الكتب

الكنيسة الخالدة

تقديم عودة على ذي بدء:عرضنا في مقدمة كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية» ما تعانيه الكنيسة في الحاضر من شُح وجفاف في الحياة الروحية، وحاجة الكنيسة إلى جيل يتذوق جوهر الأرثوذكسية من نسك وعبادة وتصوف . ونظن أن الكتاب قد ألقى شعاعاً على الدروب العتيقة التي مرت فيها أقدام القديسين، وأزاح ما تراكم على هذه الدروب من إهمال وجهل ونسيان خلفته ثلاثة عشر قرناً من الزمان . ونكاد نطمئن أن هناك أقداماً بدأت تسير على ذات الدروب ... في الموضوع : أما هذا الكتاب «الكنيسة الخالدة فقد ألزمتنا الضرورة بكتابته ؛ لأنه لا غنى للسائرين في دروب الخلاص عن التعرف على كنيستهم كمصدر للنور لازم للطريق ولكن الداعي الأول لكتابة هذا الكتاب بلا مراء، هو هول ما نحسه مما يعانيه المؤمنون في هذا العصر من تقاعس فكري أصاب الكنيسة، إذ عفت عقول قادتها عن الدراسات العميقة في الكتاب المقدس، فانقطع بالتبعية سيل الروح القدس من الإنتاج الفكري، سواء الوعظي أو الكتابي ؛ وانكمشت المفهومات اللاهوتية في

ميلاد يسوع المسيح

أولاً :البشارة "وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" هذا هو قانون الإيمان الرسولي المسلم من الرسل. وقد خصص له القديس لوقا الإنجيلي أصحاحين في بدء إنجيله واستوفاه تاريخياً من جانب العذراء مريم، فوضع أساس الإيمان المسيحي بولادة يسوع المسيح ابن الله الذي نص عليه قانون الإيمان الرسولي كما أفرد له القديس متى الرسول أصحاحين في بدء إنجيله أيضاً، واستوفاه تقليدياً من جانب القديس يوسف خطيبها بحسب استلام الكنيسة. أما القديس يوحنا الرسول، فانطلق بالروح بحسب الوحي الإلهي ليرى المسيح قبل ميلاده بالجسد قائماً في الأزلية مع الله باعتباره أنـه هـو" الكلمة" أي النطق الإلهي الفعال الله.حيث الكلمة في المفهوم اللغوي Iogoj لا تعني النطق فقط، بل والفعل أيضاً، لأن الفعل“ كلمة. وقد جاء في الترجمة الفرنسية للإنجيل في الأصحاح الأول لإنجيل القديس يوحنا: «في البدء كان الفعل Le Verb ثم دخل في مفهوم الميلاد للكلمة لاهوتياً فاعتبره تجسُّداً بقوله: «والكلمة صار جسداً»

الصوم الأربعينى المقدس

الصوم الأربعيني المقدس الأربعين المقدسة هي موسم عودة النفس إلى مكان راحتها الحقيقية، فيه تظل الكنيسة بالحانها على طول الأربعين يوماً تنادي النائمين والتائهين في طرق الخطية وشعاب الضلال أن استيقظوا واستنيروا فهذا زمان التوبة. وفي هذه الفترة المقدسة نقدم هذه المقالات عن الصوم الأربعيني المندس، لكي تنكشف طبيعة هذا الصوم ومقصد الكنيسة من وراء تقديمه للمؤمنين ليصوموه قبل أسبوع الآلام، وليعبروا به إلى رؤية مجد قيامة الرب.

المعمودية

تقديم الكتاب في بداية كل شيء أقول إنني غير متخصص في الطقوس وخاصة طقس المعمودية، ولم أعمد أحداً في حياتي. ولكن الذين اطلعوا على كتاب الإفخارستيا طالبوني في الحال بكتاب عن المعموديــة علـــى مستوى كتاب الإفخارستيا. فجزعت و لم أستجب للفكرة عدة سنوات لاقتناعي أني لست علـــى مستوى طقس المعمودية، واصطلاحاته الأصلية غريبة عليَّ، سواء كانت يونانية أو لاتينية أو حتى العربية، فأنا لست في سن يسمح لي بالدراسة والحفظ.ولكن لغيرتي الشديدة على تراث الكنيسة الذي اكتسبته من المسيح والرسل، واستودعته كترها، والذي ابتدأ يضمحل بصورة قاسية لم أتمالك نفسي وصرحت وبكيت أمام الله أن يهبني في شيخوخي هذه المنَّة التي هي عمل يُحيي تراثها وباطلاعي صدفة على بعض الدراسات عن المعمودية أدركت في الحال أن هذا هو المفتاح لاسترداد هذا التراث. لأنه فعلاً من المعمودية انبثق كل تــــراث الكنيسة اللاهوتي والعملي في الحياة. وإن كان يبدو في هذا تمويل، لكنها هي الحقيقة كما سيراها القارئ بنفسه فأقدمت على القراءة والاطلاع على عدد كبير من الدراسات الجادة عن المعمودية في الشرق والغرب. لأن الذي يلزم أن يعرفه القارئ أن سر المعمودية كان حتى القرن الرابع واحـــداً في جميــع الكنائس شرقاً وغرباً، كما سيرى القارئ من شهادات الآباء القديسين من الشرق والغرب، الذين تعتمد عليهم كنيستنا، وذاع صيتهم وصاروا آباء الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية في كل العالم حتى القرن الرابع. وقد درست وجمعتُ تعاليمهم جميعاً من نصوصها الأصلية بأقلامهم، كما استعنت بكتب كثيرة عن المعمودية عبارة عن دراسات كلها متشابهة بقدر كبير لأنها قائمة على تعاليم الآباء القديسين الأوائل المعترف بهم في كل العالم. واستطعت أن أدرس وأقوم بالتأليف بـآن واحد، لأن الموضوع - كما سبق وقلت - غريب عني ولا أملك مقوماته، فكان اعتمادي علـــى كتب الآخرين هو دعامة هذا البحث الذي أقدمه للقارئ.

مخافة الله

مخافة الله كلمة لكل نفس تريد . أن تجاهد وتحيا مع الله. مخافة الله تراث الكنيسة من العهد القديم: لقد استلمت الكنيسة تراثاً طويلاً وعميقاً من العهد القديم. وأغلى وأجمل ما في هذا التراث أن الله في العهد القديم خالق مهوب، سيد ورب: إن كنتُ أباً فأين كرامتي، وإن كنتُ سيّداً فأين هيبتي» (ملاخي ١: ٦). الله في العهد القديم سيّد ورب له كل الهيبة والكرامة. هذا ميراث استلمناه. الكنيسة والمسيحية في هذه الأيام بدأت تضعف، ليس فقط ضعف المحبة، ولكن لأن الأساس الذي تُبنى عليه المحبة ليس موجوداً، ألا وهو مخافة الله. الأب عندما يربي ابنه، يُربِّيه على المخافة، فيبدأ الطفل يشعر بمخافة نحو " أبيه. وعندما يكبر الطفل، يحبه والده ويعتبره ، أخاً له. ولكن إن لم تكن المحبة متأصلة على المخافة، فإنها لن تعيش بمعنى آخر، لو أن الابن عاش مدللاً ولم يتعلم المخافة، ثم يحاول أن يُكوِّن علاقة على أساس المحبة، فلابد أن تفشل هذه العلاقة، لأن الابن - في هذه الحالة - سوف يستهزئ بأبيه، وأبوه لن ينال هيبته ولا كرامته، وللأسف هذه الصفة هي السائدة في هذا الجيل.

حاجتنا الي المسيح

إن أعظم الاختبارات التي لفتت نظرى بشدة في بكور حياتى المسيحية هو أنني حينما أشعر بحاجتي إلى أشياء كثيرة تنقصنى في معاملاتي مع الناس أو الكنيسة أو الرهبان ، يبلغ إلى الضيق والألم والحزين مبلغاً شديداً يضعف من نشاطي وخدمتي وتأثيرى في الآخرين ، ولكن بمجرد أن أقترب من شخص يسوع ربى وأحسه وكأنه آت من بعيد بعد غيبة ، أكون أنا دائما السبب في طولها أو قصرها، أقول حينما أستشعره يقترب مني ، يطفر قلبي الرحاً وينجمع عقلى مرة واحدة فيسقط عنى كل إحساس بحاجاتي الكثيرة وعوزى ونقصى ويرتفع المسيح فوق أفق حياتي كلها. حينئذ أراه هو أكثر من كل حاجاتى وأحس بملئه يفيض ويجرف حياتي في تيار حبه بتسيم يفوق العقل .

الانسان والخطية

أ. مستوى تعاليم المسيح: قال المسيح بصراحة ووضوح: «تعليمي ليس لي بـــل للــذي أرسلني» (يو) (١٦:٧) ، وأضاف: «لست أفعل شيئاً من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمني أبي.» (يو ۲۸:٨) إذاً، فهي تعاليم الله الآب إلهية بكل معنى ومبنى، والتعاليم الخارجة من عند الله تحمل حتماً وبالضرورة مستوى فكر الله ورؤياه. سامية أقصى ما يكون السمو، مُتقنة على قيـاس مــا تهــدف إليه إتقاناً لا يميل إلى المهادنة ولا تنحط إلى مستوى ما دون مشيئة الله. لا تقابل الإنسان في منتصف الطريق ولا تتدرج بــه مــن الأقــل إلى الأكمل أو تحاول أن تأخذ بيده حتى يشتد عوده، ، بل تبدأ بالكمال وتسير من كمال إلى كمال لا ترثي لحال ضعفه ولا تبالي بالتراب الذي أخذ منه بل تسمو به إلى السماء من حيث أنت وإلى حيث تنتهي بالإنسان غير عابئة بصرخات ضعفه ولا شكوى انحطاط طبيعته. لا تشفق على تعثره ولا ترثي لسقوطه.

المحبوب

المحبوب لقب يحمل كل أسرار اللاهوت والخلقة والفداء، والميراث المعد «إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب» (أف ٦,٥:١) جاء هذا اللقب بقصد أن ينبه ذهننا إلى صفة للمسيح ترقى إلى طبيعته، لمشاغلة قلوبنا !! وإن كان المسيح هو محبوب الآب، كما قالها المسيح عن وعي واستعلان «الآب يحب الابن»( يو ٣: ٣٥ ، ٢٠:٥). فهو حال ممتد في قلب الآب إلى ما شاء الله. ولكنه حال واقع كامل لا يُبقي للابن شيئاً خارج قلب الآب، إذ عاد المسيح وشرحها في سر قائلاً: «أنا في الآب» (يو ١٠:١٤)، حيث الأنا TMge هو الكيان الكامل والكلي للمسيح الابن الذي ملأ قلب الآب؛ ولكن كما أحب الآب الابن، هكذا أحب الابن الآب بذات الحب وبكل الكيان الذي ملأ قلب الابن.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل