المقالات

09 نوفمبر 2018

إمتحنوا كل شئ ج2

ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ.صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ.امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ الجزء الثانى من هذه اللؤلؤة هو ازاى الإنسان يقيس أو ماهى المقاييس المتاحة لنا حتى أستطيع أن أمتحن كل شيء؟!. اولا : كيف نمتحن الأشياء وبماذ نقيس الأمور التي نمتحنها في حياتنا ؟ وذكر قداسة البابا مسيرة الإنسان ومراحل الإنسانية الخمس وهي: 1.المرحلة الأولى: بعد الخلق : فيها عبد الإنسان في حياته الطبيعة القمر، الشمس، النجوم، الأشجار. وصار إله الطبيعة هو المتاح أمام الإنسان ونتذكر قصة يونان النبي لما البحر هاج وقال للبحارة إن إلهي خالق البحر والرياح والسماء والأرض فانزعجوا ..!. 2. المرحلة الثانية: عبادة الأصنام: تماثيل من حجارة أو معدن وغيره إلى أن عرف الإنسان الإله الواحد. وبعد مرور الزمن والثورة الصناعية والاختراعات صار العالم يمجد عقله إلى أن حدث في الثلاثين العام الأخيرة ظهر الإله الثالث. 3. المزاج ويوجد فرق بين العقل والمزاج العقل يمثل الجماعية أما المزاج يمثل الفردية وصار الإنسان يعبد فرديته وأنانيته. مثل التليفون الأرضي كان يخدم الكثيرين إلى أن ظهر الموبايل وأصبح فردي وصار كل شخص له رقمه وصار الإنسان يعبد مزاجه وأنانيته الطاغية. ويقول الكثير من العلماء منذ اختراع عصر الموبايل انتهت الإنسانية. وتأتى الوصية هنا امتحنوا كل شيء. ثانيا : مقاييس امتحان الانسان لنفسه ونضع 5 مقاييس لامتحان كل شيء: 1- الكلمة المقدسة وهي التي تستطيع أن تقيس كل شيء وفي حرب إبليس أراد أن يقيس بمقياس الكلمة بعد صيام المسيح 40 يومًا وبدأ عدو الخير يخبره بأن يحول الحجارة لخبز حتى يأكل، ويكون الرد بمقياس الكلمة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وصار المكتوب الوصية هو المقياس القوى لسلامة مايعرض علينا. حتى لو ظهرت الوصية لا تناسب عصرنا فهى ثابتة وتناسب كل العصور والأزمنة ويجب أن يكون المقياس بوصية الله الكاملة. وطول الأناة إحدى الوسائل التى تساعدنا بالمقياس فنحن نتعرض لكثير من الألم لكن كلمة الله: فى العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم. 2- الإفراز والحكمة: كيف يكون الإنسان حكيمًا فيوجد الكثير من التصرفات لا تنجح سوى بالحكمة. ودائما ما يشار إليها فى قديم الزمان بالشعر الأبيض مثل قصة داود وأيوب الصديق. ولكن كثيرا ما نحتاج موهبة الحكمة، فيقول سليمان الحكيم الأصحاح الثاني من سفر الأمثال إذا دخلت الحكمة قلبك، ولذت المعرفة لنفسك. فالعقل يحفظك، والفهم ينصرك. لإنقاذك من طريق الشرير، والقديس الأنبا أنطونيوس يقول لاولاده عن موهبة الإفراز “فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادًا اطلبوا نهارًا وليلًا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه . وسمى القديس انطونيوس الإفراز عين النفس والنعمة هي التى تساعد الإنسان فى هذه الحكمة. وقال الأنبا موسى الأسود إن الشياطين لم يقدروا عليه فهو كان منتبه لا يقع فى اليأس أو الكبرياء. مثل قصة البنت المريضة التى اخبرهم الطبيب بانها ستموت بعد أسابيع مثل تلك الشجرة التى كلما سقطت ورقة من أوراقها تقترب البنت من الموت فقامت الأم باخذ ورق وربطتها في الشجرة حتى لا تسقط آخر ورقة وتموت ابنتها مما اعطي الامل للابنة في الحياة فالمشورة والحكمة تحقق نجاحات كثيرة وفكرة التوبة بوجود أب اعتراف تساعده أكثر على الحفاظ على ذاته. فالإرشاد والمشورة أحد وسائل الحكم على الأشياء. 3- الصلاة : التى ترتفع من الإنسان، الصلاة فى حد ذاتها تكون وسيلة تعطى الإنسان تشجيع ودفعة للأمام. مثل نحميا النبى الذى لم يلتفت للأعداء وقال العبارة الشهيرة إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى وعندما نصلي بالمشورة وكلمة الله مع روح الصلاة يجتمعوا لأخذ خطوة صحيحة فى حياة الإنسان. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
02 نوفمبر 2018

″امتحنوا كل شئ”

نقرأ لاجل تعليمنا من رسالة بولس الرسول الاولي إلي أهل تسالونيكي الاصحاح الخامس ِ 21 امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. 22 امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ. 23 وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 24 أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا. 25 أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. 26 سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 27 أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. 28 نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.كلمة امتحان كلمة معروفة عند كل طالب وتعطي شكل من اشكال الخوف ولكن الحياة لا تخلو من الامتحانات لتقييم حياته وسلوكه ومسيرته وبها يختبر مقدار معرفته وتحصيله وايضاً تكشف جودة الأشياء وهذا شئ معروف في كل العالم وأمور كثيرة حتي المعادن تختبر بالنار .امتحنوا كل شئ في ماذا؟نمتحن انفسنا قي خمس مجالات: 1- امتحن الإيمان الإيمان هو الذي يكون العقيدة و السلوك الروحب وسلوك الحياة ويجب أن تحذر من الا يكون إيمانك شكلي أو نظري و الايمان ليس لحظة بل حياة .هل ايمانك بالمسيح هو المنظم لحياتك؟ فكيف تمتحن إيمانك؟ يجب أن يكون ايمانك صحيح في التعليم و العقائد الايمان ليس مجرد لاهوت الايمان هو الحياة الطاهرة فايمانك يعني حياتك الطاهرة الايمان أي اهتمامك بالآخرين الايمان أن يكون الانسان بلا رياء الايمان النقي يجب أن يحفظ الإنسان نفسه من أعمال الظلمة. فصاحب الايمان القويم لا يشترك في أعمال الظلمة 2- امتحن اقوالك نشاط الكلام أكثر شئ يمارس يومياً لذلك احذر من اللسان الواشي والنتبه من التملق فالتملق هو الجرعات الزائدة من المديح فاحذر من الذي يتملقك كأنه حيه انتبه ايضا من الخبثاء المخادعين انتبه من الانسان المجادل الذي يملأ الهواء كلاما اذا امتحن اقوالك وكلامك وما تسمعه 3- امتحن العمل يوجد من يعمل غصب عنه ويوجد من يعمل عمل بسيط بفرح ولهدف في نظرية الحياة يقولوا جيا يبني وجيل يجني وهذا يجعل كل عمل له قيمة .فهل تقدسك عملك وتفعله بامانة؟ هل تؤديه كما يجب الانسان في عمله يحتاج الامانة وطول الاناة و العمل مهما كان صغير له قيمته 4- ممارسة الاسرار “سر التناول” كنائسنا مليئة بالقداسان فهل تتناول وانت تشعر بعظمة هذا السر .هل تتقدم ولديك شعور بعدم الاستحقاق؟ هل وقار السر وعيبته انت تمارسه صح ؟واكبر امتحان لتقدمك للاسرار هو التوبة 5- امتحن نفسك في التعليم المعرفة تتضاعف في العالم كل فترة قصيرة .هل تتنتبه ولا متماشي مع الريح وتدخل اي تعليم في عظة او خدمة .انتبه في التعليم ولا يكون أي تعليم مقبول الانسان كان يتعلم من مصدر واحد اما الان الانسان يتعلم من اكثر من مصدر وقيس علي ذلك كمية المعرفة .لذلك كتابك المقدس هو مصدرك الرئيسي لتعليمك الخلاصة “امتحن كل شئ” نكمل المرة القادمة عن كيف نمتحن الاشياء؟ لالهنا كل مجد وكرامة من الان وإلي الأبد آمين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
26 أكتوبر 2018

" اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ"

"هقرأ جزء من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل فيلبي الأصحاح الرابع (8:1) ، وفيلبى هي قرية صغيرة في أوربا وهي أول قرية عرفت الأيمان بالمسيح وأول وحده عرفت الايمان هي ليديا بائعة الأرجوان وكل قارة أوروبا التي تعتبر قارة مسيحية ، الإصحاح الرابع والرسالة كلها أربع أصحاحات كتبها القديس بولس وهو في السجن ولكن للعجب كتبها عن الفرح فالرسالة كلها مفرحة . والجزء اللي هقرأ بيتكلم عن أثنين خادمات اختلفوا مع بعض وبولس الرسول بدأ يرسل نوع من الرسائل يشرح لهم فيها كيف يعيشوا بفكر واحد ". + 1 إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي، اثْبُتُوا هكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ. 2أَطْلُبُ إِلَى أَفُودِيَةَ وَأَطْلُبُ إِلَى سِنْتِيخِي أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْرًا وَاحِدًا فِي الرَّبِّ. 3نَعَمْ أَسْأَلُكَ أَنْتَ أَيْضًا، يَا شَرِيكِي الْمُخْلِصَ، سَاعِدْ هَاتَيْنِ اللَّتَيْنِ جَاهَدَتَا مَعِي فِي الإِنْجِيلِ، مَعَ أَكْلِيمَنْدُسَ أَيْضًا وَبَاقِي الْعَامِلِينَ مَعِي، الَّذِينَ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ. 4اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. 5لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. 6لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. 7وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.8أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ِافْرَحُوا فِي الرَّبِّ. اليوم في مفاجأة احنا كان من المفترض أن يكون معنا الأنبا إبيفانيوس الذي تنيح منذ شهر وطلبنا منه تجهيز كلمة وقتها وهما بيرتبوا القلاية بتاعته وجدوا تلك الكلمة التي كان يكتبها اليكم للمتلقي. اقرأ لكم مقتطفات منها الكلمة بعنوان "أفرحوا في الرب " + كان الفلاسفة اليونانيون خاصة الرواقيون منهم يرون أن الانفعالات البشرية أربعة (الخوف والرغبة والحزن واللذة) وكان الفرح يندرج تحت اللذة وكان يعتبرونه ظاهرة صحية ولم يعترض الكتاب المقدس على وجهه النظر هذه فكان يربط الفرح بالله فالشعب يفرح عندما ينقذه الله من أعدائه وعندما يمنحه النصر في المعارك أما الفرح في العبادة فهو فرح من نوع أخر الله يفرح بشعبه مانحًا أيا خيراته ويتجاوب الشعب مع هذا الفرح بالتسبيح والتهليل وأغاني من الفرح وكان تقديم الذبائح يلازمها الفرح لذلك وصفت الأعياد السنوية انها أيام فرح والفرح كان تعبيرًا عن علاقة الإنسان الشخصية بالله فالرجل البار يجد مسرته في شريعة الله أو في كلمته والفرح هو مكافأة الثقة في الله . مثال لكده الاب والام لما يلعبوا مع ابنهم بيتنططوا لفوق وفى هذا الوقت يبقى لدى الطفل ثلاثة مشاعر مختلطة أولها الفرح إن أبوه يلعب معه ثم الخوف أن يسقط وأيضًا الثقة في أن يد أبوه تنتظره أن عمره ما يتركه يقع على الأرض ، وهذه مشاعرنا في حياتنا اليومية فرحانين وفى حجات بتخوفنا لكن واثقين ان يد الله معنا "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20) ، هو معايا دلوقتى وبكره وبعده وكان معايا امس وهذا يعطيني الثقة لذلك الفرح هو مكافأة الثقة بالله والتوكل عليه والآية الجميلة "كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ، أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ. 11 افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ مستقيم القلوب " وفي فقرة ثانية كتب المتنيح نيافة الأنبا إبيفانيوس + هذا الفرح الكامل او الحقيقي هو موضوع العهد الجديد الفرح بشخص السيد المسيح الذي إذا لم ترونه بأعينكم ذلك الذي وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون فتبتهجون بفرح لا ينطق به. نفرح أن أسمائنا مكتوبه بالسماء نفرح بصوت السيد المسيح وهو يقول " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ "وبنفرح بالأسرار المقدسة كنعم. وفى النهاية أختار لنا فقرة من أقوال القديس غريغوريوس صانع العجائب في عظة في عيد البشارة. " اليوم تتهلَّل صفوف الملائكة بالتسابيح، ونور حضرة المسيح يُضيء على المؤمنين‏. ‏ اليوم قد جاء الربيع المبهج، والمسيح شمس البر أضاء حولنا بنوره البهي، وأنار أذهان المؤمنين‏. ‏ اليوم آدم يُخلَق من جديد، "وهذا يوم عيد البشارة يوم ما امنا العذراء أتت لها البشارة ". ويطفر مع الملائكة منطلقاً إلى السماء‏. ‏ اليوم جميع أرجاء المسكونة اكتست بالفرح، لأن حلول الروح القدس قد أُعطِيَ للبشر‏‏‏. ‏ اليوم النعمة الإلهية ورجاء الخيرات غير المنظورة تُضيء بالعجائب التي تفوق العقل، وتكشف لنا بوضوح السرَّ المخفي منذ الدهر‏. ‏‏.‏‏.‏ اليوم يتم قول داود القائل‏: ‏ «لتفرح السموات وتبتهج الأرض‏. ‏ لتفرح البقاع وكل شجر الغاب، أمام وجه الرب، لأنه يأتي ". الفرح هنا أصبح بشخص والعهد القديم الفرح في العهد القديم كان بأحداث وعطايا أما في العهد الجديد الفرح بشخص المسيح وده اللي أكلمك عليه باختصار وكده أخذنا مقتطفات طويلة من العظة التي كان حضرها لنا المتنيح الأنبا إبيفانيوس . وقبلها كنت عايزة أشرح لكم الجائزة الرسمية للملتقى بتاعكم إحنا اخترنا "JOY " بشكل المسيح المرحب وطبعًا أن المسيح بلادنا مصر فأخذ تلك الصورة المسيح المرحب حرف ال O دائرة مثل الكرة الأرضية O اختصار Coptic ،وفى صلاة عشية كان في 45 شماس وكانوا من 26 ايبارشية ومن 23 دولة ويكلموا 10 لغات ولكن جميعكم تخدموا معًا وهكذا السماء أيضًا . ومن Egyp اخترنا حرف ال Y شكل نهر النيل وبقيت JOY كلها في شكل الجذور كأنها شجرة كبيرة والشجرة لها جذور اللي انتم جايين منها وكده يبقى شعارنا (Back to the Roots " اللي هو عودة الى الجذور وهذا شعارنا اللى قدمنا منه هدايا لبعض المسؤولين كمان كلمة JOY معناها (Jesus of Youth) المسيح هو الصديق المفرح للشباب نبحث عن الصداقة ونحبها جدًا والصديق مثل المرايا اشوف فيه نفسه ولكن أجمل صديق هو المسيح لأنه الصديق المفرح والصديق المفرح أجده في أربعة أماكن. المكان الأول: الإنجيل Massage of Joy رسالة الفرح الإنجيل أساسًا رسالة فرح Good News لكل واحد فينا " لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ"وان كنت لا تقرأ الانجيل كل يوم فأنت تحرم نفسك من رسالة فرح وهو الكتاب المقدس لما يكون جنبك باستمرار " نموسك يلهج نهارً وليلًا" الكلمة المقدسة على طول بيرتل بها ويفكر نفسه بها وفي قصة اتذكرها لشاب وشابة متجوزين جديد رحت أزورهم وكان تعليمهم محدود فوجدت الكتاب المقدس مفتوح فسالتهم انتم كنتوا بتقروا دلوقتى قالوا لا لسه لم نقرأه النهاردة احنا مش بنقفله نهائي بنتركه مفتوح قالوا علشان بيتنا يفضل مفتوح كأن فتح الانجيل هو سبب عمار ، البيت اللي يفرحنا يكون فيه المسيح مش يكون عندنا كذا وكذا لازم تنزلوا خدمة وتشوفوا وده يديلك أجابه الفرح مرتبط بأية؟؟ الفرح حاجه جوانية بشخص المسيح أول شيء تقابل به صديقك هو انجيلك لتكون فرحان. + المكان الثاني: كنيستك كنيستك هي المكان الذي تجد فيه الفرح حتى أكتر كلمة تقال في الكنيسة "هللويا " والالحان والتسابيح أصل الكنيسة كنيسة تهليل وفرح وهي مبنية على كده سمعنا الألحان وشاركنا في روح فرح تدخل قلب الإنسان، والقديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جداً "عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يفتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء" وكنيستك فيها مواسم كيهك للعذراء والصوم الكبير ونعيش جو الصوم الكبير وبعدين القيامة وهكذا وبعدين أيام السنة العادية وهذا التنوع يعطى نوع من أنواع الحيوية وكنيستك كنيسة مفرحة ولما تيجى تشترك في تسبيح مدائح الحان صلوات كلها للفرح وتمتلئ بالفرح علشان تأخذ شحنة فرح وشحنة محبة. المكان الثالث: شعورك بالسماء أقدامنا على السماء لكن فكرنا يجب أن يكون سماوي ولما كنت أطفال صغار واترشمتوا بزيت الميرون أول رشم كان على المخ بحيث أن أفكار عقلك تكون مقدسة وسماوية ولذلك نقول " أبانا الذي في السموات " خلى فكرك دائما في السماء علشان تكون فرحان ومرتاح السماء بنسميها كمال الفرح خلى عينيك وفكرك في السماء واللي فيكم شاطر ممكن يعمل دراسة في الإنجيل عن السماء وحضورها فى أحداث الكتاب المقدس أزاي تلاقى مكان السماء في كل موضع المكان الرابع: الخدمة هتقابل المسيح في الخدمة تقابلوا في الإنجيل في الكنيسة وفى خدمتك كل ما تخدم الآخرين حتى بابتسامة فهي خدمة للناس وبمجرد أن تقدم للآخرين سؤال عليهم أو مكالمة أو زيارة كل ما تعمل حاجه لأجل الآخر تكون سبب فرح (اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا)افرح بمسيحك اللي هو صديقك وابحث عنه باستمرار ومتخليش حد يأخذ صديقك منك واحيانًا اللي بيحب صاحبه وكان لي أصحاب ولغاية النهاردة أحس بفرح لما اقابله، وكان لي صديق بمجرد لما أقابله وبمجرد ما نتكلم وبمجرد ما يجي اسمه افتكره على طول صاحبك متخليش حد يحل محله صاحبك المسيح دائمًا يكون حاضر وياك ودائمًا يفرحك ربنا يبارك حياتكم ويكون وياكم وافرحوا باستمرار ، وأنتم الأن تختبروا حياة الفرح خلى حياتك باستمرار مع صديقك خد شحنة فرح كبيرة من المسيح وقدمها لكل أحد وافتكروا الطفل لما أبوه بينططوا لفوق ومشاعر الفرح والخوف ومشاعر الثقة اللي في شخص المسيح ، كان نفسي يحضر عدد كبير هذا الملتقى لكن المكان لم يسع سوى هذا العدد وزى ما قلت لكم صار لي هذا العدد من الأصدقاء بعددكم ، ونحن نفكر باستمرار أزاي نكرر هذا الملتقى ونتقابل ، ولكن الأخرين أيضًا يستطيعوا أن يشاركونا لأن معظم فاعليات اللقاء موجوده على اليوتيوب تقريبًا وعلى صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة وربنا يبارك شبابنا ويفرحكم بجذوركم وكنائسكم لالهنا كل المجد والكرامة . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
19 أكتوبر 2018

كيف تستخدم عيناك

أقرأ بنعمة المسيح جزء من أنجيل معلمنا متى البشير الاصحاح السادس (24: 19) "19لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20 بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. 22 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، 23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! 24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." +حبيت النهاردة وأحنا بنحتفل بعيد العذراء نأخد صفة نافعة لحياتنا العملية وهى "كيف تستخدم عينيك " في واحد نظرة عينية على الدوام هي نظرة سلبية وأن شئتم كثيرًا ما تكون سوداوية وفى واحد نظرته لأى شيء يكون فيها الطابع الإيجابي أمنا العذراء مريم لما حضرت عرس قانا الجليل وكانت هذه المناسبة أحد أهم المناسبات المجتمعية في المجتمع اليهودي قديمًا وكان المعتاد انهم يقدموا مشروب للضيافة وهو عصير العنب ولما كان بيقدم كان مش بيقدم في أمسية بليل وخلاص ويروحوا ولكن كان يقدم على مدار أسبوع كامل لمدة سبعة أيام يبدأ من يوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت إجازة اليهودية ويكملوا لحد الأربعاء وفترة الأسبوع الناس تيجى اللي هما الضيوف او المعازيم بلغاتنا النهاردة علشان يباركوا للعروسين ويقدموا لهم مشروب الضيافة ومكنش في ثلاجات ولا عصائر محفوظة والعملية كانت تقديرية على أيام الأسبوع واللي حصل ان المشروب خلص وراحت أمنا العذراء بمنتهى الهدوء قالت عبارات قليلة جدًا وفى واحد ممكن يبص للموقف ده على انه من مواقف الضعف انتم فضحتونا مفيش حاجه نقدمها هي قالت بس "ليس لهم خمر" اللي هو عصير العنب الطازج ثلاثة كلمات بسيطة لان الموضوع مش عايز يوسع ولا ينتشر نظرتها كانت بمنتهى البساطة "ليس لهم خمر" أزاي نعالج الموقف بأقل عدد من الكلمات في واحد يرتبك وفى واحد يتخض وفى واحد يرمى اللوم على الأخرين انت لية معملتش حسابك ؟ ويعمل حكاية كبيرة والمسيح رد عليها " مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ" وكان المسيح يقصد ساعة الصليب وردت هي الرد الجميل بتاعها "الذي يحسب أقصر عظة في "مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" ،وحلت الموقف بمنتهى الهدوء وأخر واحد من الضيوف عبر الأسبوع أتقدم له مشروب الضيافة . عينك بتقول أية في الحدث أظن في مثل مصري بيقول " فلان بيعمل من الحبة قبة " وفى واحد يمسك حاجه صغيرة ويهلل ويكبر فيها يخلى الحبة الصغيرة مثل حبة الأرز تبقى قبة كبيرة ، +وموقف اخر أمنا العذراء مريم في موقف الصليب عندما نظرت لابنها معلقاً على الصليب وقالت " أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي "هي في وسط العالم فرحانه زي ما قالت في التسبحة " تعظم نفسى الرب و تبتهج روحي بالله مخلصي" ، لكن في نفس الوقت هي أم ونظرتها لألأم المسيح نظرة الم أي أم في مكانها . +عايز أقولك الحكاية تبدأ أزاي كلنا عارفين القصة المشهورة اللي كل الناس يعرفوها يقولك " الكوباية مليانه ولا فاضية " لو فيها جزء من المية وتقدمها لواحد نص الناس يقولوا فيها قراطين مية والنص الباقي يقول لك فاضية وعلى هذا الأساس يكون حكم نظرك على الأمور. +حكمك على الأمور بيكون أزاي ؟ تعالى ندخل في الموضوع ونبدأ بالله الذي خلق الأنسان وخلق الانسان على صورتنا وشبهنا وخلق الانسان له عين وأذن وجميع الحواس كلها مقدسة وصارت لما نقول على صورة الله ومثاله وهذا أمر نسبى طبعًا بنتخذ صفات الطهارة والقداسة والبر صورة روحية ، وكنيستنا لما بتعلمنا نقرأ الإنجيل كتير لية؟ علشان نعرف وعلشان أعيننا تتقدس وتصير طاهرة ولما تعلمنا نقول أبانا الذى فى السموات ونرفع أعيننا لفوق علشان نرى السماء ومنظرها ينطبع في عينيك وتصير عينيك عين سماوية وليست ترابية والصلاة متبقاش مجرد واجب . ولما بيقول الشماس أيها الجلوس قفوا والى الشرق انظروا كل هذه الأفعال لكي ما تجعلك تقدس عينيك وجميع حواسك. علشان كدة لما نقرأ ادم وحواء قبل الخطية لم يكونوا يعرفوا أنهم عريانين وبعض الخطية صار فيهم الخجل والخوف وصار اختباء ادم من الله فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت ؟؟ + فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت. الله خلق الطبيعة الجميلة فيها أشجار لغذاء الانسان والحيوان ولما نبص كدة لشجرة تحمل ثمار فاكهة يكون شكلها جميل لكن هذا المنظر امام حواء وادم كان منظر معطل وبدأت عينهما تنفتح " أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟وبقيت الثمرة اللى ربنا خلقها للطعام كانت مبعث للخطية وتبدأ سلسلة كبيرة من خطايا الأنسان من أدم وحواء وتبدأ العين تكون هي المدخل الأول للخطية علشان كدة من اساسيات الحياة الرهبانية في مصر أنها نشأت في الصحراء ولم تنشأ في الوادي جنب نهر النيل قالوا الاباء وعلمونا ان " المشي في الصحراء والبرية يميت الشهوات " هتشوف شوية رمل مفيش حاجه تثير أي شكل من اشكال الشهوات. + ومثال أخر لذلك نوح وأبنائه "فرأى حام أبو كنعان عورة أبيه، فأخبر أخويه وهما خارجًا، فأخذ سام ويافث ثوبًا، وألقياه على أكتافهما. ومشيا "حام عينه شافت حاجة ميصحش تشوفها وعين سام ويافث منعت نفسها وضبطت نفسها عينيك بتشوف الأمور أزاي؟ وهناك لقطات سريعة من الكتاب المقدس + داود النبي داود النبي يستريح ويسترخى ثم يطلع يمشى على السطح .... وبعدها يطلب أن يكون أوريا الْحِثِّي في المقدمة وتكون النتيجة أن يموت في الحرب وقد كان ويوبخه ناثان النبي ""أنت هو الرجل المخطئ" . بدأت السلسة من نظرة العين حينما لم يحفظ عينية وبدأت هذه السلسلة طريق سقوطه وان كنا بنحتفل بتوبته حينما قال" خطيتي امامي في كل حين " ونصلى مزمور التوبة اللي هو قدمه بدموع ،عينيك بتنظر للأمور أزاي ؟ولذلك أيها الأحباء معظم خطايانا وراجع نفسك معظمها ان لم يكن كلها بدأت بالعين والقليل بالأذن. مثال أخر شمشون وتعتبر قصته من القصص التي سمعناها كثيرًا وقصة القوة التي كان يتمتع بها وعلشان كده الشنط المشهورة في العالم " samsonite bags " شنط سامسونايت متاخد اسمها من اسم شمشون باعتبارها انها قوية شمشون قصته كلها بدأت بالعين رأى امرأة زانية فدخل اليها ثم أحب دليلة وكانت النهاية اللي بسببها ضاع شمشون وضاعت قوته ، ولذلك العين عليها جفن يمكن أن يغطيها ولو حاجه مش عايز تشوفها ممكن بمنتهى الإرادة تغلق عينيك كل دي مشاهد تقولك عينيك شكلها ايه ؟ + سليمان الحكيم " اللي قال عن نفسه في سفر الجامعة " آية (جا 2: 10 ( وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَاياه يا سليمان كل حاجه شافتها عينيك واشتهتها جبتها وفى نفس السفر قال" بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. السفر اللى كاتبه في شيخوخته ونسمع عن سليمان في سفر الامثال " الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه “عيون متعالية” (أمثال 6 16 – 17)واول حاجه فيهم عيون متعالية وان كان في خطايا بيقع فيها الأنسان كيف ما يكون مكانه او مايكون وضعه او أسرته في قطاعات التكريس او قطاعات الخدمة او قطاعات العين عينيك كيف تنظر للأمور؟مرة قريت تعبير لواحد من الأدباء بيقول الوردة اللي بيكون العرق في شوك الناس يشوفوها أزاى ؟ ينقسمون الى شايف وردة جميلة فيها شوية شوك وناس تقول ياه كل ده شوك وطالعله وردة وياترى عينيك بتشوف ايه نظرتك إيجابية للحياة للزمن اللى احنا فيه ؟ للخدمة ؟ للكنيسة ؟ للخدام بكل واحد بحسب موقعه ؟ وانا اتجاسر كمان وأقول نظرتك للتربية لأولادك ده أحيانًا تلاقى الاب وهو بيربي أبنه تلاقيه دائم العقاب لأبنه أو بنته على كل غلط يقوم يطلع الانسان شخص مهزوز في حياته وفى أب تلاقيه شايف ابنه كبير في عينيه لأنه نظر اليه نظرة إيجابية ويطلعهم نفوس وأشخاص ذو معرفة وذوى ثقة في النفس وفى واحد دائمًا يكسر المجاديف لما يجيب نمرة وحشة تقوله انت مش نافع او مش نافعه وتخرجه من المدرسة او نشغله ايه كل النظرات السلبية لها انعكاسات في التربية ويا ترى انت بترى الوردة الجميلة اللى فيها شوية اشواك ولا الشوك بس؟في واحد تديله مرتب او بركة يقول لك دول هيعملوا ايه ؟ وواحد تانى يقول ربنا هيبارك فيهم نفس الرقم انا أتذكر قصة وان كان فات عليها وقت يعنى اثنين طلبوا يشتغلوا وبالصدفة صاحب مصنع طلب اثنين للعمل قدمنالهم يشتغلوا لقيت واحد منهم ساب الشغل وقال هيعطونى مرتب بسيط ده 90 جنية وسألته زميلك التانى فين قالى قولتله يلا بينا نمشى قال لا 90 جنيه أحسن ما أقعد في بيتنا من غير شغل المهم أبو 90 اللى رضى واشتغل النهاردة في مكانة عاليا جدًا ومرتبه عالي بالألاف والثانى عمال يطلع من شغلانه لشغلانة ومش واجد بركة في العمل اللي بيشتغله يا ترى رؤيتك أيه ؟ رؤيتك للحياة وأحيانا الواحد بيسمع البلد بتعمل مشروع فيكون نظرة إيجابية وواحد تانى يبدأ يسمع لأى أكاذيب او إشاعات ويبدأ يشكك في هذا العمل مشروع قدامه كأن الشوك ومش شايف الورد وفى واحد شايف الورد وأن كان الشوك يحترس منه وان كان الواحد بيحاول يفرح نفسه بالعمل اللي قدامة . + بعض المشاهد الإيجابية للعين داود النبي وأحنا بنصلي مزامير باستمرار" اليك رفعت عيني يا ساكن السماء" الله عليك يا داود عينيه دائمًا في السماء علشان كدة زى ما قولت لكم عينيه سماوية وعارف انك صاحب القدرة ومش عايز انساك يارب عارف ان يدك قوية وذراعك رفيعة وأيديك يارب تقدر تعمل كل حاجة شوف كدة. + دانيال النبي دانيال لما أترمى في جب الأسود والملك نادى عليه فينك ويرد " إلهي أرسل ملاكة وسد افواه الأسود " هو انت شفت الأيد؟ عينه شافت كدة وفى واحد كده يقف خائف ومرتعد الهى ارسل ملاكه وسد افواه الأسود اليك رفعت عيني ياساكن السماء رفعت عيني للجبال من حيث يأتي عوني" والجبال في الكتاب اللي هما ابطال الايمان لما ابص لقصص الشهداء يقول رفعت عيني للجبال مرة كانت في انسانه مريضة واتعاب في البطن وكانت ماسكة كتاب فيه بعض قصص اللي ذكرت بعض اعمال الله على أيدي القديس البابا كيرلس واخدت الكتاب على بطنها يارب انا واثقه ان واحد من الجبال اللي هو البابا كيرلس يقدر يمد أيده وقد كان "رفعت عيني الى الجبال كيف نتشفع بالقديسين هما الجبال في حياتنا وأبطال السيرة الطاهرة وداود النبي يقول اعوم كل ليلة سريري بدموعي وهو في مخدع الصلا ة دموع التوبة دموع الصلاة ويعوم سريرة اعوم في كل ليلة "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " السماء بتتحدث وتعلن عن مجد الله والفلك اللى هو النجوم وغيرها بتعلن عن عمل الله . +بطرس الرسول بطرس الرسول لما كان شايف المسيح قدر يمشى على المية طيب المياه ليها كثافة ومحدش يمشى عليها وكل قوانين الفيزياء اللي عارفنها ترفض ذلك ولأن عينية كانت تستمد هذه القوة من شخص المسيح قدر يمشى ولكن لما عينيه أبتعدت عن شخص المسيح سقط " ناظرين الى رئيس الايمان " وده سبب حامل الايقونات في كنائسنا ويحطولنا وسطه صليب والقديسين شمال ويمين وطول ما أحنا واقفين جهة الشرق عينينا على هؤلاء كأنهم الصف الأول في السماء الصف الأول القديسين اللى سبقونا على السماء اللى ينادونا نبقى معاهم ، المرأة الخاطئة التى بللت قدمي المسيح بدموعها وسمعان الفريسي كان موجود ولكن واحد نقدها والمسيح طوبها ". وقال لها " مغفورة لك خطاياك" (لو7: 48). وتذمر الحاضرون أدى عين المسيح عين إيجابية نسمع عن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وان الدموع كانت تصنع مجرى على خدوده واثر على خديه والقديس اسطفانوس عندما كان يرجم كان شايف السماء مفتوحه ولا يرى الناس وهى بترجمة وقال " يارب لا تقم لهم هذه الخطية "الخلاصة زي ما بيقول لنا الجزء اللي قريته " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!جسدي يعنى حياتك عينيك شكلها ايه واحنا نستعد لنهاية السنة القبطية والنهاردة عيد العذراء وبنأخذ منها النظرة الإيجابية استغل هذه الفرصة وراجع حياتك هل عينيك بتتعبك وعينيك مدخل للخطية وسبب في سقوطك ايه رأيك خذ عهد امام الله قول له يارب أنا هرفع عينيا ناحية السماء وعايز يارب تكون عيني إيجابية وتنظر للحياة ولا اقصد المجال الكنسى أو الخدمة فقط بل كل حياتك وخلى عينيك إيجابية في واحد لو قعد في دير ولم يكن مستعد للحياة الرهبانية يشعر أنه في زنزانة وفى واحد اخر يشعر انه في الفردوس عينيك بتنظر للأخرين أزاي ؟ كلها نظرة سلبية وفى واحد نظرته للناس متوازنة نظرة في مكانها نظرة إيجابية لقطاعات الشباب وقطاعات الأطفال وقطاعات الأسر من فضلك أعرف سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًاإذا كانت عينيك بسيطة نقية إيجابية جسدك كله يكون نيرًا وإذا كانت عينك شريرة يكون جسدك كله مظلمًااوعى تكون عينيك هي مدخل للظلام والسلبيات والخطية والساقطات اجعل عينيك بسيطة ونقية واجعل عينيك دائمًا إيجابية في كل عمل صالح وأذكر دائمًا اختبار داود" رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني "لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 أكتوبر 2018

المسيح إكليل الشهداء

أقرأ بنعمة المسيح جزء من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح التاسع 20 فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. 21 وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ¬ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ للهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ ¬ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22 صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. 23 وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ. 24 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. 25 وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. 26 إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. 27 بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا.” وأحنا في صوم العذراء مريم دائمًا نتذكر مقدمة قانون الايمان ” ومثل ما ذكرت منذ اجتماعان من أسبوعين تقريبًا أن قانون الأيمان الذى يحكم ويحفظ الايمان وضع في المجامع المسكونية وضع الجزء الأول ثم الجزء الثاني ثم في الجزء الثالث الذى نسمية مقدمة قانون الأيمان ” نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة، والدة الإله، لأنك ولدت لنا مخلص العالم, أتى وخلص نفوسنا. المجد لك يا سيدنا و ملكنا المسيح, فخر الرسل, إكليل الشهداء, تهليل الصديقين, ثبات الكنائس, غفران الخطايا. وهذا القانون بيهتم بأمنا القديسة مريم ووضع في زمن القديس كيرلس عمود الدين ولما بنصلي قطعة نعظمك يا أم النور الحقيقي بنقول المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح + فخر الرسل + إكليل الشهداء + تهليل الصديقين + ثبات الكنائس + غفران الخطايا بنضع خمس صفات رئيسية تشرح لنا كيف أن المسيح يعمل في حياتنا وهو المركز في حياة كل انسان مسيحي “فخر الرسل, إكليل الشهداء, تهليل الصديقين, ثبات الكنائس, غفران الخطايا” ودائمًا رقم “5” يعبر عن القوة ويعبر كيف ان المسيح مركز حياة الانسان فبنقول فخر الرسل أعطي مجموعة الإباء الرسل أكليل الشهداء وتهليل الصديقين وثبات الكنائس يخصنا ككنيسة وغفران الخطايا تمثل كل انسان في مغفرة خطاياه علشان كده هذه المنظومة الخماسية هي مجال تأمل جيد واحنا في صوم العذراء وتكلمنا عن المسيح فخر الرسل وحطينا “آية (2 كو 10: 17): وَأَمَّا: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ” + والنهاردة أتكلم وياكم في ” المسيح أكليل الشهداء ” كلمة أكليل هي ترجمة لكلمة ” اسطفانوس “فكلمة اسطفانوس معناها اكليل وبنسمي اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء فكأن أسم على مسمى حمل أكليل الشهادة لكن علشان أقرب لكم الصورة أكثر الجزء اللى قرأته فيه القديس بولس الرسول بيكلم أهل مدينة كورنثوس ومدينة كورنثوس هى مدينة تشبه مدينة الإسكندرية عندنا في مصر وهى مدينة ساحلية ولكن هذه المدينة كانت من أكبر المدن الرومانية زي روما كدة وكانت هذه المدينة تشتهر بالمسابقات الاوليمبية وأهمها مسابقة الجرى… كان عندهم ميدان بيجروا فيه وزمان مكنش في عندهم (stop watch) لكن كان بيبان بالعين اللى بيجرى بسرعة واللي يجرى مسافات أكثر فيعطونه أكليل فكان هذا الإكليل حاجه من الاثنين (إكليل صغير يوضع على الرأس أو إكليل كبير يلبسه مثل إكليل ورد) وكان عادة يصنع من أشجار الزيتون لأنها أشجار معمرة والزيتون له فوائد غذائية متعددة وبالتالي كانوا يسموا إكليل ” الغار أو الانتصار” وكلمة إكليل معناها كده وهنا القديس بولس الرسول يستعير هذا المشهد الرياضي اللى بيتم في هذه المدينة باستمرار ويعيده على المؤمنين ولكن بتطبيقه الروحي” أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا” كلهم بيجروا واحنا في الأرض بنسابق علشان نجري للسماء وبينقل المعنى ولكل واحد يأخذ إكليل ” والجعالة التي تجعل وهى المكافأة وبيجروا كثيرين لكن مين اللى هيوصل ومين اللى هيأخذ الجائزة ؟ هنا السؤال ولأن الشهداء في مقدمة المدينة يصلون للسماء علشان كدة بنصلي ونقول المسيح المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح + فخر الرسل + إكليل الشهداء من هنا جه التعبير ده ” هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا” يعنى جاهدوا روحيًا لتأخذوا الاكليل ويحطها في قانون رائع يصلح لكل انسان وبالأولى في حياتنا الرهبانية ” وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ “طالما بنجاهد روحيًا وطالما حياتك قدامها السماء تجاهد للسماء ومن يجاهد للأرض يصل للتراب والتراب ليس جائزة والذى يجاهد يكون له نصيب في السماء . ” أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى” إكليل يفنى من الورق والورق هينشف ويتلم وتخلص الحكاية ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى اما نحن صيغة الجمع التي تظهر التحويل الروحي والمعنى الروحي مش ورق شجر ومش شوية اغصان ولا في شوية أكاليل وردية وأرجوك خد بالك بولس الرسول بيتكلم عن نفسه وكمان عن ما يهمنا نحن المؤمنين وكأناس نسعى نحو الملكوت ، إِذًا، أَنَا أَرْكُضُ هكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ، مش بجرى وبس من غير يقين ولا غير هدف بل بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، واقمع كلمة قوية جدًا مفيش بلاغة أكبر من كدة ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا ويوصف لنا الذين ينالون اكليلًا مثال في خطة استشهاد ال 49 شهيدًا شيوخ برية شهيت والقصة دي حصلت أحداثها في دير القديس أبو مقار وكان مندوب الملك ثيؤدوسيوس وكان وياه ابنه ولما وصلوا والبربر هجموا على شيوخ البرية وماتوا واستشهدوا وبعدين مندوب الملك ثيؤدوسيوس وابنة شافوا هذا المنظر الرائع أن كل شهيد من ال 49 توضع على رأسه أكليل منير فتقدموا للاستشهاد أيضًا وكثير من سير الشهداء يوضحوا لنا هذه الاكاليل التى يحصل عليه الشهداء واحنا في كنيستنا بنحط مرتبة الشهيد مرتبه عليا وبعد ما نتكلم عن أمنا العذراء ونتكلم عن يوحنا المعمدان باعتباره السابق للسيد المسيح ونتكلم عن الإباء الرسل بالطبع يجي مكانة الشهداء يعنى لو عندنا كنيسة هنحط عليها اسمين اسم البابا اثناسيوس وهو بطريرك عظيم واسم القديسة الشهيدة دميانة وهى شهيدة مصرية ولما نيجى نكتب اسم الكنيسة نكتب دميانة الأول وبعد كده البابا اثناسيوس بطريرك عظيم الشهيد الأول قبل الناسك وتصير اسم الكنيسة الشهيدة دميانة والبابا أثناسيوس ده مثال بسيط . وبولس الرسول يقول ” قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ” الشيء الأساسي الذى يجب ان تعلمه ان الشهيد قبل أن يصير شهيًدا هو كان شاهدًا بحياته للمسيح وده تعريف لازم نحطه قدامنا والشهيد مش بيجى من يوم وليله لكن الشهيد قبل ان يصير شهيد وسفك دمه هو كان شاهد بحياته للمسيح ، تقول أبانوب الصغير كان شاهد اقولك طبعا حتى بانت في المحاورة الأخيرة وهو بيتكلم عن نفسه ومارينا الشابة شاهده المسيح والشهيد القديس بوليكاربوس كان عنده 86 سنة وطلبوا منه ان ينكر المسيح فرفض وقال ” إن لي 86 سنة وأنا أخدم المسيح” وعندما رفض قدموه للوحوش لتأكل لحمه وأوصى أولاده ليأخذوا بقايا ويعتبروها وأولاده عملوا كده . يا أخواتي الأحباء هذه ليست قصص للانبهار او للفخر فقط بل هي قصص للحياة لتعلمنا . يعنى ايه اكليل الشهداء ؟ يوجد ثلاثة أنواع من الأكاليل ممكن ان تشكل هذا المعنى. النوع الأول : إكليل البر وبولس الرسول يقول ” قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ” واكليل البر يعنى اكليل حياة الفضيلة اليومية الانسان الذي يحيا في البر دائمًا ” آية (2 بط 1: 5): وَلِهذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وتعنى حياة الفضيلة اليومية الكلمة اللى بتقولها السلوك اللى بتسلكه علاقتك بالأخرين وهدوئك وصمتك لما بتبقي لوحدك كيف تكون افكارك تقديم مساعدتك وتقديم يد المعونة وأيضًا الرحمة التي في قلبك لا تغتاب الاخرين في واحد يحط في باله تشويه الاخرين او مسك السيرة او نقل الاخبار وكل دى خطايا تعدى على الانسان ومبياخدش باله من نفسه اكليل البر يعنى اكليل الفضيلة اليومية تصور حد يطلب حاجه تقول له لا ” لا تمنع الخير عن أصحابه ” او انسان بخيل حطوا صفات لا تنتهى المقصود ان تحيا حياة البر وتكون شاهدًا في حياة الفضيلة والفضيلة معناها جاي من فعل يفيض أي يزيد في حياته الصفات الجيدة حنيتك طيبتك رغبتك ان تساعد وتفرح الاخرين قلبك يتسع باتساع المسكونة التي تعيش فيها ويا ترى بتحمل خصام ولا كره او ضغينة او شحنه انتقام وحياة الفضيلة تمنع كل هذا في واحد عنده انسياب في الكلام وفى واحد يحلف بأغلظ الإيمان ولكنه لا يكون صادقًا ياترى انت ايه ؟ احكم على نفسك كويس ، علشان كده بنصلى ونقول “يارب جميع ما اخطأنا به اليك في هذا اليوم ان كان بالفعل او بالقول او بالفكر او بجميع الحواس فاصفح واغفر لنا من اجل اسمك القدوس ” إكليل البر يعنى الذي يعيش في الفضيلة وحياته نقيه وجيده حتى في الفكر. النوع الثاني: إكليل الحياة واكليل الحياة المقصود به أكليل الأمانة الكاملة الأول الفضيلة ثم الأمانة أمانة الانسان ” كن أميناً إلى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة ” ( رؤ 2 : 10 ) وهذه الرسالة موجه لكل واحد فينا لكل انسان كيف ما يكون وضعه أو سنة أو نوعه . “آية (يع 1: 12): طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.” وموضوع الأمانة في غاية الأهمية وعكس الأمانة كلمة قاسية جدًا وهى الخيانه واكليل الحياة يعنى اكليل أمانتك انت في اسرة أمانة زوج مع زوجته او أمانة زوجه مع زوجها وأمانتهم أتجاه أولادكم امانتك في التربية والتنشئة والتسليم والاهتمام وامانتك في القدوة والصورة التي تمثلها أمام بنتك جوة الاسرة وانت خادم في الكنيسة خدمتك من اول مدارس الاحد ومن اول فصول الملائكة والحضانة أمانتك معهم للوصول للمسؤوليات الكبيرة امانتك في درسك وتحضيرك وعلاقاتك معهم وممكن كلمة وحده تصدر من خادم يكون معثره لأعداد من البشر وتمتد العثرة أجيال واجيال امانتك كخادم امانتك في عملك ومسؤوليتك ومقدار الأمانة التي تقدر ان تقدمها وتشعر ان الله يراقبك وربما الله وضع بداخلنا الضمير ليكون صوت من عنده علشان الانسان يعرف ماشي أزاي؟ وعندما ننال نحن سر المعمودية وسر الميرون وسر الاعتراف وسر التناول ونعيش الحياة الكنسية يصير الانسان اكثر حساسية تجاه الخطية والواحد ذمته ازاى هل عاملة زي الاستك ؟ ولكن فى انسان واضح وأنا لا اتحدث عن الانسان المتزمت ولا الانسان المنغلق وأيضا لا اتحدث عن المسيب، وهل انت أمين في قرارتك في واحد يأخذ القرار اللى يهمه شخصيًا وفى واحد يأخذ قرار للمصلحة العامة ولو اخترت ان تكون راهبًا او مكرسًا هل انت أمين في رهبنتك هل أمين في تكريسك الأمانة دي اللى هتقف بيها قدام ربنا وسيأتي يوم وتسمع صوت الله يقول الله اعطنى حساب وكالتك عملت فيه ايه؟ ومثل اللى أخذ 10 وزنات واللي أخذ 5 وزنات واللى أخذ وزنه واللى أخذ 10 وتاجر بهم وفاز ولا اللى اخذ وزنه ولم يفعل بها شيئَا وتصرف بلا حكمه ، هذا إكليل الحياة وهذا اكليل الأمانة الكاملة التي يعيشها الانسان . النوع الثالث: أكليل المجد اكليل المجد “ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه” وآية (رو 8: 18): فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا ، (2كو4: 17) “لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل . اكليل المجد هو اكليل نوال الكرامة السماوية تفتكروا حياتنا على الأرض وتنتهى بعد عمر شاءه الله وبعدين نصيبه ايه في مصريتنا وتاريخنا المصري كانوا يؤمنون جدًا بالخلود وعندما تقرأ عن أخناتون قبل المسيح كانوا يؤمنوا بالخلود وكانوا يحنطوا الانسان ويستأصلوا كل شيء بداخله الا القلب لانهم كانوا يؤمنوا ان القلب له ميزان امام الله ولهذا السبب سمى هذا الوادي بوادي النطرون بالتعبير القبطي القديم برية شهيت “ميزان القلوب” والقلب وزنه ايه اكليل المجد اكليل الكرامة السماوية شوف امنا العذراء شوف ابائنا الرسل وشوف الشهداء مارمينا العجائبي والقديسة دميانه وأنظر الى شهداء ليبيا هم شهداء بسطاء جدًا استشهدوا بعيد عن وطنهم تعليمهم محدود وكانوا موجودين هناك من أجل لقمة العيش وعلاقتهم طيبة عاشوا على اللى تعلّموه وهما صغيرين ويمكن كانوا يقرأوا في الانجيل ببساطة لكن الله وضع لهم أكاليل واكليل الشهداء فخر اكليل المجد ويصير له مكانه في السماء ” لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل “. وزى ماقال بولس الرسول ” فاني احسب ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا”. في الم ؟ اه في الم وكل زمان له الاماتة المتعبة وكل هذه بولس الرسول كتبها في القرن الأول الميلادي ولما تقعد تراجعه كده طول حياتنا المسيحية تجده الامآت كثيرة ولكن ” آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا” وهذا إكليل المجد إذًا يا أخواتي الأحباء عندما نقول نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة, والدة الإله, لأنك ولدت لنا مخلص العالم, أتى وخلص نفوسنا. المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح. وإكليل الشهداء تعنى إكليل البر وإكليل الحياة وإكليل المجد وتعنى أيضًا إكليل الفضيلة اليومية وتعنى إكليل الأمانة الكاملة وتعنى إكليل نوال الكرامة السماوية . لا تترد ان تكون واحد من هؤلاء زي ما قلت الشهيد قبل ان يكون شهيد هو كان شاهد بحياته للمسيح علشان تنال هذا الاكليل يمكن ان تقبل الباب الضيق في حياتك الباب الواسع لا يؤدى الى السماء بل أدخل من الباب الضيق واحفظ ايمانك نقيًا وأخدم في صمت وتشهد بكلامك وسلوكك وتحفظ مبادئك رغم المتاعب التي تأتيك من الأخرين كل دي سلوكيات حياتنا اليومية التي نحاول ان نحافظ عليها احفظ عبارة بولس الرسول ” قد جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي ، حفظتُ الأيمان ، وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر ، الذي يهبُه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل” حط قدامك هذه الآية وانك مدعو لأخذ اكليل لا يفنى في السماء يعطينا مسيحنا ان يفرح قلوبنا بهذه الاكاليل التي هي عنوان للانتصار وعنوان للفوز الذى يحيا قدميه على الأرض لكن فكره في السماء لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الأبد أمين . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 سبتمبر 2018

ثمار الروح القدس

وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ٢٣وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. (غل 5 : 22). أبدأ اولاً بالتوجه بالشكر إلى محافظ مطروح سيادة اللواء علاء أبو زيد على ترحيبه و كل أجهزة المحافظة. و أعجبنى في سيادة المحافظ أن له رؤية والقائد الذي له رؤية دائماً يكون قائدا ناجحا. كما أشكر السيد اللواء مختار الصنبارى مساعد وزير الداخلية و مدير أمن مطروح و السيد اللواء عادل الطحلاوى مساعد مدير الأمن و السيد اللواء أشرف عبيد مساعد مدير الأمن كما أشكر أيضا الأستاذ سيد إمام سكرتير عام المحافظة و الأستاذ علاء عبد الشكور سكرتير عام مساعد المحافظة و المهندس محمد شريف مصطفى مدير الاستثمار بالمحافظة وكل الأحباء وكل الحضور. ونشكر نيافة الأنبا باخوميوس و كل الآباء الأساقفة المتواجدين معنا وكل الآباء الكهنة وكل الشمامسة وكل الأراخنة وكل الشعب والكورال أيضاً اللي قدم. واحنا في بداية سنة قبطية مصرية جديدة و التى بدأت فى 11 سبتمبر واحتفلنا فيها بعيد النيروز ” عيد رأس السنة القبطية ” كما احتفلنا بعيد الصليب بالأمس ، يجب أننا دائماً فى البداية نضع مبادىء لحياتنا. فالبداية الصحيحة تؤدي إلى نتائج صح و عشان كده أحب أن أكلمكم اليوم عن مبدأ ممكن تضعه لحياتك و المبدأ ده ممكن نسميه ” محبة – فرح – سلام ” .. 1- محبة: كلمة المحبة وهي الركن الأول بيمثل الإنسان الذي يشعر بيد الله التي خلقته ويشعر بمحبة الله في حياته. الإنسان في أيام عمره أحيانا ينسى الحكاية دي ، ينسى أن محبة الله هي التي انسكبت وهي التي خلقته ، فإن سألتك لماذا خلقني الله أجبتك إنه خلقني لأنه أحبني. كما هو مكتوب: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3 : 16). أحب العالم كله لذلك فمحبة الله هي نقطة البداية، إذا عشت أيها الإنسان وقلبك مملوء بمحبة الله أعلم أنك بدأت بشكل صحيح. ولكن انتبه فالمحبة لله ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق. 2 – فرح: إن الفرح الشخصي الذي يعطيه لنا الله لا يستطيع العالم أن يعطيه لك .. سوف يعطيك فرحاً داخلياً حقيقي وهو احساس الرضا و احساس الشبع فأحيانا الإنسان يمتلك كل شيء ولكن نجده غير راضي ودائم الشكوى والتذمر أما الإنسان الذي عاش واختبر محبة فانه يمتلك فرحاً إنسانياً داخلياً. وهو ما يختلف عن فرح الإنسان حينما يقضي وقتا طيبا وسط اصحابه يزور مكان جديد فكل هذه الأشياء سطحية و وقتية أما الفرح الذي من الله فهو دائم . 3 – سلام: إذا اختبرت الحب الإلهي وعشت الفرح الشخصي ستصل إلى الركن الثالث و هو السلام الإجتماعي و تستطيع أن تصنع سلاما فى الأسرة وفى العمل وفى المجتمع. … لماذا يصعب على الناس صنع هذا السلام ؟ لان قلبه ليس فيه فرح شخصي ولم يختبر محبة الله ولكن طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون .. هناك نوعان في الصناعة صناعات خفيفة و ثقيلة و لكن النوع الأصعب هي صناعة السلام ، فالإنسان الواعى هو هو الذي يستطيع أن يصنع سلاما فى كل عمل صالح. فبكلمة حلوة تكسب ناس كتيرة ، بكلمة تشجيع تكسب ناس كتيرة وبروحك الحلوة تستطيع أن تكسب شعوبا ولعل أوضح قصة على صناعة السلام هى قصة أبراهيم و لوط . هذا المبدأ يا أخواتي يصلح لنا جميعاً و لكن لابد أن يكون الثلاث اركان معاً ، ومحبة الله تكون فينا . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 سبتمبر 2018

حياة القداسة

علاقتنا بالقديسين علاقة تجعل السماء قريبة إلى الأرض، ونحن نقول كل يوم في السنكسار: "نعيّد في هذا اليوم بتذكار القديس فلان أو القديسة فلانة"، ولهذا سنتكلم اليوم عن حياة القداسة لكي لا تظن أن القداسة لناس معينين ولكن القداسة لنا جميعًا، ولكن كيف؟يقول معلمنا بولس الرسول: «لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ... لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ» (1تس4: 1-7).القداسة كلمة من الكلمات التي نستخدمها كثيرًا. نقول: "قدوس الله. قدوس القوي. قدوس الحي الذي لا يموت..."، والكتاب الذي فيه الوصية نسميه "الكتاب المقدس"، والكنيسة نصفها بأنها "كنيسة واحدة مقدسة"، وفي القداس نمسك في أيدينا كتاب "الخولاجي المقدس"... والإنسان المسيحي حين يعيش في هذة الحياة نقول عنه "قديس"، والذي يزور المواضع المقدسة نطلق علية لقب "مقدس"... فما هو موضوع القداسة التي هي للجميع؟أولًا: لابد أن تفهموا أن القداسة ليس بلوغ الحياة المقدسة في كمالها، ولكن القداسة في المفهوم الأرثوذكسي هي الإنسان السائر في طريق الله والمشتاق إلى هذه القداسة، شخص دائمًا لديه اشتياق أن يكون أفضل روحيًا، ولهذا عندما كان القديس بولس الرسول يرسل الرسائل للمؤمنين كان يدعوهم "قديسين" و"مقدسين".ثانيًا: القداسة هي نعمة يمنحها الله لنا من خلال جهادنا وحياتنا الروحية، ويقول لنا في القديس بولس في الآية التي ذكرناها: «هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ»، أي أن الله يريد منّا أن نصير قديسين: الكبير والصغير، القريب والبعيد...ثالثًا: القداسة لا تتعارض مع الطبيعة البشرية، الوضع الأصيل للبشر هو القداسة، فعندما خلق الرب آدم وحواء في كانا في حالة القداسة، ولكن الخطية لما دخلت إلى العالم أفقدت الانسان هذة النعمة، مثلما خلق الله الإنسان صحيحًا ثم يأتي المرض كاستثناء لكن الوضع الأصيل هو الصحة. هكذا نجد أن القداسة ليست شيئًا نصل إليه، ولكن هي شيء نعيشة، وهي الوضع الأصيل لحياة الإنسان والخطية نوع من أنواع الاستثناء في الحياة. القداسة تعني حالة جهاد مستمر ومتواصل، يقول لنا الكتاب المقدس آية جميلة «لأنَّ الجَسَدَ يَشتَهي ضِدَّ الرّوحِ والرّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ» (غل5: 17)، فإذا قاد الجسد حياة الإنسان يتعرض للسقوط، أمّا الروح عندما تقود حياة الانسان فإنه يستمر في النمو والارتفاع.كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة القداسة؟ 1) علّم نفسك كيف تكره الخطية من قلبك الكتاب يقول على فم السيد المسيح إن العالم شرير، لذا علّم ذاتك كيف تكره الخطية، علّم نفسك أن لا تميل للخطية ولا شبة الشر، جميعكم تذكرون كيف تعرّض يوسف الصديق لمتاعب كثيرة، ولكن عندما وقف أمام امرأة فوطيفار وقال هذة العبارة العظيمة «فكيفَ أصنَعُ هذا الشَّرَّ العظيمَ وأُخطِئُ إلَى اللهِ؟» (تك39: 9). أتعلمون لماذا توجد أصوام كثيرة في الكنيسة؟ لكي يدرّب الإنسان إرادته فتستطيع الوقوف أمام الخطية وتقول لا. مشكلة الإنسان أن الإرادة أحيانًا تصبح ضعيفة، وأبسط شيء يمكن أن يشدة إلى الخطية، لذلك فالصوم يعلّمنا مبكرًا كيف نقف ونقول لا. بل حتى في تربية الأطفال، نربي أولادنا بكلمة نعم ونربيهم أيضًا بكلمة لا.2) اجعل لقلبك بابًاقلبك مثل الشارع أو مثل البيت، وهناك فرق كبير بينهما. البيت به باب والشارع لا يوجد به باب، تخيل معي أن بيتك بدون باب، هل تستطيع أن تنام؟ أو أن تحرس أشياءك؟ هل تستطيع أن تستريح؟ اجعل قلبك مثل البيت، ليس كل شيء يدخل قلبك، ولا كل فكرة أو شهوة، ولا كل علاقة. لا تجعل العالم يعيش بداخلك. كنيستنا الجميلة التي هي أمنا، في كل قداس بعدما نقرأ الكاثيليكون تقول لنا "لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يمضي وشهواته تزول"، وهذه نصيحة تقدمها الكنيسة كل يوم. العالم يوجد به موضات كثيرة ولكن الشاطر الذي يعرف أن يختار المناسب له. الإنسان الذي يسير في طريق القداسة يعلم نفسه ان يكون له هذا الباب، مثل قول داود النبي: «اجعَلْ يا رَبُّ حارِسًا لفَمي. احفَظْ بابَ شَفَتَيَّ» (مز141: 3). علّم نفسك أن تعيش في العالم لكن العالم لا يعيش فيك، وليس معنى هذا أن نكره العالم ولكن لا تجعل العالم وكل الذي فيه ينسيك طريقك. الذي يعيش في الشارع فكل من هبّ ودبّ – كما نقول في المثل – يدخله. إذًا اجعل لقلبك بابًا لا يدخل منه العالم إلى قلبك.3) رأس مال الإنسان المسيحي هو المحبة نحن لا نملك إلّا هذه الوصية، وصية المحبة، "أحبوا بعضكم بعضًا". المحبة أحد المعايير الرئيسية التي يتعامل بها السيد المسيح مع البشر، والمحبة كما يقول القديس يوحنا الحبيب «يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللِّسانِ، بل بالعَمَلِ والحَقِّ!» (1يو3: 18). محبة اللسان أرخص شيء، ولكن نحن نحب بالعمل والحق، من كل القلب. مشكلة العالم المعاصر أن المحبة تناقصت جدًا، صار الإنسان جائعًا للحب. وعندما نسمع في الإنجيل السيد المسيح يقول: «جُعتُ فأطعَمتُموني» (مت25: 35)، فليس المقصود الجوع للأكل أو الشرب فقط، لكن أيضًا الجوع للمحبة. يقول القديس أغسطينوس: "حب الكل فيكون لك الكل".العالم يا إخوتي يحتاج إلى هذا الحب، وكل القديسين والشهداء نتذكر لعم هذا الحب الجارف. تحكي قصص الشهداء عن الشهيدين ديديموس وتيودورا. قُبِض على تيودورا لكي تنكر الإيمان بالمسيح فرفضت، فأرسلوها إلى أحد بيوت الخطية، وفي الليل دخل إليها ضابط مؤمن اسمه ديديموس وألبسها ثيابه وهرّبها. وفي النهار عندما اُكتُشِفت الخدعة ساقوا ديديموس إلى ساحه الاستشهاد، وفوجئ الجميع بفتاة تجري نحوه وتصرخ وتقول: "لا تسرق إكليلي"، وكانت النتيجه أنهما اُستُشهِدا في نفس اليوم. الحب الذي ملأ قلبيهما جعل حكايتهما تصل إلى الاستشهاد. إذا أردت أن تعيش القداسة أحبب من قلبك وليس على مستوى المجاملة، حُب المسيح الذي أحبك. المحبة تعني شيئين أساسيين: أن يكون عندك القدرة أن تسامح الآخر، وأن تستطيع أن تنسى الإساءة، أليس هذا ما فعله معنا السيد المسيح؟ كل الذين عاشوا في القداسه عاشوا في هذا الحب الكامل، القداسة تعني الحب، حب غير مشروط.4) الوسائط الروحيةالسماء غالية، ووصولها فيه تعب وجهاد متواصل. هل لك إنجيل وصلوات كل يوم؟ هل لك خدمة وأعمال رحمة كل يوم؟ هل لك ابتسامة تقدمها لكل أحد؟ هل تفرح كل من يقابلك؟ هل تجلس كل فترة وتحاسب نفسك، وتكون لك جلسة مع أب اعترافك؟ إذا كنت بالأمس شريرًا، فلتكن اليوم صالحًا. ابدأ بداية جديدة كل يوم. هل في حياتك التوبة؟ المبادئ الروحية والوسائط الروحية التي نعيشها في ممارسة الأسرار ونتعلمها من الكتاب المقدس، أتُرى نعيشها في خياتنا اليومية أم هناك أشياء أخرى تشغلك؟ لكي تصل للقداسة يجب أن تمارس الوسائط الروحية. حياتك الروحية مثل الصليب، تبتدئ تكره الخطية من كل قلبك، ثم تضع لقلبك بابًا، وتملأ قلبك بالمحبة لكل أحد، ثم يكتمل الصليب في حياتك من خلال الوسائط الروحية التي تربط بينك وبين السماء، وهكذا تصبح حاملًا الصليب في حياتك، وتصير في زمرة القديسين. «هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ»، الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة. كونوا قديسين كما أن أباكم قدوس. في بداية السنة القبطية الجديدة، قل للرب: أنا أريد أن أعيش في القداسة. أنت يا رب أعطيتني نعمًا كثيرة، وسترت عليَّ في أشياء كثيرة، وباركت بيتي وأسرتي وكنيستي وعمري وعملي. وأعطيتني يا رب هذه السنة لأحيا فيها بالقداسة. ساعدني يا رب، وأعدك أن أكره الخطية من كل قلبي، وأن يكون لقلبي باب يحرسه، وأن أملأ قلبي بالمحبة، وأعيش بالوسائط الروحية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 سبتمبر 2018

صفحة من التاريخ الكنسى المصرى المسيحى. معنى روحى مع بداية السنة القبطية.

” اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.” (كورنثوس الاولى 13: 8-13) اليوم سنتأمل فى: صفحة من التاريخ الكنسى المصرى المسيحى. معنى روحى مع بداية السنة القبطية. فى القرن الأول الميلادى كانت مصر ولاية رومانية مستعمرة، فى منتصف القرن جاء مارمرقس إلى مصر وبدأت الكنيسة القبطية المصرية وكانت الكنيسة أقدم مؤسسة شعبية واحتوت كل الكيان المصرى واستوعبت كل مصركانت البلاد مستعمرة ولكن المؤسسة الكنسية كانت مستقلة، فلذلك نقول بكل فخر ان بلادنا استعمرت من بلاد كثيرة لكن الكنيسة القبطية عاشت مستقلة وصمدت فى مواجهة الاضطهادات الرومانية والبيزنطية. وقد عاشت الكنيسة تحتضن الإيمان المسيحى الذى ينادى بالتوحيد ( بالحقيقة نؤمن بإله واحد … ) الإيمان بالله الواحد والتعبير عن هذا الإله الواحد فى شعار المسيحية : ( الله محبة ) الإله الواحد المحب. فلهذا الكنيسة القبطية المصرية هى أقدم كنيسة، مستقلة رغم الاستعمار، إيمانها يعتمد على الله الواحد، كنيسة شعارها ” الله محبة “” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ ” (رسالة يوحنا الاولى 4: 7،8) الله خلق الخليقة وعلى قمتها الانسان فصار الانسان هو تاج الخليقة وقد أصبحت مصر نموذج للجنة ” كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ ” (تكوين 13:10) كما أنه مكتوب فى إشعياء “مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ” فبهذا بارك الرب الأرض والشعب، لذلك فى كل قداس نصلى من أجل أرض مصر وشعبها. لهذا صار لدينا حياة لها ثلاثة أركان: النيل الذى يمر وسط البلاد: هو أبونا الأرض على ضفتى النيل: هى أمنا الانسان المصرى: ابن النيل وابن الأرض فلذلك صارت مصر لوحة الهية بارعة الجمال وسط كل شعوب الأرض يجب أن نعلم أن الكنيسة القبطية المصرية قد عاشت ستة قرون قبل دخول العرب إلى مصر تحتضن كل الشعب المصرى وصارت الكنيسة هى المدرسة الأولى التى تعلم حب الوطن وحب الأرض وحب الانسان وحب النهر. لذلك فى وسط القداس نذكر الزرع والهواء والأرض “اصعدها كمقدارها كنعمتك، فرح وجه الأرض ليرو حرثها ولتكثر أثمارها. أعدها للزرع والحصاد (للأرض)، ودبر حياتنا كما يليق(للانسان). بارك اكليل السنة بصلاحك (اكليل السنة المقصود به الحصاد) من أجل فقراء شعبك، من أجل الأرملة واليتيم والغريب والضيف، ومن أجلنا كلنا نحن الذين نرجوك ونطلب اسمك القدوس. لأن أعين الكل تترجاك، لأنك أنت الذي، تعطيهم طعامهم في حين حسن. اصنع معنا حسب صلاحك، يا معطيا طعاما لكل جسد. املأ قلوبنا فرحا ونعيما، لكي نحن أيضا إذ يكون لنا الكفاية في كل شئ، كل حين نزداد في كل عمل صالح.” لأن الله فى المسيحية محبة، ولأن الله خلق الانسان على صورته ومثاله، فالانسان يصبح بدوره محبـــة. فالانسان المسيحى لا يعرف إلا من سلوك المحبة. وتعاليم الكنيسة فى كل صورة ولكل سن وفى أى زمن هى تعاليم قائمة على المحبة. لذلك الكنيسة تصلى من أجل المرضى والمسافرين والحزانى والعاملين فى كل موقع ولأجل طمأنينة البلاد والهواء الحسن والمدن والقرى والمنازل والبيوت والاديرة والماء والزرع والثمر وحكام البلاد والعائلات والايتام وكل البشر. عام 284 م قد بدأ دقلديانوس عصر الاضطهاد وفيه استشهد الاف من المسيحيين، فتأخذ الكنيسة السنة الزراعية القديمة عند قدماء المصريين وتحولها للتقويم القبطى، الذى نحتفل بمرور 1733 عام عليه. عندما دخل العرب إلى مصر حدث ما يسمى بالتعدد الدينى، بعد أن كانت فرعونية ثم مسيحية ثم إسلامية، صارت مصر تعيش بهذا التعدد. فأصبحت مصر نموذج رائع أمام العالم للتعايش. كيف يعيش الانسان ويتحامل ويحيا، حيث انه لا يمكن ان يستغنى الانسان عن الاخر. اليوم كيف نحتفل ببداية سنة قبطية جديدة؟ كيف نعيش كنيستنا بتاريخها القوى؟ أساسيات الحياة المسيحية كما قال عليها القديس بولس الرسول: “أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.” نقيس انفسنا فى بداية السنة القبطية الجديدة من خلال ثلاثة نقاط: إيمانك: هل نظرة الإيمان لدينا نظرة قوية؟ أم ايماننا بدأ ان يضعف ويبهت ويغيب ؟ الإيمان القويم الذى عاشته الكنيسة خلال عمرها (أكثر من 20 قرن) ومازلنا نتمتع بهذا الإيمان .. ولكن هل فى حياتنا اليومية نعيش ذلك الإيمان ونشعر بيد الله التى تعمل ؟ هل نعلم أن الله ضابط الكل هو الذى يدير حياة البشر ؟ هل الوعود الكتابية حاضرة أمامنا ؟ هل نشعر بذلك الايمان القوى ؟ الإيمان هو اليقين بحضور الله فى الزمن وفى الحياة باستمرار. إن كنت انسان أمين فى حياتك وتشعر بهذا الإيمان ستجد الله يصنع معك عجبا. المحبة: ما هو شكل المحبة فى قلوبنا؟ العالم هذه الأيام جائع من الحب، صار الانسان يعتمد على الالات والاتصالات وجف قلبه من المحبة. كيف يكون الانسان منبع للحب ؟ يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: “أى مصباح بلا نور وأى مسيحى بلا حب ؟” ايها الانسان لقد أوجدك الله لكى تصير مصدر للحب. ومن يعتمد على المحبة يعتمد على الله ومن يأخذ المحبة طريقا له فهو يأخذ الله وينجح فى طريقه. الرجـــاء: هل لدينا رجاء؟ أمل؟ عنصر التشجيع؟ ام نترك انفسنا للمحبطين واليائسين وليس لدينا رجاء ؟ “يا رجاء من ليس له رجاء، معين من ليس اه معين “ داود النبى تعرض لمخاوف كثيرة ولكنه قال “اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟” يكون لدينا رجاء لأن لدينا ثقة أن الله يقود كل شىء فى حياتنا. لمراجعة إيمانك: عبرانيين 11 لمراجعة محبتك: كورنثوس الاولى 13 لمراجعة رجائك: رؤيا 2 قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
31 أغسطس 2018

اشكروا فى كل شيء

لماذا نشكر الله ؟ ولماذا يوجد آخرين لا يشكرونه؟ وأجاب قداسته على السؤال الأول بأن أهم شيء يجب أن نشكر الله عليه هو أنه خلق الإنسان مميز عن كافة المخلوقات بالعقل وأوجده وأعطاه الحياة وتوجه ملكا على الخليقه كلها لأنه يحبه ، مشبها بفنان يرسم لوحه بارعة ، وصار الإنسان كائنا عاقلا عاملا بيديه ، ثم أعطاه الحرية وصار مميزا عند الله ،وأعطاه الله أيضا نعمة الخلود أو الحياة الجديدة. ونشكر الله على أنه أعطانا نعمة العيش بمصر تلك البلد العريقة التاريخية التي يعرفها العالم كله والمسيح اختار مصر لتكون البلد الوحيد الذي يزوره. هذه نعمة كبيرة نشكر الله عليها”. وأضاف قداستة: “نحن نشأنا على هذه الأرض ذات التاريخ العريق ونحن مرتبطون بنهر النيل الذي أعطانا الحياة وهو يعلمنا الشكر والصلاة، والفراعنة جعلوه إلها”. وتابع قائلا “نعتز بمصر وكلنا نعرف الزعيم مصطفى كامل الذي قال لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ونحن نشعر بهذا الأمر في الغربة لأنهم ينظرون للمصريين بانبهار لأن بلدك له حضارة 7 آلاف عام ويشتاقون لزيارتها ومعرفتها. وارجع قداسة البابا فى عظتة أسباب وجود أناس لا يشكرون الله إلى عدة أسباب وهي: النسيان والتذمر والمقارنة الظالمة. وقال: بعض الناس ينسون دائما عمل الله فى حياتهم ويجب دائما أن نسبح الله باعماله مثل ماقال داود النبى “أخبر باسمك إخوتى” الذى يخبر دائما بنعم الله وبركاته فى حياته. ويجب ألا ننسى أبدا أن نعم الله دائمة فى كل صباح. والسبب الآخر فى أن الإنسان لا يشكر هو التذمر. “الإنسان المتذمر دائمًا ينسى نعم الله بحياته، ولذلك تعلموا الشكر في حياتكم حتى تروا البركات” موضحا أن الإنسان كثير الشكوى والتذمر في حياته هو سلبي لا يدرك معنى الإيجابيات التي يمنحها له الله في حياته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل