المقالات

17 سبتمبر 2021

خمسة علامات متواجدة مع الشهداء

أريد أن أتكلم معكم اليوم عن خمسة علامات متواجدة مع الشهداء …ليست فقط في العصور القديمة بل في العصور الحديثة أيضا ولماذا خمسة …كأصابع اليد والرقم نفسه يعبر عن القوة 1- فرحين بالمسيح :- لم يكن خارجيا بل داخليا كان في قلوبهم لذلك لا يمكن أن تجد أحد ذاهب لنوال الأستشهاد غير مبتهج سأقص لكم حكاية ” في صعيد مصر كان هناك شماس يسمى تيموثاوس متزوج منذ ثلاثة أسابيع عروسته أسمها موره. وتم القبض عليه بتهمة إيمانه المسيحي وعندما سألوه عن عمله قال أنه شماس في الكنيسة يحرس كتب الصلوات. فطلبوا منه تسليم الكتب لحرقها فرفض قائلا لا أحد يسلم أولاده وكانت الكتب مخطوطات في هذا الوقت وعندما علموا أنه متزوج حديثا ذهبوا ليضغطوا على عروسته موره وعندما طلبوا منها تسليم الكتب ردت كزوجها لا أحد يسلم أولاده . وهنا عندما رأوا أنه ليس فائدة قرروا أن يأخذوهم للأستشهاد، فطلبت موره أن يدعوها تلبس فستان زفافها ونالا الأستشهاد موره وعروسته وهما في شهر العسل. ولم نسمع للحظة أنهم كانوا مكتئبين أو متضايقيين …قمة الأبتهاج. أول علامة لهم أن قلوبهم فرحة بالمسيح لذا عند مقابلتهم للأستشهاد يقابلوه قائلين “لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح” . لذلك أيها الأحباء شئ مهم جد أن تعيش فرحا. هذا هو المسيح ما يسعدنا وجود المسيح في داخلنا. فالقديس داود يقول جعلت الرب أمامي في كل حين فلا أتزعزع لذا بداية كل قصص شهدائنا هي الفرح بالمسيح القائم هو سبب فرحك لذا كنيستنا مليئة بالصلوات والمدائح لكي نبقى مرتبطين بشخص المسيح الذي هو سبب الفرح الوحيد 2- العلامة الثانية : إرتباطهم الدائم بالكنيسة:- ليس بالمبني بل بالحياة الكنسية تعيش داخلهم. أشارككم بترنيمة “كنسيتي كنسيتي هي بيتي….هي أمي هي سر فرح حياتي” مرتبطين بالكنيسة ليس كمبني بل كحياة. القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جدا ” عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يقتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء” إرتباطهم بالكنيسة هو إرتباطهم بعضويتهم في جسد المسيح الكنيسة ليست مكان لكن إرتباط بالحياة الكنسية…إرتباط بالأسرار بالأعتراف بالتناول إرتباط بالتعليم بالخدمة . أنتم تعلمون جيدا الفرق بين كلمة “organ ” و كلمة “member” كلاهما عضو بالعربية لكن organ تعني عضو حي الجسد يحتاجه ومن دونه يكون ناقص. لكن member هي العضوية الرمزية كعضو في مؤسسة نادي …إلخ نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد لهذا الشهداء صغار أم كبار اعضاء في جسد المسيح أغنياء فقراء تعليمهم عالي جدا أو محدود هم أعضاء في جسد المسيح . لذلك إرتباط الشهداء بالكنيسة يفوق الوصف حتى لو البلد التي أعيش بها ليست بها كنيسة . فمن يعيش في هذه البلاد يصلي من أجبيته والأبصلمودية يعيش بالفكر الكنسي يصوم ويقدم مطانياته أحكي لكم قصة أسقف شهيد عمره 86 سنة ..القديس بوليكاربوس وإسمه يعني عديد الثمر . تم القبض عليه في عمر ال86 عاما وجاءوا به لساحة الأستشهاد لينكر المسيح وعندما رفض أرهبوه أنهم سيطلقوا عليه الوحوش فقال عبارة خالدة في التاريخ ( 86 سنة أخدمه ولم يصنع بي شرا فكيف لي ان أنكره الآن) فأطلقوا الوحوش عليه. في ظرف دقائق كانت قد إلتهمته الوحوش الجائعة فأسرع المؤمنين بمناديل ليأخذوا من دمه وما تبقى من جسده لتكون ذخائر غالية وسيرته تعيش الى اليوم لكن من قتلوه وإستشهد على يديهم لا أحد يعرفهم …ككتب السياسة صاروا في مزبلة التاريخ لذلك لا تهمل عضويتك في الكنيسة وأنت تربي أولادك فهي تبني مستقبل وشكل الأنسان 3- العلامة الثالثة: التعزية الدائمة بكلمات الأنجيل :- في ناموسه يلهج نهارا وليلا . في بعض الأحيان يخطئ الأنسان ويكون عنده قراءة بعض الأمور أهم من الأنجيل ..برغم كلمات الله التي تقول فقط عيشوا كما يحق لأنجيل المسيح. كانوا يرددوا الآيات ويحفظوها ويعملوا بها في مواجهة مواقف الحياة الحياة مع المسيح فعل وعمل ( لي أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا ، الذين في المسيح يسوع يضطهدون، إني أحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ) هذه كلها وعود الكتاب. الوعود الكتابية حاضرة في ذهنهم ربي أولادك على مسامعهم آيات الأنجيل أحرسوا اولادكم بكلمة الأنجيل فهي برج حصين وكلما تقرأ الأنجيل سيزداد فرحك لأنه البشارة المفرحة 4- خدمة الناس :- أول حكاية :ولد يعمل بالنقاشة في أحدى البلدان المجاورة لمصر خريج جامعي. وكان يعمل في شغل يستغرق 20 يوما فجاء صاحب العمل في اليوم 18 أفتعل شجار معه لكي لا يعطيه أجرته وطرده لكن بعد ساعتين رجع له هذا الشاب المسيحي وقال له أنت طردتني ولن تعطيني الأجرة لكن قد اتفقت معك أني سأنهي عملي فاتركني هذين اليومين لأتمم إتفاقي معك لقد تعودت ما أقوله بلساني هو ما أفعله. فأندهش صاحب البيت وظن أنه يدبر له مكيدة لكن بعد أنتهاء اليومين وإستكمال العمل المتفق عليه إستعجب من امانته وإخلاصه …لقد تعلمت منك درسا أريدك ان تاني وتتولى كل أعمالي …شهادة للمسيح القصة الثانية : وقف المضطهد وأمامه من كان في طريقه الى الأستشهاد فليمون وأثناء تعذيبه له بالسياط جاء طرفه في عينه مما أدى الى قلع عينه فقال له فيلمون عند موتي خذ من تراب جسدي وضعه على عينك ستشفى وقد كان. وآمن بالمسيح ذلك الضابط الوثني الشهداء كانوا يخدمون حتى من كان يضطهدهم ولم يتخلى عندهم أو يسبب لهم ضرر . فمثلا عند إستشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء كان الشعب هائج امام الكنيسة فقال لمضطهديه إن قطعتم رأسي أمامهم سيهيج عليكم الشعب ..أريد أن أحفظ سلامة شعبي فخرج من باب خلفي ليحفظ سلامتهم.أنظروا الي أهالي شهدائنا اليوم كيف يسامحون 5- يعيش في سلام ومحبة:- لا يسببوا تعب لأحد كالقديسة دميانةوالعذارى. لهذا طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. حتى في إستشهادهم صنعوا سلام. كشهداء ليبيا من كرزوا حول العالم بسلامهم. أخيرا أيها الأخوة إفرحوا بالمسيح إكملوابالكنيسة تعزوا بالأنجيل أهتموا إهتماما واحدا بالخدمة عيشوا بالسلام. وإله المحبة والسلام سيكون معكم. هذه آخر آيه في رسالة القديس بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس. هذه الخماسية هي خماسية حياة الشهداء الذي نحتفل بهم يوم الأثنين القادم 1 توت. في مصر خلال المجمع المقدس أصبح هناك عيد للشهداء المعاصرين هو 15 فبراير من كل سنة يتوافق مع عيد دخول المسيح الهيكل لأنهم دخلوا الهيكل السماوي ربنا يبارك الجميع لألهنا المجد الدائم آمين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 ديسمبر 2019

تدريب روحي لعام 2020م

بمناسبة استعدادنا للعام الجديد 2020م، أحب أن يكون تأمل هذه الليلة في مزمور رقم رقم 18 وهو مزمور طويل (50 آية)، وقد صلي به داود النبي بعد أن أنقذه الله من أعدائه ومن يد شاول الملك. المزمور به تسبيح وعبارات جميلة ومعانٍ جميلة تصلح لنا جميعًا كأفراد أو مجموعات سواء الكنيسة أو الأسرة، ويصلح أن يكون تدريب روحي نبتدئ به السنة الجديدة.وسنتأمل فقط في الكلمة الأولى «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي»... أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي.. ونحن نستعد لاستقبال عام جديد يجب أن يكون لنا خطة ويجب أن يكون لنا رؤية لهذا العام الجديد، فلتكن لنا هذه الكلمة شعارًا لنا «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي». ولكن ماذا تعني أحبك يا رب أو ما يقصده داود النبي؟ «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي» لها خمسة أبعاد تشرحها، وكما ذكرت في مرات سابقة أن رقم خمسة يُعبّر عن القوة (مثل أصابع اليد). «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي» اختصر فبها المرنم خمس كلمات في كلمة واحدة، ووضعها أمامنا لكي يمكن أن تكون تأملنا أو يمكن أن نسميه خريطة طريق للعام الجديد.المعنى الأول: الشكر أول معنى لكلمة أُحِبُّكَ «أنني أشكرك» أشكرك يا رب.. العام الماضي بأيامه بما فيها أمور حلوة وأمور مُرّة عبر، ومثلما نصلي صلاة الشكر «نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال»، ومثلما تعلمنا كنيستنا أن بداية صلواتنا دائمًا هي بالشكر، وبداية يومنا هي بالشكر، ونشكر الله على عطاياه السبعة الكبيرة التي يعطيها لنا (سترتنا، وأعنتنا، وحفظتنا، وقبلتنا إليك، وأشفقت علينا، وعضدتنا، وأتيت بنا إلى هذه الساعة)، هذه العطايا التي يمنحها الله لنا جميعًا. أنا يا رب أحبــــــــــك.. هذا الحــــــــــب يبـــــــدأ دائمًا بالشكر، أشكرك على كل ما صنعته معي في العام الماضي، أشكرك على كل ما فعلته وقدمته سواء على المستوى الشخصي أو المستــــوى الجماعي، أشكرك يا رب على أمور كثيرة في حياة الإنسان دبرتها ورتّبها، ويقف الإنسان أمام الله قائلًا له: ماذا أقول يا رب أمام حسناتك الكثيرة وعطاياك الجليلة في كل صباح؟ويعلمنا الآباء أنه ليست موهبة بلا زيادة إلا التي بلا شكر، يشكر الإنسان على كل شيء، حتى على الألم والتعب وأحيانًا على الخسارة. أحيانًا يتذمر الإنسان على حياته، فقد كان يأمل أن يتحقق شيء ولم يتحقق.. وتذمُّر الإنسان يتعبه وينسيه الشكر.. يمكن أن تشكر على كل صغيرة وكبيرة، على الصحة، على الخير الذي بين يديك كثر أم قلّ، على صداقاتك ومعارفك، بل وعلى الفخاخ التي نجاك منها، على عطايا الأكل والحماية والملبس والهواء الذي نستنشقه. لو جلس الإنسان لكي ما يعدد عطايا الله له لن يحصرها أبدًا.المعنى الثانـــــــي: التوبــــــــة أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي... يعني أنني أتوب إليك.. في العام الماضي يمكن أن يكون الإنسان قد صنع بعض الأمور الخاطئة أو انجرف إلى بعض الضعفات أو بعض السهوات أو بعض الخطايا أو بعض التقصيرات، خطايا صنعها بمعرفة وخطايا صنعها بغير معرفة، خطايا خفية وخطايا ظاهرة، خطايا بإرادة وخطايا من غير إرادة. لذلك مع بداية عام جديد، جيد جدًا أن الإنسان يقدم توبة: «أتوب إليك يا رب، توّبني، أنا أحبك وأعرف إنك لا تحب الخطية لكنك تحبني حتى عندما أكون خاطئًا، لا تحب خطيتي ولا تريدها ولكنك تحب الإنسان حتى وإن كان خاطئًا، تحبه كإنسان». هل لك جلسة اعتراف وجلسة توبة حقيقية؟ هل تقدر في نهاية السنة أن تفرغ قلبك؟ هل تظنون أنه يمكننا أن نضع في كوب شيئًا صالحًا للشرب وآخر غير صالح للشرب في نفس الوقت؟ لا يمكن..! هل عزمت على التوبة وأن تنقي قلبك؟ أن تبدأ السنة الجديدة بقلب سليم؟ فكّر كيف تسكّن ضعفاتك وكيف تنقي قلبك، لأنه بدون نقاوة القلب لن يعاين أحد الله. لذلك تضع الكنيسة مزمور التوبة في بداية الصلاة هو تعبيرًا عن هذا البُعد في حب الله. مزمور التوبة مزمور فردي (أرحمني يا الله كعظيم رحمتك...)، ونقول في نهاية كل ساعة بالأجبية «ارحمنا يا الله ثم ارحمنا» بصيغة جماعية... التوبة الجماعية مجموع توبة الأفراد.. هل تطبق عبارات المزمور الخمسين على نفسك؟ هذه المزامير أو قطع الصلوات بصفة عامة هي مقاييس نقيس عليها أنفسنا، فترى أين أنت من مزمور التوبة، أين أنت من كلماته وعباراته ومشاعره ودموعه. أحبك يا ربي يا قوتي، أنت هو توبتي، وأنت الذي تساعدني على هذه التوبة.المعنى الثالث: الوعـــــد أعدك يا رب.. فرصة قوية جدًا مع بداية العام الجديد لكي تَعِد الله بتعهدات فمك لكي ما يباركك. كنت مقصرًا في الإنجيل، في الصلوات، في الأصوام، في الحياة الروحية بصفة عامة، في الاعتراف، في النسكيات، في ممارسة الأسرار... فما رأيك أن تقدم وعودًا لله من اليوم؟ قدم وعدًا بقلبك، قل: أعدك يا رب ولكني أريد منك أن تقويني. بماذا يا تُرى ستعد ربنا في نهاية السنة وأنت تستقبل عامًا جديدًا؟.. وعود تخص حياتك الروحية، حياتك الاجتماعية... ممكن أن تتصالح مع من تخاصمهم، ممكن أن تعد الله أنك تُحسّن طريقة تربية أولادك وبناتك. أحيانًا الآباء والأمهات تربيتهم يكون بها شىء خاطىء، ها توعد ربنا بإيه؟ ربنا منتظر وعدك، منتظر تعهدات فمك، وهذه التعهدات هي تعهدات قلبية. لا أريد فقط أن تقدم لله وعود، ولكني أريد أيضًا أن تقدم لإلهك أحلامًا واشتياقات، أحلام في الدراسة في الخدمة في العمل، أحلام في الحياة بصفة عامة... الأحلام تعني أن أن الإنسان حيّ، فالإنسان الميت لا يحلم. وعودك وتعهدات قلبك وأحلامك واشتياقاتك تأتي بها جميعها وتضعها أمام الله.المعنى الرابـــــــع: الصــــــــلاةالصـــــــــلاة هي العمــــــــل الأسمى الذي يمكــــــن أن يمارســـــــــه الإنســـــــــان على الأرض، هو بمثابة خيـــــط رفيع يربطك وأنت على الأرض بالله في السماء. وأقصد هنا الصلاة التي تنبع من القلب، لا من اللسان فقط، الصلاة التي هي لقاء شخصي بينك وبين المسيح، وتتشفع في الصلاة بقديسين يكونون شهودًا على هذه الصلاة، صلاة حقيقية من قلبك، تعبّر فيها عن حبك وشكرك وتوبتك وعن اشتياقاتك، وتعبر فيها عن طلبك واحتياجك ليد الله القوية أن تعمل معك. عمل الصلاة قوي، فطلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها، ولنا في التاريخ قصة جبل المقطم كمثال لهذا. اجعل صلواتك مرفوعة ولا تنشغل بالأمور المادية والاقتصادية والكلام الكثير والأحداث، وناس تتحدث عن كل شيء إلا الأبدية!المعنى الخامس والأخير: أخدمـــــــك أحبك يا رب لا حبًا نظريًا، ولكن أعبّر عنه عمليًا بخدمة المحتاج، المريض، الجائع، العطشان، المحبوس، المأسور، اليتيم، وخدمة أصحاب الاحتياجات الخاصة، والخدمة بكل اتساعها. فأنت لا تخدم أحدًا من الناس ولكنك تخدم الله في عيون ونفوس وفي أشخاص هؤلاء. والخدمة يا أحبائي يجب أن تكون لكل أحد بدون استثناء لأنك تخدم الله في أشخاص الناس، ويكون لديك روح الخدمة والعمل، فمن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فتلك خطية.نصلي كل يوم صباحًا جزءًا من الاصحاح الرابع من رسالة أفسس ونقول عبارات جميلة: «اسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتهم إليها...»، فأنت دُعيت لكي ما تخدم، بكل صور الخدمة. من القصص اللي تعجبني كثيرًا قصة في القرن الثالث أو الرابع الميلادي، حبنما كان الجنود متجهين جنوبًا وعسكروا عند إسنا، فخرج أهل إسنا الكرام وأطعموهم وأكرموهم، فسأل جندي وثني زميله: لماذا هؤلاء الناس يفعلون هذا معنا؟ فقال له لأنهم مسيحيون. لقد خدموا بهذه الوسيلة، وكان طبق الأكل الذي قُدِّم وسيلة لجذب قلب إنسان صار فيما بعد القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة. ولهذا فإن الخدمة ليست فقط هي خدمة تعليم أو خدمة مدارس أحد، بل لها اتساعات كبيرة جدًا بأشكال كثيرة جدًا، ويمكنك أن تبتكر شكل الخدمة التي ستخدمها.الخلاصــــــــــة... ونحــــــــن نبتـــــــــدئ عامًا جديدًا (2020)، نصلـــــــــي أن يكـــــــــون عامًا سعيدًا على الجميع، وأن تنعم مصر وكل شبعها بالخير وبالفرح والسلام والمحبة. ونأخذ هذا المزمور كتدريب لكنائسنا وأسرنا، وكل بيت يمكنه أن يقرأ هذا المزمور، ويمكن أن تكبته وتضعه في مكان ظاهر، ويكون أمامك وتصلي به، وتتذكر أنه عندما وقف داود النبي وقال «أحبك يا رب يا قوتي» كان يقصد هذه الأفعال الخمسة: أشكرك، أتوب إليك، أعدك، أصلي لك، وأخيرًا أخدمك في كل مكان.وكل سنة وأنتم طيبون قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
04 يناير 2019

عيد الميلاد المجيد

عيد الميلاد المجيد نفتتح به العام الجديد ,عندما خلق الله الانسان تمتع الانسان ان يكون فى حضرة الله وتمتع ان يكون فى معيه مع الله وان يكون فى الحضرة الالهية ولكن جاءت الخطية والخطية فى ابسط معناها هى كسر الوصية الالهية لان كسر الوصية هو كسر للطاعة وايضاً كسرالوصية يجرح المشاعر, جاءت الخطية وبدأ السقوط وانفصل الانسانعن الله وطرد وعندما صار بعيداً عن المعية الالهية صار يفكر فى عبادات بعيدة تارة يفكر فى الحيوانات لكيما يعبدها وتارة يفكر فى الفلك والنجوم والبحر والجبال ليعبدها وتارة يفكر فى الاوثان ويصنعها بيديه ثم يعبدها وبعد ان ارهقته الحيل صار يفكر فى نفسه لكيما يعبد ذاته وبدأ الانسان رحلة الظلمة ,ظلمة الخطية يبتعد عن الله فى عبادات كثيرة جعلته شريداً ووحيداً وكانه يعيش فى فراغ , عاش الانسان يعبد ذاته وصارت ذاته امامه باى صورة من الصور فى شهوات ورغبات ثم ايضاً صار حاله ردياً فبدأ يتجه الى العنف لانه عاش الانانية ثم الامر الثالث انه عاش بالخوف فصار الانسان كائناً خائفاً حتى فى ساعات الفرح فصار الخوف يسكن قلبه. وصارت هذه الضعفات الثلاثة: 1- ذاته 2- الانانية 3- الخوف تشكل الكيان الانسانى واتجاسر واقول انه بدأ يفقد انسانيته وبدأ الانسان يتخلى عن الانسانية الصورة الجميلة التى ارادها الله يوم خليقته ,فقد خلقه فى اجمل صورة وعاشوا فى سعادة لا يمكن ان نصفها ولكن كل هذا فقده الانسان وجاء ميلاد السيد المسيح. ميلاد السيد المسيح قسم الزمن الى ما قبل الميلاد وما بعده, نسمى ما قبل الميلاد العهد القديم وما بعده العهد الجديد, وبدأ الله يفتش عن الانسان الضائع التائه الخائف الانانى الذى يعبد ذاته وبدأ الله يضع امامه علاجات هذه الضعفات الثلاث وهذه العلاجات تمثلت فى انشودة الملائكة ” المجد لله فى الأعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة” وهى انشودة فرح تقدم العلاج لضعفات الانسان الذى تغرب عن خالقه:- 1- المجد لله فى العالى …. أنت ايها الانسان خلقت لكيما تقدم مجداً وتسبيحاً ولكن عندما رأى الانسان ذاته ونفسه اتجه الى عبادة الذات وشهواته ورغباته حتى قال بعض الفلاسفة ان الانسان بئر من الرغبات التى لا تشبع, فصار الانسان يضخم عقله واختراعاته وكانه يقول لا حاجة لى الى الله وصار الانسان كبيراً فى عينى نفسه وسقط فى بئر الكبرياء وتناسى الله كثيراً وحلت به النظرة الترابية الارضية فقط ولم يعد يقدم تمجيد لله .. التمجيد يبين ان الانسان قريب من الله ,فالتمجيد يبين ان فى قلب الانسان مخافة الله كما هو مكتوب رأس الحكمة مخافة الله , عندما تسكن الحكمة فى قلب الانسان يستطيع ان يمجد الله ويشعر بالحضرة الالهية فى كل عمل يعمله ويستطيع ان يستعد انسانيته. “جعلت الرب امامى فى كل حين لانه عن يمينى فلا اتزعزع ” كما يقول داود النبى, الانسان الخائف الله هو الذى يكون مواطنا صالحاً فى اى مجتمع , يكون انسان اميناً فى كل ما اوتمن عليه.قدموا مجداً لله وانظروا الى السماء دائماَ … 2- على الارض السلام … انانية الانسان جعلته يتجه الى القسوة والقمع والظلم نسمع عن الالام الكثيرة فى بلادان كثيرة فانانية الانسان تعميه على ان يرى الآخر , فتحولت الانانية الى صراع وحروب وقتال وارهاب , والعلاج ان يكون الانسان صانع سلام ولا يستطيع ان يصنع سلام ما لم يمتلئ قلبه اولا من مخافة الله كما هو مكتوب “طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون”, فالذى يصنع سلاما هو ممدوح من الله والذى يصنع سلاماً فى كل مجتمع وكل مسئولية هو الذى يدعى ابناً لله والله يحبه كثيراً. 3- بالناس المسرة … صار الانسان خائفاً وخوفه يلاحقه فى كل مرحلة من مراحل حياته والسبيل فى الناس المسرة .. الفرح فيجب ان يكون الانسان مفرحاً أينما حل , فاذا عاش الانسان ايضاً بمخافة فقدم تمجيداً لله وصنع سلاماً بين البشر فيستطيع ان يقتنى عطية الفرح المجيدة التى لا توصف , ويكون سبب فرح ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله. قصة الميلاد ليست قصة تاريخية أو مجرد حدث زمانى أنما هى رسالة انسانية لكل أحد, ايها الانسان الذى ابتعد عن الله والذى تاهه فى دوامات الحياة الكثيرة والذى فى اوقات كثيرة يفقد انسانيته ويتناسى وجوده ..أيها الانسان ان اردت ان تكون حسب مشئية الله فأطلب ان تسكن المخافة فى قلبك لانها بداية طريق الحكمة .. قدم تمجيدا لله على الدوام .. اصنع السلام فى كل مكان فى داخلك فى قلبك فلا تترك الخطية تتملك فى قلبك .. لتنال فرحاً على الارض هنا ويمتد بك الى الحياة الابدية… قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
23 مارس 2019

اليوم السادس من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير

حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدًّا. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ.َفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ» والمجد لله دائمًا. نعمة الله الاب تكون مع جميعنا آمين. زي ما تعودنا في اجتماعات الصوم المقدس الصوم الكبير ان احنا بناخد يوم من أيام الأسابيع وبنجعله هو مسار او مجال التأمل وبنخلي فيه الأسلوب اللي ابتدينا فيه من ست سنين ان انجيل القداس في أيام الصوم بيطرح علينا سؤال قد يكون السؤال بصيغة مباشرة وقد يكون بصيغه تلميح وقد تكون فقرة الانجيل اجابه على هذا السؤال احنا السنه دي السنه رقم سته اخدنا اليوم السادس اللي هو السبت بدأنا يوم الاثنين والنهاردة التأمل بتاعنا والجزء اللي قرأته في انجيل معلمنا متى الاصحاح 18 هو انجيل يوم السبت اللي جاي او سبت الأسبوع الثالث للصوم والسؤال المطروح علينا هو سؤال واضح جداً سألة واحد من التلاميذ وسأله للمسيح مباشرة ووجد إجابة ووجد شرحاً وتفسيراً مش اجابه وبس ومثل واستنتاج نهائي للإجابة على السؤال وده من اصحاح 18 وفى ايه 18″ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ” اللي بيتكلم عن سر الكهنوت اللي أتكلم فيه قبل كده في متى 16 بطرس الرسول، والسؤال بسيط بحسب الفكر اليهودي ” يارب كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له؟! الفكر اليهودي كان بيقول ان المسامحة 3 مرات فقط 3 مرات في العمر اما اجابه المسيح كانت غير متوقعه ولكنها اجابه تكشف حياة المسيحية فأجاب اجابه جميلة “لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. “ودي مش للعمر دي لكل يوم يعنى 490 مرة في اليوم لكن إجابة مذهله لان هذا يكشف طبيعة المسيحية طبيعة المسيحية كده وده جعل المسيح يروح على طول مجاوب ويبدأ يقوله لذلك يشبه ملكوت السموات ارجوك لازم تأخذ بالك من السؤال للأجابة لما بطرس سأل سؤال المسيح أجاب أجابه وبعد كدة ربط الإجابة بالسماء يبقى ده سؤال حياتي للإنسان سؤال مهم، يعنى ان المسيحية ليست مجرد شعارات او كلمات المسيحية وصيه معاشه لها هدف نهائي وهو حياة السماء طيب اشمعنا 7؟ رقم 7 في الفكر اليهودي يرمز للكثرة والوفرة وابتدأ السؤال لما بيقوله كام مرة.وهنا كلمة أخي هنا ليس المقصود بها القرابة الجسدية ولكن المقصود بها القرابة الإنسانية فكل أنسان اخ لك في الإنسانية علشان كدة مش المقصود بها الاب او الام او الأخ او الأخت او الزوجة المقصود بها كل انسان دون النظر للاختلافات بين كل واحد والتانى دون النظر للغة او اللون او الجنس الاعتقاد او الدين العرق أي اختلاف؟اغفر لأخي ده أزاي فيأتي المسيح يكشف له ان الغفران لا يعرف العدد ويبدأ المسيح يقوله على مثل مهم جدا للشرح ان واحد كان عليه عشرة الاف وزنه وواحد تانى كان عليه مئة دينار الوزنة اعلى عملة والعشرة الاف وزنه يساوى حوالى 6 الاف دينار والأخر عليه 100 دينار خدوا بالكم من الفرق يعنى كدة النسبة 600:1 راح الراجل اللي عليه 10 الاف وزنه مديون بها راح لسيده قاله انا معنديش فقاله العقاب ان تباع انت ومراتك واولادك لتسدد الدين اللي عليك والراجل المديون بكل بساطة سجد لسيده موقف صعب قاله يا سيد تمهل عليا واوفيك الجميع ،قاله اديني فرصه المفاجأة والنظرة المسيحية ومايريد المسيح ان يعلمه لنا بمجرد ما قاله اعطنى فرصة تمهل عليا والإجابة كانت “فتحنن عليه فخر العبد وسجد له قائلا: يا سيد، تمهل علي فأوفيك الجميع. فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه، وترك له الدين”.هذه نسميها رحمة السيد العجيبة فعلاً حاجه عجيبة ده كل أحلامه تديله فرصه لكن انت تديلة اكتر واكتر تحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدين وعايز يقولنا ان غفران المسيح لنا هو بلا حدود أتقدم واطلب رحمته يغفر لك وبنفول كده دايما في الصلاة الربانية واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نجن أيضا للمذنبين الينا وده بيعلمنا ان كل خطية نرتكبها هي دين علينا امام الله والضمير هو افضل مراجع حسابات اللي بيأنب علشان كده دين الخطية كبير ودايما الانسان الخاطئ او الخطأة مفلسون وعاجزون عن السدادهذه الصورة اللي قدمها لنا المسيح في المثل هي بتقدم رحمة السيد العجيبة امام الانسان .وهنا أجابه السيد المسيح العشرة الاف وزنه تساوى الانسان بالعشرة الاف خطية ، لو فرضنا كده حياة الانسان عمل فيها 10000 خطية افتراضا ده معناه انه مديون للمسيح بهذا العدد الكبير ودايما الانسان الخاطئ ماذا ستصنع بها . انت نلت هذه الرحمة العظيمة ماذا ستصنع بها؟؟ الصورة الاخري يقولنا “ولما خرج ذلك العبد وجد واحدًا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينار تقابلها العشرة الاف دينار في المثل الاول فامسكه واخذ بعنقه قائلًا اوفني ما لي عليك. فخر العبد رفيقه على قدميه وطلب إليه قائلًا تمهل علي فأوفيك الجميع. فلم يرد بل مضى وألقاه في سجن حتى يوفي الدين، مراتك وعيالك والسجن ونسى نفسه رغم ان الله رحمه وهذا نسميه قسوة العبد المخالفة الأولى رحمة السيد العجيبة ، ودول اثنين أصحاب يمسكوا بقسوة واحد ويقولنا اخذا بعنقه نوع من العنف نسمى ده ايه شخص خطيته بنرمز بها بالعشرة الاف وزنة والسيد يرحم ويطلقه بعيدا واخوه اللي في نفس الموقف واقل منه بكثير كان الدين كثيرا ولكن العبد كان قاسى علي رفيقه والقسوة شر ودايما بنصلي في نص الليل ودى مأخوذة من رسالة يعقوب و ليس رحمة في الدينونة لمن لا يستعمل الرحمه وده الل بيخلينا نرتل في فترة الصوم طوبى للرحماء على المساكين ونرتلها باستمرار العبد الذى رحمه الله كثيراً ولكنه سقط في خطيه اذلال رفيقه بغطرسه وبكبرياء في حين ان المحبة اساس كل العلاقات والرحمة هي أساس كل العلاقات الإنسانية واليومية ولكن كثيراً ” مبنعرفش نقول انا سامحتك بتبقي كبيرة وممكن تكون في مشكلة ومش محتاجه غير كلمة انا سامحتك” كلمه سهله وحروفها معدودة ولكنها تحتاج الى طاقة كبيرة وتبقى الحكاية ثلاثية الله وانت والأخربتعمل ايه في الاخر ما تصنعه مع الاخر يصنعه الله معك رفقائه حزنوا جدا واتوا وقسوا على سيدهم كل ما جرى، فالسيد لما عرف ما فعله العبد فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدًا وأتوا وقصوا على سيدهم كل ما جرى فدعاه حينئذ سيده جاب هذا العبد الاولانى وقال له أيها العبد الشرير في حين الأول لم يقل له شرير له أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلى” إفما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا” . ودي الآية 33 لب القصيدة الخلاصة بتاعة اجابه السيد المسيح على السؤال. إفما كان ينبغي أنك أنت أيضًا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا. ومفيش اجابه هيقول ايه وغضب سيده وسلمه إلى المعذبين حتى يوفي كل ما كان له عليه. فهكذا أبى السماوي يفعل بكم أن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته.هنا غضب السيد ووبخ العبد على قسوته وقدملنا تحذير “احذر عدم مسامحة الاخرين وعدم الغفران للأخرين” ونفضل نحطها قدامنا في 4 أفعال رئيسيه ارضيتها المحبة اذا كنت تحب الاخر فأنت تستطيع ان تغفر له وانت تسالمه وتسامحه وأخيراً ان تنسى له وخد بالك السيد لما قال للعبد الاولانى خلاص العقاب هشيلة وترك له الدين ونسى العقاب فعندما نتقدم الى الله من اجل توبتنا وخطايانا يغفر الله لنا لأنه يحبنا ويسامحنا وينسى لنا كل هذه الضعفات ، علشان كده فترة الصوم المقدس من أجل هذه الأفعال احذر لئلا يكون عند عدم غفران وقلبك قاسى وهذا الزمن بصفه عامه صار قلبه قاسيا وزمان من 50 سنه كان قلوب الناس بها حنان عن تلك الأيام ومن كثرة الاثم تبرد محبه الانسان ويبرد الانسان يبقى قاسى وقسوة الانسان تحرمه من الملكوت وقت الصوم الكبير بكل ما فيه من ممارسات كنسية بنعملها يمكن ان نقول انه وقت لكى ما يحنن قلبك يجعل قلبك رحيماً ” تحنن سيد ذلك العبد وتمتلك القلب الرحيم ويبان في معاملاتك اليومية شيء مهم ان ما يرتكبه الاخر في حقي هو قليل جدا امام ما ارتكبه انا في حق الله يعنى كل واحد مديون امام الله كثيراً لكن تنظر الله في ذات الوقت يتحنن عليك ويتركك ولكن بشرط ان تصنع نفس الامر مع الاخرين فترة الصوم علشان نراجع نفوسنا ولا يليق فيها انك تخاصم حد وذلك لأنها للمسامحة وتمتلك هذه القوة لان الصوم يعطى قوة إدارة وبننتظر القداس وطول اليوم بنمارس أيامنا العادية هذه الإرادة استخدمها اكثر في مسامحه الاخر انتهز الفترة فترة الصوم انتبه أيها الحبيب والى كام مرة اغفر لآخى وده رقم بلا حدود الغفران المسيحي ليس له حدود وقضايا كثيرة ما نحتاج الكلمة نسامح ولكن الذي يرغب ان يكون له نصيب في السماء ان يغفر للأخر ويسامحه اعرف ان أحد نواتج الخطية ان لا تستطيع ان تغفر للأخر ولا تستطيع ان تسامحه حط سؤال النهاردة قدامك وراجع عليه نفسك احنا يوم الاحد الجاى هيبقى أحد الابن الضال يعنى في 3 أسابيع عدوا من الصوم. وفي 3 أسابيع عدوا من الصوم والصوم كله 8 أسابيع فيعنى الصوم بيجرى خد بالك اقعد ويا نفسك قابل اب اعترافك وارجع علاقتك واعرف ان تستطيع ان تسامح بنعمه المسيح الاخر ليس سبع مرات ولكن سبع سبعين ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 يناير 2020

كيف تكون إنسان ناجح في حياتك ؟

اقرأ معكم فصل من رسالة معلمنا يوحنا الحبيب الإصحاح الخامس كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟”ونحن في اجتماع شباب في هذا السن الجميل نعيش في هذا العالم المتصل ببعضه ومعنا أجهزة تصلنا بالعالم كله أحدثك عن ثلاثة أشياء :- ١- نفسك ٢- الزمان ٣- كيف تكون إنسان ناجح في حياتك ؟ الله عندما خلق الإنسان، قال له سأعطيك أشياء اميزك بها عن باقي الكائنات. – أولًا: أعطى له عقل والبشر سموه “العقل زينة”، وصار العقل زينة للإنسان وجماله، ويوجد من لديه عقل فارغ ويوجد من لديه عقل تحترمه ويبدع ويفكر به. – ثانيًا: أعطى له الحرية ورمز لها باليد وكل شئ في الحياة مصنوع بهذه الأصابع، وأعطى له اليد رمز للحرية ضع اليد مع العقل تبدع كل يوم ما هو جديد وتخيل أنه أعطانا الشجر وبعقله الإنسان صنع من الشجر أشكالًا كثيرة. – ثالثًا: أعطى له قلب خاص بالإنسان والله، وهو محطة نتقابل فيها مع الله، والله أعطانا (عقل ويد وقلب) وصرت إنسانًا متميزًا، عاقلًا، عاملًا، كائنًا روحيًا، وصارت حياتك على صورة الله ومثاله. وصرت كائنًا وأنت على الأرض نكلم الله، وفي المعمودية صرت مولودًا من السماء ومدشنًّا بالميرون مخصص أي مكرس، وابتديت تتناول، وفتح أمامك طريق الأبدية وصرت متميزًا، والله لن يتدخل في حريتك والارتباط بالكنيسة في ذهننا هو يؤكد لك أننا نسير في طريق الأبدية. ولذلك كلنا نحمل جنسيات كثيرة لكن يوجد جنسية أخرى قالها بولس الرسول في رسالة تيموثاوس، وهي أنك صرت أبن الله في الرعوية ومدعو للأبدية وحياتك لها معني . أعرف أن الله خلقك ويريدك أن تعرف أنك صرت على صورته ومثاله وهيكل لله ومستودع للمسيح، لهذا قال بولس الرسول “استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني” (في ٤ : ١٣) وصارت صورتك الجميلة وأعطاك الكنيسة التي تحميك وتحوط عليك. ٢- الزمن الذي نعيشه به تغيرات شديدة جدًا صار فيه تواصل وتقارب بين البشر بصورة لم نشاهدها من قبل وفي عام ١٩٣٦ تم اختراع التليفزيون وبعد الحرب العالمية الأولى أي بعد ٣٠ عاما اخترعوا الكمبيوتر وكان حجمه كبير وصغروه وسمي PC وبعد ٤٠ عاما الـ TV تزوج الـ PC وخلفوا الموبايل أو الجوال أو النقال أو المحمول، لكن من يوم اختراعه للأسف قلبك توقف وصار استعمالنا في هذا الجهاز الصغير أكثر من أعداد البشر وصار الإنسان يتعامل مع آلة، وليس بشر وصارت الآلة بيني وبينك، وهذا غير المقابلة وجهًا لوجه، لأن التعامل الإنساني يشعرنا ببعض ولكن الآلات بلا مشاعر، والعالم صار يعتمد علي هذا لكن بعد انفصال التليفون عن السلك صار لك عالمك ودخل الإنسان في الأنانية وبهذه الطريقة انتشر العنف والإرهاب والإلحاد، وهذا نتيجة انقطاع التواصل الإنساني وصار عالم غريب.وأصبح يوجد مرض الخوف من فقدان الموبايل وأصبح مرض رسمي مسجل طبيًا، فانتم الشباب وحياتكم وسنكم هذا، كيف نعيش في هذا الزمن؟ الإنسان أصبح يفقد إنسانيته والعالم يتغير. ٣- فماذا أفعل لكي أكون إنسان ناجح ؟ يجب أن اضع خمسة خطوط عريضة، ولكن يجب أولًا أن نضع أمام أعيننا هذه الآية”وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.” (١ يو ٥ : ٤). – أول خط عريض، كن واثقًا في إيمانك فلا يتزعزع ففي العهد القديم، الناس استهزأت بنوح، ولكن في يوم أتيذى الطوفان ولم يكن في الفلك سواه هو وأسرته، ولولا ثقته هذه ما كان يبني الفلك ولم يهتز إيمانه، ثق في إيمانك مثل نوح. – كن إنسان صاحب مبادئ لا تسير مع الموجة مثل السمك الميت، دانيال عندما أخذ للسبي، وقيل له كُل هذا الأكل يقول الكتاب “أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ” (دا ١ : ٨)، وكان صاحب مبدأ، ابني لنفسك مبادئ مثل يوسف. – كن إيجابي في علاقاتك كن شخص ايجابي، فكر صح في المجتمع، في البلد ولا تكن سلبي، أكثر مثل في الإنجيل يوجد صورة ايجابية عندما تقابل المسيح مع السامرية، كن إيجابي في رأيك وفي تعبيرك عن أي موضوع إذا وجدت مشكلة عبر وقل. – كن إنسان شاهد لمسيحك، أنت تحمل اسم المسيح وتكون شاهد له مثل شهداء ليبيا في بلد غريبة وتعليمهم محدود يبحثون عن لقمة عيش، وتعرضوا لهذا الموقف ولكن شهدوا لمسيحهم وكانت كرازتهم للعالم كله، كن شاهدًا بكلامك أو دراستك مثل الدكتور مجدى يعقوب يخدم آلاف الناس. – كن دائما مصلياً .. بلا صلاة تضيع وما رفعت صلاة إلا ووصلت للمسيح، وكنيستنا مليئة بالصلوات، “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.” (يع ٥: ١٦)، هذا كلام الإنجيل الصلوات تفعل أشياء كثيرة، فكن إنسانًا مصليًا، وأعرف أن الصلاة تصنع المعجزات. بالأمس زارنا الرئيس الفرنسي، وشاهد أيقونة شهداء ليبيا بالكاتدارئية، أيقونة شهداء البطرسية، وسئلنا رد فعلكم ايه؟ قولت له نصلي من أجل كل الناس. الخلاصة: ١- كن إيجابي في حياتك ناجحًا. ٢- كن إنسان واثق في إيمانك. ٣- كن إنسان صاحب مبادئ. ٤- كن إنسان إيجابي في علاقاتك. ٥- كن إنسان مصليًا لكل أحد. ربنا يحافظ عليكم، ونردد مع بعض هذه الآية مرة أخرى “وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.” (١ يو ٥ : ٤).ضعوها أمامكم، ربنا يحافظ عليكم و لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 مارس 2020

الصليب... خلاصنا

لقد مات الرب يسوع مصلوبًا، فأصبح الصليب هو أساس خلاصنا، ولم يعد فقط أداة الألم والدم والموت، ولم يعد عارًا، بل صار عنوانًا للمجد وسبيلاً للفداء وافتخارًا لكل إنسان مسيحي. ويقول يوحنا كاسيان: إن في رشم الصليب ملخص لأهم عقائدنا وإيماننا القويم، لأننا بالصليب نعترف: 1- بالثالوث الأقدس. 2- بوحدانية الله. 3- بتجسد المسيح. 4- بفداء المسيح. 5- بخطايانا لأننا كنا أبناء الشمال والظلمة. 6- بخلاصنا لأننا صرنا أبناء اليمين والنور. وبالجملة صار الصليب عنوان مجد للمسيحي حيث يقول القديس يوحنا فم الذهب: "إن إشارة الصليب التي كانت قبلاً فزعًا لكل الناس، الآن يعشقها ويتبارى في اقتنائها كل واحد، حتى صارت في كل مكان بين الحكام والناس، بين الرجال والنساء، المتزوجين والبتوليين. لا يكف الناس عن رسمها ونفشها واستخدامها وقت الطعام، ووقت السفر، في الكنائس، وفي المنازل، في الليل والنهار، في الأفراح وفي الأحزان.. إنها عطية لا يُعبَّر عنها". وإن كنا نرى الصليب في كل الأسفار المقدسة، وفي كتابات الآباء، وفي حياتهم وملابسهم، فإن واحدًا من الأنبياء –هو داود النبي– وقبل المسيح بألف عام، قد سجل مزامير كثيرة عن الصليب والآلام، ولكنه أيضًا رسم مفاعيل الصليب بالكلمات التي كتبها في (المزمور 103: 10-12) حيث قال: (1) لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا (ع 10)، وهذه هي فلسفة عمل الصليب وخلاص المسيح لنا. (2) لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه (ع 11)، وهذه هي العارضة الرأسية في الصليب: الرحمة. (3) كبعد المشرق من المغرب، أبعد عنا معاصينا (ع 12)، وهذه هي العارضة الأفقية في الصليب: الغفران. وهذا المزمور -103- يمثل تمجيدًا لعمل الصليب والخلاص في حياة الإنسان ولذلك يبدأ بالشكر والحمد «باركي يا نفسي الرب. وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته: 1- الذي يغفر جميع ذنوبك. 2- الذي يشفي كل أمراضك. 3- الذي يفدي من الحفرة حياتك. 4- الذي يكللك بالرحمة والرأفة. 5- الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك.» ويعبّر عن ذلك القديس غريغوريوس اللاهوتي في ليتورجيا القداس حيث يقول: "المسيح يخلصنا أي يغفر خطايانا، وينقذ حياتنا من الفساد، ويكلِّلنا بالمراحم والرأفات.. فالمسيح هو الذي سعى في طلب الضال، وتعب مع الذي سقط، وكنور حقيقي أشرق للضالين وغير العارفين، ووضع ذاته آخذًا شكل العبد، وبارك طبيعتنا فيه، وأكمل الناموس عنّا، وأزال لعنته، وهو الذي أبطل الخطية بجسده.. وأظهر لنا تدبير تعطفه..." والقديس بولس الرسول الفيلسوف واللاهوتي الأول في فهم المسيحية، بعد أن عاش زمانًا بعيدًا عن المسيح بل ومضطهدًا له، وفي رؤيا طريق دمشق تغير كل شيء فيه، وصار الصليب هو نقطة الانطلاق في فكره اللاهوتي، فيعترف بأن في الصليب الحكمة الحقيقية ولا يريد أن يعرف إلّا يسوع مصلوبًا ويفتخر قائلاً «الذي به قد صُلِب العالم لي وأنا للعالم..» (غلاطية 6: 14)هذا هو الصليب الذي نحتفل به ثلاث مرات سنويًا: في 10 برمهات (19 مارس)، وفي 17 توت (27 سبتمبر)، والمرة الثالثة بينهما يوم الجمعة العظيمة، جمعة الصلبوت، حيث أطول أيام السنة التي نقضيها في الكنيسة في صلوات وألحان وقراءات وميطانيات، متأملين في صليب خلاصنا وقد رُسِم أمام عيوننا يسوع المسيح مصلوبًا بيننا ولأجلنا (غلاطية 3: 1). قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 نوفمبر 2021

الارتباط بالكنيسة

كلمتكم فى الاسابيع الماضية عن مهابة الكنسة وكرامتها، اريد ان اتحدث فى هذا اليوم عن الارتباط بالكنيسة: ما معنى الارتباط بالكنيسة فكرة الكنيسة تظهر بوضوح فى اعتراف القديس بطرس الرسول عندما اجتمع بهم ربنا يسوع المسيح فى قيصرية فيلبس وسألهم مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟ فاجابوا اجابة واضحة فى فم القديس بطرس الرسول أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ! كانت النتيجة ان المسيح اجابه برد جميل انه عَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي وكانت هى المرة الوحيدة التى تاتى فيها كلمة كنيسة بصيغة الملكية الكنيسة بمفهوم جديد على اعتبار انها جسد المسيح او عروس المسيح وكما ذكرت فى المرات السابقة ان الكنيسة ليست مجرد مجتمع، الكنيسة هى شركة القديسين مع المسيح،والكنيسة ليست مجرد مبنى –نسمع فى القرون الاولى فى اوقات الاضطهاد واواقات الاستشهاد وقبل ان تبنى كنائس كانوا يصلون فى مقابر ومغائر وشقوق الارض وكانوا يصلون فى المزارع،فالكنيسة ليست مجرد مبنى… الكنيسة هى اعضاء جسد المسيح، والكنيسة ايضا ليست مجرد مؤسسة عادية ارضية الكنيسة تعنى الحياة فى المسيح وعلى هذا الاساس الكنيسة ليس لها حدود فى عملها لا فى الزمان ولا المكان ولا فى الكيان –كيان الانسان الكنيسة تمتد فى المكان والزمان وفى كيان الانسان- لهذا نقول على الكنيسة انها وحده، تتميز بالاتحاد الذى نسميه الشركة فى الكنيسة والكنيسة ايضا واحده بمعنى انها غير منقسمة، والمسيح يوحدها والكنيسة ايضا وحيده، بمعنى انه ليس مثيل لها يمكن ان نجد كل شئ خارج الكنيسة ولكن الكنيسة تقدم الخلاص بدم المسيح وصليبه فالكنيسة نقول عنها انها وحدة واحدة وحيدة كما نعبر فى قانون الايمان “نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية الذى يعمل فى الكنيسة هو روح الله القدوس، المسيح حجر الزاوية، والكنيسة هى التى تمدنا بنعم الاسرار بعمل الروح القدس، لهذا عندما نصلى القداس جميعا معا يقف الاب الكاهن او الاب الاسقف يقول عبيدك يارب خدام هذا اليوم، وانتبه لكلمة خدام ليس المقصود بها خدام مدارس الاحد ولكن خدام هذا اليوم، بمعنى انه كل من يوجد فى الكنيسة فى هذا الوقت الكل ويفسرهم بحسب وضيعيهم والاخر وضعفى، كل الموجودين هم خدام هذا اليوم، ولذلك من التقاليد المستقرة فى كنيستنا الا يقدر كاهن ولا اسقف ان يصلى قداس بمفرده على الاقل ثلاثة، من يمثل الخدام من يمثل الشعب والاسقف او الكاهن الذى يصلى القداس، لابد من وجود هذه الشركة ماذا تعنى عبارة الارتباط بالكنيسة نشرح هذا الارتباط ليستطيع كل واحد فينا ان يقيم معنى ارتباطه بالكنيسة، وكل ما الانسان يعرف مقدار ارتباطه الحقيقى بالكنيسة يعرف تمام المهابه والكرامة التى تعطى للكنيسة الارتباط بالكنيسة هو شكل الصليب بأربعة اطراف، يوجد ارتباط فكرى، ويوجد ارتباط روحى، ويوجد ارتباط اجتماعى، وكل هذا على اساس الارتباط الليتورجى اولا الارتباط الفكرى:- الارتباط الفكرى يعتمد اولا على الكتاب المقدس (العهدين القديم والجديد) ويعتمد ايضا على تعاليم الاباء،الاعتماد الاساسى فى الارتباط الفكرى فى الارتباط بالكنيسة انه مرتبط بالكلمة المقدسة (الكتاب المقدس والاجبية) ومرتبط بتعاليم الاباء التى يقدمها لنا المعلم قد يكون الاب الاسقف او الاب الكاهن الذى يعلمنى بحسب تعاليم الاباء وبحسب ماتسلمت الكنيسة، ويجب ان يكون التعليم مطعما من الكتاب المقدس ومن اقوال الاباء وسيرهم،هذا هو الاتباط الفكرى، عقلى وافكارى كلها كما يقول الكتاب “مستأثرين كل فكر لطاعة المسيح” هذا هو معنى ارتباطك الفكرى بالكنيسة ينمو عقلك يوم ورا يوم فى معرفة ربنا يسوع المسيح الارتباط الليتورجى او الاساسى (او ممكن تسمونه الارتباط الحياتى) الذى هو قاعدة الصليب:- نسميه الارتباط بنعم الحياة ونعم الحياة هى الاسرار وخاصة سر المعمودية وسر الافخارستيا، نعتمد ونولد من جديد بطقس المعمودية ونبدأ به حياتنا فى الكنيسة، وكما ذكرت امامكم فى مرة سابقة ان يوم المعمودية هو يوم فريد لأن الطفل فيه ينال ثلاثة اسرار هم المعمودية والميرون والافخارستيا ولكن مهم فى اول تناول له يسمع فيه عبارات الاعتراف الاخير فى القداس عندما يقول الاب الكاهن يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه، ويصير هذا اليوم هو الانطلاق الى الابدية، هذه هى محطة القيام لطريق طويل الى ان يصل هذا الانسان الى السماء، اذا كانت المعمودية هى ميلاد الحياة الجديدة فتأتى الافخارستيا هى غذاء الحياة الجديدة ويبدأ الانسان بالثبات فى المسيح ويرتبط الانسان بالكنيسة والغذاء والجسد والدم الاقدسين وهو يتقدم للتناول هذا هو الارتباط الحياتى الارتباط الروحى:- يعتمد ايضا على شيئين، هم التلمذة لأب الاعتراف ويعتمد على الصلاة وروح التوبة ارتباطك بالتلمذة لاب الاعتراف هو الرفيق فى الحياة الروحية، وارتباطك بالصلاة التى ترفعك الى روح التوبة التى تجعلك دائما حريص على نقاوة قلبك،تلمذتك لأب اعترافك هى التلمذه الروحية وليست التلمذة الشخصية، التلمذة الروحية ان اب الاعتراف هو انسان اختبر الحياة قبلى يمكن ان يرشدنى وان يرافق طريق حياتى الروحية، واب الاعتراف الحديث معه حديث روحى ليس اخبار او حكايات وجدل، ولذلك فى الاعتراف الاب يمسك الصليب فى يده ليكون الصليب بينه وبين المعترف ويكون هو الرابط او الجسر الذى يربط بين الاثنين، وأب الاعتراف يسمع ما تقوله ويصلى ثم يرشدك بحسب ماتحتمل قامتك الروحية وينمو معك قليلا قليلا وتكبر سنة عن سنة فى حياتك الروحية . الارتباط الاجتماعى:- الارتباط الاجتماعى يعنى العضوية الكنسية والخدمة الكنسية، انت عضو فى الكنيسة ولك مسؤلية، ولكن ليس الامر بالعضوية الكنسية فقط ولكن ايضا بالخدمة الكنسية، كلنا خدام ولا يوجد –او من المفترض ان لا يوجد- فى الكنيسة عضو عاطل خامل او لا يعمل، انت تعبر عن ارتباطك بعضويتك وبخدمتك ونسميه الارتباط الاجتماعى اذا يا أخوتى الارتباط بالكنيسة هو ارتباط فكرى بالانجيل وتعاليم الاباء، ثم ارتباط حياتى او ليتورجى من خلال الاسرار وعلى رأسها المعمودية والافخارستيا، ثم الارتباط الروحى بالتلمذة لأب الاعتراف وبالصلوات التى تدفعك الى التوبة، واخيرا الارتباط الاجتماعى من خلال عضويتك الكنسية ومن خلال خدمتك الكنسية بأى صورة من الصورهذه نسميها الارتباط والحياة فى الكنيسة وكما سمعتم هو ارتباط وعمل ايجابى فيه حركة هو ارتباط حى بالكنيسة وليس مجرد علاقة نظرية، وان عشت فى هؤلاء الاربعة تجد حياتك تكبر تدريجيا فى معرفة المسيح ،وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ”. توزيع الخدمة كأعضاء الجسد هناك تنوع “لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ” الكنيسة ممثلة فى الاب الاسقف والاب الكاهن والشماس والخادم والخادمة والرجال والنساء والشباب والشابات كل واحد له دور والخلاصة تكون تكميل القديسين ارجوكم تنتبهوا، كأن كل من صار عضوا فى الكنيسة صار من القديسين وهذه موجودة فى كتابات بولس الرسول كثيرا،لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ” هذا هو الارتباط بالكنيسة وبهذا اكون كلمتكم عن كرامة الكنيسة ومهابتها والارتباط بها، وكل ما عشت فى هذا الارتباط كل ما شعرت بهذه الكرامة وهذه المهابة لالهنا كل مجد وكرامة من الان والى الابد امين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
06 مارس 2020

الصوم الكبير قانون وسلوك

بدا أيام الصوم الكبير الغنية في روحياتها والممارسات الكنسية فيها، والتي تأتي مرة واحدة كل عام، نقدم فيها توبتنا الجماعية بالهدوء، والسكون، والصمت، والنُسك، والتقشُّف، وفحص النفس، وتنقية القلب، والدخول إلى الأعماق، بهدف أن يكون الإنسان "إنسان الله". وكما قال القديس مار إسحق السرياني فإن الصوم "هو تقديم كل الفضائل، وبداية المعركة، وتاج المسيحية، وجمال البتولية، وحفظ العفّة، وأبو الصلاة، ونبع الهدوء، ومعلّم السكوت، وبشير الخيرات". والكتاب المقدس يزخر باللذين صاموا قبلًا أمثال: موسى النبي (خر34: 28) – داود النبي (2صم1: 11) – أخاب الملك (1مل21: 27) – عزرا (10: 6) – نحميا (1: 3) – استير (4: 1) – دانيال (9: 3) – أهل نينوى (يون3: 5-9) – حنّة النبية (لو2: 37) – بولس الرسول (أع9:9) – بطرس الرسول (أع10:10) – الرسل (أع13: 2) – كرنيليوس (أع10: 3) – والسيد المسيح (متى 4: 2).وهذا الصوم المقدس الذي يمتد إلى 47 يومًا ويلحقه أسبوع الآلام، ولكن يسبقه وبنفس الطقس الكنسي 3 أيام صوم يونان ونينوى؛ يُعتبَر بالمعنى الرمزي خزينًا روحيًا لمسيرة الإنسان الروحية خلال العام. ولذا وضعت له الكنيسة طقوسًا وألحانًا متميزة، وصار له قانون نقرأه في إنجيل قداس الرفاع، وصار له سلوك نقرأه أيضًا في الكاثوليكون في قداس الرفاع.أولًا: قانون الصوم نقرأ عنه في (مت6:6)«أمّا أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية».والمقصود بالقانون أنه نظام الحياة أثناء الصوم، ويعتمد على خطوتين: الأولى: "ادخل إلى مخدعك"، أي إلى قلبك الداخلي الذي لا يراه إلّا الله، واجتهد في تنقية هذا القلب الذي سوف تقدمه لله عندما تقف أمامه. والثانية: "اغلق بابك"، أي أغلق فمك عن الطعام والكلام، واجتهد أن يكون حديثك مع الله أكثر وأكثر، وطعامك مثل طعام الفردوس حيث النباتات، وفترات الخلوة الصائمة بالانقطاع عددًا من الساعات كل يوم.يقول القديس باسيليوس الكبير: "الصوم الحقيقي هو ضبط اللسان، وإمساك الغضب، وقهر الشهوات".ثانيًا: سلوك الصوم:نقرأ عنه في (رسالة بطرس الثانية 1: 5-7)، حيث يقدم لنا سلوكيات الصوم المبنية على الإيمان، والهادفة إلى أن يكون الإنسان "إنسان المحبة"، وبالترتيب التالي:أ- قدسوا في إيمانكم فضيلة: الإيمان إحساس غير منظور، ولكن يُعبَّر عنه بالفضيلة التي يعيشها الإنسان، وتظهر في سلوكه اليومي مثل الوداعة والتسامح والقلب المنفتح والمعتدل.ب- وفي الفضيلة معرفة: نعيش الفضيلة ونمارسها بمعرفة حقيقية والتي نستقيها من الوصايا الكتابية التي هي ينابيع المعرفة الصادقة في كلا العهدين، ولذلك نقرأ النبوات والمزامير والأناجيل والرسائل عبر أيام الصوم يوميًا.جـ- وفي المعرفة تعفُّفًا: والتعفُّف هو الانضباط الذي نمارسه في نقاوة ووقار، فلا يهم الفم فقط بل والعين والأذن والسمع وكل أعضاء الجسد، كما يقول يوحنا ذهبي الفم. وكل هذا عن وعي وإدراك لكي تسمو الروح فوق الجسد.ء- وفي التعفف صبرًا: عامل الوقت أحد عوامل استقرار الحياة الروحية وثباتها. وهذا يحتاج الصبر الذي به نقتني نفوسنا التي اشتراها المسيح بدمه الكريم على عود الصليب.هـ- وفي الصبر تقوى: التقوى تعني المخافة القلبية التي قال عنها داود النبي: «جعلتُ الرب أمامي في كل حين، إنه عن يميني فلا أتزعزع». المخافة هي التي تحرسنا من الخطية بكل أشكالها، ومن خلال الصبر تكون المخافة الحاضرة في كل ما نمارسه في حياتنا.و- وفي التقوى المودة الأخوية: ونعمة المودة الأخوية والتي تجعل من الآخرين أقرباء وأحباء لنا مهما كانت درجات الاختلاف والتنوع معهم. المودة هي أن تكون ودودًا لطيفًا وديًا ومتواضع القلب مع الجميع.ز- وفي المودة الأخوية محبة: وهي لباس الكمال بحسب تعبير بولس الرسول: «وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال» (كو3: 14).وهكذا تكون سلوكيات الصوم حيث تمتلئ حياة الإنسان بالمحبة الكاملة، والتي تفيض منه لكل أحد بلا توقف.كل صوم وأنتم جميعًا طيبين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 أغسطس 2022

وجدت كلامك كالشهد

" هل يدفعك الشوق والحب المقدس للمسيح إلى القراءة في الكتاب المقدس ؟ إن كان ذلك فطوباك .. وإن لم يكـن .. فما زلت بعيداً عن الطريق " . ( القمص بیشوی کامل ) " لأن كلمـة اللـه حيـة وفعالة وأمضـى مـن كـل سـيـف ذي حـدين ، وخارقـة إلى مفـرق الـنّفس والـروح والمفاصـل والمخـاخ ، ومميـزة أفـكـار القلـب ونياتـه . وليست خليقـة غـيـر ظـاهرة قدامـه ، بـل كـل شـيء غريان ومكشوف لعيني ذلـك الـذي مـعـه أمرنـا فـإذ لـنـا رئيس كهنـة عـظـيـم قـد اجتــاز السّماوات ، يسـوع ابـن الله ، فلنتمسك بـالإقرار .لأن ليس لنـا رئيس كهنـة غـيـر قـادر أن يرثى لضـعفاتنا ، بل مجرب في كل شيء مثلنا ، بلا خطية . فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه " ( عب ٤ : ١٢ - ١٦ ) . الكتاب المقدس خطوتنـا الثالثة في الطريق الروحـي ... في كلـمات بسيطة يمكننا أن نعرف الكتاب المقدس ، أنه : 1 ـ هو كلام الله ( هو رسالة الله وحديثه للإنسان ) . ٢ ـ هو تاريخ البشرية ( حياة الإنسان على الأرض ) . 3 ـ هو قانون الدينونة ( دستور يوم الحساب الأخيـر ) . 4 ـ هو موضع لقاء ( مكان يلتقي فيه الإنسان مع الله ) .ولـكـي تشـعر بأهمية الكتـاب المقدس وضـرورة وجـوده ، يـلـزم أن تجيب على هذه الأسئلة الثلاثة بالترتيب : ۱ ـ هل لك " اعتراف " بأهمية وجود الكتاب المقدس في الحياة البشرية ؟ ٢ ـ هل لك " اقتناع " بضرورة استخدام الكتاب المقدس شخصياً ؟ 3 ـ هل لك " إيمان " بقدرة الكتاب المقدس ، وقوة تأثيـره ؟ - فـإذا اعتـرفت بأهميـة وجـود الكتـاب المقدس في الحيـاة البشـرية واعترفت بضرورة استخدام الكتاب المقدس شخصياً ، وآمنت بقدرتـه وقـوة تأثيره .. فلم لا تستفيد من هذه القوة وتستأثرها لصالحك ؟! يقول القديس أمبروسيوس : " نخاطب الله إذ تصلي ، ونصغي إليـه إذ نقـرأ الكتاب المقدس " . دعني أقدم لك مثالاً عمليـاً عـلى قـوة وتأثيـر الكتاب المقدس في حياة الكنيسة والقديسيـن عبـر العصور : داود النبـي يقـول : " لو لم تكن شريعتك لذتى ، لهلكت حينئذ في مذلتی " ( مز ۱۱۹ : 92) الرهبان قديماً : كانوا يقرأون سفر المزامير كل يوم ... - الكنيسة قديماً : كانت تقرأ الكتاب كله خلال أسبوع الآلام . يوحنا الذهبي الفم : كان يقرأ رسائل بولس كلها كل يوم . - الأنبا ابرام : كان يقرأ الكتاب كله كل 40 يوماً .والسؤال الآن ، ما الذي يمنعني عن الاستفادة من الكتاب المقدس ؟ سنحاول أيها القارئ الحبيب أن نحلل معاً بعض المشاكل والمعوقات التي تعوق استفادتنا من الكتاب المقدس ، وبنعمة المسيح نحاول أن نستعرض حلولاً لهذه العقبات . 1 ـ مشكلة الوقت : لعلك تقول : " مشغولياتي اليومية كثيرة ومتنوعة ، مما يسبب ضيق شديد في الوقت ، ولذلك لا أجد وقتاً للقراءة اليومية أو الدراسة ... وعادة أتـرك الأمـر للظروف " . أُجيبك : هذا معطل وهمي لكل العبادات الروحية ، وهـو عادة وسيلة يغطي بها الإنسان على كسله وتوانيه ، فالذي يقول أنه ليس لديه وقت لقراءة الكتاب المقدس ، يمكنه أن يقول بنفس المنطق أنه ليس لديه وقت يذهب فيـه إلى الملكوت .. وإن لم تكن قراءة الإنجيل مستطاعة لديك ، فأنـت بـذلك تجعـل قلبـك مسكناً خالياً وجاهزاً لسـكنى عـدو الخيـر ... إذ لا يوجـد فيـه تأمـل ولا قراءة ولا أفكار روحية . نصيحتي لك : لا بد أن تجد وقتاً لنفسك ولكتابك المقدس ... اجمع فتات الوقت الضائع في كل يوم وسوف تجده ليس بقليـل ... فكـر وحـاول ، وقطعاً سوف تجد وقتاً ضائعاً . واعلم أن الله ليس محتاجاً إلى هذا الوقت الذي ستقرأ فيـه .. بـل أنـت المحتاج إليه أولاً ودائماً ، كما تصلي في القداس الإلهي ( الإغريغوري ) : " لم تكـن أنت محتاجاً إلى عبوديتي ، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " .إليك ثلاث خطوات عملية للتغلب على مشكلة الوقت : اختـر وقتاً مناسباً للقراءة : مـن أجمـل فـتـرات القراءة هـي أول النهار ، حيث تأخذ بركة تدوم اليوم كلـه ... البعض يختار وقـت مـا قـبـل النـوم ، وهذا وإن كان مناسباً للبعض إلا أن وقت النـوم عـادة مـا يكـون الإنسان مرهقاً ، ومن ثم تكون الاستفادة قليلة . اختـر وقتاً ثابتاً للقـراءة : ابـدأ على سبيل المثال بعشـر دقائق تـزداد تدريجياً ... ولا تربط هذا الوقت المحدد بـأي عـادة أخـرى ( مثـل القـراءة قبل المذاكرة المسائية وعندما تبدأ الإجازات أو تنتهي فترة الدراسة - - - لا يكون لقراءة الكتاب وقت ثابت ) ، بل أجعله عادة تتربى فيك . اختـر وقتاً كافياً للقراءة : ضع دائماً في قلبـك أن تمتلئ روحياً وتشعر بمعية الله من خلال قراءاتك . ٢ ـ مشكلة الكم : لعلك تتساءل : كم أصحاح أقرأ كل يوم ؟ هل أكتفي بقراءة أصحاح واحــد أم اثنين ( أصـحاح مـن كـل عـهـد ) ؟ هـل أركـز وأكتفـي بجـزء مـن أصـحاح أو عدة آيات فقط ؟ نصيحتي لك : إن تحديد كم القراءة لا بد أن يكون تبعاً لحالة الإنسان الروحية ، وذلك تحت إرشاد أب الاعتـراف . ولكن للمبتدئين ينصح دائماً بقراءة أصحاح مـن العـهـد القـديم ، وأصحاح مـن العـهـد الجديـد كـل يـوم ... ويمكـن قـراءة الكتـاب كلـه في سـنة بواقع أصحاحين من العهد القديم + أصحاح من العهد الجديد كل يوم . + وللمتقدمين على الطريق يمكنهم قراءة سفر ( أو عدة أسفار صغيـرة ) كل شهر ، وذلك من أجل التركيز . ويمكن القراءة بحسب جداول القراءات اليومية التي تقدمها دار الكتاب المقدس كل سنة ، ولكنها موزعة على الكتاب المقدس بدون ترتيب . 3 ـ مشكلة الكيف : لعله يدور في ذهنك : " كيف أقرأ الإنجيل ؟ .. هل قراءته تختلف عن قراءة باقي الكتـب ؟ هـل يستلزم ذلك وضعاً معيناً أو تهيئة معينة ؟ هـل أكتفي بالقراءة بالعين أم بصـوت مسموع ؟ هـل أكتـب الآيـات التـي تجـذبني في نوتة خارجية ، أم أكتفي بأن أضع تحتها خطأ في الكتاب المقدس ؟ ... " . نصيحتي لك : أن تضع في قلبـك دائماً أن قراءة الكتاب المقدس هي للفهم ... ليس بالعقل ولكن بالقلب والفكر والإرادة والقدرة هي قراءة للفهم وليس للفحص أو المحاجـاة أو الاستذكار . والمرتـل يـقـول : " لكل كمال رأيت حداً ، أما وصيتك فواسعة جداً " ( مز 119 : 96 ) . فهم الكتاب المقدس ليس ذلك الفهـم الـذي يتأمل في جمال الكلمات ويشرح معانيها .. ولكنه الفهم النابع من الخبرة واختبار المسيح في حياتك . هذا الذي بدوره يتحول إلى حياة أبدية ، ويجعل للإنسان صلة حية بالمسيح . .... هذا الفهم العملي يتطلب منك أن تقرأ الكتاب المقدس : بالروح ... لأن هذا الكلام هو روح وحياة . • بخشوع . ... اكشف عن عيني ... فعندما تقرأه أنت في حضـرة اللـه . قراءته تختلف عن أي كتاب آخر . • باتضاع : فأرى عجائب من شريعتك . • بإرشاد الروح القدس : على فهمك لا تعتمد . يفضل أن تربط بين القراءة والكتابة في دراستك الكتابية مثل : • وضع عناوین جانبية لكل جزء تقرأه . • وضع خطوطاً تحت الآيات المختارة ( يفضل استخدام الألوان ) . كتابة الآيات المختارة في كراسات خاصة أو نوت صغيرة . التعليق بتأملات وصلوات على هذه الآيات . . • كتابة آية اليوم في ورقة صغيرة تضعها في جيبك طوال اليوم . ٤ ـ مشكلة المداومة والاستمرار : لعلك أيضاً تتساءل : أنا اقرأ الكتاب ولكن ليس كل يوم ، أنا أواظـب عـلى القراءة وقت الدراسة ... أما فترة الإجازة فتمر دون فتح الإنجيل . فماذا أفعل ؟ ضع في ذهنك أن نقطة الماء إذا نزلت بمداومة على صخرة ، فإنهـا تحفـر فيها مجرى وطريق ، وكلمة الله هي تلك القطرة التي بمداومة القراءة لا بد أن تحفر في قلبك طريق يغير من حياتك بجملتها ، فالقراءة والفهم والمعرفة هـي للعمل والسلوك قبل أن تكون للكلام والوعظ والأحاديث والتأملات . فضلاً . عن أن السبب الرئيسي للضعف الروحي والهزيمة المستمرة أمام الخطية يعود إلى إهمال كلمة الله ، فالذي لا يداوم على قراءة كلمة الله تذبل حياته الروحية وتجف ويقع في خطايا عديدة ويساق إلى الدينونة . نصيحتي لك : إن شعرت بصعوبة في المداومة والاستمرار على قراءة كلمـة اللـه ، أن ترتبط بمجموعة في القراءة والدراسة ، فذلك يشجع كثيـراً عـلى الاستمرار وعدم الإهمال . ه ـ مشكلة الفهم والمعرفة : تتساءل أيضاً : " كثيـراً مـا أقـرأ ولا أفهـم ، وأحياناً أستصعب الجـزء الـذي أقرأه ، وهناك أجزاء من الكتاب المقدس لم أحاول التطرق إليها ، لأننـي أسـمع على مدى صعوبتها بالإضافة أني لا أفهمها . لماذا ؟ " . أجيبك عزيزي القارئ : ! السبب في ذلك هـو تقصيرنا أولاً وأخيـراً ... فهل تصلي وتطلب من الرب قبل أن تقرأ ؟ وإذا تعسـر عليـك أمـر ، هـل تصـلي من أجله ليكشفه الرب لك ؟ وهل تُعطي وقتاً كافياً في الجزء الذي تقرأه ؟ وهل تختار السفر المناسب لحالتك الروحية والمناسبة الكنسية ؟ وهل تستعيـن بقراءة التفاسيـر وسيـر الشخصيات الكتابية ؟ وهـل تستعيـن بالجـداول والخرائط والأشكال التوضيحية التي تساعدك ؟ وهل تسأل الآباء والإخـوة فيما استعصى عليك ؟ إليك بعض الكتب المساعدة لك في الفهم والمعرفة : • الكتاب المقدس بشواهد . قاموس الكتاب المقدس ( كلمات أبجدية ) . • فهرس الكتاب المقدس ( آيات أبجدية ) . أطلس الكتاب المقدس ( خرائط وجداول ) . • مرشد الكتاب المقدس ( مقدمات للأسفار ) . 6 ـ مشكلة النمو والتقدم : أقرأ في الكتاب ولا أشعر بأي نمو في حياتي .. فخطاياي ما زالت كما هـي . أقرأ ولكنني سريعاً ما أنسى ما قرأته ... ماذا أفـعـل ؟ يقـول اللـه عـن كلمته : " السّماء والأرض تزولان ولكـن كلامي لا يزول " ( مت ٢٤ : ٣٥ ) ، وهذا معناه أن كلمـة اللـه ذات مفعول حتمي . ويوضـح الـرب قصده من كلمته فيقول : " هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي . لا ترجع إلي فارغة ، بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتُهـا لـه " ( إش 55 : 11 ) . على هذا الأساس فأن مجرد قراءة الكتاب هو قوة ، وأيضاً كشـف لطريـق حياتي : " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي " ( مز 119 : ١٠٥ ) . ولكي تشعر بنمو في حياتك الروحية : • حـاول أن تحفـظ بعـض الأجـزاء والآيـات التـي تفيـدك في حياتـك العملية .. خاصة وقت التجارب . • إذا جلسـت لمحاسبة نفسـك ، فـافتح كتابـك ، وأطلـب مـن اللـه أن يكشف لك نفسك على ضوء كلمته . • ادرس الكتاب بحب ، فهو رسالة الله لك أنت شخصياً ... قبـل أن تقـرأ صل قائلاً : " يارب أعطني القوة الكامنة في كتابك " . ۷ ـ مشكلة الاستخدام : بقي لك أن تسألني ، فيم أستخدم معرفتي بالكتاب المقدس ؟ ما هي الفائدة التي تعود علي من قراءة الكتاب المقدس ؟ إن أسوأ استخدام للكتاب المقدس هو أن نجعله مصـدراً لاقتباس الآيات وحسب ، فالكتاب المقدس هو بمثابة مرشد عملي لحياة الإنسان فهو : • يبني شخصية الإنسان ويكونها : لأن من يقرأ عن أبطال الإيمان وسيـر حياتهم يصير كواحد منهم ، تماماً كمـن يـقـرأ عـن الرياضييـن فيصيـر واحداً منهم . إن هذه القراءة المقدسة تكون جـزءاً كبيـراً مـن شخصية القارئ وتقدس فيه المشاعر والمبادئ والصور هذه القراءة المقدسة تقدس معارف الإنسان وتبني روحياته ، وتساعده كثيراً في الصلاة . • يساعد الإنسان في خدمة الآخرين وتقديم الكلمة المعزيـة لهـم في كل مناسبات الافتقاد .. ويجعل الإنسان في حضرة الله على الدوام . ... • يعزي الإنسان في طريق الحياة في مختلف المواقف ، ويجعـل كلمـة الله لا تفارق فمه ، لأنها أحلى من الشهد . أخيراً أود أن أقدم لك بعض التداريب الخاصة بقراءة الكتاب المقدس : كتابة فصول الآحاد في كراسات خاصة مع تأملات حولها . حفظ آيات على الحروف أو المواقف . القراءة بهدف " كعناية الله بالإنسان " أو استخراج الصلوات الكتابية . الخرائط وتصميم الجداول والأشكال التوضيحية . رسم دراسة موضوع تحت عنوان : " ماذا يقول الكتاب عن ... ؟ " . البحث الخاص أو المشترك مع بعض الإخوة . كل عمل تعمله يكون لك شاهد عليه من الكتب . سأتركك الآن يا عزيزي مع بعـض الأقـوال " للقمص بيشـوى كامـل " عـن الكتاب المقدس : + دراسة الكتاب المقدس هي اشتياق للاستماع إلى الله . + دراسة الكتاب المقدس هي أقوى عامل للتوبة . + عليك أن تقيس قراءاتك بهذا الترمومتر لعلك تستطيع أن تُدرك هـل أنت حار أم فاتر ؟ + إن الذي سيسهل لنا طريق الحب ويجعلنا ضمن جماعة المحبيـن للـه هو الاستزادة المتعطشة لكلمات الإنجيل . + الإنجيل هو كلمة الآب المقدمة لأبنائه . فكيف نستعذب قراءته إن لم نكتشف أبوة الله لنا ؟! + كلمـة اللـه تلين القلب ، وتذيب قساوته ، وتعلم الاتضاع والمسكنة والتوبة والبحث عن خلاص النفس . + إهمال الكتاب المقدس كارثة للسائر في غربة هـذا العـالم . إنّه لا بد أن يضل الطريق . ربنا يسوع المسيح كانت ردوده على الشيطان من الكتاب المقدس كذلك عدو الخيـر كان يتحدث بكلمات وآيات ناقصة من الكتاب المقدس . قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨ عن كتاب خطوات
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل