الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- سفر الخروج

بدأ الكتاب المقدس أسفاره بالتكوين، حيث أعلن بدء الخليقة وبدء الحياة البشرية في أحضان الله محب البشر، لكن سرعان ما سقط الإنسان تحت العصيان فخرج من الفردوس يحمل في نفسه فراغًا ليس من يملأه، وفي قلبه موتًا أبديًا ليس من يقدر أن يفلت منه.لم يقف الله مكتوف الأيدي أمام محبوبه الإنسان، فإن كان الإنسان قد خرج معطيًا لله القفا لا الوجه، إلتزم الله في حبه أن يخرج إليه ليخلصه ويرده إلى أحضانه الإلهية مرة أخرى. وهكذا جاء سفر الخروج يعلن بطريقة رمزية عن خلاص الله المجاني، فقدم لنا خروج الشعب القديم من أرض العبودية بيد الله القوية منطلقًا نحو حرية مجد أولاد الله. وكأن هذا السفر وهو يقدم لنا حقائق تاريخية واقعية لم يقصد أن يسجل الأحداث لأجل ذاتها، فهو ليس سجلاً تاريخيًا، وإنما أراد أن ندخل إلى الأعماق لنكتشف خلاصنا الذي نعيشه في حياتنا الآن. في هذا يقول العلامة أوريجانوس: [لم تكتب هذه الأمور بقصد تاريخي، فلا نظن أن الكُتب الإلهية أرادت أن تسجل تاريخ المصريين[1]، إنما كُتبت لأجل تعليمنا (1 كو 10: 1)، كُتبت لإنذارنا (1 كو 10: 11)[2]].كما قال أيضًا: [نحن نعلم أن الكتب المقدسة لم تكتب لتروي لنا قصصًا قديمة، وإنما لأجل بنيان خلاصنا. لهذا فإننا نعلم أن ما نقرأه عن ملك مصر في (خر 1: 8)، إنما نعيشه اليوم في حياة كل واحد منا[3]]. مصر والعبرانيون: لما كان محور هذا السفر هو خروج العبرانيين من أرض مصر، لذا فإننا نفهم فرعون يمثل الشيطان الذي يأسر أولاد الله، ومصر تشير إلى العالم، والشهوات المصرية إنما تشير إلى شهوات العالم، والعبرانيين يشيرون إلى المؤمنين الذين يعيشون كغرباء في العالم... فالحديث في هذا الكتاب يأخذ الصورة الرمزية. لكن الآن صارت مصر علامة البركة كوعد الرب "مبارك شعبي مصر" (إش 19: 25)، إذ يُعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرَب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرًا ويوفون به" (إش 19: 21)... وصارت "إسرائيل" تشير إلى "إسرائيل الجديد" أي الذين قبلوا الإيمان بالسيِّد المسيح المخلص، وليس إسرائيل كأمة وجنس معين.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر التكوين

كلمة الله هي الغذاء الذي يقدمه الروح القدس لكنيسة المسيح لتعيش علي الدوام متجددة في شبابها الروحي، لا تعرف شيخوخة العجز أو الفناء. وقد سمح لي إلهي الصالح في السنوات الأخيرة أن أتمتع بدراسة كلمة الله كما اختبرها آباء الكنيسة الأولي، بكونها روحًا وحياة، وبدأت أسجل بعض التأملات والتفاسير التي عاشها هؤلاء الآباء لكي نعيش نحن أيضًا بروح الكنيسة الأولي وفكرها، متمتعين بالروح القدس بكلمة الله الحية الفعّالة فينا، حتى ترفعنا إلى عريسنا (الكلمة الإلهي) القادم علي السحاب ليهبنا شركة أمجاده ويدخل بنا إلى حضن أبيه، لنوجد معه أبديًا في سماواته. إن كنت لم التزم في التفسير بترتيب الأسفار كما وردت في الكتاب المقدس، فإنني لم أهدف إلى مجرد إخراج سلسلة متكاملة للتفسير إنما أبغي الدخول مع كل نفس إلى حجال الكلمة والتمتع به كعريس أبدي يملأ القلب والفكر وكل الأعماق الداخلية.

أرني إلهك فأومن به!

أرسل إلي أحد الأحباء email وهو أستاذ بجامعة الاسكندرية ، وذكر فيه أن ابنته سألته : " بماذا تشبه الحياة بعد الموت ، وما هو ملكوت السماوات ؟ فقدم لها مثلاً عمليا رائعا وأجابها قائلاً : حاولي أن تطلبي من شخص مولود أعمى أن يصف شيئا . وقدمي له ورقة على شكل دائرة وأخرى على شكل مستطيل وثالثة على شكل مثلث ، فإنه إذ يلمس هذه الأوراق يدرك بعدين : الأول أنها أوراق والثاني إنها على أشكال معينة . ثم قدمي له قطع خشبية على أشكال كروية ، وعلى شكل مكعب وثالثة على شكل هرمي ، فإذ يلمس هذه القطع ويدرك ثلاثة أبعاد . بعد ذلك قدمي له مواد مختلفة ، مادة صلبة وأخرى رقيقة الملمس وثالثة سائلة الخ ، فإنه يلمس هذه المواد ويميز أبعاد أكثر ويدرك طبيعتها .

معاهد لإعداد يوحنا المعمدان

هل من بين المولودين من النساء من هو أعظم منه ؟ كتب القديس مار يعقوب السروجي عن القديس يوحنا المعمدان ، جاء فيها : * الكلام عن يوحنا مهيب جدا ، وليس له جمال واحد حتى نذكره ، بل هو كثير الجمال . كيف أجرؤ على وصف هذا الجمال ؟ فالكلمة تتعطل بسبب كثرة جماله . بأية كلمات وميامر أكرز بهذا العظيم ؟ فاللسان يعجز ويرتجف من قصته . هل أدعوه نبيًا ؟ إن خبره مختلط مع الرسل ؛ هل اعتبره رسولاً ؟ هوذا دوره موضوع بين الأنبياء ؟ إنه رئيس الكهنة الذي به كمل واستراح الناموس ، وبعده أصبح لاويا دون ممارسة الكهنوت . هذا هو المولود من بنت هارون جسديا ، ويصعد ذبائح روحية مثل ملكي صادق ( تك ١٤ : ١٨ ) . هذا هو المختون حسب الناموس من قبل العهد القديم ، وها هو يكشف عن الختان بغير أياد في معمودية العهد الجديد .

عيد النيروز، عيد الشهادة الحيَّة للثالوث القدوس

احتفالنا بعيد النيروز احتفال بالشهادة للثالوث القدوس محب البشر ، العامل فينا ولحسابنا . نختبر عذوبة حب الآب المترقب مجيئنا ، ونعمة الابن الوحيد الذي يكرمنا بالشركة معه في صلبه ، وعطية الروح القدس الذي يهبنا أن نتشكل ، فنصير أيقونة لمسيحنا ويهبنا أن نطير كما بجناحين إلى السماء . تجسد الكلمة الإلهي ونزوله إلينا كشف لنا عن حقيقة الآب . قبلاً كان كثيرون يعبدون الآلهة بخوف قاتل . يظنون أنهم يسترضونهم بتقديم ذبائح بشرية ، سواء من بين أطفالهم أو من الأسرى ، كما كانوا يجرحون أنفسهم بالسيوف ليستعطفوا الآلهة . يا لها من آلهة مرعبة ! أما تجسّد الكلمة ففتح أعيننا لنرى الآب كلي الحب الذي يجد مسرته مع ابنه الوحيد وروحه القدوس أن يبذل الابن نفسه فدية عن كل إنسان . مجيئه أعلن أن الله يبحث عني ، ويجري ورائي ، ويقدم كل شيء لي ، معلنا لي أنه يحبني أولاً قبل أن أعرفه . إنه يشتهي سلامي وخلاصي ومجدي ، يريدني أن أشاركه السماء المفرحة المجيدة . كشف لي عن حبه العملي على الصليب ، مقيما عهدا جديدا سجله في جسده ، خاتمًا إياه بدمه الثمين ! إنه يحول بريتي الداخلية إلى جنة تحمل ثمر الروح من محبة وفرح وسلام ( غلا ٥ : ٢٢ ) . يريد أن يحول أرضي إلى سماء !

ملاك البرية المقدسة

هل من بين المولودين من النساء من هو أعظم منه ؟ كتب القديس مار يعقوب السروجي عن القديس يوحنا المعمدان ، جاء فيها : * الكلام عن يوحنا مهيب جدا ، وليس له جمال واحد حتى نذكره ، بل هو كثير الجمال . كيف أجرؤ على وصف هذا الجمال ؟ فالكلمة تتعطل بسبب كثرة جماله . بأية كلمات وميامر أكرز بهذا العظيم ؟ فاللسان يعجز ويرتجف من قصته . هل أدعوه نبيًا ؟ إن خبره مختلط مع الرسل ؛ هل اعتبره رسولاً ؟ هوذا دوره موضوع بين الأنبياء ؟ إنه رئيس الكهنة الذي به كمل واستراح الناموس ، وبعده أصبح لاويا دون ممارسة الكهنوت . هذا هو المولود من بنت هارون جسديا ، ويصعد ذبائح روحية مثل ملكي صادق ( تك ١٤ : ١٨ ) . هذا هو المختون حسب الناموس من قبل العهد القديم ، وها هو يكشف عن الختان بغير أياد في معمودية العهد الجديد .

الكاهن التقى ورحيله عن العالم

في صباح يوم ٢٦ أغسطس ۲۰۲۰ م . علمتُ بانتقال أبينا الطوباوي القمص لوقا سيداروس إلى حضن الأب السماوي لينعم بالحياة السماوية المتهللة في شركة الملائكة والقديسين ، وتذكرت ما كتبه القديس مار يعقوب السروجي في إحدى ميامره عن رحيل الكاهن التقي من العالم . في هذا الميمر يودع كاهنا تقيا وهو في طريقه إلى القبر ، يرقد فيصير جسمه ترابا ، أما نفسه فتنطلق إلى الفردوس لتنعم مع القديسين بحياة علوية أعظم . يكشف لنا الميمر 70 على تعزية الكهنة عن مشاعر القديس مار يعقوب السروجي الرقيقة للغاية مع روحانية عميقة ، وفكره الإنجيلي المفرح عندما يسمع عن نياحة أحد إخوته الكهنة ( أو الأساقفة ) ، يسجل ذلك بأسلوبه الشعري الرائع .

شفرة دافنشي-ج3

من أجل الإنسان خلق الله هذا العالم الجميل والمبدع ، ليلهب قلبه بالحب الإلهي . فيحيا الإنسان متهللا بكل كيانه ، يغوص في لجة - حب الله الفائق ، ويرد له الحب بالحب . وسط هذه الخليقة الصالحة وجدت الكرمة ، فيفرح الإنسان بالعنب كطعام لجسده ، ويجد في الخمر – في مفهومه الرمزي – فرحا داخليا ، فيترنم وقائلا : " ليقبلني بقبلات فمه ، لأن حبك أطيب من الخمر " ( نش ۱ : ۲ ) . لكن عندما أساء نوح استخدام الخمر فقد وعيه ، وتعرى جسده ، وصار في عار ! ( تك ٩ : ٢١ ) هكذا تحول الخمر من لمسة حب تتهلل بها النفس إلى فقدان وخسارة وخزي !

شفرة دافنشي-ج2

کرر دان براون كلمة " المجدلية " 84 مرة بالإضافة إلى الإشارة إليها دون ذكر اسمها ، هذا مع تكرار كلمة Grail ۲۹۲ مرة ، قاصدا بها المجدلية أو رحمها . فماذا وراء هذا الإلحاح الشديد والمتكرر ؟ خصص براون ٢٥ صفحة ( ٢٣٦- ٢٦١ ) بخصوص مريم المجدلية ، فالرواية تصور شخصيتها وعلاقتها بربنا يسوع ورسالتها كما علاقتها بالتلاميذ ، ونظرة الكنيسة إليها ، بل ونظرة الكتب الأبوكريفا إليها بغير ما تصوره الأناجيل المقدسة ، وعلى خلاف ما يشهد به التاريخ عنها ، وتكريم الكنيسة لها ، بل وما تراه الكتب المنحولة ذاتها . فماذا رأت رواية شفرة دافنشي في مريم المجدلية ؟ ١- سلم يسوع قيادة الكنيسة لها ، إذ هو أول من يهتم بحقوق الأنثي Original feminist ، يهتم أن تكون قيادة كنيسته أنثوية ، ليحرر المجتمع من السلطان الذكوري . ( ۲ ) علم يسوع بأنها الكأس المقدسة ، وحرص ليوناردو دا فنشي أن يعلن هذا خلال الرموز في لوحته " العشاء الأخير " . والبحث عن الكأس المقدسة هو بحث عن التعبد للمجدلية المنبوذة . ٣- تشهد وثائق التاريخ لزواج يسوع بالمجدلية ، التي تحمل الدم الملوكي في رحمها ... نسل يسوع ! ٤- كان بطرس الرسول يحمل نوعا من الحسد منها لاستلامها قيادة الكنيسة . ٥- عند الصليب خشيت مريم المجدلية من اليهود ، هذه التي كانت حاملاً من يسوع ، فهربت إلى فرنسا ، ليحتضنها المجتمع اليهودي هناك ويحميها هي وطفلتها سارة . ارتبط نسلها بملوك من فرنسا ، فنشأت أسرة ملوكية تسمى الميروفرنجية Merovingian ( فصل 60 ) . تنتسب هذه السلالة لسبطي بنيامين من المجدلية ويهوذا من يسوع ، ولها حق القيادة الملوكية والكنسية . ٦- حرص الفاتيكان على تحطيم النظام الأمومي matriarchal واستبداله بالنظام الأبوي الذكوري patriarchal ، حتى تصير رئاسة الكنيسة للذكور ، فشوه صورة المجدلية وادعى أنها داعرة ، ليحط من شأنها ، يسنده في هذا الملك قسطنطين الذي تحسبه الراوية وثنيا كل أيام حياته ! ۷ - استخدم الفاتيكان كل وسيلة لاغتيال نسل المجدلية ، لكن ظهرت " أخوية سيون السرية " للحفاظ ما استطاعت على هذا النسل ، يسندها في هذا جمعية فرسان الهيكل .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل