المقالات

22 يناير 2024

عيد عُرس قانا الجليل

تحتفل كنيستنا القبطية في بدء العام الجديد بمجموعة من الأعياد يُطلق عليها "أعياد الإبيفانيا" أو "الظهور الإلهي، وتشمل عيد الميلاد وعيد الغطاس وعيد الختان وعيد عُرس قانا الجليل. عيد عُرس قانا الجليل هو أحد الأعياد السيدية الصغرى وهو تذكار لأول معجزة أتمها الرب يسوع وفيها أظهر مجده فأمن به تلاميذه على حد قول الكتاب.وفي عُرس قانا الجليل لنا عدد من التأملات القصيرة التي يمكنها أن تصاحبك في احتفالك بهذا اليوم.. موقف أمنا العذراء مريم في يوم عُرس قانا الجليل يمثل موقف الإنسان الذي يضع مشكلته أمام الرب بأقل ما يمكن من العبارات وأعمق ما يمكن من الإيمان فالعذراء لم تتكلم كثيرا، ولكنها وضعت المشكلة أمام ابنها في ثقة ورجاء بكلمات قليلة وقصيرة ليس لهم خمر » (يو (٣٢)، ورغم أن الرب يسوع لم يُبد آية استجابة لطلبها في البداية بل قد يبدو من إجابته إنه لم يستجب لطلبتها عندما قال «ما لي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد» (يو (٤:٢)، إلا أنها وبكل إيمان استمرت في حديثها للخدام قائلة «مهما قال لكم فافعلوه» (يو ٥:٢)، وكأنها تعلم أن ابنها لا بد أن يتدخل وأن دورها هو أن تضع أمامه مشكلتها وتكتفي بذلك. لذلك في يوم احتفالنا بتذكار هذا العيد ليكن لك الثقة التي بها تضع كل أمورك أمام الله وأنت واثق أنه لا بد سيتدخل وسيفعل كل الخير لك، كل ما يفرحك ويبهج حياتك. في عرس قانا الجليل أيضا حول الرب يسوع الماء إلى خمر، وكانت المعجزة معجزة تحوّل، فيسوع هو مصدر التحوّل في حياتنا فهو قد جاء إلى العالم لكي يحول حياة العالم والبشرية كلها، وليطلق الإنسان. من سلطان إبليس، وهذا هو عمل يسوع في حياتنا كل يوم، فهو يحول حياتنا إلى حياة بارة بقوة دمه وسلطان صليبه الذي كتب عنه معلمنا يوحنا إن دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية». لذلك في طريق حياتك كلما وجدت أنك في احتياج للتغيير أو التحول عن شكلك وطبيعتك العتيقة، تذكر أن الوحيد الذي له سلطان التحويل هو الرب يسوع اطلب منه بإيمان وهو لا بد أن يستجيب ويغيرك لتصير على صورته كشبهه. أخيرًا في عُرس قانا الجليل كان يسوع مصدرًا للفرح، فهو قد حفظ لأهل البيت فرحتهم، وأعلن مجد لاهوته أيضًا فأمن به تلاميذه فالاهتمام بإعلان مجد الرب والفرح أمران متلازمان في الحياة المسيحية، وأنت عندما تضع مجد الرب أمام عينيك وتسعى في كل أمورك أن تمجده، كن واثقا أنك ستعيش فرحًا. ليكن اهتمامك الأول إذا في بيتك وفي خدمتك وفي كل حياتك أن تمجــ الرب، ووقتها ستعرف معنى الفرح لأنه وعد «أنا أكرم الذين يكرمونني» (اصم (۳:۲) في تذكار احتفالنا بالعيد لتكن واثقا بالرب الذي يقود حياتك، ولتعش متحوّلا عن شكلك القديم، ولتكن فرحًا لأنك لا تطلب إلا مجده؛ فتعيش العيد كخبرة عملية وليس كذكرى. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد
29 ديسمبر 2023

العبور لسنة جديدة

مع بداية عام جديد يمـتـلـى قـلـب كـل إنسان باشتياقات أن يكون العام الجديد عام فرح وسلام ، في حين قـد يـسـاور البعض منا مخاوف مما قد يواجهونه من صعوبات في العام الجديد . تذكرني هذه المشـاعـر بـقـصص عبـور شعب الله من ســيناء إلى أرض الموعد بقيادة يشوع ابن نون الذي قـسم لهم أرض الموعد . وقصة هذا العبور هي قصة عبور كل إنسان مسيحي من الأرض إلى الأبـديـة السعيدة وفي طريق عـبـورك للسـمـاء تحتاج : 1- أن تتـقـدم الطريق بإيمان فهذه كـانت وصـيـة الرب ليشوع ويكون حينما تسـتـقـر بطون أقـدام الكهنة .... فـي مـيـاه الأردن أن مـيـاه الأردن ... تنفلق ( يش٣ : ١٣ ) ... لذلك في العام الجديد كن إيجابيا ... وتقـدم طريقك نحو السماء ... ولا تسلم نفسك للمخاوف التي تعطلك . ٢ - أن تملأ قلبك بيقين أن الله سيسـتـخـدم كل الأمور وكل الأحداث وكل الأشخاص - حتى وإن كانوا أشرارا- من أجل خلاصك ، بل قد يستخدمك أيضاً لخلاصهم ، فهو قد استخدم راحاب وهي امرأة زانية لكي تخبئ الجاسوسين اللذين خرجا ليتجسسا أرض الميعاد فنجوا وصارا سبب خلاص لها ولبيتها ( يش ۲ ) . ٣ - في طريقك نحـو السـمـاء لا تستبعد أن تمر حـيـاتك بالضيقات أو الصعوبات ، ولكن كن واثقا أن الله سـيـخـرجك منها غالبا لأن هذه هي مسرته أن تنال نصيبا في الملكوت السماوي فلا تضعف ... ولا يصغر قلبك فهـذا هـو وعـده لـيـشـوع « الله الحي في وسطكم وطردا يطرد من أمامكم الكنعانيين والحثيين والحويين ... ( يش ٣ : ١٠ ) . ٤- احرص أن تحفظ قلبك في حالة توبة مستمرة فالشعب الذي استطاع أن يدخل أريحـا ويـهـدم أسـوارها بدون قـتـال هو نفسه الذي انهزم في الطريق أمـام عـاى ، لأن الخطية قد دخلت إلى قلب أحـد الرجـال ... فـانـهـزم الشعب في الطريق ، لذلك احرص أن تعيش تائبا لكي يعبر بك الرب العام الجديد وأنت منتصر . ( يش ۸ ) . ٥ - أخيراً تمسك بالوصية الإلهية واختر أن تسلك فيها فهذه كانت وصية يشوع للشعب في نهاية حياته فتشددوا جدا لتحفظوا وتعملوا كل المكتوب في سفر شـريـعـة مـوسى » ( يش ٢٣: ٦ ) فـاخـتـر لنفسك أن تسلك بحسب الوصية ... فهي التي تحفظ خطواتك في طريق السماء . أخيرا ليكن الرب معك في عامك الجديد .. وليكن عام بركة وفرح وسلام في طريقك للملكوت السماوي . نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومجروح والخمس مدن الغربية
المزيد
27 ديسمبر 2023

لتكن سنة مقبولة

يحدثنا الكتاب عن الرب يسوع الذي أتي ليكرز بسنة الرب المقبولة وأكرز بسنة الرب المقبولة» (لوقا ٤ :١٩)، ويقول: «روح الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لوقا ١٨:٤) إن هذه السنة المقبولة هي سنة اليوبيل التي تحدث عنها سفر اللاوبين في الإصحاح الخامس والعشرين وقال" وتعد لك سبعة سبوت سنين، سبع سنين سبع مرات. فتكونُ لَكَ أَيَّامُ السبعة السبوت السنوية تسعًا وأربعين سنة. ثُمَّ تُعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر. في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم. وتقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا، وترجعون كل إلى ملكه، وتعودون كل إلى عشيرته يوبيلا تكون لكُم السنة الخمسون لا تزرعها ولا تحصدوا زريعها، ولا تقطفوا كرمها المحول. إنها يوبيل، مُقَدَّسَةً تَكون لَكُمْ. من الحقل تأكلون غلتها" ( لاويين ٢٥: ٨-١٢).أتي الرب ليجعل سني كل من يؤمن به سنة مقبولة تثبت له بملامح متعددة، عندما نتأملها ندرك مدى عمق كلمة الله وكمال النبوات. إن سنة الرب المقبولة تنبأ عنها سفر اللاويين هي السنة الخمسون بعد مرور سبعة أسابيع سبع مرات أي ٤٩ سنة، والسنة الخمسون هي سنة اليوبيل يعلن عنها من يوم الكفارة العظيم الذي هو يوم التوبة العامة يُقدم نيسان أحدهما عن خطايا رئيس الكهنة والكهنة، والآخر عن الشعب في خطاياه العامة، حيث تعرض الشعب لخطايا عامة مثل عبادة العجل الذهبي والسقوط، وعمل الحية النحاسية في البرية كان إعلان سنة اليوبيل في يوم الكفارة العظيم بمثابة دعوة عامة رعاة ورعية، للتوبة. في يوم الإعلان كان يُبوق بالبوق وهو علامة الفرح، إذ يفرحون بتذكار عمل الرب العظيم الذي أنقذهم من العبودية واعتنى بهم في أرض سيناء أربعين سنة إلى إن دخلوا أرض الموعد، فهي سنة فرح باختبار عمل الرب في حياتهم سنة اليوبيل كان يعلن بها للتحرّر والفكاك، فيتحرّر العبيد، ويرجع كل عقار إلى صاحبه من السبط الآخر، فهي سنة حرية من العبودية وحرية الممتلكات لترجع إلى صاحبها الأصلي. ومع كل هذا هي سنة الإيمان حيث أن الحياة في هذه السنة تعتمد على الإيمان، لأن اليوم السادس من السنة السادسة كان الشعب يعيش من حصاد ثماره في السنة السابعة لأن الأرض لم تكن تزرع فكانت ثمرة العام الثامن والأربعون يعيشون عليه العام الثامن والأربعين والتاسع والأربعين وكذلك الخمسين، تماما كما كان يحدث في المن والسلوي. ما يجمعونه يوم الجمعة يكون لطعام يومي الجمعة والسبت، ولو لم يكن الإيمان يملأ القلوب لما كانوا يستمتعون ببركة هذه الأرض. لذلك كانت سنة الرب المقبولة التي أعلنها ربنا يسوع المسيح لنا هي سنة توبة / فرح / حرية / إيمان، وهذا هو إيماننا الذي نعيش به في استحقاقات دم المسيح والذي يتضح في عمل المعمودية المقدسة من الماء والروح وتستمتع ببركة سنة الرب المقبولة.عزيزي ليكن العام الجديد عام توبة وفرح، عام تحرر كل ما يغضب الرب عام إيمان. نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد
24 مايو 2022

مفاعيل القيامة

في احتفالنا بعيد القـيـامـة وفـرحـة الخماسين المقدسة تحـضـرنا أفكار كثيرة تؤكد حقيقة قيامة الرب يسوع فـتبـوات الكتـاب تحدثت كثيرا عن القيامة ، كما كانت الأكفان دليلاً حيا على قـيـامـة الرب وهكذا كـانـت ظهورات الرب يسوع المتعددة لتلاميذه ، و كذلك أيضا خوف رؤسـاء الكهنة وتلقينهم للجنود كلمات كاذبة كلها أمور تؤكد حقيقة القيامة ولكننا في احتفالنا بالقـيـامـة لاتريدها دراسة فكرية عقلانية ولكننا نحب أن تصير القيامة في حياتنا اختبارا عمليا وسلوكا يوميا تختبرها كل يوم فتصبح القيامة حياة واختبارا وهذه بعض الأمور التي عندما نتأملها تجعلنا نعيش يروح القيامة 1- القيامة تجعلنا لا نخاف الموت فالرب يسوع عندما قام استطاع أن يكسر شوكة الموت عنا ، ولم يعد للموت سلطان على البشرية ولـم تـعـد الهاوية مكان الإنسان عند انتهاء حياته ، فبالقيامة أصبح الموت ميلادا سماويا جديدا ، فأن أردت أن تعيش القيامة ذكر نفسك دائما أن الرب قد حول لك العقوبة الموت خلاصا الحياة ، وذكر نفسك أيضا أن الرب قد قام لكي عندما تكمل رسالتك ، وتأتى ساعة انتقالك تردد قول الكتاب الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ( لو ۲۹ : ۲ ) لا يخوف بل بفرح ۲ - القيامة تهبنا فرحا وسط الضيقات فإيماننا أن الام الصليب قد انتهت بالقيامة تجعلنا مطمئنين في الضيقات ، بل فرحين حتى عندما نتألم فتتولد في داخلنا قوة لاحـتـمـال الألام من أجل الرب متذكرين كلمات الكتاب لأنه كـمـا تكثر ألام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثـر تعـريتنا أيضا ( ٢ كوا : 5 ) 3- القيامة تجعلنا نمارس الأسرار الكنسية بوعي روحي عميق وليس كممارسات طقسية جافة فتثق أنك في المعمودية قد دفنت الرب يسوع لتقوم بطبيعة جديدة فتحيا بالبر ، وأنك في الميرون قد تلت موعد الآب السماوي بالروح القدس ، وفي اعترافك تثق أن الرب الذي مات وقام عنك مسرته هي أن يرفع خطاياك ، وفي الإفخارستيا تؤمن أنك تتناول جسد الرب المكسور عنك على الصليب ودمه الذي سال لأجل خلاصك ، فتسلك بالروح لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو ٢٣ : ٤ ) 4- القيامة تملئنا رجاء وسط مشاكلنا : فالقيامة تعطيك رجاء في عمل الرب في مستقبل حياتك مهما ضاقت بك الحياة ، فلا تترك نفسك في مشاعر والام يوم الجمعة بل بالرجاء تثق أن هناك يوما ثالثا بعد وقت يطول أو يقصر فيه يقيمك الرب من مشكلتك ويفرحك ليكن لك إذا في كل حياتك فكر القيامة فتحيا حياتك فرحا متهللا سالگا بالروح ... فهذه هي مسرة الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران كرسي البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية
المزيد
01 سبتمبر 2020

كما يشتاق الإيل (مزمور 42)

المزمــــــــــــور الثاني والأربعون هو أحد المزامير المعزية التي لا نكرّرها في صلوات الأجبية اليومية، لكنه مزمـــــــــور تحمل كلماته لنا الكثير من التعزيات وقت الضيق والآلام. ففي الآلام هناك من تصغر نفسه ويكتئب، وهناك من تقوده الآلام إلى شوق أكثر إلى الله!!!والإيل نوع من الغزلان تتميز بعدوها السريع، وبشوقها الدائم وبحثها الناجح عن أماكن المياه، وأيضًا يميزها نجاحها الدائم في مواجهة الأفاعي والتغلُّب عليها. فالإيل يستطيع أن يعدو بسرعة ويهاجم الأفاعي ويقتلها، وهذا يتركه في عرق وعطش، فيعدو بسرعة إلى أماكن المياه (والماء في الكتاب المقدس هو إشارة للروح القدس الذي قال عنه الرب يسوع: «من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي» (يو7: 38)). أخيرًا يميّز الإيل أنها تتحرك في جماعات مستندة على بعضها البعض، كعلامة حب واحتمال للأخوة، فكل فرد في الجماعة يهتم بسلامة إخوته لكيما يعبروا الطريق معا!والمزمور يمثل شوق الإنسان إلى الله –رغم كل الآلام- بشوق الإيل إلى جداول المياه.كما يَشتاقُ الإيَّلُ إلَى جَداوِلِ المياهِ، هكذا تشتاقُ نَفسي إلَيكَ يا اللهُ. عَطِشَتْ نَفسي إلَى اللهِ، إلَى الإلهِ الحَيِّ: فالإنسان يقابل في حياته العديد من الأفاعي وهي تمثل حروب الشياطين، وهي على أنواع شتى، بعضها شر ظاهر وبعضها ذات بريق ملفت، لكن الإنسان الروحي لا ينخدع أبدًا بنعومة ملمس الأفاعي ولا بجمال شكلها، ولا يخشى الآلام التي تسبّبها له هذه الحروب، لكنها يواجهها ويهزمها جميعًا، ولا تزيده هذه الحروب والآلام إلّا شوقًا إلـــــــــــى الـــــــــرب وفرحًا به. مَتَى أجيءُ وأتَراءَى قُدّامَ اللهِ؟: وهذا هو شوق الإنسان الروحي، إنه يشتاق إلى أيّ وقت يصلي فيه، أو يخدم الآخرين، أو يسأل عن إخوته، فهذه كلها هي عمل للوجود في محضر الله. فالآلام لا تزيد المسيحي سوى شوق إلى الله ومحبة لإخوته!!! صارَتْ لي دُموعي خُبزًا نهارًا وليلًا: والخبز مهما كان يابسًا فهو موضوع شبع لصاحبه، فالإنسان المتمتّع بتعزيات الله تتحول ضيقات النهار -مهما كانت- إلى موضوع تعزيات ليلًا، إذ يضعها بدموع أمام الله في الصلاة، فالإنسان الروحي تتحول علاقته بالرب إلى علاقة شوق واختبار، فهو لا يعتبر صلواته واجبًا ثقيلًا عليه، بل يشتاق أن يجلس إلى الله وتكون آلام النهار خبز للليل، وما يصنعه معه الرب نهارًا يكون تعزية له ليلًا.إذ قيلَ لي كُلَّ يومٍ: «أين إلهُكَ؟»: وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، إذ يعيّرنا البشر: هذا هو إلهكم يترككم للآلام! لكن من يتأثر بكلام الناس لا يمكنه أن يحوِّل آلام النهار إلى تعزبة.هذِهِ أذكُرُها فأسكُبُ نَفسي علَيَّ: هذا هو رد فعل الإنسان الروحي تجاه الآلام وتعييرات الآخرين. أنا أتذكر تعيير العدو (الشيطان) لي، ولا أدع آلامي تلهيني، ولا تجعلني أتذمّر على الرب، بل أتخلّى عن ذاتي، ولا تصير نفسي ثمينة عندي، ولا أترك محبتي لذاتي تجعلني أضطرب، بل أتذكر ضعفاتي وخطاياي، وأقول لنفسي إنني مستحق للآلام، وأقدم توبة عن كل ضعفاتي، فتتحول آلامي إلى سبب للقائي مـــــــع الـــــــــــــــرب والتعزية به. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
02 يونيو 2020

عيد حلول الروح القدس

عيد حلول الروح القدس هو احتفال بتذكار ميلاد كنيسة العهد الجديد. وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى التي فيها حقّق الرب وعده لشعبه «لأنَّ هذا هو العَهدُ الّذي أعهَدُهُ مع بَيتِ إسرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأيّامِ، يقولُ الرَّبُّ: أجعَلُ نَواميسي في أذهانِهِمْ، وأكتُبُها علَى قُلوبهِمْ، وأنا أكونُ لهُمْ إلهًا، وهُم يكونونَ لي شَعبًا» (عب8: 10).وفي احتفالنا بعيد العنصرة نحن نحتفل بتذكار نوالنا لموعد الآب الذي هو روحه القدوس. ومن جهة إيماننا بعمل الروح القدس في الكنيسة فإننا نؤمن بـ...1- إن حلول الروح يوم الخمسين أو عند نوال سر المعمودية هو حلول مواهب وليس حلولًا أقنوميًا كالحلول الذي حدث بعد بشارة الملاك لأمنا العذراء مريم، لكي ما يولد منها الله الكلمة بصورة فريدة لم تتكرر مرة أخرى.2- كما نؤمن بالحلول المتكرِّر للروح القدس على الخدام لكيما يعينهم ويرشدهم، فنحن نؤمن أنه من خلال الأسرار يمكننا أن ننال مواهب الروح القدس.3- وأخيرًا نؤمن أن عمل الروح القدس لا يستطيع إنسان أن يوقفه، فالروح لا يوقفه إلّا خطايانا، ومن خلال التوبة والاعتراف يمكننا أن نجدد عمل الروح داخلنا. أمّا عن يوم الخمسين..1- فقد كان الجميع معا بنفس واحدة: فوحدانية القلب هي سر انسكاب الروح القدس وسر قوة الكنيسة، وأكثر ما يتعب الكنيسة هو التفرُّق والتشيُّع والنقد والهجوم، لذلك يجب أن تحرص الكنيسة دائمًا ليكون أولادها واحدًا في الفكر وفي الهدف وفي السلوك وفي المنهج. لذلك فأول طلبات الكنيسة في صلوات القداس الإلهي بعد حلول الروح القدس هي من أجل وحدانية القلب "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا"، كما نصلي في القداس الباسيلي قائلين: "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك، طهارة لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا، لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع كافة قديسيك".2- في يوم الخمسين كان الجميع مجتمعين في مكان واحد: وهو العلية الخاصة ببيت القديس مرقس كاروز كنيستنا الفبطية، والاجتماع في مكان واحد من أجل الصلاة والعبادة هو أمر أشار إليه الكتاب لكي ينبهنا أننا ككنيسة لا يجب أن نتشيع ولا يجب أن ينتهج كل منا منهجًا خاصًا، بل يجب أن يكون لنا جميعًا كأبناء للكنيسة منهج واحد وتعليم واحد وإيمان واحد.3- وفي يوم الخمسين كانت هناك ألسنة نارية: والألسنة إشارة إلى قوة الكلمة، وهي نارية إشارة إلى عمل الروح القدس في التطهير. وكانت هذه الألسنة هي إتمام نبوة يوحنا المعمدان «أنا أُعَمِّدُكُمْ بماءٍ للتَّوْبَةِ، ولكن الّذي يأتي بَعدي هو أقوَى مِنّي، الّذي لَستُ أهلًا أنْ أحمِلَ حِذاءَهُ. هو سيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ ونارٍ» (مت3: 11)، ولكنها كانت المرة الوحيدة لمعمودية الروح والنار لأن خدمة الكهنوت لم تكن قد انتظمت بعد، ومن بعد هذا اليوم التزمت الكنيسة بمعمودية الماء والروح التي أعطاها الرب لخدام سر الكهنوت كما ذكر يوحنا «أجابَ يَسوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنَ الماءِ والرّوحِ لا يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ ملكوتَ اللهِ» (يو3: 5). نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
26 مايو 2020

القيامة حياة واختبار

في احتفالنا بعيد القيامة وفرحة الخمسين المقدسة، تحضرنا أفكار كثيرة تؤكد حقيقة قيامة الرب يسوع، فنبوات الكتاب تحدثت كثيرًا عن القيامة، كما كانت الأكفان دليلًا حيًّا على قيامة الرب، وهكذا كانت ظهورات الرب يسوع المتعددة لتلاميذه، كذلك أيضًا خوف رؤساء الكهنة وتلقينهم للجنود كلمات كاذبة.. كل هذه أمور تؤكد حقيقة القيامة.ولكننا في احتفالنا بالقيامة لا نريدها دراسة فكرية عقلانية، ولكننا نحب أن تصير القيامة في حياتنا اختبارًا عمليًا وسلوكًا يوميًا، نختبرها كل يوم فتصبح القيامة حياة واختبار..وهذه بعض الأمور التي عندما نتأملها تجعلنا نعيش بروح القيامة..1- القيامة تجعلنا لا نخاف الموت:فالرب يسوع عندما قام استطاع أن يكسر شوكة الموت عنا، ولم يعد للموت سلطان على البشرية، ولم تعد الهاوية مكان الإنسان عند انتهاء حياته.. فبالقيامة أصبح الموت ميلادًا سماويًا جديدًا، فإن أردتَ أن تعيش القيامة، ذكّر نفسك دائمًا أن الرب قد حوّل لك العقوبة (الموت) خلاصًا (الحياة)، وذكّر نفسك أيضًا أن الرب قد قام لكي عندما تكمل رسالتك وتأتي ساعة انتقالك، تردّد قول الكتاب «الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام...» (لو2: 29)، لا بخوف بل بفرح.2- القيامة تهبنا فرحًا وسط الضيقات: فإيماننا أن آلام الصليب قد انتهت بالقيامة يجعلنا مطمئنين في الضيقات، بل فرحين حتى عندما نتألم، فتتولّد في داخلنا قوة لاحتمال الآلام من أجل الرب، متذكّرين كلمات الكتاب: «لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا» (2كو1: 5).3- القيامة تجعلنا نمارس الأسرار الكنسية بوعي روحي عميق: وليس كممارسات طقسية جافة، فتثق أنك في المعمودية قد دُفِنت مع الرب يسوع لتقوم بطبيعة جديدة فتحيا بالبر. وأنك في الميرون قد نلتَ موعد الآب السماوي بالروح القدس. وفي اعترافك تثق أن الرب الذي مات وقام عنك، مسرّته هي أن يرفع خطاياك. وفي الإفخارستيا تؤمن أنك تتناول جسد الرب المكسور عنك على الصليب، ودمه الذي سال لأجل خلاصك.. فتسلك بالروح «لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له» (يو4: 23).4- القيامة تملأنا رجاء وسط مشاكلنا: فالقيامة تعطيك رجاء في عمل الرب في مستقبل حياتك مهما ضاقت بك الحياة، فلا تترك نفسك في مشاعر وآلام يوم الجمعة، بل بالرجاء تثق أن هناك يومًا ثالثًت (بعد وقت يطول أو يقصر)، فيه يقيمك الرب من مشكلتك ويفرحك.ليكن لك إذًا في كل حياتك فكر القيامة، فتحيا حياتك فرحًا متهلّلًا سالكًا بالروح... فهذه هي مسرة الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
19 مايو 2020

ما بالكم خائفين؟ (1)

نتذكر كلمات الرب يسوع عندما كان مع تلاميذه في السفينة واشتد الريح وهاجت العواصف.. وعندما عاتبه تلاميذه «يا معلم أما يهمك أننا نهلك؟». كانت إجابته الشافية «ما بالكم خائفين؟»، وما زال الله يردد نفس الكلمات لنا اليوم.. «ما بالكم خائفين؟ كيف لا إيمان لكم؟» (مت 8: 26). في مرات كثيرة ونحن نجتاز الضيقات والآلام، تزداد مخاوفنا بمشاهدة الميديا والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وبمطالعة الجرائد والأخبار على صفحات الإنترنت، ويظن البعض أن الرب قد تركنا نواجه الآلام وحدنا، ولكننا وسط كل هذه المخاوف لابد أن نثق أن يسوع موجود في سفينة حياتنا، حتى وإن بدا نائمًا، إلّا أنه ينتظر منّا إيماننا لنوقظه.. فيهدأ كل شيء. والخوف في حياتنا نوعان، خوف غريزي وخوف بسبب عدم الإيمان، وهذا الأخير قد يفقدنا نصيبنا السماوي. وعدم خوفنا مصدره الإيمان، فنحن نعلم أن الله يرافق حياتنا باستمرار «لأنه إن سرتُ في وادي ظلّ الموت، لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي» (مز23: 4). وهذه بعض المخاوف التي تواجهنا، والتي نثق أننا نجتازها بسلام بالإيمان.. 1. مخاوف من مواجهة الموت أو الرحيل من العالم: كما حدث لأبنائنا الشهداء في الكنيسة البطرسية أو في طنطا والإسكندرية، لكنني أعلم أن جميعكم رغم الألم اجتزتموها بفرح.. فرح مقابلة الرب الذي نقول عنه في الكتاب «إن الموت ربح» (في1: 21)، فمن يخاف الموت هو من لا يستعد للأبدية، فاستعدادنا الدائم للسماء يحفظ لنا سلامنا من جهة مواجهة الموت.. الذي به ننال الأكاليل والمجد السماوي. 2. مخاوف من السلطان الزمني: وهذه اجتازها قبلنا شعب الله تحت عبودية فرعون مصر، وكانت تشتد عليهم يده كلما طالبوا أن يخرجوا ليعبدوا الرب في البرية (سفر الخروج)، كما اجتازها أيضًا مردخاي بمكيدة هامان صاحب السلطان الزمني (سفر أستير)، لكننا نعلم كيف كان الصوم والصلاة هما مخرج شعب الرب دائمًا، فيده العزيزة كانت دائما تنجي من كل سلطان الملك. 3. مخاوف من قوى الشر: فالشيطان دائمًا كان يحارب شعب الرب من دور إلى دور. وهكذا عيّر جليات شعب الرب قديما، وهكذا خاف الشعب من دخول أرض الموعد بسبب العمالقة الساكنين فيها، لكننا في كل ذلك رأينا ان المقلاع الصغير بيد داود استطاع أن يهزم جليات، ومقلاعنا ليس سوى الصوم والصلاة، والثقة أن الله الذي وعدنا أن يدخلنا إلى راحته هو يقودنا في وجه عماليق. 4. مخاوف من معاناة الألم والمرض: فكثير من أبنائنا في الأحداث التي واجهتها الكنيسة أُصيبوا وعانوا آلام الجسد القاسية، ولكننا نعلم أن كل هذه الآلام تؤول إلى مجد، لأنهم حُسِبوا أهلًا أن يصيروا بين صفوف المعترفين، ولابد أن مجازاة الرب عظيمة لهم.. فها نحن قد سمعنا بصبر أيوب وعاقبة الرب قد رأيناها. 5. مخاوف من غموض المستقبل: في ظل هذه الأحداث قد يرى البعض المستقبل مظلمًا، لكننا نثق أن كل أيامنا هي في يد الرب وليست في يد إنسان، لذلك عندما تهاجمنا الأفكار لنجعلها موضوع صلاة وليس موضوع خوف، فحياتنا وحياة أولادنا هي في يده وحده، وهو قادر أن يحفظنا إلى التمام. نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
12 مايو 2020

لا تلمسيني

كان شهود القيامة في فجر الأحد كثيرين: المجدلية والمريمات والملائكة والتلاميذ والحراس ولكني أحب أن أحدثكم اليوم عن مريم المجدلية كانت المجدلية من قرية مجدل، وكانت تحب يسوع جدًا لأنه سبق وأخرج منها سبعة شياطين (مت16: 9)، و كانت تتبعه وتخدمه، وكانت تتصف بجمال المنظر، فيصوّرها المصورون جالسة تحت الصليب يميزها شعرها الطويل وفي الكتاب كانت مريم هي أول من تحرك والظلام باقٍ في فجر القيامة متجهة نحو قبر المخلص تحمل أطيابًا وحنوطًا لكي تضعها علي جسد الرب، وعندما وجدت القبر فارغًا والحجر قد دُحِر من على فمه، خافت فذهبت للتلاميذ وقالت «أخذوا السيد»، ولكن حبها دفعها أن تعود للقبر الفارغ، وهناك قابلها الرب يسوع وتحدث معها، أمّا هي فلم تعرفه وظنته البستاني، وبدأت تشكو له «إن كنتَ قد أخذته فقل لي لكي آتي وآخذه» (يو20: 15)، وعندها ناداها الرب باسمها وقال لها «يا مريم»، فعرفته وتقدمت نحوه لتقبل قدميه، فقال لها الرب جملته الشهيرة «لا تلمسيني» وقد ميزها الرب بأن صارت أول كارزة للعالم بقيامته، وهي الأولى التي حظت برؤية الرب في فجر أحد القيامة، وهي الوحيدة التي سمعت قول الرب «لا تلمسيني»، بينما سمح الرب لتوما أن يلمس جروحه عند ظهوره لتلاميذه في العلية فلماذا وجّه لها الرب هذه الكلمات القليلة؟ 1- «لا تلمسيني» كانت تأكيدًا للمجدلية عن حقيقة طبيعة الرب يسوع اللاهوتية، فهي كانت لا تزال تخاطبه كإنسان «يا سيد إن كنت قد أخذته». وفي هذا كان الرب يؤكد على حقيقة طبيعته اللاهوتية، فهو الإله الذي ليس للموت سلطان عليه، فيسوع خاطب تلاميذه مرارًا كثيرة أنه ينبغي أن يُسلَّم لأيدي البشر ويتألم ويُصلَب ويموت، ولكنه سيقوم في اليوم الثالث، فكان على المجدلية أن تتذكر وعد الرب لهم كإله أنه لابد قائم من بين الأموات، وهو في هذا كأنه كان يحدثها عن لاهوته، وكأنه يناديها إن كنتِ قد أتيتِ لإنسان ميت فيجب بحسب الشريعة ألّا تلمسيني لئلا تتنجسي، أما إن كنتِ قد أتيتِ للإله الذي وعد أن يغلب الموت فاعلمي أنه ليس للموت ولا للهاوية سلطان عليّ وكان كلمات الرب هذه دعوة لنا جميعًا أن نكون واثقين أن يسوع هو الإله الذي شاء بإرادته أن يتألم عنّا ويحمل عقاب خطايانا لينقذنا من الهلاك الأبدي ولهذا يشرح بعض المفسرين أن هذا الإيمان الراسخ أن يسوع هو الله المتجسد كان السبب في بقاء أمنا العذراء مريم في البيت، فهي لم تذهب للقبر لأنها كانت واثقة أن ابنها القدوس المولود منها لا يغلبه الموت، بل هو قد جاء لكي يخلص شعبه ويدوس الموت. 2- كان الرب يعلم جيدًا مقدار محبة المجدلية له، لكنه أراد أن يعلمها أنه قد حفظ لها رسالة خاصة، وكأنه يقول لها لا تنشغلي بي فإن عليكِ رسالة هامة أن تخبري إخوتي أنني قمت وأنني لم أصعد بعد، لكنني سأقابلهم في الجليل وفي هذه الكلمات كان الرب يعلن لمريم بشرى القيامة المفرحة، وأيضًا يعلن لها لأول مرة عن سر صعوده إلى السماء، فكانت كلمات الرب لها «لا تلمسيني لكن اذهبي » هي أول تكليف برسالة الكرازة بخلاص الرب الذي صنعه من اجل العالم، وفي هذا تكريم للمرأة في المسيحية، نعم! نحن لا نؤمن بكهنوت المرأة لاعتبارات كتابية وفسيولوجية ونفسية وجسدية تمنع المرأة من خدمة الكهنوت، لكن الرب قد أعطى المرأة كرامة خاصة، فاختار العذراء مريم أُمًّا له وصارت رأسا للقديسين، وأيضًا منح المجدلية أن تكون المرأة هي أول شاهدة بالقيامة. 3- أخيرًا كانت كلمة «لا تلمسيني» هي عتاب حب من الرب للمجدلية لأنها قد نسيت كلماته وتعليمه انه رغم الآلام فهو لابد أن يقوم في اليوم الثالث؛ فكثيرًا ما تجعلنا الآلام في غربة هذا العالم ننسى وعود الرب المعزية لنا، وكأن هذه الكلمات هي دعوة لنا أن نتذكر كلمة الرب في الكتاب المقدس، ووعوده لنا بالرعاية والعناية والحفظ، ونترجّى مجازاته في كل مرة نجتاز مرارة الألم في حياتنا وعندما نتذكر وعود الرب ونحفظها في قلوبنا فإننا نستطيع أن نلمسه حاضرًا معنا في كل ضيقاتنا لتكن كلمات الرب يسوع يوم قيامته للمجدلية هي دعوة لإيمان راسخ لا يهتز في شخص ربنا يسوع، ودعوة للشهادة للرب وسط العالم أنه إله حيّ قد كسر شوكة الموت عنا، وأخيرًا دعوة لتذكُّر الوعود الإلهية في أزمنة الضيق. وكل عام والكل في ملء بهجة القيامة. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل