لطالما يحن شبابنا الى السلوك الروحي . ولكن هموم عصرنا ، متحالفة مع الخـداعات الشيطانية المنوعة ، تحول دون هذا السلوك . ان هناك ثمة أساليب للاثارة تستهلك من شبابنا قواه الحيوية وتستهويه للانغماس في المتع والشهوات مع أصدقاء السوء . ويعـزل الشباب أنفسهم عن يسوع مصدر راحتهم وتعزيتهم وخلاصهم فيزدادون بعدا عن طريق الفضيلة والصلاح . وكلما هربوا من طريق الله ( تأهـوا أيضـا تاهـوا كعمى في الشوارع ) مرا 4 : ١٥،١٤ والشباب يتساءلون ( ماذا صار لنا؟ صرنا أيتاما بلا أب نتعب ولا راحة لنـا ليس من يخلص ) مرا ه : ۱ - ۰٨وهـذا الكتاب دعوة الى الشباب من أبنائنا وبناتنا وتحذير لهم جميعا : لا تدخلوا التيـه ولا تضلوا ( أنظر ای ٦ : ۱۸ ) كفاكم بعـدا وابتعـادا . ان روح الرب مستعد في كل لحظة أن يبشر المساكين ويعصب منكسرى القلوب وينـادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطـلاق ( اش ١١ : ١ ) . وفي هذه الصفحات ، نعالج قضية « الحـلال والحرام ، لكى يعرف كل شخص طريق الصواب والحق وهكذا نرجو لشبابنا ألا يضـل ، بل يقف راسخا يقف بهـامة منتصبة الى فوق والخير على أرض صلبـة الى الله ، وليس الى تحت الى الشيطان - الرب يحمي أبناءنا وبناتنا من طريق الظلام والموت ، فينيرون الى النهار الكامل الذي هو طريق شجرة الحياة.
يذخر الكتاب المقدس باسماء كثيرة لرجال ونساء زانوا الكنيسة مثل كواكب لامعة . وفي كل عصر وشـعب يحكى لنا التقليد حكايات وسيرا لكثيرين ممن قدموا انفسهم ذبيحة حب لمفاديهم المسيح . ولمشد مايفرحنا ان يكون موكب هؤلاء عابرا بنا ومستمرا في مسيرته حتى الآن وفي هذا الكتاب الذي تنهض بطبعه مكتبة المحبـة القبطية مشكورة ، أعرض نماذج حية لقديسين عاشـوا كالأبطال في البروج ( حز ۲۷ : ۱۱ ) تصلح سيرتهم العطرة أن تكون نموذجا ونبراسا للفتيات والشابات .وفي كتاب توام أعرض لبناتي الفتيات والشابات نماذج أخرى لثمة قديسات مجاهدات طاهرات من النساء . وهكذا يعمل روح الله القدرس ه لكي يكون بنونا مثل المفردوس النامية في شبيبتها بناتنا كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بناء هيكل » مز ١٤٤ : ۱۲ نفعنا الله بسيرة هؤلاء وأولئك بصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة أبينا المكرم الأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح . آمين
يذخر الكتاب المقدس باسماء كثيرة لنساء ورجال زانوا الكنيسة مثل كواكب لامعة . وفي كل عصر وشعب يحكى لنــا التقليد حكايات وسير الكثيرين ممن قدموا أنفسهم ذبيحـة حب لفاديهم المسيح . ولشد مايفرحنـا أن يكون موكب هؤلاء عابرا بنـا ومستمرا في مسيرته حتى الآن • . وفي هذا الكتاب الذي تنهض بطبعه مكتبة المحبـة القبطيـة مشكورة أعرض نماذج حية لقديسات عشن حيـاة عطرة حلوة تصلح أن تكون نموذجا ونبراسا للفتيات والشابات . وفي كتاب توأم أعرض لأبنـائي الفتيان والشبان نماذج أخرى لثمة قديسين مجاهدين من الرجال . وهكذا يعمل روح الله القدوس « لكي يكون بنونا مثل الغروس النامية في شبيبتها • بنـاتنا كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بنـاء هيكل ، مز١٤٤ : ۱۲ .
إلـى أن يفيـح النهـار وتنهـزم الظـلال ( نـش ۲ : ۱۷ ، ٤ : ٦ ) ستظل سيرة القديسين الشهيدين الأنبـا بشـاي والأنبـا بطـرس عبقـة منعشة كـأعمدة دخان معطـرة بـالمر واللبـان أو كـأتلام رياحين ذكيـة ( نش ۳ : ٦، ٥ : ١٣ ) إنهمـا عمـودان مـن أعمـدة الكنيسة القبطيـة الأرثوذكسية الشاهدة . لقد انتهت حياتهمـا بالشهادة كدخان أو بخـار ظهـر قليلا ثم اضمحل ( يع ٤ : ١٤ ) ، لكن سيرتهما بقيت كاللبـان عطـرة كخميلة طيب ( نش ٥ : ١٣ ) حتى لقبا بحق ( وعاء الطيب النقي ) . لقد بلغت قداسة الشهيدين المكرميـن شـأوا عظيمـا حسـدهما عليـه الشيطان فنالا عذابات كثيرة بغير هوادة ينوء البشر عن احتمالها . انتهت حياتهما بالاستشهاد في عهد حكم الملك الكافر دقلديانوس . وقد اقترن اسم القديس الأنبـا بشـاي باسم صديـق عمـره وأبـن خـالتـه القديس الأنبا بطرس الذي كان ملازما لـه والذي سبقه في الشهادة بوقت قليل . ورغم أن الولاة فرقوا بينهمـا فـي موتهما ، فبطـرس أستشهد في ( فاو ) بينما بشاي أستشهد في ( إنطاكيـة ) ، لكنهما بقيـا بعـد ذلك قريبين متلازمین . فقد دفنوا جسديهما معا في الكنيسـة التـي بأسمهما ( فـي مكـان بيتهما ) في بلدتهما بوها ( - صدفا الآن بمحافظة أسيوط ) من أعمال مدينـة ( فاو ) وإقليمها . وثمة كنيستين أخريين باسمهما معا حتى اليوم هما كنيسة الزقازيق وكنيسة أبنوب وكذا مذبح سبق أن أقيم باسميهما في كنيسة الشهيد مارجرجس بميت دمسيس دقهلية . . ولعله من الوفاء لهما كشفيعين عظيمين ومع حلول العيـد المــوي لكنيستهما بالزقازيق ، قمنا بإعداد هذا الكتاب المنوي وهذه السيرة عنهما . وهو أمر يتواكب مع تذكارين آخرين يتعلقان بكنيستهما بالزقازيق هما :