ما بين الخدمة الروحية والخدمة الإجتماعية

سنتحدث بنعمة ربنا عن موضوع هام وهو ما بين الخدمة الروحية والخدمة الإجتماعية .. وهذا الموضوع هام وخاصةً للخدام الذين يخدموا في خدمات مختلفة مثل المرضى أو المسنين أو ذوي الإحتياجات الخاصة لأنه لابد أن تكون هناك رؤية للعمل الذي نعمله .. وسنقرأ جزء من إنجيل معلمنا يوحنا بركاته على جميعنا آمين .. ﴿ أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم .. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم كانوا لك وأعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك والآن علموا أنَّ كل ما أعطيتني هو من عندك لأنَّ الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقيناً أني خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتني ﴾ ( يو 17 : 4 – 8 ) .
من المهم جداً أن نعرف لماذا نخدم وما هي دوافعنا وأهدافنا ؟ ولابد أن نعلم أنَّ الخدمة أساساً حركة روحية وليست حركة إجتماعية .. فيوجد في كل البلدان حركات إجتماعية هدفها الإهتمام بالناس مثل ذوي الإحتياجات الخاصة أو المرضى أو المسنين ولكن دوافعهم ورؤيتهم غير دوافعنا ورؤيتنا للخدمة لأنَّ العمل الذي نعمله هو روحي ومأخوذ من رسالة الإنجيل فنحن قد أخذنا عملنا من روح ربنا يسوع الذي يحركنا للإهتمام بهذه الأعضاء .. وسنتحدث عن أربعة نقاط هامة :0
1. هدف العمل .
2. شكل العمل .
3. إهتمامات العمل .
4. نتائج العمل .
1. هدف العمل :
=====================
لابد أن نعلم أنَّ الهدف من أي عمل هو هدف روحي فنحن نعمل أي عمل لتمجيد إسم ربنا يسوع وأي عمل يُعتبر إمتداد لملكوت الله على الأرض ونمو في معرفته .. والهدف أيضاً من أي عمل هو أن تعبد الناس الله وأن تلتف الناس حول الله وأن تنمو الناس في محبة الله .. وهناك هدف آخر من العمل وهو خلاص كل أحد وتوبة كل الناس .. ﴿ الذي يريد أنَّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ﴾ ( 1تي 2 : 4 ) .. ونستطيع أن نقول أنَّ الهدف من أي عمل هو إرضاء لله وأن نرى المسيح من خلال هذا العمل وأن ننفذ وصايا الله وأن أصل بإخوتي للملكوت .. وقد يتحول العمل إلى عمل إجتماعي لا يوجد المسيح فيه وذلك عندما يضيع الهدف .
فمن المهم أن توجد علاقة محبة بين الخادم وبين الإنسان الذي يخدمه .. ولكن هناك فرق بين الحب الإجتماعي والحب الروحاني .. وكذلك هناك فرق بين الإهتمامات الروحية والإهتمامات الإجتماعية .. ويقول القديس أوغسطينوس ﴿ أنه لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ .. لأنَّ هذه المحبة هدفها خلاص الإنسان فعلينا أن نفكر في وجود الله في أي عمل نعمله .. ولذلك نقول عبارة هامة في القداس وهي ﴿ ليتمجد ويتبارك ويرتفع إسمك العظيم القدوس في كل شيء كريم ومبارك ﴾ .. فعلى الخادم أن يسأل نفسه هل هذا شعار الخدمة ؟ لأنَّ الهدف من أي عمل هو مجد الله وأيضاً وجود قلوب تلتف حول الله ونفوس تحبه وبذلك تُصبح العلاقة ليست مجرد عطف على إنسان مريض ولكن هناك رؤية أعمق وهي هل هذا الإنسان سيذهب للسماء ؟ هل هو مستعد وتائب ؟ هل توجد خطية لم يتب عنها ؟ هل هو يحب كل المحيطين به ؟
إنَّ الشفقة واهتمامات الجسد لا تكفي فحياتنا مع المسيح يسوع أرقى من أي مستوى اجتماعي فاحذر من أن تنسى الهدف من أي عمل تعمله .. وأيضاً عندما يذهب الإنسان إلى أي مكان لابد أن يسأل نفسه لماذا أنا ذاهب إلى هذا المكان وما هو الهدف ؟ فالهدف من أي عمل هو جعل الناس تتلامس مع ربنا يسوع وأن تعرفه وبذلك يرى الناس المسيح من خلالنا ولكن العمل الإجتماعي هو مجرد لقاء وتخفيف الآلام وترويح عن الناس ورفع الحالة المعنوية لهم فهو ترفيه عن الناس .. ولكن عندما يذهب الخادم إلى المستشفى ليزور مريض ليس الهدف فقط هو رفع المستوى المعنوي عنده ولكن الهدف هو أن يشعر هذا الإنسان المريض بالمسيح الذي يحبه وأن يشعر أننا جسد واحد وأنَّ آلامه هي آلامنا فنحن دائماً نصلي له .. ولذلك فهناك علاقة بيننا وبين هذا الإنسان المريض .
وعندما تذهب إلى أي مكان لابد أن تعرف دوافعك .. وهناك قول هام لأحد الآباء يستطيع من خلاله أن يعرف الإنسان نفسه وهو * إسأل دوافعك * .. فالدافع الذي داخل الإنسان هو الذي يحركه حتى يذهب إلى مكان ما .. وربنا يسوع نفسه كانت أمامه رسالة على الأرض حتى أكملها .. فالهدف من أي عمل لابد أن يكون واضح ولا يتغير تحت أي ظرف .. فمثلاً إذا قابلني شخص بطريقة غير لائقة فلا أغير هدفي .. وأيضاً إذا ذهبت إلى مكان ولم أجد الترحيب فيه فلا أغير هدفي .. ولكن الخدمة الإجتماعية هي خدمة العين أي أنَّ الإنسان الذي يعاملني بطريقة جيدة أتعامل معه والإنسان الذي لا يعاملني بطريقة جيدة لا أتعامل معه ولكن العمل الروحي هدفه المسيح .. وقد نخدم في مكان يوجد فيه إخوتنا الكاثوليك وهنا علينا دور هام وهو أننا نمثل الأرثوذكسية فلابد أن نبين مدى محبة الكنيسة للكل ولابد أن يعرف الجميع أنَّ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية متسعة بالحب وتحتضن الكل وترعى وتهتم بالكل .. فلابد أن يكون الهدف واضح في أي عمل نعمله سواء زيارة مريض أو عمل رحلة أو خدمة أي إنسان .
2. شكل العمل :
====================
هناك فرق بين التنظيمات الإدارية في العمل الروحي وبين التنظيمات الإدارية في العمل الإجتماعي فالروتين هو الذي يحكم التنظيمات الإدارية .. والعمل الإجتماعي له شكل وهيكل تنظيمي معين ويعتمد على الأقدمية ويحكمه قانون إجتماعي ولكن شكل العمل الروحي أنه جسم المسيح ونحن أعضاء في جسمه فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه فنحن لنا شكل وهو شكل المسيح فنحن جسم المسيح وإن كنا متباينين إلا أننا متكاملين لا يوجد ما يُسمى كبير أو صغير لأننا نكمل بعض .. فمثلاً في جسم الإنسان لا تستطيع العين أن تقول لليد أنها أحسن منها والعكس صحيح .. فالعلاقة بيننا ليست نداً أو تحدي ولكن هي علاقة تكامل فأصغر عضو فينا مهم جداً .
ففي جسم الإنسان سمح الله أنَّ كل جزء يعمل عمل مختلف ولكنه مهم فلا يوجد جزء مُهمل أو جزء ليس له دور وهذا هو شكلنا فنحن مجموعة عبارة عن جسم المسيح وكما يقول عن الكنيسة ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. فعن طريق تعدد الأوتار والنغمات يتكون اللحن .. والقيثارة لا تعطي نغمة واحدة لأنها إذا أعطت نغمة واحدة فلا يتكون اللحن ولا يوجد التعبير ولا توجد نغمة نقول أنها أحسن من نغمة أخرى .. ولكن تفاعل النغمات مع بعض هو الذي يُكون اللحن وهو الذي يعطي معنى .. وهكذا العمل الروحي لا يوجد شخص يفتخر على آخر ولا يوجد شخص أهم أو أعلى من الآخر فأي عمل يقوم به الإنسان يُعتبر مهم وكريم في عيني الرب .
ولذلك نجد تعدد المواهب عند آبائنا الرسل .. فبطرس غير بولس غير يوحنا ولكن الله يُطيل أناته على الجميع .. فمثلاً فيلبس كان لديه أسئلة تدل على أنَّ هناك أشياء لا يفهمها .. فمثلاً عندما قال ﴿ أرنا الآب وكفانا ﴾ ( يو 14 : 8 ) .. فقال له رب المجد ﴿ الذي رآني فقد رأى الآب ﴾ ( يو 14 : 9 ) .. ثم نجد مدى قوة خدمة فيلبس واستشهاده فقد كان إنسان جبار .. فكل شخص له موهبته الخاصة به وكل شخص يمثل جزء مهم من المسيح ولذلك نجد أنَّ أبونا الكاهن في نهاية القداس يمسح الصينية حتى يتأكد من عدم وجود أي جزء صغير من الجسد .. فأي جزء صغير يُسمى بالجوهرة .. فأبونا الكاهن يحاول أن يجعل الصينية خالية من أي جوهرة حتى يطمئن أنَّ الجسد أصبح في أجساد المؤمنين وأصبحنا نحن جسمه .
وكذلك أي شخص يمثل جوهرة فعندما يهين أي إنسان أخوه كأنه أهان المسيح .. وأي إهانة لأي فرد في المجموعة كأنها إهانة للكل .. فإذا لم نحب بعضنا ونقدم محبة عملية لبعضنا فنحن بذلك نهين الجسد .. فشكل المجموعة الروحية هي مجموعة مُتألفة ومفعولة من الروح وبالروح .. ولذلك فنحن نُشكل جسد المسيح السري وهذه المجموعة لها روح مشتركة .. ﴿ وكان عندهم كل شيءٍ مُشتركاً ﴾ ( أع 2 : 44 ) .. فلا يوجد تحكمات أو سيطرة أو أوامر ولكن شكل المجموعة أنها تحيا لطاعة الوصية وشعارها ينبغي أنَّ ذاك يزيد وأنا أنقص ( يو 3 : 30 ) .. فكل واحد في هذه المجموعة يريد أن يعمل في الخفاء ولكن العمل الإجتماعي يحدث فيه تصارع على الأدوار ولكن العمل الروحي ليس كذلك بل نقدم بعضنا عن بعض في الكرامة .
ولذلك فشكل المجموعة نستطيع أن نرى من خلالها المسيح .. وإذا اختار الإنسان بين الخدمة أو المحبة فعليه أن يختار المحبة لأنه إذا أحب كل واحد الآخر فسنخدم أكثر ما نخدم ولكن بدون محبة .. فالخدمة بدون محبة لا فائدة لها ولهذا يقول رب المجد ﴿ بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعضٍ ﴾ ( يو 13 : 35 ) .. فالمحبة هي التي تميز العمل الروحي عن العمل الإجتماعي .. ﴿ محتملين بعضكم بعضاً بالمحبة مُسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل ﴾ ( أف 4 : 2 – 3 ) .. فاسعى دائماً لبناء الحب فشكل الجماعة الروحية مختلف عن أهل العالم .. فنحن لا يحكمنا مناصب ولا رئاسة ولا نريد شئ سوى أن نحب بعضنا البعض ولكن العمل الإجتماعي يعتمد على مبدأ القيادة ويتبع مبدأ * فِرَق تِسِد * .. فالعمل الإجتماعي يغذي الفُرقة بين الناس حتى يظل هناك شخص كبير وهو الذي يتحكم في الأمور ولكن العمل الروحي يوحد ولا يفرق .. وإذا حدث خطأ من شخص فيحاول الجميع أن يستر عليه وقد يصل الأمر أنَّ كل شخص يحاول أن ينسب الخطأ إلى نفسه وليس لغيره وهذا عكس العمل الإجتماعي الذي فيه يريد كل شخص أن يبرر نفسه وينسب الخطأ إلى غيره وفي النهاية نستطيع أن نقول أنَّ شكل المجموعة الروحية كالآتي هي مجموعة تحكمها المحبة والروح الواحد والتآلف .
3. إهتمامات العمل :
===========================
يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس ...... صرت للكل كل شيءٍ لأُخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 20 – 22 ) .. فمعلمنا بولس الرسول يريد أن يربح كل النفوس إلى السيد المسيح ولذلك يقول بولس الرسول ﴿ أخذتكم بمكرٍ ﴾ ( 2كو 12 : 16) .. فهدف أي عمل هو أن نقرب الناس للمسيح فإذا كان هناك حفلة أو رحلة أو تعليم فلابد أن يوجد فيهم إهتمامات روحية .. ومن ضمن الإهتمامات أن نشجع الناس على الصلاة وأن نحرص على وجود إجتماع صلاة وان نشجع بعضنا على ممارسة الأسرار من توبة واعتراف وتناول .. وأيضاً من ضمن الإهتمامات أن نحفظ الألحان ونعمل أيام روحية وأن ننمي المحبة بين بعضنا وأن نوزع الأدوار علينا .. والهدف الروحي لا تظهر فيه القيادة بل تذوب المجموعة مع بعض فمن الصعب أن نعمل أي عمل بدون رؤية ولهذا يقول ﴿ بلا رؤيا يجمح الشعب ﴾ ( أم 29 : 18) .. فنحن نُعد كل شخص للأبدية ولهذا لابد أن نتحدث مع الناس عن السماء وعن التوبة وعن عظمة مكانة الأبرار في السماء .. فمن ضمن اهتماماتنا أن يخلُص كل أحد وأن نجذب كل أحد .
فمثلاً إذا كانت هناك رحلة فلابد أن نكلم الأولاد عن سيرة القديس الذي سنزوره ونعمل له تمجيد ونتحدث عن صفاته وفضائله وبذلك يحب الأولاد القديس ويرتبطوا به .. ولكن أحياناً ننسى هذا في الرحلة ونهتم بالمسابقات والجوائز .. ومن ضمن الإهتمامات كيف نجعل الخدام يحبوا الناس وكيف يحب الخدام بعضهم .. فهناك أمر هام وهو كيف نوصل المسيح لكل إنسان بل كيف نربط كل إنسان بالكنيسة .. فمثلاً في صوم الميلاد ممكن نحفَّظ الأولاد مرد الميلاد ونعطيهم كلمة عن الصوم وبذلك نربط الأمر بالكنيسة .. ولكن العالم عندما يعمل خدمة اجتماعية تكون مجرد لذة وقتية ومتعة ولكن أجمل ما في العمل الروحي هو الأثر الذي يتركه في الناس بعد ذلك .
فما أروع أبونا بيشوي كامل عندما كان يحب أن يربط أولاده بالقديسين فكان يأخذهم في أعيادهم إلى كنائسهم ويعمل سهرات روحية وتمجيد لهم وبذلك يجعل الأولاد يحبوا القديس .. فكل عمل نعمله لابد أن يكون له هدف روحي لأنَّ الأعمال الروحية هي التي تنمي الإنسان روحياً فنحن لسنا حركة أخلاقية بل روحية وهدفها أن نُحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع .. والعمل الروحي ليس لهو أو إضاعة للوقت بل هدفه أن نمجد الله ونعيش معه ونسبحه ونمجده .. وهناك اهتمامات أخرى وهي كيف نزرع في أولادنا الفكر الكنسي وكيف نغرسهم في الكنيسة وأيضاً كيف نثبت المخدوم في الكنيسة بحيث عندما يكبر ويواجه التحديات المختلفة لا يترك الكنيسة .
ومن ضمن الإهتمامات أيضاً هي كيف نختبر الإنجيل .. وأيضاً لابد أن نهتم بالخدمة الفردية وهذا عكس الخدمة الإجتماعية التي تهتم بالأعداد وبالجماهير ولا تهتم بالفرد فلابد أن يكون عند الإنسان رؤية ناحية كل نفس لكي تتوب وتخلُص .. فكثيراً ما نسمع عن أُناس إنتقلوا إلى السماء ولكن السؤال الأهم هل هؤلاء الناس كانوا مستعدين وتائبين ؟ ولذلك فنحن علينا دور وعلى كل نفس أيضاً دور ولكن هل نحن نؤدي الدور المطلوب منا أم لا ؟ وهذه هي الرؤية فنحن نصدر الناس إلى السماء وعملنا الأساسي هو أن نجعل الناس تذهب إلى السماء .
4. نتائج العمل :
=====================
إنَّ نتائج العمل الروحي يختلف عن نتائج العمل الإجتماعي فالعمل الإجتماعي عبارة عن مجموعة من الناس قضوا بعض من الوقت للمتعة الوقتية أو اللذة ولكن العمل الروحي من نتائجه قلوب مشتعلة وتنبض بمحبة الله .. ومن نتائجه أنَّ الناس تزداد نمو في حياتها الروحية وأصبحت نفوس تكرست لله بل أعطت عمرها وشبابها لله وأعطت وقتها لله .. ومن نتائج العمل الروحي أنَّ الناس تزداد في ثباتهم الكنسي وأصبحت المجموعة تنمو وتنضج روحياً بل تثمر أيضاً وقد يكون منهم رهبان وراهبات أو أساقفة أو كهنة أو مكرسين أو زوجات يجعلوا من بيوتهم كنائس ويربوا أولادهم في خوف الله ويُصبحوا قديسين يحملوا روح الخدمة من جيل إلى جيل وبذلك نشعر أنَّ الله تمجد وأنَّ الناس عرفت الله واتحدت به وتغيرت .فربنا يسوع كثيراً ما يسأل عن نتائج خدمتنا في حياتنا الداخلية وفي وسط المجتمع وفي المخدومين مثل أبونا بيشوي كامل الذي أثمر في الكنيسة كلها لأنه إنسان عنده محبة للكل وقلبه مفتوح ويعيش الإنجيل .. على العكس من العمل الإجتماعي فهو عبارة عن تقرير أو انتظار مديح أو ترقية أو مكافأة .. ولكن نحن ننتظر المدح والترقية والمكافأة في السماء فنحن نُمجد في السماء وعلى الأرض تتمجد الكنيسة ولذلك فمن ضمن نتائج العمل الروحي وجود ثمار مفرحة وأن تزداد الناس في محبتها لله وأن تطبق وصاياه .. فالعمل الإجتماعي لا يدوم ولكن العمل الروحي يدوم .. العمل الإجتماعي مؤقت أما العمل الروحي دائم ومستمر .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين