توجهات فى الخدمة

Large image

بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس بَعْض النَّصَائِح فِي رِسَالَتُه الأُولِى لِتِلْمِيذُه فَيَقُول { لاَ تَزْجُرْ شَيْخاً بَلْ عِظْهُ كَأَبٍ وَالأَحْدَاثَ كَإِخْوَةٍ وَالْعَجَائِزَ كَأُمَّهَاتٍ وَالْحَدَثَاتِ كَأَخَوَاتٍ بِكُلِّ طَهَارَةٍ . أَكْرِمِ الأَرَامِلَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ . وَلكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفِيدَةٌ فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمُ الْمُكَافَأَةَ . لأِنَّ هذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ . وَلكِنَّ الَّتِي هِيَ بِالْحَقِيقَةِ أَرْمَلَةٌ وَوَحِيدَةٌ فَقَدْ أَلْقَتْ رَجَاءَهَا عَلَى اللهِ وَهِيَ تُوَاظِبُ الطَّلِبَاتِ وَالصَّلَوَاتِ لَيْلاً وَنَهَاراً . وَأَمَّا الْمُتَنَعِّمَةُ فَقَدْ مَاتَتْ وَهِيَ حَيَّةٌ . فَأَوْصِ بِهذَا لِكَيْ يَكُنَّ بِلاَ لَوْمٍ . وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ وَلاَ سِيَّمَا أَهْلِ بَيْتِهِ فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ . لِتُكْتَتَبْ أَرْمَلَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً امْرَأَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَشْهُوداً لَهَا فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ } ( 1تي 5 : 1 – 10 ) بُولِس الرَّسُول يَتَكَلَّمْ عَنْ العِلاَقَات الكَنَسِيَّة وَالفِئَات المُتَنَوِعَة فِي الكَنِيسَة يَتَكَلَّمْ عَنْ الأرْمَلَة وَعَنْ الشَّابَة وَعَنْ الحَدَثَات وَعَنْ الشَّاب وَمَا هِيَ العِلاَقَات بَيْنَهُمْ وَكَيْفَ يَتَعَامَلُونَ مَعاً وَمَا هِيَ المَسْئُولِيَات إِتِجَاه بَعْض لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ :-
1/ الكَنِيسَة جَمَاعِة المُؤمِنِين :-
لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّنَا نُشَكِّلْ الكَنِيسَة أوْ جَمَاعِة المُؤمِنِين أوْ نُشَكِّلْ جَسَدٌ الْمَسِيح السِّرِّي أي لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا إِحْسَاس أنَّنَا نَتَكَامَلٌ مَعاً فِي وِحْدَه وَاحِدَة فِي جِسْمٍ وَاحِدٌ نُكَمِّلْ بَعْضَنَا بَعْض وَنُكَمِّلْ نَقَائِص بَعْض أي عَائِلَة وَاحِدَة وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول { رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ } ( أف 2 : 19) وَلِنَرَى كَيْفَ يُحِبْ الإِخْوَة بَعْضُهُمْ وَيَخَافُون عَلَى بَعْضُهُمْ وَيُحِبُّوا لِبَعْضُهُمْ النَّجَاح وَالكَنِيسَة الرُّبَاطٌ الَّذِي بَيْنَهَا لَيْسَ رَبَاطٌ جَسَدِي بَلْ رَبَاطٌ رُوحِي لِذلِك مَحَبِّتْهَا أقْوَى مِنْ المَحَبَّة الأخَوِيَّة لأِنَّهُ مَهْمَا كَانَ الرَّبَاطٌ الجَسَدِي فَهُوَ مَحْدُود وَزَائِلْ بَيْنَمَا رَبَاطٌ الرُّوح فَدَائِمْ لِذلِك الكَنِيسَة جَمَاعَة رُوحِيَّة مُتَآلِفَة مَعَ بَعْضَهَا مُحِبَّة لِبَعْض هَدَفْهَا وَاحِدٌ طَرِيقْهَا وَاحِدٌ رَئِيسْهَا وَاحِدٌ وَصَايَاهَا وَاحِدَة قَوَانِينْهَا وَاحِدَة يَجْمَعَهَا أُمُور كَثِيرَة مُشْتَرَكَة فِكْرِنَا إِتِجَاه الكَنِيسَة وَإِتِجَاه بَعْض لاَبُدْ أنْ تَكُون وَاضِحَة وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول { الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّباً مَعاً } ( أف 2 : 21 )كُلَّ البُنَاء وِحْدَه وَاحِدَة كُلَّ عُضْو لَهُ كَرَامَة وَلَهُ حُبْ وَلَهُ مَوْهِبَة كُلَّ وَاحِدٌ مُهِمْ لأِخِيه تُوْجَدٌ لُوحَة رَسَمَ فِيهَا الفَنَّان الكَنِيسَة جَسَدٌ الْمَسِيح فَرَسَمْ الكَنِيسَة كَمَا هِيَ وَرَسَمْ الْمَسِيح هُوَ الوَجْه كَمَا المَذْبَح وَخَرَجْ مِنْهُ الجَسَدٌ الَّذِي هُوَ الكَنِيسَة هكَذَا أنْتُمْ الجَسَدٌ هذَا جَسَدٌ يَسُوع وَالرَّأس هُوَ الهَيْكَل نَحْنُ جَسَدُه أعْضَاء حَيَّة أعْضَاء مُحِبَّة مُتَكَامِلَة العِلاَقَة بَيْنَنَا لَيْسَتْ عِلاَقَة إِجْتِمَاعِيَّة أي لَسْنَا نُجَامِلْ بَعْضِنَا مُجَامَلاَت إِجْتِمَاعِيَّةهَلْ سَألْت عَلَى فُلاَن لأِنَّهُ غَائِبْ مِنْ فِتْرَة ؟ وَكَأنَّنَا نَسْأل عَنْ بَعْضِنَا كَوَاجِبْ إِجْتِمَاعِي وَمُجَامَلَة لاَعِلاَقِتْنَا بِبَعْض أعْمَقٌ عِلاَقَة تَحْكُمْهَا أُمُور رُوحِيَّة وَتَحْكُمْهَا الوَصِيَّة لِذلِك لَوْ عَرَفْنَا مَاذَا نَحْنُ بِالنِّسْبَة لِلْمَسِيح وَبِالنِّسْبَة لِبَعْضِنَا وَالْمَسِيح بِالنِّسْبَة لَنَا سَيَكُون كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مُهِمْ بِالنِّسْبَة لأِخِيهِ أهَمِيِّة الْمَسِيح نَفْسُه وَلَهُ كَرَامِة الْمَسِيح وَلَنْ تَكُون عِلاَقِتْنَا بِبَعْض عِلاَقِة وَاجِبْ وَإِرْضَاء الأمر أرْقَى مِنْ ذلِك بِكَثِير لِذلِك هُنَاك لَحْن يَقُول { هؤُلاَء الَّذِينَ ألَّفَهُمْ الرُّوح مَعاً مِثْلَ قِيثَارَةnai `etaf\otpou eucop > `nje Pip/n/a/ e/q/u/ > `m`vrh; `noukuqara }( مَا يُقَال فِي ذُكْصُولُوجِيِة بَاكِر ) نَحْنُ مِثْلَ قِيثَارَة .. مَاذَا تَعْنِي قِيثَارَة ؟ القِيثَارَة هِيَ نَغَمَات مُتَنَوِعَة بِإِتِفَاق هذِهِ النَّغَمَات تَصْنَعْ لَحْن وَقِيمَة لكِنْ نَغَمَة وَاحِدَة لَيْسَ لَهَا قِيمَة وَلاَ تَصْنَعْ تَنَاسُق هكَذَا نَحْنُ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا نَغَمَة مُسْتَقِلَّة وَلكِنْ إِتِحَادْنَا مَعاً بِإِتِفَاق يَعْزِف مَنْظُومَة جَمِيلَة وَلَحْن جَمِيلٌ لأِنَّنَا ألَّفْنَا الرُّوح مِثْلَ قِيثَارَة وَمَا أجْمَل أنْ يَكُون الرُّوح عَامِلْ فِينَا وَعَامِلْ مَعَنَا فَيَكُون إِتِفَاقْنَا إِتِفَاق رُوحِي هذِهِ فِكْرِتْنَا عَنْ بَعْضِنَالاَ يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه رَجُل مُهِمْ وَآخَر أقَلْ أهَمِيَّة لاَ كُلَّ عُضْو لَهُ كَرَامَة وَكُلَّ عُضْو لَهُ دُورُه وَلاَ يَسْتَهِنْ أحَدٌ بِالآخَر الكَاهِن مُهِمْ وَالشَّمَاس مُهِمْ وَالخَادِم مُهِمْ وَفَرْدٌ الشَّعْب مُهِمْ كُلَّ وَاحِدٌ يَعْمَلْ عَمَلْ هُوَ فِي حَدٌ ذَاتُه مُهِمْ فِي سِفْر صَمُوئِيل النَّبِي الثَّانِي عِنْدَمَا إِنْقَسَمْ أبْشَالُوم عَلَى دَاوُد أبِيهِ وَمَلِّك نَفْسُه عَلَى المَمْلَكَة وَنَجَحٌ فِي جَذْب مُعْظَمْ الشَّعْب وَبِالفِعْل أخَذَ مَعَهُ حُكَمَاء إِسْرَائِيل وَمِنْ ضِمْن هؤُلاَء الحُكَمَاء أخَذَ أخِيتُوفَل وَحَكِيمْ آخَر إِسْمُه حُوشَاي الأرْكِيّ الكُلَّ ذَهَبْ مَعَ أبْشَالُوم لكِنْ حُوشَاي الأرْكِيّ رَاجِعْ نَفْسُه وَعَادَ إِلَى دَاوُد النَّبِي فَقَالَ لَهُ دَاوُد أنَا غِير مُحْتَاجٌ لَك مَعِي هُنَا لكِنِّي مُحْتَاجٌ لَك مَعَ أبْشَالُوم كَيْ تُعْلِمْنِي كَيْفَ يُفَكِّر وَمَاذَا سَيَفْعَل وَلْتُبْلِغْنِي بِذلِك وَبِالفِعْل ذَهَبْ حُوشَاي الأرْكِيّ مَعَ أبْشَالُوم وَأبْطَل مَشُورَة أخِيتُوفَل أخِيتُوفَل قَالَ لأِبْشَالُوم إِنْزِل الآنْ عَلَى دَاوُد وَاقْتُلُه لكِنْ حُوشَاي قَالَ لَهُ إِنَّ دَاوُد رَجُل حَرْب وَلَيْسَ مِنْ السَّهْل القَبْض عَلِيه أوْ قَتْلُه بَلْ هُوَ مِحْتَاج تَخْطِيطٌ وَجَمْع عَدَد كَبِير مِنْ الشَّعْب لِذلِك هذَا أمر مِحْتَاجٌ لِبَعْض الوَقْت وَاسْتَحْسِنْ أبْشَالُوم مَشُورِة حُوشَاي الأرْكِيّ وَأرَادَ حُوشَاي أنْ يُبْلِغْ دَاوُد بِأنَّهُ إِحْتِمَال نِزُول أبْشَالُوم لَهُ سَيَكُون صَبَاحٌ الغَدْ وَلَمْ تَكُنْ هُنَاك وَسِيلِة إِتِصَالاَت سِوَى الإِتِصَال الشَّخْصِي بِأنْ يَذْهَبْ أحَدٌ لِيُبْلِغْ دَاوُد الأمر فَوَجَدٌ حُوشَاي خَادِمَة فَتَاة صَغِيرَة فَأرْسَلَهَا إِلَى إِثْنَان مِنْ الكَهَنَة كَانَ مُتَفِقٌ مَعْهُمَا لِيُبَلِّغْهُمَا تَحَرُّكَات أبْشَالُوم وَهُمَا بِدَوْرِهِمَا يُبْلِغَان دَاوُد فَذَهَبَتْ الجَارِيَة الصَّغِيرَة وَأبْلَغَتْ الكَاهِنَان بِأنَّ أبْشَالُوم سَيَأتِي لِدَاوُد لِيَقْضِي عَلَيْهِ اللَّيْلَة فَأرْسَلْ الكَاهِنَان وَلَدَيْهِمَا وَهُمَا شَابَّان صَغِيرا السِّنْ لِيُبْلِغَا دَاوُد وَلَمَّا دَخَلْ الشَّابَّان القَرْيَة رَآهُمَا بَعْض أتْبَاع أبْشَالُوم فَدَخَلاَ الشَّابَّان عِنْدَ إِمْرَأة وَاخْتَبَأَ عِنْدَهَا وَلَمَّا سَألُوا عَلَيْهِمَا قَالَتْ المَرْأة إِنَّهَا لاَ تَعْلَمْ عَنْهُمَا شَيْء وَبَعْد ذلِك خَرَجَ الشَّابَّان وَأبْلَغَا دَاوُد بِالأمر لِنَرَى هذِهِ القِصَّة سَنَجِدْ بِهَا حُوْشَاي الأرْكِيّ ثُمَّ الجَارِيَة يَلِيهَا الكَاهِنَان ثُمَّ الشَّابَّان ثُمَّ المَرْأة وَأخِيراً دَاوُد إِذاً المَلِك وَالجَارِيَة وَالشَّابَّان وَالكَهَنَة وَالحَكِيم وَالضِّدٌ أي أبْشَالُوم كُلَّ هؤُلاَء عَمَلْهُمْ نَجَاحٌ مَمْلَكِة دَاوُد نَحْنُ كُلُّنَا عَمَلْنَا نَجَاحٌ مَمْلَكِة الله وَانْتِشَار مَلَكُوتُه عَلَى الأرْض حَتَّى وَإِنْ كُنْت أنَا الجَارِيَة المُهِمْ أنْ أكُون أمِين كَجَارِيَة وَإِنْ كُنْت مَلِك أكُون أمِين كَمَلِك وَأمَانَتِي كَمَلِك تُسَاوِي أمَانَتِي كَجَارِيَة وَأمَانَتِي كَجَارِيَة تُسَاوِي أمَانَتِي كَمَلِك المُهِمْ أكُون أمِين إِذاً لَيْسَ بَيْنَنَا عُضْو أفْضَل مِنْ الآخَر وَلاَ يَفْتَخِر عُضْو عَلَى الآخَر – أبَداً – المُهِمْ أمَانَتِي فِي الدُور الَّذِي أقُوم بِهِ حَتَّى لَوْ كَانَ دُور صَغِير إِلاَّ إِنِّي أعْمِلُه بِأمَانَة عِنْدَمَا أقُوم بِدُورِي بِأمَانَة أكُون بِذلِك مُكَمِّل لِنَقَائِص شَدَائِدْ الْمَسِيح كَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ( كو 1 : 24 ) فَلاَ تَبْحَث عَنْ دُورَك إِنْ كَانَ عَظِيمْ أوْ مُمَيَّزأوْ لَهُ كَرَامَة بَلْ إِبْحَث هَلْ أنْتَ أمِين فِي دُورَك ؟ أعْرَف إِنْسَان قَضَى خَمْسَة عَشَرَ سَنَة فِي الخِدْمَة كَانَ كُلَّ عَمَلُه أنْ يَجْلِس عَلَى بَاب الكَنِيسَة يَطْمَئِنْ أنَّ الأوْلاَد لاَ يَخْرُجُون مِنْ الكَنِيسَة بِدُون خُدَّامْهُمْ وَلَمْ أعْرِف قِيمِة هذِهِ الأُمُور إِلاَّ عِنْدَمَا خَرَجَ طَفْل مِنْ الكَنِيسَة وَحْدُه وَبَحَثْنَا عَنْهُ وَلأِنَّ الطِّفْل صَغِيرلَيْسَ لَدَيْهِ تَمْيِيز فَلَمْ يُسْتَدَل عَلِيه إِلاَّ مِنْ صُورِة مَدَارِس أحَدٌ الَّتِي مَعَهُ فَعَرَفُوا أنَّهُ مَسِيحِي وَأتُوا بِهِ إِلَى الكَنِيسَة فِي أحَدٌ المَرَّات تَسَاءَل جَمَاعِة رُهْبَان كَانُوا يَتَنَاقَشُون مَعاً هَلْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس أخَذٌ رُتْبَة كَهَنُوتِيَّة قِس أم قُمُص أم رَاهِبْ عَادِي ؟ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْ الرُّهْبَان قَالَ رَأيُه فِي الأمر مَاعَدَا شِيخٌ كَانَ جَالِس وَسَطِهِمْ صَامِتْ فَسَألُوه فَقَالَ لَهُمْ { أنَا لاَ أعْلَمْ دَرَجْتُه لكِنِّي أعْلَمْ أنَّهُ كَانَ عَامِلاً بِدَرَجَتِهِ } " عَامِلاً بِدَرَجَتِهِ " أي أمِين فِي دَرَجَتِهِ سَوَاء كَانَتْ دَرَجَة كَهَنُوتِيَّة أم غِير كَهَنُوتِيَّة لِذلِك لاَ تَبْحَث عَنْ دُور مُمَيَّز لكِنْ إِبْحَث عَنْ أمَانَتَك فِي دُورَك وَإِنْ كَانَ مُجَرَّدٌ تَسْقِي طِفْل المُهِمْ أنْ تَقُول يَارَب لَيْتَنِي أُرْضِيك مِنْ خِلاَل هذَا الدُور البَسِيطْ عَامِلْ بِدَرَجْتُه كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لَهُ دُور وَلَهُ كَرَامَة فِي عِينْ الله كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لاَبُدْ أنْ يَقْتَنِعْ بِدُورُه وَلاَ يَبْحَث عَنْ دُور أكْبَر نَحْنُ لاَ نَتَصَارَع عَلَى أدْوَار وَلَنْ يَصْنَعْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا نَفْسُه مِنْ خِلاَل دُور مُعَيَّنْ بَلْ مِنْ خِلاَل أمَانَتُه فِي أي دُور إِذاً نَحْنُ كَكَنِيسَة نَتَكَامَلْ وَلاَ يُوْجَدٌ مِنَّا مَنْ هُوَ أهَمْ مِنْ الآخَر أوْ أعْظَمْ مِنْ الآخَر وَالله عَلَّمَنَا أنَّ الدَّرَجَة فِي المَلَكُوت تُحْسَبْ بِالتَّعَبْ وَالأمَانَة وَسَنَرَى يَكْفِي أنَّ المَجْمَعْ يُذْكَر فِيهِ السَيِّدَة العَذْرَاء وَبَعْدَهَا يُوحَنَّا المَعْمَدَان الَّذِي كَانَ بِدُون رُتْبَة وَبَعْدُه تَأتِي مُفَارَقَة عَجِيبَة إِسْتِفَانُوس وَهُوَ شَمَّاس يُذْكَر قَبْل مَارِمَرْقُس البَطْرِيَرْك رَغْم أنَّ هذَا رَئِيس بَطَارِكَة وَهذَا رَئِيس شَمَامِسَة لأِنَّ السَّمَاء لَيْسَتْ بِالرُّتَبْ بَلْ لَهَا مَعَايِير مُخْتَلِفَة نَحْنُ كَجَمَاعِة مُؤمِنِين جَمَاعَة مُتَكَامِلَة لَيْتَنَا نَفْرَح وَنَقْتَنِعْ بِدَوْرِنَا الصَّغِير جِدّاً المُهِمْ أنْ نَكُون أُمَنَاء فِيهِ وَعَامِلِينْ بِهِ وَعِنْدَئِذٍ سَنَكُون مُثْمِرِينْ وَلَنَا كَرَامَة فِي عَيْنَيَّ الله وَعِينْ السَّمَاء لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَعْرِف الإِنْسَان هذَا الأمر .. الأمر لَيْسَ ألْقَاب أوْ كَرَامَة أوْ مَاذَا يَقُولُونَ عَنِّي لِذلِك أهَمْ شِئ فِي الكَنِيسَة الرُّوح الوَاحِدِةٌ وَأنْ نَكُون مُتَكَامِلِينْ وَنُنَمِّي المَحَبَّة مُسْرِعِينْ إِلَى وِحْدَانِيِة الرُّوح بِرَبَاطٌ الصُّلْحٌ الكَامِلْ كَيْ نَكُون جَسَدٌ وَاحِدٌ وَرُوح وَاحِدَةٌ ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي صَلاَة بَاكِر ) .
2/ عِلاَقِة الخَادِم وَالمَخْدُوم :-
مَا حُدُود العِلاَقَة بَيْنَ الخَادِم وَالمَخْدُوم ؟ وَمَاذَا يَجِبْ أنْ يَفْعَلاَ إِتِجَاه بَعْضِهِمَا ؟أوَّلاً عِلاَقِتْنَا مَعَ المَخْدُوم هِيَ مِنْ خِلاَل شَخْص الْمَسِيح المُبَارَك هذِهِ نُقْطَة مُهِمَّة لاَ تَغِيب عَنْ عُيُونَنَا لاَ أُرِيدْ أنْ أتَعَامَلْ مَعَ المَخْدُوم وَيَغِيب الْمَسِيح مِنْ وَسَطْنَا وَإِلاَّ سَتَضِيعْ مِنَّا أشْيَاء كَثِيرَة وَسَيَدْخُلْ الهَوَى الفَرْدِي إِنْ كَانَ المَخْدُوم يِعْجِبْنِي أم لاَ هَلْ أسْتَلْطَفُه أم لاَ وَهكَذَا لكِنْ إِنْ تَعَامَلْت مَعَهُ مِنْ خِلاَل الْمَسِيح سَيَكُون لِي أمَان مِنْ عَقْلِي وَهَوَايَ الشَّخْصِي لاَبُدْ أنْ يَتَعَامَلْ الخَادِم مَعَ المَخْدُوم مِنْ خِلاَل الْمَسِيح وَلَيْسَ أحَدٌ آخَر يَقُول القِدِّيسِينْ عَنْ الخَادِم أنَّهُ حَضْرَة شَفَّافَة مَاذَا تَعْنِي حَضْرَة شَفَّافَة ؟ تَعْنِي أنَّهُ يُرَى مِنْ خِلاَلُه الْمَسِيح أي نَرَى الْمَسِيح الَّذِي وَرَاؤه وَلاَ يَصِيرحَضْرَة مُعْتِمَة فَلاَ يُرَى الْمَسِيح مِنْ خِلاَلُه إِذاً هُوَ زُجَاج وَلَيْسَ خَشَبْ أرَى مِنْ خِلاَلُه قَلْب وَاسِعْ غِيرَة أمَانَة حُبْ لاَ يَكُنْ قَلْبُه ضَيِّق أوْ لَهُ جَمَاعَة مُخْتَارَة كَمَا يَقُول الكِتَاب وَكَمَا يُوصِي الكَاهِن فِي رِسَامَتِهِ لأِنَّ هذَا أمر يِتْعِبْ الخِدْمَة جِدّاً وَيُدَمِّرْهَا وَيِتْعِبْ النَّاس يُوصِي الكَاهِن فِي رِسَامَتِهِ { ألاَّ يَكُون لَكَ جَمَاعَة مُخْتَارَة } أي يَكُون لِلكُلَّ وَيُحِبْ الكُلَّ وَيَتَعَامَلْ مَعَ الكُلَّ عَلَى إِنَّهُمْ أوْلاَد الْمَسِيح وَلاَ يُفَرِّق بَيْنَهُمْ وَيَحْتَوِي ضَعَفَاتِهِمْ وَيَرْبُطْهُمْ بِالكَنِيسَة الجَسَدٌ الوَاحِدٌ الخَادِم عَلَيْهِ دُور كَبِير هُوَ تَوْحِيدْ أوْلاَدُه كُلُّهُمْ وَأنْ يَغَار عَلَيْهِمْ غِيرَة الرَّبَّ غِيرَة مُتَقِدَة نَار الخَادِم مَمْلُوء بِالرُّوح وَالرُّوح صِفَتُه أنَّهُ نَار وَصِفَة النَّار أنْ لاَ يَقِفْ أمَامَهَا شِئ وَلاَ شِئ يَتَحِدْ بِهَا إِلاَّ وَيَصِير نَار مِثْلَهَا أي لَوْ إِتَحِدِت بِالخَشَبْ يَصِير الخَشَبْ نَار مِثْلَهَا أي تُحَوِّل الشِئ إِلَيْهَا هكَذَا الخَادِم بِنُور وَحَرَارِة الله الَّتِي دَاخِلُه لاَ تَجْعَلُه يَتَمَثَّل بِسَلْبِيَات مَنْ حَوْلُه بَلْ نَار الله تَعْمَلْ فِيه لِذلِك الكَنِيسَة تُحَافِظْ عَلَى إِسْتِخْدَامْهَا لِلشَّمْع كَنَار وَلِلفَحْم المُتَقِدْ بِالنَّار فَتَجِدْ الشُّمُوع حَوْلَ المَذْبَح وَحَوْلَ الإِنْجِيل عِنْدَ قِرَاءَتُه نَار نُور الله وَكَلِمَة الله نَار آكِلَة نَار تُحَوِّلْنَا لِطَبْعُه فَتَصِير قُلُوبْنَا مُتَقِدَة نَار غِيرِة الخَادِم لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه غِيرَة وَيَكُون قَلْبُه مُتَقِدْ نَار عَلَى أوْلاَدُه وَلِنَرَى غِيرِة بُولِس الرَّسُول غِيرَة مَا بَعْدَهَا غِيرَة عَلَى كُلَّ مَكَان يَذْهَبْ إِلِيه وَكُلَّ مَكَان يَسْمَعْ عَنْهُ يُرِيدْ أنْ يَذْهَبْ إِلِيه بُولِس الرَّسُول نَمُوذَج لِلغِيرَة الخَادِم لاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدُه نَفْس الغِيرَة نَحْو هذِهِ المَسْئُولِيَّة تَشْبِيه عَجِيب قَالَهُ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير فِي كِتَابُه " الرِّعَايَة " يَقُول فِيه عِنْدَمَا يَتَوَفَّى الزُّوج فِي العَهْد القَدِيم يَتَزَوَج أرْمَلْتُه أقْرَب رَجُل لِهذَا الزُوج لِيُقِيمْ لِلمُتَوَفِي نَسْل وَيُسَمَّى الوَلِي الأوَّل لأِنَّهُ يُعْتَبَر لَحْمُه وَدَمُه وَعِنْدَمَا يَرْفُض الوَلِي الأوَّل الزَّوَاج مِنْ الأرْمَلَة يَتَحَوَّل الشَّرْع لِلرَّجُل الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَيُسَمَّى الوَلِي الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِث وَهكَذَا حَتَّى يَقْبَلْ أنْ يَقْتَرِنْ بِهَا وَلِي لِيُقِيمْ نَسْل لِلمُتَوَفِّي عِنْدَمَا يَرْفُض الوَلِي الأوَّل الزَّوَاج بِأرْمَلِة المُتَوَفِّي تَعْمَلْ مَعَهُ الأرْمَلَة حَرَكَة غِير لَطِيفَة وَهيَ أنْ تَبْصُق فِي وَجْهِهِ لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ تَرَكَهَا لِلأبْعَد وَكَأنَّهَا تَقُول لَهُ كُنْت أوْلَى بِك ثُمَّ يُؤخَذْ مِنْهُ نَعْلُه حَتَّى لاَ يَكُون لَهُ فِيمَا بَعْد حَقٌ فِي هذِهِ الأرْمَلَة أوْ فِي المِيرَاث وَيُسَمَّى بَيْتَهُ بَيْت مَخْلُوع النَعْل وَهذَا كَانَ يَحْدُث كَثِيراً فِي العَهْد القَدِيم وَلكِنْ أشْهَر أرْمَلَة كَانَتْ رَاعُوث الَّتِي رَفَضَهَا الوَلِي الأوَّل وَتَزَوَّجْهَا الوَلِي الثَّانِي الَّذِي هُوَ بُوعَز القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس الكَبِير يَقُول أنَّ هذِهِ المَرْأة هِيَ الكَنِيسَة وَعَرِيسْهَاهُوَ رَبَّنَا يَسُوع الَّذِي صُلِيَ عَلَى الصَّلِيب وَقُبِر وَقَام وَصَعَدْ وَتَرَكَ الكَنِيسَة وَنَسْلَهَا لَمْ يُكْتَمَلْ بَعْد تَرَكَهَا لإِخْوَتُه لِيُقِيمُوا مِنْهَا نَسْل الَّذِي لاَ يَتَحِدْ بِالكَنِيسَة لِيُقِيمْ نَسْل لأِخِيه يُبْصَق فِي وَجْهَهُ مِنْ الكَنِيسَة فِي الأبَدِيَّة وَتَقُول لَهُمْ الكَنِيسَة إِنِّي لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 )أنْتَ لَمْ تَقْتَرِنْ بِي لِتُكْمِل نَسْل زَوْجِي عَرِيسِي فَيَسُوع تَرَك لَنَا الكَنِيسَة وَجَسَدْهَا وَنَسْلَهَا لَمْ يُكْتَمَلْ وَمَازَالَ يُكْتَمَلْ فِينَا فِعْلاً نُلاَحِظْ أنَّ الكِتَاب يَقُول عَنْ الكَنِيسَة { وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ }( أع 2 : 47 ) وَنَحْنُ حَتَّى الآنْ نُعَلِّمْ أوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا لأِنَّهُ قَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات وَنُعَلِّمَهُمْ أنَّنَا إِمْتِدَاد لِمَلَكُوت الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَإِنْ لَمْ نَفْعَلْ هذَا الدُور بِأمَانَة نَجِدْ لُوْم مِنْ الكَنِيسَة وَنُصْبِحٌ كَأنَّنَا رَافِضِينْ أنْ نُكْمِلْ نَسْل الْمَسِيح لِذلِك لِنَرَى كَمْ الغِيرَة وَإِحْسَاس المَسْئُولِيَّة الَّتِي لَنَا إِنْ أرَدْنَا تَلْخِيص دُور الخَادِم مَعَ المَخْدُوم فَهُوَ :-
أ/ الصَّلاَة :-
كَمَا قَالَ صَمُوئِيل النَّبِي { وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ }( 1صم 12 : 23 ) لَيْسَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ أكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْلُكُمْ كَانَ الشَّعْب قَدْ طَلَبَ مَلِك يَمْلُك عَلَيْهِمْ مِثْلَ سَائِر الأُمَمْ فَقَالَ لَهُمْ الله سَأُعْطِيكُمْ مَلِك كَحَسَبْ إِرَادَتِكُمْ وَقَالَ لَهُمْ صَمُوئِيل النَّبِي نَعَمْ لَقَدْ طَلَبْتُمْ آخَر غَيْرِي لكِنِّي حَاشَاي أنْ أكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْلُكُمْ عَمَلْ الخَادِم أنْ لاَ يَكُفْ عَنْ الصَّلاَة لأِجْل المَخْدُومِينْ مَا مِقْدَار صَلَوَاتْنَا لأِجْل المَخْدُومِينْ ؟ كَثِيراً مَا نَشْكُوا أوْلاَدْنَا مِنْ ضَعَفَاتِهِمْ وَمَشَاكِلْهُمْ وَفَهَلْ صَلِّينَا لأِجْلُهُمْ ؟ الصَّلاَة مِنْ أجْل المَخْدُومِينْ مُهِمَة جِدّاً يَقُول أحَدٌ الأبَاء { لَيْتَنَا نَتَكَلَّمْ مَعَ يَسُوع عَنْ أوْلاَدْنَا أكْثَر مَا نَتَكَلَّمْ عَنْ يَسُوع مَعَ أوْلاَدْنَا }كَلِّمُه هُوَ عَنْهُمْ وَقُلْ لَهُ إِفْتَقِدْ فُلاَنْ يَارَبَّ وَاعْمَلْ مَعَ فُلاَنْ أنَا غِير قَادِر أنْ أجْعَلَهُمْ يُحِبُّوك فَإِجْعَلَهُمْ أنْتَ يُحِبُّوك أنْتَ الرَّاعِي الصَّالِحٌ إِنْ لَمْ تَحْرُس المَدِينَة فَبَاطِلاً حِرَاسَتِي لَهَا( مز 126 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) فَمَنْ يَحْرُسْهَا ؟ الله هُوَ العَامِلْ فِيكُمْ هُوَ القَادِر المُهِمْ أنْ نِرَاعِيه فِي خَدَمَاتْنَا إِطْرَح ضَعَفَات أوْلاَدَك أمَامُه وَثِقٌ أنَّهُ قَادِر أنْ يَعْمَلْ .
ب/ الإِرْتِقَاء بِفِكْرُهُمْ وَرَغَبَاتِهِمْ :-
هَلْ تُرِيدْ أنْ تُنَمِّي مَخْدُومِيك ؟ رَقِّي أفْكَارُهُمْ وَرَغَبَاتِهِمْ لاَ تَتْرُكَهُمْ بَلْ إِرْتَقِي دَائِماً بِهُمْ وَارْفَعْ مِنْ مُسْتَوَاهُمْ وَغَيَّر مِنْ عَقْلُهُمْ لَوْ تَرَكْنَا أنْفُسَنَا لِرَغَبَات الأوْلاَد وَأفْكَارِهِمْ سَنَجِدْ أنَّنَا لاَ نُفِيدَهُمْ فِي شِئ إِنْ جَلَسْت مَعَ مَجْمُوعَة لِتَعْرِف رَغَبَاتِهِمْ سَتَجِدْهُمْ يُرِيدُونَ اللِّعْب وَالتَّرْفِيه الإِكْل إِذاً ؟ وَتَجِدٌ دَائِماً رَغَبَاتِهِمْ الرُّوحِيَّة ضَعِيفَة وَقَلِيلَة لِذلِك عَلَى الخَادِم أنْ يُرَقِّي رَغَبَاتِهِمْ تَسْألْهُمْ إِلَى أيْنَ تُرِيدُون الرِّحْلَة ؟ يَقُولُون " دِيزْنِي لاَنْد " مَكَان مَلاَهِي نَعَمْ مِنْ وَاجِبِي أنْ أُوَفِّر لأِوْلاَدِي وَسَائِلْ التَّرْفِيه وَلكِنْ عَلَيَّ أيْضاً أنْ أرْتَقِي بِهُمْ وَأرْتَفِعْ أنْزِل لَهُمْ لأِرْفَعَهُمْ لأِنَّ هُنَاك قَاعِدَة تَقُول إِنْ تَرَكْت الأُمُور بِدُون ضَوَابِطْ تَجِدْ أنَّ مَنْ يَحْكُمْهَا هُمْ أدْنَى الفِئَات أي مَثَلاً فِي غَزْو أمَرِيكَا لِلعِرَاق عِنْدَ تَغْيِير القَادَة شَاعَ الفَسَاد لأِنَّ مَنْ يَحْكُمْ فِي غِيَاب القَادَة هُمْ أدْنَى فِئَة أيْضاً عِنْدَمَا جَاءَت المَرْأة لِيَسُوع وَسَكَبَتْ الطِيب زَرَعْ يَهُوذَا فِكْرَة أنَّ هذَا إِتْلاَف أمَّا بَاقِي التَّلاَمِيذْ تَقَمْقَمُوا أي أنْكَرُوا التَّصَرُّف وَاعْتَرَضُوا ( مت 26 : 8 ) عِنْدَمَا أتْرُك الأمر لِلقَاعِدَة العَامَّة نَجِدْ أنَّ الحَاكِمْ هُوَ أدْنَى مُسْتَوَى عِنْدَمَا يَتْرُك مُدَرِّس الفَصْل سَتَجِدْ الطَلَبَة يَفْعَلُون أشْيَاء غَرِيبَة وَتَجِدْ هَرَج وَمَرَج مَاذَا حَدَث ؟ أدْنَى مُسْتَوَى حَكَمْ الفَصْل لكِنْ عِنْدَمَا يَدْخُل المُدَرِّس الفَصْل مَرَّة أُخْرَى تَجِدْ أنَّ الأمر تَغَيَّر مَاذَا حَدَث ؟ إِرْتَقَى بِهُمْ صَارَ لَهُمْ هَدَف الخَادِم مُهِمِتُه أنْ يُرَقِّي رَغَبَات أوْلاَدُه وَأنْ يَرْتَقِي بِأفْكَارِهِمْ وَإِنْ هَيَّأ لَهُمْ تَرْفِيه لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيه أُمُور رُوحِيَّة يُذَكِّرَهُمْ دَائِماً بِالأُمور الرُّوحِيَّة وَلاَ يَكُنْ بِالنِّسْبَة لَهُمْ مَصْدَر كَآبَة لاَ بَلْ يُرَاعِي أيْضاً أنَّهُمْ صِغَار وَلَهُمْ إِحْتِيَاجَات نَفْسِيَّة وَرُوحِيَّة لكِنْ لاَبُدْ أنْ يُوَفِّر لَهُمْ أُمُور رُوحِيَّة .
ج/ مُتَابَعَة حَالَتُهُمْ الرُّوحِيَّة :-
نَسْتَطِيعْ أنْ نَعْرِف الأُسْرَة الَّتِي بِهَا خِدْمَة مِنْ الَّتِي لَيْسَتْ بِهَا خِدْمَة كَيْفَ ؟ أحْيَاناً يَشْعُر الكَاهِن أنَّهُ يَفْعَل كُلَّ شَيْء لِلمَخْدُوم فَأيْنَ إِذاً دُور الخَادِم ؟ قَدْ نَجِدْ أوْلاَد وَبَنَات يَقُولُون أنَّ الخِدْمَة عَمَلِتْ لَهُمْ مُسَابَقَة فِي سِفْر مِنْ أسْفَار الكِتَاب وَإِنْ طَلَبْ الأب الكَاهِن مِنْ المَخْدُوم أنْ يَقْرَأ شَيْء مُعَيَّنْ فِي الكِتَاب يَقُول لَهُ المَخْدُوم أنَّهُ مَشْغُول فِي بَحْث فِي العَقِيدَة وَمُسَابَقَة فِي أحَدٌ الأسْفَار وَ يَشْعُر بِذلِك الكَاهِن أنَّ الخِدْمَة نَشِيطَة وَتَعْمَل وَمُهْتَمَّة بِالمَخْدُومِين أمَّا الخِدْمَة الَّتِي لاَ تَعْمَل تَجِدٌ أنَّ أب إِعْتِرَاف المَخْدُوم يَكُون خَادِم وَأب إِعْتِرَاف فِي نَفْس الوَقْت لاَبُدْ لِلخِدْمَة أنْ تُتَابِعْ المَخْدُوم رُوحِيّاً وَتَعْمَل عَلَى تَحْفِيظ الألْحَان وَالتَّرَانِيمْ وَتُقِيمْ أنْشِطَة وَدِرَاسَات وَتَحْفِيظ قِبْطِي هذَا دُور الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ يَتَحَمَس قَلْبِنَا عَلَى أوْلاَدْنَا مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئاً مِنَ الْفَوَائِد إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ } ( أع 20 : 20 ) أي لاَ يُوْجَدٌ شَيْء يَهِمُكُمْ وَيَفِيدُكُمْ إِلاَّ وَأخْبَرْتُكُمْ بِهِ .
د/ إِمْتِلاَء الخَادِم مِنْ أجْل مَخْدُومِيه :-
كَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول { اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ } ( 1تي 4 : 13)لاَبُدْ أنْ يَكُون لِلخَادِم جَلَسَات خَاصَّة لإِمْتِلاَئِهِ الشَّخْصِي الَّذِي يَمْتَلِئ يَعْرِف أنْ يُعْطِي وَيَفِيض الَّذِي تَذَوَّق إِنْجِيلُه يُرِيدْ أنْ يَتَذَوَقُه أوْلاَدُه وَالَّذِي تَذَوَّق جَمَال الألْحَان وَالقُدَّاس يَشْتَاق أنْ يَتَمَتَّعْ أوْلاَدُه بِمَا تَمَتَّعْ هُوَ بِهِ هذَا دُور الخَادِم أنْ يَكُون دَائِماً فِي عِلاَقِة مِلْء وَفِي دِرَاسَة دَائِمَة دَائِمْ التَّنْقِيب فِي المَكْتَبَات وَسَمَاع العِظَات هذَا بِلاَ شَك يَنْطَبِعْ عَلَى أوْلاَدُه وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الأوْلاَد لَنْ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَفْرِزُوا مَنْ يُفِيد مِمَّنْ لاَ يُفِيد وَلِكَيْ لاَ يَكُون هُنَاك حَرَج إِنْ كُنْتَ تَتَعَامَل مَعَ مَخْدُوم لَيْسَ بَيْنَك وَبَيْنُه رَسْمِيَات مَثَلاً أخ صَغِير وَإِسْألُه سَيَقُول لَك أنَّ الخَادِم فُلاَن نُحِبْ أنْ نَسْتَمِعْ لَهُ لأِنَّهُ يُفِيد وَيَجْذِب بَيْنَمَا سَائِر الخُدَّام لَيْسَ بَيْنَهُمْ فُرُوق وَلاَ يَتَأثَّر بِهُمْ لِمَاذَا هذَا الخَادِم يُفِيد وَيَجْذِب ؟ بِالطَّبْع لأِنَّ هذَا الخَادِم بِهِ رُوح وَيُحِبْ كَلِمَة الله لاَ يُمْكِنَنِي أنْ أُفِيدْ أوْلاَدِي بِشَيْء إِلاَّ إِذَا إِخْتَبَرْت هذَا الشِئ وَعَرَفْتُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب{ تَعَالَ وَانْظُرْ } ( يو 1 : 46 ) عِنْدَمَا أعْرِف وَأتَذَوَق عِنْدَئِذٍ أسْتَطِيعْ أنْ أقُول " تَعَالَ وَانْظُرْ " يُوْجَدٌ خَادِم مُنْتَبِه لأِوْلاَدُه وَيَعْرِف مَنْ مِنْهُمْ لَمْ يَعْتَرِف مِنْ فِتْرَة وَمَنْ لَمْ يَتَنَاوَل مِنْ فِتْرَة وَيُشَجِّعْ وَيُحَفِّز وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَى الآخَر كَيْ يُشَجِّعُه وَيُوَثِّر عَلِيه هذَا خَادِم وَاعِي لاحْتِيَاجَات أوْلاَدُه .
هـ/ العَمَل الفَرْدِي :-
لاَبُدْ أنْ يَهْتَمْ الخَادِم بِالعَمَل الفَرْدِي وَيُلاَحِظْ المُشْكِلَة وَالسُلُوك الفَرْدِي وَالضَّعْف الفَرْدِي وَيُلاَحِظْ أنَّ هذَا المَخْدُوم قَدْ دَخَلَ لَهُ فِكْر جَدِيد غَرِيبْ أوْ هذِهِ الفَتَاة صَارَت مَلاَبِسْهَا مُخْتَلِفَة عَمَّا قَبْل أوْ تَغَيَّر شَكْلَهَا مِمَّا يَدُل عَلَى أنَّ حَيَاتْهَا دَخَلْهَا شِئ غَرِيبْ لِذلِك الخِدْمَة الفَرْدِيَّة مُهِمَّة الْمَسِيح لَهُ المَجْد كَانَ يَهْتَمْ بِالجَمَاعَة وَالشَّعْب وَالفَرْد كَانَ يَهْتَمْ بِجَمَاعِة التَّلاَمِيذ كَانَ خَادِم جَمَاعِي وَخَادِم فَرْدِي إِنْ أرَدْنَا أنْ نَرَى نَمَاذِج خَدَمْهَا السَيِّدْ الْمَسِيح نَجِدُه كَثِيراً مَا إِنْفَرَدٌ بِنِيقُودِيمُوس وَانْفَرَدٌ بِزَكَّا وَبُطْرُس كَانَ لَهُ إِنْفِرَادَات عَدِيدَة أيْضاً فِي نَفْس الوَقْت يَنْجَح فِي خِدْمِة مَجْمُوعَات عَدِيدَة هذَا هُوَ الخَادِم يَهْتَمْ بِفَرْدٌ فَرْدٌ وَيَنْجَح فِي خِدْمِة المَجْمُوعَة وَيَعْرِف إِحْتِيَاجَات كُلَّ إِنْسَان وَيَشْعُر أنَّ كُلَّ إِنْسَان لَهُ قِيمَة وَلَهُ دُور وَيَعْرِف رَغَبَات أوْلاَدُه وَيَعْرِف كَيْفَ يُحَقِّقْهَا لَهُمْ الخِدْمَة الفَرْدِيَّة أمر مُهِمْ الخَادِم يَعْرِف مَوَاهِبْ أوْلاَدُه وَيَعْرِف كَيْفَ يُوَظِّفْهَا وَيُصَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ وَيَرْتَقِي بِأفْكَارْهُمْ وَيُتَابِعْ حَيَاتْهُمْ الرُّوحِيَّة .
و/ الإِفْتِقَادٌ الدَّائِمْ :-
لاَبُدْ أنْ يَكُون الخَادِم مُفْتَقِدٌ إِحْذَر أنْ تَكْتَفِي بِمَا تَقُولُه لأِوْلاَدَك فِي مَدَارِس الأحَد إِحْذَر أنْ تَكْتَفِي بِأنَّ المَخْدُوم يَأتِي إِلَيْكَ لاَ لاَبُدْ أنْ تَفْتَقِدُه المَخْدُوم يَأتِي إِلَيْكَ فِي مَدَارِس أحَدٌ هذَا أمر لَهُ مَعْنَى جَمِيلٌ لكِنْ أنْ تَذْهَبْ أنْتَ لَهُ فَهذَا لَهُ مَعْنَى أجْمَلٌ قَدْ تَقُول أنَا هُوَ أنَا وَمَا سَأقُولُه لَهُ فِي الإِفْتِقَادٌ أقُولُه لَهُ فِي الكَنِيسَة أقُول لَك لاَ الأمر يَخْتَلِف عِنْدَمَا أتَكَلَّمْ مَعَهُ فِي بَيْتُه أوْ حُجْرِتُه فَهذَا أمر لَهُ مَعَانِي خَاصَّة جَمِيلَةٌ لأِنَّنَا لاَ نَنْقِلْ مَعْلُومَات بَلْ نَنْقِلْ رُوح وَحَيَاة كُون إِنِّنَا نِذْهَبْ إِلَى المَخْدُوم حَتَّى عِنْدُه فَهذَا أمر لَهُ مَعْنَى وَقِيمَة وَمَحَبَّة وَاهْتِمَام دُور الخَادِم مَعَ المَخْدُوم مَوْضُوع مُهِمْ لاَبُدْ أنْ تَعْرِف مَسِئُولِيِتَك أنَّكَ تُرَبِّي جِيل وَتُنْشِئ كَنِيسَة نَحْنُ نُرِيدْ أنْ يَكُون كُلَّ وَاحِدٌ مِنْ مَخْدُومِينَا عَمُودٌ فِي الكَنِيسَة لأِنَّ هؤُلاَء المَخْدُومِين هُمْ مُسْتَقْبَل الكَنِيسَة إِنْ عَاشَرْت خُدَّام لَهُمْ فِتْرَة فِي الخِدْمَة سَتَرَى ظَاهِرَة وَاضِحَة وَعَجِيبَة جِدّاً وَهيَ أنَّ الأجْيَال تَضْعُفْ وَسَيَقُولُون لَك أنَّ الأجْيَال الَّتِي تَرَبَّتْ فِي الكَنِيسَة مِنْ عِشْرِين سَنَة غِير الأجْيَال الَّتِي تَرَبَّتْ فِيهَا مِنْ عَشَر سَنَوَات غِير الأجْيَال الَّتِي تُرَبِّي الآنْ غِير الأجْيَال الَّتِي سَتَأتِي مُسْتَقْبَلاً ظَاهِرَة صَعْبَة جِدّاً أنَّ الأجْيَال تَضْعُف الأمر فِي إِنْحِدَار بِالطَّبْع الضُغُوطْ تَتَزَايَدْ وَالتَّحَدِّي العِلْمَانِي يَتَزَايَدْ وَالتَّطَوُر يَتَزَايَدْ التَّطَوُر الَّذِي كَانَ يَحْدُث فِي عِشْرِين سَنَة صَارَ يَحْدُث فِي سَنَتَيْن أي أنَّ السَنَة صَارَتْ تُسَاوِي عَشَر سَنَوَات قَدِيماً كُنَّا نَصْرُخ مِنْ التِلِيفِزْيُون وَنَشْكُو مِنْهُ الآنْ نَشْكُو مِنْ الدِّش وَالكُمْبِيُوتَر وَالإِنْتَرْنِتْ الأمر صَارَ مُعَقَدْ أكْثَر مِمَّا قَبْل فَقَدْ أصْبَحَتْ القَنَوَات الأُولَى وَالثَّانِيَة لِلتِلِيفِزْيُون العَادِي مَلاَئِكَة بَيْنَمَا كُنَّا قَدِيماً نَصْرُخٌ مِنْهُمَا هذَا يُعْلِنْ أنَّ التَّحَدِّي يَتَزَايَدْ وَيُؤَدِي إِلَى مَزِيدْ مِنْ الضَّعْف مُنْذُ سَنَوَات كَانَ ثَمَنْ الدِّش يَتَعَدَّى الألْف مِنْ الجُنَيْهَات الآنْ صَارَ ثَمَنُه بَسِيطْ وَفِي مُتَنَاوِل يَدْ الجَمِيعْ وَالأمر يَتَزَايَدْ تَعْقِيدْ فَهُنَاك الأُورُوبِّي وَهُنَاك أكْثَر مِنْ أرْبَعَة آلاَف قَنَاة فِي مُتَنَاوَل يَدَك تَخْتَار مِنْهُمْ كَمَا تَشَاء عَجِيبْ هذَا التَّحَدِّي وَإِنْ لَمْ يُقَابِلْنَا الآنْ سَيُقَابِلْنَا السَنَة القَادِمَة وَالَّتِي تَلِيهَا وَمَاذَا نُرِيدْ مِنْ أوْلاَدْنَا وَأمَامَهُمْ هذَا التَّحَدِّي ؟ هذَا الأمر يَحْتَاجٌ إِلَى أوْلاَد مُشَبَّعِين بِرَبِّنَا جِدّاً لاَبُدْ أنْ يَكُون الوَلَد شَبْعَان بِالله وَبِحُبُّه كَيْ يَعْرِف كَيْفَ يَدُوس كَيْ يَسْتَطِيعْ أنْ يَقُول لِهذَا الأمر لاَ وَلِذلِك المَسْئُولِيَة الَّتِي عَلَيْنَا كَبِيرَة جِدّاً .
3/ عِلاَقِة الأب الكَاهِن وَأمِين الخِدْمَة وَالخَادِم :-
ثَلاَثَة مَحَاوِر رَئِيسِيَّة هُمْ :-
أ/ الأب الكَاهِن:-
الله إِئْتَمَنْ الكَاهِن عَلَى الكَنِيسَة إِذاً هُوَ أمِين وَقَدْ أعْطَاه الله هذِهِ النِّعْمَة وَالكَهَنُوْت لَيْسَ لِلسُلْطَة بَلْ لِلمَسْئُولِيَّة وَنَسْتَطيعْ أنْ نَقُول عَنْ الكَاهِن أنَّهُ شَفِيع " `precbuteroc " تَعْنِي " شَفِيعْ " شَفِيعْ أمَام الله يَرْفَعْ قَلْبُه وَيَدِيه وَيَصْرُخٌ لله عَنْ شَعْبُه أيْضاً الكَاهِن وَكِيل عَلَى أسْرَار الله أُؤتُمِنْ عَلَى أسْرَارُه وَهُوَ لَيْسَ صَاحِبْهَا بَلْ وَكِيل عَلَيْهَا دُور الكَاهِن تَدْبِير وَرِعَايَة وَصَلاَة دُورُه أنْ يَحْتَضِنْ أوْلاَدُه وَلاَ يَطْلُبْ الكَرَامَة بَلْ الخِدْمَة رَغْم أنَّ القِدِيس أُغُسْطِينُوس كَانَ أُسْقُفاً إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَطْلُبْ طِلْبَة رَائِعَة يَقُول فِيهَا { أطْلُبْ إِلِيك مِنْ أجْل سَادَتِي عَبِيدَك } كَانَ يَتَعَامَلْ مَعَ مَخْدُومِيه عَلَى أنَّهُمْ سَادَتُه الكَاهِن خَادِم يَطْلُبْ مِنْ أجْل سَادَتُه عَبِيدُه الكَاهِنْ أيْضاً مُؤتَمَنْ عَلَى جَمَاعَة كَبِيرَة هُوَ أيْضاً بَشَر وَلَيْسَ مِنْ عَجِينَة أُخْرَى وَمِنْ رَحْمِة الله أنَّهُ عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَخْدِمْنَا خَدَمْنَا بِبَعْضِنَا البَعْض حَتَّى عِنْدَمَا يَكُون لِلكَاهِن ضَعَفَات نَقُول أنَّهُ بَشَر وَعِنْدَمَا يَكُون لَهُ إِرْتِقَاء نَقُول المَجْدُ لَك يَا الله لأِنَّكَ تَرْفَعْ البَشَر الكَاهِن نَمُوذَج مِنْ طَبْعُهُمْ كَمَا كَانَ الْمَسِيح عِنْدَمَا إِفْتَقَدْنَا أخَذَ شَكْلِنَا وَصَارَ كَوَاحِدٌ مِنَّا لِذلِك الكَاهِن خَادِم لِلشَّعْب وَمِنَ الشَّعْب هذِهِ النُقْطَة مُهِمَّة وَكَمَا يَقُول مَارِأفْرَآم { إِعْطِ الكَرَامَة اللاَّئِقَة لِلكَاهِن كَوَكِيل لأِسْرَار الله وَلاَ تَتَأمَّل فِي أعْمَالُه لأِنَّهُ مِنْ حِيثْ أعْمَالُه هُوَ إِنْسَان وَمِنْ حِيثْ دَرَجْتُه مَلاَك وَبِالرَّحْمَة صَارَوَسِيطْ بَيْنَ الله وَالنَّاس }أي لاَ تَتَأمَّل عَمَلُه لأِنَّهُ بِالرَّحْمَة وَلَيْسَ بِالإِسْتِحْقَاق صَارَ وَسِيطْ عِنْدَمَا إِخْتَارَ الله سِبْط لاَوِي مِنْ وَسَط الأسْبَاط لإِقَامِتْهُمْ كَهَنَة لَمْ يَكُنْ لإِسْتِحْقَاقِهِمْ بَلْ هُمْ مِثْل سَائِر الأسْبَاط لكِنَّهُ إِخْتَارَهُمْ لِيُقَدِّمُون ذَبِيحَة كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد مُخْتَلِف فَقَدْ قَالَ الله لَنْ أخْتَار سِبْط بَلْ سَأخْتَار أُنَاس مُفْرَزِينْ لِهذِهِ الخِدْمَة الكَاهِن كَاهِن لأِجْل الكُلَّ وَلأِجْل الفَرْدٌ وَقَدْ نَتَخَيَّل أنَّ الكَاهِن لَيْسَ لَهُ شَعْب وَكُلَّ فَرْدٌ يُرِيدْ الكَاهِن لَهُ وَحْدُه وَعِنْدُه أمر وَيُرِيدْ أنْ يَكُون إِهْتِمَام الكَاهِن بِمَوْضُوعُه فَقَطْ الَّذِي عِنْدُه مُشْكِلَة أوْ أمر إِرْتِبَاطْ أوْ يُرِيدْ أنْ يَكُون الكَاهِن لَهُ وَحْدُهٌ لاَ كُون أنَّ الرِّعَايَة تَتَطَلَّبْ مِنْ الكَاهِن أنْ يَكُون عَلَى مَجْمُوعَة وَلَيْسَ فَرْدٌ بَلْ عَلَى مَجْمُوعَات كَبِيرَة جِدّاً لِذلِك لاَبُدْ أنْ نَفْهَمْ ذلِك حَتَّى لاَ يَصِير بَيْنَنَا وَبَيْنَ الكَاهِن تَعَبْ الكَاهِن إِسْمُه " أبُونَا " أي لِجَمَاعَة أي لَنَا كُلِّنَا .
ب/ أمِين الخِدْمَة :-
عَمَل أمِين الخِدْمَة تَنْظِيمْ وَتَرْتِيبْ الطَّاقَات يُشَجِّعْ وَيُدَبِّر وَيُوَظِّفْ الطَّاقَات يُتَابِعْ وَيُوَجِّه لاَ يُفَضِّل أحَدٌ عَنْ أحَدٌ يَسْعَى لارْتِقَاء الخِدْمَة لِمَجْد الْمَسِيح وَيَضَعْ خِطَطْ طَوِيلَة الأجَل وَقَصِيرَة الأجَل وَيُتَابِعْ الحَالَة الرُّوحِيَّة لِلخُدَّام بِحُبْ كَأخ وَلَيْسَ بِسُلْطَة وَلاَ يَتَكَلَّمْ بِإِسْلُوب مَتَى اعْتَرَفْت آخِر مَرَّة ؟ مَتَى تَنَاوَلْت آخِر مَرَّة ؟ أنْتَ لَنْ تَنْفَعْ لاَ هذَا أُسْلُوب لاَ يَلِيقٌ أنْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أمِين خِدْمَة مَعَ الخُدَّام لكِنْ دُور الأمِين أنْ يَقْتَرِب إِلَى الخُدَّام بِكُلَّ مَحَبَّة وَاتِضَاع وَيُشَجِّعَهُمْ أيْضاً أمِين الخِدْمَة حَلَقِة وَصْل مَعَ الكَاهِن يَنْقِل لَهُ رَغَبَات الخُدَّام إِنْ كَانُوا يُرِيدُون رِحْلَة أوْ يُوْم رُوحِي أوْ يَسْمَعْ التَوْجِيهَات وَيَقْبَلْهَا وَيَنْقِلْهَا لِلخُدَّام وَيُنَسِّقٌ مَعَ الخُدَّام وَيَضَعْ فُرَص إِلْتِقَاء الكَاهِن بِالخُدَّام وَلاَ يُقِيمْ فَجْوَة بَيْنَ الكَاهِن وَالخُدَّام بَلْ بِالعَكْس يُقَرِّبْ المَسَافَة بَيْنَهُمْ لاَالمَفْرُوض أنْ يُوَفِّقٌ بَيْنَ الكَاهِن وَالخُدَّام لِيُسْرِع لِلبُنْيَان حَتَّى وَإِنْ كَانَ لِلكَاهِن رَأي مُعَيَّنْ فِي أحَدٌ الخُدَّام لاَ يَقُلْ الأمِين لِلخَادِم أنَّ مَنْ قَالَ هذَا هُوَ أبُونَا وَيَتْرُك الأمر هكَذَا فَتَتَوَتَّر العِلاَقَة بَيْنَ الكَاهِن وَالخَادِم لاَ حَتَّى وَإِنْ كَانَ هذَا رَأي الكَاهِن لاَ يَقُولُه الأمِين لِلخَادِم بِإِسْلُوب بِهِ تَجْرِيحٌ أوْ إِهَانَة .
ج/ الخَادِم :-
عَلَى الخَادِم أنْ يَعْرِض أفْكَارُه بِكُلَّ حُبْ وَاتِضَاع فِي إِجْتِمَاعَات الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ يُفَكِّر الخَادِم فِي أوْلاَدُه وَسَائِر أوْلاَدٌ الخِدْمَة وَهذِهِ نُقْطَة قَدْ لاَ نَرَاهَا فَنَحْنُ أحْيَاناً نُفَكِّر فِي أوْلاَدْنَا بِمَعْزَل عَنْ سَائِر المَخْدُومِين وَكَأنَّ الخِدْمَة لَيْسَ بِهَا سِوَى أُسْرِتِي وَلكِنِّي دَائِماً أقُول لَيْتَنَا نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء( ي ) أي أُسْرِتِي خِدْمِتِي كِنِيسْتِي أوْلاَدِي هذِهِ اليَاء مُتْعِبَة نَحْنُ الآنْ فِي صُوْم الرُّسُلٌ وَالرُّسُلٌ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ حَرْف اليَاء هذَا وَنَحْنُ نَصُوْم صَوْمَهُمْ كَيْ نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء كَيْ يَقِفْ كُلَّ وَاحِدٌ فِي بَيْتِهِ يُصَلِّي مِنْ أجْل الخِدْمَة فِي العَالَمْ كُلُّه نَحْنُ رُسُلٌ وَكُلَّ صُوْم فِي الكِنِيسَة لَهُ مَعْنَى صُوْم الرُّسُلٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْنَى سَيَصِير أثْقَل الأصْوَام لِمَاذَا نَصُومُه ؟ لأِنَّهُ صُوْم لأِجْل إِنْتِشَار مَلَكُوت الله وَالخِدْمَة فِي كُلَّ مَكَان كَيْ يُحْيِي الله كَلِمَتُه فِي كُلَّ الأرْض وَيَمْتَدْ مَلَكُوتُه لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا هَدَف لأِصْوَامْنَا لَيْتَنَا نَتَخَلَّص مِنْ اليَاء ( ي ) وَدَائِماً الإِنْسَان يَنْحَاز لأِي شِئ يَعْمَلُه وَيَتَخَيَّل أنَّ هذَا أجْمَل وَأفْضَل شِئ فِي كُلَّ الدُنْيَا الخَادِم عَلَيْهِ أنْ يَنْظُر لِلآخَرِينْ فِي أي شِئ يَعْمَلُه وَلاَ يَنْظُر لِخِدْمِتُه فَقَطْ أوْ أُسْرِتُه فَقَطْ لاَبُدْ أنْ يَخْضَعْ الخَادِم لِلتَّوْجِيهَات وَيَعْمَل فِي ظِلْ الرُّوح الوَاحِدَةٌ مَعَ إِخْوَتُه الخُدَّام وَمَعَ الأمِين وَمَعَ الكَاهِن لاَبُدْ أنْ يُشَارِك الخَادِم المَجْمُوعَة وَيُوَاظِبْ عَلَى اجْتِمَاع الصَّلاَة وَاجْتِمَاع الخِدْمَة هُنَاك خُدَّام تَعَوَّدُوا عَلَى عَدَم حُضُور اجْتِمَاع الخِدْمَة أوْ اجْتِمَاع الصَّلاَة أوْ الكَلِمَة الإِفْتِتَاحِيَّة وَيَأتُونَ عَلَى مِيعَاد أُسَرِهِمْ مُبَاشَرَةً وَيَقُولُون كَلِمَات الدَرْس وَبَعْدَهَا قَدْ يَقُول أحَدُهُمْ لأِوْلاَدُه أنَّهُ مَثَلاً فِي يُوْم الإِثْنِين القَادِم سَيَقُوم بِرِحْلَة لِدِير مَارِمِينَا وَلأِنَّهُ لَمْ يُنَسِّقٌ مَعَ الخِدْمَة لأِنَّ إِعْتِقَادُه أنَّ لاَ أحَدٌ يُفَكِّر فِي الخِدْمَة سِوَاه وَلاَ يَعْرِف إِنْ كَانَتْ الخِدْمَة تَقُوم بِنَشَاط مُعَيَّنْ أوْ مَهْرَجَانَات أوْ .أم لاَ هذِهِ الأُمور تَحْتَاج أنْ يُفَكِّر بِهَا المَجْمُوعَة وَصَعْب أنْ يَعْمَل الخَادِم بِمَعْزَل عَنْ إِخْوَتُه إِنْ كَانَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ذَهَبَ لِيَسْتَشِير المُعْتَبِرِينْ أعْمِدَة فِي الكَنِيسَة وَعَرَض عَلَيْهِمْ إِنْجِيلُه وَكِرَازَتُه وَفِكْرُه عَرَض ذلِك كُلُّه عَلَى بُطْرُس وَيَعْقُوب وَيُوحَنَّا وَقَالَ { لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً }( غل 2 : 2 ) إِنْ كَانَ إِنْجِيلِي وَكِرَازْتِي مُوَافِقَة لِفِكْر الكَنِيسَة فَهذَا جَيِّدٌهذَا إِنْسَان يَخْدِم بِأُسْلُوب بِهِ المَجْد لِمَلَكُوت الله رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 4073

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل