فيتذكر أنه من التراب أخذ والى التراب يعود. طالما الانسان بيفكر هكذا ويعرف حياته جيدا …يبقي ماشي في مسيرة الحياة بطريقة ترضي الرب يسوع المسيح. تعالوا ننظر الى حياة سليمان الحكيم والنبي أعطاه الله أمور كثيرة في حياته كل النعم أعطاه له لكن في الحقيقة كثرة النعم جعلته ينحرف بقلبه وعندما أبتدأ أن يتيقظ كتب سفر الجامعة وبه قال باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس. إتضاعك يعطي معنى لحياتك وجميل جدا التعبير الذي يستخدمه السيد المسيح “طوبي للمساكين بالروح” روحك بها مسكنة ونحن نصلي في مزمور التوبة “القلب المنكسر لا يرذله الله” من أجل هذا من طقوس الصلوات التي نستخدمها هو طقس المطانية. فهي عبارة أن الأنسان يقف ويتلو صلاة صغيرة ياربي يسوع المسيح ثم يسجد الى الأرض. …كانه يعترف أمام الله أن خطيته أنزلته للأرض ويكمل صلاة توبته أرحمني أنا الخاطئ فهي صلاة توبة أول مبدأ تضعه أمامك أنت تخطط للسنة الجديدة “طوبى للمساكين بالروح”…اللي يعيش بالأتضاع له نصيب في السماء اللي يبعد عن الأتضاع يروح نصيبه اللي في السما….هذه نمره واحد…البداية الآية الثانية: مسيرة حياة الانسان بها أشياء تجعله يخاف…متاعب تقابل الأنسان وبها الشيطان الذي يحارب والعالم الذي يغري والذات التي توقع الأنسان في فخاخ عديدة …يقول له المسيح لا تخف أيها القطيع الصغير …كن دائما واثق من يعطيك هذا الوعد هو شخص المسيح نفسه. ويعطيه لك بصفة فردية حتى لو كنت قليل أو صغير أو لوحدك …لماذا؟ لأن لك أب يسر أن يعطيك الملكوت. طالما تسير في إتضاع في حياتك ستجد نصيبك السماوي في إنتظارك. نحن نصلي الصلاة الربانية “ليأتي ملكوتك” كلنا مشتاقين لهذا الملكوت يا رب. أحيانا الأنسان في حياته الروحية يخاف. خوف من امور كثيرة من المستقبل من المرض من مشاكل في الإمتحان كيفما يكون لكن وجود رفقة المسيح ينزع كل خوف. بعد القيامة كان التلاميذ خائفين جدا وكانوا في العليقة مقفلين الأبواب والشبابيك …لا يعلموا ما هذا الذي حدث؟ فظهر لهم المسيح فخوفهم العظيم كما إشار إنجيل معلمنا مار يوحنا وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب. في العهد القديم جاء ثلاثة فتية رغم أنهم كانوا في السبي …كانوا يعبدوا الله الواحد ولا يعبدوا الملك الوثن التمثال الذهب. فعندما سألهم نبوخذ نصر عن سبب عدم عبادتهم للتمثال الذهب ..فقالوا لنا آلهنا الذي نعبده. من هو هذا الآله ..لا يوجد من هو أعظم مني ومن التمثال المرتفع هذا سأربطكم وأضعكم في الأتون. فنظروا له وقالوا له بكل ثقة يا نبوخذ نصر لا يهمنا ان نجيبك يوجد ألهنا الذي يجيبك. نحن لا نعلم ماذا سيفعل لكن واثقين في آلهنا وفيما سيصنعه . النتيجة إلقاء الفتية في الأتون الذي تم تحميته سبعة مرات وينتظرهم ليجد أن الخيوط والحبال تتقطع ..ثيابهم تبقى ..أجسادهم تبقى..والأكثر جمالا أن يكون الرابع الشبيه بإبن الآلهة يرافقهم في الأتون فيصير ندى بارد …عبارات كثيرة تكررت في الكتاب “انا هو لا تخافوا” طالما المسيح موجود لا تخافوا. الآية الثالثة:” كن أمينا الى موت وسأعطيك أكليل الحياة” كل البشر عندما يقفوا أمام المسيح ….ما هو المقياس الذي يقيس به حياتهم؟ طبعا المقياس هو مقياس الأمانة…عشان كده يقول “كن أمينا الى الموت” أنتبه لكلمة “كن” • كن أنت أو أنتي أو أنا تنفع لكل واحد فينا • كن بحسب شخصك أنت كبير أنت صغير أنت في أول عمرك أنت في عمرك المتقدم ، أنت عالي التعليم عالي الثقافة أو محدود التغليم او الثقافة • في هذه البلد أو في آخري …كن بها إستمرارية إلزام وخصوصية لك ….المهم أن تكون أمينا الى الموت هذا المعيار معيار للأنسان في حياته -أنت راهب أنت مسئول في عمل ما أنا اب وأم في البيت نربي أولادنا أنا خادم ….لازم اكون أمين الى الموت كن أمين الى الموت يعني كن أمين مدى الحياة يعني أمين وأنت شاب وانت كبير في أوقات حياتك ….العملية لا يوجد بها إختيار متى أكون أمين ومتى لا …ما يناسب تعليم المسيح ان الإنسان يكون أمين الى نهاية الحياة ثم ماذا بعد ….سأعطيك إكليل الحياة …مرة يقول لنا “طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات” وآخرى “لا تخف لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” وهذه المره يقول لنا “كن أمينا الى الموت وسأعطيك إكليل الحياة” …الجائزة تفوز بالنصيب السماوي من أجل هذا ونحن في مسيرة هذه الحياة ونحن في نهاية عام قبطي وإستعداد لبداية عام جديد ضع هذه المبادئ الثلاثة أمامك: 1. طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات 2. لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. 3. كن امينا للموت فسأعطيك أكليل الحياة. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 يناير 2021

الرسالة البابوية لعيد الميلاد المجيد

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.أهنئكم أيها الأحباء بهذا العام الجديد ، وأيضًا بعيد الميلاد المجيد الذي نستقبل فيه ميلاد ربنا يسوع المسيح مُتجسدًا لخلاص كل البشر. أهنّئ كل الأحباء في كل الإيبارشيات وفي الكنائس القبطية الأرثوذكسية عبر العالم. أهنّئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة، وكل الشعب القبطي. وأيضًا أهنّئ الشباب والأطفال والصغار والكبار وأرجو لكم دائمًا عيدًا سعيدًا.في عيد الميلاد المجيد، هذا العيد الذي نحتفل به كل عام، ويرتبط بالسنة التي نعيش فيها أنها سنة ميلادية، فيها نتذكر قصص كثيرة. من مشاهد الميلاد أن المجوس حينما قَدِموا من الشرق قدَّموا ثلاث هدايا. وهذه الهدايا الثلاث تُعبِّر عن حياة الإنسان، إن أيام عُمره هي أيام ذهب ومر ولبان. ولكن في ميلاد السيد المسيح وأحداث الميلاد، يُقدِّم لنا الله ثلاث عطايا. وهذه العطايا نراها في مشاهد الميلاد المجيد. هذه العطايا تُمثِّل كونها هدايا يُقدمها الله للإنسان لكيما يَستَعِيد للإنسان إنسانيته. فالإنسانية التي يرتبط بها وُجود البشر، أمرٌ غالٍ جدًا. وفي كل عيد ميلاد نتذكر هذه الأمور الثلاثة التي سنتحدث عنها إليكم.الأمر الأول أن الإنسانية تتحقَّق بأن يعيش الإنسان الحب. فعندما يمارس هذا الحب ويعيشه ويُقدِّمه، يكون هذا الحب وسيلة تتحقق بها إنسانيته. أريد أن أذكر لكم المشهد الذي نحبه وهو الرعاة الذين كانوا يسهرون في البادِيَة، وكانوا يعيشون في حياة بسيطة رقيقة الحال. لكنهم كانوا يعيشون هذا الحب، حب القطعان وحب البشر. حتى أن الله استأمنهم أن يكونوا أول مَن استقبل خبر الميلاد. ويظهر الملاك ويهنئهم «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ» (لوقا2: 10). هؤلاء الرعاة عاشوا بالحب وقدموه. وعندما رأوا رسالة الملاك اسرعوا إلى بيت لحم حيث المذود. وفرحوا بالصبي المولود في المذود، وعبَّروا عن محبتهم الشديدة بهذه الزيارة. وكان هذا درسًا لنا في الإحساس بالحب وان يعيش الإنسان هذا الحب على الدوام.العطية الثانية هي نراها في زيارة المجوس. المجوس غرباء قَدِموا من الشرق وأتوا خصِّيصًا. كانوا عُلماء وكانوا يبحثون في النجوم. وعندما وَجَدُوا النجم المُميَّز في السماء، عرفوا انه إعلان عن ميلاد رب الحقيقة. هؤلاء تمتَّعوا بالخير. بمعنى أن هؤلاء المجوس كانوا جادّين. وفي إصرار بالغ عرفوا مكان ميلاد المسيح بإرشاد النجم وقدَّموا خيرًا. فجاءوا من الشرق ووصلوا إلى المذود، وقَبْلها تَقابَلوا مع الملك وقَدَّموا هداياهم. وكان هذا أمرًا انهم يريدون أن يتمتَّعوا بالخير ويعملوا خيرًا. لقد صنعوا خيرًا عندما أتوا، وعندما زاروا الصبي، وعندما قدَّموا هداياهم الذهب واللبان والمُر. ولكن في نفس هذا المشهد، مشهد أن يعمل الإنسان خيرًا، نتذكر أهل بيت لحم وأهل المذود الذين استضافوا هذه المرأة الفقيرة، أمنا العذراء مريم والقديس يوسف النجار. وكانت حُبلىَ وتريد أن تضع ابنها. ولم يكن هناك مكان في أورُشليم المدينة الكبيرة ولا مكان في القرية الصغيرة إلا في هذا المزود. هؤلاء صنعوا خيرًا. ولذلك العطية الثانية أن نتعلم كيف نصنع خيرًا على الدوام. هذه العطية الثانية التي نُقدمها هي أن تصنع خيرًا. كما نقول عن الله: "فلنشكر صانع الخيرات."العطية الثالثة التي نشعر بها هي تذوق الجمال. ميلاد السيد المسيح مشهد جميل. ولكن أجمل ما فيه كان جوقة الملائكة التي ظهرت في السماء وغنت وأنشدت وقالت: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لوقا 2: 14). هذا النشيد وهذا التعبير المُفرح، كان تعبيرًا عن الجمال. فالجمال هو صفة قوية يتذوقها الإنسان الذي يعيش مع الله. الله علَّمنا الجمال في ميلاده وعلَّمنا أن نتذوق الجمال وان نُقدِّر كل شيء جميل. فالطبيعة جميلة، وما نأكله من ثمار الأرض جميل. وما نُعايِنه في الفَلَك نهارًا وليلًا هو جميل. وما نعيشه في فصول السنة امتدادًا من الشتاء إلى الربيع وإلى الصيف وإلى الخريف أيام جميلة. وأيام حياة الإنسان بصفة عامة هي أيام جميلة وعطية من الله.هذه هي الثلاث عطايا: عش الحب، وتمتَّع بالخير، وتذوق الجمال. هذه العطايا الثلاث هي التي نُعايِنها في قصة الميلاد. الميلاد بداية جديدة. الميلاد فرحة جديدة. والميلاد رسالة جديدة لكل إنسان يبدأ بها عامًا جديدًا يمجد فيه الله.أنا أهنئكم جميعًا بهذه الأيام السعيدة. وأهنئكم بالميلاد المجيد. واُقدِّم كل محبة وكل تحية لكل أحبائنا في كل مكان في العالم. أُرسل لكم هذه الرسالة من أرض مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنيسة الأم التي ترسل المحبة من كل الآباء في المجمع المقدس وكل الآباء في كل الكنائس القبطية هنا على أرض مصر. وأيضًا أُرسل لكم تحيات التاريخ الطويل التي نعيشها، وتمتد إلى كل كنائسنا في كل مكان في العالم. ربنا يكون معكم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 ديسمبر 2020

أربع رسائل من شهر كيهك تأخذهم ليكونوا مبادئ للعام الجديد ولحياتك

ونحن بنحتفل بهذا الشهر الذي نقدم فيه تسبيح وصلاة لأمنا العذارا ومتبقي أيام على نهاية هذا العام كشباب وشابات ونحن نعيش جمال كنيستنا في طقسها وتراثها أضع أمامك أربع رسائل من شهر كيهك تأخذهم ليكونوا مبادئ للعام الجديد ولحياتك وهم من الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير وهذا الإصحاح يقرأ على أربعة آحاد: ١- الأحد الأول: بشارة الملاك لزكريا الكاهن :- وهو في أوله وعد لزكريا وآخره تحقيق الوعد بولادة أعظم مواليد النساء “يوحنا المعمدان” وحياة البشرية ابتدأت بوعد في جنة عدن وانتهت بتحقيق هذا الوعد بتجسد وصلب السيد المسيح.والأربعة رسائل نأخذهم من الأربعة آحاد. رسالة لزكريا الكاهن وممكن كل واحد يضع اسمه بدل اسم زكريا وهو ظهر له الملاك واضطرب زكريا وقال له الملاك “لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ” (لو ١ : ١٣) وهي رسالة اطمئنان وتحقيق.هذه الرسالة لكل واحد، ضع اسمك بدل من زكريا وكل صلاة تصليها ثق أن لها استجابة وأن أذن الله تسمعها.فزكريا وأليصابات كانوا بلا أولاد رغم أنهم كانوا بارين فكيف هذا ؟! يأتي الملاك ويقول “لاتخف لأن طلبتك قد سمعت”. كل صلاة لها وقت للاستجابة كل شاب وكل شابه يثق أن كل صلاة مهما كانت صغيرة أو ضعيفة لها استجابة وفي اليوم المعين يفرحك الله. ضع هذا أمامك طوال السنة الجديدة واعرف أن في الوقت المعين يعطيك الله سؤل قلبك. ٢- الأحد الثاني: بشارة الملاك للعذراء:- يأتي الملاك ويقول رسالة للعذراء رغم أنها بنت صغيرة وفقيرة ولكن الملاك يقول “”لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.” (لو ١ : ٣٠) هذه رسالة سلام ونوال النعمة، الرسالة السابقة رسالة اطمئنان وهذه رسالة سلام كل واحد له نعمة عن الله ولكن الشاطر هو من يشكر فيزيد الله له هذه النعم وكلنا نعيش مع والدينا وفي الكنيسة ترعانا وفي كليات وسوف نكبر ونتخرج ويكون لنا دور كل هذه نعم أعطاها الله لنا وما أجمل السلوك النقي كشباب وشابات في سلوكياتنا النقية نجد نعم من عند الله. العالم مضطرب من حولنا ولكن نجد رسالة سلام “لاتخافي يامريم” الله يعطينا نعم كثيرة “الصحة – الأسرة المستورة – النجاح – الصداقة” المشكلة أن الإنسان يشعر بالنعمة وهذه رسالة سلام لكل شخص فينا أشكر كل حين وستجد نعم الله تنسكب عليك وكن إنسانًا راضيًا ومتواضعًا وستجد نعم الله تنسكب عليك هذا الكلام اختبار روحي معاش تعيشه. وأمنا العذراء عاشت هذا “سلام لك لا تخافي يامريم لأنك وجدت نعمة”. ٣- الأحد الثالث: لقاء أمنا العذراء مع أليصابات :- هذا اللقاء هو بمثابة لقاء بين العهدين القديم والجديد فالعذراء مريم تمثل العهد الجديد وأليصابات تمثل العهد القديم وتقول أمنا العذراء خلال اللقاء “تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي” (لو ١ : ٤٧) وهذه رسالة تسبيح ورسالة فرح بالخلاص قلبك يسبح ويصلي اسم ربنا في حياتك.الله خلقك ووضعك في ظروف معينة ويقول “عيني عليك من أول السنة لآخرها” فالله هو الأول في حياتي وكل نبضة في قلبك هي صلاة مرفوعة.يجب أن تكون صلاتك من قلبك. وتخيل لو لم تكن قبل مجئ المسيح فكم يكون احساسك بالضعف. بولس الرسول يعلمنا ويقول”أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.” (في ٤ : ١٣) والإنسان بدون مسيح ضعيف احساسك إنه صلب لأجلك يجعلك تصلي كل ساعة. ٤- الأحد الرابع: “مجئ يوحنا المعمدان”:- في الجزء الأخير نقرأ “نَعْبُدُهُ، بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.” (لو ١ : ٧٤ – ٧٥) تذوقوا معي هذه الكلمات ممكن تكون في مكان ما وفكرك في مكان آخر، فكيف تسمي هذه صلاة ؟!. لذا يجب أن يكون قلبك مقدس وأنت اليوم شاب صغير ثم بعد ذلك تعمل أو تتزوج أو تتكرس هذا هو جميع أيام حياتنا وعندما نرى أحدًا بقداسة وبر نتعلم ونعيش مثله. أربعة رسائل نضعهم أمامنا : ١- رسالة اطمئنان و استجابة صلاة. ٢- رسالة سلام ونوال النعمة ٣ – رسالة عهد أمام الله تكون حياتي تسبيح وفرح بالخلاص ٤- نعبده بقداسة وبر رسالة تقديس وسلوك بحياة بارة. نحتاج أن يكون لدينا فكر جديد وجميعنا نصلي مزمور التوبة “قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله”.المسيح يبارك حياتكم ودراستكم. ويشترك معنا الآباء الأحباء ونختم هذه السنة ونقول له “يارب أعطنا أن نبدأ العام الجديد بنقاوة”.ولإلهنا المجد الدائم آمين. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل