الكتب

القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

تتلمذ كثيرون على أيدي الرسل الأطهار، وحملوا صدى أصيل لكرازتهم، معلنين بالحقيقة بساطة إنجيل الخلاص، مقدمين أيقونة صادقة لتلك الحقبة الفريدة وقد تقبل هؤلاء الآباء الرسوليين The Apostolic Fathers خلال تلمذتهم المباشرة للرسل، مفاهيم الإيمان المسيحي الإنجيلي، وكتبوا براعم حية تحمل روح الكنيسة الواحدة عبر الأجيال كلها لذلك يعتبر علم الباترولوچي أن كتابات الآباء الرسوليين، هي بدء انطلاق الأدب المسيحي والتراث الآبائي الروحي، الذي يمثل فكر الكنيسة الجامعة الذي تسلمته من الآباء الرسل بفعل الروح القدس الرب المحيي الذي يعمل بلا انقطاع في حياة الكنيسة، فالأدب العلمي بجانب الرسولي الآبائي يبدو قشاً، إذ بعد معرفة شدة لذة حلاوة الرب يسوع، يضحى كل طعام آخر علقماً، لا مذاقة له على الإطلاق ومن أهم سمات كتابات الآباء الرسوليين، أنها تتسم بالبساطة مع الغيرة الملتهبة والشهادة بالأقوال والأعمال، تتسم بالأصالة اللاهوتية والرصانة الروحية، تتسم بالإيمان العملي الذي عاشته الكنيسة بقلوب ملتهبة تقية، مع تقديم شهادة حية بالكرازة حتى الدم، لجنود روحيين عاشوا بطولات إيمانية في اشتياق قدسي للمجيء الثاني، مما صبغ كتاباتهم بالصبغة الإسخاتولوچية المجيئية، المزينة بالطابع الكنسي التقليدي لاشك أن الأرثوذكسية والأبوة قد امتزجتا معا في الحياة الإنجيلية المعاشة في الأمانة واستلام وديعة الإيمان الحي، في تجميع أزهار الفضيلة والنمو في النعمة والمعرفة لذلك التعليم الأرثوذكسي الآبائي مشبع بالعقيدة أساس البنيان الروحي السليم وبالدسم اللاهوتي التعليمي، فالشجرة لها جذور كما أن لها ساق، ويستحيل أن تزهر أو تثمر ما لم تتجذر وتشبع من الغذاء والدسم الأصلي وفي مئوية الكلية الإكليركية نقدم سلسلة آباء الكنيسة (إخثيس ΙΧΘΥΣ) نقدم صفحة من صفحات التاريخ الرسولي الأول، نقدم صورة حية للإيمان وللحياة المسيحية الرسولية، ولتاريخ العقيدة الأصلية منذ القرن الثاني الميلادي إن نظرة وقراءة سريعة في علم الباترولوچي تؤكد أن الإيمان الذي نؤمن ونعلم به اليوم هو ذات الإيمان الرسولي الذي تسلمناه من الآباء الأولين منذ الكنيسة الرسولية، كعمل أبوي يمزج التعليم بالتلمذة لمجد الثالوث القدوس المبارك وفي خضوع البنين واشتياق المحتاج نتطلع إلى سيرة القديس بوليكاربوس الأسقف والشهيد الذي حمل روح الإنجيل وفكر الكنيسة الجامعة منحصراً في الروح القدس الذي أودع فيه أوراقاً وزهوراً وأثماراً وأنشودة تتغنى بها الكنيسة ليمتد الإثمار واللحن الأبدي من جيل إلى جيل في نمو وامتداد، في توافق وانسجام وشوق مستمر لا ينقطع بعد رأى الرسل الطوباويين وتحدث معهم، وصار تقليدهم ماثلاً أمام عينيه، وكرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه باهتمام عملي ورعوي أصيل، في الإيمان والعقيدة والعبادة والجهاد الروحي كان همه الأول تمجيد الله مع المسيح وفيه، بعد أن تقدست نفسه بالروح القدس، ليشرح حقائق الإيمان، ويقدم القدوة الإيجابية لشعب رعيته بسميرنا، بقلب متجدد بالنعمة كقدس أقداس للرب راعي الرعاة الأعظم الذي أقامه أسقفاً عليهم أوصى بأن نعيش مسيحيتنا إيجابياً، راسماً الطريق المؤدي إلى الحياة، ذلك الطريق في الاقتداء بالمسيح وبالسعي وراء خلاص الآخرين، راعياً رعية الله ومدافعاً عن الإيمان وحافظاً الأمانة ومقدماً نفسه قدوة في الكمال المسيحي وأخيراً بذل حياته عن خِرَافِه وسفك دمه من أجل المسيح الملك، بعد أن سار قُدُماً في طريق الأبوة الروحية الحقيقية، على درب الشهادة والاستشهاد، وأغمض عينيه عن مجد العالم ليستحق أن يمتلئ قلبه بسلام الله، فيقدم جسده قرباناً على مذبح الحب الإلهي، لتفوح رائحة الطيب الذكية وتعطر الأرجاء. وتعيد له الكنيسة في يوم 29 أمشير – 8 مارس من السنة القبطية ذاكرة جهاده وشهادته. إننا نقدم سيرة الشهيد بوليكاربوس معلم الفضيلة وأسقف النفوس الأمين الكثير الثمار، ضمن سلسلة ΙΧΘΥΣلتكون سبب بركة ومعرفة ونمو روحي وتمتع دراسي لمحبي الآباء. ومن كل قلبي أشكر أبي صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين النائب البابوي بالإسكندرية، ولا أجد من الكلمات ما أعبر به عن تلمذتي له في المسيح سوى كلمات الكتاب: "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً" (1 يو 4: 19)

رحلة الكنيسة فى الصوم الكبير

الصوم الكبير كنسيًا للصوم الأربعيني الكبير مكانة خاصة في كنيستنا، فهو أقدس أيام السنة، ونقول عنه إنه صوم سيدي، لأن سيدنا يسوع المسيح قد صامه، لذا فهو من الأصوام الهامة في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية. وتدخل الكنيسة فيه فترة اعتكافها وتوبتها الليتروجية، فهو ربيع السنة الروحية وزمن الاعتكاف والالتقاء مع الله ورسمت كنيستنا هذا الصوم ووضعته في برنامجها تشبها بربنا يسوع المسيح نفسه الذي صام عنا أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا فيها.. لذلك اعتبرته فترة تخزين روحي للعام كله ولأهمية الصوم الكبير كان الآباء يتخذونه مجالا للوعظ، مثل القديس يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية، والقديس أغسطينوس إبن الدموع أسقف هيبو واللذان اشتهرت عظاتهما في زمن الصوم الكبيربل وكانت الكنيسة تجعل أيام الصوم الكبير فترة إعداد للمقبلين على العماد بالتعليم والوعظ ليتقبلوا نعمة المعمودية، فكانت تقام فصول للموعوظين خلال هذا الصوم تلقى فيها عليهم عظات لتسليمهم قواعد الإيمان وتثبيتهم، وهكذا ينالون العماد في يوم "أحد التناصير"، لكي يعيدوا مع المؤمنين في الأحد التالي أحد الشعانين، ويشتركوا معهم في صلوات البصخةوأفراح القيامة.. وقد اشتهرت عظات القديس كيرلس الأورشليمي لإعداد الموعوظين للإيمان خلال فترة الصوم، ومن ثم أصبح الصوم الكبيرمن أهم الأصوام وأقدمها أيضا والصوم الأربعيني المقدس عبارة عن ثلاثة أصوام، الأربعون المقدسة في الوسط يسبقها أسبوع تمهيدي ويعقبها أسبوع الآلام. أسبوع الاستعداد الأربعون المقدسة 55 يومًا أسبوع الآلام ولاهتمام الكنيسة بهذا الصوم سمته الصوم الكبير، وإذا كان السيد المسيح قد صام عنا وهو في غير حاجة إليه فكم بالحري نحن، وقد مهدت الكنيسة لهذا الصوم بصوم يونان، لتعدها أولادها للصوم الكبير قبل أن يبدأ بأسبوعين، ولتجعله ربيعا للنفس والكنيسة، حيث تتجدد الطبيعة البشرية لتزهر في يوم الأزهار العظيم يوم عيد القيامة المجيدة الذي هو عيد الأعياد..

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل