الكتب

الموسيقى القبطية

الموسيقي هي الجمال المسموع، وهي أرقي الفنون تسمو بالنفس إلي أعلي المراتب وتخترق الوجدان، والإنسان والذي يتكون من جسد ونفس وروح يحتاج إلي إشباع كل واحدة من هذه الثلاثة؛ فالطعام للجسد، والنعم والمواهب للروح، وأما النفس وهي مجموعة الغرائز والانفعالات والمشاعر والأحاسيس فإن الموسيقي هي إحدى أهم مصادر إشباعها، وهي لغة أثيرية حسب تعبير الأستاذ الشوان (1)، لأنها لا ترى ولا تلمس ولا تثبت في الفضاء، فهي ذبذبات تحدثها سلسلة من الأصوات المتتابعة المتلاحقة فتلتقطها الأذن وتتعرّف علي ما فيها من خطوط لحنية، تماماً كما نستشعر ما في الشعر من أوزان وتفعيلات وقد تلامس الإنسان أول ما تلامس مع الموسيقي، من خلال أصوات الطبيعة مثل حفيف الأشجار وخرير الماء ونقيق الضفادع وزقزقة العصافير وثغاء الماعز وهديل الحمام، وكذلك من تموّجات الصوت عند الحديث، بل يُقال أن الإنسان البدائي كان يسلّي نفسه عن طريق ضرب قطع الصوان بعضها بالبعض الأخروفي حنجرة الإنسان قدرة خارقة علي التنويع في إصدار الأصوات ما بين خشن ورقيق، خفيض ومرتفع، أو مدّ الكلام أو إضغامه وذلك في محاولة منه للتعـبير عمّا يرغب فيه، كما توجد في جسده وسائل أخري لضرب الإيقاعات، ومن هنا فقد يستخدم حركات الجسم للتعبير، وهو الشكل البدائي للرقص، الأمر الذي عرفه الحيوان والطير كوسيلة للتفاهم في الحزن والفرح والإنذار بقدوم الخطر الخ وقد عرف قدماء المصريون المزمار منذ القديم، وكان الفلاّحون والرعاة يضربون عليه ويتسلّون به لاسيما في أزمنة الحصاد حين يقضون الليالي في مرح يضربون علي السلاّمية، وينفخون في المزمار والذي يشبه الماسورة ويُصنع من الغاب وله ستة ثقوب تحدث نغمات مختلفة عند مرور أصابع اليد عليها، وكذلك يتسلّون بها في أوقات الحراسة ليلاً أو إدارة السواقي.

الاستنارة في حياة آباء البرية

"لا أزال شاكرًا لأجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته. مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (أفسس 1: 16-18) حقًا إن كل الفضائل نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله ويريدون التقرب إليه. إلا أننا رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد.. ومع ذلك رأيناهم حادوا عن الطريق المستقيم وسقطوا وعدموا جميع تلك الفضائل. وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز. فالإفراز هو الذي يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم ويحيد عن الطرق الوعرة. والإفراز يحذر الإنسان من أن يسرق من اليمين بالإمساك الجائر المقدار ومن الشمال بالتهاون والاسترخاء. "القديس أنطونيوس. بستان الرهبان" نسمع كثيرًا عن الاستنارة، وعن شخص مستنير، ونتساءل في كل مرة عن ماهية الاستنارة.. وكيف يستنير الإنسان.. وما هي علامات الاستنارة في إنسان ونتائجها. وقد اتفق معي الأخوة الأحباء في مركز الدراسات الآبائية "فيلوباترون" أن أتحدث في موضوع: الاستنارة في حياة آباء البرية وذلك من خلال سيرة القديس أنطونيوس، وذلك في إطار المؤتمر الذي أُقيم في إيبارشية المنيا وأبو قرقاص.

وادى البكاء

كتب أحدهم يقول:((مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ. تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ .... قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ. 3اَلْعُصْفُورُ أَيْضاً وَجَدَ بَيْتاً وَالسُّنُونَةُ عُشّاً لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ مَلِكِي وَإِلَهِي. طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.... يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي وَاصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ.))

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل