الكتب

دروس روحية من الميلاد و الغطاس

قدمنا لكم في العام الأسبق أيها الاخوة الأحبـاء « تأملات في الميلاد ، تشمل محاضرة طويلة عن اخلاء الرب لذاته ومحاضرات أخرى عن « ملء الزمـان ، ، ولقب « عمانوئيل » أي الله معنا ، وأسئلة عن الميلاد معها اجابات القديسين عنها . و نقدم لكم في هذه السنة محاضرات أخرى ألقاها نيافة الأنبا شنوده بالقاعة المرقسية بالأنبا رويس سنة ١٩٦٦ عن أسباب حلول الرب بيننا ، ومصالحة السماء والأرض ، ودروس روحية في حياة العذراء وحياة القديس يوحنا المعمدان ونرجو أن يمنح الرب معونة ووقتا لمتابعـة نشر باقی المحاضرات . وتحت الطبع حالياكتابان من الحجم الكبير أحدهما کتاب حياة التوبة والنقاوة ، والآخر هو كتاب « تأملات في سفر نشيد الاناشيد » وكل عام وجميعكم بخير . صلوا عنا .

السيدة العذراء

لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب، مثل مريم العذراء.. رموز عديدة عنها في العهد القديم. وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات: في العهد الجديد ما أكثر التمجيدات والتأملات، التي وردت عن العذراء في كتب الآباء.. وما أمجد الألقاب، التي تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب إنها أمنا كلنا، وسيدتنا كلنا، وفخر جنسنا، الملكة القائمة عن يمين الملك، العذراء الدائمة البتولية، الطاهرة، المملوءة نعمة، القديسة مريم، الأم القادرة المعينة الرحيمة، أم النور، أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية هذه التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها:علوتِ يا مريم فوق الشاربيم، وسموت يا مريم فوق السرافيم مريم التي تربت في الهيكل، وعاشت حياة الصلاة والتأمل منذ طفولتها، وكانت الإناء المقدس الذي اختاره الرب للحلول فيه أجيال طويلة انتظرت ميلاد هذه العذراء، لكي يتم بها ملء الزمان (غل 4: 4) هذه التي أزالت عار حواء، وأنقذت سمعة المرأة بعد الخطية. إنها والدة الإله، دائمة البتولية إنها العذراء التي أتت إلى بلادنا أثناء طفولة المسيح، أقامت في أرضنا سنوات، قدستها خلالها، وباركتها وهى العذراء التي ظهرت في الزيتون منذ أعوامًا قريبة (1968)، وجذبت إليها مشاعر الجماهير، بنورها، وظهورها، وافتقادها لنا وهي العذراء التي تجري معجزات في أماكن عديدة، نعيد لها فيها، وقصص معجزاتها هذه لا تدخل تحت حصر إن العذراء ليست غريبة علينا، فقد اختلطت بمشاعر الأقباط في عمق، خرج من العقيدة إلى الخبرة الخاصة والعاطفة. ما أعظمه شرفًا لبلادنا وكنيستنا أن تزورها السيدة العذراء في الماضي، وأن تتراءى على قبابها منذ سنين طويلة لم توجد إنسانة أحبها الناس في المسيحية مثل السيدة العذراء مريم في مصر، غالبية الكنائس تحتفل بعيدها وفي الطقوس، ما أكثر المدائح والتراتيل، والتماجيد والأبصاليات والذكصولوجيات الخاصة بها، و بخاصة في شهر كيهك. ولها عند أخوتنا الكاثوليك شهر يسمى الشهر المريمي وفي أديرة الرهبان في مصر يوجد على اسمها: دير البراموس، ودير السريان، ودير المحرق، أي ربع الأديرة الحالية (التسعينيات من القرن العشرون) ويوجد دير للراهبات على اسمها في حارة زويلة بالقاهرة. وما أكثر الأديرة والمدارس التي على اسمها في كنائس الغرب.

تأملات في الجمعة العظيمة

من المفروض أن يكون كل يوم في حياتنا مقدساً للرب . ومع ذلك فإن أيام أكثر قدسية . وأن كانت أيام الصوم عموماً هي أيام مقدسة فلا شك أن الصوم الكبير هو أكثر قدسية من جميع الأصوام . وإن كان الصوم الكبير ، هو أكثر الأصوام قدسية ، فإن أسبوع الآلام ، هو أقدس أيام الصوم الكبير . ولا شك أن يوم الجمعة الكبيرة هو أقدس يوم في أسبوع الآلام كله وهكذا يكون أقدس أيام السنة ، وأكثرها عمقاً وروحانية وتأثيراً في نفس الناس . وقد اخترنا لك أيها القارئ المحبوب ، بعض محاضرات وكلمات ألقيت في أيام الجمعة الكبيرة في الكاتدرائية الكبرى ، مع عظة ألقيناها بكنيسة العذراء بجاردن ستى ، وذلك كمجرد باكورة لكتاب كبير عن أسبوع الآلام وليعطيك الرب بركة هذه الأيام المقدسة ،،

كلمات السيد المسيح على الصليب

إنها سبع كلمات ، لفظ بها الرب على الصليب ، فى آلامه وكانت كلها حياة لنا لم يتكلم أثناء المحاكمات ، ولا أثناء التعذيب والاستهزاء إلا نادرا. كان يغلب عليه الصمت لقد تنازل عن حقه الخاص ، وكرامته الخاصة. " فالمحبة لا تطلب ما لنفسها " (1كو5:13) أما على الصليب ، فتكلم ، حين وجب الكلام. تكلم من أجلنا ، لنفعنا وخلاصنا. وكان لكل كلمةهدف ومعنى. ولكل كلمة تأثير.. وسندخل فى أعماق كل هذا بعد حين.. على أننا نلاحظ على كلماته بوجه عام عدة ملاحظات ، منها :نلاحظ فى كلمات المسيح على الصليب عنصر العطاء.. عجيب أنه- وهو على الصليب- فى مظهر الضعف والانهزام كان يعطى.. أعطى لصالبيه المغفرة ، وأعطى للص اليمين الفردوس ، وأعطى للعذراء إبناً روحياً ورعاية وأهتماماً ، وأعطى ليوحنا الحبيب بركة العذراء فى بيته.. وأعطى للآب ثمن العدل الإلهى الذي يتطلبه ، وأعطى للبشرية كفارة وفداءا… وأعطانا أيضا اطمئنانا على تمام عمل الخلاص… أعطى لكل أحد. وهو الذي لم يعطه أحد شيئا… قدم للبشر كل هذا ، فى الوقت الذي لم يقدموا له فيه سوى مرارة وخل وكلمات المسيح السبع ، كان أولها وآخرها موجها إلى الآب.

المسيح المتألم

قدمنا أيها القارىء العزيز لك في العام الماضى بضعة محاضرات عن ( آلام المسيح وقيامته ) . وكان الجزء الخاص بالآلام يتعلق بتسبحة البصخة ( لك القوة والمجد ٠٠ ) • ولما كانت آلام المسيح نبعا لا ينضب للتأملات ، لذلك نقدم لك الآن بعض محاضرات ألقاها نيافة الأنبا شنوده في أبريل سنة ١٩٦٥ عن جانب آخر من آلام السيد المسيح . وقد خصصنا جزءا كبيرا منها عن : كلمات الرب على الصليب ] نقدمها لك قبل البصخة المقدسة ، راجين لك فترة روحية تقضيها متأملا في آلام المسيح ، الذي تألم عنك ، ليعطيك الفرح والحياة .

لك القوة و المجد

أسبوع الآلام ، أو أسبوع البصخة المقدسة ، هو أهم أيام السنة و أكثرها روحانية . هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص ، و أهم فصل في قصه الفداء . وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم و الحديث ، كلها مشاعر و أحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر . كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة ، ومن التأملات و التفاسير الروحية .. وقد كان آباؤنا القديسون في عصور الكنيسة الأولي يلاقون هذا الأسبوع بكل هيبة و توقير ، و يسلكون فيه بنسك شديد للغاية : كانوا يمتنعون فيه عن أي طعام حلو المذاق (( من الأطعمة الصيامية )) كالحلوى و العسل والمربي مثلاً ، لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا وهم يتذكرون آلام الرب من أجلهم . والبعض ما كانوا يطبخون في هذا الأسبوع شيئاً علي الإطلاق ، بسبب النسك من جهة ، ولكي لا يشغلهم أعداد الطعام عن العبادة من جهة أخري . و غالبية الناس ما كانوا يأكلون فيه سوي الخبز و الملح . و القادرون منهم كانوا يطوون الأيام صوماً ، وكانوا يمتنعون عن الطعام من عشية الجمعة إلي ساعة الإفطار في العيد . و النسك في هذا الأسبوع كان يشمل الزينة أيضاً . و لذلك كان النساء فيه يمتنعن عن التزين ، بل يمتنعن أيضاً عن لبس الحلي و كان هذا الأسبوع مكرساً كله للعبادة ، يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم ، و يجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة و التأمل كان الملوك و الأباطرة المسيحيون يأمرون أن تتعطل دواوين الحكومة و مصالحها خلال هذا الأسبوع ليتفرغ الناس للعبادة . بل كانوا يسمحون بخروج المحبوسين لكي يذهبوا هم أيضاً إلي الكنيسة و يشتركوا في صلوات هذا الأسبوع العظيم لعل ذلك يكون تهذيباً لهم و إصلاحاً . وممن فعلوا ذلك الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير . وكان السادة يمنحون عبيدهم عطلة طول أسبوع البصخة ، فلا يشتغلون هم أيضاً بل يعبدون الرب . وهكذا لا تكون روحيات السادة مبنية علي حرمان العبيد ، بل الكل للرب ، يعبدونه معا و يتمتعون معا بعمق هذا الأسبوع و تأثيرة ..

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل