مبادئ فى الخدمة ج2

أنا سأتكلّم معكُم عَنْ مبادِىء فِى الخِدمة ، فالمفرُوض أنّنا فِى الثلاث سنيِن فِى مرحلِة إِعدادِى نُعطيِكُمْ 12 مبدأ ، فأنا سأُعطيِكُمْ عنوايِن مبادِىء الخِدمة الخاصَّة بِأولى إِعدادِى ، وَعنوايِن المبادِىء الخاصَّة بِتالتة إِعدادِى فالقديس بولس الرسُول فِى رِسالته لِتلميذه تيموثاوس إِصحاح 4 : 12 يقُول :[ لاَ يستهِنْ أحد بِحداثتِكَ بَلْ كُنْ قِدوَةً لِلمؤمِنِين فِي الكلامِ فِى التَّصّرُّفِ فِي المحبَّةِ فِى الرُّوحِ فِى الإِيمانِ فِى الطَّهارَةِ ] المبادِىء الخاصَّة بِأُولى إِعدادِى : -
(1) ضرورة الخِدمة :-
لاَ يوجد إِنسان مسيحِى إِلاّ وَيكُون عِنده رُوح خِدمة ، فالخِدمة هى المحبَّة العمليَّة التَّى فِى الإِنجيِل ، هى حياة ربِنا يسُوعَ المسيِح الّذى جاء لِكى يخدِم ، فالخِدمة هى أساس الحياة المسيحيَّة ، وَهى التعبيِر عَنْ المحبَّة العمليَّة 0
(2) الله هُوَ العامِل فِى الخِدمة :-
فَمَنْ هُوَ الخادِم الحقيقِى ؟ هُوَ ربِنا يسُوعَ ، مَنْ هُوَ الراعِى الصالِح ؟ ربِنا يسُوع ، فالخِدمة هى مسئولية ربِنا يسُوعَ ، هُوَ الأساس ، مَنْ الّذى كان يُرسِل التلاميِذ مَنْ الّذى إِختارهُمْ ؟ هُوَ ربِنا يسُوعَ 0
(3) الإِتِضاع فِى الخِدمة :-
فشرط أساسِى جِدّاً أنّ الإِنسان الخادِم يكُون مُتواضِع ، فرب المجد يسُوعَ قال[ تعلّمُوا مِنِّى لأِنِّى وديِع وَمُتواضِعُ القلب0 ] ( مت 11 : 29 ) ،فَلاَبُد أنّ الإِنسان الخادِم تكُون رُوحه مُتضِعه ، وَنَفْسَه مُنكسِرة ، وَكُلّما إِقترب مِنْ ربِنا يعرِف أنّهُ خاطِىء وَمراحِم ربِنا كبيرة ، وَلكِنْ الكبرياء يُقاوِمهُ الله لأِنّ الله [ يُقاوِمُ المُستكبِرِين]( يع 4 : 6 ) ، فمُجرّد إِحساسِى إِنِّى أحسن مِنْ غيرِى فإِنّ هذا يُوقِف عنِى أىّ نِعمة إِحساسك إِنَّك أفضل مِنْ غيرك هذا خطر ، لاَ يوجد شيء إِسمه إِنَّك أحسن مِنْ غيرك ، فإِنْ كان عِندك شيء مُتّميِز فإِنّ هذا كُلّه هُوَ مِنْ ربِنا ، وَيجِب أنْ نُرجِع هذا الشيء لِربِنا ،وَ لاَ أقُول " أنا " وَلِذلِك إِنتبِهُوا جِدّاً لِهذِهِ النُقطة فِى حياتكُم لِئلاّ تبتعِدُوا عَنْ الطريق ، فأنا أساسِى تُراب ، وَربِنا يسُوعَ نَفْسَه إِنحنى وَغسل أرجُل تلامِيذه 0
(4) التلمذة :-
فأعيِش بِقلب تلمِيذ ، أىّ تسليِم الحياة وَيكُون عِندِى رُوح الإِتِضاع بِإِستمرار ،وَأقبل أنْ يكُون لِى مُعلِّم وَمُعلِّم0
المبادِىء الثانية :-
(1) الخِدمة وَالقُدوة :-
فالقديس بولس الرسُول يقُول لِتلميِذه تيموثاوس كما قرأنا [ كُنْ قُدوةً لِلمُؤمِنِين فِي الكلامِ فِي التّصَرُّفِ فِي المحبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمانِ فِى الطَّهارَةِ ] ، ما معنى كُنْ قُدوة ؟أىّ أنّ الإِنسان يكُون نموذج ، وَيكُون مِثال ، حياتنا يجِب أنْ تكُون نموذج حىّ وَعملِى لِلآخريِن فمُجرّد حياتك وَسِلُوكك هُما يُعلِنان عَنْ أنَّكِ بِنت لِربِنا ، فَلاَ تنتظرِى حتَّى تكُونِى تاسُونِى ، فأنتِ الآن خادِمة وَقُدوة فِى الكلام ، فِى التّصَرُّفِ ، فِى الطَّهارَةِ ،[ يروا أعمالكُمُ الحسنة وَيُمجِّدُوا أباكُمْ الّذى فِي السَّمواتِ ] ( مت 5 : 16 ) ، يُمجِّدُوا الله بِأعمالِى ، فأجمل شيء هُوَ أنّنا نشهد لِربِنا بِأعمالنا وَبِسِلُوكنا وَلِذلِك أُريِد أنْ أقُول أنّ القُدوة مُهِمّة جِدّاً فِى الحياة المسيحيَّة ، وَلِذلِك يجِب أنْ نُعلِّم النَّاس بِحياتنا ، فتوجد ترنيمة تقُول :-
علّمنِى بِحياتك قبل كلامك لىَّ هذا أفضل جِدّاً لِحياتِى الأبديَّة
لِذلِك نحنُ مُحتاجيِن جِدّاً أنْ نكُون صُورة لِلمسيِح ، نموذج حىّ ، فربِنا يسُوعَ عِندما كلّمنا عَنْ الإِتِضاع وَالحُب وَالغُفران وَالتسامُح وَالفِداء ، فهل كان يقُول هذا بِالكلام فقط أم كان يفعلهُ ؟! كان يفعلهُ 0
مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ تارِكاً لنا مِثالاً لِكى تَتَعُوا خُطُواتِهِ ]( 1 بط 2 : 21 ) ، أهم نموذج فِى القُدوة كان ربِنا يسُوعَ المسيِح بِنَفْسَه ، فأكثر شيء يؤثِر فِى الإِنسان هُوَ العمل وَليس الكلام ، فعِندما ترى إِنسان بِيضع عطاء فِى الصندُوق ،أوْ إِنسان بِيساعِد فقير ، أوْ إِنسان بِيصلِى بِقلبه ، فإِنّ هذا المنظر سيُؤثِر فِيكِ أكثر مِنْ أنَّكِ تقرأىِ كُتب فمُجرّد أنْ تعملِى عمل فإِنّ هذا لهُ تأثير ، فيجِب أنْ تكُون حياتنا على مِثال ربِنا يسُوع المسيِح ، وَبِذلِك أكُون خادِمة لِربِنا يسُوعَ فِى بيتِى ، وَفِى أُسرتِى ، وَمَعَْ أقارِبِى ، وَمَعْ جِيرانِى ، فِى حياتِى فالكلام يُمكِنْ أنْ يُنسى ، وَلكِنْ أفعال مُعيّنة لاَ تُنسى ، فَمِنْ الصعب جِدّاً أنّنا نعيِش بِشخصيتين ، شخصيَّة فِى الكنيسة ، وَشخصيَّة فِى البيت مُختلِفة تماماً عَنْ التَّى فِى الكنيسة ، أصعب شيء أنّنا نُتقِن الترانيِم وَما عكس الترانيِم ، أصعب شيء أنّ الإِنسان يفعل شيء غير مُقتنِع بِهِ ، فالمفرُوض إِنِّى أكُون مُقتنِع وَمُتشّبِع بِالتصّرُّف ، وَلكِنْ الشخصيَّة المُنقسِمة فهى شخصيَّة مُتعِبة جِدّاً يوجد شخص كان عِنده خُطوبة ، وَطلب مِنْ واحِد شمّاس أنْ يشترِك فِى الصلاة الخاصَّة بِالخُطوبة ، فقال لهُ أنا سأُحضِر لك مجموعة شمامِسة مُمتازِين ، وَكانت هذِهِ الخُطوبة فِى قاعِة الكنيسة ، وَبعد أنْ تمّت الصلاة فِى الخُطوبة كان نَفْسَه هُوَ الشّماس الّذى قام بِالغُناء ،فِى الخُطوبة 0فهُوَ فِى الصلاة وَالألحان حافِظ جِدّاً وَمُمتاز ، وَفِى الأُمور الأُخرى أيضاً مُحترِف ، فهذِهِ شخصيَّة مُنقسِمة وَلِذلِك لابُد أنْ يكُون الشخص مُتشّبِع بِالأُمور اللائِقة وَمُقتنِع بِها ، فالإِنسان الرُّوحانِى يُمكِنْ أنْ يظهر مِنْ مشيته ، وَمِنْ عينيهِ ، فتوجد عين هادِئة ، وَتوجد عين زائِغة ، توجد عين مُنتفِخة ، وَتوجد عين مُتضِعة ، فالقُدوة بِها عمل جبَّار فعنِدما قامت مجموعة بِزيارِة الأنبا أنطُونيوس كان يوجد واحِد بينهُمْ لاَ يسأله أىّ سؤال ، فتعجّب الأنبا أنطُونيوس مِنْ ذلِك ، فقال لهُ هذا الأخ " يكفِينِى النظر إِلَى وجهك ياأبِى " ، جميل جِدّاً هُوَ الإِنسان الّذى هُوَ بِالفِعل نموذج ، وَقُدوة مُفرِحة لِلّذين حولهُ ، وَصعب جِدّاً عِندما يكُون مُعثِر 0 لابُد أنْ تتشّبعِى مِنْ الآن بِرُوح المسيح الهادِىء [ مَنَ عمِلَ وَعلّم فهذا يُدعى عظيِماً فِى ملكُوتِ السَّمواتِ ] ( مت 5 : 19 ) ففِى صموئِيل الأول إِصحاح 12 قَدْ حدث هذا الموقِف ، صموئِيل النبِى وقف أمام الشَّعب وَقال لهُمْ لقد خدمتكُمْ 20 سنة فهل ظلمت أحد ؟ هل تكلّمت كلام خاطِىء على أحد؟ هل أخذت شيء مِنْ أحد ؟ فوجد أنّ النَّاس تقُول لهُ ، أنت لَمْ تظلِم أحد جميل جِدّاً أنّ الإِنسان يأخُذ مِنْ النَّاس شِهادة صالِحة ، فالقُدوة تُؤثِر أكثر مِنْ الكلام ، فمُمكِن أنْ نتكلّم عَنْ الإِتضاع ، وَلكِنْ ما أجمل أنْ نرى إِنسان مُتّضِع ، مُمكِن أنْ نتكلّم عَنْ الصلاة ، وَلكِنْ ما أجمل أنْ نرى إِنسان يُصَلِّى ، مُمكِنْ أنْ نتكلّم عَنْ المحبَّة ، وَلكِنْ ما أجمل أنْ نرى إِنسان مُحِب فالقُدوة الحيَّة ، القُدوة العمليَّة هى التَّى نحتاج إِليها ، فالخادِم يكُون قُدوة فِى التّصَرُّف ، أىّ أنّهُ لاَ يُعلّمنِى عَنْ المحبَّة وَالوداعة وَأجِدهُ يعلِّى صوته ، وَيُهيِن النَّاس ، وَيغضب ،نحنُ مُحتاجيِن لِنموذج حىّ وَمِنْ الأُمور الهامة جِدّاً جِدّاً بِالنسبة لِلبنات فِى القُدوة هُوَ مظهرها ، فأنتِ مِنْ الآن لابُد أنْ تكُونِى قُدوة لِغيرك فِى مظهرِك ، فَلاَ تكُونِى هوائيَّة ، فِى كُلّ وقت بِنِظام ، فَمَنَ أنتِ ؟ وَماذا تُرِيدِى ؟ هذا أمر مُهِم جِدّاً ، لابُد أنْ تكُونِى راسِخة على تعاليِم مُعيّنة كان يوجد أبونا إِسمه ميخائِيل إِبراهيِم ، وَقبل أنْ يُرسم كاهِن كان إِسمه ميخائِيل أفندِى ، فمُديرة قال لهُ أنت رجُل حلو جِدّاً ، وَمُؤدّب جِدّاً ، وَ لاَ تظلِم أحد ، لاَ تشتِم أحد ،لاَ تبخل على أحد بِشيء ، وَلكِنْ يوجد فِيك عيب واحِد وَهُوَ أنَّك مسيحِى ،فقال لهُ أبونا ميخائِيل ، أنا إِنْ لَمْ أكُنْ مسيحِى لكانت هذِهِ الصِفات غير موجُودة فىَّ ،فأبونا ميخائِيل قُدوة حسنة لأنّهُ بِسببِك يُمجِّدُوا ربِنا فَمِنْ الأُمور التَّى تُحزِن هى أنّهُ توجد بِنت ترتدِى ملابِس غير لائِقة ، وَيقُولُوا عنها أنَّها مسيحيَّة ، وَ لاَ نستطيِع أنْ نُفرِّق بين البِنت المسيحيَّة وَغير المسيحيَّة ، فأنا صُورة المسيِح ،فهل السيِّد المسيِح بِسببِى يُهان وَأنتِ لَمْ تشعُرِى بِذلِك
(2) الخِدمة وَالجِديَّة :-
ما معنى الجِديَّة ؟ وَهُوَ أنْ يعمل الإِنسان العمل بِأمانة وِبِنشاط وَبِحُب وَبِحزم وَبِإِجتهاد ، وَمِنْ صِفات عدم الجديَّة فِى الخِدمة هُوَ أنْ يعمل الإِنسان الخِدمة بِإِستهتار ، وَ لاَ يُرِيد أنْ يفعل شيء يتعِبه ، فهُوَ يُرِيد كُلّ شيء بِسهُولة ، وَهذا مِنْ صِفات جيلنا وَهُوَ أنّهُ لاَ يُرِيد أنْ يتعِب نَفْسَه فِى شيء فعِندما نقُول لِواحِد صلِّى ، إِخدِم ، إِتعب ، إِذهب ، تعال ، فإِنّهُ لاَ يُرِيد ذلِك لأنّهُ لَمْ يتعّود على ذلِك ، يُرِيد أنّ كُلّ شيء يكُون جاهِز عِنده ، وَالأُم بِتساهِم فِى عدم جديتِك ، وَتُدخِل فِى حياتِك لُون مِنْ الإِستهتار وَالإِستخفاف وَ بِذلِك لاَ نُحِب أنْ نُبذِل مجهُود ما أجمل أنْ أُعّبِر عَنْ حُبِّى بِبذل الجهد ، أرميا النبِى يقُول[ ملعُون مَنْ يعملُ عمل الرّبِّ بِرِخاءٍ ] ( أر 48 : 10 ) ، " ملعُون " أىّ أنّ الرّب لاَ يُبارِكهُ ، " رخاءٍ " أىّ كسل وَإِستهتار وَإِستخفاف ، فَلاَبُد أنْ أتغيّر عَنْ الإِستخفاف وَالكسل وَالتراخِى الّذى أعيِش فِيهِ ، لابُد أنْ أكُون فِى الخِدمة نشيِطة ربِنا يسُوعَ المسيِح عِندما جاء على الأرض كان عالِم بِكُلِّ ما سيأتِى عليه وَثبّت نظرهُ نحو أورُشليِم ، وَهُوَ عالِم بِكُلِّ ما سيأتِى عليه ، وَثبّت نظرهُ نحو أورُشليِم وَهُوَ عالِم أنّهُ سيُسلّم لأيدِى الأثمة وَسيجلِدوه وَسيصِلبُوه ففِى مَثَلَ الوزنات ناس تعبِت وَتمّ مُكافأتها ، وَناس لَمْ تتعب وَأخذ ما معها ، مُستحيِل أنّ الأميِن يُساوى بِغير الأميِن ، ربِنا قَدْ أعطاكِ وزنة ، فَلاَبُد أنْ لاَ تأخُذِى الأمر بِإِستخفاف فيوجد شخص فِى العهد القدِيم إِسمه نحميا ، قَدْ جاء إِليهِ شخص مِنْ أورُشليِم يقُول لهُ أنّ السور مُنهدِم وَالأبواب محرُوقة ، فجلس نحميا يبكِى وَينوح وَيصُوم وَيُصلِّى وَأكتأب وَذهب لِلملِك وَقال لهُ أنّ سور المدينة مهدوم ، وَلابُد أنْ أبنيه ، وَعِندما ذهب لِلمدينة وجد النَّاس فِيها مُتراخِين ، فقال لهُمْ الآية المشهُورة جِدّاً[ إِله السَّماء يُعطِينا النجاح وَنحنُ عبيدُهُ نقُومُ وَنبنِى ] ( نح 2 : 20 ) ربِنا لاَ يُعطيِنا النجاح بِدُون أنْ نقوم وَنبنِى ، لابُد أنْ نعمل العمل بِجديَّة ،وَلِذلِك نحميا قسّم الشَّعب إِلَى فِرق وَكُل فِرقة تقُوم بِبُناء جُزء مِنْ السور ، وَتمّ بُناء السور فِى 45 يوم ، لِدرجِة يقُول الشَّعب [وَكان لِلشَّعبِ قلب فِى العملِ ] ( نح 4 : 6 ) ، فالّذى يُرِيد أنْ يعمل مَعْ ربِنا لابُد أنْ يكُون لهُ قلب فِى العمل ، فَلاَ يأتِى لِلخدمة بِدُون أنْ يقرأ أوْ يُصلِّى أوْ يحضّر ، فالخِدمة تحتاج لإِلتِزام ، تحتاج لِجديَّة ، تحتاج تعب فالنَّاس عِندما بنوا السور لَمْ يكُنْ عِندهُمْ وقت لِيخلعُوا ثِيابهُمْ ، أُنظُروا كيف كانت جديّتهُمْ ، تأمّلُوا فِى جديَّة مُعلّمِنا بولس الرسُول ، فهُوَ لَمْ يهدأ يوم واحِد ، فهُوَ جاد فِى خدمِته وَمُتحمِّس ، وَ لاَ يعمل لِمُجرّد الروتيِن ، وَلِذلِك لابُد أنْ نكُون أُمناء أمام الرّبّ 0
(3) الخِدمة وَالتشجيِع :-
فالنِفُوس تحتاج جِدّاً لِلتشجيِع ، وَتتعب جِدّاً مِنْ الّذى ينقُضها ، وَلِذلِك نجِد ربِنا يسُوعَ المسيِح عِندما تقابل مَعْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول وَهُوَ قَدْ أنكر الإِيمان يقُول لهُ [ إِرع غنمِى ] ( يو 21 : 16 ) ، فبُطرُس الرسُول عِندما أنكرهُ ثلاث مرّات وجد أنّ نَفْسَه صغيرة ، وَكان مُتضايِق ، وَنجِد أنّ ربِنا يسُوعَ شجّعه ، وَرفعهُ رفعه عالية جِدّاً وَعِندما قال لِربِنا يسُوعَ [أنت هُوَ المسيحُ إِبنُ اللهِ الحىِّ ] ( مت 16 : 16 ) ، قال لهُ ربّ المجد [ طُوبى لَكَ ياسِمعانُ بن يُونا إِنّ لحماً وَدماً لَمْ يُعلِنْ لَكَ أنت بُطرُس وَعلى هذِهِ الصَّخرةِ أبنِى كنيِستِى وَ أبوابُ الجحيِمِ لَنْ تقوى عليها ]( مت 16 : 17 – 18 ) ، فهُنا شجّعهُ فنحنُ لاَ نعرِف سِوى أنْ ننقِد وَنهدِم ، نحنُ مُحتاجيِن أنْ يكُون لِساننا أكثر لُطفاً وَرِقَّة ، أحياناً لاَ نعرِف التشجيِع ، صعب جِدّاً إِنِّى أرى كُلّ شيء سيىء فِى صديقِى وَصديقتِى وَ لاَ أكلِّم زميلتِى عَنْ شيء حلو فِيها حاولِى أنْ تشجّعِى فِى مرّة ، فستجدِى مَنْ تُكلّميه قلبه كيف أنّهُ سينفتِح ، فَلاَ داعِى أنْ يكُون لنا فِى كُلّ شيء نظره سوداء وَ لاَ نشعُر بِمشاعِر الآخريِن ربّ المجد يسُوع كثيراً ما تعامل مَعْ ناس يائِسيِن مُحبطيِن ساقِطيِن مذلُولِين مائِتيِن ، وَلِذلِك نقُول لهُ [ الُقيِمِ المِسكيِنِ مِنَ التُرابِ الرافِع البائِسِ مِنَ المزبلةِ ] ( مز 113 : 7 ) ربِنا يحبِنا ، فنحنُ خِلقه الله ، فقد توجد نَفْسَ تحتاج إِلَى كلِمة أكثر مِنْ أىّ شيء آخر ، وَعُلماء النَفْسَ يقُولُوا أنّهُ يُمكِن أنْ لاَ أأكُل أسبُوع ، وَ لاَ أشرب ثلاثة أيَّام ، وَ لاَ أتنفّس ثلاث دقائِق ، وَلكِنْ لاَ أستطيِع أنْ أظِل بِدُون تشجيِع دقيقة واحِدة ، فهل نحنُ بِنشّجع أم بِنرى النُقطة السوداء وَنرّكِز عليها ؟! وَلو أخاكِ عِندهُ نُقطة ضعف فهل بِإِستمرار تكلّميه عليها وَترّكِزِى عليها فقط ؟! فأنتِ بِذلِك لاَ يوجد عِندك إِحساس بِالآخر فحتَّى لو كانت عِندك ملحُوظة قولِيها بِكلِمة لطيِفة ، وَفِى وقت مُناسِب ، فيُقبل كلامِك ، وَإِنْ لَمْ تفعلِى ذلِك فإِنّ هذا الأمر السِّيىء يُمكِن أنْ يزداد ، فالأولاد يحِبُّوا التشجيِع ،وَ لاَ يحِبُّوا أنْ يُوّبخُوا أمام الآخرِين ربِنا مَعْ المرأة التَّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل قال لها [وَ لاَ أنا أدِينُكِ00 ] ( يو 8 : 11 ) ، وَلِذلِك يقُول لنا الكِتاب [0شجّعُوا صِغار النُّفُوسِ0 ]( 1 تس 5 : 14 ) ، وَالمقصُود " بِصِغار النِفُوس " هُوَ الإِنسان الّذى عِندهُ نُقطة ضعف ، أوْ أنّهُ لَمْ يثِق فِى نَفْسَه فلو أنا تعاملت مَعْ إِنسان صغيِر النَفْسَ ، فماذا أفعل لهُ ؟؟!! لابُد أنْ أرفعه ،فِى مرّة تعرّفت على ناس أغنياء جِدّاً جِدّاً ، فالسيِّدة عِندما تنزِل لِخدمِة إِخوة الرّبّ بِتنزِل بِملابِس حقيرة جِدّاً ، وَتنزِل لهُمْ بِمُنتهى البساطة ، فالإِنسان يُحِب الّذى يُشّجِعهُ وَيحتويه وَيُحِبه ، وَليس مَنْ يتعالى عليه إِفرِضِى إِنك بِتُعطِى لأولادِك فِى الخِدمة ، وَدخلُوا مُسابقة وَإِنغلبُوا ، نقُول لهُمْ خلاص ، ألسنا قَدْ إِستفادنا مِنْ الدِراسة ، وَتشّجعيِهُمْ ، فالّذى عِنده رُوح تشجيِع فإِنّهُ بِإِستمرار بِيرفع الّذين حولهُ سيِّدنا البابا شِنوده عِندما كان يخدِم كان بسيِط جِدّاً فِى خدمِته ، فكان بيُعطِى لِولد درس ، وَهذا الولد كان مُستواه هابِط جِدّاً فِى الدِراسة ، فقام بِعمل إِمتحان لهُ وَكانت النتيجة صِفر ، وَفِى مرّة أُخرى قام بِعمل إِمتحان لهُ فكانت النتيجة أيضاً صِفر ، فالولد قال لهُ أنا فِى المرّة الأُولى أخدت صِفر وَكان عِندِى 15 غلطة ، الآن عِندِى 13 غلطة وَبرضه أخدت صِفر ، فكان مِنْ المفرُوض أنْ تقُول لِى كلِمة تشجيِع ، نحنُ أحياناً لاَ نرى إِلاّ الخطأ ، وَ لاَ نرى الصح إِفرضِى أنّهُ توجد بِنت شقيَّة جِدّاً ، فمُمكِن أنْ يكُون عندها طاقة ، فعلينا أنْ نُوّجِهها ، علينا أنْ ننظُر لِكُلّ إِنسان بِنظرِه ربِنا يسُوعَ ، وَكيف أنّهُ كان يتعامل مَعْ النَفْسَ 0
(4) الخِدمة وَالخفاء :-
أجمل شيء فِى الخِدمة هُوَ أنْ تعمل فِى خفاء ، ماأصعب أن يعملها الإنسان وَهُوَ فِى داخِلهُ حُب الظُهُور ، فكُل خِدمة نعملها لابُد أنْ نكُون مُتمّسِكيِن فِيها بِالخفاء ، وَهذا يكُون إِيمان عالِى جِدّاً بِأنّ الله يرى ، وَلكِنْ يحدُث العكس وَهُوَ إِنِّى لاَ أرى الله ، وَأرى النَّاس ،[ فأبُوك الّذى يرى فِى الخفاء هُوَ يُجازِيكَ علانيةً ] ( مت 6 : 4 ) فكُلّ عمل نعملهُ مَنَ يراه ؟! ربِنا ، فَلاَ أسعى أنّ النَّاس ترانِى ، فالخفاء فِى الحقيقة نَفْسَه هُوَ إِحساس داخِلِى ، فَمِنْ داخِلِى يكُون عِندِى خفاء ، فمُمكِن أنْ أعمل عمل وَالنَّاس لاَ ترانِى وَلكِنْ فِى داخِلِى أتمنّى أنّ النَّاس ترانِى فالخفاء هُوَ إِحساس فِى الداخِل ، هُوَ الإيمان بِأنّ الله يرى ، فأهم ما فِى الخفاء أنّهُ إِحساس فِى القلب بِأنّ الله يرانِى ، وَشاهِد على تصّرُّفاتِى ، وَمِنْ داخِلِى خافِى عَنْ نَفْسِى ما أفعله ، فَلاَ أعمل وَأنا أُرّدِد ما عملتهُ ، وَ لاَ أقنِع نَفْسِى بِما فعلتهُ [ فَلاَ تُعرِّف شِمالك ما تفعلُ يمِينُكَ ] ( مت 6 : 3 ) ، حتَّى لاَ أُحِب مِنْ داخِلِى مدح نَفْسِى وَمديِح الآخرِين ، وَ لاَ أقُول أنا فعلت وَفعلت فالخفاء هُوَ إِنسان لاَ يسعى أنْ يُعرِّف أحد ما يفعلهُ ، وَلكِنْ لو لَمْ تواتينِى الظرُوف بأنْ أُخفِى خلاص ربِنا عارِف ما بِداخِلِى ، لابُد أنْ نكُون حُكماء ، ربِنا فاحِص القلُوب ، وَعارِف ما بِقلب كُلّ واحِد فقد أُقيمت كاتدرائيَّة كبيرة فِى تُركيا ، وَقَدْ كلّفُوها تكالِيف باهِظة جِدّاً ، فأرادوا أنْ يكتُبوا أسماء الشخصيات التَّى تعبت فِيها ، وَكتبُوا الأسماء على لوحة مِنْ رُخام ، وَبِالرغم مِنْ أنّها مِنْ رُخام إِلاّ أنّهُمْ وجدوها قَدْ سقطت ، فربِنا قال لِواحِد تقِى أنا أُريِد أنْ تكُون هذِهِ الكاتدرائيَّة على إِسم واحدة إِسمها " صُوفيَّا " ، فبحثُوا عنها ، وَقَدْ وجدوها إِمرأة غلبانة جِدّاً ساكنة فِى كوخ ، وَهى أمامها إِسطبل الحيوانات التَّى تنقِل مواد البُناء ، فهذِهِ الإِمرأة كانت تنقِل الماء لِهذِهِ الحيوانات ، فالله يقُول أنا ناظِر لِلقلب فمُمكِن أنْ تعملِى عمل بسيِط وَربِنا يراه كأنّهُ أعظم عمل ، إِقبلِى أنْ تعملِى العمل الّذى فِيهِ خفاء ، وَإِنْ كان أقل شأن ، لأِنّ الله ينظُر إِليه بِكرامة عظيِمة أكثر مِنْ الأُمور الظاهِرة ،[ فَأبوكَ الّذى يرى فِى الخفاءِ هُوَ يُجازِيكَ علانيةً ] ( مت 6 : 4 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين