تفسير سفر الرؤيا:
من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر، ومن أشهر أساقفة الكنيسة القبطية في ذلك العصر. يعتبره الكثيرون من علماء الآبائيات امتدادًا للعصر الذهبي للآباء، لما تميزت به كتاباته بالمعرفة اللاهوتية الإسكندرية الرصينة، والتفسير الإرثوذكسي للكتاب المقدس، والكتابات الدفاعية والجدلية ضد الخارجين عن الإيمان القويم، بالإضافة إلى عظاته الروحية وإدارته الحكيمة لشعبه وللكنيسة فى تلك الآيام.لا تذكر لنا مخطوطات تاريخ البطاركة، مثل كتاب تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه (كفر الشيخ) المعاصر له، سوى النذر القليل من سيرته العطرة، كما لا يرد اسمه إلا عرضاً في تاريخ معاصره البابا كيرلس الثالث، لكن شخصيته وكتاباته أثارت اهتمام المؤرخين المحدثين المهتمين بتاريخ الكنيسة القبطية والكتابات المسيحية المدونة باللغة العربية. ولا يمكننا أن نذكر سيرة أنبا بولس البوشى دون أن نذكر تاريخ الكنيسة العام في عصره، لارتباطه به أشد الارتباط، كما أنه لعب دورًا هامًا في قيادة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، عندما تم تعيينه رقيبًا على البابا كيرلس بن لقلق.
سيرة حياته:
وُلد بولس البوشي نحو عام 1170م، ربما ببلدة بوش بشمال صعيد مصر (من أعمال محافظة بني سويف الآن)، لذلك اشتهر باسم بولس البوشي، ومن المرجح أنه ترهب بأحد أديرة الفيوم، التي كانت عامرة بالأديرة فى ذلك الوقت، وربما بنفس الدير وفي نفس الزمن الذي ترهب به القس داود الفيومي، الذى اشتهر باسم داود بن لقلق، لارتباطه به بقية حياته، وصداقتهما القوية التي استمرت حتى بعد اعتلاء داود بن لقلق كرسي البطريركية باسم البابا كيرلس (بن لقلق). ويرجح العلماء أنه قضى حياته الرهبانية في دير القديس أنبا صموئيل المعترف بالقلمون بالفيوم.
اللغة العبرية هي لغة اليهود العبرانيين التي تكلموا بها منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وهي اللغة الأصلية التي دُون بها كتاب العهد القديم بأكمله، ما عدا 268 آية كتبت بالآرامية (سفر دانيال 2: 4-7: 28؛ سفر عزرا 4: 8-6: 18؛ 7: 12-26 ؛ سفر إرميا 10: 11 بالإضافة إلى كلمتين وردتا في سفر التكوين 31: 41-47).
تاريخ الترجمة السبعينية:
تُعتبر الترجمة السبعينية للعهد القديم أقدم ترجمة يونانية وصلت إلينا نقلاً عن النص العبري الأصلي. وأسفار موسى الخمسة هي أول الأسفار التي تم ترجمتها. وقد وردت أقدم إشارة عن هذه الترجمة في كتابات الفيلسوف اليهودي الإسكندري أرستوبولس (حوالي عام 170 ق.م)، ومنها نعرف أن هذه الترجمة تمت فى مدينة الإسكندرية في زمان حكم بطليموس الثاني فيلادلفيوس مللك مصر (285-247 ق.م). ويتأكد هذا الكلام عينه من رسالة أرستياس المرسلة إلى فيلو كراتس (بين عامي 170 و 100 ق.م)، والتى تنص على أن الترجمة تمت بواسطة اثنين وسبعين شيخًا من شيوخ اسرائيل، حسب طلب الملك ومن هنا عُرفت باسم <<الترجمة السبعينية>> نسبة لهؤلاء الشيوخ.وبالرغم من أن هذا العنوان كان يقصد به فى المقام الأول الأسفار الخمسة التي تمت ترجمتها بالفعل فى ذلك الوقت، إلا أن الاسم اتسع فيما بعد ليشمل كل أسفار العهد القديم التي تُرجمت في وقت لاحق. ويتضح لنا من افتتاحية سفر حكمة يشوع بن سيراخ، أنه بنهاية القرن الثاني قبل الميلاد كان قد تم ترجمة كل أو معظم أسفار العهد القديم إلى اللغة اليونانية. وليس هناك ما يدعونا للشك، في أن هذه الترجمة هي نفس الترجمة الموجودة بين أيدينا اليوم والمعروفة بالترجمة السبعينية.