التكامل فى الخدمة

Large image

نقرا جزء من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس .. { فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد .. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد .. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل .. ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة .. فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة .. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحدٍ بمفرده كما يشاء } ( 1كو 12 : 4 – 11) .
نتحدث عن التكامُل في الخدمة من خلال ثلاث نقاط :0
1/ ضرورة التكامُل .
2/ خطورة الإنقسام .
3/ الطريق إلى التكامُل .
1/ ضرورة التكامُل :
=======================
يجب أن نؤمن بفكرة التكامُل .. فإننا متنوعين ومتوحدين .. أعطى الله كل واحد نعمة أو موهبة خاصة من أجل أن يُكمِّل الآخر .. الطبيعة كلها تقوم على التكامُل .. فجسد الإنسان يقوم على التكامُل .. الحياة تقوم على التكامُل .. فالطبيب لا يعرف أن يعمل بدون الممرض .. وبدون عامل النظافة والكهرباء وهكذا .. أيضاً في الخدمة الوضع هكذا وعلى الجميع أن يتكامل .. تصور دائماً أنَّ هناك بينك وبين أخيك علامة ( + ) .
فكرة التكامُل أسسها المسيح عندما قال أنه الرأس ونحن الأعضاء فأسس كنيسته بنفس الطريقة بأن دعى التلاميذ رغم اختلافهم في الشخصية والطباع .. مثل الأربعة مثلاً الذين كتبوا البشائر :0
متى ← كان عشار وأساسه يهودي .. يحب السلطة وجابي ضرائب .. إختاره الله لأن انتمائه لليهود أفاده كثيراً .. أُعجب متى بيسوع لأن له سلطان .. لذلك عندما تكلم تكلم عن يسوع الذي من سُلالة يهودية وأبرز التعاليم اليهودية التي في شخصه .. بالإضافة إلى إنه أبرز يسوع الملك .
مرقس ← مُتضع .. يحب الخدمة العملية .. وهذا هو ما جذبهُ في يسوع أيضاً .. لذلك نجد بشارته تركز على خدمة يسوع العملية .
لوقا ← يحب اللمسة الإنسانية أي البُعد الإنساني .. لذلك أحبَّ في يسوع لمسته الإنسانية لذلك وجدناه يتحدث عن المعجزات الإنسانية .. ومعاملة يسوع برقة ورفق مع المرأة والخطاة .. أظهر لنا في بشارته " يسوع صديق الإنسان " .
يوحنا ← أظهر لنا يسوع الإله .
فعندما ترغب أن ترسم صورة ليسوع عليك أن تجعل كل الصفات الأربعة به حتى تُكتمل الأيقونة لأن الأربعة تكاملوا مع بعضهم البعض .
حذاري أن تحتقر زميلك ولا تُقلل من شأنه .. حتى لو كان دوره غير مهم فإن الله لا يقيس العمل بعظمته بل بمقدار الحب والإتضاع الذي يُفعل به .. علينا أيضاً أن نقبل بعضنا البعض مثل المسيح الذي استخدم هذا وذاك .
أيضاً الخدمة تُكمِّل بعضها .. خدمة إبتدائي تُكمِّل خدمة إعدادي وإعدادي تُكمِّل ثانوي .. الكل يُكمِّل بعض .. مرحلة الإبتدائي ( أحب الله ) .. وفي الإعدادي ( أحب الكنيسة والقديسين والطقس ) .. وفي ثانوي ( أحب الإنجيل واعرف العقيدة ) .. أي خطة مُتكاملة متركبة على بعضها البعض .. ربنا يسوع يحب الوحدة .. إسمها الكنيسة الواحدة .
2/ خطورة الإنقسام :
========================
يبدأ عندما يُفكر كل واحد في شخصه هو وموهبته ونبدأ في الإنقسام .. وأصبح بدلا من علامة ( + ) أصبحنا ( - ) .. لذلك يُعلمنا الآباء في الخدمة أن لا نقول " لماذا لا أكون أنا ؟؟ " .. الأجمل من ذلك أن يحدث الشئ بدونك .. المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم كان يقول [ ليتمجد الله بي أو بغيري .. ويُفضل غيري ] .
جميل أن نجد أكثر من فرد واحد عندهم نفس الموهبة .. مجموعة تعرف اللحن ومجموعة للعزف وهكذا .. فإن الفرق بين الشرق والغرب مثلاً أنَّ الشرق زعامات والغرب مؤسسات .. فالغرب يتعامل بعضهم البعض كتيم عمل .. لكن نحن فراعنة لا نعرف أن نعمل كمجموعة عمل .. كل واحد بمفرده .
خطورة الإنقسام إنه يُدمر ويتعِب العمل لأنه سيتم بكفاءة ضعيفة وأيضاً سيُقلل من محبتي لإخوتي ويُشتت المخدومين .. هذا الأمر يحتاج وعي كامل وإيمان كامل .
3/ الطريق إلى التكامُل :
============================
أ‌- الحب الكامل ← لو هناك محبة ستحب أن يكون أخوك أفضل وأكبر منك .. تُقدم أخوك في الكرامة برضى كامل .. حب يحتمل كل شئ ولا يطلب ما لنفسه .. نود أن نضع ضوء على أنَّ الذي لديهِ أعمال كثيرة في الخدمة معناه أنه لا يُشرك الآخرين معه في الخدمة .
ب‌- الإتحاد بالرأس ← أي المسيح .. في هذه اللحظة ستعرف ماذا تعني اليد والأُذن والعين .. فأنت عضو كلما اتحدت مع الرأس تعمل هي فيك وبفكرك .. أما نحن فلنا فكر المسيح وبذلك نتحد بالكنيسة .. ما يُميز الأرثوذكسية عن البروتُستانتية هي التكامُل وحياة الشركة .. في الفكر الآخر فكرة الفردية التي عملت على جعل كل فرد يفهم الإنجيل بطريقته الخاصة .
ت‌- إيمان بفكر التنوع ← إستثمر عطية الله لك ولا تُقلل من قيمة أخيك .. إيمان بوزنتي وموهبتي .. الله يعطي كل واحد موهبة كما يقول بولس الرسول .. واحد كلام حكمة .. واحد إيمان بالروح .. مواهب شفاء .. الكل يُكمِّل بعض .إعرف نفسك ووظَّف موهبتك لصالح الخدمة .. الكنيسة تحتاج كل واحد فيكم وقل للمسيح " إني سأضع بين يديك كل ما لي وعندي إيمان أن أكون عضو صغير أمين أعمل فيك يارب " ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1277

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل