المقالات

08 مايو 2020

خمس صفات لحياة الإنسان الناجح

يقول معلمنا بولس الرسول: «أخيرًا أيُّها الإخوَةُ افرَحوا. اِكمَلوا. تعَزَّوْا. اِهتَمّوا اهتِمامًا واحِدًا. عيشوا بالسَّلامِ، وإلهُ المَحَبَّةِ والسَّلامِ سيكونُ معكُمْ» (2كو13: 11).وضع لنا بولس الرسول وصفة فيها خمس صفات لحياة الإنسان الناجح، وهو يذكرها في كلمات مختصرة، الكلمات هي: افرحوا، اكملوا، تعزّوا، اهتموا، عيشوا. ولكي أشرح لكم كل كلمة من هذه الخمس، سأضع مقابل الكلمات الخمس، خمسًا أُخَر تشرحها، فيكون موضوعنا كله عبارة عن عشر كلمات.1) افرحوا... بالمسيحأول كلمة "افرحوا"، ونضع معها كلمة "بالمسيح". اجعل دائمًا فرحك الرئيسي بمسيحك الذي تجسد من أجلك، وعلّم وصنع معجزات من أجلك، وصُلِب على الصليب وقام من أجلك. يوم وُلِد السيد المسيح رتلت الملائكة: «المَجدُ للهِ في الأعالي، وعلَى الأرضِ السَّلامُ، وبالناسِ المَسَرَّةُ» والمسرة هي الفرح. وفي تعاليم السيد المسيح قدّم لنا قصص الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال في لوقا 15، وأكثر كلمة تكرّرت في هذا الأصحاح هي كلمه "الفرح". وعندما قام الرب وظهر لتلاميذه، يقول لنا في إنجيل معلمنا يوحنا «ففَرِحَ التلاميذُ إذ رأوا الرَّبَّ» (يوحنا20:20). توجد في الحياة أشياء كثيرة تفرحنا، مثل العمل الناجح، الدراسة التي تحبها، الحصول على مال، نجاح مشروع... لكن اجعل أولًا فرحك بالمسيح المخلص والفادي. ولكن لماذا؟ لأن أهم فرح عند الإنسان هو فرح خلاصه من الخطية، الخطية هي مرض الإنسان الروحي، ولا يستطيع أحد أن يمحوه إلا شخص المسيح، والكتاب المقدس يقول لنا أنه ليس بغيره (أي المسيح) خلاص. والقديس بولس الرسول قال لنا وصية جميلة: «اِفرَحوا في الرَّبِّ كُلَّ حينٍ، وأقولُ أيضًا: افرَحوا» (فيلبي4:4). اجعل فرحك دومًا بمسيحك الذي يبارك طريقك وصحتك وخدمتك وعملك وبيتك وأولادك وبناتك. افرح ولا تسمح لأحد أن ينزع منك الفرح. 2) اكملوا... بالكنيسة وذلك بارتباطك بالحياة داخل الكنيسة، ولا أقصد الارتباط الشكلي، وإنما الارتباط العملي، أي عضويتك الحية في الكنيسة كعضو عامل تمارس سرّي التوبة والاعتراف، والإفخارستيا. أيضًا الارتباط بالكنيسة واجتماعاتها وخدمتها. مرة زرت كنيسة في مصر، ووجدتها في منتهى النظافة رغم أنها منطقة صناعية متربة، فلما تساءلت عن سر نظافتها أعلموني أن عندهم خدمة تُسمى "خدمة المقشات"، فكل اجتماع في الكنيسة يخصّص أربعة من أعضائه لتنظيف وترتيب الكنيسة بعد نهاية الاجتماع، وهكذا جعلوا لكل فرد دور في الكنيسة. الكنيسة ليست ناديًا اجتماعيًا، بل هي موضع الأمور الروحيه والصلوات والتسابيح والترانيم والتعاليم والحياة المرفوعه لله. اكملوا بالكنيسة، فمن يربّي ابنه داخل الكنيسة فهذه تربية صحيحة، وهي أكثر شيء يحفظ أولادنا وبناتنا من العالم. وتربية الكنيسة لا تعني التربية المنغلقة، بل هي شبع بالله داخل الكنيسة، وبهذا لو وُضِع أمامهم عسل العالم، فسيدوسونه بأرجلهم، لأن الكنيسة علمتهم كل المبادئ والقيم التي يعيشون بها في المجتمع. 3) تعزوا... بالإنجيل تعزوا بكلمه الله المقدسة، اجعلوا الإنجيل مفتوحًا أمامكم باستمرار، واقرأوه وأنتم مجتمعون، حتى ولو مرة في الأسبوع تجتمع الأسرة مع بعضها حول كلمه الله. القديس يوحنا ذهبي الفم له كلمه جميلة، يقول: "الكتاب المقدس روضة النفوس"، ومرة أخرى قال: "في الكتاب المقدس منجم لآلئ". يقولون الإنجيل الحلو هو الذي يشرب عرقك ودموعك، فعندما تقرأ في الإنجيل وتدرس فيه وتحفظ آياته، فأنت تبذل مجهودًا (أي العرق)، وعندما تقرأ الإنجيل وتصلي قبل القراءة لكي ينير الله ذهنك فهذه هي الدموع. الإنجيل مليء بالكنوز والرسائل الروحية، لذلك يقول داود النبي: «لكل كمال رأيت منتهى، أمّا وصاياك فواسعة جدًا» (مزمور119). كيف يمكن لكلمة الله يمكن أن تعزّى الإنسان؟ يقول لنا الكتاب الكثير في هذا: «عِندَ كثرَةِ هُمومي في داخِلي، تعزياتُكَ تُلَذِّذُ نَفسي... ناموسُ الرَّبِّ كامِلٌ يَرُدُّ النَّفسَ... شَهاداتُ الرَّبِّ صادِقَةٌ تُصَيِّرُ الجاهِلَ حَكيمًا... وصايا الرَّبِّ مُستَقيمَةٌ تُفَرِّحُ القَلبَ. أمرُ الرَّبِّ طاهِرٌ يُنيرُ العَينَينِ... أحكامُ الرَّبِّ حَقٌّ عادِلَةٌ كُلُّها. أشهَى مِنَ الذَّهَبِ والإبريزِ الكَثيرِ...». تعزوا بالإنجيل، اجعلوا الإنجيل دائمًا هو حل لكل مشكلة، وهو الذي يمنح راحه في البيت. 4) اهتموا اهتمامًا واحدًا... بالمحبة المحية هي الوصية الأولى، والتي فيها جميع الوصايا التي يجب أن نهتم بها. اهتم أن تظهر محبتك بالعمل وليس بالكلام. «يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللِّسانِ، بل بالعَمَلِ والحَقِّ!» (1يوحنا3: 18)، اهتموا اهتمامًا واحدًا بعمل المحبة لمن هم حولكم. محبتك لله تحفظك من خطايا كثيره، ولهذا السبب قال الرب لنا: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، من كل فكرك، من كل نفسك، ومن كل قدرتك... وتحب قريبك كنفسك». اهتم في كل عمل بالمحبة، والمحبة تكون صادره من القلب. بولس الرسول كتب لنا أصحاحًا جميلًا جدا عن المحبة في كورنثوس الأولى 13، لكن ختمه بعبارة جميلة جدًا، «أمّا الآنَ فيَثبُتُ: الإيمانُ والرَّجاءُ والمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاثَةُ ولكن أعظَمَهُنَّ المَحَبَّةُ». 5) عيشوا... بالسلام هماك إنسان يصنع سلامًا، نسميه peace maker، وآخر لا يصنع السلام نسميه trouble maker. هذه الوصية تذكّرنا بما قاله لنا السيد المسيح: «طوبَى لصانِعي السَّلامِ، لأنَّهُمْ أبناءَ اللهِ يُدعَوْنَ»، يصير الإنسان ابن الله بالحقيقة إن صنع سلامًا. تقرأون في كتب الاقتصاد عن صناعات خفيفة وصناعات ثقيلة، أمّا صناعة السلام فهي صناعة صعبة. نقرأ حين تشاجر رعاة إبراهيم مع رعاة لوط على موارد المياه، كيف سعى إبراهيم للسلام مع ابن اخيه، بل ومنحه حق الاختيار. واختار لوط الأرض، أرض سدوم وعمورة التي امتلأت بالشر. أمّا إبراهيم الذي جعل اختياره صنع السلام، فصارت الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا نصيبه. عيشوا إذًا بالسلام... لو وضعت هذه الخمس كلمات أو وصايا مع بعضها البعض في حياتك اليومية، وفي تربية أولادك وبناتك، في عملك، في دراستك، في ارتباطك بالكنيسة، في حياتك مع الإنجيل؛ إذا فعلت هذا ستصير حياتك ناجحة. افرحوا بالمسيح. اكملوا بالكنيسة. تعزوا بالإنجيل. اهتموا اهتمامًا واحدًا بالمحبة. عيشوا بالسلام. عيشوا حياتكم وأنتم فرحون ومتعزون في قلوبكم، والمحبة سائدة في حياتكم، والسلام يملأ كل يوم من أيام عمركم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 مايو 2020

مختارات حلو الكلام

+ أعظم نعمة في الحياة راحة البال، إن شعرتَ بها فأنت تملك كل شيء. + أربعة تحفظ النفس؛ الرحمة لجميع الناس – ترك الغضب – الاحتمال – إخراج الذنب من القلب بالتسبيح. + عندما يكون القلب طيبًا، يمكن تصحيح كل شيء. + قد تكون مجرد شخص في هذا العالم، ولكن لشخص ما، أنت العالم كله. + أسوأ أخطائنا، انشغالنا بأخطاء الآخرين. (جبران خليل جبران) + أخبرك سرًا يا إلهي: حديثي معك يغرقني فرحًا. + اعمل بجدّ في صمت، ودع النجاح يُحدث الضجيج. + للذكاء حدود، لكن لا حدود للغباء. + ليس كل من تعلم الحروف أتقن الكلام، الجميع يكتب، والقليل يقرأ، والنادر يفهم. + قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطوته (أمثال 9: 16) + عندما تتصدّق فأنت لا تنفق نقودك، بل ترسلها إلى نفسك في زمن آخر. + طعنة العدو تدمي الجسد، وطعنة الصديق تدمي القلب. + قيمتك ليست في عيون الناس، بل هي في ضميرك، فإذا ارتاح ضميرك ارتفع مقامك. + صباح الخير لك، وأنت العارف والمتيقن تمامًا بأنك لقلبي الصباح والخير (صلاة صباحية). + أعظم أنواع التحدي أن تضحك والدموع تذرف من عينيك. + الحوار الحوار الحوار هو ما تحتاجه الحياة الأسرية اليوم، لأنه يحقق التفاهم ويعمّق التواصل، وهو ليس مجرد مجموعة كلمات: أنه المحبة مع الاحترام، والتشجيع مع القبول. + الوسادة تحمل رأس الغني والفقير، الصغير والكبير، الحارس والأمير، ولكنها لا تريح إلا مرتاح الضمير. + البعض يهدي لك وردة، وآخر يزرعها في قلبك. + عيشو بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم (2كو13: 11). + بعض الحروف كضغط الزناد \ تصيب القلوب وتدمي المُقَلوبعض الحروف كشرب الدواء \ تداوي الجروح وتشفي العلل. + يظل هناك شخص مختلف الحضور والحديث دائمًا.. حتى نوع السعادة التي يمنحها لك تكون مختلفة. + الكيماء بين البشر هي أغرب علم في حياة الناس. + من عاش بالمكر مات بالفقر، ومن عاش بحسن النية أنقذه الله من كل بلية. + جميعنا نملك نفس القلب، لكن لا نملك نفس النيّة. + اعلم أن الحياة مدرسة؛ وأنت طالب فيها، والمشاكل هي مسائل رياضية يمكن حلها. + مهما بلغت ثقتك بالآخرين، لا تفتح لهم من غرف حياتك سوى غرفة الضيوف. + الوردة التي يشمها الكثيرون لا تفقد عبيرها. + كن سطحيًا مع من لا تليق بهم الأعماق. + جمال المكان بمن رافقك فيه، وجمال الوقت بمن شاركك فيه. + عندما تهزم "قوة الحب" حب القوة، حينئذ سيعرف العالم السلام. + اليد التي أكدت أنها لا تستحق أن تمس حذاء المسيح، جعلها المسيح على رأسه. (يوحنا ذهبي الفم) + دائمًا الحاسد يراك مغرورًا، والمحب يراك رائعًا، والناقص ينتقدك وينسى نفسه. + اقضِ بعض الوقت مع أشخاص فوق 70 سنة وآخرين أعمارهم أقل من 7 سنوات. + النجاح يخلق لك الكثير من الأعداء. + غباء منك أن تكون حزينًا بسبب شخص يعيش حياته بكل سعادة. + الحياة تعلمك الحب، والتجارب تعلمك من تحب، والمواقف تعلمك من يحبك. (نزار قباني) + إذا كانت ملامحك تبدو أصغر من عمرك، فهذا يعني أن جمالك الداخلي أقوى من قسوة الحياة وأنك تمتلك قلبًا أبيض لا يؤذي أحدًا. + لم يجئ المسيح ليعلم الناس بناء الكنائس الشاهقة و المعابد الضخمة في جوار الأكواخ الحقيرة والمنازل الباردة الحقيرة، بل جاء ليجعل قلب الإنسان هيكلاً، ونفسه مذبحًا، وعقله كاهنًا. (جبران خليل جبران) + ليس كل ما في البال يُقال. + بدون الأحلام لن تصل لشيء، وبدون الحب لن تشعر بشيء، وبدون الله نحن لا شيء. + من أهم أسباب التأخر: إسناد الأمر إلى غير أهله. + ليس من الذكاء أن تنتصر في الجدال، وإنما الذكاء ألا تدخل في الجدال أصلاً. + الحوار يفضح العقول، والغضب يفضح الأخلاق. + توقف عن وضع "فاصلة" عندما يتطلب الأمر وضع "نقطة". + كل شخص لديه قصتان: قصة يعيشها، وقصة يتمنى أن يعيشها. + عندما تسامح مَنْ أساء إليك، فأنت لا تغير الماضي، بل تغير المستقبل. + عندما تشتك للبشر ينتهي الحوار في الأغلب بـ"ربنا يعينك"، اختصرها من البداية واشتكِ للذي يُعينك. + ابتسامتك هي زهرة في عبوس الأرض. + لا تبالغ في وضوحك.. هذا العالم أعمى. + عناء اليوم هو لذة الغد. + ما أكثر الناس، وما أندر الإنسان. (ميخائيل نعيمة) + الحياة خشنة، ويل للناعمين. + إسعاد الآخرين: غرس تزرعه لغيرك فيثمر في قلبك. + قد يكون عطرك المفضل: إنسان. + غبار العمل ولا عِطر الكسل. + الإنسان الإيجابي لا تنتهي أفكاره. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 يوليو 2019

المسيح رجاء الأمم

ما أجمل كلمة رجاء جاء المسيح وتجسد لكى يحقق النبوات تنبأ أشعياء النبى قبل مجئ المسيح بحوالى 800 سنة "على أسمه يكون رجاء الأمم" يا رجاء من ليس له رجاء معين من ليس له معين عزاء صغير القلوب كما نصلى فى اوشية المرضى يحارب عدو الخير الانسان لكى ما يفقده رجاءه أقرب كلمة لكلمة رجاء هى كلمة أمل الانسان بلا أمل صار بلا حياة كانت البشرية فى العهد القديم بلا رجاء يقدم الذبيحة اليوم ويحتاج ان يقدمها بكرة فلا يوجد من يمسح الخطية , فكانت الخطية تستشرى فى الجسد الانسانى ومن هنا نشأت الصراعات والحروب والعنف وكاد يفقد الإنسان رجاءه متى يجئ المسيح. بعض المشاهد الكتابية :- 1- فى زمن أبونا إبراهيم , طلب منه الله ان يخرج من ارضه ويترك عشيرته للارض التى يريها له لو كان ابراهيم بلا رجاء لكان يطلب أولا ان يرى هذه الارض ويقارن بينها وبين الارض التى يعيش فيها للانسان عينان عين الايمان وعين الرجاء الايمان لا يكون ايماناً الا بالرجاء والرجاء لا يكون رجاءاً الا بالايمان. 2- داود النبى فى سفر المزامير يقول "رجائى فيك" هذه العبارة تتكرر كثيرا. 3- العهد الجديد فى اخر سفر الرؤيا يتحدث عن الرجاء " أمين تعال ايها الرب يسوع" 4- فى عيد الصعود صارت تحية ماران أثا باليونانية بمعنى الرب أتى أو الرب قريب. مأجمل ان يكون للانسان هذه الرؤيا فى مجتمعه سواء البيت أو الخدمة أو الكنيسة أو الوطن أن يكون له رجاء رغم كل الظروف والاحباطات لذلك دعى أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا معنا كلنا مع كل البشر. 5- بعين الرجاء قال بولس الرسول "لى اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جداً" ما فائدة الرجاء فى حياتنا؟ 1- يمد الانسان بالطاقة فتصير حياته بلا يأس يحاربنا عدو الخير بشئ من أثنين اليأس أو الشك عندما يمتلك الانسان الرجاء يمتلك طاقة لحياته شئ مهم ان يكون للانسان فى حياته اليومية هذه النظرة المملؤة بالرجاء. 2- تضعف جذب العالم للانسان. العالم بكل شهواته واكاذيبه يجذب الانسان ولكن رجاء الانسان فى الحياة الجديدة يجعله غير مرتبط بالارض وهذا ما فعله الاباء القديسيين الناسكيين والشهداء الرجاء يرفع الانسان من مستوى الارض الى مستوى السماء. 3- الرجاء يجعلنا شهود حقيقيين للمسيح. (كان فشلنا فى الاول هو دافعنا للنجاح وعندما فشلنا فى المرة الثانية حاولنا فى المرة الثالثة ولكننا فشلنا) هذه مقولة احد الاطباء فى مذكراته اثناء محاولاته مع مجموعة لاختراع دواء للسل الرجاء يجعلك تشهد للمسيح يجعلك ترى يد المسيح تعمل فى الحياة , فى عمرك , فى ايامك الرجاء يعطى للانسان بعد جديد فى حياته ان وجدت ضيقات ومتاعب تذكر يا معين من ليس له معين وتذكر ان السيدالمسيح جاء لكى يكون على اسمه رجاء الامم صار للبشرية بعد الرجاء بمجئ المسيح . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
19 أكتوبر 2018

كيف تستخدم عيناك

أقرأ بنعمة المسيح جزء من أنجيل معلمنا متى البشير الاصحاح السادس (24: 19) "19لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20 بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. 22 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، 23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! 24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." +حبيت النهاردة وأحنا بنحتفل بعيد العذراء نأخد صفة نافعة لحياتنا العملية وهى "كيف تستخدم عينيك " في واحد نظرة عينية على الدوام هي نظرة سلبية وأن شئتم كثيرًا ما تكون سوداوية وفى واحد نظرته لأى شيء يكون فيها الطابع الإيجابي أمنا العذراء مريم لما حضرت عرس قانا الجليل وكانت هذه المناسبة أحد أهم المناسبات المجتمعية في المجتمع اليهودي قديمًا وكان المعتاد انهم يقدموا مشروب للضيافة وهو عصير العنب ولما كان بيقدم كان مش بيقدم في أمسية بليل وخلاص ويروحوا ولكن كان يقدم على مدار أسبوع كامل لمدة سبعة أيام يبدأ من يوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت إجازة اليهودية ويكملوا لحد الأربعاء وفترة الأسبوع الناس تيجى اللي هما الضيوف او المعازيم بلغاتنا النهاردة علشان يباركوا للعروسين ويقدموا لهم مشروب الضيافة ومكنش في ثلاجات ولا عصائر محفوظة والعملية كانت تقديرية على أيام الأسبوع واللي حصل ان المشروب خلص وراحت أمنا العذراء بمنتهى الهدوء قالت عبارات قليلة جدًا وفى واحد ممكن يبص للموقف ده على انه من مواقف الضعف انتم فضحتونا مفيش حاجه نقدمها هي قالت بس "ليس لهم خمر" اللي هو عصير العنب الطازج ثلاثة كلمات بسيطة لان الموضوع مش عايز يوسع ولا ينتشر نظرتها كانت بمنتهى البساطة "ليس لهم خمر" أزاي نعالج الموقف بأقل عدد من الكلمات في واحد يرتبك وفى واحد يتخض وفى واحد يرمى اللوم على الأخرين انت لية معملتش حسابك ؟ ويعمل حكاية كبيرة والمسيح رد عليها " مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ" وكان المسيح يقصد ساعة الصليب وردت هي الرد الجميل بتاعها "الذي يحسب أقصر عظة في "مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" ،وحلت الموقف بمنتهى الهدوء وأخر واحد من الضيوف عبر الأسبوع أتقدم له مشروب الضيافة . عينك بتقول أية في الحدث أظن في مثل مصري بيقول " فلان بيعمل من الحبة قبة " وفى واحد يمسك حاجه صغيرة ويهلل ويكبر فيها يخلى الحبة الصغيرة مثل حبة الأرز تبقى قبة كبيرة ، +وموقف اخر أمنا العذراء مريم في موقف الصليب عندما نظرت لابنها معلقاً على الصليب وقالت " أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي "هي في وسط العالم فرحانه زي ما قالت في التسبحة " تعظم نفسى الرب و تبتهج روحي بالله مخلصي" ، لكن في نفس الوقت هي أم ونظرتها لألأم المسيح نظرة الم أي أم في مكانها . +عايز أقولك الحكاية تبدأ أزاي كلنا عارفين القصة المشهورة اللي كل الناس يعرفوها يقولك " الكوباية مليانه ولا فاضية " لو فيها جزء من المية وتقدمها لواحد نص الناس يقولوا فيها قراطين مية والنص الباقي يقول لك فاضية وعلى هذا الأساس يكون حكم نظرك على الأمور. +حكمك على الأمور بيكون أزاي ؟ تعالى ندخل في الموضوع ونبدأ بالله الذي خلق الأنسان وخلق الانسان على صورتنا وشبهنا وخلق الانسان له عين وأذن وجميع الحواس كلها مقدسة وصارت لما نقول على صورة الله ومثاله وهذا أمر نسبى طبعًا بنتخذ صفات الطهارة والقداسة والبر صورة روحية ، وكنيستنا لما بتعلمنا نقرأ الإنجيل كتير لية؟ علشان نعرف وعلشان أعيننا تتقدس وتصير طاهرة ولما تعلمنا نقول أبانا الذى فى السموات ونرفع أعيننا لفوق علشان نرى السماء ومنظرها ينطبع في عينيك وتصير عينيك عين سماوية وليست ترابية والصلاة متبقاش مجرد واجب . ولما بيقول الشماس أيها الجلوس قفوا والى الشرق انظروا كل هذه الأفعال لكي ما تجعلك تقدس عينيك وجميع حواسك. علشان كدة لما نقرأ ادم وحواء قبل الخطية لم يكونوا يعرفوا أنهم عريانين وبعض الخطية صار فيهم الخجل والخوف وصار اختباء ادم من الله فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت ؟؟ + فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت. الله خلق الطبيعة الجميلة فيها أشجار لغذاء الانسان والحيوان ولما نبص كدة لشجرة تحمل ثمار فاكهة يكون شكلها جميل لكن هذا المنظر امام حواء وادم كان منظر معطل وبدأت عينهما تنفتح " أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟وبقيت الثمرة اللى ربنا خلقها للطعام كانت مبعث للخطية وتبدأ سلسلة كبيرة من خطايا الأنسان من أدم وحواء وتبدأ العين تكون هي المدخل الأول للخطية علشان كدة من اساسيات الحياة الرهبانية في مصر أنها نشأت في الصحراء ولم تنشأ في الوادي جنب نهر النيل قالوا الاباء وعلمونا ان " المشي في الصحراء والبرية يميت الشهوات " هتشوف شوية رمل مفيش حاجه تثير أي شكل من اشكال الشهوات. + ومثال أخر لذلك نوح وأبنائه "فرأى حام أبو كنعان عورة أبيه، فأخبر أخويه وهما خارجًا، فأخذ سام ويافث ثوبًا، وألقياه على أكتافهما. ومشيا "حام عينه شافت حاجة ميصحش تشوفها وعين سام ويافث منعت نفسها وضبطت نفسها عينيك بتشوف الأمور أزاي؟ وهناك لقطات سريعة من الكتاب المقدس + داود النبي داود النبي يستريح ويسترخى ثم يطلع يمشى على السطح .... وبعدها يطلب أن يكون أوريا الْحِثِّي في المقدمة وتكون النتيجة أن يموت في الحرب وقد كان ويوبخه ناثان النبي ""أنت هو الرجل المخطئ" . بدأت السلسة من نظرة العين حينما لم يحفظ عينية وبدأت هذه السلسلة طريق سقوطه وان كنا بنحتفل بتوبته حينما قال" خطيتي امامي في كل حين " ونصلى مزمور التوبة اللي هو قدمه بدموع ،عينيك بتنظر للأمور أزاي ؟ولذلك أيها الأحباء معظم خطايانا وراجع نفسك معظمها ان لم يكن كلها بدأت بالعين والقليل بالأذن. مثال أخر شمشون وتعتبر قصته من القصص التي سمعناها كثيرًا وقصة القوة التي كان يتمتع بها وعلشان كده الشنط المشهورة في العالم " samsonite bags " شنط سامسونايت متاخد اسمها من اسم شمشون باعتبارها انها قوية شمشون قصته كلها بدأت بالعين رأى امرأة زانية فدخل اليها ثم أحب دليلة وكانت النهاية اللي بسببها ضاع شمشون وضاعت قوته ، ولذلك العين عليها جفن يمكن أن يغطيها ولو حاجه مش عايز تشوفها ممكن بمنتهى الإرادة تغلق عينيك كل دي مشاهد تقولك عينيك شكلها ايه ؟ + سليمان الحكيم " اللي قال عن نفسه في سفر الجامعة " آية (جا 2: 10 ( وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَاياه يا سليمان كل حاجه شافتها عينيك واشتهتها جبتها وفى نفس السفر قال" بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. السفر اللى كاتبه في شيخوخته ونسمع عن سليمان في سفر الامثال " الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه “عيون متعالية” (أمثال 6 16 – 17)واول حاجه فيهم عيون متعالية وان كان في خطايا بيقع فيها الأنسان كيف ما يكون مكانه او مايكون وضعه او أسرته في قطاعات التكريس او قطاعات الخدمة او قطاعات العين عينيك كيف تنظر للأمور؟مرة قريت تعبير لواحد من الأدباء بيقول الوردة اللي بيكون العرق في شوك الناس يشوفوها أزاى ؟ ينقسمون الى شايف وردة جميلة فيها شوية شوك وناس تقول ياه كل ده شوك وطالعله وردة وياترى عينيك بتشوف ايه نظرتك إيجابية للحياة للزمن اللى احنا فيه ؟ للخدمة ؟ للكنيسة ؟ للخدام بكل واحد بحسب موقعه ؟ وانا اتجاسر كمان وأقول نظرتك للتربية لأولادك ده أحيانًا تلاقى الاب وهو بيربي أبنه تلاقيه دائم العقاب لأبنه أو بنته على كل غلط يقوم يطلع الانسان شخص مهزوز في حياته وفى أب تلاقيه شايف ابنه كبير في عينيه لأنه نظر اليه نظرة إيجابية ويطلعهم نفوس وأشخاص ذو معرفة وذوى ثقة في النفس وفى واحد دائمًا يكسر المجاديف لما يجيب نمرة وحشة تقوله انت مش نافع او مش نافعه وتخرجه من المدرسة او نشغله ايه كل النظرات السلبية لها انعكاسات في التربية ويا ترى انت بترى الوردة الجميلة اللى فيها شوية اشواك ولا الشوك بس؟في واحد تديله مرتب او بركة يقول لك دول هيعملوا ايه ؟ وواحد تانى يقول ربنا هيبارك فيهم نفس الرقم انا أتذكر قصة وان كان فات عليها وقت يعنى اثنين طلبوا يشتغلوا وبالصدفة صاحب مصنع طلب اثنين للعمل قدمنالهم يشتغلوا لقيت واحد منهم ساب الشغل وقال هيعطونى مرتب بسيط ده 90 جنية وسألته زميلك التانى فين قالى قولتله يلا بينا نمشى قال لا 90 جنيه أحسن ما أقعد في بيتنا من غير شغل المهم أبو 90 اللى رضى واشتغل النهاردة في مكانة عاليا جدًا ومرتبه عالي بالألاف والثانى عمال يطلع من شغلانه لشغلانة ومش واجد بركة في العمل اللي بيشتغله يا ترى رؤيتك أيه ؟ رؤيتك للحياة وأحيانا الواحد بيسمع البلد بتعمل مشروع فيكون نظرة إيجابية وواحد تانى يبدأ يسمع لأى أكاذيب او إشاعات ويبدأ يشكك في هذا العمل مشروع قدامه كأن الشوك ومش شايف الورد وفى واحد شايف الورد وأن كان الشوك يحترس منه وان كان الواحد بيحاول يفرح نفسه بالعمل اللي قدامة . + بعض المشاهد الإيجابية للعين داود النبي وأحنا بنصلي مزامير باستمرار" اليك رفعت عيني يا ساكن السماء" الله عليك يا داود عينيه دائمًا في السماء علشان كدة زى ما قولت لكم عينيه سماوية وعارف انك صاحب القدرة ومش عايز انساك يارب عارف ان يدك قوية وذراعك رفيعة وأيديك يارب تقدر تعمل كل حاجة شوف كدة. + دانيال النبي دانيال لما أترمى في جب الأسود والملك نادى عليه فينك ويرد " إلهي أرسل ملاكة وسد افواه الأسود " هو انت شفت الأيد؟ عينه شافت كدة وفى واحد كده يقف خائف ومرتعد الهى ارسل ملاكه وسد افواه الأسود اليك رفعت عيني ياساكن السماء رفعت عيني للجبال من حيث يأتي عوني" والجبال في الكتاب اللي هما ابطال الايمان لما ابص لقصص الشهداء يقول رفعت عيني للجبال مرة كانت في انسانه مريضة واتعاب في البطن وكانت ماسكة كتاب فيه بعض قصص اللي ذكرت بعض اعمال الله على أيدي القديس البابا كيرلس واخدت الكتاب على بطنها يارب انا واثقه ان واحد من الجبال اللي هو البابا كيرلس يقدر يمد أيده وقد كان "رفعت عيني الى الجبال كيف نتشفع بالقديسين هما الجبال في حياتنا وأبطال السيرة الطاهرة وداود النبي يقول اعوم كل ليلة سريري بدموعي وهو في مخدع الصلا ة دموع التوبة دموع الصلاة ويعوم سريرة اعوم في كل ليلة "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " السماء بتتحدث وتعلن عن مجد الله والفلك اللى هو النجوم وغيرها بتعلن عن عمل الله . +بطرس الرسول بطرس الرسول لما كان شايف المسيح قدر يمشى على المية طيب المياه ليها كثافة ومحدش يمشى عليها وكل قوانين الفيزياء اللي عارفنها ترفض ذلك ولأن عينية كانت تستمد هذه القوة من شخص المسيح قدر يمشى ولكن لما عينيه أبتعدت عن شخص المسيح سقط " ناظرين الى رئيس الايمان " وده سبب حامل الايقونات في كنائسنا ويحطولنا وسطه صليب والقديسين شمال ويمين وطول ما أحنا واقفين جهة الشرق عينينا على هؤلاء كأنهم الصف الأول في السماء الصف الأول القديسين اللى سبقونا على السماء اللى ينادونا نبقى معاهم ، المرأة الخاطئة التى بللت قدمي المسيح بدموعها وسمعان الفريسي كان موجود ولكن واحد نقدها والمسيح طوبها ". وقال لها " مغفورة لك خطاياك" (لو7: 48). وتذمر الحاضرون أدى عين المسيح عين إيجابية نسمع عن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وان الدموع كانت تصنع مجرى على خدوده واثر على خديه والقديس اسطفانوس عندما كان يرجم كان شايف السماء مفتوحه ولا يرى الناس وهى بترجمة وقال " يارب لا تقم لهم هذه الخطية "الخلاصة زي ما بيقول لنا الجزء اللي قريته " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!جسدي يعنى حياتك عينيك شكلها ايه واحنا نستعد لنهاية السنة القبطية والنهاردة عيد العذراء وبنأخذ منها النظرة الإيجابية استغل هذه الفرصة وراجع حياتك هل عينيك بتتعبك وعينيك مدخل للخطية وسبب في سقوطك ايه رأيك خذ عهد امام الله قول له يارب أنا هرفع عينيا ناحية السماء وعايز يارب تكون عيني إيجابية وتنظر للحياة ولا اقصد المجال الكنسى أو الخدمة فقط بل كل حياتك وخلى عينيك إيجابية في واحد لو قعد في دير ولم يكن مستعد للحياة الرهبانية يشعر أنه في زنزانة وفى واحد اخر يشعر انه في الفردوس عينيك بتنظر للأخرين أزاي ؟ كلها نظرة سلبية وفى واحد نظرته للناس متوازنة نظرة في مكانها نظرة إيجابية لقطاعات الشباب وقطاعات الأطفال وقطاعات الأسر من فضلك أعرف سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًاإذا كانت عينيك بسيطة نقية إيجابية جسدك كله يكون نيرًا وإذا كانت عينك شريرة يكون جسدك كله مظلمًااوعى تكون عينيك هي مدخل للظلام والسلبيات والخطية والساقطات اجعل عينيك بسيطة ونقية واجعل عينيك دائمًا إيجابية في كل عمل صالح وأذكر دائمًا اختبار داود" رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني "لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
15 نوفمبر 2019

علاقة الكاهن الشخصية بالله وأدوات البناء الروحي

من سفر أخبار الأيام الأول إصحاح 28 عدد 9 و10 داود النبى فكر إنه يبنى الهيكل لكن بسبب بعض خطاياه ، الله قاله تجهز إنت الحاجة لكن اللي هيبنى الهيكل ابنك سليمان ، وفي يوم جمع كل الشعب ورؤساء الشعب ، وسليمان الحكيم موجود قدامه ، وابتدا ينبهه ويعطيه هذه الوصية ، وأرجوكم تلتفتوا معايا لهذه الوصية لأنها موجهة لكل واحد فينا بعد ماكلم الشعب وحكى لهم على كل حاجة ابتدأ يوجه الكلمة مخصصة إلى إبنه سليمان: ” وَقَالَ لِي: إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكَ هُوَ يَبْنِي بَيْتِي وَدِيَارِي، لأَنِّي اخْتَرْتُهُ لِي ابْنًا، وَأَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ إِلَى الأَبَدِ إِذَا تَشَدَّدَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ وَصَايَايَ وَأَحْكَامِي كَهذَا الْيَوْمِ. وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ إِلَى الأَبَدِ إِذَا تَشَدَّدَ لِلْعَمَل ” الآية بقى اللى عايزك تاخد بالك منها عدد 9 و 10 “وَأَنْتَ يَا سُلَيْمَانُ ابْنِي، اعْرِفْ إِلهَ أَبِيكَ وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ كَامِل وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ. فَإِذَا طَلَبْتَهُ يُوجَدُ مِنْكَ، وَإِذَا تَرَكته يَرْفُضُكَ إِلَى الأَبَدِ. اُنْظُرِ الآنَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَكَ لِتَبْنِيَ بَيْتًا لِلْمَقْدِسِ، فَتَشَدَّدْ وَاعْمَلْ” نعمة الله الآب فلتكن مع جميعا آمين. أنت فى يوم من الأيام ربنا اختارك علشان تصير كاهن لله العلى ، واختارك علشان تخدمه بأمانة وبحق ، والنهارده هو بعتلك الرسالة ديه اللى هتكون تأملنا النهارده هاحاول أتأمل وياكم فى فقرة فقرة من هذه الوصية الجميلة اللى ممكن تناسبنا باعتبارنا آباء كهنة وباعتبارنا فى فترة الصوم اللى هى فترة التوبة. .. وأنت يا سليمان ابنى .. المقصود أنت شخصك ، وشخصك معروف بالاسم أمام المسيح يعنى ممكن تشيل كلمة سليمان وتحط اسمك ..!!.. ويدعوك الله بابنى ، فأنت مقرب له ، وده حديث خاص فى الكتاب المقدس ، نلاقى بعض الفقرات عامة يعنى مثلا طوبى للمساكين .. للمساكين عامة ، طوبى للرحماء بصورة عامة ، لكن هنا الكلام موجه لشخصك ، وفترة الصوم الكبير هى الفترة اللى يفوق فيها الإنسان لأن ممكن يكون طول السنة تايه فى حاجات كتيرة حتى فى الخدمة ، لكن الفترة دية هى الفترة اللى الإنسان ينتبه فيها إلى ذاته وانت يا سليمان ابنى .. حديث خاص ليك أنت .. أنت يا فلان باسمك .. إعرف إله أبيك .. تقولي ربنا ده أنا عارفه كويس خالص ، لكن إعرف إله أبيك .. تعنى المعرفة الشخصية ، ولك علاقة شخصيه بربنا يسوع المسيح ، فيه ود ، ويمكن الجزئية ديه فى الآيه بتفكرنا باختبار القديس بولس الرسول لما قال “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته ” (في 3 : 10) .. .. لأعرفه .. شوف الثقة ..!.. إيه حدود معرفتك بشخص المسيح ؟! ، إيه حدود علاقتك بيه ؟! ، تقولى ده أنا باعمل قداسات وعشيات ، ده وقتى كله فى كده ، أقولك برافو عليك ..!! .. ممكن تكون بتؤديها طقسية لأن أنت أبونا بتاع المكان اللى أنت فيه ، ولكن المعرفة الشخصية ، والعلاقة الشخصية ، وإنجيلك الشخصى ، وصلواتك الشخصية ، وتوبتك الشخصية ، وعلاقتك الشخصية: فى التأمل ، فى الصمت ، فى العمل العام ، احنا كلنا لنا أعمال عامة ، لكن الحاجة الشخصيه بتاعتك أنت ده شيء مهم ، إنك تلتفت إليه ، أوعى تكون بتخدم كل الناس ألا نفسك ..!!.. طب أستفيد إيه إعرف إله أبيك ، وهنا فى تلميح للحياة المستقيمة ، إعرف إله أبيك الذى تسلمته ، فكنيستنا من جيل إلى جيل عايشة فى الفكر المستقيم تسليم الآباء للأبناء زى ما الآباء الكبار اللى سبقونا عرفوا ، احنا بنعرف ونعيش ونسلم ولادنا وهكذا من جيل إلى جيل ، .. وأعبده بقلب مستقيم .. القلب المستقيم يعنى القلب غير المنقسم عايز أفكرك بحاجة .. فى يوم من الأيام الكنيسة دعتك علشان تبقى كاهن ، ويمكن فيكم عدد كبير كانت دعوتهم للكهنوت فى فترة الصوم الكبير ، والله شاف من خلال الكنيسة أن تمنح كرامة الكهنوت وصرت كاهن بهذه الكرامة وبين يوم وليلة بدل ماكنت الأستاذ فلان بقيت أبونا وحملت لقب من أغلى الألقاب الموجودة على الأرض “الابوة” ، لكن ياترى روح الأبوة حاضرة فيك واضحة الناس ؟! تشتم فيك كرامة الكهنوت وكرامة الأبوة ؟! .. أى إنسان فينا يحتاج إلى أب بس الإحساس بالأبوة ، هل شعبك ورعيتك يشعر بهذه الأبوة ؟! ولا حضرتك مدير ؟! ولا حضرتك رئيس ؟! ولا حضرتك بس بتزعق ؟! ولا حضرتك بتؤدي صلوات فقط ؟! روح الأبوة البعض يحمل اللقب ولا يحمل فاعليته ..!! هنا بيقول له إعبدوا بقلب كامل .. أصل أحيانا القلب ينقسم ينحرف شوية.. كان هدفك يوم تكريسك إنك تكرس كل حياتك لخدمة شخص المسيح وكنيسته المقدسة .. يا ترى الهدف ده مازال موجود ؟! ولا انحرف شوية يمين ولا شمال ولا الهدف ده مبقاش مستقيم كل يوم بتصلى وبتقول قلبا نقيا إخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده فى أحشائى ، ده كل يوم أحسن أكون النهاردة انحرفت بالفكر ولا بالتصرف ولا بالكلام ولا حتى بالتلميح بكل صوره ، بأقوله يارب روحا مستقيما جدد فى أحشائى وأقولها من قلبى أرجع لصواب الطريق أعبده بقلب كامل ويا إخوتى الآباء الأحباء إذا انقسم القلب بطلت الخدمة إذا كان قلبك بقى مقسوم أو بقى فيه حاجات تانية كتير ، طب خدمتك بقى بتعمل فيها إيه ؟! .. هيقبلها المسيح ازاى ؟! قلب كامل ، قلب غير منقسم ، قلب يوم تكريسك ، قلب يوم أن أخذت هذا القرار وباركته الكنيسة ونلت نعمة الكهنوت فى السر المقدس وصرت أمام شعبك كاهنا مباركا تحمل جسد المسيح وربنا يديك العمر بقالك سنة بقالك 10 بقالك 50 بقالك 100 ربنا يديك العمر ويدى الجميع والصحة وأعبده بقلب كامل ، ونفس راغبة ، يعنى النفس المشتاقة ، الكاهن إنسان يشتاق دائما إلى الممارسات الروحية إلى صلواته ، إلى القداس ، إلى التسبحة ، مشتاق يعنى الواحد بيعمل الحاجة برغبته بنفسه ، ياترى خدمتك ، وياترى حياتك الشخصية فيها النفس الراغبة ، فى واحد خدمته كده ملهاش طعم أو سامحوني اللى بنخدمهم مبيفهمش منها حاجة.
المزيد
15 مايو 2020

القيامة هي عيد أعيادنا

القيامة هي عيد أعيادنا وفرح أفراحنا وأساس خلاصنا ، ونحن نحتفل بالقيامة: -كل يوم صلاة باكر - كل أسبوع يوم الأحد - كل شهر يوم 29 من الشهر - كل سنة عيد القيامة ليس ليوم واحد ولكن لمدة 50 يوما وهي تمثل حياتنا في الأبدية آحاد الخمسين: -الأحد الأول :أحد توما أو الأحد الجديد: تجديد الإيمان ، ولو تجدد إيمانك تذهب هذه الرحلة معه - الأحد الثاني : أحد الخبز ، خبز الحياة فالمسيح طعامنا - الأحد الثالث: أحد الماء ، ماء الحياة والمسيح ماؤنا - الأحد الرابع: النور ، المسيح نور الحياة - الأحد الخامس: الطريق ، المسيح طريق الحياة كيف تكون مشاعر التائه؟! إنه لايجد الطريق فالمسيح هو الطريق الوحيد الموصل للسماء (أنا هو الطريق و الحق و الحياة) وكلمة الطريق معرفة بالألف واللام والمسيحين كانوا يسمون قديما "شيعة الطريق" أو "أصحاب الطريق" وهو ماتقصده الآية الواردة في سفر الأعمال (أع ١٢:٤) ليس بأحد غيره الخلاص. كيف نؤكد هذه المعرفة ؟ "أنا هو الطريق و الحق و الحياة" قد نظن أنها ٣ أشياء ولكنها تتحدث عن المسيح في صفة واحدة - مفردة واحدة "أنا هو الطريق الحقيقي للحياة"، قد يعيش الإنسان بالأخلاق لكنها لا تصل به إلى السماء ، قد يعيش الإنسان بالناموس ، لكنه لا يصل به إلى السماء والكنيسة تعلمنا (لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ، لأن العالم يمضي وشهوته....) ، يمكنك أن تتمتع بجمال الحياة ولكن لا تجعل كل آمالك وأهدافك في العالميات و الترابيات ، أنت مخلوق إلهي من نسمة الإله ، ونسمع كثيرا من فم الرب (الحق الحق أقول لكم....) فعندما يقول لنا :أحبوا اعدائكم فهي وصية حقيقة ترفع مستوي الإنسان ، هل أنت منشغل بنصيبك في السماء؟! ، هل تحافظ علي؟ هل فكرك في السماء؟! يابخت البيت اللي يربي أولاده علي هذا الفكر : الصلاة ، الكتاب المقدس ، حضور القداسات ، أعياد القديسين....إلخ - مسيحك مخلصك رافع وماسح خطيتك هو الحقيقة الوحيدة في حياتك .السماء والارض تزولان ولكن حرف واحد من كلامي لا يزول ، فكل شئ في الدنيا ممكن تتغير حتي الإنسان يتغير إلا المسيح الوحيد الذي لا يتغير. احيانا يعتمد الانسان علي شخص أو شئ ويكتشف أنه (فالصوم) ، لذا: ١- ضع صلة بينك وبين السماء (خلال الصلاة) الله يشتاق لصوتك وصورتك: أسمعني صوتك(في الصلاة) وأرني وجهك (في الكتاب المقدس) لأن صوتك لطيف ووجهك جميل. ٢- خللي انجيلك مفتوح باستمرار (تكلم به ، علم به،....) أنجيلك هو اللي يشرب عرقك ودموعك..! ، لذلك يفضل الانجيل الورقي أفضل من الأجهزة الالكترونية. ٣- الكنيسة أهم سرين في حياتنا نمارسهم (الاعتراف و التناول) - الاعتراف : نقاوة القلب - التناول : غذاء في الروح قداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثانى
المزيد
19 يناير 2019

ثلاثية عيد الغطاس

أهنئكم أيها الأحباء بعيد الغطاس المجيد، أحد الأعياد السيدية الكبرى، وهو العيد الذي يتوسط خمسة أعياد تأتي في فترة أربعين يومًا منذ ميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح. هذا العيد يأتي قبله عيدان: عيد الميلاد وعيد الختان، ويأتي بعده عيدان: عيد عرس قانا الجليل وعيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل؛ وهذه الأعياد الخمسة في فترة أربعين يومًا تبدأ من عيد الميلاد. مشهد يوم عماد السيد المسيح مشهد هام جدًا في الكتاب المقدس وفي حياتنا. وأدعوك معي الآن أن تتجول بذهنك ونأتي لنقف للّحظة التي أتى فيها السيد المسيح وسط جموع أخرى أتت إلى يوحنا المعمدان عند نهر الأردن لكي ما تتجاوب هذا النداء الذي أطلقه يوحنا: «توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت الله». إننا أمام ثلاث مفردات مهمة: السيد المسيح ويوحنا المعمدان والماء. أريد أن أحدثكم عن هذه الثلاثة. السيد المسيح: عندما تجسد رأته لأمنا العذراء مريم ويوسف النجار. والرعاة والمجوس زاروه وهو طفل رضيع. وبعد ذلك قُدِّم للهيكل في اليوم الأربعين الذي هو عيد دخول المسيح الهيكل، ورآه بعض الكهنة. ثم جاء الهروب إلى مصر، وكثير من المصريين رأوه. وظهر في سن 12 سنة وسط المعلمين الكبار في الهيكل، وصار يجادلهم. وبقي في الناصرة من سن 12 إلى 30 سنة يعمل نجارًا، لأنه معروف عند اليهود أن من لم يتعلم حرفة يتعلم السرقة. وجاء العام الثلاثون في عمر الرب المتجسد، وهو سن النضج بحسب اليهود، وفيه هذه السن بدأ المسيح خدمته الجهارية بواقعة العماد المقدس. أتى السيد المسيح وسط الجموع، ولم يكن يوحنا يعرفه قبلًا. وحين وصل إليه المسيح انزعج يوحنا ورفض أن يعمّد الرب، فرد عليه السيد المسيح وقال له برقة بالغة: «اسمَحِ الآنَ، لأنَّهُ هكذا يَليقُ بنا أنْ نُكَمِّلَ كُلَّ برٍّ» (مت3: 15)، فقام يوحنا المعمدان بعماد السيد المسيح وحدثالظهور الإلهي "الثيئوفنيا". وهذا الظهور الإلهي حدث لكي يُعلّن لنا الله الواحد المثلث الأقانيم: الابن في الماء، وصوت الآب من السماء «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ»، والروح القدس في شكل حمامة يظهر ويستقر على الابن (مت3: 16، 17). ويظهر لنا إيماننا بوحدانية الثالوث حين نقول في بداية قانون الإيمان: "نؤمن بإله واحد..."، لكن هذا الواحد الذي نؤمن به هو «الله محبة»، محبته متدفقة لا تقف. وفي عيد الغطاس الآب المحب صار منه هذا الصوت «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ»، والابن المحبوب ربنا يسوع المسيح كان صاعدًا من الماء، والروح القدس في شكل حمامة. ونحن دومًا نمارس سر المعمودية في سن مبكرة جدًا، والطفل عمره أيام، نغطّسه في الماء ثلاث غطسات كما دُفِن المسيح ثلاثة أيام، ولذلك يقول الكتاب: «مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ، الّتي فيها أُقِمتُمْ أيضًا معهُ» (كو2: 12). المسيح دُفِن وقام بعد ثلاثة أيام، ونحن نجتاز هذه الخبرة من خلال المياه، مدفونين في مياه المعمودية. والمعمودية هي أول سر يناله الطفل بعد ميلاده، وهو بعد صغير جدًا، ويتعمد على إيمان والديه، ومثلما يرضعانه الغذاء واللبن، هكذا يغذونه بالإيمان، فيشبّ قويًا مكتوبًا اسمه في السموات، ويصير مولودًا من الماء ومن الروح. هذا هو الجزء الأول في المشهد. يوحنا المعمدان جاء ثمرة لصلوات كثيرة مرفوعة من زكريا الكاهن أبيه وأمه أليصابات، وفي الوقت المناسب جاءت إليه البشارة وأنجبت اليصابات ونزع الله عارها. ويوحنا المعمدان نسمّيه خاتم أنبياء العهد القديم. وُلِد قبل السيد المسيح بستة أشهر، وعاش في البرية ناسكًا متقشّفًا زاهدًا، ولذلك كانت هيئته مهيبة. وعندما نزل إلى ضواحي اليهودية لكي ما يكرز للناس بالتوبة وأن يعدّوا طريق الرب، كان يريد أن يوقظ ضمائر الناس، لأن الخطية تجعل الضمير نائمًا. وتعلمون أن نهاية يوحنا المعمدان أنه قُطِعت رأسه، وفضّل أن حياته تنتهي بلا رأس عن أن يحيا بلا ضمير، اختار أن ينال الاستشهاد لكن لا يبيع ضميره الحي. وكان في كرازته ينادي للبشر «توبوا، لأنَّهُ قد اقتَرَبَ ملكوتُ السماواتِ» أو ملكوت الله في شخص المسيح، فالمسيح اقترب مجيئه، إلى أن جاء المسيح وتعمد منه. يوحنا المعمدان هو الذي قال بعين النبوة عن شخص المسيح: «هوذا حَمَلُ اللهِ الّذي يَرفَعُ خَطيَّةَ العالَمِ!» (يو1: 29). "حَمَل" يعني ذبيحة، "الذي يرفع" وذلك بالصليب، "خطية العالم كله": فالسيد المسيح لم يأتِ لجنسية أو لشعب معين، ولكن جاء لكل العالم: «هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ» (يو3: 16). يوحنا المعمدان نسميه أيضًا "السابق"، لأنه سبق المسيح بالزمن بستة أشهر. و"الصابغ" لأنه قام بعماد السيد المسيح. وأخيرًا "الشهيد" لأن حياته انتهت مستشهدًا ولم يرد أن يبيع ضميره وقبل الموت، وظل ضميره حيًا. وهكذا صار صوت يوحنا المعمدان هو صوت الحق. الماء الماء عنصر الحياة على الأرض، وأينما وُجِد الماء وُجِدت الحياة. كزكب الأرض 70% من مساحته هي ماء، وأنت أيها الإنسان 70% من وزنك هو مياه في الجسم، ولذلك الماء هو أغلى شيء لأن فيه حياة البشر. في بدء الخليقة فصل الله الماء عن الأرض، والماء له دور في تاريخ الخلاص في الطوفان وفي عبور بني إسرائيل البحر. والماء له تاريخ طويل جدا سواء في الهلاك أو في الشفاء. تذكروا معي أن السيد المسيح تقابل مع السامرية عند المياه، وشفى المريض الذي له 38 سنة عند بركة المياه، وانفتحت عينا المولود أعمى من خلال المياه. وفي الكنيسة توجد قداسات تقديس الماء، وفي كل القداسات نستخدم المياه سواء في تقديس الأسرار أو نرشه للبركة في ختام الصلوات. والماء علامة حياة فنحن نولد من الماء والروح. وهذه فرصة طيبة أن ألفت نظركم إلى قيمة الماء في حياتنا، نحن المصريين نعيش حول نهر النيل في حوالي 8% من مساحة البلاد لأننا نحيا حول النهر. وفي العهد القديم كان نهر النيل أحد آلهة قدماء المصريين وكانوا يعبدونه. ونهر النيل كما تعرفون ممتد لأكثر من أربعة آلاف كيلو متر، ويمر على عشر بلاد، مصر هي البلد الأخير في مجراه. ومع ازدياد عدد السكان بالنسبة لموارد المياه المتاحة، فلابد أن ننتبه إلى قيمة نقطة المياه. هناك حوالي مليار من البشر -كبار وصغار- لا يجدون مياهًا للشرب! ولذلك يا إخوتي الأحباء لابد أن نلتفت جدًا لقيمة المياه، ومَن يهدر المياه أو يسيء استخدامها فهذه تُعتبَر خطية. الأدوية التي تنقذ حياة الناس تُصنع من الماء، الماء للشرب، الماء للأكل، الماء للزرع، الماء للحياة... حينما تشرب ماءً ضع في الكوب على قدر ما تشرب فقط، وكذلك عندما تغسل أي شيء، فكّر كيف تقتصد في الماء. ونحن في عيد الغطاس نحتفل بتذكار ميلادنا في المعمودية، ويا ليت كل أسرة تذكر تاريخ معمودية أولادها وبناتها وتحتفل به كما تحتفل بعيد الميلاد الجسدي. لا نقول هذا لأن المعودية تذكار تاريخي، ولكن تذكار للتوبة ولنقاوة القلب، وأننا دُفِنّا مع المسيح وقمنا من بين الأموات. قديمًا في عيد الغطاس كانوا يخرجون من الكنيسة ويزورون نهر النيل، وكان البطريرك يأخذ من ماء اللقان وياقي منه في النيل لتقديس مائه، ونصلي طوال السنه: "اذكر يا رب مياه النهر باركها". نصلي لكي يحفظ مسيحنا بلادنا من كل شيء، كما نصلي من أجل كل المسئولين فيها، ومن أجل القيادة السياسية وكل من يحملون هم هذا الوطن، ونصلي أن يحفظ الله بلادنا من أي شر. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
11 أكتوبر 2019

التعليم الكنسي (2) المنهج

تحدثنا في العدد الماضي عن الدور التعليمي للكنيسة والذي يساهم في بناء الإنسان. واعتمدنا على شرج الجزء الأول من المنظومة التعليمية الكنسية وهي "العلم – المنهج – المتعلّم". وقدمنا عرضًا عن المعلم الكنسي سواء: قارئًا – مدرِّسًا – واعظًا – محاضرًا – باحثًا – متأمِّلاً – كاتبًا. واليوم نتحدث عن الجزء الثاني وهو "المنهج" المنهج هو المادة التعليمية (قصيرة أو طويلة) التي يقدمها المعلم إلى المتعلم بقصد تعليمه وتربيته، وبناء معارفه، وتكوين شخصيته وأسلوب حياته، وتنمية قدراته العقلية والفكرية والروحية والعملية، وإكسابه خبرات الحياة المتنوعة، وتمكينه أن يكون مُبدعًا، يستطيع التصرف الحسن في وداعة الحكمة في كل المواقف التي يقابلها في حياته، ويكون قادرًا بعد عدد من السنين على أن يقود نفسه وآخرين في أسرة أو في عمل أو في خدمة أو نشاط بصورة ناجحة ومتوازنة ومتوافقة مع المجتمع الذي يعيش فيه، ليهنأ في حياته سعيدًا إيجابيًا راضيًا وقانعًا وفي سلام ورفاهية. والمادة التعليمية التي يقدمها المعلم فيها ثوابت وفيها متنوعات، ولكنها تأخذ أشكالاً عديدة تبعًا لنوعية القطاع الذي يتلقى هذه المادة. ومن الناحية الزمنية يمكن أن نرى المنهج قصيرًا كما في المؤتمرات الروحية والخلوات التي عادة تستمر عدة أيام قليلة أو حتى في برنامج اليوم الروحي، وقد تكون المناهج دورية أي متكررة كل فترة، أو تكون طويلة كالمناهج الدراسية في فصول مدارس الأحد مثلاً. وعلى هذا الأساس يمكن أن نضع أمامنا عدّة نوعيات من المناهج التي تقدم في منظومة التعليم الكنسي: المنهج الأول: الكتاب المقدس بعهديه: وهذا هو المنهج الأساسي لأي منهج آخر. ويجب ألّا يخلو أي منهج آخر من الجزء الكتابي. والقراءة الكتابية الشخصية كفيلة ببناء فكر روحي سليم في الإنسان مهما كانت درجة ثقافته ومعرفته وكما هو مكتوب: «كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» (عبرانيين 4: 12). ومن أفضل أساليب القراءة الكتابية هي قراءة أسفار العهد القديم في أيام الأصوام عبر السنة، وقراءة أسفار العهد الجديد في أيام الإفطار، وهذا أسلوب فيه تنوع وتحصيل ومعرفة مفيدة طوال السنة ومرتبط بحياة الكنيسة. المنهج الثاني: القراءات الكنسية: وهي تشمل البرنامج الكنسي الليتورجي المرتبط أساسًا بالعشيات والقداسات اليومية، وفيه تقرأ الكنيسة من سفر المزامير ومن البشائر الأربعة مع فصول مختارة من الرسائل والأعمال.. وهو منهج كنسي دوَّار متكرّر من سنة إلى سنة، وفيه شمول وعمق، وغالبًا تقوم عليه عظام القداسات. المنهج الثالث: الكتب الكنسية: مثل الأجبية والأبصلمودية والسنكسار وكتب الخدمات كالأكاليل والمعموديات والجنازات وغيرها. وهي مليئة بالفصول الكتابية مع الصلوات الآبائية والألحان الموسيقية. وهذا المنهج أيضًا متكرّر دائمًا عبر السنة الكنسية. المنهج الرابع: التعليم الأساسي: والمقصود به مناهج فصول الحضانة والتعليم الابتدائي والاعدادي والمرتبط بنظام التعليم المصري. وهو منهج تربوي في مدارس الأحد، ويتم تطويره كل فترة زمنية مناسبة مع إضافات من الترانيم والألحان والأنشطة المتنوعة. المنهج الخامس: المناهج الدراسية: وهي التي تُقدَّم أساسًا في الكليات الإكليريكية وفروعها، وهي مواد دراسية عديدة تصل إلى 25 مادة في فروع المعرفة الكنسية، وتعتمد على القراءة والفهم والبحث الدراسي مع إدخال التكنولوجيا فيها. وهذا يشبه المناهج التي تُقدم في المراكز التعليمية مثل مراكز المشورة الأسرية أو دراسات الآباء أو غيرها. المنهج السادس: المناهج النوعية: وهي التي تُقدم لقطاع معين من قطاعات الرعاية، مثل قطاع الفتيان أو الشباب أو الخريجين أو السيدات أو الفتيات، أو العاملين في مجال معين مثل المهن الطبية أو المهندسين أو المحامين أو غيرهم. وكذلك قطاع الأسرة سواء الحديثة أو التي مرّ عليها أكثر من عشر سنوات، أو قطاعات المسنين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو المرضى بصفة عامة، أو القرويين أو العمال أو رجال الأعمال أو العاملين في الأعمال الخاصة... وغير ذلك مما يندرج تحت باب الرعاية الشاملة. ويندرج تحت هذه النوعية برنامج «جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ» (سفر مراثي إرميا 5: 21)، وهو برنامج تدريب ألف معلم كنسي لتطوير التعليم الكنسي اعتمادًا على مصادر التعليم الكنسي وهي الكتاب المقدس والليتورجيا والآبائيات والتاريخ والهوية. وقد بدأ هذا البرنامج عام 2016 على ثلاث مستويات هي: اعرف وابحث وابتكر. وسوف تبدأ مرحلة ثانية خلال هذا العام لرفع عدد المعلمين المتدرّبين إلى عشرين ألف معلم. المنهج السابع: المناهج الكرازية: وهي مناهج دراسية قصيرة أو ممتدة خصيصًا لمن يود أن يتعرف على الكنيسة ورسالتها وإيمانها، وغالبًا ما تكون باللغات الأجنبية، ويتم تقديمها من خلال كنائسنا خارج مصر بحسب الوصية الإلهية: «وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (إنجيل مرقس 16: 15). قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 فبراير 2019

المحبة الأخوية

نتكلم عن محبة القريب قدّم السيد المسيح مثل السامري الصالح بعد أن سأله ناموسي: «ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟» فأجابه السيد المسيح عن المحبة، محبة الله والقريب، ثم أضاف: «اِفعَلْ هذا فتحيا» (لوقا10: 25-28)، ثم أعطي لنا مثل السامري الصالح ويأتي سؤال أمامنا ونحن نتأمل في هذا المثل: ماذا ستفعل لو كنت مكان أحدهم؟ فقد مرّ عليه أولاً كاهن ولم يعطه اهتمامًا، ومر عليه لاوي من نفس جنسه وأيضًا لم يهتم، ثم مر عليه هذا السامري – الذي حسب العُرف في ذلك الزمان كان يُعتَبَر عدوًا – فإذ به يهتم جدًا بالجريح الذي لا يعرفه ولا يعرف عنه شيئًا، وهذا الاهتمام ليس وقتيًا ولكنه مستمر. وعندما سأل الرب في المثل «"فأيَّ هؤُلاءِ الثّلاثَةِ ترَى صارَ قريبًا للّذي وقَعَ بَينَ اللُّصوصِ؟" فقالَ: "الّذي صَنَعَ معهُ الرَّحمَةَ"» (لوقا10: 36،37) ويأتي هنا سؤال مهم جدًا من الأسئلة التي شغلت الآباء: أيهما أهم: محبة القريب أم محبة الصلاة؟ أجاب القديس يوحنا الدرجي عن هذا السؤال: "المحبة أعظم من الصلاة، فالصلاة واحدة من الفضائل بينما المحبة هي أمهم جميعًا". الصلاة فضيلة وتأخذ أشكالاً كثيرة (مثل قراءة مقاطع من الكتاب، والترانيم، والأحان)، ولكن محبة القريب – أو ما نسمّيه التضامن مع القريب – فتفوق الصلاة. القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة عميقة جدًا تقول: "لا تنتظر أن يحبك الآخر بل اقفز نحوه بنفسك وقدّم له حبك"، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: "إن حياتنا وهلاكنا هما في يد القريب، فإذا كسبنا القريب فقد كسبنا الله"، وأيضًا العلاّمة اكلمينضس السكندري يقول: "عندما نرى أخانا فقد رأينا الله"، ونقرأ في الفيلوكاليا: "كما أن التفكير في لهيب النار لا يجلب لك دفئًا، كذلك الإيمان بدون محبة لا يحقّق نور المعرفة الروحية في النفس"، أي محبة القريب ربنا يسوع المسيح في تعليمه قدّم لنا مثل السامري الصالح كتعبير عن هذا التضامن الذي يصنع الرحمة (كلمة التضامن فيها نوع من المساندة للطرفين)، ونقرأ في صلواتنا الليلية ونقول: "ليس رحمة في الدينوية لمن لم يستعمل الرحمة"، كما يعملنا الكتاب في المزمور الأربعين: «طوبي لمن يتعطّف على المسكين، في يوم الشرّ ينجية الرب». لنقارن بين تصرفات الثلاثة (الكاهن واللاوي والسامري)، كنا نظنّ أن الكاهن هو الذي سيقدم رحمة، أو على الأقل اللاوي، ولكن جاءت الرحمة من الإنسان البعيد والذي بسبب الرحمة صار قريبًا جدًا وفي معجزات السيد المسيح وهي كثيرة نلمح نفس هذه الفضيلة؛ صنعها السيد المسيح مع المفلوج الذي كان له 38 سنة وليس له إنسان (يوحنا 5)! أيضًا نفس هذه الرباط (محبة القريب) هو ما صنعه السيد المسيح مع المرأة الخاطئة التي لم تجد أحدًا يقف بجوارها إلاّ شخص السيد المسيح (يوحنا 8) يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي: "أيّ مصباح بلا نور؟ وأيّ مسيحى بلا حب؟!". أحد الأدباء قال عبارة جميلة: "بحتث عن الله كثيرًا ولم أجده! وبحثت عن نفسي كثيرًا ولم أجدها! ولكن عندما فتّشت عن أخي وجدت الثلاثة"، كما علمنا الكتاب أن «مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ» (يوحنا الأولى3: 14)، ويأمرنا القديس بطرس: «وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ – قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً»، هذه «المودة الأخوية» هي محبة القريب، ومن يهمل هذه الفضيلة – يقول الكتاب: «أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ» (بطرس الثانية1: 5-10) محبة القريب تعني أن يخرج الإنسان من ذاته، ولذلك عندما يبدأ الإنسان أيّ شكل من أشكال التكريس، يكون جهاده الأول من أجل قطع الهوى وإنكار الذات والتحوّل من الذات والأنا إلى الآخر، وهذا لا يحدث إلاّ عندما تسكن فيه روح الله، ويكون داخله كما خارجه. ماذا تعني لنا محبة القريب؟ أولاً: محبة القريب دليل على أن لك علاقة قوية بالله، يقول القديس أغسطينوس: "المحبة هي العلامة الوحيدة المميِّزة بين أولاد الله وأولاد إبليس". لذلك تبدأ صلوات قداس المؤمنين بالقبلة المقدسة، فالقبلة أسمى تعبير عن الحب، وما تصنعة أيدينا يعبِّر عمّا في قلوبنا، وعندما تتقدّم بهذه القبلة المقدسة نحو الذي بجوارك فكأنك تصالح العالم كله ممثَّلاً في الشخص الذي بجانبك. ثانيًا: محبة القريب هي مقياس لصدق عبادتنا، العبادة تعبير عن الحب لله، ولكن تندهش معي عندما يتكلم ربنا يسوع المسيح عن أساسيات العبادة (متى 6)، هل بدأ بالصلاة أم بالصوم أم بالصدقة؟ كنّا نظن أن الرب سيبدأ بالحديث عن الصلاة، ولكنه بدأ بالصدقة! فالصدقة هي تعبير عن شعورنا بالآخر، إحساسنا به، محبتنا التي تخرج من قلوبنا تجاه القريب، بعد ذلك يتكلم عن الصلاة التي هي شعور بالله، وأخيرًا الصوم وهو شعوري بذاتي ومذلتي وحقارتي. الأمر الثالث: محبة القريب مقياس للدينونة، سيقف كلٌ منّا أمام الديان العادل، وسيسألك: كيف عاملت إخوتك في البشرية؟ ما هي المحبة التي قدمتها نحوهم؟ يعبِّر بعض الآباء عن محبة القريب بأنها "مَسْك المنشفة بيد، وغسل الأقدام باليد الأخرى"، وقد تأخذ صورة إطعام فقير أو زيارة مريض أو كساء العريان، ولكن محبة القريب تعلن في الأساس عن إخلاءالذات، والعالم يا إخوتي جائع لهذه المحبة؛ فما الحروب والنزاعات والصراعات في العالم كله إلاّ بسبب غياب هذه الفضيلة. «لأَنَّهُ هكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ» (بطرس الثانية1: 11 قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل