مما لا شك فيه أن الألحان لها تأثيرها القوى على كل نفس تسمعها أو تصلى بها ،واللحن القبطى خاصة ، له تأثير فعال وقوى على الروح ،و يرجع ذلك إلى الروح السامية والروحانية العالية الناتجة عن العلاقة القوية بالله ، التى كانت عند آبائنا وأجدادنا الأقباط ، الذين قد وضعوا هذه الألحان وهم ملهمين من الروح القدس .
لحن " بيك إثرونوس " هو قدس أقداس ألحان الكنيسة القبطية ، لأن نغمات اللحن تشبه نغمات سلم روحانى ، يصل بين الأرض والسماء يصعد عليها المرتل إلى أن يقف أمام عرش الله . وإذا لم يستطع أن يصف ما رأه بكلمات بشرية ، يجد نفسه يغبر عنها بنغمات وهزات هذا اللحن الجميل .
أبوغلمسيس أو أبوغلامسيس هي كلمة (أبوكالسيس - أبو كلبسيس) اليونانية، ومعناها (سفر الرؤيا) وتطلق اصطلاحًا على ليلة سبت الفرح (سبت النور) التي يقرأ فيها سفر الرؤيا كله وهي أول كلمة في سفر الرؤيا ومعناها استعلان أو إعلان (وهي أول كلمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي) ويقصد بكلمة أبو غلمسيس سفر الرؤيا.
زيت أبو غلمسيس:-
وهذا الزيت يستخدم ونحن نقرأ سفر الرؤيا في ليلة أبو غلمسيس. وكذلك يُدهَن به كل من العروسين في سر الزواج المقدس، ويطلق عليه اسم "الزيت الساذج".
هذة هى الطبعة الثالثة من كتاب ( دليل الطقوس الكنسية على مدار السنة التوتية ) . نقدمها لك أيها القارئ العزيز بعد أن نفذت الطبعتان السابقتان بسبب إقبال القراء على هذا الكتاب الذى يعتبر مرجعا ً هاما ً للتسبحة ورفع البخور والقداسات على مدار السنة القبطية كلها بما فيها من أصوام وأعياد ومناسبات أخرى ،و لا غنى لأى كاهن أو شماس عنه.
هذه الكنيسة العجيبة، الكائنة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها، متسامية فوق الحواجز الطبيعية والسياسية والبشرية حبة الخردل الصغيرة التي نبتت ونمت، وصارت شجرة كبيرة جداً تآوت في أغصانها شعوب وشعوب، من كل جنس ولون وأمة ولسان هذه الكنيسة التي عمرت حتى الآن ما يقرب من ألفي عام دون أن تشيخ، بل يتجدد كل يوم شبابها، وينضم إليها كثيرون ممَنْ تعمل فيهم النعمة، ويقبلون الرب يسوع فادياً ومخلصاً هذه الكنيسة التي جاءت إلى العالم بمعجزة، واستمرت عبر التاريخ بمعجزة الكنيسة التي لا تنمو بطريقة التوالد الطبيعي، بل بالميلاد الجديد الفائق للطبيعة ولا تستند إلى ذراع بشرية تحميها وتذود عنها، بل إلى ذراع مؤسسها وراعيها، الذي وعد أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
موضوع هذا الكتاب " العبادة فى كنيستنا ،ودلالتها وروحانياتها " موضوع ذو شقين : الكنيسة والعبادة فيها . والكنيسة هى كنيسة المسيح وهذا الفتور الذى نراه متفشيا ً فى حياة معظم شعبنا يرجع فى بعض أسبابه إلى أن كثيرين من المسيحيون يجهلون الكثير عن الكنيسة سواء من جهه كرامتها وقدسيتها وسلطانها الذى منحه السيد المسيح لها ، أو من جهه ما يتعلق بسمو روحانيتها فى عبادتها وهى متعه لا توصف ولاحد لها .
الكنيسة القبطية أو كنيسة الأسكندرية كان لها دور قيادى فى العالم المسيحى بصفة عامة لذا لا نعجب أن يكون لها دور فعال فى قضية الإيمان ، فمنذ أن وصلها الإيمان المسيحى على يد مارمرقس الرسول إقتبلت الإيمان ،و حافظت عليه قوياً فعالاً مثمرا ً .ولقد كان للكنيسة القبطية اليد الطولى فى حفظ الإيمان المسيحى نقيا ً خاليا ً من كل شائبة.