الخدمة الفعالة

Large image

من سفر الأعمال أصحاح (20 : 18 – 21 ، 24 ) .. { فلما جاءوا إليه قال لهم أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا كيف كنت معكم كل الزمان أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود .. كيف لم أُؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفي كل بيتٍ .. شاهداً لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح ؛ ولكنني لستُ أحتسب لشيءٍ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله } .
كيف تكون الخدمة فعَّالة ومُفرحة لنا ولربنا ؟ هناك ثلاث كلمات – مفاتيح – للخدمة الفعَّالة :0
أولاً خدمة الروح .
ثانياً خدمة الحب .
ثالثاً خدمة الفرح .
أولاً خدمة الروح :
=====================
فرق كبير بين الخدمة الإجتماعية والخدمة الروحية .. الخدمة الإجتماعية تعتمد على الأنشطة والآداب العامة .. ترفيه .. خدمة لتعليم الذوقيات .. أما الخدمة الروحية تقدم روح مثل بولس الرسول الذي يتحدث عن خدمته بأن يقول إنه لا يؤخر شئ إلا وأخبرهم به .. يتحدث بوداعة وتواضع .. خدمة لها علامات تُقدم أمور تُشبع النفس والروح .. فالمخدومين داخلهم احتياج قوي لله .. إحتياج للمُطلق .. حتى لو كان شرير أو غير مؤمن .
خدمة بها اشتياق لأن يكون المخدوم متقابل مع المسيح .. يشبع منه .. أن تساعدهم لكي يعرفوا طريقة الوصول له .. نحن نحتاج أن نُقدم لهم الإنجيل وشخص ربنا يسوع المسيح وكل ما يُشبعه روحياً .. هدفنا الوصول إلى جوهر إهتمام المخدوم .. ويكون الله هو مركز اهتمام له .. يفكر في المسيح يسوع .. وألذذه بالتسبيح وأعرَّفه بأمومة وعذوبة الكنيسة .
الخدمة الروحية هي بداية أي خدمة مُفرحة ومُشبعة .. جميل أن تعرَّف المخدوم كيف يتخلص من خطيته عند المسيح .. عند الصليب .. عند الكنيسة بالتوبة والإعتراف والتناول .
من علامات الخدمة الروحية أن يكون لنا صلاة من أجل الخدمة .. نحن نوجه قلوبهم وأفكارهم .. فبدون الصلاة تحولت الخدمة إلى حركة اجتماعية .. وعلى الخادم أن يذوق المسيح في حياته الشخصية حتى يسهُل عليه أن يذوَّقه لأي إنسان .. فيلبس شاهد المسيح وكان له صديق إسمه نثنائيل فعرف كيف يقول تعال لننظر المسيح ( يو 1 : 46 ) .
في هذا العصر هناك أنشطة كثيرة جداً تأكل الأمور الروحية .. فالجميل أن أذوَّق مخدوميني الحياة مع الله .. نحن نواجه غزو إعلامي مُتعدد الثقافات .. والأفكار الشريرة تجدد من نفسها وأساليبها وتفسد من عقول الأطفال .. فعلينا أن نقدم له خدمة روح .. خدمة تشبَّع .
إن روحيات الخادم تنطبع على المخدوم .. من صوته ومن صفاته وكلامه .. حركاته ومعاملاته مع الآخرين .
ثانياً خدمة حب :
===================
الخدمة هي انعكاس لمحبة الله في حياتي .. وكلما ذقت محبة ربنا كلما ازداد محبة المخدوم له .. وأعرف أنا كيف أحب المخدوم من حب الله لي .. محبة الله هي التي تغلب التحديات الصعبة التي نواجهها لأن محبة ربنا عندما تدخل داخل إنسان تجعله يغلب الشر .. والمخدوم سيرى محبة الله في داخلي فيجعله هو أيضاً يغلب الشر .
علِّم المخدوم أن الله لا يفرَّق في محبته بل يحب الكل .. لذلك نحن كخدام نحب الكل .. وعليك أن تعرف أن هناك فرق بين المحبة البشرية المُتقلبة والمحبة التي هي في المسيح يسوع ومصدرها هو وهي ثابتة .. وهذا يأتي في صورة صلاة من أجل المخدوم والبحث عنه ، إهتمام به على مستوى الشخص وأن تقدم له أفضل ما عندك وتقدم له وقتك وجهدك .
جميل أن تكون الخدمة خدمة مشاعر مثل بولس الرسول الذي كان هناك وِد بينه وبين الذين كان يخدمهم .. يقول { وبدعائهم لأجلكم مُشتاقين إليكم } ( 2كو 9 : 14) .. ” يا أولادي المحبوبين كنت أتمنى أن أراكم بالوجه “ .. ويتحدث في رسالة رومية إلى كل واحد بإسمه ولقبه أيضاً .. وفي رسالته لتسالونيكي يقول { بل كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المُرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً } ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. عندما انسكبت محبة ربنا في قلبي سأعرف كيف أُقدم محبة للمخدوم ولا ننسى القول المشهور جداً وهو مفتاح الخدمة وهو للقديس أغسطينوس { لا يخلُص عن طريقك إلا من يحبك } .
أيضاً نقول أن المحبة في المسيح يسوع محبة للكل ولا تُفرِّق ولا لكي هذا الشخص به ميزة معينة والآخر ليس به أي شئ .. محبة من المسيح .. محبة سببها هو .. محبة ثابتة ودائمة .. خلاف المحبة البشرية العاطفية التي تجعلني أتضايق منه عندما يُخطئ .
فما أجمل أن تُعبِّر عن هذا الحب بلمسة معينة .. إتصال تليفوني .. في أعياد ميلادهم .. في ظروفهم الصعبة نهتم بهم .. بهذا تستطيع أن تقول له في مرة أخرى أن يأتي لحضور القداس والتناول لأنه في هذه الحالة سيستجيب لأنه شعر بمحبتك له من قبل .. أعرف كل ظروفه ومشاكله واهتماماته فربنا يسوع قيل عنه أنه يعرف خاصته بأسماءهم .. { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني } ( يو 10 : 27 ) .
أسهل طريق يلمس به المخدوم محبة ربنا له أن يرى أحد يُحبه بلا سبب فيعرف بعد ذلك أنها محبة مصدرها من الله .. لأن الله يحبنا بلا سبب .. إن كنت فقير في الحب ستكون بلا كلام ومشاعر لأنك فقير في محبة الله .. أُنظر ربنا يسوع كيف كان يتعامل مع السامرية .. الابن الضال .. زكا .. المرأة الخاطئة .. يقول بولس الرسول { شجعوا صغار النفوس .. أسندوا الضعفاء .. تأنوا على الجميع } ( 1تس 5 : 14) .
ثالثاً خدمة فرح :
===================
أي تقدم له شئ يحل له مشكلة .. أي خدمة تقدم له رجاء وتُشعره بقيمته .. أتعامل معهم ببشاشة وصبر وطول أناة .. من علامات خدمة الفرح أن يكون فيها تجديد مستمر .. جميل أن يكون بها بهجة .. فإن ربنا يسوع المسيح عندما كان يُعلِّم كان يُعلِّم مرة في السفينة .. مرة في الحقل .. مرة على جبل .. في كل مرة كان يُجدد من الشكل العام حتى يشعر الجميع بالإرتياح وهم يسمعون للتعاليم .. كان أيضاً يهتم بهم حتى أنه لاحظ وجودهم لفترة طويلة معه فأراد إطعامهم .
إستخدم إمكانيات أعطاها الله لك .. موسيقى .. كمبيوتر .. مطبوعات .. كل هذا وظَّفه لكي يخدم الخدمة .. من خلال لمسات بسيطة قدم له أمور كبيرة مُفرحة .. إحترم أدميته وعرَّفه على المسيح المُفرح وتعطيه قيمة سيخرج فرحان .. نهتم بنظافة المكان وإعداده إعداد جيد .. إعداد الدرس والترنيمة والإهتمام بكل الأمور من استقبال بوجه بشوش وتقديم الأفضل لدينا .. إهتموا بأن روحكم واحدة وهدفكم واحد .. معرفة المسيح .. تفرحوهم .. وتعتنوا بهم جداً .

ربنا يعطينا أن نخدم خدمة مقبولة ومرضية أمامه
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1325

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل