نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

Large image

من مواليد 27 يونية 1954 في مدينة طنطا.خريج كلية الطب.التحق بالدير في 17 فبراير 1984 م.رُسِمَ قساً في 17 أكتوبر 2002.كان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير. وهو من الباحثين النشيطين بالدير. وقد نشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمي: ترجمة من اليونانية القديمة للعربية: سفر التكوين، والقداس الباسيلي، وحينها كان جاري نشر سفر الخروج، والقداس الغريغوري، والكتاب التاريخي القديم ”بستان الرهبان“. وهو مهتم بمتابعة وحضور المنتديات العلمية المتصلة بالتراث الكنسي والقبطي، وكان آخرها حضور المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما في سبتمبر 2012. كما أنه أحد المشتركين في تحرير مجلة مرقس الشهرية التي يصدرها الدير.كان نيافة المطران الأنبا ميخائيل رئيس دير الأنبا مقار قد أبدى للبابا تواضروس بعد تنصيبه بطريركاً رغبة نيافته في الاعتفاء من رئاسة الدير ورسامة قداسة البابا أحد رهبان الدير أسقفاً على الدير، وذلك نظراً لتقدُّمه في السن وبسبب صحته (93 عاماً حينها).تم عمل اقتراع سري في بطاقة مختومة بخاتم الدير، وتم فرز أصوات الآباء الرهبان بدير أبو مقار (100 راهب)، والتي أدلوا بها في الدير يوم الأحد 3 فبراير 2013 لانتخاب رئيس للدير من بينهم،وكان ذلك في حضور سكرتير قداسة البابا تواضروس الثاني القمص أنجيلوس. وجاءت نتيجة الفرز اختيار الرهبان للأب الراهب القس إبيفانيوس المقاري بأغلبية الأصوات، حسب بيان قداسة البابا. وقد أيَّد هذا الاختيار صاحب النيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير منذ حوالي 65 عاماً، وذلك بتزكية مكتوبة استلمها الراهب إبيفانيوس باليد من نيافته، وسَلَّمها بدوره إلى البابا تواضروس.وكانت الأسماء المُرشحة لرئاسة الدير من رهبان دير أبو مقار هم: الراهب إيسيذوروس، الراهب بترونيوس، الراهب إبيفانيوس. وثلاثتهم من أفاضل الرهبان وشيوخ الدير والمتمرسين في الحياة الرهبانية والنشطين في الأعمال اليومية في الدير.ويُذكر أنه في المقابلة الأولى للراهب إبيفانيوس المقاري مع قداسة البابا تواضروس الثاني يوم الثلاثاء 26 فبراير 2013 (ثاني يوم صوم يونان) بعد إبلاغه باختياره لرئاسة دير القديس أنبا مقار بناءً على حصوله على أغلبية أصوات الرهبان، أوصاه وصية محددة: «أن يعيد لدير القديس أنبا مقار صورته المُشرقة الأولى، ويلمَّ شمل الدير».في يوم الأحد المُبارك 1 برمهات 1729 ش. الموافق 10 مارس 2013 م. (أحد رِفاع الصوم الأربعيني)، قام قداسة البابا المعظَّم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية (118) بتجليس 4 من الآباء الأساقفة (الأنبا دانيال - الأنبا ثيؤدوسيوس - الأنبا بطرس - الأنبا مينا)، وسيامة 7 من الآباء الرهبان أساقفة (الأنبا أبيفانيوس - الأنبا مقار - الأنبا صموئيل - الأنبا دوماديوس - الأنبا يوحنا - الأنبا زوسيما - الأنبا يوليوس).تم الاحتفال بالتجليس عشية عيد الصليب يوم 18 مارس 2013.تنيح بصورة مفاجئة بعد خمسة سنوات من أسقفيته وقد أصدر المتحدث الرسمي باسم الكنيسة بيانًا أوضح فيه أنه تم ادعاء الجهات الرسمية بعد النياحة نظرًا للغموض الذي أحاط بظروف وملابسات رحيله! والتي اتضح لاحقًا أنها الوفاة جاءت بسبب جريمة قتل دبَّرها البعض للتخلص من نيافته.

الكتب (9)

تفسير سفر الرؤيا (أبو غالمسيس) للأنبا بولس البوشي أسقف مصر

تفسير سفر الرؤيا (أبو غالمسيس) للأنبا بولس البوشي أسقف مصر نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

أنبا ابيفانيوس وجه تجلي فيه الحب

أنبا ابيفانيوس وجه تجلي فيه الحب نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

مفاهيم إنجيلية

مفاهيم إنجيلية نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

القداس الغريغوري النص اليوناني مع الترجمة العربية

القداس الغريغوري النص اليوناني مع الترجمة العربية نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

خولاجي الدير الأبيض ترجمة عن اللغة القبطية ودراسة

خولاجي الدير الأبيض ترجمة عن اللغة القبطية ودراسة نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

القداس الباسيلي النص اليوناني مع الترجمة العربية

القداس الباسيلي النص اليوناني مع الترجمة العربية نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

قداس القديس مرقس القداس الكيرلسي

قداس القديس مرقس القداس الكيرلسي نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

بستان الرهبان

بستان الرهبان نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار

المقالات (11)

06 مايو 2024

فانفتحت أعينهما

في عشية قيامة ربنا يسوع من بين الأموات، انطلق اثنان من تلاميذه عائدين إلى بلدتهما عمواس ، ولأنهما كانا منشغلين طوال الطريق بالحديث حول صلب الرب يسوع وخبر قيامته، لذلك صارا مهيئين لظهور الرب لهما والسير معهما (لوقا ٢٤ : ١٣-٣٥) وفي الطريق تواصل الحوار حول رجاء إسرائيل، المسيا (أعمال ٢٦: ٦-٧) الذي طالما انتظرته الأجيال التقية (لوقا (۲: ۳۸)، ليخلص الشعب الذي اختاره الرب، من تحت وطأة عبودية جسدية وروحية. وعندما وصلا إلى مشارف قريتهم، ألزما الرب بأن يقضي الليل عندهما، لأن النهار أوشك على الانتهاء، فلما اتكاً معهما، أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما ، فانفتحت أعينهما وعرفاه» (لوقا ٢٤ : ٣٠-٣١) لحظة كسر الخبز والتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين هي أقدس لحظة في حياتنا على الأرض، إن كانت تُحسب هذه اللحظة من أيامنا الأرضية؛ لأنها لحظة الثبوت المتبادل بين رب المجد يسوع وبيننا : «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه» (يوحنا ١: ٥٦) ؛ كما أنها اللحظة التي فيها نحيا بحياة الله: «فمن يأكلني فهو يحيا بي» (يوحنا ٦: ٥٧). الأن الخبز الذي نأكله ليس خبزاً ساذجا، بل إفخارستيا مكونة من شقيف: الواحد أرضي والآخر سماوي، كما يقول القديس إيرينيئوس، أو بحسب تعليم القديس يوحنا ذهبي الفم : الشيء الذي ترتعد الملائكة من مجرد رؤياه، ولا تجسر أن تنظر إليه بدون رعدة، بسبب شدة البريق المنبعث منه، هذا بعينه هو الذي نأكله لذلك يصرخ الكاهن في القداس الإلهي قائلاً: «القدسات للقديسين»؛ لنا نحن المؤمنين، الذين نشعر بعدم استحقاقنا للاقتراب من المذبح المقدس؛ معترفين بفم الكاهن: «أن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، يُعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه إن أفضل وسيلة نعبر بها عن إيماننا بربنا يسوع المسيح هي التناول من جسده ودمه الأقدسين ، لأنه كلما أكلتم من هذا الخبز، وشربتم من هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (كورنثوس الأولى ١١: ٢٦)؛ أو حسب منطوق القداس الإلهي: «تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلى أن أجيء». لأن أي طعام مادي نأكله يتحول فينا إلى عناصر طبيعتنا البشرية، أما خبز الحياة فإنه هو الذي يحولنا إلى طبيعته الخاصة، حسب قول القديس غريغوريوس النيسي؛ لأن «من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد» (يوحنا ٦: ٥٨) . نيافة المتنيح الانبا أبيفانيوس اسقف دير ابو مقار ببرية شهيت
المزيد
14 مايو 2021

سر قيامة المسيح

قرأنا معًا بدء تفسير القديس كيرلس الكبير على آية إنجيل يوحنا (6: 51)، وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»، ونستكمل الآن تفسيره لهذه الآية[لكن قد يقول قائلٌ، مثبتاً عين فهمه على قيامة الذين رقدوا: أن أولئك الذين لم يقبلوا الإيمان بالمسيح، ولم يصيروا شركاءه، لن يقوموا مرة أخرى في زمن القيامة. ماذا؟ ألن يعود الى الحياة ثانية، كل من مات؟] هنا يتساءل القديس كيرلس: ربما يقول شخصٌ ما: هل كل الموتى سيقومون في القيامة الثانية عند مجيء رب المجد ثانية من السماء، أم سيقوم المؤمنون بالمسيح فقط؟ أي هل خليقة الله التي خلقها على صورته ومثاله سوف تقوم ثانية بعد أن تفارق هذه الحياة المؤقته، أم مآلُها إلى زوال؟ خاصة الذين لم يؤمنوا به ولم يكن لهم شركة معه. ويجيب القديس كيرلس مستشهدًا بسفر إشعياء النبي حسب الترجمة السبعينية[لكن نقول عن هذه الأشياء، أجل، كل جسدٍ سوف يحيا ثانية، لأن كلمة النبوءة سبقت وأخبرت أن «الموتى سيقومون» (إش 26 : 19 سبع). لأننا نعتبر أن سرَّ قيامة المسيح يشمل كل الطبيعة البشرية، ونؤمن أن فيه أولاً (أي في المسيح) قد تحررت كلُّ طبيعتنا البشرية من الفساد. لأن الجميع سيقومون، على مثال ذاك الذي أُقيم لأجلنا، الذي كان يملك الجميع فيه، عندما صار إنسانًا] من تفسير القديس كيرلس يتضح أن القيامة الثانية، أي القيامة للحياة الأبدية، لم تكن تحدث لولا قيامة الرب يسوع من بين الأموات، لأن الطبيعة البشرية عندما اتحدت به نالت فيه أولاً الحرية من الفساد. وهذا ما سبق وقاله في بداية تفسيره لهذه الآية: «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» (عب 2: 14-15). وهكذا شمل سر قيامة المسيح كل الطبيعة البشرية. ولم يكن ممكنًا أن نقوم لولا أننا كنا فيه عند تجسده وعند قيامته، أو كما يقول القديس كيرلس: «لأن الجميع سيقومون على مثال ذاك الذي أقيم لأجلنا، الذي كان يملك الجميع فيه». وهذا واضح من رسالة القديس بولس، والتي قرأناها الآن: «هَكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ» (1كو 15: 42). فلولا أننا نلنا عدم الفساد بسبب أننا كنا في المسيح، ما كان ممكناً أن نقوم للحياة. ثم يقول القديس كيرلس [وكما أنه في الإنسان الأول قد سقطنا في الموت، هكذا في البكر مرة أخرى، الذي صار (بكرًا) لأجلنا، سوف يقوم الجميع من الموت، لأنه كما هو مكتوب: «فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ» (يو5:29)، وإني أسلِّم بأن ما هو أكثر مرارة من الموت هو القيامة للعقاب، والقيامة مرة أخرى لنوال الخزي وحده] هنا يشرح القديس كيرلس أن آدم الأول كان بكر البشرية العتيقة، أما الرب يسوع فقد صار بكرًا لأجلنا لقد دُعي بكرًا في ميلاده: «فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ» (لو 2: 7)؛كما دُعي بكرًا بين إخوته: «لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ» (رو 8: 29)ومقابل آدم بكر الخليقة العتيقة، دُعي المسيح بكر الخليقة الجديدة: «اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ» (كو 1: 15)؛والبكر من الأموات: «وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ» (كو 1: 18)؛وهو نفس اللقب الذي استمر معه حتى في الأبدية، حسب ما جاء في سفر الرؤيا: «وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ» (رؤ 1: 5) بعد ذلك يوضح القديس كيرلس معنى القيامة للحياة، فيقول[إذن بمفهوم أدق علينا أن نفهم الحياة كما هي في حقيقتها بأنها: «الحياة في المسيح»، في قداسة وغبطة وفرح لا يزول. لأن هذه هي الحياة حقاً التي يعرفها أيضاً يوحنا الحكيم، قائلاً «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ» (يو3 : 36). لأنه هوذا يتحدث، ويا للعجب، ويقول إن الذي لا يؤمن لن يرى حياة، رغم أن كل مخلوق سيعود إلى الحياة مرة أخرى، وسيقوم ثانية. لهذا من الواضح، أن المخلص لسبب معقول، قد سمى تلك الحياة المعدة للقديسين بأنها هي الحياة، أعني الحياة التي في مجد وقداسة، التي علينا أن نسعى وراءها، بقدومنا الى التناول من الجسد الواهب الحياة، الأمر الذي لن يرتاب فيه كل عاقل]هذه هي الحياة كما أوضحها الكتاب المقدس، وكما شرحها القديس كيرلس الكبير. الحياة هي «في المسيح»، وخارج المسيح ليس حياة. لأنه «فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ» حسب قول القديس يوحنا في إنجيله (يو 1: 4)؛ وأيضًا في رسالته الأولى: «وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (1يو 5: 11-12). وكيف تنتقل لنا الحياة التي في المسيح، لقد أوضحها القديس كيرلس بكل بساطة: «إنها الحياة، أعني الحياة التي في مجد وقداسة، التي علينا أن نسعى وراءها. ولكن كيف؟ بقدومنا إلى التناول من الجسد الواهب الحياة». أي بالشركة أو التناول من جسد المسيح المبذول من أجلنا وشرب دمه المسفوك من أجلنا. أليس هذا ما نقوله في كل قداس: يُعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. أو كما كررناها كثيرًا في قسمة الصوم المقدس: «هَذَا هَوُ خُبْزُ الحَياةِ الذي نَزَلَ مِنَ السَماءِ، لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آَبَاؤُكُمْ المَنَّ فِي البَرَّيَةِ وَمَاتُوا؛ مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَحْيَا إلى الأَبَدِ، وأنا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِيْرِ». خرستوس آنستي وكل عام وجميعكم متمتعين بأفراح القيامة، والمجد لله دائمًا. نيافة الحبر الجليل المتنيح الشهيد الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار
المزيد
31 يوليو 2020

سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ

عندما تأمل القديس بولس الرسول فيما يجري حوله من مضايقات واضطهادات، ومن حروب داخلية وخارجية، رفع نظره نحو السماء، فأبصر وإذا: «سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا» (عب 12: 1)والمنظر كمثل بطل يصارع داخل حلبة المصارعة، أو مثل فريق يتبارى في استاد رياضي، يحيط به الآلاف من المشجعين، الذين يؤازرون فريقهم حتى يتم له النصر. والفرق بين هذا المشهد الأرضي وما رآه بولس الرسول، أن سحابة الشهود هم إما أبطالٌ سبقونا في الجهاد، ونالوا أكاليل الغَلَبةِ والظفر، وهم يشجعوننا أن نجاهد لننتصر كما جاهدوا هم ولبسوا أكاليل الجهاد. وإما قوات سماوية أرسلها الرب لتعضيد ومساندة خائفي اسمه: «أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!» (عب 1: 14) لقد هجمت جيوش ملك آرام قديماً على شعب الله، فارتعب خادم أليشع النبي من هول المنظر، فطمأنه أليشع النبي وقال له: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ» (2مل6: 16-17) وليس المقصود هنا الاضطهادات أو المضايقات التي تجري من حولنا فحسب، بل المقصود بالدرجة الأولى الحروب الروحية التي نتعرض لها كل يوم من عدو الخير، الذي يجول دائماً حولنا كأسد زائر، لكن لنا في سحابة الشهود العون الروحي واللمسة السمائية التي تحول الحرب من حرب مادية، إلى حرب ضد أولاد الله، المؤمنين باسمه يحكي لنا كتاب بستان الرهبان عن القديس موسى الأسود، في بدء حياته الرهبانية هذه القصة (قول 174)[قيل إن الأب الكبير أنبا موسى الأسود قوتل بالزنا قتالاً شديداً في بعضِ الأوقاتِ. فقام ومضى إلى أنبا إيسيذوروس وشكا له حالَه، فقال له: «ارجع إلى قلايتِك». فقال أنبا موسى: «إني لا أستطيعُ يا معلم». فصعد به إلى سطحِ الكنيسةِ وقال له: «انظر إلى الغربِ»، فنظر ورأى شياطين كثيرين يتحفَّزون للحربِ والقتالِ. ثم قال له: «انظر إلى الشرقِ»، فنظر ورأى ملائكةً كثيرين يمجِّدون الله. فقال له: «أولئك الذين رأيتَهم في الغربِ هم محاربونا، أما الذين رأيتَهم في الشرقِ فإنهم معاونونا. ألا نتشجع ونتقوى إذاً ما دام ملائكةُ الله يحاربون عنا»؟ فلما رآهم أنبا موسى فرح وسبَّح الله ورجع إلى قلايتِهِ بدونِ جزعٍ] عندما نظر القديس بولس الرسول سحابة الشهود، شجَّع المؤمنين أن يجاهدوا دون خوف، وقتها سيدركون مدى سهولة الجهاد في حضرة هؤلاء المشجعين: «لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا» (عب 12: 1). نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
17 يوليو 2020

أبواب الجحيم لن تقوى عليها

«وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»… فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ… أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (مت 16: 13-18). أبواب الجحيم: وردت الكلمة المترجمة «الجحيم» في العهد الجديد 11 مرة، تُرجمت في جميعها لكلمة «هاوية»، وفي هذه الآية فقط لكلمة «جحيم». إذاً فالمقصود هنا أبواب الهاوية، هذه التي ارتعب منها الملك حزقيا: «أنا قلتُ في عزِّ أيامي أذهبُ إلى أبواب الهاوية» (إش 38: 10). والهاوية هي العالم السفلي، عالم الأشرار والأرواح الشريرة. التي يقول عنها سفر الرؤيا: «فَنَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ أَخْضَرُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ» (رؤ 6: 8)، فالعدو الأخير هو الموت، والهاوية أي عالم الشر تخضع له. أما الربُّ يسوع فيقول: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ، وَكُنْتُ مَيْتاً، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ» (رؤ 1: 17-18)، أي أنَّ له السلطان المطلق على الهاوية والموت. وماهي أبواب الهاوية؟ الأبواب في التقليد الشرقي في الكتاب المقدس هي رمز الحُكم والسلطة القضائية. فكان لوط يجلس في أبواب سدوم (تك 19: 1) كعضو في جماعة القضاة في المدينة. وعرض بوعز قضيَّته في أبواب بيت لحم، حيث مجلس القضاء (راعوث 4). وكان مَن عليه قضية قتل بدون عمد أن يهرب إلى أبواب إحدى مدن الملجأ لينال الحماية (يش 20: 4). كما أن أبشالوم عندما تمرد على أبيه داود، كان يقف بجوار طريق باب المدينة ليحكم للشعب (2صم 15: 2) فأبواب الجحيم أو الهاوية هي تعبير عن أكبر سلطة لعالم الشر تواجه الكنيسة، ومهمتها السيطرة على الكنيسة والهيمنة عليها. ولكن ما سبب قوة الكنيسة، هذه التي اقتناها الله بدمه (أع 20: 28)؟ السبب يرجع إلى الأساس الذي بُنيت عليه، فهذا ما أوضحه الرب يسوع: وعلى هذه الصخرة، صخرة الإيمان بلاهوت الرب يسوع، أبني كنيستي. فإن كان البيتُ مبنياً على الصخرة (مت 7: 24) فلن تزعزعه الأمواج ولن تؤثر فيه الرياح. وإن كانت هذه الصخرة هي الرب يسوع نفسه (1كو 10: 4)، وهو نفسه الأساس الذي بُنِيَت عليه الكنيسة (1كو 3: 11)، فلن تستطيع كل قوى الشر المنظورة وغير المنظورة أن تؤثر فيه، بل هو دائمًا يقودُنا في موكب نصرته. والنهاية يخبرنا بها سفر الرؤيا: «وَطُرِحَ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ» (رؤ 20: 14)؛ تمهيداً لرؤية السماء الجديدة والأرض الجديدة، ذلك الوصف البديع لأورشليم السمائية (رؤ 21). نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
26 يونيو 2020

سُفَرَاءٌ فِي سَلاسِل

بعد أن صالح الله الخليقة لنفسه، وبعد أن كلَّف تلاميذه بخدمة المصالحة، وأرسلهم كسفراء يتكلمون باسمه؛ لم تكن خدمة هؤلاء الرسل، ومن بعدهم خلفاؤهم في الرعاية والكرازة، سهلةً ميسَّرةً، بل كما قال القديس بولس الرسول: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ» (رو 8: 36) فالإرسالية للكرازة والقيام بعمل السفير عن الرب يسوع ليست خدمة رفاهية وتنعيم الجسد، وليست كخدمة السفارة العالمية التي تحكمها المواثيق والمعادهات الدولية التي تؤمِّن حياة السفير وتحفظ له كرامته، فقد أرسلهم الرب يسوع: «مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ» (لو 10: 3)؛ بل وأرسلهم بدون أي مَدد أرضي يسهل لهم طريق الخدمة: «لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ» (لو 10: 4). لذلك انتهت الحياة الأرضية لأكثر الرسل والأساقفة في الكنيسة الأولى بإكليل الاستشهاد. وكانت مسيرة حياتهم: في «هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ» (عب 11: 36)، أو كما يقول بولس الرسول: «الَّذِي لأَجْلِهِ أَنَا سَفِيرٌ فِي سَلاَسِلَ، لِكَيْ أُجَاهِرَ فِيهِ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ» (أف 6: 20). ولم تكن هذه السلاسل أو القيود قادرةً أن تقيِّد كلمة الله، بل كانت أحياناً سبباً لانتشار كلمة الإنجيل، كما نسمع عن القديس برثلماوس الرسول الذي باع نفسه عبداً لأجل الكرازة في أسيا الصغرى لقد قيَّد الآباءُ أنفسَهم بسلاسل إرادية، لتأمين مسيرة الكرازة والخدمة. يقول بولس الرسول: «أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضاً أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ» (في 4: 12). ويقول أيضاً: «وَلَسْنَا نَجْعَلُ عَثْرَةً فِي شَيْءٍ لِئَلاَّ تُلاَمَ الْخِدْمَةُ. بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ…» (2كو 6: 3-4) هذا نوع من السلاسل الاختيارية – وما أكثرها – التي وضعها الرسل على أنفسهم من أجل نجاح الكرازة والخدمة، وحسبما عاش الرسل، هكذا تعلم الرهبان من بعدهم، وصار مبدأ القيود الإرادية قاعدة في الحياة الرهبانية، وهي نفسها الوصية التي دعاها الرب يسوع بالباب الضيق، والتي عاش بها الرسل وسلموها لمن بعدهم، إذ نقرأ في كتاب بستان الرهبان (قول 995): [سُئل أحدُ (الرهبان) الشيوخِ: «ما هو البابُ الضيق»؟ قال: «أن يضيِّق الإنسانُ على نفسِه، ويزيلَ إرادتَه كلَّها لأجل حبِّ اللهِ وطاعتِه، بحسبِ ما قيل (عن الرسل): ها نحن قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك. لأنه لم يكن لهم غنىً وتركوه، بل تركوا مشيئتَهم»]. نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
19 يونيو 2020

خِدْمَةُ الْمُصَالَحَةِ

عندما صالح الله الخليقة لنفسه، في التجسد أولاً باتحاد اللاهوت بالناسوت، ثم على الصليب، وهب للرسل بعد ذلك إمكانية مصالحة الناس مع الله، ودعاها خدمة المصالحة: «وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ» (2كو 5: 18) وعندما أراد القديس بولس أن يلخِّص عمل الرسل، ومن بعدهم الآباء الأساقفة والقسوس في الكنيسة، لم يجد غير خدمة المصالحة ليوضِّح كلامه، المصالحة التي تقوم على فداء المسيح لخطايا وأخطاء الآخرين، لأنه لا مصالحة بدون مغفرة: «أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ» (2كو 5: 19) وهكذا تأسست الكنيسة على خدمة المصالحة، بدءًا من الرسل الذين أرسلهم الرب يسوع كسفراء عنه، يتكلمون باسمه، ويحملون رسالته إلى كل الأمم، لا يعبِّرون عن رأيهم الشخصي، بل يكونون أمناء لمن أرسلهم، ومهمتهم الأولى والرئيسية هي مصالحة الشعب مع الله: «إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ» (2كو 5: 20) والمصالحة لا تعني مجرد الصُلح بعد الخصام، لكنها تعبير: أولاً عن التبرير والخلاص الذي يمنحه الله: «وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ» (رو 5: 8-9)؛ ثم ثانيًا: عن العودة إلى شركة كاملة بعد الانفصال، كما يحدث في حالة انفصال زوجين، ثم عودتهم لحياة الشركة مرة أخرى: «وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا» (1كو 7:10-11)؛ «أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا» (1كو1: 9) وكما أن علاقة السفير بمن أرسله تعمل على تحقيق خدمة المصالحة بين الشعوب، وتكون سبباً لنجاحه في المهمة المنوط بها؛ هكذا أيضاً بقدر ما يكون للأسقف من علاقة ودالة قوية عند الله بسبب صلاته وخضوعه لمشيئة الله كل حين، بقدر ما تكون خدمة المصالحة قوية وفعالة؛ إذ يمكنه أن يصلي عن شعبه، أو مع شعبه، في كل حين، كما يقول القديس بولس الرسول: «يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ» (غل 4: 19). أو كما يقول القديس إغناطيوس الأنطاكي (107م) في رسالته إلى أهل أفسس: [إن كانت صلاة اثنين معاً لها هذه القوة (مت 18: 19)، فصلاة الأسقف والكنيسة أقوى]، بسبب سر الإفخارستيا أو التناول الذي هو سبب وحدة الأسقف مع الشعب. نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل