الكتب

القديس يوحنا التبايسى

نشأته: يُدعى يوحنا الرائي إذ كانت له موهبة التنبؤ بالمستقبل، كما دُعي نبي مصر، ويوحنا السائح. قال عنه القديس يوحنا كاسيان: "نال موهبة النبوة من أجل طاعته العظيمة، فصار مشهورًا في كل العالم". رآه القديس جيروم على أطراف مدينة ليكوس (أسيوط)، ووضعه في قائمة كتابه "مشاهير الآباء"، في الفصل الثاني وتحدث عنه في شيء من التفصيل، خاصة حديث القديس يوحنا معه هو ورفقائه، وهو حديث روحي عملي ممتع، اقتبس منه القليل يلقب أيضًا بيوحنا المتوحد الأسيوطي لأنه وُلد بمدينة أسيوط عام 305 م. كان أبواه مسيحيين، وكانت صناعته النجارة والبناء. في سن الخامسة والعشرين تنيّح والداه فسلَّم أخته وأمواله لعمه ثم ذهب لدير أنبا مقار حيث ألبسه الأنبا إيسيذورُس والأب أبامون الإسكيم `cxhma.

القديس ميثوديوس الاوليمبى

أولًا: سيرته: كان ميثوديوس الذي يدعى أيضًا "يوبوليوس"، أسقفًا أولًا لمدينتى "أوليمبوس" و"باتارا" كما يشهد بذلك العديد من قدامى الكُتاب ثم انتقل بعد ذلك -بحسب شهادة القديس جيروم- إلى إيبارشية كرسى صور في فينيقية "لبنان" وفي نهاية آخر الاضطهادات العظيمة التي مرت بالكنيسة، نحو عام 213 م.، استشهد في "خالكيس" في "أوبية" (جزيرة يونانية)، ولو أن البعض يرى أنه نال إكليل الشهادة في خالكيس التي في سوريا حيث أنها الأقرب إلى صور، وإن شهادة القديس جيروم يجب أن تقهم هكذا، ويؤكد آخرون أنه تألم تحت حكم دسيوس وفاليريان ولو أن هذا مثار جدال بين المؤرخين، ذلك لأنه كتب ضد أوريجانوس بعد فترة طويلة من نياحة Adamantius، بل وكتب أيضًا ضد بورفيرى الذي كان حيًا أثناء حكم دقلديانوس قال أبيفانيوس عنه: "رجل متعلم ومدافع شجاع جدًا في الحق". ثانيًا: كتاباته: 1- وليمة العشر عذارى: من الواضح أن ميثوديوس كتب "وليمة العشر عذارى" لتكون نظير مسيحي لـ"الوليمة" التي كتب عنها أفلاطون. 2- عن الإرادة الحرة: مضمون الكتاب يسعى ليثبت -في شكل حوار- إن إرادة الإنسان الحرة هي المسئولة عن الشر، ويبدو أن هذا العمل موجه ضد أتباع فالنتينوس وضد الغنوسيين. 3- عن القيامة: عبارة عن حوار دار في بيت الطبيب أجلاوفون، وهو يقع في ثلاثة كتب يفند فيها ميثوديوس نظرية العلامة أوريجين في القيامة بجسد روحاني، ويؤكد أن جسد القيامة هو نفس الجسد البشرى بعينه شارحًا أن المسيح تجسد لكي يحرر الجسد ويقيمه ويرفض ميثوديوس فكرة أوريجانوس عن الوجود السابق للنفس، وكتب ضده بعنف وهاجم التعاليم الواردة في كتاب "المبادئ" عن النفس كسجن للجسد وعن أبدية الخليقة وعن طبيعة الجسد المقام، ورفض فكره عن غاية الله من خلق العالم ونهايته وشرح أن الإنسان كان في البدء غير مائت في النفس والجسد وأن الموت وانفصال النفس عن الجسد هو من نتائج حسد إبليس فقط، وأن غاية الفداء هو جمع ما فرقه الشيطان. 4- عن الحياة والأعمال العاقلة: يتضمن الكتاب الحث على الكفاف والرضى بما أعطاه الله لنا في هذه الحياة، وعلى أن نضع كل رجائنا في حياة الدهر الأتي. 5- الأعمال التفسيرية ثلاثة أعمال تفسيرية الأول: موجه إلى امرأتين فرينوب وكيلونيا، ويتحدث عن فرز الطعام وشريعة العهد الجديد. الثاني: بعنوان "إلى سيستليوس عن البرص" وهو حوار بين شخص يدعى يوبليوس وآخر يدعى سيستليوس عن المعنى الرمزي للأصحاح الثالث عشر من سفر اللاويين. الثالث: وهو تفسير رمزي لأمثال (15:30... إلخ) "عن بنات العلوقة اللواتي لا يشبعن" والعدد الثاني من المزمور الثامن عشر "السموات تنطق بمجد الرب والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 2:18). 6- ضد بورفيرى: كتب بورفيرى الفيلسوف خمسة عشر كتابًا "ضد المسيحيين" نحو عام 270 م.، ففند ميثوديوس هذا العمل ودحضه تمامًا، ولكن هذا الرد قد فُقد ولا نعلم عنه شيء. 7- الأعمال المفقودة: من أعمال القديس ميثوديوس المفقودة: عن الكاهنة (العرافة). عن الشهداء. تفسيره لسفر التكوين. تفسيره لسفر نشيد الأنشاد.

الامانة فى التعليم

يوصينا القديس بولس الرسول قائلًا: "أطلب إليكم أيها الأخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافًا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم" (أف 4: 14) مبنيين علي إيماننا الأقدس. حول وحدة الكنيسة والأمانة في التعليم، وموقف الكنيسة من الهرطقات ومن الخلط في التعليم يدور هذا البحث، الذي يعتمد علي أقوال الآباء الأولين

دفاع عن قانون ايمان مجمع نيقية

اعتراض الآريوسيين على مجمع نيقية ؛ موقِف الآريوسيين المُتقلِب ؛ هم مثل اليهود ؛ استخدامهم للقُوَّة بدلاً من العقل . 1) لقد فعلت حسناً بأن أخبرتني بالمُناقشة التي حدثت بينك وبين مُؤيدي الآريوسية – الذين بينهم بعض من أصدقاء يوسابيوس – وبين كثير جداً من الإخوة الذين يتمسكون بعقيدة الكنيسة ، وأنا أمتدِح يقظتك وحِرصك على محبة المسيح التي كشفت وفضحت ببراعة فائِقة مروق هرطقتهم ، بينما أتعجب من الوقاحة التي جعلت الآريوسيين – بعد الكشف السابِق عن فساد وعبث حِجَجِهِمْ ، ليس هذا فحسب بل وبعد الإدانة العامة لضلالِهِمْ التام – لا يزالون يعترِضون مثل اليهود ” لماذا استخدم الآباء في نيقية تعبيرات لم ترِد في الكِتاب المُقدس مثل ” من جوهر “و” مُساوِ في الجوهر ” ؟ “ أنت كإنسان مُتعلِّم ، بالرغم من كلّ حِيَلِهِمْ ، قد أدنتهم بأنهم يتحدَّثون عبثاً ، وهم في ابتكار هذه الحِيَلْ إنما يتصرَّفون حسبما يُناسِب نزعتهم الشِّرِّيرة . فهم مُتغيِرون ومُتقلِبون في آرائِهِمْ مثل الحرباء في ألوانها ، وعندما يُفضحون يبدون مُرتبِكين ومُتحيرين ، وعندما يُسألون يتردَّدون ، عندئذٍ يفقِدون حيائهم ويلجأون إلى المُراوغة ، وعندما يُفضحون في هذه ، لا يهدأون حتّى يخترِعوا أموراً جديدة غير حقيقية ، وبحسب الكِتاب المُقدس ” يُفكِّرون في الباطِل “ ( مز 2 : 1 ) وفي كلّ الأمور التي يُمكن أن تتفِق مع فجورِهِم . إنَّ هذه المُحاولات ليست إلاَّ دليلاً على خلل عقولهم ، وهي نسخة – كما سبقت وقُلت – من العداوة اليهودية الخبيثة . لأنَّ اليهود أيضاً عندما يدينهم الحق ويعجزون عن مواجهته ، يستخدِمون الحِيَل مثل ” أيَّة آيةٍ تصنعُ لِنَرَى ونُؤمِنَ بِكَ . ماذا تعملُ “ ( يو 6 : 30 ) ، ورغم أنَّ آيات كثيرة قد أُعطِيت حتّى أنهم قالوا هم أنفسهم ” ماذا نصنع فإنَّ هذا الإنسان يعملُ آياتٍ كثيرةً “ ( يو 11 : 47 ) وحقاً الموتى أُقيموا ، العُرْج مشوا ، العُميان أبصروا من جديد ، البُرَّص تطهَّروا ، والماء صار خمراً والخمس خُبزات أشبعت خمسة آلاف ، وكلّهم بُهِتوا وسجدوا للرب ، مُعترفين أنَّ فيه تحقَّقت النُّبوات ، وأنه الله وابن الله ، كلّهم ما عدا الفريسيين الذين بالرغم من أنَّ الآيات أشرقت أبهى من الشمس إلاَّ أنهم استمروا يعترِضون كَجَهَلَة ” فإنَّكَ وأنتَ إنسان تجعلُ نفسكَ إلهاً “ ( يو 10 : 33 ) .

القديس كيرلس الكبير رسائلة ضد النسطورية

قال عن نفسه "إنني قد وعدت نفسي على أن اقبل لأجل المسيح كل أنواع التضحية والعذاب إلى أن ألاقى الموت الذي أقبله بفرح من أجل غاية كهذه... فلا شيء يخيفني لا الشتائم ولا الاحتقار ولا التعذيبات أيا كانت ولكن يكفيني أن يكون الإيمان كاملًا ومحفوظًا!!" أولًا: نشأة القديس 1- تربى القديس في كنف خاله القديس البابا ثيؤفيلس فشب على معرفة العلوم الدينية والشغف بقراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم كما انه كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها. 2- وقد ألحقه خاله بالمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية لدراسة العلوم الفلسفية التي تعينه على الدفاع عن المسيحية ضد الهراطقة والمبتدعين فتمكن من دراسة جميع العلوم الدينية والفلسفية وتهذب بكل العناية الفائقة منذ الصغر وحتى تخرجه. 3- ولم يكتف خاله بذلك بل أرسله إلى البرية في جبل النطرون إلى دير أبي مقار حتى يتتلمذ على الأنبا سيرابيون تلميذ الأنبا مقار الذي أوصاه بأن يقوم بتهذيبه بكل العلوم الكنسية والنسكية ومكث بالفعل مع أستاذه مدة خمس سنوات تمكن خلالها من التهام كل كتب البيعة وأجاد بإتقان كل علوم الكنيسة وأعطاه الرب الإله نعمة وفهم قلب عجيب حتى كان إذا قرأ كتابًا مرة واحدة بحفظه عن ظهر قلب. 4- وهكذا بعد كل هذه الدراسات عاد إلى الإسكندرية حيث خاله الذي امتدح نبوغه العظيم المبكر بقوله "إنك بهذه الدراسات ستبلغ أورشليم السمائية في موضع سكنى القديسين" وعلى الفور قام خاله برسامته شماسًا وقد كان القديس كيرلس إذا ما وقف ليرتل الإنجيل تمنى المؤمنون ألا ينتهي من القراءة لرخامة صوته. 5- ثم بعد ذلك رسمه قسًا وكلفه بالقيام بالوعظ رغم صغر سنه فحاز إعجاب السامعين ونال رضى جميع الكهنة والعلماء في جيله حيث أنه برع في فهم الأسفار المقدسة وشرحها ببراعة عجيبة. وكان البابا ثيؤفيلس بشكر الله إذ رزقه ولدًا روحيًا قد شب بالنعمة والحكمة.

البابا الكسندروس البطريرك ال19

سيامته: وُلد بالإسكندرية، وسيم بها قسًا، ثم سيم بابا للإسكندرية كما تنبأ البابا بطرس خاتم الشهداء (17)، وكان قد بلغ سن الشيخوخة، ومع هذا فكان يخدم الله بنشاط تقوي قال عنه المؤرخ الأنبا ساويرس بأن القديس أثناسيوس (البابا 20) روي بأن البابا ألكسندروس ما كان يقرأ الكتاب المقدس جالسًا قط، وإنما كان يقف والضوء أمامه. في تقواه دعاه الشعب بالقديس، وفي حبه للفقراء والمساكين كانوا يلقبونه "أب المساكين". مقاومته للميلانية والأريوسية: حاول أتباعا ميليتس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بكل طاقتهم عرقلة سيامة الكسندروس مرشحين أريوس ليكون هو البابا البطريرك ميليتس هذا كان قد أنكر الإيمان في اضطهاد دقلديانوس بالرغم من النصيحة التي قدمها له أربعة أساقفة بالسجن، ولم يكتفِ بهذا وإنما استغل سجن البابا ليجلس علي كرسيه ويرسم كهنة بالإسكندرية ويسلم أساقفة إيبارشيات غير إيبارشياتهم، وبهذا كوّن لنفسه حزبًا يتكون من ثلاثين أسقفًا يعلنون استقلالهم عن البابا، ويدخلون بعض الأنظمة اليهودية في عبادتهم. عقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعًا حكم فيه بتجريد ميليتس من درجته فلم يعبأ بذلك. وقد أصدر مجمع نيقية حكمه بشأن انشقاق ميليتس، فخضع لحكم المجمع وخضع للبابا الكسندروس حتى مات عام 330 م أما أريوس فكان في البداية منتميًا لأتباع ميليتس، يشجع ملاتيوس علي الانشقاق ضد البابا بطرس. وعندما سيم البابا الكسندروس حاول أن يجتمع به فرفض، معلنًا لرسله أن البابا بطرس قد منعه في السجن من قبوله في شركة الكنيسة كأمر السيد المسيح نفسه الذي ظهر له بثوب ممزق قائلًا بأن أريوس هو والذي مزقه. وقد طلب منهم أن يقدم توبة للسيد المسيح، فإن قبلها يعلن له الرب ذلك فيقبله. ثار أريوس وصار يهاجم ألوهية المسيح علانية، مستخدمًا مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع ترانيم لها نغمات عذبة تجذب البسطاء، كما تظاهر بروح النسك والعبادة، وقد اجتذب كثيرًا من الراهبات والعذارى والنساء، استخدمهن في نشر بدعته عقد البابا مجمعًا محليًا عام 319 م. يطالبه بترك بدعته، وإذ رفض عقد مجمعًا آخر بالإسكندرية يضم 100 أسقف من مصر وليبيا حرم أريوس وبدعته، مصدقًا علي قرار المجمع السابق. كتب أريوس إلى أوسابيوس أسقف نيقوميديا يستعطفه في خبث كمن هو مُضطهد من أجل الحقن وبقي في عناده يعظ ويبث سمومه، فطرده البابا حاول أريوس استمالة بعض الأساقفة في إيبارشيات خارج مصر، فكتب البابا الكسندروس إلي سمية الكسندروس بطريرك القسطنطينية، كما إلي بقية الكنائس يشرح لهم بدعة أريوس ومعتقداته الخاطئة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء)عقد أتباع أريوس مجمعين الأول في بيثينية عام 322 م.، والثاني في فلسطين عام 323 م. قررا بأن الحكم الصادر ضد أريوس من بطريرك الإسكندرية باطل، وطالبا بعودة أريوس إلي الإسكندرية، وعاد أريوس إلي الإسكندرية ليقاوم الحق اضطر البابا أن يشهر حرمان أريوس ويطرده للمرة الثانية، وقام الشماس أثناسيوس بكتابة منشور ضد بدعة أريوس وقعه 36 كاهنًا و44 شماسًااستطاع أوسابيوس أسقف نيقوميديا بدالته أن يستميل قسطنطين الإمبراطور إلي أريوس، إذ كانت أخت الامبراطور أي كونسطاسيا تكرم الأسقف أوسابيوس. أرسل الإمبراطور قسطنطين أوسيوس أسقف قرطبة من أسبانيا وهو من المعترفين الذين احتملوا العذابات في عهد مكسيميانوس، إلي الإسكندرية ليتوسط لدي البابا فيقبل أريوس، وبعث معه خطابًا رقيقًا متطلعًا إلي أريوس ككاهن تقي غيور. وبوصول الأسقف إلي الإسكندرية لمس بنفسه ما يفعله أتباع أريوس، فانضم إلي البابا وطلب من الإمبراطور أن يأمر بعقد مجمع مسكوني لينظر في أمر الأريوسيين ُقد مجمع نيقية عام 325 م، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دوره الكبير في كشف أباطيل الأريوسيين، فقطع أريوس وأتباعه، ونُفي إلي الليريكون تنيح البابا الكسندروس حوالي عام 328. تعيد له الكنيسة الغربية في 26 فبراير، واليونانية في 29 مايو، والقبطية في 22 برمودة. لاهويتاته وكتاباته: كان يبذل كل الجهد لمقاومة فكر أريوس منكر لاهوت السيد المسيح، والذي كان ينظر إليه باعتباره صنيعة بولس السومسطائي ولوقيانوس الإنطاكي، مقدمًا تعليمه الذي هو "التعليم الرسولي الذي من أجله نموت"، مؤكدًا أزلية الابن ووحدته مع الأب في الجوهر، موضحًا أن بنوته للآب طبيعية وفريدة وليست بالتبني، لذا دعي القديسة مريم "والدة الإله". من كلماته: [إن كان الابن هو كلمة الله وحكمته وعقله، فكيف وُجد زمن لم يوجد فيه؟! هذا كمن يقول بأنه وُجد زمن كان فيه الله بلا عقل وحكمة]. أهم كتاباته هي: 1. يعلن القديس أبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقات (69 : 4) عن وجود سبعين رسالة له، فُقدت جميعها ما عدا رسالتين في غاية الأهمية بخصوص الصراع الأريوسي. 2. له عظات من بينها وجدت عظة بالقبطية والسريانية عن النفس والجسد وعلاقتهما ببعضهما البعض.

لكى لاننكر المسيح

الشيطان دائمًا يقاوم مملكة المسيح لأنه قد آن الأوان لنسلِ المرأة أن يسحقَ رأسَ الحية (تك 15:3) إنه يحارب إرادة الله بعد أن ضاق بامتداد الملكوت، وهو لا يزال يصرخ "ما لنا ولك يا يسوع أتيت لتهلكنا" (لو 34:4) يثير الاضطهاد والضلال والشكوك والغواية في كل عصر، يحارب بر المسيح ذاك البر الإلهي الحقيقي، إنه لا يُطيقُ الطهارة ولا السلام والوداعة والحب والاتضاع والخير والنور والتعفف... إذ أنه عدو وقَتَّال للناس منذ البدء، وهو المُشتكي والكذاب وأبو الكذاب، الذي سمتهُ الكنيسة "غير الرحيم" ضد المسيح الذي يعمل في أبناء المعصية، والأنبياء الكذبة، والذئاب الخاطفة الضالة. بينما مصيره في المحصلة النهائية، في البحيرة المتقدمة بالنار والكبريت (رؤ 10:20). لقد حذرنا المسيحُ ربُنا "انظروا لا يُضِلُّكم أحدٌ" (مر 15:13). نلبس سلاحه الكامل حتى نقدر أن نثبت ضد مكائدإبليس (إف 10:6) حيث أنه يجول ينفث سمومَه وغضبَه وهلاكَه. ليقتنص مَن يبتلع وعودَه وإغراءاته الكاذبة أو وعيده وتهديده. لكن الله صادقٌ في وعده وهو لا يشمخ عليه، أي لا يسخر منه Mocked at، فما يزرعه الإنسان إياه يحصد، وأيضًا من يزرع للجسد.. للخطية، فمن الجسد والخطية يحصد فسادًا، ومن يرتد إنما يدين نفسَه ويقطعُ نفسَه بنفسِه من الكرمة، فالمُرتَد لا يُسَرُّ به الله (عب 36:10) ويكون ارتداده للهلاك، أما الإيمان هو طريق اقتناء النفس. إنَّ توصيف حالة الشخص المرتد إنما هي: الدوسُ على ابنِ الله، وتدنيس دم العهد الجديد الذي استأمنَهُ عليه اللهُ، والازدراء بالروح القدس وبعمل نعمته... إذ أن كل من يرتد عن الإيمان الحق إنما يفتري ويهين خلاص المخلص، غير مقدر البركات الإلهية التي للحرية وللفداء، وبجهالةٍ يرجع إلى العبودية التي أُنقِذَ منها، بدلًا من أن يصون إيمانَه ويحفظَ دعوتَه، حيث أن الذي فدانا قادر أن يحميهم إلى التمام. فيس أحدٌ يضع يدَه على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله (لو 62:9)، والارتداد للخلف "إلى الوراء" أمرٌ شرير، إذ العبرة لا لمن يبدأ بل لمن يُكمل ولمن يصبر إلى المنتهى فيخلص. أما من ينظر للخلف يكون كنصبٍ تذكاري للنفس المرتدة غير المؤمنة... لذا يوصي الآباء بالابتعاد عن الارتباك والنكوص والتباطؤ، وبضرورة التكميل بسبب زيت المسحة التي قبلناها، وبالتجاوب مع النعمة بالسلوك لئلا نكون قد أخذنا النعمة عبثًا، نعترف بعمل الله معنا ونعيش كما يحق لإنجيله مع كل الذين امتدحهم الرب لأنهم تاجروا بوزناتهم وربحوا.

القديس ايلاريون الكبير أب رهبان فلسطين

وُلد هذا القديس حوالي سنة 292 م. بالقرب من غزة من والدين وثنيين ثريين من أغنياء المدينة وتقع قرية (طاباتا) التي ولد فيها على بعد خمسة أميال جنوبي غزة في شمال سيناء نشأ محاطاً بكل أسباب العناية والترف، وتثقف بالعلوم اليونانية، وإذ كان أبواه يريدان أن يستزيد أبنهما من دراسة علوم ذلك العصر ليمكنه أن يتبوأ مركزاً عظيماً، أرسلاه إلى الإسكندرية ليتقى العلم في مدرستها ويتعمق في دراسة الفلسفة والمنطق. وعاش هذا الصبي كما يقول جيروم مثل وردة بين الأشواك، قادماً إلى الإسكندرية معقل العلم، كي يتقن فن البلاغة والخطابة والفلسفة، إذ أنها كانت أكثر الأعمال شهرة آنذاك إلا أن الله بعنايته الساهرة، كما يقول معلمنا القديس بولس (لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم، والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً) (رو8: 29)، إذ بينما كانت غاية إيلاريون من ذهابه إلى الإسكندرية أن يستزيد من حكمة هذا العالم وينهل من معارفه المتعددة، كانت نعمة الله -قبل إيمانه بالمسيح- تقوده لغاية أسمى من طلب العلوم، وتعده لرسالة أعظم لقد سمح الله أن يكون قدومه بهيجاً إلى الإسكندرية في زمان البابا بطرس خاتم الشهداء، وفي عهد القديس أرشيلاوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وهناك أظهر إيلاريون، على الرغم من حداثة سنه، مثابرة عظيمة في تلقى العلوم بغير ملحوظة تعلم على يد القديس أرشلاوس مبادئ الإيمان المسيحي، إذ كانت المدرسة اللاهوتية السكندرية تدرس الفلسفة المسيحية النابعة من صفحات الكتب المقدسة، باعتبارها أشهر معهد عقلي في العالم المسيحي الأول، ومهد اللاهوت في العالم المسيحي.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل