المقالات

13 مايو 2019

خروج أجساد الراقدين من القبور ونزول المسيح إلى الجحيم

"دخلوا المدينة المقدسة" (مت27: 53) بعد قيامة السيد المسيح، خرج كثير من أجساد القديسين الراقدين من القبور، ودخلوا المدينة المقدسة (أورشليم) وظهروا لكثيرين (انظر مت27: 50-53) كان هؤلاء القديسون قد دفنوا خارج المدينة المقدسة. لأن الموت في العهد القديم كان يعتبر نوعًا من النجاسة، والقبور كانت تعتبر نجاسة بما تحويه من عظام الأموات وكان الموت هو أجرة الخطية، وقد لحق بالإنسان بسبب المعصية الأولى ولهذا لم يكن الدفن يتم داخل المحلة.. أي داخل المدينة المقدسة، التي هي مدينة الأحياء فقط كانت منطقة المقابر خارج أورشليم، تشير إلى وادي ظل الموت، أو إلى وادي الموت. وتشير رمزيًا إلى الجحيم وقد صُلب السيد المسيح في الموضع الذي يقال له بالعبرانية جلجثة أي جمجمة - إشارة إلى الموت.صُلب خارج مدينة الأحياء.. صُلب في وسط منطقة المقابر والموتى، لأنه حمل عار خطايانا. وهكذا باتضاعه العجيب قَبِل أن يُحسب مع الأموات، ومع الخطاة والأثمة. مع أنه قدوس بلا شر وبلا خطية. بين الجحيم والفردوس كما تألّم يسوع خارج الباب في وسط الأموات، فإنه أيضًا قد نزل إلى الجحيممن قبل الصليب ولكنه في نزوله إلى الجحيم "سبى سبيًا، وأعطى الناس عطايا" (أف4: 8) أي أنه نزل منتصرًا إلى الجحيم ليحرر الذين رقدوا على رجاء الخلاص من سجن الشيطان.. من أسر إبليس من ظلمة الجحيم. ونقلهم معه إلى الفردوس، إلى موضع الراحة والنعيم من القبور إلى أورشليم ولكي يكون ظاهرًا للجميع تأثير ما فعله السيد المسيح حينما نقل أرواح القديسين الراقدين من الجحيم إلى الفردوس، فإنه أيضًا بقوته الإلهية قد أقام أجساد كثير منهم في القبور، وجعلهم يخرجون منها ويدخلون إلى المدينةالمقدسة أورشليم، في نفس يوم قيامته وظهوره للتلاميذ داخل مدينة أورشليم وكما صُلب في وسط القبور إشارةً إلى نزوله إلى الجحيم لكي يبيد سلطان الموت؛ هكذا ظهر بعد قيامته في وسط أورشليم لكي يعلن أنه قدفتح الفردوس تمهيدًا لاستعلان الملكوت الأبدي وبهذا أنار الخلود والحياة الجديدة التي كانت عند الآب وأظهرت لنا في شخصه القائم من الأموات وكما صُلب في وسط الأموات، هكذا قام ودخل المدينة ومعه جوقة من الأحياء، الذين قاموا من الأموات ليعلنوا فرحة الحياة الجديدة في المسيح، وليبشروا بالقيامة القادمة في الأبدية وهي التي صارت حقًا لجميع القديسين الذين يرقدون في الرب هؤلاء الأنبياء والقديسون الذين فتشوا عن الخلاص وانتظروه، قد قاموا ليفرحوا مع السيد المسيح في قيامته، هذا الخلاص الذي كلّمنا عنه القديس بطرس الرسول فقال:"الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (1بط1: 10، 11) لم يعودوا يتكلمون مع من قابلوهم في أورشليم بنبوات عن الخلاص. لأن النبوات كانت قد تمت بل جاءوا ليشاركوا كنيسة العهد الجديد فرحة القيامة، وليعلنوا صدق أقوال الله ومواعيده التي شهدوا هم بها منذ أجيال سحيقة. وهكذا اجتمع قديسو العهد القديم مع قديسي العهد الجديد حول واقعة القيامة، كعربون رمزي للقيامة العامة حينما تتلاشى فوارق الزمن بين الأجيال لقد سجّل معلمنا متى هذه الواقعة العجيبة في إنجيله بعد حديثه مباشرة عن آلام السيد المسيح، ليظهر ما في موت السيد المسيح من قوة لأن الألم كان هو الطريق إلى المجد قال: "فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت. وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين" (مت27: 50-53) ما أسعد سكان أورشليم، الذين أبصروا جوقة الأنبياء والقديسين الذين قاموا ودخلوا المدينة المقدسة بعد أن نقل السيد المسيح أرواحهم من الجحيم إلى الفردوس أليس هذا هو إعلان مبكر لاجتماع القديسين، وعربون لدخولهم بأجساد القيامة النورانية إلى ملكوت الله في اليوم الأخير..؟ اتضاع السيد المسيح حتى في قيامته لم يقتصر اتضاع السيد المسيح في خدمته قبل الصلب وأثناء آلامه وموته على الصليب، بل امتد بصورة عجيبة إلى خدمته بعد القيامة أثناء وجوده على الأرض وكما ذكرمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فإن السيد المسيح قد اختار أن يُصلب علانية، وعلى مرأى من العالم كله في عيد الفصح بجوار أورشليم. ولكنه حينما قام من الأموات ظهر فقط لتلاميذه، ولبعض المؤمنين به وعددهم حوالي خمسمائة أخ، وجعلهم شهودًا لقيامته المجيدة وكان هذا منتهي الاتضاع أن يحمل العار علانية، وأن يعلن مجده خفية عجيب أنت يا مخلصنا في تواضعك! ولكن هذا التواضع لم ينقص من أمجاد خلاصك شيئًا. ولهذا رفعك الآب وأعطاك "اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فى2: 9-11) أراد السيد المسيح أن يعلمنا المجد الروحاني الذي ينبع من الداخل.. وفي ظهوراته بعد القيامة ظهر بصورة بسيطة متواضعة. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
05 مايو 2019

جسد الرب يسوع

قام السيد المسيح من الأموات باكرًا جدًا في أول الأسبوع أي في يوم الأحد وترك القبر فارغًا والحجر موضوعًا ومختومًا والحراس الرومان يحرسون حراسات الليل والنهار"وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات" (مت28: 2-4) ولكنهم لم يبصروا الرب القائم من الأموات وجاءت المريمات إلى القبر حاملات الطيب "وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج لأنه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حُلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن لا تندهشن، أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام، ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل" (مر16: 3-7) بعد ذلك تأكد الحراس من خلو القبر الفارغ سوى من الأكفان، فذهبوا بسرعة إلى المدينة وأخبروا رؤساء اليهود بما حدث، وأنه لم يكن بمقدورهم أن يمنعوا القيامة الفائقة للطبيعة. وأنه قد أسقط في أيديهم، فليس من الممكن حراسة من هو فوق الزمان والمكان. تآمر اليهود شعر رؤساء اليهود بالورطة التي أدخلوا أنفسهم فيها حينما طلبوا من الوالي الروماني أن يختم القبر بأختام الدولة الرومانية ويضع له الحراسات اللازمة لضبط القبر إلى اليوم الثالث. وها هي القيامة التي حاربوها وقد أصبحت موثقة رسميًا بأختام الدولة وفي سجلاتها في محضر الأختام وتعيين الحراسة. وفكروا في الخروج من هذا المأزق فقالوا للحراس قولوا إن تلاميذه قد أتوا ليلًا وسرقوا جسده ونحن نيام ونحن نستعطف الوالي لكي لا يعاقبكم وأعطوهم فضة كثيرة لترديد هذا القول وهل من الممكن أن ينام الحراس أثناء دحرجة الحجر العظيم وما ينتج عن ذلك من ضوضاء شديدة؟! كيف يُقال أن الجسد قد سُرق؟ ألا يستطيع اليهود أن يبحثوا عن جسد الرب يسوع في كل بيوت أورشليم؟ ألا يستطيع اليهود أن يبحثوا عنه في كل جبال اليهودية؟ ألا يستطيع اليهود أن ينقبوا الأرض في كل مكان باحثين عن الجسد؟ ألا يمكنهم مطالبة الوالي الروماني بإرسال الجنود في كل مكان موضع للبحث عن جسد يسوع؟ ألم يكن التلاميذ في يوم أحد القيامة موجودين في أورشليم في العلية والأبواب مغلقة لسبب الخوف من اليهود؟ لماذا لم يفتشوا منازلهم؟ لماذا لم يحققوا معهم فردًا فردًا لتقصى الحقائق عن جسد يسوع وأين هو؟ هل من السهل إخفاء جثمان بأكمله مميز بآثار الجراحات مثل الحربة في جنبه والمسامير في يديه ورجليه وإكليل الشوك على رأسه؟ إن أول شيء تبحث عنه قوات الشرطة عند ارتكاب أي جريمة هو البحث عن جثمان القتيل.ولا يمكن أن يختفي الجثمان لو دفن في الأرض لأن رائحته تدل عليه لو كان جثمانًا لإنسان عادى (أما الرب يسوع فإن جسده لم يرَ فسادًا كعربون للقيامة وذلك حسب نبوة المزمور). كما أن الجثمان لا يمكن أن يختفي لو ألقى في بحر أو في نهر أو في بحيرة لأن المياه تدفعه إلى الشاطئ ولابد أن يطفو على سطح المياه، ولابد أن يظهر ولو بعد أيام ولو كان قول اليهود صحيحًا بأن السيد المسيح هو المضل كما ذكروا للوالي ولغيره؛ لماذا لم يرَ جسده فسادًا بدليل عدم وجود أية رائحة تدل على ذلك لا في القبر الفارغ ولا في أيدي وملابس التلاميذ الذين أدّعى اليهود أنهم سرقوه قبل فجر الأحد مباشرة القيامة قوة لا يمكن مقاومتها استمر السيد المسيح يظهر بعد قيامته لمدة أربعين يومًا لتلاميذه وأحبائه القديسين فقط، أما اليهود فكانوا في حيرة وارتباك، لا يملكون أن يفعلوا شيئًا ضد عظمة القيامة المجيدة وروعتها سوى ترديد الأكاذيب المكشوفة التي لا يقبلها العقل وبعد أن ظهر السيد المسيح لأكثر من خمسمائة شخص من المؤمنين به صعد إلى السماء أمام أعين أحبائه بعدما باركهم وأوصاهم أن يكونوا له شهودًا في العالم كله بأنه قد قام حقًا من الأموات وبعدما مكثوا عشرة أيام في أورشليم حل عليهم الروح القدس وهم مجتمعون للصلاة، وبدأوا يبشرون بقيامة السيد المسيح الذي قدّم نفسه ذبيحة وقربانًا للآب من أجل خلاص البشرية. وانزعج اليهود جدًا من تبشير الرسل بالقيامة وقالوا لهم أتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان؟ ولكن قوة القيامة وبشرى القيامة كانت أقوى من كل تهديدات اليهود. وهكذا خرجت البشارة بالإنجيل إلى كل العالم لأن الحق هو الذي ينتصر في النهاية. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
29 أبريل 2019

لماذا قام باكرًا جدًا في أول الأسبوع؟

لقد أخبر السيد المسيح تلاميذه أنه سوف يقوم من الأموات في اليوم الثالث. وقد وصلت هذه الأخبار إلى اليهود قبل الصلب بفترة من الوقت. ولذلك فبعد موت السيد المسيح على الصليب ووضعه في القبر، ذهبوا إلى بيلاطس وقالوا له: "قد تذكّرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه.. فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى" (مت27: 63، 64).لذلك حرص السيد المسيح أن يقوم باكرًا جدًا في يوم الأحد أي في أول الأسبوع حتى تحدث القيامة قبل انصراف الحراس بوقت كافٍ. ولكي ينصرف الحراس بعد مجيء الملاك ودحرجته الحجر عن باب القبر مع الزلزلة التي حدثت، وبعد أن يكتشفوا على أثر ظهورات ملائكة القيامة أن القبر فارغًا، ولم يبصروا جسدًا ميتًا بداخله بعد اختفاء الملائكة لأن السيد المسيح قام قبل دحرجة الحجر عن باب القبر. وفي انصراف الحراس في بداية اليوم دليل على قيامة السيد المسيح،لأنه كان من المفروض أن يستمروا في الحراسة إلى غروب يوم الأحد.ولكن أخبار القيامة بدأت تنتشر من فجر الأحد واستمرت في الانتشار طوال اليوم.وبعد أن أصبح بقاؤهم شيئًا مخجلًا أمام النسوة وكل من يحضر لمشاهدة القبر الفارغ، جاء الحراس إلى المدينة في أول اليوم وأخبروا اليهود بكل ما كان فأعطوهم فضة كثيرة لكي لا يتحدثوا مع أحد بأخبار القيامة، بل يقولوا إن تلاميذه قد أتوا ليلًا وسرقوه وهم نيام، ووعدوهم بأنهم يستعطفون الوالي من أجلهم لكي لا يؤذيهم لسبب نومهم أثناء الحراسة.وهنا نتساءل: كيف أبصر الحراس تلاميذه وهم يسرقونه إن كانوا نيامًا؟! لأن النائم لا يستطيع أن يبصر شيئًا..!!وكيف تنازل اليهود عن نوم الحراس وسرقة جسد السيد المسيح؟ ولماذا لم يطالبوا بإعدام الحراس حسب القانون الروماني؟!!وكيف يستعطف اليهود الوالي من أجل الحراس في الوقت الذي كانوا فيه حريصين جدًا أن لا يُترَك القبر بلا حراسة لئلا يأتي تلاميذه ويسرقوه ويقولون إنه قد قام فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى حسب قولهم؟! أي أن أخبار القيامة بالنسبة لهم تعتبر أفظع من إقرار السيد المسيح عن نفسه أنه هو "المسيح ابن المبارك" (مر14: 61) أمام مجمع السنهدريم عندما سأله رئيس الكهنة عن ذلك!! نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل