الكتب

تفسير سفر باروخ

المقدمة 1- باروخ كلمة عبرية معناها مبارك وبالقبطية "مكاري" 2- كان صديقاً وكاتباً لإرمياء وتلميذاً له وإشترك كلاهما في المعاناة من ملوك وكهنة يهوذا قبل السبي راجع (إر6:32-12). وهو كتب كل كلمات سفر إرمياء وقرأها على مسامع من الشعب لعلهم يتوبون. ولما وصلت الكتابة ليهوياقيم الملك مزق الكتاب بمبراة وأحرقه وطلب أن يلقوا القبض على إرمياء وباروخ ولكن الرب خبأهما (إر36) ، ولما هربا أصاب باروخ حالة من الحزن عاتبه الله عليها قائلاً "ها أنا أهدم كل هذه الأرض.. فهل تطلب لنفسك أموراً عظيمة.." (إر45). ربما هو تصور أن الملك سيكرمه لكتابته هذه النبوات. وبعد ذلك أخذ الشعب الهارب إلى مصر إرمياء وباروخ معهما (إر43). 3- ذهب بعد ذلك باروخ إلى بابل أرض السبي وكتب هناك هذه النبوءة. وهو ذهب إلى بابل بعد خمس سنوات من إحراق أورشليم. وباروخ هو كاتب السفر ما عدا الإصحاح الأخير فهو رسالة من إرمياء النبي لليهود الذين كان ملك بابل مزمعاً أن يسوقهم إلى السبي في بابل. وكتبه باروخ في بابل سنة 581ق.م. إذ أن حريق أورشبيم كان في سنة 586 ق.م؟ 4- السفر كتب أولاً باللغة العبرية وكان معتبراً أنه جزء مكمل لسفر إرمياء ثم ترجم لليونانية ومكانه يأتي بعد سفر المراثي لإرمياء النبي. 5- أقرت مجامع كثيرة بقانونية هذا السفر وإستشهد به أباء كثيرون. 6- هناك نبوات واضحة عن الخلاص بالمسيح. ‌أ- وأقيم لهم عهداً أبدياً فأكون لهم إلهاً ويكونون لي شعباً ولا أعود أزعزع شعبي إسرائيل من الأرض التي أعطيتها لهم (أي الكنيسة) (با35:2) وهذه مرادفة للنبوة (إر40:32). ‌ب- نبوة عن مجد وفرح الكنيسة وبرها الذي من الله ويكون إسمها من قبل الله إلى الأبد (با1:5-5) وأنها كنيسة للكل (يهود وأمم) فبنيها مجتمعين من مغرب الشمس إلى مشرقها بكلمة القدوس. فالمسيح الإبن الكلمة هو الذي جمعها ككنيسة واحدة. ‌ج- نبوة عن التجسد "هذا هو إلهنا ولا يعتبر حذاؤه آخر (لا يحاذيه أو يساويه آخر) هو وجد طريق التأدب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر. وربما بسبب هذه النبوة وتمسك المسيحيين بها رفض اليهود سفر باروخ.

تفسير سفر مراثى أرميا

قال الجامعة "سليمان الحكيم" الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة لأن ذاك نهاية كل إنسان والحى يضعه فى قلبه. الحزن خير من الضحك لأنه بكأبة الوجه يُصلح القلب. قلب الحكماء فى بيت النوح وقلب الجُهال فى بيت الفرح (جا2:7-4) وهذا الكلام هو عكس ما يؤمن به العالم، فرأى أهل العالم لنأكل ونشرب، لنفرح ونضحك لأننا غداً نموت. ولنقرأ ثانية ما قاله سليمان الحكيم ثم نأتى لقراءة هذا السفر فى حزن مقدس على خطايانا التى هى سبب ألامنا وألام الكنيسة. 1- يجب ان تكون لنا تراتيل فيها حزن مقدس على خطايانا، فيها نبكى على خطايانا وأثارها فهذا يحرك مشاعرنا وقلوبنا فنصبح مستعدين لتلقى الحقائق الإلهية. فالتوبة تصهر القلب فيكون كالشمع مستعد لأن تطبع عليه الحقائق الإلهية كالختم. أما الإنسان اللاهى الضاحك، الإنسان غير النادم الذى لا يبكى على خطاياه يكون قلبه صلباً غير مستعد لهذا. 2- فى ملخص سريع لأحداث سفر أرمياء. فقد أخطأت أورشليم خطايا بشعة كثيرة فأسلمها الله لجيش بابل بقيادة نبوخذ نصر الذى حاصرها ثم بعد أحداث أليمة من مجاعات وأوبئة سقطت فى يد ملك بابل فدمرها وأحرقها ونقض أسوارها ودمَر هيكل الرب وبيت الملك وقتل من قتل وسبا من سبا ولم يترك سوى المساكين فى الأرض. فمن يقارن بين حال أورشليم قبل سقوطها أيام مجدها وبين حالها بعد خرابها لابد وسيرثيها كما فعل النبى، ورثاء النبى على ما حدث لأورشليم يثبت صدق نبواته، ويثبت صدق مشاعره نحو بلده وأهله وأنه كان غير راغب فى تحقيق نبواته بل توبة شعبه. وحين رأى بروح النبوة ما سيحدث قال "يا ليت عينى ينبوع ماء لأبكى". والأن بعد أن حدث ما تنبأ به ها هو يبكى بمشاعر صادقة وهذا يثبت كذب الإتهامات التى وجهوها لهُ بالخيانة وأنه فى صف ملك بابل. وهو لم يفرح بأن صدقت نبواته ولا بالإنتقام ممن إضطهدوه. بل أن قلبه المملوء حباً وحناناً بكى لآلام من عذبوه فكان خيراً من يونان النبى الذى غضب حين سامح الله نينوى إذ قدَموا توبة. 3- إن بنية هذه القصيدة الرثائية جديرة بالملاحظة. فالإصحاحات 4،2،1 فى لغتها الأصلية وهى العبرية مرتبة ترتيباً أبجدياً. وكل إصحاح منها مؤلَفْ من 22 أية شعرية، تبدأ كل منها بأحد أحرف الأبجدية العبرية على التوالى أما الإصحاح الثالث، حيث نجد أوفى إعتراف بخطيتهم وحزنهم، فقوامه 66 أية، ثلاث لكل حرف أبجدى، أى أن كل واحدة من الأيات الثلاث الأولى تبتدىء بحرف الألف- وكلاً من الأيات الثلاث التوانى تبتدىء بحرف الباء.... وهكذا أما الإصحاح الخامس فهو غير ملتزم بالأبجدية ولكنه مكون من 22 آية أيضاً وكل أية نصفين مترادفين وفى الجزء الثانى إجابة أو مرادف للجزء الأول. وذلك حتى يسهل حفظها غيباً وتستعمل فى صلواتهم. وهناك ملحوظتان: أ‌. هناك إستثناء فالأبجدية متبعة تماماً فى الإصحاح الأول ولكن فى الإصحاح الثانى والثالث والرابع سبق حرفPE حرفAJIN بينما هو يتبعه فى الأبجدية فلماذا؟ حرف الـPE هو الذى يستخدم للتعبير عن رقم (70) فكأن النبى يريد أن يحفر فى أذهانهم أن عودتهم من السبى ستحدث بعد 70 سنة. ب‌. فى المزمور 119 نجد 22 قسماً كل منها مكون من 8 أيات شعرية وهى تستخدم كل حروف الأبجدية العبرية. وهذا المزمور كله يمتدح ناموس الرب الكامل وإذا فهنا أن إستخدام الحروف الأبجدية كلها فى المزمور 119 يشير أننا نستخدم كل اللغة البشرية بإمكاناتها لنمدح ناموس الرب حتى نسلك فيه فيكون لنا كل الخير، فإن المراثى تستخدم كل الحروف أيضاً لتعبر عن الأحزان المترتبة على إهمال ذلك الناموس وكسره.

تفسير سفر أرميا

شخصية وخدمة أرمياء النبى 1. إختاره الله فى سن صغيرة ولذلك قال "جيد للرجل أن يحمل النير فى شبابه". وكان النير بالنسبة له خدمته وإضطهاده من الجميع واحزانه على ما سوف يحدث لشعبه (مرا27:3) 2. إستمرت خدمته حوالى 41 سنة فى مملكة يهوذا قبل سقوطها وبعد سقوطها ثم إستمرت خدمته ونبواته فى مصر لمدة يصعب تحديدها. وكان كاهناً من عائلة كهنوتية من بلدة عناثوث. 3. فى مقارنة مع إشعياء نجد هناك فارقاً، فأسلوب أرمياء أعنف وتهديداته أكثر والسبب زيادة فساد الشعب، فحينما تزداد الخطية يجب أن يكون التوبيخ أعنف. وكانت إنذاراته تتلخص فى أنه إن لم يقدموا توبة عن خطاياهم فسيسلمهم الله ليد نبوخذ نصر، والله دائماً ينذر قبل أن يضرب ولذلك لنلاحظ قول الله الذى تكرر كثيراً فى هذا السفر "أنذرتكم مبكراً" لذلك يعتبر هذا السفر سفر إنذار مبكر. وكان الإنذار بالخراب بكلمات واضحة. 4. حينما إزداد عناد الشعب والملك تغيرت اللهجة إلى أن الإستسلام واجب لملك بابل. فقد كان حكم الله قد صدر. ومن مراحم الله انه حتى بعد أن قضى عليهم بهذا يرشدهم لأحسن وسيلة حتى تكون الخسائر أقل ما يمكن فبالتأكيد كان إستسلامهم للسبى افضل من حريق وخراب دولتهم وهيكلهم وكل شىء. ولكن إتهموا النبى بأنه خائن ومتواطىء مع ملك بابل لأنه كان يتنبأ بإنتصاره ولكن هذا مردود عليه بالأتى:- أ‌. هو نفسه تنبأ بخراب بابل عدة مرات، بل هناك إصحاحين كاملين عن هذا (51،50) فلو كان عميلاً لملك بابل لما تجرأ على ذكر هذا الخراب الرهيب ضد بابل. ب‌. تنبأ برجوع الشعب من السبى (14:16، 21:31، 6:32). ت‌. بل هو حدد فترة السبى بـ70 سنة يعقبه خراب بابل (12:25، 10:29). ث‌. كان مفهوم النبى عن السبى انه علاج للخطية المتفشية وبالذات الوثنية ويشرح هذا بوضوح فى إصحاحى 19،18 ففى إصحاح (18) الفخارى يعيد تشكيل الإناء الذى فسد وفى إصحاح (19) إذا وصل الفساد إلى الحد الذى لا يُرجى منه صلاح يكسر الفخارى الإناء وهذا ما حدث مع إسرائيل. وكان هذا العلاج ناجحاً جداً فلم ترجع إسرائيل أبداً لعبادة الأوثان بعد عودتها من السبى. 5. كان نبياً مُعذَباً مضطهداً من شعبه ومن الكهنه ورؤسائهم ومن الملوك بل ومن عائلته. وهو عاش وتنبأ فى أيام ما قبل خراب أورشليم بيد بابل كما عاش المسيح أيام ما قبل خراب أورشليم بيد الرومان وكانت أخلاقيات الشعب فى الحالتين متشابهة وعلى درجة كبيرة من الإنحطاط فكما إضطهدوا الرب يسوع (شعباً وكهنة وملوكاً) هكذا كان الحال مع أرمياء فالخطاة لا يحتملوا الأبرار ولا الشيطان يحتمل أولاد الله ولذلك جاء عليهم الغضب لنهايته (1تس16،15:2). وأنتهت حياته رجماً بيد اليهود وحين جاء الإسكندرالأكبر لمصر أخذ عظامه المدفونة بإهمال وحملها للإسكندرية ودفنها هناك.

تفسير سفر أشعياء

إشعياء النبي الإنجيلي : دعي إشعياء النبي الإنجيلي، من يقرأ سفره يظن أنه يقرأ إنجيلاً عن المسيح وعمله الكفاري. وأسماه الآباء أيضا،ً أى دعوا سفره الإنجيل الخامس أو إنجيل إشعياء أو إنجيل الخلاص. وأقتبس منه كتاب العهد الجديد 21 نصاً مباشراً بالإضافة إلي تلميحات كثيرة، ويتميز سفر إشعياء بنبوات كاملة عن المسيح: 1) ميلاده من عذراء (7: 14). 2)لاهوته (9: 6). 3) أنه من نسل يسي (11 :1). 4) ممسوح لأجلنا (11 :2). 5) معلن الحق للأمم (42 : 1). 6) يسلك بالوداعة (42 : 2). 7) واهب الرجاء للكل (42 : 3). 8) هروبه إلي مصر (19: 1-2). 9) آلامه وصلبه (50 : 6 + 53 : 1-12). 10) فتح طريق الفرح للمفديين بقيامته (35 : 8-10). 11) تحدث عن الروح القدس (11 : 2، 32 : 15، 42 : 1، 44 : 3 ).

تفسير سفر يشوع بن سيراخ

المقدمة هو آخر أسفار الحكمة. كُتِبَ في زمن سادت فيه الحضارة الهيللينية (اليونانية) بعد أن إستعمر الإسكندر الأكبر معظم العالم المعروف، فجاء السفر قادراً على إقامة توازن بين الفكر الهيلليني والعقيدة اليهودية. الكاتب لاحظ خطر الفلسفة اليونانية يتهدد اليهودية، فكتب كتابه ليدافع عن تراث اليهودية الديني والثقافي، وأن إسرائيل يمتلك في الشريعة المعطاة له من الله الحكمة الأصلية، لأن ببساطة مصدر الحكمة هو الله. وبالتالي فإن اليهودي لا يحتاج لأن يعتمد على الفكر والحضارة الهيللينية. وهو أول من تحدث عن تطابق الشريعة مع الحكمة. إفتتح مدرسة لتعليم الحكمة (23:51) ليواجه الحركة الهيللينية. ولكنه لم يقف بفكر جامد أمام هذه الحكمة، فأخذ ما أخذ ولكنه حذر من أضرارها. الإسم اللاتيني Ecclesiasticus بمعنى الكنسي (إكليسيا أي كنيسة) فكان السفر يستخدم ككتاب تهذيب بالنسبة للمقبلين على الإيمان أو الحديثي العماد. الكاتب هو يشوع بن سيراخ الأورشليمي (29:50 + 1:51). كان من وجهاء أورشليم. أحب الشريعة منذ حداثته، وأراد أن يفيد الآخرين من ثمار تأملاته (18:33). وكان كثير الأسفار وهذا مما زاد خبراته فأراد أن يعطي خبرته للشبان (9:34-12). ومن أكثر ما يعلم الحكمة التجارب وهو إجتاز في تجارب نجاه منها الرب (2:51-12). وكان متزوجاً من إمرأة فاضلة أحسن إختيارها ورزق منها بنين أحسن تربيتهم. سكن في أورشليم. ولكنه كان كثير الأسفار. وبعد عودته إلى أورشليم صدم لرؤية اليهود فيها يخجلون من شريعتهم مفضلين الفلسفة اليونانية (1:42،2 + 8:41،9) بل كما نرى هم تركوها ويسمى هؤلاء "بنو الخطأة" لم ينضم إلى جماعة الحسيديين (التقاة) التي خرج منها الفريسيين بعد ذلك لكنه كان معجب بهم. يشوع= يهوه يخلص وسيراخ ربما لفظة آرامية تعني أسير (سيراً). كتب كتابه بالعبرية حوالي سنة 180ق.م. وقام حفيده ويسمى إبن سيراخ أيضاً بترجمة الكتاب في الإسكندرية إلى اليونانية. وكتب له مقدمة (غير موجودة في النص العبري وبالتالي غير موجودة في النص العربي. وكانت ترجمة الحفيد في الإسكندرية بين سنة (116-155ق.م.) كثير من المجامع أيدت شرعية السفر وأولها مجمع نيقية. وهكذا كثير من الأباء كأثناسيوس الرسولي وإكليمنضس السكندري والقديس باسيليوس. أقسام السفر: أولاً: الإصحاحات (1-43) تضم الكثير من الحكم والنصائح. ثانياً: الإصحاحات (44-50) تضم سير بعض الآباء والقديسين الأولين. ثالثاً: الإصحاح (51) خاتمة السفر وصلاة يشوع. هو كتب كتابه بنفس طريقة سليمان الحكيم في سفر الأمثال.

تفسير سفر الحكمة

المقدمة · الحكمة في الكتاب المقدس تشير: 1. أقنوم الإبن الذي هو حكمة الله (1كو24:1) 2. شريعة الله. فمن يتبعها هو الإنسان الحكيم "بدء الحكمة مخافة الرب" (مز10:111) 3. الحكمة التي يتصرف بها الإنسان في حياته، وهذه يعطيها الله للإنسان (1كو8:12 + يع17:3). وعلى الإنسان أن يطلبها من الله (يع5:1 + 1مل9:3). بل أن الله يعطي الحكمة حتى للحيوانات كالنمل (أم24:30-27). 4. حكمة أرضية نفسانية شيطانية مصدرها [أ] إبليس [ب] خبرات سيئة مع العالم (يع15:3) أ‌- إبليس هو مصدر حكمة تقول "إن ذهبت إلى بلد تعبد العجل حش وإديله" ب‌- الخبرات السيئة مع العالم والأنانية قادت البشر أن يقولوا "إن جاءك الطوفان ضع أولادك تحت قدميك" أي لكي تنجو ضع أي إنسان في خطر حتى لو مات، بل أعز ما عندك. 5. وضع سليمان الملك أمثال قصيرة ليحفظها الناس فتكون لهم حكمة. وهكذا إهتم الآباء بتعليم أبنائهم السلوك بحكمة، والحكماء يجولون في الشوارع لتعليم الناس الحكمة. ويعد يشوع بن سيراخ أول من أنشأ مدرسة لتعليم الحكمة. 6. قيل عن يوسف على لسان فرعون "هل نجد رجلاً مثل هذا فيه روح الله.. ليس بصير وحكيم مثلك (تك38:41،39). وهذا القول ربط بين الإمتلاء من روح الله والحكمة. ولذلك يقول الكتاب عن الروح القدس "روح الحكمة" (إش2:11). والروح القدس يعطي المشورة والنصح للإنسان فهو "روح النصح" (2تي7:1). ومن يعطيه الروح القدس المشورة يكون قطعاً إنساناً حكيماً. 7. إذا إستخدم الإنسان ذكاءه الموهوب له من الله في الخير يسمونه حكيماً، وإذا إستخدمه في الشر يسمونه لئيماً. 8. الصليب كان حكمة إلهية ولكنها كانت عند الناس الحكماء الأرضيين جهالة (1كو18:1). بل كثير من أحكام الله يعتبرها البشر المحدودي الذكاء، جهالة. فنحن لمحدودية طبيعتنا لا يمكننا أن ندرك عمق أحكام الله (رو33:11-36). ولهذا السبب قال السيد المسيح لبطرس "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد" (يو7:13).

تفسير سفر نشيد الانشاد

المقدمة 1- كاتب السفر هو سليمان الملك الذي وضع أناشيد كثيرة (1مل32:4). 2- سمى السفر نشيد الأناشيد أي أفضل نشيد لأفضليته عن باقي الأناشيد. كما نقول باطل الأباطيل أي أعظم الأباطيل، وعبد العبيد أي أحقر العبيد وكما نقول ملك الملوك ورب الأرباب وسماء السموات. 3- كان اليهود يقرأونه في اليوم الثامن من الاحتفال بعيد الفصح. فهو إذاً نشيد الحب المقدم لله الذي أنقذهم من فرعون بخروف الفصح، الذي هو نبوة عن المسيح الذي خلصنا من الشيطان ومن الموت وحررنا ودخل بنا إلى حجاله أي سماء السموات. فالفصح كان رمزاً للصليب. واليوم الثامن يشير للأبدية. فتكون هذه التسبحة إشارة لتسبيحنا في السماء. 4- هذا السفر سيمفونية رائعة تطرب بها النفس المنطلقة من عبودية العالم متحررة مع مسيحها. 5- نجد التدرج في علاقة سليمان مع الله خلال أسفاره. فسفر الأمثال يمثل من يسلك بحكمة فيقمع شهواته الجسدية. "إن أحبني أحد يحفظ وصاياي". وهذه الحكمة تقود مباشرة إلى سفر الجامعة وفيه تحتقر النفس هذا العالم وتحسبه نفاية وبذلك تدخل دائرة حب المسيح في هذا النشيد. وهنا تسمو النفس فوق المنظورات مرتبطة بكلمة الله متأملة في الأمور السماوية. فسليمان إذ تلامس مع العالم وجده باطل الأباطيل وإذ تلامس مع السماويات وجدها نشيد الأناشيد. وسليمان يعلن في سفر الجامعة أن المعرفة لم تشبع النفس ولكنه هنا وجد ما يشبع النفس تماماً ألا وهو الحب. في سفر الجامعة كان يبحث ويتحدث عن ما هو تحت الشمس فوجد الكل باطلاً وهنا إرتفع للسمويات أي لما فوق الشمس. حقاً فالمعرفة لا تُشْبِعْ مثل الحب، فالمحبة لا تسقط أبداً. ونلاحظ أن الشيطان الساقط كان من رتبة الكاروبيم المملوئين أعيناً أي معرفة، ولم يسقط أحد من السيرافيم الملتهبون حباً نارياً, 6- هو سفر البالغين أو الناضجين روحياً، وكان اليهود يمنعون قراءته لمن هم أقل من سن الثلاثين سنة حتى لا تشوه أفكارهم الجسدية معاني السفر. هو سفر البالغين إيمانياً. 7- هذا السفر بدون تفسير ينطبق عليه قول الخصي الحبشي "كيف أفهم إن لم يرشدني أحد" 8- من واقع علاقة الحب في هذا السفر نفهم لماذا تسمى عبادة الأوثان زنا روحي.

تفسير سفر الجامعة

المقدمة 1- معنى كلمة الجامعة: الكلمة بالعبرية "كوهيليث Qoheleth" وهي مشتقة من الفعل qahal ومعناها يجتمع. والكلمة تعني اجتماع. وبالإنجليزية نجد اسم السفر Ecclesiastes والكلمة مأخوذة عن الكلمة اليونانية Ecclesia أي مجمع أو اجتماع. وهذه الكلمة اليونانية تعني بالعربية كنيسة. وفي (1:1) نجد كاتب السفر يقول "كلام الجامعة ابن داود الملك". ولقد اتفق آباء الكنيسة ومعلمي اليهود أن سليمان الملك هو كاتب السفر، ولكن لماذا أطلق على نفسه اسم الجامعة؟ ‌أ. ربما تعني أنه يجمع في هذا السفر أقوالاً حكيمة (9:12،10). فهو جامع أقوال. وتاء التأنيث دلالة على المبالغة كقولنا "الراوية" عن كثير الروايات. ‌ب. سليمان هو محبوب الله (2صم24:12،25). والله أعطاه حكمة عجيبة، وهو أول من بنى بيتاً لله، لكنه عاد وإنحرف إلى العبادة الوثنية. ويؤخذ هذا السفر دليل على توبة سليمان ورجوعه إلى الكنيسة الجامعة أي إلى شعب الرب أو جماعة الرب. ‌ج. ربما كتب سليمان هذا السفر لينصح كل من يسمعه ألا يسير في طريق الخطية مثله ولكي يحث كل خاطئ تائه لكي يعود إلى حياة الكنيسة الجامعة، وهو يكشف لكل من يسمعه بطلان هذه الحياة. وربما كان يجمع الشعب ليعظهم وينذرهم بهذه الأقوال فسمى سليمان الجامعة لأنه كان يجمع الشعب بهدف مخاطبتهم ووعظهم (لو32:22) وربما بسبب هذا فهم الكثيرين أن سليمان تاب في أواخر أيامه. وكان هذا السفر هو ثمرة عودته وتوبته بعد إنغماسه في الملذات الدنيوية وارتباطه بنساء وثنيات. 2- هناك من شكك في أن سليمان كاتب هذا السفر ولكنها أراء لا يعتد بها كثيراً والمعترضين أشاروا لوجود كلمات أجنبية في السفر ولكن يرجع هذا لعشرة سليمان مع نساء أجنبيات ولكثرة التجارة مع كل أمم العالم وانفتاح إسرائيل على كل العالم وثقافاته في أيام سليمان. 3- موضوع سفر الجامعة: سفر الجامعة هو سفر إنسان فيلسوف حكيم يجول باحثاً عن السعادة، أو كيف يحيا الإنسان سعيداً في هذا العالم، وجال الجامعة ليختبر كل أساليب المتع الحسية والعقلانية، ليحكم بنفسه هل أعطته هذه المتع السعادة الحقيقية، إذاً هو سفر اختبارات يعكس فيه سليمان اختباراته العملية في سنى حياته المختلفة. ولذلك لا تؤخذ كل آية في هذا السفر على أنها آية نطبقها عملياً في حياتنا، فسليمان يحكي خبراته التي سبق وجربها ثم يقول أنه وجد أنها باطل أي لم تعطه السعادة التي كان يتصورها. ولذلك نقول هنا أن من الخطر جداً استخدام آية واحدة نعتمد عليها من هذا السفر أو من الكتاب المقدس عموماً وبالأخص هذا السفر.

تفسير سفر الأمثال

مقدمــة 1- الله لم يترك طريق إلا وسلكه حتى يعلمنا. فنجد الكتاب المقدس قد اشتمل على عدة طرق للتعليم: ‌أ. القصص: وفيها يعلمنا الله قصص سقوط وتوبة كثيرين لنتعلم. ‌ب. الوصايا والشريعة: إذا إلتزمنا بها تتقدس النفس. ‌ج. النبوات: حينما نرى تحقيقها نؤمن بقوة الكلمة. ‌د. الأناشيد والتسابيح والمزامير: هذه يسهل حفظها لترديدها فنتعلم الصلاة. ‌ه. الأمثال: جمل قصيرة تحوى حكمة ملخصة يكون شرحها كلاماً كثيراً. والله استخدم كل هذه الطرق المتنوعة ليتركنا بلا عذر إذا فضَّلنا طريق الخطية بلا توبة. 2- التعليم بالأمثال: ‌أ. هي طريقة قديمة استعملها المصريين واليونان والفرس وشعوب أخرى كثيرة. ‌ب. هي طريقة مباشرة وسهلة للتعليم. ‌ج. الأمثال تعبر عن الشعوب فالأجيال تتسلم الأمثال من القدماء كخلاصة فكرهم واختباراتهم وتسلمها للأجيال التالية. فهي تشكل فكر الشعوب، بل تعبر عن ثقافة وحضارة هذه الشعوب. (1صم13:24) ‌د. تستعمل الأمثال في الحوار على أنها بديهيات لا يناقشها أحد. ويحاول كل طرف في مناقشته أن يستعمل الأمثال في صالحه. بل أن الكلمة العبرية "مشل" وتعني مثل تحمل معنى يحكم أو يسيطر أو شئ سائد. ومن يستخدم الأمثال في تعليمه فهو بهذا يريد أن يسود على فكر سامعه فالمثل خلاصة حكمة القدماء وكأن من يستخدم المثل يقول للآخر "كيف تناقشني والقدماء قد قالوا كذا وكذا" (أي8:8). ‌ه. وتوجد لدى الشعوب أمثال كلها حكمة فعلاً ولكن هناك أمثال شعبية سيئة تفسد عقول الناس ومنها ما انتشر مثلاً في مصر ويدعو للنفعية والأنانية. "إن رحت بلد بتعبد العجل حش وإديله".. وهذا المثل لا يمانع في عبادة الأوثان. "إن جالك الطوفان حط ولادك تحت رجليك".. وهل هناك أنانية أكثر من هذا. ومثل هذه الأمثال السيئة تقسى الإنسان في طريق الخطية. ومثل هذه الأمثال السيئة أيضاً انتشرت أمثال سيئة وسط الشعب اليهودي. (راجع حز22:12 + حز2:18). ‌و. والله حتى يحمي عبيده من تأثير الأمثال السيئة المفسدة سمح بوجود أمثال مقدسة، أوحى الله بها بواسطة روحه القدوس لبعض رجاله في كل مكان. ولنفس السبب تستخدم الكنيسة التراتيل والألحان والتسبحة لتحمي شعبها من تأثير الأغاني العالمية الهابطة.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل