الكتب
كيف أتقرب إلى الله
مقدمة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
وعَّاظٌ كثيرون من على المنبر قد يشعرونك بأهمية التصاقك بالله ومدى النعمة التي تسود حياتك حينما تلتصق بالمسيح ولكن ما أن تنتهي العظة وتنخرط في شئون حياتك اليومية حتى تجد أن حماستك قد فترت وتتحير متسائلاً مع نفسك هل الكلام الذي سمعته في العظة وكل العظات التي أسمعها وكل الكتب التي قرأتها مجرد كلام نظري وغير قابل للإختبار العملي أو بمعنى أشمل هل الحياة الدينية كلها كلام في كلام!؟ هذا الكتاب يركز يا قارئي العزيز على السلوكيات العملية اللازمة لحياتنا لكي نتمتع بعشرة حقيقية بالله نحن شعبه وغنم "رعيته ما أحوج الغنم إلى الراعي فهم لا يسيرون بغيره وطالما هو يسير أمامهم فهم في اطمئنان دائم وما أحوج الإنسان إلى الله وإلى الالتصاق به والاقتراب منه لأنه يُشبع روحه رغم أن كل مباهج العالم حوله من كل ناحية إلا أنه يجد نفسه جوعان فالشبع الحقيقي هو في الوجود الدائم مع الله لا توهم نفسك بالتدين الذي هو مجرد كلمات بل ادخل في علاقة واقعية مع الإله الحقيقي هذا الكتيب الذي بين يديك يا قارئي العزيز ما هو إلا محاولة بنعمة الله أن نضع النقاط فوق الحروف ليعطيك السبل العملية التي تقربك إلى الله وأنت تعلم أيها القارئ مقدار العطش المبهم الذي بداخلك نحو التعرف على الكائن الأعظم وتريد الارتواء والشبع كما قال القديس أغسطينوس "تظل نفوسنا قلقة إلى أن تجد راحتها فيك يا الله" أرجو أن يكون هذا الكتيب سبب بركة لحياة كل قارئ ويقربنا إلى الله فنتلذذ بالاقتراب منه عمليًا ولا نتركه أبدًا كل أيام حياتنا سلاما وبنيانا لكنيسة الله آمين.
الرحلة من موت الخطية الى قيامة الحياة
فترة الصوم الكبير، كما يقول آباؤنا القديسون هي فترة الخزين الروحي للعام كله أنه زمان التوبة مع الصوم الانقطاعي، والقداسات اليومية في جميع الكنائس تقريبا، معظمها تنتهي بعد الظهر، أنه زمــان الاعتكاف والخلوة ومحاسبة النفس والاعتراف الشامل فكيف نجعل من فترة الصوم الكبير فترة فرح وعزاء روحي؟ كيف نجعل منه رحلة، تبدأ من عمق خطايانا، وتنتهي إلى نور الله؟ كيف نعد أنفسنا به للقاء مسیح الصليب والقيامة؟
كل هذه الأسئلة نجد لها ردودًا عملية وعميقة من شخصية روحانية عميقة، وهو "أنطوني بلوم" رئيس الأساقفة الروس في لندن الذي يعتبر بكتاباته الروحية الوريث الشرعي للروحانية الروسية، مع ثقافة شرقية وغربية شاملة كان طبيبًا، ثم أعتنق الرهبنة، ورسم أسقفا سنة ١٩٥٨، ثم رئيس أساقفة سنة ١٩٦٢. و له نشاط ملحوظ في حركة الوحدة الكنسية وهو في كتابه هذا، يأخذنا خلال سبع محاضرات في رحلة إلى الله - أنتقيت منها أربعة - يأخذ فيها الإنسان إلى داخل ذاته، ومن هناك
يجد الإنسان نفسه بعد مشوار طويل متلاقيا مع المسيح المصلوب والقائم من الأموات يقول "أن ملكوت الله يغصب، أنه لا يمنح للكسالى، أن ما تريده إزاء الله الذي أعلن لنا بالمسيح هو أن نصير تلاميذ حقيقيين، نقرب
ذواتنا تقدمة حية لله"أتوسل إلى ربنا يسوع المسيح، أن يجعل هذا الكتاب سبب بركة للكثيرين ليستفيدوا من فترة الصوم الأربعيني ويخرجوا منه إلى جدة الحياة عائدين مرة أخرى إلى حضن الآب السماوي.
حياتك تلميذا للمسيح
مقدمة
+ حينما يبدأ الانسان حياته الفعلية مع المسيح يتلهف على قراءة الانجيل ، وممارسة الأسرار بتدقيق وقضاء الأوقات في الصلوات والتسابيح والخدمة الباذلة ووراء هذا كله يكون شخص المسيح المبارك وكأنه مجسم أمام عينيه يتبادل معه حوار الحب الصامت من آن لآخر وتتابع قراراته في تغير سلوكه من انسان يجارى هذا الدهر ،الى انسان يحيا بمبادىء المسيح لقد بدأ حياة التلمذة للمسيح .
+ لو استمر الانسان على هذا المنوال لصار تلميذا مخلصا وفيا للرب يسوع ، ولكن قد تحدث محاربات وشكوك . - فقد يبدأ المسيحى بعد وقت فى مناقشة الأمر من جديد مع نفسه هل أنا في الطريق الصحيح ؟ وتغيم الرؤيا الايمانية أمام عينيه .
- وقد يتدخل آخرون فى حياته معتبرين أنهم أوصياء وحراس على الحياة الروحية ، وقد يقبل أن يتتلمذ عليهم تاركا المسيح فيتوه "وجدنى الحرس الطائف في المدينة : ضربوني جرحوني ، حفظة الأسوار رفعوا ازارى عنى . فما جاوزتهم الا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسى ، فأمسكته ولم أرخه " ( نش ٠٤:٣،٧:).
حياة الدهر الاتى
مقدمة
وايضا يأتى فى مجده ليدين الاحياء و الاموات الذي ليس لملكه انقضاء وننتظر قيامة الاموات ، وحياة الدهر الآتى . آمين.
هذه هي الفقرات الاخيرة من قانون الايمان المسيحي الارثوذكسى انها عقيدة أساسية للغاية لأنه مهما ارتفع الانسان فى حياته الروحية ،وترك حجارة هذا الاساس هشة مفككة سرعان ما ينهار البناء كله فايماننا بحياة الدهر الآتي هو الاساس الصخرى المتين الذي يشيد عليه كل الايمان المسيحى يقول معلمنا بولس الرسول « ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا أشقى جميع الناس » ( ۱ کو ۱٥ : ۱۹ ) وربنا يسوع المسيح ايام تجسده ، کرز لنا مرارا وتكرارا ببشارة الحياة الابدية لأنه ما قيمة عمل الكفارة والفداء على الصليب ان كان الموت يلاشى وجودنا ؟ وما أهمية عمل الروح القدس ان كان لا يؤهلنا الى خلود سماوی ؟
ان الكنيسة في كل عباداتها ، تنتقل بأولادها الى حالة من الاشتياق والتطلع لحياة الدهر الآتي ففي القداس الالهى : قبل الصلاة السرية لحلول الروح القدس ، يقول الكاهن : ففيما نحن أيضا نصنع ذكرى آلامه المقدسة وظهوره الثانى الآتى من السموات المخوف المملوء مجدا
صوت من اعماق التاريخ عظات لكيرلس الكبير
المقدمة
لقد تحولت مصر بكاملها إلى المسيحية في عهدى البابا ثاؤفیلس ( ۲۳ ) والبابا كيرلس الكبير ( ٢٤ ) فمنذ ان بدأت المسيحية بمجيء مار مرقس الى مدينة الاسكندرية ، وهي تنتشر في هدوء كالخميرة وسط الدقيق . حتى تم اختمار العجين كله فى عهد البابا كيرلس العظيم . فأستمتع الشعب المصرى من الاسكندرية الى أسوان ببركات الديانة المسيحية .و شخص الرب يسوع وبركات الكنيسة المقدسة والحياة الفضلي السامية ما أن ارتقى البابا كيرلس عمود الدين الى السدة المرقسية حتى شمر عن ساعد الجد ، وبغيرة ملتهبة نادى مع داود النبي "باكرا أبيد جميع أشرار الأرض ، لأقطع من مدينة الرب كل فاعلى الاثم " (مزمور ۱۰۱ : ۸ ) فمشط كل جيوب الوثنية من أرض مصر بالرد على كتب يوليانوس الكافر واستصدر أمرا بجمع تلك الكتب وحرقها ثم استصدر أمرا آخرا بأجلاء جميع اليهود عن مدينة الاسكندرية بعد مؤامرة دنيئة قتل فيها اليهود مئات المسيحيين : اذ فى ليلة حالكة الظلام أشاعوا أن هناك حريق في الكاتدرائية الكبرى بالاسكندرية فتدافع المسيحيون لاخماد الحريق المزعوم..