الكتب
كيف نبنى انفسنا على الايمان الاقدس
الإيمان المسيحي شقان: الشق الأول وهو الإيمان اللاهوتي العقائدي الكنسي العام الذي يعبر عنه بولس الرسول: «إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل. إلى قياس قامة ملء المسيح» (أف ١٣:٤ )، وهو مضمون الاستعلانات التي عبر بها المسيح عن ماهية شخصه وعلاقته بالآب وقدراته وسلطانه وهو مجمل ما حُدِّد في الأناجيل الأربعة عن ماهية الله الآب والابن والروح القدس الثالوث الأقدس المساوي الواحد الذاتي. مضافاً إلى مجمل ما استقر في لاهوت الكنيسة عن المجامع المسكونية المعترف بها، وما استلمته الكنيسة عن التقليد الكنسي الآبائي الرسمي المعترف به في الكنيسة والالتزام بحدوده.
والشق الثاني: وهو الإيمان الشخصي الذي يُعبّر به المؤمن عن علاقته الخاصة بالآب والابن والروح القدس، ومدى اعتماده على الله والمسيح وفاعلية الروح في تفكيره وسلوكه و کلامه ومقدار شهادته للمسيح أمام الآخرين بأعماله وسلوكه وأقواله.
صلوات الاب متى المسكين
هذه مجموعة صلوات،ما أحلى أن نتلوها بروح الصلاة والتضرع
وبالتوقير اللائق بكرامة الوجود في حضرة الله
رسالة توعية
نحن الآن نعيش عصر الكنيسة، العصر الذي سلمه المسيح سر الملكوت والروح القدس. وعمل الكنيسة الآن هو إعداد المؤمنين لقبول الملكوت، أما عمل المؤمنين فهو الحصول على شهادة قبول في الملكوت بمقتضى عمل الإيمان في السلوك والحياة اليومية والشهادة يعطيها الضمير أمام الله، ولكن ليس ضمير الخطايا أي الضمير الذي يعطي لنفسه الويل، ولكن النعمة الذي يشهد لعمل الله في حياته.
أما عمل الكنيسة في إعداد المؤمنين للملكوت فهو:
١- أول كل الأعمال هو إعطاء نماذج وأمثلة لعمل النعمة والروح القدس، نماذج حيَّة تؤدّي رسالتها وسط العالم، ونماذج ظفرت بالشهادة وعبرت.
٢- تقديم الإنجيل للمؤمنين بالصورة التي يمكن أن يعتمد الإنسان على صدقها، ويكون إيمانه على وعدها، ويستند على وعود الله كشيء یمسکه بیده: أمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضاً» (اتي ١٢:٦)، ويرجع إليه فيجد فيه الرد على كل ما يطلبه والعزاء الحقيقي في كل ضيق يصادفه، يتمتع بكلامه كحياة يحياها. . تملأ فراغ وعيه الروحي بسرّ الملكوت في تقديم الإفخارستيا مشروحة بالروح حتى يتقبل السر بثقة وعن إيمان صادق. وهذا بحد ذاته سيملأ اشتياقه إلى الملكوت ويرفع رؤيته الروحية القلبية إلى مجيء الرب كحدث نعيشه وليس ننتظره بالقلق، لأن الملكوت نفسه حاضر الآن فينا، ولكن غير مستوعب بسبب عدم المعرفة وعدم التمرن على الاستناد على الروح القدس.
تاريخ اسرائيل
١- بداية شعب
شعب إسرائيل حسب التقليد كان في أصله أرامياً من جهة الجنس يضرب جذوره عميقاً في أرض الكلدانيين حيث مدينة أور التي تقع جنوب نهري دجلة والفرات، ثم مدينة حاران في الشمال وهي مدينة تاريخية مشهورة عاش فيها تارح أبو إبراهيم، وهي المنطقة التي انحدر منها إبراهيم أبــو الآباء الذي - بحسب التوراة - هو أبو كل المؤمنين بالله على وجه الأرض. هذا الذي دعاه الله ليخرج من موطنه ومن وسط عشيرته، ولينطلق تحت رعاية الله وتوجيهه، ليتغرب في أرض كنعان، حيث استقر في المنطقة الوسطى في فلسطين بعض الوقت. ولكنه ارتحل قليلاً قليلاً نحو الجنوب حيث جبل حبرون، وضرب خيامه في بئر سبع، وامتد حتى إلى وادي العريش. لم يفلح أرضاً ولا بني بيوتاً؛ بل عاش هو وأولاده في الخيام يرعون قطعانهم ولم يمتلك من الأرض إلا مقدار قبر. وهكذا ظــل متغرباً كل أيام حياته: "ثم تصرّح وتقول أمام الرب إلهك أرامياً تائهاً كان أبي، فانحدر إلى مصر، وتغرب هناك في نفر قليل، فصار هناك أُمة كبيرة وعظيمة وكثيرة"( تث ٥:٢٦). كان ذلك حوالي سنة ٢٠٠٠ قبل الميلاد أو بعد ذلك بقليل.
اماتة الذات بهدف الحب الإلهى
إماتة الذات
بهدف الحب الإلهي
الرهبنة هي طريق الموت الصادق والرسمي عن العالم، أي عن الذات لذلك فالجماعة الرهبانية التي يعيش في وسطها الراهب هـى بالنسبة له الميدان الذي يباشر فيه الموت عن الذات حينما يباشر الراهب الموت عن الذات بصدق وإخلاص الله ويبتدئ يعيش كل يوم مع المسيح، ينفتح له باب الحب الإلهي حينما يشرق الحب الإلهي في قلب الراهب، يصبح مجمع الرهبان بالنسبة له في النهاية عالم المحبة الجديد الذي يمارس فيه سعادته. فانظر إلى نفسك أيها الراهب الجديد والقديم إذا أصبح المجمع في نظرك ميدان حب، فقد بذلت الغاية من رهبانيتك سراً، وبلغت الحياة الجديدة، فإن «عملنا الوحيد هو أن نحب الله، وأن نسعد أنفسنا بهذا الحب» أما إذا كنت لا تزال تدين وتتعثر بأوامر الرؤساء وأخطــاء الكبار وخطايا الصغار، فأنت لا تزال تحتاج أن تراجع رهبانيتـك، أي تترهبن من جديد.
حياة الصلاة الارثوذكسية
أولاً : - ما هي الصلاة
۱ - يجب علينا أن نصلي ليس فقط بعادة الجسد أو بعادة رفع الصوت أو بعادة الصمت أو بإحناء الركب بل ينبغي أولاً أن نراعي العقل مراعاة مضبوطة وننتظر الله حتى يكون معنا ويطلع علـــى النفس ويشرف على مداخل الفهم ويعلمنا متى يجدر بنا السكوت ومتى يليق رفع الصوت أو الصراخ نحوه على شرط أن يكون العقل منتها انتباهاً شديداً نحو الله. فلتكن النفس بكليتها مستسلمة للرب في الصلاة بمحبة لا تسرع ور تتوه ولا تتزعزع بمشاغل فكرها بل بكل اجتهاد مخلص تعمل كل ما بطاقتها حتى تجمع ذاتها مع أفكارها أمام المسيح تلازمه بانتظار حتى يشرق عليها ويعلمها حقيقة قانون الابتهال ويلهمها الصلاة الروحانية النقية اللائقة بالله والسجود
أمامه بالروح والحق فالله هو الذي يعلمنا كيف نصلي بالروح والحق لأن الرب يحل على نية النفس الصالحة ويقيمها أمام كرسي مجده ويستريح فيها. (عظة ۳۳)
٢- إن كان أحد عرياناً من الملابس الإلهية السمائية التي هو قوة الروح القدس كما قيل إن كان أحد ليس فيه روح المسيح وعدم أن يكون من خاصته، فليبك متوسلاً بالصلاة إلى الرب حتى يهبه اللباس الروحاني ألسمائي ليستر نفسه العارية من القوة الإلهية لأنه عار يكون غيره مسكواً بالروح وهـــو مكسو بعيب الشهوات الدنية. ( عظة ٢٠)
فن الحياة الناجحة
الفنون كثيرة، فهناك فن الموسيقى أرقى الفنون رقة وعذوبة وله عمالقة أبدعوا ووهبوا البشرية أروع إبداعاتهم، وهو فن له صلة كبيرة بالروح والأعصاب والعاطفة، يرفع النفس ويطير بها إلى أعلى القمم. وهناك فن التصوير ومعه النحت يُلبس الألوان والأحجار مناظر وأشخاصاً تكاد تنطق من شدة الإتقان، تعبر عن كل الطبيعة وكل الشخصيات وتسمو بها إلى شبه الحقائق عبدها الجهلاء من شدة روعتها، فهي تسلب النفس البسيطة وتدخل في روعها أنها من عالم آخر وكلها مــــن تــــراب الأرض ألواناً وأحجاراً. وأنواع أخرى من الفنون عبرت عن مواهب الإنـسـان المتعدّدة ولكن أَلْهَت الإنسان عن حقيقة فن الحياة الأسمى والأعلى.ففن الحياة متشعب على كل القامات، فن الأبوة وفن الأمومة وفـــن الطاعة للأب والأم والرئيس أيا كانت رئاسته في الدين أو العمل، وفـــــن التربية والتعليم، وفن اتِّباع النماذج الأرقى والأعلى في الحياة. هذه هــي فنون الحياة ولكل منها أصولها وواجباتها التى توفي حقها للإنسان الذي يريد أن يتعلم ويتهذب أيا كانت قامته
الانسان والخطية
أ. مستوى تعاليم المسيح:
قال المسيح بصراحة ووضوح: «تعليمي ليس لي بـــل للــذي أرسلني» (يو) (١٦:٧) ، وأضاف: «لست أفعل شيئاً من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمني أبي.» (يو ۲۸:٨)
إذاً، فهي تعاليم الله الآب إلهية بكل معنى ومبنى، والتعاليم الخارجة من عند الله تحمل حتماً وبالضرورة مستوى فكر الله ورؤياه. سامية أقصى ما يكون السمو، مُتقنة على قيـاس مــا تهــدف إليه إتقاناً لا يميل إلى المهادنة ولا تنحط إلى مستوى ما دون مشيئة الله. لا تقابل الإنسان في منتصف الطريق ولا تتدرج بــه مــن الأقــل إلى الأكمل أو تحاول أن تأخذ بيده حتى يشتد عوده، ، بل تبدأ بالكمال وتسير من كمال إلى كمال لا ترثي لحال ضعفه ولا تبالي بالتراب الذي أخذ منه بل تسمو به إلى السماء من حيث أنت وإلى حيث تنتهي بالإنسان غير عابئة بصرخات ضعفه ولا شكوى انحطاط طبيعته. لا تشفق على تعثره ولا ترثي لسقوطه.
تغيروا عن شكلكم
حتمية التغيير المستمر في الحياة المسيحية
الحياة المسيحية - أي الحياة بالروح كميلاد جديد من الله ـ تقوم أو تُبنى على عملية غاية في الأهمية، وهي التغيير الدائم أو المستمر في الطبيعة البشرية ويُعتبر الموتر الأساسي والعامل للتغيير في صميم الطبيعة البشرية، هو الله نفسه؛ وذلك بالفعل المباشر للروح القدس، من خلال الأسرار، وبالعشرة اليومية : بالحب والتسبيح والشكر والإعتراف أما الواسطة التي أعطيت للإنسان من الله لإستخدامها في الحصول على التغيير المستمر بالإرادة والإجتهاد الشخصي فهي الإنجيل أي كلمة الله ـ وهي واسطة حية وفعالة، وهي واسطة روحية خالصة.