الكتب

أيقونة المسيح في حياة القمص بيشوي كامل

تعبر السنوات على نياحة أبينا ، وإذا بنا نشعر مع مرور الزمن أننا بالأكثر نزداد التصاقا به في المسيح يسوع . فقد ارتبطنا معا في المسيح يسوع حول صليبه المقدس المحيي ، فلا يستطيع الموت أن يفصلنا عن بعضنا البعض ، ولا يمكن للزمن أن يتسلل سلطانه علينا . كثيرون يسألون عن معجزات صنعها سواء أثناء حياته أو بعد انتقاله . بكل قوة أقول إن أعظم معجزة هي خبرته العملية التي عاشها في شركته مع الثالوث القدوس . كان يعشق الله ، ويتجلى الله في حياته جديدا مع كل صباح ، وتتجلى هذه المعجزة في قوة إيمانه وصلواته وجهاده الروحي ليرفع الكثيرين إلى حضن الله . كثيرون يتساءلون : ما هو سر قوة أبينا ونموه الدائم والتهاب قلبه بالروح وتمتعه بالفرح ه وسط المتاعب التي عاش فيها ؟

تسبحة موسى

ليس من موضوع يشغل الكتاب المقدس مثل عودة الإنسان إلى حضن الله ، وتمتعه بالحياة الفردوسية المتهللة . يرى كثير من آباء الكنيسة أن الله خلق الإنسان كائناً مسبحاً ، أي موسيقاراً أو آلة موسيقية فريدة يعزف عليها روح الله القدوس يليق بقلب المسيحي وفمه ألا يكفا عن التسبيح لله ، فلا يمجده في الفرج ، ويتذمر عليه في الشدة . القديس أغسطينوس هذا على مستوى كل إنسان ، أما على مستوى الجماعة ، فتكشف تسبحة موسى ( خر 51 ) عن طبيعة شعب الله الحقيقي أو الكنيسة سواء في العهد القديم أو الجديد . لذلك تتغنى بها الكنيسة إلى يومنا هذا يوميا ، وتدعى " الهوس ( أي التسبيح ) الأول " .

سر الوحدة والأسرار الكنسية

صرخات مرة من القلب ! في يوليو ١٩٩٩ روى لي أبونا أنجيلوس سعد بمسيساجا كندا ، الحادث المروع لشابة قبطية صغيرة أطلق عليها أحد الشبان الرصاص وقتلها بلا سبب ودون سابق معرفة . تذكرت كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم التي تعبر عن صرخات قلبه المرة . يقول بأننا لا نسمع عن حيوانات مفترسة من جنس واحد متى اجتمعت أكلت بعضها البعض ، إنما بالغريزة الطبيعية تعيش معا في سلام وتعاون . أما الإنسان فإذ يجتمع مع أخيه سرعان ما يثور في أعماقه روح الحسد والغيرة ، وأحيانًا الكراهية المرة ، بل والقتل دون سبب ! تعرف الحيوانات المفترسة بالغريزة الاتحاد الطبيعي ، وأما الإنسان العاقل فلا يعرف الوحدة الصادقة النابعة من القلب ، لماذا ؟ وما هو الحل ؟

الأجبية وروحانية صلوات السواعى

نزول كلمة الله خالق الزمن وموجده إلى حياتنا الزمنية ، أعطانا الإمكانية أن نتحد معه لنحلق في السماويات ( أف ٢ : 6 ) ، ندخل من مجد إلى مجد فوق كل حدود المكان والزمان ، وفي نفس الوقت خضوع الخالق نفسه للزمن قدس حياتنا الأرضية والزمن ! هكذا لا يجد المسيحي ثنائية بين الحياة السماوية ووجوده على الأرض خاضعا للزمن . فباتّحاده بالسيد المسيح صار له حق الدخول في السماويات دون احتقار للزمن . هذا المفهوم يختلف عن بعض الاتجاهات المبالغ فيها . فتارة نرى في اهتمام البعض بالحياة الزمنية بمبالغة ، ينشغلون بالنشاط الاجتماعي في تجاهل مطلق للحياة الروحية السماوية . يتحدثون عن الخلاص بمعنى إنقاذ العالم اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا ، حتى يكادوا ينسون عمل الدم المقدس في حياة الإنسان الداخلية . وينادي البعض بالحياة الإنجيلية في روحانية تكاد تجعل منها حياة أفلاطونية خيالية ، يبترون بعض العبارات من الكتاب المقدس ويعزلونها عن روحه . وتحت الكرازة بالروحانية يهاجمون كل نظام تعبدي وتدبير كنسي ، بل ويعلنون أن أولاد الله لا يخطئون قط ولا يقدرون أن يخطئوا ، وهكذا يحسبون أن الإنسان كأنه قد خلع الجسد تماما ، أو ترك الأرض مطلقا ، فلا يخضع المؤمن لزمن ولا لنظام . وهكذا تتحول الحرية إلى مجال من الفوضى تحت ستار الروحانية .

سر المسحة الميرون المقدس والعرس الأبدى

الأسرار الكنسية في جوهرها هي تمتع بعمل نعمة الله القدوس في حياة الكنيسة ، كما في حياة كل عضو فيها ، لكي تتهيأ للعرس الأبدي . ففي سر العماد يتمتع المؤمن بعمل الروح القدس في مياه المعمودية لينال الميلاد الجديد ، ويحمل طبيعة الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه . إنه يولد كطفل يحتاج أن يرضع من لبن أمه ، الكنيسة ، غير الغاش ، لكنه يبقى محتاجا إلى النمو والنضوج ليتهيأ بالحق للعرس الأبدي ، فتصير نفسه عروسًا تحمل مع كل يوم إشراقات بهاء عريسها ، ملك الملوك ، وتسمع صوته يناجيها : " جملت جدا جدا ، فصلحت لمملكة ، وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب " ( حز ١٦ : ١٣- ١٤ ) . هذا ما تود كلمة الله وتعليقات آباء الكنيسة أن نختبره خلال ما يدعى " سرّ المسحة " .

أفخم بيت رأته عيناى

بعد تجوال طال أمده أخيرا أحسست باستقرار حقيقي في أعماقي ، فقد دخلت بيت أبي العجيب . موقعه فرید ، من يقدر أن يصفه ؟ أبوابه مفتوحة على مصراعيها ، تُرحّب بي ! أساساته لن تهتز ، تهب سلاما وأمانا لنفسي ! سقفه ليس فيه تسرب ، يحميني من الحر والبرد ! حوائطه ليس فيها شقوق ! حجرة الطعام مملوءة بما تشتهيه نفسي ! أثاثه مريح للغاية ! حجرة الدراسة ، تقدم لي كل معرفة ! حديقته ، أشجارها دائمة الثمر ! أسواره لن يقدر عدو أن يقتحمها ! إنه بيت أبي السماوي ، حضن الآب الذي فيه " نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع ۱۷ : ۲۸ ) . ليس من موضع أجد فيه استقراري وراحتي وسعادتي وشبعي مثل حضن أبي السماوي .

الأسرة وروح القيادة

صراع ظاهر أو خفي : غالبا ما تعاني العائلات من صراع علني أو خفي ، فيمن هو قائد الأسرة . فالأب وأحيانا الجد يرى في نفسه رب الأسرة صاحب الخبرات ، له حق قيادة الأسرة ، وإن حدث حوار فكلمته هي الفاصل النهائي . والزوجة تشعر أنها هي المسئولة عن تدبير شئون الأسرة ، فهي القائد الحقيقي . والصبيان والشبان يشتكون : " لماذا لا تثقون فينا ؟ نريد أن نتنسم جو الحرية . حتى الطفل الرضيع ، قبل أن يتعلم أن ينطق يحاول بكل وسيلة أن يكون المحرك العملي لكل من هم حوله ليحقق ما في داخله ، مستخدما كل وسيلة ممكنة بالنسبة له ، تارة الابتسامة ، وأخرى بالصراخ ، وثالثة بحركات جسده ! قد يبدو الإنسان هادئا وخاضعا معطيا لمن هم حوله ، لكن قد تغلي أعماقه في داخله ، مشتاقا أن يكون القائد التنفيذي في الأسرة .

المشورة العائلية عند أباء الكنيسة الأولى

نظام عائلي فريد ينفرد الإنسان دون سائر المخلوقات السماوية والأرضية بانتمائه لنظام عائلي فريد . فيشعر بعضوية للعائلة البشرية الممتدة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها ، ومن آدم إلى آخر الدهور . يعتز بآبائه ويشعر بالدين لهم فيما قدموه له من تقدم عبر الأجيال . كما يشعر بالمسئولية الجادة للعمل لحساب الأجيال القادمة بمسرة ، حتى وإن جاءت ثمار عمله بعد رحيله من العالم بسنوات أو أجيال . هذا ومن جانب آخر ، فإن الله في حبه الفائق للبشرية يقول : " أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم " ( مز ٨٢ : ٦ ) . يريد من كل إنسان أن يدرك اعتزاز الله به شخصيا كابن الله بالنعمة ، وكعضو في العائلة المنتسبة الله ، أب المؤمنين .

المرشد فى أختيار شريك الحياة

اختيار الطرف الآخر والنضوج أساسيات خاصة بالإيمان - أساسيات خاصة بأسلوب الحياة أساسيات خاصة بثقافتك ـ سمات شخصيتك وشخصيتها الفحص العميق والدقيق ـ اختبر نفسك ـ كيف تنهي العلاقة ؟ سؤال حول اختيار شريك الحياة ماذا يقول الكتاب المقدس عن الزواج ؟ ماذا يقول آباء الكنيسة عن الزواج ؟

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل