ونخبركم بما رأينا وسمعنا

Large image

بِسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس إِله وَاحِد آمِين
فَلتَحِل عَلِينَا نِعمِته وَبَركته الآن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
 مِنْ رِسَالَةُ مَارِ يُوحَنَّا الأُولَى 1 : 1 – 4 { الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيوةِ . فَإِنَّ الْحَيوةَ أُظْهِرَتْ وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيوةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا . الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِْ لِكَي يَكُونَ لَكُمْ أيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا . وَأمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ . وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً } .. نِعمَة الله الآب تَحِل عَلَى أروَاحنَا جَمِيعاً آمِين .
 أجمل شِهَادة وَأجمل رِسَالة يُرْسِلهَا الخَادِم لِمخدُومِيه أنَّهُ يُعَرِّفَهُمْ بِالَّذِي رَأيْنَاه وَسَمِعْنَاه وَلَمَسَتْهُ أيدِينَا .. هذَا لَيْتَكُمْ تَأخُذُوه .. هذَا نُخْبِرَكُمْ بِهِ كَي يَكُون لَكُمْ شَرِكة مَعَهُ لأِنَّهُ لاَ يُمْكِنُنَا أنْ نَتَمَتَّع نَحْنُ بِهِ وَحْدِنَا .. لاَبُد أنْ تَتَمَتَّعُوا أنْتُمْ أيْضاً بِهِ مَعَنَا .
 هذِهِ رِسَالِة الخَادِم .. صَعْب أنْ يَتَكَلَّم عَن شِئ لَمْ يُشَاهِده أوْ يَسْمَعه أوْ يَلْمِسه .. يَتَكَلَّم عَنْ أُمور نَظَرِية مُجَرَّد أنْ يَسْرِد قِصَص أوْ يَقُول مَعْلُومة .. هذَا أمر صَعْب لأِنَّهُ إِنْ نَظَرنَا لِرِسَالِتنَا وَدُورنَا نَجِده لاَ يَقِل عَنْ دُور مَارِ يُوحَنَّا .. كَي نَتَحَدَّث عَنْ أُمور لَمْ نَعْرِفهَا فَهذَا أمر صَعْب .. يَقُول مَارِإِسحق { الكَلاَم عَنْ العَسْل شِئ وَمَذَاقِة العَسْل شِئ آخر } .. نَتَكَلَّم عَنْ الصَلاَة شِئ وَنَعِيشهَا شِئ آخر ..نُرِيد أنْ نُرَبِّي مَخْدُومِين يَعْرِفُونَ الله وَيَعْرِفُونَ طَرِيق المَخْدع وَطَرِيق الصَّلاَة وَسِر الله فَنَتَذَوَّق نَحْنُ أوَّلاً سِر قُوَّة الخِدمة ..الإِمتحَان الَّذِي يُوضع فِيهِ الخَادِم هُوَ أنَّهُ يَنْشَغِل وَيِكبر وَيُوضع تَحْت ضَغط فَيُصبِح الله بِالنِسبة لَهُ مَاضِي وَكَأنَّهُ قَدِيماً كَانَ يَأتِي لِلخِدمة لِيُضَيِّع وَقت أوْ كَأنَّ الخِدمة كَانِت عَمْل إِجتِمَاعِي .. إِسَأل نَفْسك أيُّهَا الخَادِم لِمَاذَا تَأتِي لِلخِدمة ؟
 الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ .. هذِهِ رِسَالة لاَبُد أنْ تَصِل لِلآخَرِين .. { هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ } ( يو 4 : 29 ) .. وَكَمَا قَالَ بُطرُس الرَّسُول { لأِنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ } ( 2بط 1 : 16) .. يَقُول كُنَّا مَعَهُ فِي الجَبَل المُقَدَّس أي رَأيْنَاه عَلَى جَبل التَجَلِّي .. رَأيْنَا مَجد لاَهُوته وَلَمَّا عَاشِرنَاه لَمْ نَسْتَطِع أنْ نَصْمُت فَكَلِّمنَا كُلَّ النَّاس .
 المَسِيحِيَّة لَيْسَت نَظَرِيَّة أوْ أفكَار أوْ قِصص .. إِنْ سَألنَا طِفل صَغِير عَنْ مَبَادِئ المَسِيحِيَّة يَحْكِي لَنَا قِصَّة يَسُوع بِأكملهَا وَيَقُول المَبَادِئ المَسِيحِيَّة كُلَّهَا .. لَكِنْ .. مَاذَا فَعَلْت قِصَّته مَعَنَا وَمَا عُمْق تَأثِيرهَا فِينَا ؟ أيْنَ خَفَاءنَا مَعَ الله وَعِشْرِتنَا مَعَهُ ؟ أيْنَ عَايَنَنَا عَظَمَته ؟ عِنْدَمَا نَتَكَلَّم عَنْهُ نَقُول " نُخْبِرُكُمْ بِمَا رَأيْنَا أمْ بِمَا قَرَأنَا ؟ " .. إِنْ كَانَ بِمَا قَرَأنَا يَكُون حَدِيث عَقْل لِعَقْل .. أخطر مَا فِي الأمر أنَّنَا نَظُنْ أنَّ مَا نَعْرِفه نَحْيَاه .. مُمكِنْ نَتَكَلَّمْ فِي مَوضُوع رَائِع عَنْ الصَّلاَة لَكِنْ لِلأسف يَكُون مُجَرَّد مَعْرِفة لَكِنْ لَمْ نَحْيَاهَا .
 مَا مَفهُوم " المَعْرِفة " فِي الكِتَاب المُقَدَّس ؟ مَفهُوم " المَعْرِفة " فِي الكِتَاب هُوَ " الزَوَاج " .. يَقُول الكِتَاب { وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ } ( تك 4 : 1) .. إِسَتبدِل كَلِمة " تَزَوَجهَا " بِكَلِمة " عَرَفهَا " لأِنَّ هذَا هُوَ فِكر الكِتَاب عَنْ المَعْرِفة أنَّهَا إِتِحَاد .. لِذلِك عِنْدَمَا أعْرِف الله أي أتَزَوَجه أي أصِير مَعَهُ وَاحِد .. مَعْرِفة إِتِحَاد .. إِتِحَاد زِيجِي أسْتَطِيع أنْ أتَحَدَّث عَنْهُ .. هكَذَا عَلَى نَفْس المُستَوَى مَعْرِفة النَّفْس بِالله .. عِنْدَمَا تَسْأل إِنْسَان عَنْ زُوجته بِالطبع سَنَجِده يَعْرِف عَنْهَا كُلَّ شِئ لأِنَّهُ عَاشِرهَا بِكُلَّ ضَعَفَاتهَا وَقُوِّتهَا هكَذَا إِتِحَادنَا بِالله يُعْطِينَا مَعْرِفته .. المَسِيح جَاءَ لَيْسَ لِنَعْرِفه بِعُقُولِنَا وَنُقَدِّمه لِلعُقُول بَلْ نَعْرِفه أي نَتَزَوَجه وَيَصِير هُوَ مُكَمِّلُنَا فَنَسْتَطِيع أنْ نَتَكَلَّمْ مَعَهُ وَنَتَكَلَّمْ عَنْهُ .. { لِكَي يَكُونَ لَكُمْ أيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا} .. دَاخِل دَائِرة المَعْرِفة أي فِي جَسَد المَسِيح .
 قَدِيماً كَانَ الله يُرْسِل كُلَّ صَبَاح المَنَّ وَكَانِت النَّاس تَجْمَعه وَالَّذِي يِخَزِّنه يَفْسَد وَكَأنَّ الله يَطْلُب مِنْهُمْ أنْ يَأكُلُوا كُلَّ مَا يَجْمَعُوه .. هَكَذَا نَحْنُ .. المَنَّ هُوَ المَسِيح لأِنَّهُ نَزَلَ مِنَ السَّمَاء بِطَرِيقة مُعْجِزِيَّة وَمَذَاقه حُلو وَمُسْتَدِير أي لَيْسَ لَهُ بِدَاية وَنِهَاية .. هَكَذَا المَسِيح نَزَلَ مِنْ السَّمَاء بِطَرِيقة مُعْجِزَِيَّة وَحَلْقه حَلاَوة وَكُلَّه مُشتَهَيَات ( نش 5 : 16) وَلَيْسَ لَهُ بِدَاية وَلاَ نِهَاية وَصَغِير أي جَاءَ فِي صُورة عَبْد .. أهمْ شِئ أنْ نَأكُله لِذلِك المَسِيح لَمْ يَطْلُب مِنْهُمْ أنْ يَخَزِّنُوه بَلْ يَأكُلوه أي يَتَحِدُوا بِهِ وَهَذَا عَمْل المَسِيح .
 نَحْنُ نَتَكَلَّمْ عَنْ مَسِيح لَيْسَ مَعْرُوف بِالعَقل بَلْ مُتَحِد مَعَنَا وَسَاكِنْ فِينَا .. قَالَ لَهُمْ تَجمَعُوه فِي الصَبَاح البَاكِر وَمُجَرَّد أنْ تُشْرِق الشَّمْس يَذُوب إِذاً يُجمع بَاكِر جِدّاً .. { الَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي } ( أم 8 : 17) .. قَبْل أنْ تُشْرِق شَمْس التَجَارُب وَتَتعِبنَا .. إِسْتَيقِظ بَاكِراً مَعَ المَنَّ .. مَعَ الإِنْجِيل وَالصَّلاَة كَي تَسْتَطِيع أنْ تُوَاجِه شَمْس التَجَارُب .. إِذاً عِشرِتِي الدَّاخِلِيَّة مَعَ الله هِيَّ أسَاس مَعْرِفَتِي لله وَالشِئ الَّذِي أعْرِفه سَهل إِنِّي أصِفه لِذلِك عَلِّم أُمور أنْتَ تَحْيَاهَا .. { الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِْ لِكَي يَكُونَ لَكُمْ أيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا } .. إِسَأل نَفْسك بِكُلَّ أمَانة أمَام الله .. مَا هُوَ خَفَاءك وَمَا هِيَ عِشْرِتك مَعَهُ ؟ يَقُول لَك إِنْ كُنْت تُعَلِّم نَظَرِيَات أم حَيَاة .. مَا أسهل النَظَرِيَات وَمَا أجمل الحَيَاة .
 الأبَاء يَقُولُون أنَّ النَّفْس الَّتِي تَتَقَابل مَعَ الله وَيَكْشِف لَهَا نَفْسه تَأخُذ غِبطة وَفَرْحة أكثر مِنْ فَرحِة الفِردُوس .. إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدْ تَذَوَّقت هذِهِ الفَرحة تَذَوَّقهَا الآن وَهذِهِ هِيَ عَظَمِة المَسِيحِيَّة أنَّهَا تُقَدِّم حَيَاة مُعَاشة .. أجمل مَا فِي المَسِيحِيَّة قِدِّيسِيهَا لأِنَّهُمْ قَدَّمُوا حَيَاة فَكُلّ وَصِيَّة تَبدُو مُسْتَحِيلة طَبَّقهَا القِدِّيسُون وَعَاشُوهَا .. إِذاً نَسْتَطِيع أنْ نَعِيشهَا إِنْ قُلْنَا " يَارْبَّ عَلِّمنِي " .. وَصِيِة { اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَالَكَ وَأعْطِ الفُقَرَاءَ } ( مر 10 : 21 ) نَقُول إِنَّهَا وَصِيَّة صَعبة أوْ مُسْتَحِيلة لَكِنْ نَجِد الأنبَا أنطُونيُوس عَاشَهَا بِقُوَّة .
 { بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ } ( 2بط 1 : 16 ) جَمِيل جِدّاً رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا اخْتَار الإِثنى عَشر تِلْمِيذ يِقُولَّك إِخْتَارهُمْ لِيَكُونُوا مَعَهُ فِي كُلَّ مَكَان حَتَّى يَروه كَيْفَ يَفْعل مُعْجِزَاته وَكَيْفَ يُعَلِّم وَكَيْفَ يُقِيم مَوتَى وَ ........... مُعَايَشة .. هَكَذَا أنَا يَجِب أنْ أكُون مَعَهُ فِي مُعَايشة وَأتَشَبَّع بِرُوحه حَتَّى عِنْدَمَا أُعَلِّم يَكُون فِيَّ رُوحه .. نُلاَحِظ ذلِك فِي سِيَامِة الكَاهِن يَظِل أرْبَعِينَ يوم فِي الدِير لِيَكُون مَعَهُ فِي مُعَايشة .. البَابَا شُنُوده الثَّالِث وَضَعَ طَقْس رَائِع لِسِيَامِة الأسَاقِفة وَهُوَ أنَّ الأُسقُف بَعْد سِيَامَتِهِ يَظِل مُلاَزِم سَيِّدنَا البَابَا فِي كُلَّ زِيَارَاته وَإِجتِمَاعَاته سَوَاء شِئ يَخُصَّه أوْ لاَ يَخُصَّه ثُمَّ بَعْد ذلِك يَذْهب لِيُمَارِس مَهَام إِبرُوشِيَته .. هذِهِ حَيَاة تَلْمَذَة وَمُعَايَشة وَهَكَذَا فَعَلَ السَيِّد المَسِيح مَعَ تَلاَمِيذه .." لِيَكُونُوا مَعَهُ " .
 كَمْ مِنْ الوَقت أكُون مَعَهُ كَي أتَشَبَّع بِهِ حَتَّى إِذَا وَقفت أمَام أولاَده تَكُون صُورَته مُنْطَبِعه فِيَّ فِي إِتِضَاعه وَمَحَبِّته وَهُدوءه وَاحتِمَاله وَوَقفِة الصَّلاَة .. إِنْ قَدِّمت ذلِك لأولاَده أكُون قَدْ قَدَّمت لَهُمْ نَمُوذج لَهُ .. جَيِّد أنْ نَتَكَلَّم بِمَا رَأيْنَا وَمَا سَمِعْنَا وَيَكُون لَنَا عِشره مَعَهُ وَإِلاَّ تَكُون خِدمِتنَا كَمبنَى كَبِير بِدُون أسَاس لأِنَّ عَمْل كُلَّ وَاحِد فِينَا سَيُمتَحن بِالنَّار سَوَاء كَانَ قش أوْ خَشب أوْ حَدِيد أوْ ذَهب .. إِنْ كَانَ قش أوْ خَشب فَسَتَأكُلَهُ النَّار وَإِنْ كَانَ حَدِيد سَيصمُد قَلِيلاً لَكِنْ إِنْ كَانَ ذَهْب فَإِنَّهُ يَصمُد لِلأبد .. إِسهرُوا عَلَى خَلاَص أنْفُسَكُمْ وَافرِزُوا وَقت أطول لِحَيَاتكُمْ الخَفِيَّة .. إِجلِس كَثِيراً مَعَ الإِنْجِيل سَتَجِد نَفْسك تَتَكَلَّم بِالإِنْجِيل .. فِي كُلَّ وَقت تَشَبَّع بِالقِدِّيسِين سَتَعِيش مِثْلُهُمْ .. تَشَبَّع بِالكِنِيسة سَتَحْيَا القُدَّاس وَالأجبِية وَ ........ وَتُعَلِّم تَعْلِيم الكِنِيسة لأِنَّكَ مُشَبَّع بِهَا .
 أقوَى شِئ يُقِيم إِتِصَال هُوَ التَلاَمُس حَتَّى أنَّهُ يوجد أُسلُوب عِلمِي يُسَمَّى " التَلاَمُس " هذَا يُعْطِي إِتِصَال .. نَحْنُ مَعَ الله فِي وَضع تَلاَمُس .. { شِمَالُهُ تَحْتَ رَأسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي } ( نش 2 : 6 ) أي يَحْضُنَنِي فَأشعُر بِلْمسَتِهِ وَبَدَلاً مِنْ أنْ كَانَ يُوحَنَّا الحَبِيب يَتَكِئ عَلَى صَدره أضِع أنَا أيْضاً رَأسِي عَلَى صَدره وَيَكُون بِينِي وَبِينه تَلاَمُس .. القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا قَالَ أنَّهُ يَتَمَنَّى أنْ يَتَلاَمس مَعَ الله عَلَى مُستَوى تَلاَمُس السَيِّدة العذرَاء مَعَهُ فَكَانَ يُقَارِن بَيْنَ مَا فَعَلَته السَيِّدة العذرَاء وَمَا يَشْتَاق أنْ يَفعله مَعَ المَسِيح فَقَالَ { يَا لَيْتَ نَفْسك تَكُون مُرَبِيَّة لَهُ مِثْل مَرْيم } .. يُرِيد أنْ يَدْخُل فِي عِشرة عَجِيبة مَعَهُ وَيُخَاطِب حَوَاسه قَائِلاً { أيَّتُهَا العُيُون شَاهِدِيه .. أيَّتُهَا الآذَان إِسمَعِيه .. أيَّتُهَا الأيدِي إِلمِسِيه .. أيَّتُهَا الرُّكب إِحمِلِيه } .. تَوَاصُل مَعَ الله وَعِشرة .. كَمْ مِنْ الوَقت تَجلِسه مَعَ يَسُوع ؟ كَمْ مِنْ الوَقت تَفرِزه لِلقِرَاءة وَالخِدمة وَالصَّلاَة وَالإِنْجِيل ؟ عَلَى قَدر مَا يَكُون الوَقت كَافِي عَلَى قَدر إِستِطَاعَتك لِلتَعْلِيم .
 فِي خِيمِة الإِجتِمَاع أبعَاد التَابُوت 2.5 1.5 1.5 ذِرَاع .. لِمَاذَا هذِهِ الأنْصَاف ؟ لأِنَّ مَعْرِفِتنَا بِالله مَادُمنَا فِي الجَسَد وَفِي الغُربة مَعْرِفة نَاقِصة سَتَكتَمِل فِي الأبَدِيَّة لِذلِك يَقُول { وَهذِهِ هِيَ الحَيوةُ الأبَدِيَّةُ أنْ يَعْرِفُوكَ أنْتَ الإِلهُ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أرْسَلْتَهُ } ( يو 17 : 3 ) .. لأِنَّنَا مَادُمنَا عَلَى الأرْض نُجَاهِد لَكِنْ لاَ نَأخُذ أكثر مِنْ النِصف .. أيْضاً لِمَاذَا الأُفُقِي مُسَاوِي لِلرأسِي ( 1.5 ، 1.5 ذِرَاع ) فِي التَابُوت ؟ لأِنَّ التَابُوت رَمز لِلمَسِيح وَلأِنَّهُ لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض عَمَلَ إِتِزَان بَيْنَ السَّمَاء وَالأرْض فِي النَّهَار كَانَ يَجُول يَصْنَع خِير وَفِي الَّلِيل كَانَ يَقْضِيه كُلَّه فِي الصَّلاَة .. الإِتِزَان مَطلُوب فِي حَيَاتنَا وَلاَ يوجد بِهَا شِئ عَلَى حِسَاب شِئ حَتَّى آبَاء البَرِّيَّة يَفْعَلُونَ ذلِك .
 تَكَلَّمنَا مِنْ قَبْل عَنْ أرْبَعة نِقَاط تُعَطِّل الخِدمة :0

نَحْنُ نَحْتَاج إِتِزَان بَيْنَ إِنْشِغَالاَتِنَا وَخَلاَص نِفُوسنَا لأِنَّ فِي ذلِك خِدَاع الشَّيَاطِين .. إِمَّا يِشغِلنَا بِأنْفُسَنَا فَقط أوْ بِالآخَرِين فَقط لِذلِك السَيِّد المَسِيح جَاءَ وَأحدث ذلِك الإِتِزَان .. مَتَى أقُول إِنِّي سَأخدِم وَمَتَى أقُول لاَبُد أنْ أخلو مَعَ نَفْسِي فِترة ؟ عِنْدَمَا أجِد نَفْسِي غِير مُثمِر مَعَ أولاَدِي لاَبُد عِنْدَئِذٍ أنْ أنَال فِترِة خِلوة مَعَ النَّفْس أجَدِّد فِيهَا فِكرِي وَحَيَاتِي الرُّوحِيَّة تَنْتَعِش .. أجمل مَا فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة أنَّ الله يُحِبَّهَا مُتَجَدِّدة حَتَّى لاَ تَكُون مُمِلَّة وَهُوَ كُلّ يُوم يُعْطِي إِحْسَانَات جَدِيدة .
 عِشرِة المَسِيح هِيَّ دَافِع خِدمِتنَا وَلاَ يوجد مِنَّا مَنْ لاَ يَعْرِف كَيْفَ يَتَقَابل مَعَهُ .. كَثِيراً مَا نُهمِل صَلَوَاتنَا الخَاصَّة وَكَثِيراً مَا نَنْسَى المَذبح الدَّاخِلِي لِذلِك أهمْ نَصِيحة هِيَ أنْ نَقِف أمَامه كَثِيراً بِدُون حِسَاب لِلوَقت كَي نَعْرِفه .. عَلَى الأقل نَقِف سَاعة كَي نَأخُذ لأِنَّهُ كَيْفَ نَقُول لَهُ " قَدْ إِرتَسَمَ عَلَيْنَا نُور وَجهك يَارْبَّ " ( مز 4 – مِنْ مَزَامِير صَلاَة بَاكِر ) .. كَيْفَ نَتَعَلَّم مِنْهُ وَكَيْفَ يَكُون لَنَا فِكره ؟ ذلِك عِنْدَمَا نَجلِس مَعَهُ لِنَشْبع مِنْهُ .. نَظَّم وَقتك .. الَّذِي يَأخُذ هذِهِ الرُّوح يَكُون تَعْلِيمه لَذِيذ وَقَرِيب لِلقلب وَوَاقِعِي وَيَكُون شَخص مُغَيِّر لِنَفْسه وَلأِوَلاَده .. إِذاً هذَا إِنْسَان يَسِير فِي الطَرِيق الصَحِيح .
 إِسمَع صُوته فِي الإِنْجِيل .. مَنْ مِنَّا لَهُ عِشرة وَلَذَّة مَعَ الإِنْجِيل وَإِنْ لَمْ يَقرأه يَشْعُر أنَّهُ يَنْقُصه شِئ مُهِمْ .. مَنْ مِنَّا تِفَرَّحه الأجبِية ؟ مَنْ مِنَّا يَكُون فِي جَلْسة مَعَ الآخَرِين وَيقطعهَا لِيَقُوم يُصَلِّي ؟ إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدْ إِختَبرت لاَبُد أنْ تَخْتَبِر أنَّ لَنَا مِيعَاد نُحِب أنْ نَقِف فِيهِ مَعَ الله وَلاَبُد أنْ نَقِف فِيهِ لِلصَّلاَة .
 عِشرِتك مَعَ الحَيَاة الكَنَسِيَّة .. كَيْفَ تَكُون خَادِم كَنَسِي ؟ كَيْفَ تَكُون مُسَبِّح مُحِب لِلعِبَادة مُتَمَرِّن عَلَى ألحَان الكِنِيسة حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَحْفَظَهَا فَعَلَى الأقل تَفهَمَهَا وَيَخْفِق لَهَا قَلْبك .. ذُق الله وَحِبَّه وَاعْرَفه .. الله أرَادَ أنْ يِوَحَدنَا بِهِ وَيُعْطِينَا مِنْ صِفَاته حَتَّى وَإِنْ كُنَّا خُطَاه هُوَ يَسْتُرنَا قَبْل أنْ نَقتَرِن بِهِ المُهِمْ أنْ نَقبل نَحْنُ الإِقتِرَان بِهِ وَإِلاَّ يَكُون تَوَدُّده لَنَا دَينُونة عَلِينَا .
 الله طَلْب مِنْ هُوشَع النَّبِي طَلْب عَجِيب قَالَ لَهُ إِتَخِذ لَكَ إِمرأة زِنَا زَوجة لَكَ ( هو 3 : 1 ) لأِنَّهُ قَدِيماً كَانِت الزَانِية لَهَا زِي خَاص بِهَا تُعْرَف مِنْ مَظهرهَا أنَّهَا زَانِية .. تَخَيَّل أنَّ الله طَلْب مِنْ هُوشَع أنْ يَقْتَرِن بِزَانِية وَيَكُون لَهُ بَنِين مِنْهَا .. هذَا هُوَ حَال المَسِيح الَّذِي إِقتَرن بِالبَشَرِيَّة الزَّانِية وَقَبَلَ أنْ يُدعَى عَلَيْهَا إِسمه .. وَأصبحت السَيِّدة الزَّانِية مُقتَرِنة بِهُوشَع كَمَا نَحْنُ إِقتَرَنَّا بِإِسم المَسِيح .. أنَا ذُقت الإِتِحَاد بِهِ رَغم إِنِّي خَاطِئ لِذلِك عَلَيَّ أنْ أقُول لِكُلّ النَّاس أنَا لَسْتُ أفضل مِنْكُمْ لَكِنَّه قَبِلَ أنْ يَقْتَرِن بِيَّ فَتَعَالُوا وَادخُلُوا دَائِرَته لِيَبْسِط ذِيله عَليكُمْ وَكَمَا يَقُول أجعل خَاتِم فِي إِصبَعك وَقِلاَده فِي عُنُقك ( حز 16 : 11 – 12 ) أي مَوَاهِب الرُّوح القُدُس وَخَطَايَاك لاَ أعُود أذكُرهَا .
 أدِي عَمْل الْمَسِيح لِلنَّفْس وَعَمْل الْمَسِيح لِينَا إِحنَا وَلَمَّا إِحنَا نِلْنَا غُفْرَانه وَمَحَبِّته وَسَتره وَاحْتِضَانه لِينَا إِحنَا غِير المُسْتَحِقِين إِبتَدِينَا نِقُول لِكُلَّ النَّاس تَعَالُوا شُوفُوا الَّذِي رَأيْنَاه وَسَمِعنَاه وَلَمِسنَاه أُدخُلُوا مَعَهُ فِي شَرِكة لِيَبسِط ذِيله عَلَيْكُمْ .. حَوِّل هذَا الأمر إِلَى تَدْرِيب لِتَرَى أيْنَ أنْتَ مِنْهُ وَمِنْ عِشرِته وَخِدمِته وَصَلَوَاته .. وَهذَا سَيُغَيِّر مَلاَمِحك .رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 955

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل