المقالات
02 مايو 2025
“قوة محبة المسيح”
المسيح قام بالحقيقة قام … نحتفل هذا العام بعيد قيامة السيد المسيح، فى وسط عالم ملىء بالحروب والصراعات، عالم يبحث عن مصالحه الشخصية، ولا يبحث عن الآخر، عالم فرغ قلبه من الحب ويتباهى بالقوة. «القوة « من الكلمات المبهرة فى الحياة الإنسانية، وهى كلمة واسعة المعانى وعديدة الأبعاد والمجالات.. فهناك قوة العلم والمعرفة والمعلومات.. وهناك قوة المال والثروة والكنوز.. وهناك قوة البدن والصحة والعضلات.. وهناك قوة الفكر والأدب والفلسفات.. وهناك قوة النسك والزهد والتقشف.. وهناك قوة السيطرة والاستحواذ والتحكم.. وغير ذلك كثير ونوعيات.. ربما يصعب حصرها.. وذات يوم تساءلت: ما هى أعظم قوة فى حياة الفرد؟!.. أو حياة المجتمع؟!.. أو حياة الشعوب؟!
وشغلنى السؤال وأنا أقرأ فى كتب التاريخ وقصص الزمان، ووجدت أن كل أنواع «القوة» تظهر على مسرح الزمان وتستمر وقتًا ثم تنتهي. وهكذا كانت الممالك والإمبراطوريات الكبيرة والجيوش العتيدة.. وهكذا كان الملوك والأباطرة والطغاة، ومن كان ديكتاتورًا فى زمنه وانقضى ومن كان متميزًا ومشهورًا فى جيله وانتهى.. ومن صار علامة فى حياة البشر إيجابًا أو سلبًا.. حتى إن سليمان الحكيم يقول فى سفر الجامعة: «بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.. مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِى يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟» (1: 2، 3) ويظل التساؤل: ما هى أعظم قوة فى حياة الإنسان؟ وما هى هذه القوة التى تحمى الإنسان من السقوط فى الخطأ؟!
إنها قوة المحبة التى يسكبها الله على الإنسان فى صورة الغفران من الخطايا والذنوب، ويأخذها الإنسان ليقدمها إلى أخيه الإنسان فى صورة التسامح، والمسامحة، أمام الإساءات والتعديات الكثيرة. وقبيل صعود السيد المسيح إلى السماء بعد قيامته ظل أربعين يومًا يظهر لتلاميذه قائلاً: «هكَذَا كَانَ يَنْبَغِى أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ…» (لو 24: 46، 47).
أمام الخطايا يظهر إله الغفران المحب: «إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً» حتى إن موسى النبى يصلى ويقول: «إِنَّهُ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةُ وَاغْفِرْ إِثْمَنَا وَخَطِيَّتَنَا وَاتَّخِذْنَا مُلْكًا» (خروج 34: 6-9). إن الإنسان يعيش فى عالم ملىء بالجروح والمشاعر السلبية والإساءات التى تصيبه من الآخرين، وتكون النتيجة هى إصابته بمشاعر المرارة والغضب والقلق والخوف والظلم والاكتئاب والانتقام وكل هذه الجروح والمواقف تسبب له حالة إحباط نفسى يختلف من وقت لآخر. وهذا يؤثر على جسده ونفسه وروحه وبالتالى على سلوكياته وتصرفاته سواء فى البيت أو الكنيسة أو المجتمع وتنشأ عنده حالات الكراهية واليأس والانطواء وغياب الفرح مع أعراض أخرى مدمرة قاسية.. ولا يجدى مع ذلك النسيان أو الإنكار أو الابتعاد.. ويقف الإنسان حائرًا ماذا يفعل؟!
والإجابة هى بتقديم المحبة للكل ومسامحة الكل. إن قوة المحبة من خلال التسامح هى المنقذ الوحيد للخروج من هذه المشاعر السلبية، التى شعرت فيها النفس بالإيذاء العميق. ومعروف أن الشريعة فى العهد القديم لا تقتصر على وضع حد للانتقام «عَيْنًا بِعَيْنٍ» (خروج 21: 23) ولكنها أيضًا تنهى عن بغض الأخ لأخيه، كما تحرم الانتقام والحقد نحو القريب (لاويين 19: 17-18). وقد تأمل ابن سيراخ الحكيم فى هذه التشريعات واكتشف الرابطة التى تربط بين غفران الإنسان لأخيه وبين الغفران الذى يلتمسه الإنسان من الله: «…اِغْفِرْ لِقَرِيبِكَ ظُلْمَهُ لَكَ فَإِذَا تَضَرَّعْتَ تُمْحَى خَطَايَاكَ..» (سيراخ 28: 2) والقاعدة واضحة جدًا أمام الإنسان؛ أن الله لا يمكن أن يغفر لمن لا يغفر لأخيه. ومن أهمية ذلك أن السيد المسيح وضع هذه القاعدة فى الصلاة الربانية التى نرددها كل يوم حتى لا ننساها.. إن مسامحة أخيك شرط طلب الغفران الإلهى (لوقا 11: 4؛ متى 18: 23). ولذا نجد السيد المسيح يفرض على بطرس الرسول ألا يمل من الغفران (متى 18)، ونقرأ أن إستفانوس الشماس الأول مات وهو يغفر لراجميه (أعمال 7: 10) لأن الذى «يحب» عليه أن يعى أن هناك فعلين يعملهما: أن يسامح وأن ينسى أى إساءة. إن الإنسان المسيحى يجب أن يغفر دائمًا ويغفر بدافع المحبة أسوة بالمسيح (كولوسى 3: 13) ولا يقاوم الشر إلا بالخير (رومية 12: 21). إن السيد المسيح لم يدع الخطاة إلى التوبة والإيمان فقط، بل أعلن أنه لم يأتِ إلا ليشفى ويغفر. وهو ما ظهر جلياً وقت الصلب وهو أصعب لحظات حياة السيد المسيح على الأرض، فقد قدم لنا قوة محبته التى جاء ليظهرها لكل الإنسانية، تجلت من خلال غفرانه للكل، لقد ظهر فى الجسد واهنا ضعيفا مرذولا، ولكنه كان أقوى من جميع البشر حين قال: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو23: 34) ، لقد كان قصد السيد المسيح الأول هو إظهار محبة الله للبشر وقد ظهرت من خلال الصليب المقدس إن مقابلة الخير بالخير هى عمل إنساني، ومقابلة الخير بالشر هى عمل شيطاني، أما مقابلة الشر بالخير فهى عمل إلهي. فالغفران عمل صعب على البشر لأنه ليس من طبيعتهم، ولكنه يحتاج قوة إلهية خاصة نابعة من المحبة التى سكبها الله فى قلب الإنسان المسيحى (رومية 5: 5)، وبها يغفر ويسامح ويغسل قلبه ونفسه من الإساءة ومن المرارة، ولذا نصلى يوميًا: «قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِى أحْشَائِي» (مزمور 50).
لقد قدم السيد المسيح غفرانه للجميع، أفرادا كانوا أو حشودا من الجماهير:
قدم محبه للخطاة: خلال مدة خدمة السيد المسيح على الأرض قابل خطاة لم يحبهم أحد وكانوا عطاشى إلى المحبة، منهم المرأة الزانية التى أحضرها إليه اليهود «فقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ والْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِى زِنًا»، وقالوا له إن موسى أمر برجم الزوانى (تث 17: 5، 6)، فماذا يقول هو. «قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. «أما السيد المسيح فقد تجاهلهم وبدأ يكتب على الأرض بإصبعه، وعندما ألحّوا عليه قال لهم: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ»، فبكتتهم ضمائرهم وابتدأوا ينسحبون الواحد وراء الآخر، وهنا نظر إليها السيد المسيح قائلا «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»، فأجابته بالنفي، «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِى وَلاَ تُخْطِئِى أَيْضًا» (يو 8: 7).
قدم تسامحا مع عشار: اذ كانت فئة العشاريين الذين يحصلون الضرائب من الشعب، فئة مكروهة من الجميع، وكان زكا رئيس العشارين يطلب أن يرى السيد المسيح، وعندما علم أنه مجتاز من أريحا، ذهب إلى الطريق ولكن لقصر قامته لم يستطع بسبب الازدحام الشديد،» فَرَكَضَ مُتَقَدِّمًا وَصَعِدَ إِلَى جُمَّيْزَةٍ لِكَيْ يَرَاهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ مِنْ هُنَاكَ. فَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْمَكَانِ، نَظَرَ إِلَى فَوْقُ فَرَآهُ، وَقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِى أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِى بَيْتِكَ» وأمام هذه المحبة، وَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِى نِصْفَ أَمْوَالِى لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ» وبهذه المحبة قدم الله غفرانا لزكا. (لو19).
قدم غفرانا لجموع هتفت اصلبه تصلبه: كانت الجموع وقبل الصلب بأيام قليلة وعند دخوله أورشليم تهتف له أوصنا لتبن داود مبارك الآتى باسم الرب، متوهمة أنه ملك أرضى، سوف ينقذهم من الرومان، الذين كانوا حكامهم فى ذلك الزمان، ولكن حينما اكتشفوا أنه لن يحكم بلادهم، لكنه يريد توبة ويملك غفرانا، ولن يجزل المال لهم، تغيرت المشاعر ونفس الجموع وأمام بيلاطس البنطى صرخوا اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا، أما هو فقد قدم ذاته على الصليب فداء عن هؤلاء الذين أرادوا قتله.
كما قدم أيضا غفرانا لأفراد ..منهم تلميذ أنكر: ففى أثناء القبض على السيد المسيح فى بستان جثيمانى، هرب تلاميذه، لكن تبعه إلى دار الولاية يوحنا وبطرس الرسولان، أما بطرس فقد كان ينظر من بعيد، ولأنه جليلى ولغته مختلفة عن سكان أورشليم عرفه الخدم من لغته وأشارت جارية عليه قائلة: وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ»! فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَسْتُ أَدْرِى مَا تَقُولِينَ»! ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ»! فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: «إِنِّى لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» (مت26: 73)، لكنه بعد القيامة وحين قابله سأله سؤال واحد وكرره ثلاث مرات «أتحبنى» وأجاب بطرس فى خجل نعم يا رب انت تعلم أنى أحبك، وهنا لم يعاتب السيد المسيح عما مضى بل قال له غافرا كل ما صنعه «ارع خرافى».
وقدم غفرانا للص مصلوب عن يمينه: حين قال له: «اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك» وكانت إجابة السيد المسيح سريعة وفورية «اليوم تكون معى فى الفردوس» لقد غفر السيد المسيح للجميع، لمن جلده ومن اقتسم ثيابه، لمن صلبه ومن أمر بصلبه، غفر بقوة لكل من أساء إليه.
يا صديقي: أن تسامح الإنسان الآخر الذى أساء إليك هو قرارك بإرادتك ورغبتك واختيارك.. ولكن اعلم أن مكسبك كبير للغاية وهو الحصول على قدر أكبر من الرحمة الإلهية والشفاء الداخلى الذى تحتاجه فى حياتك الحاضرة والآتية أيضًا. لتكن صلاتك: أعطنى يا رب طاقة تسامح وغفران لكل من أساء إليَّ.. املأ قلبى بمحبتك فأستطيع أن أحب حتى الذين أساءوا إليَّ فى مشوار حياتي. لا تدعنى أحمل ضغينة ضد أى أحد.. علمنى أن أسامح وأن أغفر وأن أحب رغم الضعف والفكر والميول القلبية الشريرة التى تحاربنى وتبعدنى عن طاعة وصيتك الغالية «اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ» (لوقا 6: 37) وفى هذه المناسبة أهنئ كل الشعب المصرى بفترة الأعياد التى نمر بها الآن، كما أشكر فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على تهنئته الرقيقة وكذلك السيد المستشار رئيس مجلس النواب والسيد المستشار رئيس مجلس الشيوخ والسيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء والقوات المسلحة والشرطة الوطنية وجميع المسئولين الكرام على ارض مصر، الذين قدموا لنا التهنئة القلبية، ونصلى أن يديم الله المحبة، كما نرفع قلوبنا مع صلواتنا لكى يوقف الله كل صراع فى كل مكان فى العالم ويحل الهدوء والسلام على الأرض وفى القلوب، وكل قيامة وأنتم جميعا بخير وفرح وسلام.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
25 أبريل 2025
مائة درس وعظة (٤٤)
قيامة المسيح "فرحتى بك"
"استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح"
(اف ١٤:٥)
"عيد القيامة" هو عيد أعيادنا، وفرح أفراحنا، وبهجة حياتنا العامود الرئيسي في مسيحيتنا وكنيستنا وكرازتنا.
مشاهد القيامة
المشهد الأول: الخروج من القبر
١- النصرة على الموت
المسيح قام بقوة لاهوته وخرج من القبر ولم يكن للموت سلطان عليه، وفي هذه القيامة نسميه البكر "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح،"(أف ٥ : ١٤)
كلمة "الموتى" لها معان كثيرة منها:
أ- أموات في الفكر
مثال لذلك "شاول الطرسوسي" فقد كان إنساناً يعتقد أن ما يصنعه خدمة لله لكن في لحظة معينة عندما ظهر له السيد المسيح في طريق دمشق اكتشف أن هذا لم يكن الطريق الصحيح، تغير وانطلق للخدمة وللعمل وللنشاط كعملاق للكرازة.
ب- أموات في الروح
مثل "زكا" الذي كان يظن أن سعادته في المال وعندما تقابل مع السيد المسيح ابتدأ يرى رؤية جديدة أول فعل صنعه أعطى نصف أمواله للمساكين ثاني أفعاله "إن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف "(لو ۸:۱۹) وقام زكا وتحول من خاطئ وجشع إلى مبشر باسم السيد المسيح.
ج- أموات في القلب
قلبه ميت لا يوجد فيه إحساس بخطاياه أقرب مثال هو "مريم المجدلية" فقد كانت إنسانة خاطئة، وهذه الإنسانة احتلها عدو الخير، وعندما تقابلت مع السيد المسيح أخرج منها سبعة شياطين فتحولت إلى إنسانة خادمة ومبشرة، فقد نقلت أخبار القيامة كأول مبشرة بقيامة ربنا يسوع المسيح.
عيد القيامة فرصة لكي يقوم الإنسان من ای شيء يقيده فرصة للفرح.
٢- النصرة على الشيطان
أراد الشيطان أن يقتنص الإنسان من الله ولكن بالقيامة استرد الله الإنسان ووهب لكل إنسان يؤمن بالصليب أن ينال نصيبه في خلاص وفداء دم ربنا يسوع المسيح.
٣- النصرة على الخطية
كلمة الخروج من القبر بالمعنى الرمزي هى الخروج من قبر الخطايا . فالخطية مثل القبر "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضي لك المسيح" (أف ٥ :١٤) قم من الأموات تعنى قم من قبر الشهرة من قبر الخطية "أين شوكنك يا موت أين غلبك يا هاوية؟" (اكو ٥٥:١٥))
المشهد الثاني: ارتفاع نحو السماء
١- فوق الجاذبية: بعد الخروج من القبر ظهر السيد المسيح ظهورات عديدة عبر الأربعين يوماً إلى احتفالنا بعيد الصعود المجيد "ارتفاع نحو السماء" بمعنى ارتفاع الإنسان نحو السماء، قيامة السيد المسيح كانت ضد الجاذبية الأرضية، والأرض لم يكن لها تأثير عليه والإنسان أيضاً يسمو للسماء.
٢- فوق المعوقات: السيد المسيح في قيامته لم يعطله شئ لا أكفان ولا ظلام ولا خوف ولا حجر كبير ولا أي شيء.
٣-حنين إلى الأبدية: هذا معناه أن الإنسان ليس فقط أن يترك الخطية، بل ينبغي أن يشتاق إلى فوق "لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا" (فى١ :٢٣) هذا الاشتياق يكون على الأرض إنسان عنده باستمرار فضيلة الحنين للأبدية
المشهد الثالث الكرازة وفرحة القيامة
١- الفرح الخادم: تذوق القيامة سبب فرح للإنسان "ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو ٢٠:٢٠)، لذلك يبدا الإنسان ينقل هذا الفرح ويعبر عنه لكل أحد فهناك من يعبر عنه بأن يقدم وقتاً أو جهداً أو فكراً أو مالاً أو رؤية للعمل والخدمة وللكرازة . فكل هذه مظاهر لفرحة الإنسان بقيامة ربنا يسوع المسيح.
٢- الفرح الملتهب: عندما ظهر لتلميذي عمواس "لوقا وكليوباس" لم يدركا المسيح القائم، ولكن بعد أن تركهما وبعد كسر الخبز، قالا" ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا" (لو ٣٢:٢٤) أي أننا كنا نشعر بمشاعر معينة في حضور السيد المسيح، ولكننا لم نعرف كيف نعير عنها.
٣- الفرح الدائم: كلنا نعلم اننا نحتفل بعيد القيامة لمدة خمسين يوماً وهذه الخمسون يوما نعتبرها خمسين يوم أحد ونعيش في فكر القيامة في كل يوم في الصباح عندما نصلى صلاة باكر، وفكر القيامة نعيشه في كل أسبوع في يوم الأحد "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب"( مز ۱۱۸ :٢٤)، وفي كل شهر قبطي في يوم ٢٩ تذكاراً للقيامة، وفي كل سنة في فترة الخمسين المقدسة.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
20 أبريل 2025
الرسالة البابوية لعيد القيامة المجيد
باسم الآب والابن والروح القدس الإﻟﻪ الواحد آمين ﺗﺤل علينا نعمته ورﺣﻤته من الآن وإﻟﻰ الأبد آمين.
إخرستوس آنيستى، أﻟﻴثوس آنيستى اﻟﻤسيح قام، حقًا قام.
أھنئُكم أیھا الأحباءُ بعیدِ القیامةِ المجید أھنئُ كلَ الكنائسِ والأدیرة القبطیة الأرثوذكسیة في قارات العالم: في أفریقیا وآسیا وأوروبا وأمریكا الشمالیة وأمریكا الجنوبیة وأیضًا في قارة أسترالیا وفي مدینة إلھِنا العظیم أورشلیم. أھنئُكم بھذا العید الذي نحتفلُ به بعد أن صمنا ھذا الصوم الكبیر، الصوم المقدس. وھو الصومُ الذي فیه نسكیاتٌ وفیه حیاةٌ روحیة، نمتلئ ونشبع بھا وعندما نأتي إلى القیامةِ وإلى فجرِ القیامةِ تأتي أمامَنا مشاھدٌ كثیرة من ھذه المشاھدِ مشھدُ المریمات وھن یحاولن أن یقدمن الأطیاب ولكن كان یشغلھن ھذا السؤال، من یدحرجُ لنا الحجرَ (مرقس ۱٦: 3)؟
وھذا السؤالُ لیس من عند المریمات فقط ولكنه یواجھنا في حیاتنا الیومیة نواجه موضوعاتٍ كثیرة ومواقفَ كثیرة في حیاة كلِ واحدٍ فینا،وأحیانًا یبقى ظاھرًا في حیاتنا حجرٌ ھذا الحجرُ یمكن أن یكون الخطیة ممكن أن یكون الكسل،ممكن أن یكون الانشغال الزائد بالعمل، ممكن أن یكون ذات الإنسان، ممكن أن یكون الأولویات
وترتیبھا من یدحرجُ لنا الحجر؟ الحجرُ ھنا یمثل صعوبةً أمامَ الإنسان من سیحركھا؟ طبعًا واضحٌ لنا أن
المریمات كن نساءً وقفن أمامَ حجرٍ كبیرٍ كان یسدُ بابَ القبرِ، ولم یكن بسھولة أن یحركنه فكان یسببُ مشكلة ونحن في حیاتِنا الیومیة نواجه مشكلاتٍ كثیرة ویأتي السؤالُ: من یدحرجُ الحجر؟ من یحِلُ المشكلة؟
من یزیلُ ھذه الصعوبة؟ من یفتحُ الطریقَ المسدود؟
أذكَّركم بالشاب الغني (مرقس ۱۰: 17-22) الشاب الغني الذي عاش وذھب لیسألَ المسیحَ سؤالاً جمیلاً
جدًا وقال "مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَیَاةَ الأَبَدِیَّةَ؟" سؤالٌ رائع شابٌ یبحث عن أبدیته وبعدما شرحَ له المسیحُ
أن یحفظَ الوصایا، قال له "ھَذِهِ كُلُّھَا حَفِظْتُھَا مُنْذُ حَدَاثَتِي" فقال له "یُعْوِزُكَ أَیْضاً شَيْءٌ وَاحِدٌ"باقٍ خطوة واحدة ما ھي الخطوة الباقیة؟ "اذْھَبْ بِعْ كُلَّ مَا لكَ وَأعَطِ الْفقُرَاءَ فَیَكُونَ لكَ كَنْزٌ فيِ السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِیبَ". یقول لنا الكتاب: "فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِینًا" (متى ۱۹: 22) كان ھناك حجرٌ أمامَه، وھذا الحجر لم یستطع أن یتخطاه كان غناه ھو الحجر. ویمكن أن أذكِّرُكم بمثل الفریسي والعشار (لوقا ۱۸: 9-14) عندما دخلا للصلاة، الفریسي وقفت أمامه الذات. الذاتُ وإحساسٌ بأنه ھو الأفضل. أما الرجلُ العشار فخرج مُبَررًا،لأنه قال عبارةً واحدةً: "اللھُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ"(لوقا ۱۸: 13) من یدحرجُ لنا الحجر؟
النقطة الثانیة: المریمات بالرغم من أن السؤال شغلْھن وكانت ھناك صعوبةٌ قدامھن، لكن –في الحقیقة- كان عندھن اجتھادٌ، وكان عندھن جھاد ماذا فعلن؟ أعددن الحنوطَ وابتدأن یحضِّرن أنفسَھن وابتدأن یَخْرُجْن ویمشین في الفجر مبكرًا(مرقس ۱٦: 1) لكي یذھبن ویضعن ھذه الحنوط على جسدِ المسیحِ الذي ماتَ على عودِ الصلیب لكن كان عندھن شاغلٌ: من یرفعُ الحجر؟ ھذا السؤال لم یجعلھن یتعطلن. بل حفَّزَھن لیكون عندھن جھادٌ، وعندھن نشاطٌ، وعندھن أملٌ،وعندھن إیمانٌ قويٌ أن ھناك أشیاء ستحدث القدیس بولس الرسول یقول لنا أیةً جمیلةً إذ یقول "غَیْرَ مُتَكَاسِلِینَ فِي الِاجْتِھَادِ حَارِّینَ فِي الرُّوحِ عَابِدِینَ الرَّبَّ" (رومیة ۱۲: 11) وفي سفر الأمثال في العھد القدیم یقول "الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَیْدًا" (أمثال ۱۲: 27) فھذا یعني لو أنك أحضرتَ صنارةً ووضعتھا ھكذا من غیر أن تستعدَ لھا جیدًا، سوف لا تمسك ولا سمكة[واحدة]. في العھد القدیم یأتي أمامَنا موقفُ نحمیا وھو في الأسْرِ أو السبي. فقد أتت لنحمیا أخبار أن بلادَه أسوارُھا مھدومةٌ وأبوابُھا محروقة بالنار وبعد أن أخذ إذنَ الملكِ، ابتدأ یرجع لمدینتِه التي ھي أورشلیم ویحاول أن یبني ولیس لدیه أيُ إمكانیات، فبدأ یقولُ للساكنینَ على محیطِ السور أن یبني كلُ واحدٍ جزءً من السورِ الذي یقعُ أمامَ بیتِه(نحمیا ۳: 28) وابتدأوا یعملون كذلك. وقال لھم شعارًا قویًا إذ قال: "إِنَّ إِلَه السَّمَاءِ یُعْطِینَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِیدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" (نحمیا ۲: 20) یعني أن ھذا النجاح نأخذه من ربنا، ونحن سنقوم ونعمل رغم أن السورَ كان أمامه مھدومًا والأبواب محروقةَ بالنار. ربما كان نفس ھذا الموقف أیضًا مع العذارى الحكیمات (متى ۲٥: 1-13) فقداجتھدن وحضَّرن الزیتَ وحضَّرن المصابیحَ وانتظرن المسیحَ. سھرن، رغم أنھن لم یكنَّ یعرفن متى سیأتي المسیحُ العریس.
الخطوة الأولى: مَن یدحرجُ لنا الحجر؟ ھذه ھي
الصعوبة.
الخطوة الثانیة: الاجتھاد والجھاد.
الخطوة الثالثة: كانت خطوةً طیبة، وھي خطوةُ الحجر المرفوع. وھي یدُ ربنا عندما تعمل. وصلن إلى القبر وشاھدن الحجرَ مرفوعًا (مرقس ۱٦: 4)وأرجوكم أن تتخیلوا مشاعرھن، وفرحتھن الداخلیة بأن الحجر -الذي كان یمثل المشكلة والصعوبة-رفعه السیدُ المسیحُ وقامَ من بین الأموات. وجدن الحجرَ مرفوعًا والقبرَ فارغًا ویدَ الله قد عملت لأجل ذلك وأنتَ أمام أي صعوبة، اعرف أن یدَ ربنِا تعمل. في یوم من الأیام، وقبل القیامة بیومین، كان الصلیبُ یوم الجمعة، وعلى الصلیب صُلب السید المسیح وعن یمینه لصٌ وعن شماله لصٌ، لكي یُحسَب الجمیع كأنھم لصوص. واللصُ الیمین قال عبارةً جمیلة، وأعتقد أنه لم یكن یتوقع نتیجتَھا:
"اذْكُرْنِي یَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ" فكانت النتیجة: "الْیَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لوقا42:23-43) لقد قامَ المسیحُ لیُقیمَنا معه. لأجل ذلك أنت عندما تواجه صعوبة أو مشكلة، اجتھدْ وكنْ أمینًا واعرفْ أن یدَ الله تعملُ وستكون النتیجة مبھرةً بإیمانِك وبرجائِك.
أھنئُكم بھذا العید المجید. أھنئُ كلَ الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكھنة القمامصة والقسوس، أھنئُ الشمامسة والأراخنة والخدام والخادمات، وأھنئُ أیضًا كلَ أسرة قبطیة في كلِ كنیسة وفي أي مكانٍ، وأھنئُ الشبابَ والشاباتِ، وأھنئُ أیضا الفتیانَ والفتیات، وأھنئُ الأطفالَ والصغار. أھنئكم جمیعًا من أرض مصر ومن الكنیسة القبطیة الأرثوذكسیة، ھنا من الكاتدرائیة -كاتدرائیة مارمرقس- في العباسیة بالقاھرة، أرسلُ ھذه التھنئةَ إلى جمیعِكُم، وأرجولكم عیدًا مملوءً بالفرح والبھجة والشعور القوي الذي نشعرُ به في القیامة المجیدة التي نصلي بھا كل یوم في التسبحة ونقول: "قوموا یا بني النورِ لنُسبحَ ربَ القوات" إخرستوس آنيستى، أﻟﻴثوس آنيستى اﻟﻤسيح قام، حقًا قام.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
04 أبريل 2025
مائة درس وعظة (٤٥)
ألقاب المسيح "انتظارى لك "
يدعي اسمه عجيباً، مشيراً، إلها قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام (إش ٦:٩)
الله أراد أن يعد العالم لاستقبال ميلاد السيد المسيح، وأحد هذه الوسائل في الرموز والنبوات
أولاً: الرموز
١- الأشخاص: مثل اسحق الذي كان يرمز لذبيحة الفداء.
٢- الأحداث: مثل العليقة في أيام موسى النبي التي ترمز لأحداث الميلاد ولأمنا العذراء.
٣- الأشياء: الحية النحاسية، والتي ترمز إلى الصليب.
ثانياً: النبوات
على سبيل المثال نقرأ في سفر إشعياء " لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً، وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلها قديراً، أبا أبدياً، رئيس السلام "(اش٩ :٦).
١- يولد لنا ولد:
وليد العذراء وليد المذود
٢- نعطى ابنا
لأنه ابن داود كما نقرأ في سلسلة الأنساب (مت١ :١-١٧) (لو ٢٣:٣-٣٨)
يدعى اسمه
هو الاسم الوحيد الذي لخلاص الإنسان "وليس بأحد غيره الخلاص،"(أع١٢:٤)، كما نقول في القداس "أسمك القدوس الذي نقوله. فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس"
و"اسمه عجيباً" لأن اسم يسوع المسيح بالحقيقة هو اسم عجيب، وهذا الاسم جعل في تقليد الكنيسة صلاة اسمها "صلاة يسوع" أو الصلاة السهمية، وهذا الاسم له كل القوة وكل العمل.
ثالثاً: القاب السيد المسيح
اليهود كانوا يحبون رقم خمسة هو يرمز للقوة مثل قبضة اليد
١- عجيبا
صانع العجائب، عجيباً في توبة النفوس عجيباً في إضفاء الفرحة على كل نفس.
يقول داود النبي "أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك في الأرض كلها،"(مز ۱:۸)
عجيباً لأنه جمع الألوهية مع الإنسانية الله لم يتكلم معنا من بعيد، لم يخلصنا من بعيد، لكنه جاء إلينا وهذا هو قمة امتياز المسيحية، فصار الإنسان قريباً جداً لله فلم يكن حب الله لنا عن بعد لكنه عن قرب فهو حب الاتحاد.
٢- مشيرا:
صاحب الرأي والمشورة، فهو لا يحتاج أن يستشير أحداً، فهو عجيب المشورة الكنيسة تعلمنا أن نقرأ الانجيل باستمرار لنأخذ مشورة، فمشورة الانجيل هى أهم مشوراتك اليومية.
٣- إلها قديرا:
القدير أو الجبار، صاحب القدرة
هذا اللقب خاص بالله وحده إلها قديراً صانع المعجزات معلم الإنسان.
٤- ابا ابديا:
الله هو أبونا بالحقيقة وإلى الأبد كل ما تشمله معاني الأبوة من رعاية وعناية وحماية. لذلك يحارب عدو الخير الإنسان بفكر أن الله تركه ولم يعد يحميه أو يرعاه .الله يكره الخطية لكنه يحب البشر.
٥- رئيس السلام:
رئيس تعنى "ملك " وملك تعنى "مصدر" الله هو رئيس السلام أي مصدر السلام، فلا تأخذ السلام إلا من المسيح ذاته كما قال لنا" سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم انا".(يو٢٧:١٤).الذي يمنع السلام عن الإنسان هو خطية الإنسان.
إذا وضعت هذه الخمسة أمامك تشعر ببركات مجيء المسيح وتجسده من أجلك.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
28 مارس 2025
مائة درس وعظة (٦٩)
شخصيات في الظل
"كن أميناً إلى الموت فساعطيك إكليل الحياة"(رؤ ۲ : ۱۰)
مثلما توجد أسماء في الكتاب المقدس معروفة بالاسم، توجد أيضا أسماء في الظل لأشخاص صنعوا أموراً كثيرة، ولكن لا نعرف اسماءهم نهائيا مثل:
أولاً: أسماء غير مشهورة بين الناس ومعروفة عند الله
عندما نقرأ الكتاب المقدس نجد أسماء مشهورة وتأخذ مساحة كبيرة في الكتاب المقدس، ولكن أيضاً نجد أسماء مغمورة (غير مشهورة ) ولكن بالرغم من أنها غير مشهورة بين الناس أو على صفحات الكتاب المقدس فهي بعملها واثرها الكبير معروفة عند الله. فمثلا عندما نتكلم عن اسم مثل القديس بولس الرسول ستجده مكرراً كثيراً جداً، ومذكوراً في العهد الجديد، ومثل اسم موسى النبي نجده مكرراً ما يقرب من ٧٠٠ مرة في العهد القديم والجديد، وهناك أسماء مشهورة مثل بطرس الرسول ويوحنا وداود وهكذا.
ثانيا: أسماء ذكرها قليل ولكن عملها كبير.
نجد أسماء ذكرها قليل ولكن عملها كبير، وحتى هذه الأسماء الله اعطاها رسالة فبالرغم من أنها غير مشهورة إلا أن لها فعلاً كبيرا مثل امهات القديسين اللواتي أعطين ابناءهن لله، ونحن لا نعلم أسماءهن
ثالثا: اسماء قليلة الذكر ولكنها عظيمة الفعل.
بعض هذه الأسماء قليلة الذكر في الكتاب المقدس ولكنها عظيمة الأثر بالفعل فمثلا اذكركم بيرنابا الرسول الذي لم يأت ذكره في الكتاب المقدس إلا في عدة سطور، ولكن لولا برنابا ما وصلت الكنيسة إلى بولس الرسول وانضم إلى الإيمان وأصبح رسول الأمم. اسم آخر من الأسماء وهو مردخاي الذي ربي طفلة صغيرة أصبحت فيما بعد ملكة عظيمة وهي أستير لذلك اجتهد أن يكون عندك هذه الصفة وهي المسئولية اهتم بالمسئولية حتى ولو كانت صغيرة، وثق أن الله سيعوضك ويبارك تعبك وستفرح بالثمر الذي يمكن أن تقدمه لله مثلما فرح مردخای باستير ابنة عمه التي صارت ملكة، ونسميها "نجمة الشرق" في تاريخها العظيم لا يهم أن يكون للإنسان مكانة أو منصب من الممكن أن يكون غير معروف أو غير مشهور، ولكن هذا الاسم له عمل عظيم، المهم أن تكون لك أمانة الله والرب يقول في سفر الرؤيا "كن أمينا إلى الموت فساعطيك إكليل الحياة " (رؤ ١٠:٢) وهذه الآية تنطبق على مردخای تماما فبالرغم من انه سبي في بلاد غربية إلا انه لم يترك إيمانه. ولما أصبح مسئولاً عن استير لم يترك مسئوليته ورباها تربية جيدة وعلمها جيداً. ولما تعرض لمؤامرات كان ثابتاً على المبدأ، وكان لديه إحساس عال بالمسئولية لذلك نحن نعتبره بطلا من أبطال العهد القديم، رغم أن مساحة ذكر حياته في الكتاب القدس محدودة جداً.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
21 مارس 2025
مائة درس وعظة (٦٨)
كيف ندرس الكتاب المقدس؟
"طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها،لأن الوقت قريب" (رؤ٣:١)
نتعامل مع الإنجيل على النحو التالي
أولا بالروح
هناك شخص يتعامل مع الإنجيل بعقله فقط وهذا الأمر غير سليم، لأن الله روح وهو الذي حث التلاميذ على كتابة الأسفار المقدسة لذلك لا يمكن أن تتمكن من فهم الكتاب إلا بالروح
تحكى كتب الآباء من راهب كان مقصراً في واجباته وقوانينه الروحية وعندما حان وقت نياحته اجتمع حوله الأباء كما هو متبع في البرية، وتعجب الآباء أنهم وجدوا هذا الراهب فرحاً جداً رغم ما يعرفوه عنه من تقصير في حياته فسأله أحد الآباء عن سر هذا الفرح، فقال لاني ساخل السماء فتعجي الاب وساله كيف هذا فقال إنى منذ أن دخلت الرهبنة لم ادن أحداً. وعندما أراد الملاك محاسبتي قلت له الكتاب يقول "لا تدينوا لكي لا تدانوا" ( مت١:٧) وأنا لم أدن أحداً منذ أن دخلت الدير وهنا توقف الملاك عن حسابي بسبب هذه الكلمات الأربع. ثانيا : بخشوع
اقرأ وادرس الإنجيل، بخشوع فلا يصح أن تقرأ الكتاب، وانت منشغل بسماع شيء آخر سأو تقوم بعمل شيء آخر أو تأكل أو تشرب مثلاً او .. الخ بل يجب أن تقرأ الإنجيل بالوقار اللائق به.قبل قراءة الإنجيل في الكنيسة، يقول الشماس قفوا بخوف ورعدة، وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس فالكنيسة تلزمنا أنه في وقت قراءة الإنجيل لا يتحرك شخص من مكانه مهما كان الأمر
احيانا البعض لا يعطى الوقار الكافي لكلمة الله لابد من التفريق والتمييز بين كلام الناس وكلام الله. وقديماً كانوا عند نسخ الأسفار المقدسة عندما تأتي كلمة "الله" يترك من يقوم بالنسخ الكتابة ويذهب للاستحمام ثم يعود لكتابة كلمة "الله" بقلم جديد. وكان يقوم بهذا العمل مع كل مرة تتكرر فيها كلمة"الله" نلاحظ أنه في أثناء قراءة الإنجيل في وجود قداسة البابا، نجد أن البابا يقوم بخلع التاج من على راسه كنوع من الاحترام والوقار، لأن الله يتكلم فالله يكون حاضرا في كلمته
ثالثا: بالصلاة
ينبغي أن نقرأ الكتاب المقدس بروح الصلاة، فلا يمكن الدخول إلى الانجيل إلا من خلال الصلاة فمثلاً في القداس الإلهي فقبل الدخول إلى عمق صلوات القداس نقرا البولس والكاثوليكون والابركسيس والإنجيل، ثم نبدا القداس . لا يمكن أن تفهم أو تعي أو تستوعب أو تعرف كلمة ربنا، إلا إذا دخلتها من خلال روح الصلاة وداود التي يقول "اكشف عن عيني فأري عجائب من شریعتك" (مز ۱۸:۱۱۹) ما أجمل أن تقف للصلاة قبل أن تقرأ الكتاب ولو لدقائق وتقول كما قال داود النبي يارب أعطى عقلاً يفهم، وقلبا يستوعب ما اقرأه، واكشف عن عینی فأری عجائب من شريعتك.
رابعا بالانضاع
يوجد نوعان من البشر
نوع يرى أن عقله يفهم أكثر من الله، ومن هؤلاء يخرج الهراطقة.
أما النوع الثاني فيري أن كلمة الله أعلى وأعمق من أن يستوعبها عقله، وهذا هو الاتضاع قد تظهر أمامنا في بعض الأحيان أمور غامضة، ولا تستطيع استيعابها في هذه الحالة يجب الا نفسرها حسب فكرنا الخاص، وكما يقول الكتاب "لانك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للأطفال" (لو ۲۱:۱۰-۲۸)، فلا يجب أن تتحدى كلمة الله بل تكون في قمة الاتضاع. خامساً بالتطبيق
قراءة كلمة الله ليست للتحضير وللمعرفة فقط لكن للفائدة الشخصية، بمعنى لفائدة الشخص ومعرفته، فما أجمل أن تكون للشخص حصيلة كبيرة من الكتاب المقدس ويطبقها في حياته.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
14 مارس 2025
مائة درس وعظة (٦٧)
لماذا ندرس الكتاب المقدس؟
"اكشف عن عينى فأرى عجائب من شريعتك" (مز ۱۸:۱۱۹)
ندرس الكتاب المقدس لأنه: اولا كتاب الخلاص
يحوى الكتاب المقدس رسالة الخلاص وهذا الخلاص بدا منذ أيام ادم، مروراً بالعهد القديم ثم العهد الجديد قصة الخلاص قد أخذت الاف السنين منذ خطية ادم وحواء حتى مجيء السيد المسيح وتقديمه الخلاص على الصليب، ثم على الصليب قال السيد المسيح "قد أكمل" (يو ۲۰:۱۹)، بمعنى انه قد كملت قصة الخلاص
ثانياً غذاء الإنسان
طعام الجسد مصدره الأرض، من خضروات فاكهة إلخ ومن المعروف عن الجسد انه تراب "لانك تراب وإلى تراب تعود، (تك ١٩:٣) أما الروح التي هي نسمة الحياة فلها غذاء آخر. كما يقول الكتاب "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله". (مت٤:٤)
الإنسان إن لم يأخذ غذاء الجسد سيضعف ويفقد طاقته، ويصبح غير قادر على العمل، أو الحركة، وأيضاً ستضعف مقاومته للمرض، وهكذا الروح أيضا، لذلك الروح تحتاج في كل يوم إلى غذاء
ثالثاً: قانون الأبدية
إن السماء مثل الأرض، ففي الأرض نأخذ مقرراً، لكي ما نذاكره ونمتحن فيه حتى ننجح وهكذا السماء يوجد بها مقرر يجب مذاكرته وفهمه ومعايشته حتى نستطيع النجاح في الأبدية، والكتاب المقدس هو قانون الأبدية المسيح له المجد يقول "من رذلني ولم يقبل کلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير (يو ٤٨:١٢)، فتخيل أن الله يجلس أمامك في يوم الدينونة، ويقلب في صفحات الكتاب ويسألك فيها، وأنت لا تستطيع أن تجيب على اي سؤال
رابعا: رسالة سلام
.السلام هو الاحتياج الأول للإنسان والكتاب يقول "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون ( مت ٩:٥) ولكن الإنسان لا يستطيع أن يصنع السلام، بدون أن يمتلئ هو أولاً بالسلام، ولذلك فإن الكتاب المقدس هو رسالة سلام، ويملا الإنسان بالسلام، ويقول داود النبي "عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي" (مز ١٩:٩٤) ومن الألحان المشهورة في الكنيسة "يا ملك السلام اعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا".
خامساً : رسالة شخصية
الكتاب المقدس هو رسالة شخصية وأيضاً سلاح شخصي، فإن كان الإنسان يسير في طریق به بعض الكلاب الضالة، لابد أن يحمل معه عصا كسلاح له أو شخص آخر يسير في طريق مظلم، فإنه يرشم الصليب، طوال الطريق كسلاح له وهكذا الكتاب المقدس رسالة شخصية. وسلاح أمام الأعداء، فالشيطان في تجربته للسيد المسيح، كان يجيبه رب المجد، في كل مرة بقوله "مكتوب" (مت٤:٤) فالكتاب المقدس، يشبه السن المدبب الذي في طرف السهم والذي هو الجزء الفعال في السهم والكتاب المقدس يعلمنا قائلاً "إن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته (عب٤ :۱۲) وكلمة ، أمضى، تعنى حادة أكثر من كل سيف فالكتاب المقدس هو سلاح الإنسان أمام الخطية، والبابا شنودة له هذا القول الجميل "احفظوا الانجيل يحفظكم الإنجيل".
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
07 مارس 2025
مائة درس وعظة (٦٦)
فهم الكلمة المقدسة
امين تعال أيها الرب يسوع (رؤ ۲۰:۲۲)
اولا مستويات فهم الكلمة المقدسة
١- القراءة اكتشاف
قال أحد الآباء في كل مرة نقرأ الكتاب المقدس، فنحن نبحث عن الكلمة بين الكلمات والمقصود ب" الكلمة" هنا هو ربنا يسوع المسيح و الكلمات، هي كلمات الكتاب المقدس، وكأن من يقرأ الكتاب يبحث عن ربنا يسوع المسيح القراء اكتشاف لأنك تعرف وتبحث ويعجبني من يقرأ الإنجيل بإحساس الصياد فالصياد يجلس امام البحر الكبير، وفي يده صنارة يريد أن يصطاد بها من هذا البحر الكبير وهكذا انت تجلس امام بحر الكتاب المقدس وبهذه الصنارة التي هي الصبر والمعرفة تحاول أن تصطاد لتعرف شخص السيد السيح وتكتشف الكلمة من بين الكلمات أن آخر أيه في الكتاب المقدس تقول امين تعال أيها الرب يسوع (رؤ ۲۰:۲۲)، وكأن عندما تقرأ ای نص أو أية أية او اي سفر، فإن قلبك يقول من الداخل امين تعال أيها الرب يسوع بمعنى اريد يارب أن اراك
٢- القراءة صلاة
يقول معلمنا داود النبي ، وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا (مزا :۲) فيتحول ما تقرأه وما تدرسه وما تعرفه وما تفهمه إلى صلاة لذلك كثيرا ما نقضى فترة مع ربنا في مخادعنا، نقرأ الكتاب قليلا ثم نقف للصلاة نصلى ثم نقرأ الكتاب، فنشعر أن هناك ارتباطا قويا بين الصلاة والقراءة فالقراءة صلاة ويتحول ما نكتشفه في الكلمة المقدسة إلى صلاة لذلك يقول داود النبي في مزموره "بالنهار يوصی الرب رحمته وبالليل تسبيحة عند صلاة لإله حياتي (مز ٨:٤٢) ففى النهار رحمة اله تستر علينا وتقود خطواتنا، وفي الليل وقفة الصلاة والتسبحة وليس المقصود هنا التسبحة المكتوبة، لكن تسبحة الحياة كلها
٣- القراءة حياة
كما يقول الكتاب "فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح" (في ٢٧:١) فالقراءة حياة ولكن ليس للخدام فقط بل لجميع أولادنا في الخدمة، وبلا شك نحن نعاني من ضعف في الكلمة المقدسة عند عدد كبير منا
ثانيا تداريب لقراءة الكتاب المقدس
توجد خمسة تداريب عامة يمكن أن تساعدنا في قراءة الإنجيل وهي:
١- اقرأ بانتظام كل يوم.
٢-اقرأ بنظام بترتيب الاصحاحات
٣- اكتب في كراسة خاصة بك.
٤- استعن بكتب التفسير والشروحات
٥- اقتن الكتاب ليكن لك الكتاب المقدس الخاص بك لكي ما تستطيع ان تضع به علامات.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
28 فبراير 2025
مائة درس وعظة (٦٥)
علاقتي بالكتاب
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته "(عب ١٢:٤).
إن علاقة الإنسان بالكتاب المقدس. تأخذ تدرجاً لطيفاً، ويمكن أن نلخصها في سبع مراحل
أولا: اقتناء الكتاب:
يجب أن يكون لكل إنسان الكتاب القدس الخاص به، مما يجعله يتألف عليه وتكون حروف سهلة أمام عينيه واتذكر اننى كنت في أحد المؤتمرات وعند الاستعداد للعودة، لاحظت أن إحدى الخادمات في حالة تعب شديد، وعندما سالت عن السبب قالت: إن كتابها المقدس قد فقد منها ولاحظت شده حزنها وتأثرها وقد تعجبت من هذا وعندما سألتها: لماذا كل هذا الحزن، سأحضر لك كتاباً مقدساً آخر، قالت كيف ها" إن هذا الكتاب معي منذ حوالي ثلاثين عاماً، إنه عشرة عمر
ثانياً: محبة الكتاب
يجب على كل إنسان أن يحب كتابه المقدس، ويحب المعرفة فيه، والبحث فيه "وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلا" (مز٢:١)، وكلمة "يلهج" تعبر عن أن الكتاب يعيش بداخله.
ثالثاً: قراءة الكتاب:
يجب أن نقرأ وندرس في الكتاب المقدس ونتعمق فيه
"إن جهلنا بالكتاب المقدس هو جهلنا بالمسيح" (القديس جيروم).
"الكتاب المقدس هو فم المسيح" (القديس أغسطينوس)
"عدم معرفتنا بالكتب المقدسة هو علة كل الشرور" (القديس يوحنا الذهبي الفم)
رابعاً: فهم الكتاب
يجب أن يكون لك فهم حقيقي بالكتاب تفهم معانية وأبعاده، فلكي تعرف وتفهم وتعيش داخل الكتاب لابد أن تفهم الكلمة اولا.
خامساً: حفظ الكتاب:
يجب أن تحفظ عبارات ومقاطع وأصحاحات من الكتاب، حتى يمكن أن يقال لك "إن لغتك تظهرك" (مت ٧٣:٢٦)، وبذلك يكون كلامك مملحاً بملح.وداود النبي يقول: "محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتی" (مز ۱۱۹) ونقول في التسبحة "اسمك حلو ومبارك في افواه قديسيك" (إبصالية السبت)، فحفظ الكلمة المقدسة من الأمور المهمة جداً لكل إنسان وهناك عبارة جميلة تقول" من يحفظ المزامير تحفظه المزامير، ومن يحفظ الإنجيل يحفظه الإنجيل" فالحفظ هو أحسن دواء لتطهير الفكر، ولا تنسوا يا احبائى أننا نعاني جميعاً من الأفكار المتعبة التي تحاربنا، فاقوى سلاح يطرد هذه الأفكار المتعبة والمقلقة هو الكلمة المقدسة فإن كانت توجد أفكار ردينة، فالعلاج هو حفظ الكلمة المقدسة، كما أن حفظها يعطى مادة الصلاة ليس الحفظ هو للحفظ، ولكن الحفظ هو صلاة.
سادساً: التكلم بالكتاب
وكما قال داود النبي "أخبر باسمك إخوتي" (مز ۲۲ :۲۲) فتخيلوا معی یا إخوتي إن كان حديثنا مطعما دائما بايات الكتاب، فكم يكون تأثيره؟
المرحلة السابعة والأخيرة، بها يصير الكتاب هو حياة الإنسان، فيصير إنجيلاً مقروءاً من جميع الناس، وهناك آية واحدة فقط في الكتاب المقدس، بدأت بكلمة فقط "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح "(فی ۱ :۲۷) وقد سألوا شخصاً أجنبياً، ما هي افضل ترجمة للكتاب المقدس
فاجاب إن أفضل ترجمة للكتاب، هى ترجمة أمى بمعنى أن أمه، كانت لها ترجمة حية الكتاب في حياتها، وهكذا يجب أن يكون.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد