المقالات

12 يوليو 2019

إستشهاد القديسين الرسولين بطرس و بولس وفطر صوم الرسل

في مثل هذا اليوم إستشهد القديسان العظيمان الرسولاً ن بطرس و بولس . أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صيادا فإنتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه إندراوس . وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ . ماذا يقول الناس عنه . أجابوا : " إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء " فقال بطرس " أنت هو المسيح ابن الله " وبعد ان نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين . ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول ، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه . فطلب ان يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب . أما بولس الرسول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين ، وهو من جنس يهودي من سبط بنيامين ، فريسي ابن فريسى وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين . ولما رجموا إسطفانوس كان يحرس ثياب الراجمين . وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين في دمشق للقبض على المسيحيين . وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له : " شأول شأول لماذا تضطهدني (أع 9 : 4 ) " فقال : " من أنت يا سيد " . فقال الرب " أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك ان ترفس منأخس " ثم أمره ان يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة المعزي ، وجاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالمصلوب وناله كثير من الضرب " الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن على يديه جمهور كثير . وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له . وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه . وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت على يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم . فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه وكان ذلك في سنة 67 م فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها : " أنه ملقي حيث تركته . ورأسه ملفوف بقناعك " فقالت له : " كذبت لقد عبر هو و بطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان وناولني القناع . وها هو " وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح .وقد اجري الله على يدي بطرس و بولس آيات عظيمة حتى ان ظل بطرس كان يشفي المرضى (أع 5 : 15 ) ومناديل ومآزر بولس تبريْ الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19 : 12) . صلاتهما تكون معنا ، ولربنا المجد دائمًا . آمين هذا هو اليوم الذي تعيد فبه الكنيسة بفطر الرسل ويعمل اللقان بعد رفع بخور باكر فى الخورس الثالث وبملابس الخدمة .
المزيد
11 يوليو 2019

التأمل.. ما هو؟ وما هي مجالاته؟

التأمل في أي أمر معناه الدخول إلى العمق، سواء في عمل الفكر، أو عمل الروح. هو أيضًا الوصول إلى لون من المعرفة فوق المعرفة العادية الخفية، معرفة فوق الحس، معرفة جديدة عليك، ومبهجة لروحك، تجد فيها غذاءً ومُتعة روحية. أو التأمُّل هو تفتح العقل والقلب والروح، لاستقبال معرفة يرسلها اللَّه من فوق، أو من داخل روح الإنسان. والتأمُّل يناسبه السكون والهدوء، والبُعد عن الضوضاء التي تشغل الحواس، وبالتالي تشغل العقل وتبعده عن عمل الروح فيه. ويزداد التأمُّل عمقًا كُلَّما تتحرَّر الحواس من الشغب الحالي، ويتحرَّر الإنسان من سيطرة فكره الخاص، لكي يستقبل ما تعطيه الروح. وللتأمُّل مجالات كثيرة، نود أن نتناولها بالتفصيل... هناك تأمُّل في كلام اللَّه، أو في الصلاة والتدبير والألحان. أو التَّأمُّل في الخليقة والطبيعة، أو في السماء والملائكة، أو التَّأمُّل في الموت والدينونة وما بعدها. وهناك تأمُّل في الأحداث وفي سِيَر القديسين، وفي الفضيلة عمومًا، وفي وصايا اللَّه. وهناك نوع آخر هو أسمى من التَّأمُّل في صفات اللَّه الجميلة. ومنها التأمُّل في المُطلق، في الحق، في الخير. على أن موضوعات هذا التَّأمُّل قد تكون أكثر من أن نحصيها، بحيث يتأمَّل الإنسان الروحي في كل شيء، حتى في الماديات، يحاول أن يستخرج منها روحيات تفيده. من جهة التَّأمُّل في كلام اللَّه: فكلام اللَّه هو روح وحياة. والكلمات هي مُجرَّد غُلاف، يُغلِّف معاني داخلها. كالصدفة التي تحوي داخلها اللؤلؤ. وفي التَّأمُّل ينبغي أن تكشف الصدفة، وتأخذ اللآلئ التي في داخلها. وهنا تُصلِّي مع داود النبي وتقول: "اكشف يا رب عن عينيَّ، لأرى عجائب من شريعتك". أي تكتشف العمق الموجود في الوحي الإلهي. فإلهنا الحنون ينير عقولنا وأفهامنا لندرك عُمق وصاياه. حقًا يا رب بنورك نُعاين النور. وهنا يكون التَّأمُّل عبارة عن تقديم عقولنا إلى اللَّه، لكي بنعمته يملأها بالفهم الذي من عنده. أو هو تلمذة على نعمة اللَّه، وتدريب كيف نأخذ منها الفهم الذي تريد أن تعطيه. فلا تقف يا أخي عند حدود العقل. بل اتخذ العقل وسيلة للوصول إلى الروح. والروح توصلك إلى اللَّه الذي عنده كل كنوز المعرفة فيعطيك. القارئ السطحي في كلام اللَّه، قد يقرأ كثيرًا ولا يتأمَّل. أمَّا القارئ الروحي، فالقليل من قراءته يكون له نبع تأملاَّت لا ينضب. إن كلمة واحدة أو عبارة تستوقفه، فيغوص في أعماقها، ويظل سابحًا في تلك الأعمال. وهو يقول مع داود النبي: "لكل كمال رأيت منتهى، أمَّا وصاياك فواسعة جدًا". لأنه في التأمل قد يفتح اللَّه قلبه، فيرى في الآية الواحدة كنزًا عظيمًا، مهما اغترف منه لا ينتهي... إذن كتدريب روحي، خُذ لك كل يوم آية للتَّأمُّل تكون قد تركت في نفسك تأثيرًا عميقًا أثناء القراءة... ورُبَّما تكون معاملات اللَّه مع الناس مجالًا واسعًا للتَّأمُّل... سواء معاملة الله تبارك اسمه مع قديسيه الذين أحبوه وأطاعوه. أو معاملته للخطاة الذين انتفعوا من طول أناة الله عليهم التي قادتهم إلى التوبة... إن شخصيات الكتاب أيضًا تصلح مجالًا للتَّأمُّل. إن التأمُّل في وصايا اللَّه سوف يشغل نفسك أثناء النهار بفكر روحي. ويظل هذا الفكر يتعمَّق فيك. والفكر يلد فكرًا من نوعه، ويلد أيضًا الكثير من المشاعر والعواطف والتَّأمُّلات. ويصبح قلبك نقيًا تعمل فيه كلمة اللَّه. ولا يقف الأمر عند حدود اللذة بالمعرفة، إنَّما يتطوَّر ليكون له تأثيره في حياتك العملية. لذلك إن استطعت أن تُطبِّق تأملاتك على حياتك، وتستخرج منها منهجًا تسير عليه، يدخل في علاقاتك مع اللَّه ومع الناس. وإن لم تكن لك موهبة للتَّأمُّل في الكتاب، فاقرأ تأملات الأبرار الذين اتصفوا بعُمق تأملاتهم في الكتاب. أمَّا من جهة التأمُّل في الطبيعة فهو ليس مُجرَّد تأمُّل في جمال الطبيعة، إنما بالأكثر ما تُقدِّمه لنا من روحيات، كما قال داود النبي في مزاميره: "السموات تُحدِّث بمجد اللَّه، والفلك يخبر بعمل يديه". وهنا نتدرج من التأمُّل في الطبيعة إلى التَّأمُّل في عظمة اللَّه خالقها. وهنا أتذكر قول الشاعر: ها ذي الطبيعة قِف بنا يا ساري حتى أريك بديع صنع الباري وقديمًا كانوا يدرسون الفَلَك في الكليات اللاهوتية. لأنَّ النظام العجيب الدقيق الذي فيه، يُثبت وجود خالق كُلِّي القدرة استطاع أن يوجد كل ذلك. إن كانت السماء المادية مكانًا عظيمًا للتَّأمُّل، فكم تكون السماء التي هي عرش اللَّه!! ويرتبط التأمُّل في السماء بتأمُّل آخر في الملائكة... بل على الأرض يمكن أن يكون هناك تأمُّل في جمال الورود والأزهار. وما أكبر الفارق بين الزهور الطبيعية وغيرها من الزهور الصناعية، التي مهما أفتن الإنسان في صنعها، فهي بلا حياة، بلا رائحة، بلا نمو... وكذلك التأمُّل في طيور السماء، في تعدُّد أنواعها وأشكالها ونغمات أصواتها، وطباعها، ورحلاتها. بل التأمل في النملة النشيطة حيث لم أرَ في حياتي كلها نملة واقفة، بل هي دائمة الحركة. . وفي ذلك قال سليمان الحكيم: "اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمُّل طُرقها وكُن حكيمًا". بل أكثر من هذا إذا تأمَّلنا في النحل حيث نأخذ منه أيضًا تأمُّلًا في النظام الداخلي الذي تعيشه مملكة النحل، وكيف خلقها اللَّه بإمكانيات وقدرات عجيبة... تستطيع أن تجمع الرحيق وتصنعه شهدًا، وكيف تصنع غذاء الملكات! وكيف تبني خلاياها بهندسة متقنة عجيبة، وكيف تطير رحلات بحثًا عن الزهور والرحيق. وما أعجب ما قاله عنها أمير الشعراء أحمد شوقي: مملكة مُدبّرة بامرأة مؤمَّرة تحمل في العمال والصناع عبئ السيطرة أعجب لعمال يولُّون عليهم قيصرة إن الإنسان الروحي يستطيع أن يتخذ كل شيء مجالًا للتَّأمُّل. ويستطيع أن يستخرج من الماديات ما تحمله من دروس روحية. كذلك جسم الإنسان هو مجال واسع للتَّأمُّل يدل على عظمة الخالق، فما أعجب القدرات التي وضعها اللَّه في المُخ، وفي القلب، وفي كل أجهزة الجسم البشري، وكيف تعمل متناسقة في اتزان عجيب. وبعض هذه الأجهزة إذا تلف، لا يقدر كل التَّقدُّم العلمي على إرجاعه إلى وضعه الطبيعي. هناك تأمل آخر في الأحداث، ويد اللَّه في بعض الأحداث، وفي تدبير كل شيء إلى الخير. ولا ننسى التأمُّل في الموت، وفي القيامة، وفي الدينونة، وفي صفات الله الذاتية مثل الأزلية والقدرة على كل شيء والوجود في كل مكان. وأيضًا تأمل صفات اللَّه في معاملته مع البشر
المزيد
06 يوليو 2019

حرب جديدة

هذه الأيام نسمع كثيرا وبصورة مستمرة عن خدام وخادمات يتركون كنيستهم وخدمتهم أو للأسف يُجبروا على ترك كنيستهم بسبب مشاكل تحيط بهم سواء كانت هذه المشاكل من الآباء الكهنة أو مع أمناء الخدمة أو حتى مع أخوتهم الخدام ،وهى حربا جديدة بدأها الشيطان لكى يبعد أولادنا وبناتنا خداما وخادمات عن أمهم الكنيسة وعن خدمة الرب يسوع وأولاده بحجة أن هؤلاء الخدام أصبحوا غير قادرين على إحتمال الضغوط والعثرات والضعفات التى يرونها بالكنيسة ولكن هل الحل هو أن نترك أمنا ؟ أن نهرب من بيتنا ؟حتى لو كان ذلك الى كنيسة أخرى فهل نترك كنيستنا بها ضعفات؟؟ وربما تكون هذه الكنيسة الأخرى التى تبدو لنا دون ضعفات أو مشاكل هى الأخرى لا نحتمل الخدمة بها لكثرة مشاكلها فهل نهرب مرة أخرى ويستمر الهروب الى أن ينتصر عدو الخير ؟ أخى .أختى .مهما كانت تبدو الكنيسة والخدمة تقسو علينا لا نتركها أبدا بل أرجوكم لنجلس الى أنفسنا أولا فمن الممكن أن يكون العيب فينا ربما تكون الذات هى العائق أمامنا فنرفض التوجيه أو التأديب وبالتالى نرفض تشكيل الله لنا بطريقته ونريد أن ننمو فى الخدمة ولكن بطريقتنا نحن وقد يسمح الله أحيانا بأن تقسو الكنيسة علينا ولكن من أجل منفعة يريد الله أن يعلمنا أياها كأن يريد أن يعلمنا الصبر أو الأحتمال أو الأتضاع وعدم الخضوع دائما للذات بعنادها وكبرياءها لذلك ليس الحل فى الهروب من الكنيسة ومن الخدمة ولكن الحل فى الأصرار على البقاء فيها والصلاة من أجلها لكى يظهر الله جمالها ويحل مشاكلها ويدخلنا الى العمق فيها، وأتوجه الى كل الآباء الكهنة وأمناء الخدمة والمسئولين عنها أن يتذكروا دائما أنهم مسئولين أمام الله عن أى عثرة تبعد إنساناً عن كنيسته وخدمته ، وأرجوهم أن يكونوا دائما قدوة حسنة ويسعوا لإنجاح الخدمة وجذب أولاد الله للكنيسة حتى تنتصر الكنيسة فى هذه الحرب
المزيد
25 يونيو 2019

منهج الخادم

1- الخادم هو:- خ: خالى من العيوب باقترابه من الرب يسوع أ: أب حنون والبشاشة على وجهه د: دارس فى علوم الكتاب المقدس وعامل بما يدرسه م: مملوء من النعمة والروح القدس 2- الاحتراس من: أ- (3) صور للخادم: الموظف ، البوسطجى ، recorder ب- (3) صور للخدمة:قضاء وقت فراغ ، تسلسل طبيعى فى الكنيسة ، أجد نفسى فى الخدمة 3- الخادم لابد ان يكون متواضع: م: محب للكل ت: تحت أقدام الكل و: واحد فى الكل أ: أصغر الكل ض: ضد الخطية والشر ع: عينه على السماء 4- أعراض تلف الخدمة: 1- الاهتمام الزائد بنتائج الخدمة : الفرح بالنجاح واليأس من الفشل 2- الاهتمام بالخدمة ونظامها والتدقيق فى ترتيبها أكثر من النفوس المخدومة الذى ينتج عنه أخيرا التضحية بالنفوس فى سبيل الاحتفاظ برصانة النظام 3- عدم نمو المخدومين فى المحبة وتعلقهم بشخص الخادم 5- ملحوظات للخادم: أ- ان كانت الحرارة الالهية تفارقكم بعد أن قبلتموها فاطلبوها من جديد وهى تاتى اليكم لان الحرارة التى هى بحسب الـله هى هكذا مثل النار فهى تحول البرودة الى قوتها الخاصة فاذا ما رايتم قلوبكم فى ساعة ما قد ثقلت. اقيموا نفوسكم أمامكم وحاكموها فى ذهنكم بحسب أفكار التقوى وهكذا لابد أن تسخن من جديد وتشتعل فى الـله ب- جوهر الخدمة و مظهرها : جوهر الخدمة شىء ومظهرها شىء أخر فمظهر الخدمة يتعلق بالنظام والترتيب وأنواع العظات وكيفية الصلوات والخدمات المتعلقة بحاجات الضعفاء وتقسيم هذه المهام على المسئولين وتوجيه المسئولين لاستيفاء معرفتهم من خبرات السابقين ومن الكتب وتزويدهم بالحاجات الضرورية بالخدمة . أما جوهر الخدمة فهو توصيل الحياة الابدية للمخدومين الذين وضعهم الـله فى مسئوليتنا وتوصيل الحياة الابدية هو ان يقبل الانسان عمل المسيح الذى عمله من اجله ج- الاصول التربوية مطلوبة وضرورية عند استخدام القصة أو الترنيمة ولكن مدى تاثيرها فى المخدومين مرتبط اساسا بالروح التى يلقيها الخادم ومدى انفعاله بالاحداث عن صدق وايمان بالهدف الذى تهدف اليه
المزيد
01 يونيو 2019

الهروب إلى مصر

"وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم، قائلاً:وكن هناك حتى أقول لك،لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر" [13-14]. يلاحظ القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الملاك لم يقل عن القدّيسة مريم "امرأتك"، بل قال "أمه"، فإنه إذ تحقّق الميلاد وزال كل مجال للشك. صارت القدّيسة منسوبة للسيّد المسيح لا ليوسف. لقد أراد الملاك تأكيد أن السيّد المسيح هو المركز الذي نُنسب إليه. يرى القدّيس أغسطينوس أن النفس التي ترتبط بالسيّد المسيح خلال الإيمان الحيّ العامل بالمحبّة تحمله فينا روحيًا، وكأنها قد صارت له كالقدّيسة مريم التي حملته روحيًا كما حملته بالجسد! لماذا هرب السيّد المسيح إلى مصر؟ أولاً: الهروب إلى مصر يمثّل حلقة من حلقات الألم التي اجتازها القدّيس يوسف بفرحٍ، فإن كان الوحي قد شهد له بالبرّ، فإن حياة البرّ تمتزج بالآلام دون أن يفقد المؤمن سلامة الداخلي. يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الملاك ليوسف، قائلاً: [لم يتعثّر يوسف عند سماعه هذا، ولا قال: هذا أمر صعب، ألم يقل لي إنه يخلّص شعبه، فكيف لا يقدر أن يخلّص نفسه، بل نلتزم بالهروب، ونقطع رحلة طويلة، ونقطن في بلد آخر؟ فإن هذا يناقض ما وعدت به! لم يقل شيئًا من هذا، لأنه رجل إيمان! بل ولا سأل عن موعد رجوعه، إذ لم يحدّده الملاك، بل قال له: "وكن هناك حتى أقول لك". لم يحزن بل كان خاضعًا ومطيعًا يحتمل هذه التجارب بفرح. هكذا يمزج الله الفرح بالتعب، وذلك مع كل الذين يتّقونه... مدبّرًا حياة الأبرار بمزج الواحدة بالأخرى. هذا ما يفعله الله هنا... فقد رأى يوسف العذراء حاملاً، فاضطرب وبدأ يشك... وفي الحال وقف به الملاك وبدّد شكّه ونزع عنه خوفه. وعندما عاين الطفل مولودًا امتلأ فرحًا عظيمًا، وتبع هذا الفرح ضيق شديد إذ اضطربت المدينة، وامتلأ الملك غضبًا يطلب الطفل. وجاء الفرح يتبع الاضطراب بظهور النجم وسجود الملوك. مرّة أخرى يلي هذا الفرح خطر وخوف لأن هيرودس يطلب حياة الطفل، والتزم يوسف أن يهرب إلى مدينة أخرى] هذه هي صورة الحياة التقويّة الحقيقية، هي مزيج مستمر من الضيقات مع الأفراح، يسمح بها الرب لأجل تزكيتنا ومساندتنا روحيًا، فبالضيق نتزكّى أمام الله، وبالفرح نمتلئ رجاءً في رعاية الله وعنايته المستمرّة. ثانيًا: هروب السيّد المسيح من الشرّ أكّد حقيقة تجسّده، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لو أنه منذ طفولته المبكّرة أظهر عجائب لما حُسب إنسانًا.] ثالثًا: هروبه كممثّل للبشريّة يقدّم لنا منهجًا روحيًا أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. رابعًا: كانت مصر رائدة العالم الأممي، فكانت بفرعونها تُشير في العهد القديم إلى العبوديّة، بخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف ومحبّة العالم. كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى مدينة في اليهوديّة أو الجليل، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. في هذا يقول إشعياء النبي: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر" (إش 19). اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، بها صارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. وكما خزن يوسف في مصر الحنطة كسندٍ للعالم أثناء المجاعة سبع سنوات، هكذا قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس! ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين... لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه! مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب! السماء بكل خوارس كواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك... على أيّ الأحوال، من يعترف بأن مصر القديمة هي التي بكل خوارس كواكبها حاربت ليست في بهاء برية مصر الممتلئة من قلالي النساك... على أي الأحوال، من يعترف بأن مصر القديمة هي التي حاربت الله في برود فعبدت القطط، وخافت البصل، وكانت ترتعب منه، مثل هذا يدرك قوّة المسيح حسنًا.] يتحدّث أيضًا القدّيس يوحنا الذهبي الفم عن هذه الزيارة المباركة لمصر لتقديسها، فيقول: [إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تتمثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا أرسل للواحدة المجوس، والأخرى ذهب إليها بنفسه مع أمه.] كما يقول: [تأمّل أمرًا عجيبًا: فلسطين كانت تنتظره، مصر استقبلته وأنقذته من الغدر.[
المزيد
11 مايو 2019

من أقوال الآباء في القيامة

-1-لنقدِّم أنفسنا لمن قدَّمَ نفسه عنا إنه فصح الرب، إنه الفصح! لنردده لمجد الثالوث* الفصح، بالنظر إلينا، عيد الأعياد، احتفال الاحتفالات، كما تكسِفُ الشمسُ النجوم، كذلك يكسِفُ هذا العيد الأعياد، ليس فقط أعياد البشر، بل أعياد السيد المسيح نفسه* بالأمس ذُبِح الحمل، ونُضِحت الأبواب بدمه، وبكتْ مصر أبكارها، أمَّا نحن فنجونا بفضل الدم الزكي* بالأمس كنت مصلوبًا مع المسيح، واليوم مُمجَّدٌ معه* بالأمس كنت مائتًا معه، واليوم حيٌّ معه* بالأمس كنت مدفونًا معه، واليوم قائمٌ معه* فلنقدِّم لا الهدايا فحسب للذي تألم لأجلنا ثم قام، بل أنفسنا، فإنها أثمن الهدايا وأقربها إلى الله* صورة الله فينا: لنعكِسَنَّ الضياء اللائق بها اعتبارًا لقيمتِنا، وإكرامًا لمِثالنا* إذن لنفهمَن ذلك السر، ولماذا مات المسيح؟ لنتشبه بالمسيح لأنه تشبه بنا* لنصِرْ آلهة معه لأنه صار إنسانا لأجلنا* لقد اعتنق الشيء الأقل صَلاحًا ليُعطينا الأفضل* تسوَّل بشرتنا لنغتني بفقره* اتخذ شكل عبد ليُعِتقَنا من العبودية* تنازل ليرفعَنا* قبِلَ أن يُجرَّبَ ليُعينَنا على النصر. احتُقِر ليُمجِّدنَا ومات ليُخلِّصنا* صعد إلى السماء ليرفع إليه القابعين في الخطيئة* فليُقدِّم كل واحد منا كل ما يملك للذي قدَّمَ نفسه فداءً عنا* فإذا فهمنا سر الفصح فلا نستطيع أن نعمل أفضل من أن نقدِّم أنفسنا للمسيح، فنُضْحي على مثاله كما أضحى هو على مثالِنا*. القديس غريغوريوس النـزينـزي -2-فصح المسيح إن فصح المسيح جعلنا أُناساً جدداً. كنا نولد أبناء للبشر، واليوم نولد أبناء لله. بالأمس كان الموت سائدًا بسبب الخطيئة، واليوم يملك العدل بفضل الحياة. إنسانٌ واحدٌ فتح لنا قديما باب الموت، والمسيح اليوم أعاد لنا الحياة. بالأمس أخذنا الموت من الحياة، واليوم أبادت الحياةُ الموتَ. بالأمس طردنا العصيان من الفردوس، واليوم يُعيدنا إليه الإيمان بقيامة المسيح. قدَّم لنا المسيح ثمرة الحياة لكي نتلذذ بها كما نشاء، وجرى من جديد ينبوع الفردوس الموزعة مياهه بأربعة أنهار الأناجيل، لكي يُنعش وجه الكنيسة. القديس غريغوريوس النيصي -3-المسيحُ قام من بين الأموات، فقوموا أنتم معه. المسيح عاد واستوى في مكانه، فعودوا أنتم معه. المسيح تحرر من رُبُطِ القبر، فتحرروا أنتم من رُبُطِ الخطيئة. أبواب الجحيم قد فُتحت، والموت ينحل. آدم القديم يبتعد والجديد يعود إلينا. فإذا كانت خليقةٌ جديدةٌ بالمسيح، فتجددوا أنتم. الفصحُ فصحُ الرب. هذا عيد الأعياد وموسم المواسم، فهو فوق الأعياد والمحافل جميعا، وفضله على سائر الأعياد كفضل الشمس على سائر الكواكب. اليوم نعيِّد القيامة نفسها التي لم تعد أملاً ورجاءً، بل واقعاً حياً، وموضوع فرح دائم في غلبتنا الموت. فقد اشتملت العالم بأسره. ومتى صعد المسيح إلى السموات، فاصعدْ معه، وكُنْ مع الملائكة. ساعد في أن ترفع الأبواب لاستقبال الآتي من الآلام بحفاوة. وأَجِبْ السائلين: “من هو هذا ملك المجد؟” أجب إنه السيد الرب ملك المجد، و”إنه الرب القوي والقدير”. يا أيها الناهضُ، إذا وصلنا باستحقاق إلى الغاية المبتغاة، وصرنا مقبولين في الأخدار السماوية، سنقرب لك بصحة العزم ذبائح مقبولة على مذبحك المقدس. يا أيها الآب والابن والروح القدس، لأنه لك يتوجب كل مجد وإكرام وسلطان إلى دهر الداهرين، آمين القديس غريغوريوس اللاهوتي -4-جاء في إحدى عظات القديس بوليكاربوس أسقف أزمير (القرن الثاني) عن الإيمـان بقيامـة المسيح ونتيجتـه على حياة المؤمـن وسلوكـه: “.. شدّوا أحقاءكم واتقّـوا الله بالمخافة والحق طارحين جانباً كلام الثرثـرة الفارغ وضلال الأمم، موطِّدين الإيمان على من أقام ربنا من المـوت، وآتاه المجد، وأعطاه عرشاً عن يمينـه. “له يخضع كل ما في السماء وعلى الأرض” ويعطيه كل من فيه نسمة حياة. وعندما يأتي “ليدين الأحياء والأموات” سيُقاضي عن دمـه كل من رفض الإيمان به. “والذي أقامه من الموت” سيُقيمنا معه أيضاً إن امتثلنا لمشيئته، وسرنا على طريق وصاياه، وأحببنا ما يحب، وتركنا كل إساءة وطمع ونميمة وشهادة زور، وعن حب المال المفرط متجنبين مجابهة شر بشر، وشتيمة بشتيمة، وضربة بضربة، ولعنة بلعنة، ذاكرين تعليم من قال: “لا تدينوا لئلا تُدانوا، اغفروا يُغفر لكم، أرحموا تُرحموا، بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم، طوبى للمساكين وللمضطَهدين من اجل البرّ فإن لهم ملكوت الله”. القديس بوليكاربوس أيقف أزمير عن رعيتي 4/مايو 1997 -5-هذه مقتطفات من العظة الأولى التي ألقاها القديس غريغوريوس بعد انتخابـه أسقفاً على نازيانز (آسيا الصغرى) سنة 362. كان القديس غريغوريوس قد اختار الحياة الرهبانية برفقـة صديقـه القديس باسيليوس الكبير، إلاَّ أن والده الذي كان أسقف نازيانز نفسها استدعاه ورسمه كاهنا ثم أسقفاً. لم يرغب في الأسقفية في زمن تفاقم الأريوسية وعاد إلى الدير لكنـه رجع بعد أشهر إلى مسؤوليته الأسقفية واستمر فيها حتى صار بطريرك القسطنطينية وانتصر على الأريوسية في المجمع المسكوني الثاني. نلاحظ من المقاطع التي ننشرها إن عددا من الصلوات التي نرتلها في العيد مأخوذة من عظات القديس غريغوريوس. الذين خدمونا وتألموا من اجلنا. لنصفح عن كل شيء في القيامة، أنا اغفر لكم فرض المسؤولية عليَّ وأنتم اغفروا لي تأخري … مُسحت سريا وتخلفت عن خدمة السر فترة تفحصت فيها نفسي، والآن أعود في هذا اليوم البهي الذي يساعدني لأتغلب على ترددي وضعفاتي. وأرجو أن يجددني القائم من بين الأموات بالروح ويلبسني الإنسان الجديد ويدفعني إلى خليقتـه الجديدة عاملاً جيداً وسيداً جيداً مستعداً للموت مع المسيح والقيام معـه. أمس كنت مصلوباً مع المسيح، اليوم أُمجَّّد معـه. أمس مت مع المسيح، اليوم أحيا معـه. أمس دُفنت مع المسيح، اليوم اخرج معـه من القبر. لنقـدّم بواكيرنا إلى الذي تألم وقام من اجلنا. أتظنون إني أتكلم عن الذهب والفضة والأقمشة والحجارة الكريمـة؟ كلها مقتنيات أرضية، لا تخرج من الأرض إلاَّ لتقع في أكثر الأحيان بين أيدي الغاشين عبيد المادة وأمير هذا العالم. لنقدم للمسيح ذواتنا: هذه هي أثمن تقدمة في عيني الله والأقرب إليه. لنردّ إلى صورته ما هو على شبهه. لنتعرف على عظمتنا ونمجّد مثالنا، لنفهم قوة هذا السر وسبب موت المسيح. لنصر مثل المسيح بما أن المسيح صار مثلنا. لنصر آلهة من أجلـه بما أنه صار إنساناً من أجلنا. أخذ الأسوأ ليعطينا الأفضل. أفقر ذاتـه ليغنينا بفقره. أخذ صورة عبد لنحصل على الحريـة. وضع نفسه ليرفعنا. تجرّب ليشهد انتصارنا. قَبِلَ الإهانـة ليظلـلنا بالمجد. مات ليخلصنا. صعد إلى السماء ليجذبنا إليه نحن الذين تمرَّغنا في الخطيئـة. لنقدّم كل شيء إلى من أعطى ذاته فديةً عنَّا. لن نعطي أبداً تقدمةً أعظم من أنفسنا إن فهمنا هذا السر وصرنا من اجله ما صاره من اجلنا” القديس غريغوريوس النـزينـزي عن رعيتي 23 ابريل 1995 -6-إنها لحكمةٌ ساميةٌ، تلك القاضية بأن تُنسي السيئات في أيام الفرح. فقد جلَبَ لنا هذا اليوم نسيان الحُكْم الأول الصادر بحقنا. وما قولي كذا؟ ليس النسيان، بل الإلغاء. لقد أُلغي تماما كل ذكرٍ للقضاء علينا. كنَّا قبلاً نُولَدُ بالألم، أمَّا الآن فنولدُ بدون ألم؛ لأننا كنّا جسديين ونولدُ بالجسد، أمَّا مَن يولدُ الآن، فهو روحٌ مولودٌ من الروح. بالأمس كنا نولد أبناء للبشر، واليوم نولد أبناء لله. بالأمس كنا منبوذين من السماء إلى الأرض، واليوم جعلَنا الرسول السماوي مواطنين في السماء. بالأمس كان الموتُ سائداً بسبب الخطيئة، واليوم يملك العدل بفضل الحياة. إنسانٌ واحدٌ فتح لنا قديماً باب الموت، وواحدٌ اليوم أعاد لنا الحياة. بالأمس نبذَنا الموتُ من الحياة، واليوم أبادت الحياةُ الموتَ. بالأمس خبّأَنا الخجلُ تحت التينة، واليوم يجذبنا الموت نحو شجرة الحياة. بالأمس طردَنا العصيان من الفردوس، واليوم يُعيدنا إليه الإيمان. وقُدمَ لنا ثمر من الحياة جديداً لكي نتلذذ به كما نشاء، وجرى من جديد ينبوع الفردوس الموزَّعة مياهه بأربعة أنهار الأناجيل، لكي يُنعَش وجهُ الكنيسة. هكذا تستطيع أن ترتوي الآلام التي شقَّها زارع الكلمة في نفوسنا، فتتأثر بذور الفضيلة… الآن تتمُّ راحة السبت الحقيقية، تلك التي باركَها الله وفيها استراح من محَنِه، بعد أن احتفل بانتصاره على الموت، لأجل خلاص العالم. لقد ظهرت نعمةُ هذا النهار لعيوننا وآذاننا وقلبنا. احتفلْنا بالعيد بكل ما رأينا وسمعنا وملأَنا فرحاً. ماذا رأينا؟ ضياء المشاعل التي كانت تُنقل في الليل كغمامة من نار. وسمعنا طوال الليل رنين المزامير والأناشيد والترانيم الروحية. فكان هذا سلسالا من الفرح يجري بآذاننا إلى نفسنا فيُفعمنا آمالا سعيدة. وكان أخيرا قلبنا المأخوذ بما نسمع ونرى مفعماً فرحاً وغبطةً، يقوده المنظور إلى اللامنظور: “هذه الخيرات التي لم تَرها عين، ولم تسمع بها أُذن، ولم تَخطر على قلب بشرٍ” (1كورنثوس 2: 9). إن أفراح يوم الراحة هذا تُقدِّم لنا عنها مثالا؛ لقد كانت عربون رجائنا الفائق الوصف في المصير المرتقَب. بما أن هذه الليلة المتلألئة بالنور، التي جمعت بين بريق المشاعل وأشعة الشمس الأولى، ألّفت معها يوماً واحداً، دون أن تفسح مجالا للظلام، فلنتأمل، يا إخوتي، النبوءة القائلة: “هوذا اليوم الذي صَنَعَه الرب” (مزمور 117: 24). إنها لا تَعرُض أي أمر شاقّ أو صعب، بل الفرح والسعادة والبهجة، لأنها تضيف: “فلنفرح ونبتهج به!”. يا له من شاغل شيّق! ما ألطفه أمرا! من يتردد في الطاعة لمثل هذه الأوامر؟ من لا يشعر بضيم إذا تباطأ في تنفيذها؟ المقصود أن نفرح، فنحن مأمورون بأن نبتهج، وبهذا مُحي العقاب القاضي على الخطيئة، وتحوَّل حزننا إلى فرح. القديس غريغوريوس النيصصي
المزيد
10 مايو 2019

كيف أحتفظ بروحياتى فى فترة الخماسين المقدسة ؟

يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية, و تأملاتك سواء فى الكتاب المقدس , أو فى سير القديسين. وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن أن تلهب روحك كذلك تفيدك جدآ التراتيل والتسابيح والألحان , وبخاصة ألحان القيامة وما فيها من ذكريات الفرح بالرب فى هذه الفترة , وبالعزاء العميق الذى قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها, وبخاصة الفرح بالوجود فى حضرة الرب يفيدك أيضآ التناول من الأسرار المقدسة, وحضور القداسات , وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس لا تنس أيضآ أن عدم الصوم ليس معناه التسيب فى الطعام, فنحن لا ننتقل من الضد الضد تمامآ. إنما يمكن أنك لا تكون صائمآ , ومع هذا تحتفظ بضبط النفس. وكل هذا يبعدك عن الفتور ومن المفيد لك جدآ فى فترة الخماسين, أن تزيد صلواتك ومزاميرك . وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية, مع تدريب على الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية وثق أن التأثير الروحى لهذا سيكون عميقآ جدآ, ولا يمكن أن تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة تذكر أننا فى الأبدية سنتغذى بالفرح الإلهى , وبحب الله . وسوف لا يخطر على بالنا موضوع الصوم والمطانيات . ونحيا فى حياة روحية عميقة , مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله
المزيد
09 مايو 2019

القيامة فى فكر الاباء الاولين

إنها لحكمةٌ ساميةٌ، تلك القاضية بأن تُنسي السيئات في أيام الفرح. فقد جلَبَ لنا هذا اليوم نسيان الحُكْم الأول الصادر بحقنا. وما قولي كذا؟ ليس النسيان، بل الإلغاء. لقد أُلغي تماما كل ذكرٍ للقضاء علينا. كنَّا قبلاً نُولَدُ بالألم إنها لحكمةٌ ساميةٌ، تلك القاضية بأن تُنسي السيئات في أيام الفرح. فقد جلَبَ لنا هذا اليوم نسيان الحُكْم الأول الصادر بحقنا. وما قولي كذا؟ ليس النسيان، بل الإلغاء. لقد أُلغي تماما كل ذكرٍ للقضاء علينا. كنَّا قبلاً نُولَدُ بالألم، أمَّا الآن فنولدُ بدون ألم؛ لأننا كنّا جسديين ونولدُ بالجسد، أمَّا مَن يولدُ الآن، فهو روحٌ مولودٌ من الروح. هكذا تكلم القديس غريغوريوس النيصى (احد اباء الكنيسة الاولين) عن بهجة قيامة السيد المسيح التى تحتل مكانة خاصة فى عقولنا وقلوبنا …ويكمل : بالأمس طردَنا العصيان من الفردوس، واليوم يُعيدنا إليه الإيمان. وقُدمَ لنا ثمر من الحياة جديداً لكي نتلذذ به كما نشاء، وجرى من جديد ينبوع الفردوس الموزَّعة مياهه بأربعة أنهار الأناجيل، لكي يُنعَش وجهُ الكنيسة. هكذا تستطيع أن ترتوي الآلام التي شقَّها زارع الكلمة في نفوسنا، فتتأثر بذور الفضيلة… الآن تتمُّ راحة السبت الحقيقية، تلك التي باركَها الله وفيها استراح من محَنِه، بعد أن احتفل بانتصاره على الموت، لأجل خلاص العالم. لقد ظهرت نعمةُ هذا النهار لعيوننا وآذاننا وقلبنا. احتفلْنا بالعيد بكل ما رأينا وسمعنا وملأَنا فرحاً. ماذا رأينا؟ ضياء المشاعل التي كانت تُنقل في الليل كغمامة من نار. وسمعنا طوال الليل رنين المزامير والأناشيد والترانيم الروحية. فكان هذا سلسالا من الفرح يجري بآذاننا إلى نفسنا فيُفعمنا آمالا سعيدة. وكان أخيرا قلبنا المأخوذ بما نسمع ونرى مفعماً فرحاً وغبطةً، يقوده المنظور إلى اللامنظور: “هذه الخيرات التي لم تَرها عين، ولم تسمع بها أُذن، ولم تَخطر على قلب بشرٍ” (1كورنثوس 2: 9). إن أفراح يوم الراحة هذا تُقدِّم لنا عنها مثالا؛ لقد كانت عربون رجائنا الفائق الوصف في المصير المرتقَب. بما أن هذه الليلة المتلألئة بالنور، التي جمعت بين بريق المشاعل وأشعة الشمس الأولى، ألّفت معها يوماً واحداً، دون أن تفسح مجالا للظلام، فلنتأمل، يا إخوتي، النبوءة القائلة: “هوذا اليوم الذي صَنَعَه الرب” (مزمور 117: 24). إنها لا تَعرُض أي أمر شاقّ أو صعب، بل الفرح والسعادة والبهجة، لأنها تضيف: “فلنفرح ونبتهج به!”. يا له من شاغل شيّق! ما ألطفه أمرا! من يتردد في الطاعة لمثل هذه الأوامر؟ من لا يشعر بضيم إذا تباطأ في تنفيذها؟ المقصود أن نفرح، فنحن مأمورون بأن نبتهج، وبهذا مُحي العقاب القاضي على الخطيئة، وتحوَّل حزننا إلى فرح. القيامة وحياة المؤمنين جاء في إحدى عظات القديس بوليكاربوس أسقف أزمير (القرن الثاني) عن الإيمـان بقيامـة المسيح ونتيجتـه على حياة المؤمـن وسلوكـه: “.. شدّوا أحقاءكم واتقّـوا الله بالمخافة والحق طارحين جانباً كلام الثرثـرة الفارغ وضلال الأمم، موطِّدين الإيمان على من أقام ربنا من المـوت، وآتاه المجد، وأعطاه عرشاً عن يمينـه. “له يخضع كل ما في السماء وعلى الأرض” ويعطيه كل من فيه نسمة حياة. وعندما يأتي “ليدين الأحياء والأموات” سيُقاضي عن دمـه كل من رفض الإيمان به. “والذي أقامه من الموت” سيُقيمنا معه أيضاً إن امتثلنا لمشيئته، وسرنا على طريق وصاياه، وأحببنا ما يحب، وتركنا كل إساءة وطمع ونميمة وشهادة زور، وعن حب المال المفرط متجنبين مجابهة شر بشر، وشتيمة بشتيمة، وضربة بضربة، ولعنة بلعنة، ذاكرين تعليم من قال: “لا تدينوا لئلا تُدانوا، اغفروا يُغفر لكم، أرحموا تُرحموا، بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم، طوبى للمساكين وللمضطَهدين من اجل البرّ فإن لهم ملكوت الله”. لنقدِّم أنفسنا لمن قدَّمَ نفسه عنا جدير بالذكر إن عددا من الصلوات التي نرتلها في عيد القيامة مأخوذة من عظات القديس غريغوريوس النزينزى ففى العظة الأولى التي ألقاها القديس غريغوريوس بعد انتخابـه أسقفاً على نازيانز (آسيا الصغرى) سنة 362. نجده يقول لنا: “الذين خدمونا وتألموا من اجلنا. لنصفح عن كل شيء في القيامة، أنا اغفر لكم فرض المسؤولية عليَّ وأنتم اغفروا لي تأخري … مُسحت سريا وتخلفت عن خدمة السر فترة تفحصت فيها نفسي، والآن أعود في هذا اليوم البهي الذي يساعدني لأتغلب على ترددي وضعفاتي. وأرجو أن يجددني القائم من بين الأموات بالروح ويلبسني الإنسان الجديد ويدفعني إلى خليقتـه الجديدة عاملاً جيداً وسيداً جيداً مستعداً للموت مع المسيح والقيام معـه. أمس كنت مصلوباً مع المسيح، اليوم أُمجَّّد معـه. أمس مت مع المسيح، اليوم أحيا معـه. أمس دُفنت مع المسيح، اليوم اخرج معـه من القبر. لنقـدّم بواكيرنا إلى الذي تألم وقام من اجلنا. أتظنون إني أتكلم عن الذهب والفضة والأقمشة والحجارة الكريمـة؟ كلها مقتنيات أرضية، لا تخرج من الأرض إلاَّ لتقع في أكثر الأحيان بين أيدي الغاشين عبيد المادة وأمير هذا العالم. لنقدم للمسيح ذواتنا: هذه هي أثمن تقدمة في عيني الله والأقرب إليه. لنردّ إلى صورته ما هو على شبهه. لنتعرف على عظمتنا ونمجّد مثالنا، لنفهم قوة هذا السر وسبب موت المسيح. لنصر مثل المسيح بما أن المسيح صار مثلنا. لنصر آلهة من أجلـه بما أنه صار إنساناً من أجلنا. أخذ الأسوأ ليعطينا الأفضل. أفقر ذاتـه ليغنينا بفقره. أخذ صورة عبد لنحصل على الحريـة. وضع نفسه ليرفعنا. تجرّب ليشهد انتصارنا. قَبِلَ الإهانـة ليظلـلنا بالمجد. مات ليخلصنا. صعد إلى السماء ليجذبنا إليه نحن الذين تمرَّغنا في الخطيئـة. لنقدّم كل شيء إلى من أعطى ذاته فديةً عنَّا. لن نعطي أبداً تقدمةً أعظم من أنفسنا إن فهمنا هذا السر وصرنا من اجله ما صاره من اجلنا” الأخدار السماوية أما القديس غريغوريوس اللاهوتى فيقول عن القيامة : المسيحُ قام من بين الأموات، فقوموا أنتم معه. المسيح عاد واستوى في مكانه، فعودوا أنتم معه. المسيح تحرر من رُبُطِ القبر، فتحرروا أنتم من رُبُطِ الخطيئة. أبواب الجحيم قد فُتحت، والموت ينحل. آدم القديم يبتعد والجديد يعود إلينا. فإذا كانت خليقةٌ جديدةٌ بالمسيح، فتجددوا أنتم. الفصحُ فصحُ الرب. هذا عيد الأعياد وموسم المواسم، فهو فوق الأعياد والمحافل جميعا، وفضله على سائر الأعياد كفضل الشمس على سائر الكواكب. اليوم نعيِّد القيامة نفسها التي لم تعد أملاً ورجاءً، بل واقعاً حياً، وموضوع فرح دائم في غلبتنا الموت. فقد اشتملت العالم بأسره. ومتى صعد المسيح إلى السموات، فاصعدْ معه، وكُنْ مع الملائكة. ساعد في أن ترفع الأبواب لاستقبال الآتي من الآلام بحفاوة. وأَجِبْ السائلين: “من هو هذا ملك المجد؟” أجب إنه السيد الرب ملك المجد، و”إنه الرب القوي والقدير”. يا أيها الناهضُ، إذا وصلنا باستحقاق إلى الغاية المبتغاة، وصرنا مقبولين في الأخدار السماوية، سنقرب لك بصحة العزم ذبائح مقبولة على مذبحك المقدس. المسيح عيدنا ونختتم هذه الجواهر الخالدة من اقوال الاباء الاولين بحديث البابا القديس اثناسيوس الرسولى عن مفهوم عيد القيامة الأعياد في نظرالكنيسة يختلف مفهومًها عن المفهوم الموسوى ففي القديم كانت الأعياد رموزًا تهدف نحو تعلق الأنفس بمجيء الرب يسوع الذي هو “العيد الحقيقي”.. أما الآن وقد جاء الرب وتمتعنا به فالعيد لا يحمل رمزًا بل يحمل حياة مع الرب يسوع فادينا هو عيدنا إذ هو فرحنا وبهجة قلوبنا لذلك نحن نعيد به في كل وقت وفي كل مكان لكن إن كانت الكنيسة المقدسة قد رتبت أوقاتًا للعيد فهذا لا يحمل فيه رمزًا أو ظلالا أو حرفًا كما في القديم إنما بالعيد: تذكرنا بأن يسوع هو عيدنا. تذكرنا بعمل الله معنا فنشكره ونسبحه.نحيا ببركات الرب “عيدنا” تذكرنا الكنيسة أيضا كفرصة للتوبة والرجوع ، وتشوقنا الى العيد الابدى “الحياة الابدية”…
المزيد
27 أبريل 2019

سبت الفرح (يوم الرجاء)

في انتظار قيامة المخلص(1) باكر: يقول الكاهن صلاة الشكر أمام الهيكل ويرفع البخور النبوة: إش 55: 2-الخ. وأما أنتم فتأتون بفرح وتقبلون بالسرور (فرح القيامة) البولس 1 كو 5: 7-الخ لنعيد لا بالخمير العتيق ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير البر والطهارة(2). المزمور 87: 4، مز 43: 23، 26، مز125: 2، 3 قم يا رب لماذا تنام حينئذ امتلأ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا. الإنجيل: مت 27: 62-66... فمضوا وضبطوا القبر وختموه مع الحراس. الثالثة: حزن صالبيه وألمهم أر 13: 15-22 أفلا تأخذك الأوجاع كالمرأة التي تلد وإن قلت كيف أصابني هذا فهو من أجل كثرة ظلمك. مز 15: 10، 11 لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فسادًا (سيقوم المخلص بجسد ممجد لا يعتريه الفساد). الإنجيل:مت 16: 24-الخ الحق أقول لكم أن قومًا من القيام هاهنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (إشارة إلى قيامته وظهوراته لتلاميذه). الساعة السادسة: التمجد مع المخلص إش 50: 1-الخ، 51: 1-8 أنظروا إلى النور (نور القيامة) توكلوا على اسم الرب. تقووا بالله. مز 129: 1، 141: 7.. اخرج من الحبس نفسي لكي أشكر أسمك يا رب (نبوة عن قيامة المخلص من حبس وظلمة القبر). الإنجيل:مت5: 3-13 طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السماوات (تطويب وفرح وتهليل المتألمين من أجل المسيح). ملحوظة: بعد الساعة السادسة يقرأ الشعب سفر الرؤيا على الزيت المخصص لذلك (أبو غالمسيس)، وبعد قراءة سفر الرؤيا يدهن الكاهن الشعب بالزيت ثم يبدأون في صلوات: الساعة التاسعة: بعد أن يلبس الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة الخاصة بالقداس الإلهي. إش 45: 15-20 أنت هو الله ولم نعلم يا اله إسرائيل المخلص: (فالمسيح هو إله إسرائيل الذي خلصهم بصلبه وموته عنهم). أر 31: 31-34 لأني أصفح عن ظلمهم ولا أذكر خطيتهم منذ الآن (المسيح مات لأخل خطايانا وقام لأجل تبريرنا) مز 40: 10، 5 وأنت يا رب ارحمني وأقمني (عن قيامة المخلص). الإنجيل:يو 5: 21-30 عن قيامة الأموات التي صارت قيامة المخلص برهانًا وعربونًا لها. فصول قداس سبت الفرح تتحدث كلها عن ثمار قيامة المخلص المرتقبة البولس 1 كو 15: 1-22 قيامة المسيح هي عربون قيامتنا. قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين كذلك في المسيح سيحيا الجميع كل واحد في رتبته. الكاثوليكون 1بط 1: 1-9 الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء دخول الحياة بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم. الأبركسيس أع 3: 12-21 رئيس الحياة قتلتموه. هذا الذي أقامه الله (اللاهوت أقام الناسوت) من بين الأموات. هذا الذي نحن شهود له. (مز 3: 3، 5)، (مز 81: 8) أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت (موت المسيح وقيامته). الإنجيل:مت 28: 1-الخ بشارة الملاك للنسوة بقيامة المخلص.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل