الكتب

هجرة المسيحى الى الله

عن الصائم، يُشبهه الكاتب بطائر مهاجر تحت ظروف قاسية، لأن الطائر يُهاجر من أجل حياته هارباً من شتاء قارس يُهدده بالموت، لذلك وضع الله فيه غريزة الهجرة إلى أرض دافئة لاستبقاء حياته غريزة الوصول إلى الوطن السماوي.والمسيح شبه المسير إلى الملكوت بإنسان مسافر في طريق ضيق. وقد وضع الله في الطائر المهاجر غريزة معرفة طريقه وسط العواصف والضيقات وكل الموانع والحواجز التي تفوق الوصف، لكي يبلغ هدفه. إنها الهجرة الداخلية إلى الله : هكذا بالنسبة للإنسان المسيحي أعطي غريزة الهجرة الداخلية، غريزة الوصول إلى الوطن السماوي إلى الله من وطن أرضي، من خيمة مطوية، إلى وطن سماوي ،دائم إلى مدينة أسسها الله، وإلى حياة تدوم.

تأملات أسبوع الآلام

أسبوع الآلام أو أسبوع البصخة: البصخة هي العبور أو الفصح، وهي مأخوذة من طقس خروف الفصح الذي بدمه عَبَرَ الملاك المهلك على البيوت ولم يؤذها (سفر الخروج - الأصحاح الثاني عشر). إذن، فأسبوع البصخة ليس أسبوع آلام عقيمة أو آلام وحسب، بل آلام ،عبور، آلام ،فصحية آلام تأخذ قوتها ونورها ووهجها من دم الحمل المذبوح على الصليب. إذن، فنحن سوف نجوز معاً أسبوع آلام، ولكن آلام العبور بقوة دم يسوع من حياة الحياة، ومن إيمان لإيمان.لابد أن يكون أسبوع الآلام أسبوعاً خالداً في سنتنا هذه، ننال به حياة أقوى وأفضل فيه سنسمع مراراً وتكراراً كيف يكشف الرب لتلاميذه عن خطة حبه السرية التي صمَّم أن يُنفذها في نفسه طواعية عن حب صامت مكتوم.«ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت، ويُسلمونه إلى

مع المسيح في آلامه حتى الصليب

في جثسيماني بعد أن أكمل يسوع سر العشاء، ارتاحت نفسه، إذ أكمل حبه لما ذبح مع التلاميذ الفصح الأخير الذي كان يترقبه من وراء الدهور والذي كان يشتهيه شهوة !! ، وذبيحة الفصح الأخير كانت نفسه ! فالنفس لا تشتهي أكثر من أن يكمل حبها ، والحب لا يكتمل إلا بالفدية... ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه». ثم خرج مع التلاميذ ذاهباً إلى جشسيماني ، وابتدأ يدخل في آلامه « وهو عالم بكل ما يأتى عليه».لأنه لا يمكن أن يكمل البذل إلا في الآلام . وهو عندما قسم جسده للتلاميذ هيأه ضمناً للألم، وعندما أعطاهم دمه المسفوك ارتضى أن توضع عليه أوجاع الموت.هنا نقطة التلاقي الكبرى التي تقابلت فيها البشرية مع الله فلم تكن مصادفة أن يطلب يسوع في وقت الليل بستاناً «ليدهش» فيه و يكتئب» وتحزن نفسه هناك حزنها العجيب حتى الموت !! أليس في بستان الفردوس تعرى آدم بالخطية وخرج من لدن الله ؟ فصارت البشرية بآدم في انفصال عن الله وموت ؟ فإن كانت البشرية قد تقابلت مع الله بميلاد يسوع تقابلاً كلياً، فما كان ذلك إلا على أساس أن يتقابل يسوع معنا تقابلاً كلياً !

الصوم الأربعينى المقدس

الصوم الأربعيني المقدس الأربعين المقدسة هي موسم عودة النفس إلى مكان راحتها الحقيقية، فيه تظل الكنيسة بالحانها على طول الأربعين يوماً تنادي النائمين والتائهين في طرق الخطية وشعاب الضلال أن استيقظوا واستنيروا فهذا زمان التوبة. وفي هذه الفترة المقدسة نقدم هذه المقالات عن الصوم الأربعيني المندس، لكي تنكشف طبيعة هذا الصوم ومقصد الكنيسة من وراء تقديمه للمؤمنين ليصوموه قبل أسبوع الآلام، وليعبروا به إلى رؤية مجد قيامة الرب.

دراسات فى التقليد الكنسى الصليب المقدس

يستمد الصليب قوته الخالدة واللانهائية والخلاصية من موت يسوع المسيح ابن الله عليه . فالمرادف اللاهوتي لكلمة الصليب في المسيحية عميق غاية العمق ، فكلمة ( الصليب » تعادل في مضمونها الإيماني إنجيل الخلاص كله فهي تعني في بساطة وإنجاز موت يسوع المسيح من أجل خطايانا، لذلك فالكرازة بالإنجيل تعني الكرازة بالصليب.والكرازة بالصليب للناس لا تحتاج أقوالاً كثيرة أو حكمة عميقة : «لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح» (۱ کو ۱ : ۱۷)، فالصليب قوة وليس كلاماً، أي أن الصليب لا يظهر للناس بالشرح ولكن بالإيمان والفعل : «فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله . » ( ١ كوا : ۱۸ ) فلكي نكرز بالصليب يلزمنا أن نؤمن بقوته وحيا فيها ثم نقدمها للناس ليذوقوها .

أنشودة للتجسد يقدمها بولس الرسول

لم يذكر القديس بولس قصة ميلاد المسيح، ولم ير قيامة المسيح من بين الأموات. كما أنه لم يسمع القديس يوحنا وهو يسجل رؤيـــاه عـن الكلمة“ ـ اللوغوس - الذي كان من البدء... والذي كان عند الله، وكان الكلمة الله (بدون "ألـ " التعريف)... والكلمة صار جسداً.“(١ يو ١:١، يو ١: ١ و ١٤) ولكن، وللأمر المدهش لتفكيرنا، نجد أن بولس الرسول يتعرض لتجسد المسيح ويذكر هذا كله فجأة أثناء نصيحة كان يقدمها لأصدقائه من أهل مدينة فيلبي. وماذا كانت هذه النصيحة؟ اسمع: «فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفس واحدة، مفتكرين شيئاً واحداً؛ لا شيئاً بتحزب أو بعجـب، بـــل بتواضع، حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (أي أن كــــل واحد يحسب الآخر أفضل من نفسه. لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً.» (فى ٢:٢-٤) .

كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل

كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل - هل سيظهر الحمل الوديع بصورة الغاضب المنتقم ؟ - هل ستخرج كلمات اللعنة من فمه على الخطاة،ويترك عنه حنانه الذي غُلب يوماً من فرط تباريحه، وغفر لهم حتى حماقة صلبه؟ - هل تستريح أحشاء رحمته وهو يأمر بإبعاد الخطاة عنه إلى الأبد؟ هل يتعذب الخطاة عذابهم الأبدي وهو راض عن ذلك كل الرضى؟ إن كان الجواب على هذا نعم؛ فهل تغيّرت طبيعة المسيح؟ ويا له من تغيير! وإن كان الجواب : لا ؛ فكيف ستتم كلماته التي قالها عن الدينونة وهي صادقة وأمينة ومستحقة كل قبول؟

مخافة الله

مخافة الله كلمة لكل نفس تريد . أن تجاهد وتحيا مع الله. مخافة الله تراث الكنيسة من العهد القديم: لقد استلمت الكنيسة تراثاً طويلاً وعميقاً من العهد القديم. وأغلى وأجمل ما في هذا التراث أن الله في العهد القديم خالق مهوب، سيد ورب: إن كنتُ أباً فأين كرامتي، وإن كنتُ سيّداً فأين هيبتي» (ملاخي ١: ٦). الله في العهد القديم سيّد ورب له كل الهيبة والكرامة. هذا ميراث استلمناه. الكنيسة والمسيحية في هذه الأيام بدأت تضعف، ليس فقط ضعف المحبة، ولكن لأن الأساس الذي تُبنى عليه المحبة ليس موجوداً، ألا وهو مخافة الله. الأب عندما يربي ابنه، يُربِّيه على المخافة، فيبدأ الطفل يشعر بمخافة نحو " أبيه. وعندما يكبر الطفل، يحبه والده ويعتبره ، أخاً له. ولكن إن لم تكن المحبة متأصلة على المخافة، فإنها لن تعيش بمعنى آخر، لو أن الابن عاش مدللاً ولم يتعلم المخافة، ثم يحاول أن يُكوِّن علاقة على أساس المحبة، فلابد أن تفشل هذه العلاقة، لأن الابن - في هذه الحالة - سوف يستهزئ بأبيه، وأبوه لن ينال هيبته ولا كرامته، وللأسف هذه الصفة هي السائدة في هذا الجيل.

الخلقة الجديدة للانسان في الايمان المسيحي - الجزء الثاني

الخليقة الجديدة للإنسان أو الميلاد الثاني سألني صديق: هل يمكن أن تلخص لي موضوع الخليقة الجديدة التي تقول عنها أنها الميلاد الثاني للإنسان؟ فقلتُ له:لقد تولى نيقوديموس عني وعن البشرية كلها هذا السؤال لَمَّا تعثر في خطوات الخوف والريبة ليقابل المعلّم ويسأله هذا السؤال بصورة أخرى أهــــم، وهي: كيفية الدخول إلى ملكوت الله؟ ومَنْ هو الذي يُؤهل لهذا الشرف الأسمى؟فأجابه المعلم وقال: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحدٌ لا يُولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله (يو (3:3) فبرهن نيقوديموس عن عدم استعداده للفهم، وأسقط من إجابة المسيح كل ما فيها عدا عبارة يُولد الإنسان ثانية، ورد عليه بسؤال جاهل: كيف يمكن الإنسان أن يُولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانيةً ويُولد؟» (يو 4:3)فعلم الرب صعوبة الأمر على ذهن اليهودي وأعطاه كيفية الميلاد من فوق ولكن والإنسان هنا على الأرض، فقال له: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» (يو 5:3) ولكي يقطع المسيح خط الرجعة على تفكير نيقوديموس حتى لا يفكر في إمكاني

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل