الكتب

مزمور يارب إليك صرخت

المزامير هى صلوات موحى بها من الله. أوحى بها الروح القدس، وهى تحمل وعود من الله للإنسان ليس فقط هى كلمات يقولها الإنسان لله، ولكنها أيضًا تحمل كلمات من الله للإنسان المزامير أو الصلاة بالمزامير هى الوسيلة التى لها نستطيع بها أن نجمع قراءة الكتاب المقدس مع الصلاة فى آن واحد. وتمتاز المزامير التى كتبها داود النبى بنغمة خاصة ومشاعر معيّنة، وترتبط ارتباطًا خاصًا بشخصية داود المرهَفة وكتابنا هذا تأمل فى المزمور الثامن من صلاة النوم فى صلوات الأجبية، وهو من المزامير التى كتبها داود النبى، ذو المزمار والقيثار والعشرة أوتار.. وهو المزمور المائة والأربعون (المائة والحادى والأربعون فى الترجمة البيروتية).

مزمور أعترف لك يا رب

يصلّى هذا المزمور فى صلاة النوم وفى الخدمة الثالثة من صلوات نصف الليل.. ومزامير داود لها مذاقتها الخاصة كما أن لها خبرات خاصة مع الله. لها لذتها وحلاوتها ونغمتها؛ وكأن فى ثنايا المزمور تدخل قيثارة داود لتعزف نغماته بوضوح بين السطور والكلمات.. أعترف لك يا رب من كل قلبى داود النبى يشكر الله بكل مشاعره وحواسه، شكراً لا يشوبه تذمر.. "أعترف لك يا رب من كل قلبى" أعترف أنك قد أجزلت الإحسان والتعطف والرحمة، أشكرك على هذا العطف والإحسان، أشكرك يا رب من كل قلبى.. ربما يشكر الإنسان؛ لكن شكره أحياناً يكون مشوباً بالتذمر، أو التردد، أو بعدم الرضا والتطلع إلى ما هو أفضل مما أخذه. لكن كلما شكر الإنسان من كل قلبه؛ هذا الشكر يتقبلَّه الله كذبيحة شكر مقبولة، رائحة رضا وسرور.

مزمور على أنهار بابل

بعد أن انتهينا من التأمل فى بعض ترانيم المصاعد التى هى خمسة عشر مزمور، وآخرها مزمور "ها باركوا الرب يا عبيد الرب.. يأتى هذا المزمور -الذى نصلّيه فى صلاة النوم والستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل- الذى هو من ذكريات السبى لا شك أن هذا المزمور قد كُتب فى مدة السبى وليس فى أيام داود النبى، وهذا يتضح من كلماته. وعلى سبيل التعميم تُنسَب المزامير كلها لداود النبى، لكن من المعروف أن داود النبى لم يكتب كل المزامير، إنما هو الذى أسس سفر المزامير ثم أُضيف إليه مزامير أخرى لعدة كُتّاب آخرين من بعده منهم سليمان الملك.

مزمور ها باركوا الرب

مزمور "ها باركوا الرب" الذى يقال فى صلاة النوم وصلاة الستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل، هو آخر مزمور من مزامير المصاعد التى هى خمسة عشر فى عددها، التى معها كانوا يصعدون درجات حتى يصلوا إلى بيت الرب، وفى هذا المزمور الخامس عشر يتضح أنهم بعدما صعدوا الخمس عشرة درجة وقفوا عند هذه الأخيرة، فهتفوا بهذا المزمور الذى يخبرهم بوصولهم إلى بيت الرب فقال:ها باركوا الرب يا عبيد الرب القائمين فى بيت الرب، فى ديار إلهنا

مزمور أذكر يارب داود

ما هى ترنيمات المصاعد ؟ كان أثناء صعودهم درجات سلم الهيكل يقولون على كل درجة من درجاته مزمور من هذه المزامير، وعددها خمسة عشر مزموراً؛ عشرة متضمنة حالياً فى صلاة الغروب وخمسة فى صلاة النوم.. من ضمنها مزمور "فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب. وقفت أرجلنا فى ديار أورشليم.. لأن هناك صعدت القبائل.." لذلك دعيت ترانيم المصاعد. وربما أيضاً دعيت ترانيم المصاعد لأن الشعب كان يرتل بها أثناء صعودهم إلى جبل صهيون المرتفع المبنية عليه مدينة أورشليم.

مزمور هوذا ما أحسن وما أحلى

من ترانيم المصاعد هذا المزمور الذى يُصلَى فى صلاة النوم وصلاة الستار وأيضاً فى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل؛ هو من ترانيم المصاعد. كما سبق وقلنا أن ترانيم المصاعد هى مزامير صغيرة تقال على درجات هيكل سليمان. كان يترنم بها الشعب والمرنمون أثناء دخولهم الهيكل، على درجات الهيكل التى هى خمس عشرة درجة. على كل درجة كانوا يتلون مزموراً..

تأملات في مزمور يا رب لم يرتفع قلبي

هذا المزمور الذى نكرره فى صلاة النوم وفى صلاة الستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل؛ يعلمنا الاتضاع فى أفكارنا وتصوراتنا ورغباتنا وسلوكنا وأيضاً فى تعاملنا مع الآخرين. ولأن الذبيحة لله روح منسحق فقد اهتم المرنم بأن يدرّب فكره فى دروب الاتضاع لتصير عبادته مقبولة أمام الله. ولا شك أن الفكر المتضع ينشئ سلوكاً متضعاً فى حياة الإنسان

تأملات فى القطعة الحادية عشر من المزمو الكبير تاقت نفسى إلي خلاصك

تاقت نفسى إلى خلاصك وعلى كلامك توكلت بدون معونة الله يضيع كل تعب الإنسان باطلاً من يرشد الإنسان فى مسيرة حياته لتأتى أعماله مطابقة لمشيئه الله؟ إن الكلمة الإلهية فى الكتب المقدسة لاشك أنها تنير طريق الإنسان، ولكن توجد كثير من الأمور تحتاج إلى فهم سام وإرشاد علوى إلى جوار الكلمة المكتوبة.. والله قد وعد بأنه لا يتركنا يتامى، بل يمنحنا الروح القدس لتعزيتنا وإرشادنا حتى نتمم خلاصنا.

مزمور من الأعماق

هذا المزمور الذى نكرره كثيراً فى صلواتنا: فى صلاة النوم وفى صلاة الستار وفى الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل؛ مزمور "من الأعماق صرخت إليك يا رب" يناسب كثيراً من الأحوال فى حياة الإنسان. فهو لسان حال الإنسان المحب لله، والإنسان الساقط فى الخطية، وغارقاً فى الهاوية، والإنسان المجرب بالضيقات.. كل هؤلاء وغيرهم يجدون تعزية فى صلاتهم بهذا المزمور من الأعماق كلمة من الأعماق من الممكن أن يقولها الإنسان فى حالات روحية متعددة، وليس فى حالة واحدة فقط..

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل