الانبا ياكوبوس اسقف مينا القمح المتنيح

Large image

السيرة العطرة للمتنيح الأنبا ياكوبوس اسقف الزقازيق
تاريخ الميلاد 26 / 7 /1944 أبو تيج - اسيوط
الشهادة الابتدائية 1954مدرسة منفلوط الابتدائية
الشهادة الاعدادية 1958 مدرسة منفلوط الاعدادية
الشهادة الثانوية 1961 مدرسة منفلوط الثانوية
الشهادة الجامعية بكالوريوس كلية علوم وتربية [ كيمياء وحيوان ] – أسيوط 1965
عين مدرساً بمدرسة سمنود الثانوية فى سبتمبر 1965 ثم عين إلى مدرسة ادفو الثانوية فى سبتمبر 1967
ثم عين فى مدرسة اهناسيا الثانوية فى سبتمبر 1968 تبعد 1 كم عن بنى سويف .
سيم فى رتبة دياكون1962 بيد نيافة الأنبا لوكاس الأول مطران منفلوط على كنيسة السيدة العذراء بمنفلوط .فى الفترة من عام 1962 حتى 1965 خدم نيافته فى خدمة التربية الكنسية ومسئولاً عن الشموسية بكنيسة السيدة العذراء بمنفلوط كما خدم فى جمعية الأصدقاء القبطية الأرثوذكسية وخدمة قرى مدينة منفلوط .أنشأ مشروع خدمة رغيف الرحمة . ( خدمة اجتماعية ) فى الفترة من 1/9/1965 إلى 11/9 /1967 خدم فى مدينة المحلة الكبرى خدمة ( ابتدائى كنيسة السيدة العذراء بالمحلة ، خدمة اعدادى بكنيسة مارجرجس بالمحلة ) . كما خدم فى خدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بسمنود فى فترة تواجد نيافته بادفو خلال عام 67 / 68 خدم فى كنيسة السيدة العذراء بادفو ( عين أمين خدمة تربية كنسية وعضو لجنة الكنيسة ) كما خدم فى قرى ادفو ( الكشاف – النزل – السكة الحديد .. الخ )بدأ نيافته حياة التكريس اول اكتوبر 1968 ( أثناء حبرية نيافة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف المتنيح ) وكان مع نيافته نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب ( د . اميل عزيز جرجس ) ونيافة الأنبا اغناطيوس أسقف السويس ( أ / صموئيل ابراهيم ) أثناء فترة تكريس نيافته خدم كأمين خدمة ابتدائى بالكنيسة المرقسية ببنى سويف وخدمة اعدادى بكنيسة السيدة العذراء ببنى سويف كما خدم فى مراكز بنى سويف . ( مغاغا - مطاى – بنى مزار) دعى نيافته للوعظ والخدمة فى ابو تيج – جرجا – الفيوم – طهطا التحق نيافته بدير القديس انبا مقار فى يوم الخميس 17/9/70 سيم راهباً فى يوم الأحد 25/8/1971 باسم الراهب دانيال المقارى وذلك بيد المتنيح الأنبا اندراوس أسقف دمياط وكفر الشيخ . وفى دير أنبا مقار عين مشرفاً على المبانى ( فترة التعمير الكبرى بالدير ) كما كان مسئولاً عن الحسابات والاشراف على العمال الفنيين ترك نيافته دير القديس أنبا مقار فى يوم السبت 8/3/1975 والتحق بدير القديس أنبا بيشوى فى 29/3/1975سيم قساً فى يوم الاثنين 23/6/1975 باسم الراهب القس أغاثون الأنبا بيشوى .فى يوم السبت 12/7/1975 ( عيد الرسل ) ذهب نيافته ضمن مجموعة لتعمير دير البراموس ( المجموعة الأولى) وتشمل القس دانيال السريانى ( نيافة الأنبا ارسانيوس ) ، القس تادرس الأنبا بيشوى ( نيافة الأنبا بنيامين ) ، القس اغاثون الأنبا بيشوى ( نيافة الأنبا ياكوبوس ) – القس بلاديوس السريانى . مصاحباً لقداسة البابا وأصحاب الأحبار الأجلاء أنبا صرابامون ، أنبا ويصا ، انبا هدرا وذلك لتسليمهم الاشراف على الدير وتعميره فى يوم 25/1/1976 عين نيافته وكيلاً لدير البراموس للإشراف ولإدارة أوقاف الدير بطوخ دلكا ( المنوفية ) سافر نيافته يوم الجمعة 14/8/1976 الى الولايات النمتحدة الأمريكية لتأسيس أو كنيسة لنا بسان فرانسسكو باسم القديس الأنبا انطونيوس وخدم نيافته فى ولايات سان فرانسسكو – بورتلاند – سياتل وقام نيافته بشراء مبنى الكنيسة فى 19/12/76 أى بعد أربعة أشهر من بدء خدمة نيافته وصلى أول قداس عيد ميلاد هناك .
زار الكنيسة قداسة البابا شنودة الثالث خلال زيارته الى أمريكا فى يوم 11/5/1977 وبصحبة 10 من الأحبار مطارنة وأساقفة الكنيسة عاد نيافته مع قداسة البابا فى رحلة العودة الى القاهرة يوم الاثنين 23/5/1977 وبناء على تكليف من قداسة البابا وذلك لسيامته أسقفاً لإيبارشية الزقازيق ومنيا القمح سيم قمصاً بيد نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون مطران الاسماعيلية يوم 28/5/1977 بكنيسة الأنبا رويس بالعباسية سيم أسقفاً على إيبارشية الزقازيق ومنيا القمح يوم الأحد 29/5/1977 بيد قداسة البابا شنودة الثالث وأعضاء المجمع المقدس فى يوم السبت 9/1/1977 قام 9 من الآباء الأساقفة بتجليس نيافته على كرسى إيبارشية الزقازيق ومنيا القمح قام بسيامة أكثر من ستين كاهنا بالإيبارشية للإطلاع على أسماء الأباء الكهنة بالإيبارشية الحاليين ..
تعمير واعادة بناء عدة كنائس منها
1- اعادة بناء كنيسة الأنبا تكلا بالزقازيق
2- اعادة بناء كنيسة الأنبا أنطونيوس بالزقازيق
3- اعادة بناء كنيسة مارجرجس بكفر يوسف سلامة
4- اعادة بناء كنيسة السيدة العذراء بميت بشار
5- اعادة بناء كنيسة الملاك ميخائيل بكفر يوسف سمري
6- شراء و اعادة بناء كنيسة العذراء ومارمينا بمنيا القمح
7- شراء واعادة بناء كنيسة ماربولس بالزقازيق
8- تجديد كنيسة مارجرجس بكفر ايوب عوض
9- تجديد كنيسة مارجرجس بالزقازيق
10-تجديد كنيسة العذراء بكفر عطاالله سلامة
11- تجديد وترميم كنيسة العذراء بالنحال
12- تجديد وتشطيب كنيسة الملاك ميخائيل بالزقازيق
13- تجديد كنيسة العذراء بكفر الصعيدي
14- تجديد كنيسة مارجرجس بمنيا القمح
15- تجديد كنيسة الأنبا بشاي و الأنبا بطرس بالزقازيق
16- شراء وتجديد كنيسة العذراء وماريوحنا الرسول بالزقازيق
هذا بالإضافة لبناء عديد من مباني الخدمات الملحقة بالكنائس وبيت خلوة بالجديدة حرص نيافته على تجديده بصفة مستمرة وقد تم نقل المطرانية في عهده من كنيسة الشهيد لعظيم مارجرجس بالزقازيق إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بالزقازيق حيث بنى نيافته مبنى كبير لمقر المطرانية عام 2001لمعرفة مزيد من المعلومات عن كنائس الإيبارشية كذلك حرص نيافته على رسامة اعداد كبيرة من الشمامسة بكل كنيسة مع التأكيد على سلامة حفظ الألحان و جودة استلامها قبل الرسامة حيث كان في كثير من الأحيان يقوم بإختبار الشمامسة بنفسه. كما أسس معهد للألحان الكنسية بكنيسة السيدة العذراء وماريوحنا بالزقازيق لتسليم الألحان الكنسية تسليما سليما. لمعرفة المزيد عن معهد الألحان كما حرص نيافته على خدمة التعليم بنفسه حيث كان يقوم في كثير من الأحيان بإلقاء أكثر من سبع عظات في الأسبوع الواحد في مختلف الكنائس و الإجتماعات قام بتأليف أكثر من ثلاين كتابا وقد كان تركيز نيافته على الأبائيات في كتابته لكتبه و وكان أخر هذه الكتب كتاب الأساسيات الكنسية للحياة الروحية لتنزيل بعض الكتب لنيافتهو لمعاينة صور بعض أغلفة كتبه .
في عهده تم انشاء خدمات كثيرة بالإيبارشية منها
1- بيت الطالبات المغتربات ( بيت مريم المجدلية)
2- بيت لرعاية المسنات
3- عيادة مارجرجس
4- خدمة رعاية زوي الإحتياجات الخاصة
5- خدمة مركز الرجاء للأمراض المستعصية
6- المكتب المركزي لرعاية الفقراء
7- خدمة رعاية المسجونين
بالإضافة إلى المراكز الخدمية مثل
1- مشغل بنات مريم
2- مركز الإيبارشية للمعلومات
3- مراكز الكمبيوتر بالعديد من الكنائس
أخيرا رقد في الرب في 19نوفمبر 2008 بعد صراع طويل مع المرض.. نطلب له نياح في أحضان ابائنا القديسين أبراهيم واسحق ويعقوب.

المقالات (10)

27 سبتمبر 2019

عيد الصليب الاحتفال بظهور الصليب

تحتفل الكنيسة بظهور الصليب المجيد الذي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح احتفالين الأول في اليوم السابع عشر من شهر توت سنة 326 م.، على يد الملكة البارة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، لأن هذه القديسة -وقت أن قبل ابنها قسطنطين الإيمان بالمسيح- نذرت أن تمضى إلى أورشليم. فأعد ابنها البار كل شيء لإتمام هذه الزيارة المقدسة ولما وصلت إلى أورشليم ومعها عسكر عظيم وسألت عن مكان الصليب لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى اضطر إلى الإرشاد عن المكان الذي يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمانالجلجثة. فأشارت بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، وذلك في 326 م. ولما لم يعرفوا الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتًا ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا عملوا في الآخر، ولكنهم لما وضعوا على الميت الصليب الثالث قام لوقته فتحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح. فسجدت له الملكةهيلانة وكل الشعب المؤمن، وأرسلت جزءًا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت في تشييد الكنائس المذكورة في اليوم السابع عشر والاحتفال الثاني الذي تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب في اليوم العاشر من برمهات. وكان على يد الإمبراطور هرقل فى628 م. وذلك أنه لما ارتد الفرس منهزمين من مصرإلى بلادهم أمام هرقل حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة. فرأى ضوءًا ساطعًا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب فمد يده الأمير إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه. فأعلمه النصارى أن هذه قاعدة الصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضًا أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحي. فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها، وأجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلى بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم.وسمع هرقل ملك الروم بذلك، فذهب بجيشه إلى بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين. وجعل يطوف تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر في بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما. ورأت ذلك إحدى سباياه وهى ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة، فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع وحفروا فعثروا على الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة سنة 628م. ولفوها في أقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعاها هناك باحتفال عظيم. طقس دورة الصليب في صلاة رفع بخور باكر في عيديّ الصليب، تحتفل الكنيسة بالصليب وتكرمه بطريقة بديعة مؤثرة للغاية فيحمل الشمامسة الصليب المقدس مزينًا بالورود ومضاء بثلاث شمعات ويطوفون البيعة به والكهنة لابسين البرانس حاملين المجامر ويبدأون بدورة الصليب حول المذبح ثم يقفون أمام باب الهيكل الكبير ويقرأون فصلًا من الإنجيل ثم يردون مرد الصليب ثم يقفون أمام أيقونة السيدة العذراء ويقرأون فصلًا من الإنجيل... وهكذا إلى أن يرجعوا مرة أخرى ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا الطقس وما هو السر وراء هذه الدورة التي قد تُعمل بطريقة شكلية وقراءات سريعة آلية تفقدها معناها؟! الواقع أن الكنيسة تكرم الصليب حيًا معاشًا فيها بوضوح على مستويين: 1) الصليب الحيَّ والمعلن في الكنيسة كمبنى وممارسة وعبادة توصل النفس إلى حياة أبدية. 2) الصليب الحيَّ المعلن في الكنيسة كنفوس قديسين مكملين في المجد مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا. ففي دورة الصليب عندما نقف أمام الهيكل وأبواب الكنيسة واللقان والمعمودية... الخ فنحن في الواقع نُعَّيد للصليب من خلال عبادتنا الكنسية ودخولنا إلى بيت الله وفى جميع الممارسات الأخرى. وعندما نقف أمام أيقونات القديسة مريم العذراء والملائكة والشهداء والقديسين فنحن في الواقع لا نتذكر القديسين تذكارًا نفسيًا بل ندخل معهم في شركة حياتهم وجهادهم وفضائلهم وبالاختصار في شركة مع الروح الذي فيهم إن القديس أعطى ذاته كلية لله ليحل فيه وينيره. فذكرنا للقديسين إذن يكون بمثابة تنمية وتعميق لشركتنا مع المسيح وفى ذات الوقت دخول وارتباط بالخليقة الجديدة وفى سر قداستها والصليب في حقيقته هو الصلح بين السمائيين والأرضيين، والرباط الذي يربط هذه الطبيعة الممجدة فيهم والتي لا تزال في طريقها للتمجيد فينا. لحن الاحتفال بالصليب وهو اللحن الذي يقال في أحد الشعانين، لحن الانتصار فأحد الشعانين هو بداية الصليب، بدخول الرب الانتصاري راكبًا على أتان وجحش ابن أتان كالتدبير وهذا اللحن يشيع في النفس الفرح والغبطة. والصليب في واقعه هو ملكوت الله وهو الوسيلة التي استرد بها الرب جنسنا من قبضة العدو.. وعن طريق الصليب نزل إلى الجحيم وسبى سبيًا وأعطى الناس كرامات. والرب ملك بالصليب، نعم ملك على المديونين عندما قال قد أُكمل وسدد ديون الجميع، وملك على المذنبين حين صلب بينهم وأحصى مع أثمة، وملك على الراجعين والتائبين حينما فتح ذراعيه بالصليب ليحتضنهم. فلحن الصليب هو اللحن الملكي الذي عندما تصرخ به الكنيسةتتوافق مع تسبيح الأطفال في هيكل أورشليم يوم دخول الرب الانتصاري وهم يقولون أوصنا مبارك الملك الآتي باسم الرب. {1} أمام الهيكل الكبير: مز103: 4، مز137: 1 - (يو1: 44-50) نعيد للصليب المعلن لنا في هيكل الله ومذبحه المقدس. فالواقف أمام الهيكل كمن يقف أمامالجلجثة تمامًا... المذبح هو الصليب وجسد ودمعمانوئيل موضوعان عليه. الذي يقبل المذبح بفمه يقبل الصليب ويكرمه والساجد أمام باب الهيكل يحسب مع الساجدين على أعتاب السماء التعييد للصليب من هذا المكان يكون بمثابة اكتشاف الأسرار التي تشتهى الملائكة أن تطلع عليها داخل الهيكل. {2} أمام أيقونة السيدة العذراء مز86: 2، 5، 7 (لو1: 39-56).السيدة العذراء تعتبر أول من حمل الصليب وانحنت تحته بالطاعة المطلقة.الصليب في حياة العذراء إيمان بسببه تطوبها جميع الأجيال على الأرض وفى السماء " فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو1: 48).الصليب في حياة العذراء تسبيح وابتهاج وفرح لا ينطق به. "تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 46، 47) {3} أمام أيقونة الملاك غبريال مز33: 6، 7 (لو1: 26-38).مع أن الملائكة الأطهار لم يشتركوا معنا في حمل الصليب ماديًا، إذ أنهم أرواح مقدسة غير قابلة للآلام إلا أنهم اشتركوا معنا في أفراح الصليب وانتصاراته على سلطان الظلمة والموت. {4} أمام أيقونة الملاك ميخائيل مز102: 17، 18 (مت13: 44-53) القيامة التي بشرنا بها رئيس الملائكة ميخائيل هي جوهر الصليب لأن الرب ارتضى أن يعلق على الصليب لأنه قادر أن يقوم أيضًا ولأنه ليس ممكنًا للموت أن يمسكه لأن فيه كانت الحياة.إذن يستحيل أن نتكلم عن الصليب أو نعيد للصليب منفصلًا عن القيامة ويستحيل أن نبشر بموت الرب إلا مقترنًا بحياة يسوع المسيح الذي مات بل بالحرى قام. {5} أمام أيقونة القديس مارمرقس الإنجيلي مز67: 13 (لو10: 1-12).تشبه بسيده وحمل صليب البشارة وقوة الله للخلاص إلى أرضنا وبشرنا بالسلام ونقلنا من الظلمة إلى استنارة الإيمان بالملك المسيح وعلمنا السجود للثالوث الأقدس وأخيرًا روى بذرة الإيمان التي غرسها في قلوبنا وسقاها بدمه الطاهر في يوم استشهاده. {6} أمام أيقونة سادتنا الرسل مز18: 3، 4، (مت10: 1-8) إذا ما وقفنا أمام أيقونة الرسل الأطهار أيقونة أبينا بطرس ومعلمنا بولس، وأمام أيقونة الاثني عشر رسولًامجتمعين مع العذراء القديسة مريم عند حلول الروح القدس عليهم يوم الخمسين نكون قد وقفنا لنمجد صليب ربنا يسوع المسيح الذي ارتفع في حياتهم، وأضاء فيهم فصاروا نورًا للعالم وملحًا للأرض. {7} أمام أيقونة الشهيد مارجرجس مز96: 11، (لو21: 12، 19) ظل هذا الشهيد ممسكًا بصليبه حتى اختلط دمه بالصليب وصار أرق تعبير وأعظم إخلاص للمسيح المصلوب بل يعتبر تجاوبًا مع صليب المسيح إلى أبعد ما يستطيع الإنسان "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل2: 20)هنا يشير فصل الإنجيل إلى الصليب الذي احتمله الشهداء لكي نأخذ نحن بركة آبائنا الشهداء في عبادتنا ونتمثل بهم. {8} أما أيقونة أنبا أنطونيوس المزمور: "عجيب هو الله في قديسيه إله إسرائيل هو يعطى قوة وعزاءًا لشعبه. والصديقون يفرحون ويتهللون ويتنعمون بالسرور هلليلويا". الإنجيل (متى 16: 24-28). حياة القديس أنطونيوس توضح أصالة الاتجاه المسيحي في تطبيق وصايا الإنجيل وحمل الصليب من اللحظة الأولى التي أضاءت أمامه وصية الإنجيل طريق الخلاص والحياة الأبدية. هنا الصليب. هو صليب الإيمان المعاش. وفصل الإنجيل يشير إلى الصليب كما عاشه القديس انطونيوس باختصارأنبا انطونيوس الذي أنار لنا دروب الرب وحمل الصليب خلف سيده إلى النهاية. {9} أمام الباب البحري مزمور: "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات..." الإنجيل: (لو13: 23 - 30)الباب البحري هو باب الموعوظين الداخلين ليقبلوا سر العماد المقدس، ووضع المعمودية في الكنيسة يكون بجوار الباب البحري من الجهة الغربية إذن يصح أن نسمى هذا الباب باب الدخول إلى الله، باب التوبة وتجديد الحياة وجحد الشيطان والعالم هنا نقف أمام هذا الباب لنعيد للصليب الواقع أن هذا هو الصليب عينه، الداخل من هذا الباب رفض العالم وكره الطريق الرحب المؤدى إلى الهلاك ورضى أن يموت عن العالم ليحيا لله وأن يصلب الجسد والشهوات والأهواء وقبوله المعمودية هو قبوله أن يدفن مع المسيح ويقوم في جدة الحياة... {10} أمام اللقان [غسل الأرجل]. مزمور: "صوت الرب على المياه.إله المجد أرعد. الرب على المياه الكثيرة صوت الرب بقوة هلليلويا". الإنجيل: (مت3: 13 - 17) ممارسة غسل الأرجل في الكنيسة يكمن فيها سر الاتضاع. اتضاع إلهنا العجيب. ويعتبر بالدرجة الأولى مرحلة من مراحل الصليب المجيد. هيا يا أخوة نعيد لهذا الصليب العجيب -صليب الأردن- صليب الاعتراف والاغتسال المتكرر وصليب غسل الأرجل. {11} أمام باب الكنيسة القبلي. مزمور: "افتحوا لي أبواب العدل لكيما أدخل فيها واعترف للرب" الإنجيل: (مت21: 1-11) هذا الفصل يذكرنا بدخول الرب ممجدًا لأورشليم في وسط تلاميذه ومحاطًا بتسبيحات شاروبيمية من فم الأطفال... هكذا الداخل إلى الكنيسة يكون كمن يدخل في موكب يوم الشعانين الصليب هنا صليب الملك المنتصر الوديع وعلامة القوة والنصرة على العالم والجسد والموت والشيطان والظلمة التي في العالم الداخلون إلى الكنيسة يرشمون ذواتهم بهذا الصليب المحيي وهم: 1) يحملون سعف النخل صليب الانتصار ويجدون المسيح الملك قائم في وسط الكنيسة. 2) خلعوا ثيابهم وفرشوها في الطريق الملوكي. 3) امتلأت أفواههم فرحًا وألسنتهم تسبيحًا. {12} أمام أيقونة يوحنا المعمدان. مزمور: "وأنا مثل شجرة الزيتون المثمرة في بيت الله اتمسك باسمك فإنه صالح قدام أبرارك. هلليلويا". الإنجيل: (لو7: 28 - 35 ). تأمل: ما أجمل الصليب في حياتك أيها السابق لابن الله الشاهد للحق من غير محاباة. ما أجمل الصليب كما عشته في النسك والطهارة والتمسك باسم إلهك حتى الموت... السلام لك أيها الصليب المتربع على عرش قلب يوحنا الكاهن بن الكاهن... الذي وضع يده على رأس الذبيحة الحقيقية ربنا يسوع المسيح. ما أحوجنا أن نعيد للصليب في حياتنا... ونمجده في القديسين الذين نالوا المواعيد العظمى والثمينة ونظروها من بعيد وحيوها في قلبهم وكرموها في ضمائرهم وتصاغروا وأقروا أنهم غرباء ونزلاء. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد
26 سبتمبر 2019

قوة الصليب على الموت والحياة

أ) بالصليب أعاد القديس الراهب أباهور الحياة إلى طفل ميت القديس أباهور الراهب الناسك، ذهب إلى الإسكندرية، بعد انفراده في البرية، وكان يسقى الماء للمسجونين والمنقطعين وحدث أن خيولًا كانت تركض وسط المدينة، فصدم أحدها طفلًا ومات لوقته. وكان القديس أباهور واقفًا في المكان الذي مات فيه الطفل، فدخل الشيطان في أناس كانوا حاضرين، وجعلهم يصرخون قائلين: "إن القاتل لهذا الطفل هو الشيخ الراهب". فتجمهر عليه عدد عظيم من المارة وكانوا يهزأون به. ولكن القديس أباهور لم يضطرب، وتقدم وأخذ الطفل واحتضنه، وهو يصلى إلى السيد المسيح في قلبه. ثم رشم عليه علامة الصليب المجيد فرجعت إليه الحياة وأعطاه لأبويه فتعجب الحاضرون ومجدوا الله. ب) بالصليب أعاد القديس يوحنا الرسول الحياة لابن وحيد لأمه مضى القديس يوحنا الرسولإلى مدينة افسس، ونادى فيها بكلمة الخلاص. فلم يقبل أهلها تبشيره في أول الأمر، إلى أن حدث ذات يوم أن سقط ابن وحيد لأمه في مستوقد حمام كانت تديره. فأسرعوا لإخراجه، ولكنه قد مات فعلا الصراخ من والدته فتقدم الرسول من الميت، وصلى إلى الله بحرارة ورشمه بعلامة الصليب ونفخ في وجهه، فعادت إليه الحياة للوقت فابتهجت أمه..ومن تلك اللحظة أخذ أهل المدينة يأتون إليه ليسمعوا تعاليمه. ج) بقوة الصليب أعاد القديس الأنبا يعقوب الحياة لطفل. القديس العظيم الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون وهبه الله قدرة على عمل الآيات من ذلك أن أرخنًا شهيرًا اسمه مقاريوس من نبروه كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلًا وبعد زمن أعطاه الله ولدًا، فصنع وليمة، ودعا إليها هذا القديس فحدث أثناء الوليمة أن مات الطفل فلم يضطرب والده، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقًا أن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه. فأخذ البابا الطفل الميت ورشمه بعلامة الصليب على جبهته وصدره، وقلبه وهو يصلى قائلًا: يا سيدي يسوع المسيح الواهب الحياة. أقم بقدرتك هذا الميت حيًا لأبيه ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه، فدفعه إلى أبيه. الصليب هو قوة المسيح للخلاص من الموت، فحينما نرسم علامة الصليب بإيمان نكون قد اعترفنا وآمنا بموت المسيح وقيامته ويكون عملنا بمثابة رؤية حقيقية بالإيمان المقدس لقوة يسوع المصلوب على عود الصليب، وثقة بانتصار المسيح القائم من الأموات على الموت، إذ بموته داس الموت وكسر شوكته وأبطل سلطانه، ووهب الحياة للذين يؤمنون به. بقوة الصليب انتصر القديسون على الأعداء كان البابا سانتويوس الأول الخامس والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية، قد صعد إلى برية شيهيت ليصوم الأربعين المقدسة معالآباء الرهبان. وفى أحد الشعانين أقبل كثير من العربان على البرية لنهب الأديرة، وأقاموا هناك على الصخرة الكائنة شرق الكنيسة، وسيوفهم مجردة استعدادًا للقتل والسلب فاجتمع الأساقفة والرهبان وقرروا مبارحة البرية قبل عيد القيامة المجيد ورفعوا الأمر إلى البابا سانتويوس، فقال لهم: أما أنا فإني لا أفارق البرية إلى أن أكمل الفصح وفى يوم خميس العهد تعظم الأمر وازداد القلق فأخذ هذا البابا عكازه الذي عليه علامة الصليب.وخرج إلى العربان وبيده ذلك العكاز فعندما رأوه رجعوا إلى الوراء، وفروا هاربين كأن جنودًا أشداء قد صدوهم عن ذلك المكان، ولم يعودوا إليه من ذلك اليوم بقصد سيء. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد
25 سبتمبر 2019

قوة الصليب على إطفاء النار

الصليب يطفئ نار الآتون : كان سافورا ملك الفرس يعبد النار والشمس، وكان يعذب المؤمنين كثيرًا. فلما علم أن طاطس مسيحي، أمر أن يُعد له آتون نار ويطرح فيه. صلب القديس طاطس على النار فانطفأت، فتعجب كوبتلاس ابن الملك وصديق طاطس، وقال له كيف تعلمت هذا السحر؟ فأجابه ليس هذا من السحر، بل منالإيمان بالمسيح، فقال له هل أستطيع أن أفعل هكذا؟ أجابه بالإيمان تفعل أكثر من هذا.. فآمن كوبتلاس بالسيد المسيح، ثم تقدم إلى النار وصلب عليها، فانثنت راجعة خمس عشر ذراعًا فأرسل الوالي إلى الملك يبلغه ذلك الأمر. فأمر بقطع رأس طاطس، وتقطيع ابنه ثلاث قطع، ورميه على الجبال لتأكله طيور السماء فنالا أكاليل الشهادة. ب) الصليب يحول نار الآتون إلى ندى بارد. يذكر تاريخ الكنيسة في قصة استشهاد العذارى القديسات بيستس وهلبيس وأغابي `agapy وأمهن صوفية، أن الصغيرة أغابي وكان سنها تسع سنوات خافت أمها عليها بأن تجذع من التعذيب فكانت تقويها وتصبرها.فلما أمر الملك أن تعصر بالهمبازين. استغاثت بالسيد المسيح فأرسل ملاكه وكسر الهمبازين. فأمر الملك أن تطرح في النار فصلت ورسمت وجهها بعلامة الصليب وانطرحت فيها فأبصر الحاضرون ثلاثة رجال بثياب بيضاء محيطين بها، والأتون كالندى البارد فتعجبوا، وآمن كثيرون بالسيد المسيح فأمر بقطع رؤوسهم. قوة الصليب على شفاء المرضى القديس جاؤرجيوس يشفى أعمى وأصم وأخرس قدمت امرأة ابنها إلى القديس جاؤرجيوس وكان أعمى، وأصم، وأخرس. فصلى إلى السيد المسيح، ورسم الطفل بعلامة الصليب، فشفى من جميع أمراضه. أننا كمؤمنين نرى في كل إنسان أيًا كان... ذلك الأخ الذي مات المسيح لأجله، لذلك يصبح كل إنسان في نظرنا ذا قيمة لا تقدر، قيمة الدم الذي سفك من أجله لذلك جاهد القديسون بالصلاة والطلبة من أجل شفاء الآخرين، طالبين في صلواتهم قوة الصليب المحيي، الذي هو علامة ابن الإنسان ورسم تجسده وآلامه من أجل خلاصنا. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد
24 سبتمبر 2019

قوة الصليب على مقاومة الوحوش

القديس برسوم العريان يحول ثعبانًا هائلًا عن طبعه حبس القديس برسوم العريان نفسه في مغارة داخل كنيسة القديس مرقوريوس أبى سيفين - مدة عشرين سنة، ملازمًا الأصوام، والصلوات، ليل نهار بلا فتور. وكان في تلك المغارة ثعبان هائل. فعند دخوله رأى هذا الثعبان فصرخ قائلًا: "يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحى. أنت الذي أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب، وكل قوات العدو. أنت الذي وهبت الشفاء لشعب إسرائيل الذين لدغتهم الحيات، عندما نظروا إلى تلك الحية النحاسية. فالآن انظر إليك يا من علقت على الصليب كي تعطيني قوة بها استطيع مقاومة هذا الوحش". ثم رسم ذاته بعلامة الصليب وتقدم نحو الثعبان قائلًا: تطأ الأفعى وتدوس الأسد والتنين. الرب نورى وخلاصي ممن أخاف. الرب ناصر حياتي ممن أجزع. ثم قال للثعبان "أيها المبارك قف مكانك" ورشم عليه علامة الصليب، وطلب من الله أن ينزع منه طبعه الوحشي. ولم ينته من صلاته حتى تحول الثعبان عن طبعه وصار أليفًا... قوة الصليب على المادة أ) بالصليب تحول الماء المنتن إلى ماء حلو. كانت الشعوب تحج إلى أورشليم للتبرك من الصليب المقدس، واتفق أن إنسانًا كان مسافرًا هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يدعى اسحق السامري. هذا كان يبكت الناس، على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم للسجود لخشبة وكان مع الشعب قسيس يسمى اوخيدس. وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها منتنًا مرًا. فضاق جمهور الشعب جدًا. وابتدأ اسحق السامري يستهزئ بهم، ويقول: إن أنا شاهدت قوة باسم الصليب آمنت بالمسيح، فغار القس أوخيدس غيرة إلهية وصلى على الماء المنتن ورسمه بعلامة الصليب فصار حلوًا وشرب منه كل الشعب ودوابه أما اسحق فانه لما تناول وعاء ليشرب، وجده منتنًا مُدَوِّدًا: فأتى إلى القديس أوخيدس وخر عند قدميه وآمن بالسيد المسيح وشرب من الماء فكان حلوًا في فمه وصارت في ماء هذه البئر قوة أن يكون حلوًا للمؤمنين، ومرًا لغيرهم. كما ظهر فيه صليب من نور وبنوا عليه كنيسة. لئلا يظن الناس أن قوة الشفاء كائنة في الخشب أوالذهب المصنوع منه الصليب، أو في مجرد لفظ الاسم فقط، صارت قوته وفاعليته متوقفة ومحدودة على الذين يؤمنون به فقط. ب) الصليب يطرد ماء البحر المالح بعدما أغرق شمال الدلتا. قال الأنبا يؤانس في ميمره، أن كنيسة القديسة دميانة في الجيل الثامن خربت بيد أحد حكام العرب وبنى مكانها قصرًا لإقامته. طغت بعد ذلك مياه البحر على هذه المنطقة، بسبب قطع الجسر الحاجز لمياه البحر، وصل الخبر للملك حسان بن عتاهية بأن بلادًا كثيرة خربت. أحضر البطريرك وألزمه برد كل شيء لأصله بقوة إيمانه أعان الله هذا البطريرك بمعاونة أحد قديسيه المعروف بـ"التفاحي" على هذه التجربة. فأقاموا صلاة القداس في بيعة سمنود المسماة صهيون، بحضور الملك. وخرج البطريرك رافعًا الصليب بيده، والشعب يصلى كيرياليسون والتفاحي خلفه. وللوقت هرب الماء قدام الناس تجاه البحر والأب البطريرك وخلفه الرجل التفاحي والكهنة والشعب والملك وعسكره إلى أن آتوا إلى الدميرتين، والماء هاربًا أمامهم، ووصلوا إلى الزعفرانة فضربوا الخيام للملك بجوار القصر المهدوم الذي تحته جسد القديسة دميانة وبقية الشهداء، والماء يجرى أمامهم مثل جرى السحاب أمام الريح الشديدة... أمر الملك بإعادة بناء بيعة القديسة دميانة. قوة الصليب على الطبيعة والمرض الصليب يشفى مريضًا ويجعل الجو صحوًا.القديسة ثاؤغنسطا اختطفها رسل من قبل ملك الهند، وانطلقوا بها إلى بلادهم وصارت رئيسة على حشم الملك ونسائه. واتفق أن ابن الملك مرض مرضًا شديدًا، فأخذته في حضنها وصلبت عليه بعلامة الصليب، فعوفي لوقته، فشاع خبرها في تلك البلاد.واتفق أن الملك ذهب إلى الحرب فحل عليه قتام وضباب، ولمعرفته بعلامة الصليب التي تعملها ثاؤغنسطا، صلب على الريح فصار الجو صحوًا، وبعلامة الصليب غلب أعداءه ولما عاد من الحرب ركع عند قدمي القديسة طالبًا المعمودية المقدسة، هو ومن بتلك المدينة. فعرفتهم أنه ليس لها أن تعمد، فأرسل الملك اندريوس إلى قس كان يقطن بالمنطقة فعمدهم جميعًا إذا حلت قوة المسيح في مكان ما، تستطيع أن تدعو الأشياء غير الموجودة إلى الوجود، أي تخلقها من العدم خلقًا فقد أعطى اسم المسيح لمعقد باب هيكل الجميل نعمة الشفاء. وباسم المسيح وقوة صليبه، استطاع المؤمنون أن يهبوا الصحة والشفاء للمرضى بإشارة الصليب المحيي. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد
23 سبتمبر 2019

قوة الصليب

مكرمة جدًا علامة صليب يسوع المسيح الملك، إلهنا الحقيقي، فأضحت عنوان الشرف والفخار، بل صارت قوة لسحق الشيطان، وعمل المعجزات والخلاص من التجارب، وحصنًا للمؤمنين، وتعنى بذلك القديسون، وآباء الكنيسة في مختلف العصورأنه لمدهش بالحق، وغير مدرك، كيف أن قوة المسيحتحل في رسم الصليب لإطفاء الحريق وطرد الشياطين، وتسكين الآلام وشفاء المرضى وفى هذا الفصل سوف نرى عينات من اختبارات آباء الكنيسة، التي تؤكد فاعلية الصليب وقوته على الشياطين وشفاء المرضى، وعلى الطبيعة، والمادة وإطفاء النار والموت والحياة وقد انتصر به القديسون على الأعداء وكان مرشدًا وحارسًا لهم فأعطى قوة للمجاهدين، وأضاء قلب غير المؤمنين فآمنوا بالسيد المسيح المصلوب على الصليب، وصار مصدر إيمان لهم. قوة الصليب على طرد الشياطين وإخماد قوة الشهوة أ) القديس باسيليوس يخلص شابًا اتحد به الشيطان: ارتبط الشيطان بشاب قلبًا ونفسًا، وأحب فتاة مسيحية، ولم يستطع أبواها إقناعها بتركه، فاعتمدا على الصلاة وسكبا دموعًا أمام الله ليتراءف عليها فاستجاب السيد المسيح لصلاتهما وأيقظ عقل الشابة، وأظهر لها أن الشاب الذي هوته غير مسيحي إذ لم تره قد دخل البيعة مدة إقامتها معه، ولا تناول من الأسرار المقدسة، ولا رشم نفسه بعلامة الصليب. فبكت وندمت ولما علم الشاب ذلك منها أنكر. فقالت له إن كنت أنت مسيحيًا، وما تقوله حق، فادخل معي الكنيسة، وتناول من الأسرار أمامي. ولما ألحت عليه، أخبرها بأنه عندما أراد أن يجذب قلبها إليه، ذهب إلى أحد السحرة الكفرة، وكتب له ورقة، وأمره أن يذهب بها إلى القبوروهناك ظهر له الشيطان، ووعده أن يعطيه أمنيته على أن يكفر بالمسيح كتابة. فأجاب طلبه فأتحد به الشيطان قلبًا وعقلًا. فلما علمت الشابة بإقراره، بكت على نفسها، وأسرعت إلى القديس باسيليوس وأعلمته بما جرى أن الشاب مشتاقًا أن يعود للإيمان فرشمه القديس بالصليب، وأبقاه عنده، ورسم له صلاة ليصليها مدة أربعين يومًا وفى نهاية المدة دعا القديس رهبانالدير، وكان يرشم الغلام بالصليب والجميع يصلون يا رب أرحم. واستمروا يصرخون يا رب أرحم حتى سقطت الورقة، وقرأها على الشعب وبارك الشاب، وناوله من الأسرار المقدسة وسلمه لزوجته. ب) القديسة أوفيمية تطرد شيطانًا أتاها بزى ملاك. ثابرت القديسة أوفيمية بعد وفاة زوجها، على الاهتمام بعمل الصدقات الكثيرة، في أعياد تذكار الملاك ميخائيل، ووالدة الإله، والميلاد المجيد في كل شهر. حسدها الشيطان، وأتاها في شكل راهب، وجعل يحدثها ويؤكد لها أنه مشفق عليها ثم أشار عليها أن تتزوج لترزق أولادًا وأن لا تعمل صدقات لئلا ينفذ مالها.فأجابته إنني قد قطعت عهدًا مع نفسي بأن لا ألتصق برجل بعد زوجي.. فتركها الشيطان غاضبًا. ولما أتى عيد الملاك ميخائيل، وقد اهتمت بما يلزم كعادتها ظهر لها الشيطان في زى ملاك، وأعطاها السلام قائلًا: أنه الملاك ميخائيل أرسله الله إليها يأمرها أن تترك الصدقات وتتزوج برجل مؤمن فأجابته قائلة: إن كنت ملاك الله فأين الصليب علامة جنديتك؟ فلما سمع منها هذا الكلام، عاد إلى شكله الأول وتبخر مثل الدخان. ج) القديس بلامون يطرد شيطان الشهوة. ظهر الشيطان للقديس بلامون في شكل امرأة، وأخذ يغريه على الزواج ذاكرًا بعض رجال العهد القديم الذين كانوا متزوجين ومع ذلك كانوا أبرارًا. ولكن القديس عرفه أنه الشيطان فرسم على نفسه علامة الصليب، وصلى إلى الرب فتحول الشيطان إلى دخان وغاب. د) الأنبا أغاثو العمودي يطرد شياطين ظهروا بزى قديسين. ظهرت الشياطين للأنبا أغاثو العمودي في زى ملائكة، يرتلون ترتيلًا حسنًا ويعطونه الطوبى. فعرف مكرهم بقوة السيد المسيح، وصلب عليهم فانصرفوا مهزومين. ه) القديسة مارينا تربط الشيطان بعلامة الصليب المجيد بعد ما عذب الوالي مارينا بعذابات قاسية، ظهر لها الشيطان وقال لها: "يا مارينا لو أطعت الوالي كان أصلح لك، فإنه رجل قاسى ويريد أن يمحوا اسمك من على الأرض". فعرفت أنه شيطان. وفى الحال أمسكته من شعر رأسه، وأخذت مرزبة من حديد وبدأت تضربه وتقول له "كف عنى يا شيطان" ثم ربطته بعلامة الصليب المجيد أن لا يبرح من أمامها حتى يعرفها جميع ما يعمله بالبشريين وبعدما عرَّفها طردته القديسة. ولما رآها الوالي تعجب كثيرًاإن الشياطين ترتعب من منظر الصليب، وحتى من مجرد رشمه باليد، لأن السيد المسيح له المجد انتصر على الشيطان وكل قواته على الصليب، وجردهم فصارت علامة الصليب تذكيرًا لهم بالفضيحة. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد
22 سبتمبر 2019

التجسد والفداء

ويقول القديس إيرينيئوس:"ابن الله صار ابن الإنسان(بالتجسد) لكي يصير الإنسان ابن الله (بالموت على الصليب)".هذا هو السر المخفي منذ الدهور، والآن قد أعلنه الله للعالم كله بموت المسيح وقيامته: أن الله أضمر منذ البدء أن يرفع الخليقة البشرية الخاطئة والساقطة إلى حالة التبني ليتحد بها بواسطة تجسد كلمته، الذي به أكمل فداءها من الخطيةوالموت بموته على الصليب وهكذا تمت مشورة الله على مرحلتين: {1} الله استُعلن للبشرية أولًا بالتجسد، فأصبح التجسد تاج الخليقة وكمالها الإلهي في شخص يسوع المسيح"عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تى3: 16). {2} الحياة الأبدية التي كانت عند الآب محجوزة عنا، استُعلنت ووهبت للإنسان بموتالمسيح على الصليب، عندما قام ناقضًا أوجاع الموت وقاهرًا سلطانه وكاسرًا شوكته (لأن المسيح بقيامته صار باكورة الراقدين (1كو15: 20) والنتيجة الحتمية للقيامة هي أن الروح القدس روح الحياة في المسيح يسوع انسكب على البشرية، وهكذا انتقلت الحياة الأبدية للإنسان عَبرْ التجسد والصليب ثم الموت والقيامة.وهكذا يظهر التجسد كدرجة أساسية في تكميل الخليقة البشرية ورفعها إلى مستوى صورتها الأولى الأساسية المكرمة في الله، في شخص المسيح نفسه.ثم يظهر الفداء بموت المسيح على الصليب كدرجة حتمية لتكميل غاية التجسد وهو الاتحاد، حتمية من وجهة نظر الله، حتمية الحب الذي أحب به الله العالم، ليرفع الخليقة البشرية كلها من الهلاك إلى حياة أبدية في حالة التبني وهكذا يتضح أمامنا أن التجسد والفداء عملان متلازمان أساسيان، بل وحتميان. التجسد: الاتحاد كنموذج فعال. الفداء: إعطاء هذا الاتحاد كهبة. هذا هو التدبير الإلهي لتكميل الخليقة البشرية ورفعها من العداوة إلى حالة التبني، ومن الانفصال إلى الاتحاد بالله بواسطة المسيح من هذا يتضح لنا أن الفداء الذي أكمله المسيح على الصليب ليعيد لنا شركتنا واتحادنا المفقود مع الله، إنما يقوم على أساس لاهوتي بالنسبة للتجسد باعتبار أن التجسد هو المسئول عن عطية الفداء، أي إعادة اتحاد الإنسان بالله. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق عن كتاب رؤية كنسيّة آبائية الصليب في المسيحية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل