كيف ننظر للمخدومين وكيف ينظرون إلينا

Large image

مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه الأُولَى إِلَى تَسَالُونِيكِي يَقُول ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. هُوَ يَقُول لاَ أنْ نُعْطِيكُمْ مُجَرَّد مَعْلُومَات بَلْ أنْفُسْنَا أيْضاً لِذلِك اليُوْم نَقُول كَيْفَ نَنْظُر إِلَى المَخْدُوم ؟ أوْ مَا هِيَ نَظْرِتْنَا إِلَى المَخْدُوم ؟ لِذلِك نَتَحَدَّث فِي هذَا الشَّأنْ فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :0

1/ قَطِيعْ الْمَسِيح :
============================
لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. أوْلاَدُه الَّذِي إِشْتَرَاهُمْ بِدَمِهِ .. إِفْتَدَاهُمْ وَقَدَّسَهُمْ وَإِقْتَنَاهُمْ لِنَفْسِهِ فَصَارُوا مِلْكاً لَهُ وَلَيْسَ مِلْك أُنَاس آخَرِينْ أوْ مِلْكاً لِي بَلْ هُمْ مِلْك لِلْمَسِيح لِذلِك قِيلَ عَنْهُمْ أنَّهُمْ ﴿ شَعْبُ اقْتِنَاءٍ ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أي أنَّ الله إِشْتَرَاهُمْ وَأخَذْهُمْ لَهُ .. هُمْ خَاصَّتَهُ وَمِلْكَهُ ﴿ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ ﴾ ( يو 13 : 1) .. مَحْبُوبِينْ مِنْ الله وَمَفْدِيِينْ مِنْهُ وَثَمَنْهُمْ هُوَ دَم الْمَسِيح .. ﴿ وَدَعَا لَهُ مِنْ جَمِيعْ الأُمَم جِنْساً مُخْتَاراً .. مَمْلَكَة وَكَهَنُوتاً وَأُمَّة مُقَدَّسَة وَشَعْباً مُبَرْرَاً ﴾ ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة " أنْتَ هُوَ كَلِمَةُ الآب " ) .. " المَمْلَكَة " فِي أوْلاَدُه .. " الأُمَّة المُقَدَّسَة " فِي أوْلاَدُه .. " الشَّعْب المُبَرَّر " هُمْ أوْلاَدُه .
إِذَنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. هُمْ مِلْك الْمَسِيح وَالْمَسِيح وَكِّلْنِي عَلِيهُمْ .. أنَا جِئْت لأِعْمَل وَأحْرُس هذِهِ الغَنَمَات .. أبُونَا يَعْقُوب لَمَّا إِشْتَغَل عَنْد لاَبَان خَالُه كَانْ يِسَلِّمُه بِالعَدَد ( سَلِّمْ وَاسْتِلِمْ ) .. لِدَرَجِة إِنْ أبُونَا يَعْقُوب حَاوِل الإِتِفَاق مَعَ خَالُه لاَبَان أنَّهُ إِنْ سُرِقَتْ غَنَمَة عَلَى مَنْ تَكُون ؟ بِالتَّأكِيد أنَّهَا لاَبُد وَأنْ تَكُون عَلَى صَاحِبْ الشِئ وَلكِنْ لاَبَان قَالْ أنَّهُ لَوْ دِيب أكَل غَنَمَة تَكُون عَلَى يَعْقُوب .. قَطِيعْ لاَبَان أُئتُمِنْ عَلِيه أبُونَا يَعْقُوب وَنَحْنُ أُئتُمِنَّا عَلَى قَطِيعْ يَسُوع الْمَسِيح .. ﴿ مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ ﴾ ( تك 31 : 39 ) .. لَنْ أنَام لِيل وَلاَ نَهَار .. هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح لِذلِك أبُونَا وَهُوَ عَلَى المَذْبَح يِقُول ﴿ أُحْرُس قَطِيعَك ﴾ لأِنَّ هؤلاَء لَك .. أنْتَ القَادِر عَلَى حِرَاسِتْهُمْ وَرِفْعَتِهِمْ .. أنْتَ المَسْئُول عَنْهُمْ .. وَنَحْنُ أحْيَاناً نَنْظُر إِلَى المَخْدُومِينْ عَلَى أنَّهُمْ مِلْكاً لَنَا وَخَاصِّينْ بِنَا .. وَلكِنْ هُمْ فِي الأسَاس مِلْك لِلْمَسِيح وَلَيْسُوا مِلْكِي .. هُمْ أوْلاَدُه لأِنَّهُ فَدَاهُمْ وَدَفَعْ ثَمَنْهُمْ وَحَرَّرَهُمْ مِنْ رِبَاطَات الخَطَايَا .
حِينَمَا أخْدِم أوْلاَد يَسُوع لاَبُد وَأنَّ نَظْرِتِي لُهُمْ تَخْتَلِفْ .. القِدِيس أُغُسْطِينُوس حِينَمَا كَانَ يَطْلُبْ طِلْبَة عَنْ شَعْبُه كَانَ يَقُول ﴿ أطْلُب إِلِيك مِنْ أجْل سَادَاتِي عَبِيدَك ﴾ .. هُمْ سَادَاتِي وَلكِنْ هُمْ عَبِيدَك وَمِلْكَك وَلَيْسَ لأِنِّي أئتَمِنْ عَلِيهُمْ صارُوا مِلْكاً لِي .. هُمْ فِي أُسْرِتِي وَأنَا مُجَرَّدٌ أمِينْ عَلِيهُمْ وَوَكِيل عَلِيهُمْ لأِعْتَنِي بِهُمْ .. هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح فَوَاجِبْ عَلَيَّ أنَا أحِبُّه وَأكْرِمُه وَأبْذِل ذَاتِي مِنْ أجْلُه .. كُلَّ شَخْص فِي العَالَمْ يُحْتَرَم بِحَسَبْ جِنْسِيِتُه .. لِنَفْرِض السُودَانِي .. المَصْرِي .. اللِيبِي .. إِنْجِلِيزِي .. فَرَنْسَاوِي .. أمِرِيكِي كُلَّ وَاحِد يِخْتِلِفْ فِي مَقَامُه حَسَبْ دَوْلِتُه .
وَأوْلاَد يَسُوع يِنْتِمُوا إِلَى مَلَكُوت السَّمَاء فَأي كَرَامَة تَكُون لَهُمْ ؟!! قَدِيماً كَانَتْ الرَّعَوِيَّة الرُّومَانِيَّة كَانَ لَهَا قِيمَة لِدَرَجِة إِنْ النَّاس كَانِتْ تِشْتِرِيهَا بِالمَال وَذلِك بِسَبَبْ الُممَيِّزَات المَمْنُوحَة لِحَامِل هذِهِ الجِنْسِيَّة .. بُطْرُس لَمْ يَكُنْ رُومَانِي فَصُلِبْ مُنَكَّس الرَّأس أمَّا بُولِس فَأُسْتُشْهِدٌ بِحَد السِيف لأِنَّهُ رُومَانِي وَلاَ يَلِيقٌ بِهِ إِلاَّ المَوْت بِكَرَامَة أمَّا غَيْر الرُومَانِيِينْ فَبِالصَلْب أوْ الرَّجْم .. قَطِيعْ الْمَسِيح لَهُمْ كَرَامَة فِي أعْيُنَنَا .. أحْيَاناً نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ قَلِيل مِنْ الأوْلاَدٌ المُتْعِبِينْ وَنَتَعَامَل مَعَهُمْ بِتَعَسُّفْ وَشِدَّة وَلكِنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح وَلأِنَّهُ خَاص بِالْمَسِيح يَلِيقٌ بِهِ كُلَّ كَرَامَة لإِكْرَام الْمَسِيح .
هُنَاك كَلِمَة جَمِيلَة جَاءَت فِي مَثَل السَّامِرِي الصَّالِح تِقُول ﴿ ضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ . وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ ﴾ ( لو 10 : 34 – 35 ) .. وَضَعْ شِعَار لَنَا " إِصْرِفْ عَلِيه بِدُون حَذَر وَالحِسَاب عَنْدِي لأِنِّي قَادِم " .. فَمَا هِيَ العِلاَقَة بَيْنَ الإِثْنِينْ بَيْنَ يَسُوع وَالسَّامِرِي ؟ رَبِّنَا يَسُوع يُحْضِر لِينَا المَخْدُوم وَمَعَهُ كَارْت تَوْصِيَة " إِعْتَنُوا بِهُمْ وَمَهْمَا تِعِبْت وَأنْفَقْت فِي خِدْمِتُه فَعِنْدَمَا آتِي فِي مَجِيئِ أُوفِيك عَنْ كُلَّ أتْعَابَك فِي الخِدْمَة مِنْ أجْل أوْلاَدِي المَحْبُوبِين " .. هُوَ شِيك عَلَى بَيَاض إِصْرِفْ كَمَا تَشَاء كَمَا تَحْتَاج الحَالَة .

2/ قِدِّيسِينْ مَحْبُوبِينْ :
===================================
أحْيَاناً نَنْظُر لَهُمْ أنَّهُمْ أشْقِيَاء جِدّاً وَيُرُدُّوا رُدُودٌ غِير مَقْبُولَة وَنَصِفْهُمْ بِعَدَم الشَطَارَة وَعَدَم الحِفْظ .. وَإِذَا خَدَمْت تِخْدِمْهُمْ عَلَى إِنُّهُمْ مَجْمُوعَة مِنْ الفَاشْلِينْ فَبِهذَا لَنْ تُثْمِر خِدْمِتَك أبَداً .. عَلَى فِكْرَة بِدَايِة خِدْمِة قَدَاسِة البَابَا شِنُودَة كَانِتْ فِي مَنْطِقِة حَي الزَّبَّالِينْ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي أطْرَاف شُبْرَا وَمَوْجُودٌ إِلَى الأنْ فَلَكُمْ أنْ تَتَخَيَلُوا إِنْسَان يِخْدِم زَبَّالِينْ .. مَا الَّذِي أرْغَمُه عَلَى ذلِك ؟ لأِنَّهُ رَأى فِيهُمْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ مُكَرَّمِينْ جِدّاً لأِنَّهُمْ مُعَمَّدِينْ وَمَدْهُونِينْ بِالمَيْرُون .. لَهُمْ حَقٌ دُخُول السَّمَاء لأِنَّ مَعَهُمْ البَسْبُور السَّمَاوِي وَلَهُمْ الأحَقِيَّة وَالرَّعَوِيَّة السَّمَاوِيَّة وَمُكَرَّمِينْ إِكْرَام أكْثَر مِنْ كُلَّ سُكَّان الأرْض .
لِذلِك أنْتُمْ أيْضاً لاَ تُفَرِّقُوا بَيْنَ المَخْدُومِينْ حَسَبْ الإِمْكَانِيَات البَشَرِيَّة لأِنَّ هذِهِ رؤيَة بَشَرِيَّة هِيَ رؤيِة العَتِيقٌ .. أُنْظُر فِي الْمَسِيح يَسُوع .. مُعَلِّمْنَا يَعْقُوب يِقُول ﴿ أَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ ﴾ ( يع 2 : 6 ) .. إِذَا رَأيْت رَجُل يَنْظُر إِلَى الأُمور السَّطْحِيَّة البَشَرِيَّة لاَبُد أنْ تَنْظُر إِلِيه بِنَظْرِة الْمَسِيح وَأنَّهُ مِنْ رَعِيِّة الْمَسِيح .. إِذَا كَانْ هُوَ قَبَلْ أنْ يُمَتِّعُه بِالمَجْد البَشَرِي أنَا لاَ أقْبَل !!! وَالإِنْسَان الَّذِي يَصْعُب التَعَامُل مَعَهُ يَحْتَاج إِلَى الشَّفَقَة أكْثَر .. ﴿ لأَِجْلِ هذَا أَتَيْتُ ﴾ ( يو 12 : 27 ) .. ﴿ لَمْ آتِ لأَِدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُِخَلِّصَ الْعَالَمَ ﴾ ( يو 12 : 47 ) .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِسْتَخْدِم الَّذِينَ رَفَضُوه .. ﴿ رَفَضُونِي أَنَا الحَبِيب مِثْلَ مَيِّتٍ مَرْذُول ﴾ .. وَأنْتَ أيْضاً أُنْظُر إِلَى الطِّفْل عَلَى أنَّهُ قِدِيس لأِنَّهُ إِبْن الْمَسِيح لأِنَّ القَدَاسَة لَيْسَتْ مَعْنَاهَا أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلكِنْ المَعْنَى هُوَ أنَّ الخَطِيَّة هِيَ شِئ عَارِض فِي حَيَاتُه وَفِي طَرِيقُه .
هذَا هُوَ فِكْر الْمَسِيح لأِنَّ عَدُو الخِير مُمْكِنْ أنْ يِسْلِبْنَا كِنْزِنَا وَهُوَ غَلاَوِة وَكَرَامِة وَقَدَاسِة الْمَسِيح الَّتِي فِينَا .. هُوَ بَسَطْ ذِيلُه عَلِينَا وَسَتَر عَوْرَتْنَا .. ﴿ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَِجْلِنَا ﴾ ( رو 5 : 8 ) .. ﴿ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَِجْلِ تَبْرِيرِنَا ﴾ ( رو 4 : 25 ) وَإِنْ أخْطَأنَا نَسْتَمِد قُوِّتْنَا مَرَّة أُخْرَى مِنْ عَهْدُه فِي الجَسَد وَالدَّم فَنَتَقَدَّس وَنَخْرُج إِلَى العَالَمْ وَنَتَلَوَث وَنَعُود مَرَّة أُخْرَى وَهكَذَا حَتَّى نَتَقَابَل مَعَهُ وَنَحْنُ قِدِّيسِينْ .. نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ آنِيَة مُخْتَارَة وَلَمَّا إِخْتَارْهُمْ قَدَّسَهُمْ وَعَيَّنَهُمْ .. ﴿ لأَِنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( رو 8 : 29 ) .. ﴿ كَمَا اخْتَارْنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامُه فِي الْمَحَبَّةِ ﴾ ( أف 1 : 4 ) .. لاَ نَعْتَقِد أنَّ القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُجَامِل حِينَمَا يُرْسِل وَيَقُول ﴿ إِلَى الْقِدِّيسِينَ ... ﴾ ( أع 9 : 32 ؛ أف 1 : 1 ؛ كو 1 : 2 ) .. هُوَ يَتَكَلَّمْ عَنْ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ هُمْ مُخْتَارِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مَدْعُوِينْ قِدِّيسِينْ .. لِذلِك إِذَا نَظَرْت إِلَى الَّذِينَ تَخْدِمَهُمْ هكَذَا سَوْفَ يَخْتَلِفْ الذِّهْن .. ﴿ اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَة ﴾ ( جا 11 : 1 ) .
تَكَلَّمْ عَنْ رَبِّنَا يَسُوع وَمَحَبَّتُه وَعَنْ القِدِّيسِينْ .. قَدِّم التَّجْدِيد فِي الطَّرِيقَة وَالعَرْض وَالهَدَف وَكُلَّمَا أتْقَنْت التَّحْضِير كُلَّمَا كَانْ فِيه رُوح .. ﴿ الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. فَإِذَا كَانْ رَبِّنَا الكُلِّيّ القَدَاسَة يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قِدِّيسِينْ مَعَ أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّهُ لاَ يَتَحَمَّلْنَا لأِنَّ القُدُّوس لاَ يَحْتَمِل الشَّر فَلِذلِك ألاَ نَحْتَمِل نَحْنُ بَعْضَنَا البَعْض ؟!!! هُوَ يَحْتَمِلْنَا لأِنَّهُ يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قَطِيعْ مُقَدَّس .. فِي سِفْر العَدَد يَتَكَلَّمْ عَنْ " بَالاَق " الَّذِي أرَادَ أنْ يُحَارِبْ شَعْب الله فَعَرَف مِنْ السُؤَال عَنْهُمْ أنَّهُمْ شَعْب جَبَّار لَيْسَ لَهُمْ أسْلِحَة وَلكِنْ الله مَعَهُمْ .. وَأنَّ يَشُوع دَخَلْ (31) حَرْب أمَام مُلُوك وَغَلَبْهُمْ وَالَّذِي يَدْخُل أمَامَهُمْ لاَ يَنْتَصِر فَمَاذَا يَفْعَل ؟ فَسَأل مُشِيرِينْ فَأشَارُوا عَلِيه أنَّ سِر قُوَّتِهِمْ فِي إِلَهِهِمْ وَبِالتَّالِي يَكُون سِر ضَعْفِهِمْ فِي قُوَّتِهِمْ فَأرَادُوا أنَّ الله يَغْضَبْ عَلَيْهِمْ فَأحْضَرُوا نَبِي إِسْمُه " بِلْعَام " وَبِالمَال طَلَبُوا مِنْهُ أنْ يُرْسِل لَعْنَة عَلَى الشَّعْب وَلكِنْ الله مَنَعْ بِلْعَام وَأرْسَلَهُ لِيَتَكَلَّمْ بِالكَلاَم الَّذِي يُلَقِّنَهُ لَهُ الله وَوَقَفَ بَالاَق مُنْتَظِر اللَعْنَة فَبَدَأَ بِلْعَام يَقُول ﴿ كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ ﴾ ( عد 23 : 8 ) .. ﴿ مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ ﴾ ( عد 24 : 5 ) .. ﴿ لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ ﴾ ( عد 23 : 21 ) .
وَرَغْم كُلَّ هذَا لكِنْ الله يَنْظُر إِلَيْهِ أنَّهُ جَمِيلٌ لِذلِك يَقُولُوا عَنْ بِلْعَام أنَّهُ تَرَك الأمر كُلُّه فَأرَادَ بَالاَق أنْ يُسْقِط الشَّعْب فِي الخَطِيَّة فَسَيِّبْ عَلِيهُمْ بَنَات زَانِيَات لِيَصْنَعُوا الخَطِيَّة مَعَهُمْ فَيَلْعَنَهُمْ الله وَيَغْضَبْ عَلَيْهُمْ .. وَفِي سِفْر الرُؤْيَا يَتَكَلَّمْ عَنْ بِلْعَام هذَا وَأنَّهُ ﴿ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رؤ 2 : 14) .. هُوَ لَعَنْهُمْ بِطَرِيقٌ غِير مُبَاشِر .. وَرَغْم هذَا الله يَنْظُر لِلشَّعْب عَلَى أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلاَ إِثْم .. وَفِي سِفْر عَرُوس النَّشِيد يَقُول ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) .. ﴿ أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. سِوَاء فِي عَيْنَيّ النَّاس وَفِي عَيْنَيّ نَفْسِي وَلكِنْ جَمِيلَةٌ فِي عَيْنَيّ الله لأِنِّي إِبْنَتُه فَإِنْ كَانُوا مَحْبُوبِينْ مِنْ الله فَكَيْفَ يَكُونُوا غِير مَحْبُوبِينْ مِنَّا ؟!!
3/ كَنِيسِة الغَد :
=========================
الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ أوْلاَدٌ سَبَبْ تَعَبْ وَأنَّهُمْ بِلاَ إِسْتِيعَاب مَمْلُؤيِنْ تَعَبْ وَمَشَاكِل هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. هؤلاَء هُمْ المُؤتَمَنِينْ عَلَى التَّعْلِيمْ وَالأمَانَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالكِتَاب المُقَدَّس وَتَعَالِيمُه وَسَيَأخُذُوا مِنْ الله كُلَّ بَرَكَة وَنِعْمَة .. ﴿ كَمَا كَانْ هكَذَا يَكُون مِنْ جِيل إِلَى جِيل .... ﴾ ( مَرَدٌ الشَّعْب بَعْد التَّرْحِيم فِي القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. إِنْ كُنْت تَنْظُر إِلَيْهِمْ نَظْرَة سَطْحِيَّة هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. أحَدٌ المُدَرِسِينْ كَانَ حِينَمَا يَدْخُل إِلَى الفَصْل يَنْحَنِي إِلَى التَّلاَمِيذ فَحِينَمَا سَألُوه لِمَاذَا يَفْعَل هذَا ؟ قَالَ أنَّهُ يَنْظُر إِلَيْهِمْ عَلَى أنَّهُمْ جِيل الغَد .. هُمْ مَسْئُولِينْ عَنْهُ لأِنَّهُ لَوْ قَلَّلْ مِنْ شَأنُهُمْ فَهُوَ يُقَلِّل مِنْ قِيمِة الغَد .. وَنَحْنُ أيْضاً لَوْ فَعَلْنَا هذَا نُقَلِّلْ مِنْ الكَنِيسَة وَالأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالْمَسِيحِيَّة وَإِنْ لَمْ نَقُوم بِدُور الرِّعَايَة فِي الكِنِيسَة عَلَى الأقَلْ سَتَصِير أُم وَمُرَبِيَّة .. إِذَنْ لاَبُدْ مِنْ إِعدَادْهَا بِعِنَايَة .. لاَبُدْ أنْ أنْظُر إِلَيْهَا هذِهِ النَّظْرَة .
هُمْ الَّذِينَ سَيَحْفَظُوا الإِيمَان وَالإِنْجِيل .. هُمْ سَيُصَلُّوا بِالأجْبِيَة وَيُعَلِّمُوا جَمَال الصَّلاَة بِهَا .. لكِنْ لَوْ نَظَرْت إِلَيْهِمْ أنَّهُمْ مُجَرَّدٌ أوْلاَدٌ لِلتَّعْلِيمْ سَتَكُون نَظْرَة قَصِيرَة جِدّاً وَلكِنْ نَنْظُر إِلَيْهُمْ عَلَى أنَّهُمْ كَنِيسِة الغَد وَإِحْتِرَامِي وَتَقْدِيرِي لَهُمْ سَوْفَ يَخْتَلِف وَمُحَاوَلَتِي أنْ أُنَمِّيهُمْ وَأُتَلْمِذَهُمْ سَوْفَ تَخْتَلِفْ .. هؤلاَء هُمْ حَامِلِي الأمَانَة .. هُمْ خَادِمَات وَخُدَّام الجِيل القَادِم لِذلِك الأمر يَحْتَاج إِلَى خَادِمَات أقْوَى مَمْلُؤيِنْ كُلَّ نِعْمَة وَكُلَّ فَهْم لأِنَّ الأوْلاَدٌ مُحْتَاجِينْ إِلَى مَجْهُود مُضَاعَفْ .. ﴿ بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ ﴾ ( أم 29 : 18) .. لأِنَّ دُورْنَا هُوَ التَّعْلِيمْ وَالتَّوْجِيه وَأنْ نُنَمِّي وَنُشَجِعْ لأِنَّ كَنِيسِة الغَد هِيَ الَّتِي تَعْتَمِد عَلَى تَسْلِيمْ الأجْيَال لأِنَّهُ لاَ يُوْجَد جِيل بَاقِي .. ﴿ الأجْيَال إِلَى زَوَال وَالكَنِيسَة بَاقِيَة ﴾ .
إِذَنْ هِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى أجْيَال مُتَتَابِعَة فَهْيَ تَحْتَاج إِلَى رُوح وَاهْتِمَام فِي خِدْمِتْهَا .. إِذَا نَظَرْت إِلَى الإِبْنَة المَخْدُومَة عَلَى أنَّهَا سَتَصِير فِي يُوم خَادِمَة وَسَتُعَلِّمْ الأوْلاَدٌ تَرْنِيمَة أوْ لَحْن المُعَامْلَة سَتَخْتَلِفْ .. أجْمَلٌ مَا فِي الكِنِيسَة أنَّ رُوح الكِنِيسَة مَوْجُودَةٌ وَإِنْ إِخْتَلَفْ الأشْخَاص لأِنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى التَّسْلِيمْ مِنْ جِيل وَإِلَى جِيل الَّذِي يَلِيه .. هُوَ جِيل المُسْتَقْبَل مِثْلَمَا شَهَدٌ مُعَلِّمْنَا بُولِس لِتِيمُوثَاوُس ﴿ مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( 2تي 2 : 2 ) .. هذِهِ الآيَة بِهَا (4) أجْيَال هُمْ بُولِس ؛ تِيمُوثَاوُس ؛ أُنَاس أُمَنَاء ؛ يُعَلِّمُوا آخَرِينْ .. المُهِمْ أنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى الأجْيَال وَالتَّسْلِيمْ .. فِي وَقْت ظَنَّ مُقَاوِمِي الْمَسِيحِيَّة أنَّهَا سَتَنْتَهِي وَتَبْطُل مِنْ العَالَمْ بِمَوْت الْمَسِيح وَلكِنَّهَا لَمْ تَنْتَهِي .. حَاوَلُوا يُقَاوِمُوا الْمَسِيحِيَّة وَيُبْطِلُوهَا عَنْ طَرِيقٌ مُقَاوَمِة رُسُلٌ الْمَسِيح وَلكِنْ لَمْ تَبْطُل الْمَسِيحِيَّة بَعْدَهُمْ ظَلُّوا يُقَاوِمُوا جِيل فَجِيل وَبَقَتْ الْمَسِيحِيَّة .. الجِيل الَّذِي جَاءَ بَعْد الأبَاء الرُّسُلٌ هُوَ جِيل (( الأبَاء الرَّسُولِيِينْ )) .. هُمْ مُعَاصِرِي الرُّسُلٌ مِثْل إِكْلِيمَنْضُدْس وَتِرْتِلْيَانُوس وَبُولِيكَارْبُوس ....
كُلَّ جِيل حَاوَلُوا القَضَاء عَلِيهَا وَلكِنْ كَانَتْ الْمَسِيحِيَّة تَبْقَى وَتَنْتَشِر بِطَرِيقَة مُتَوَالِيَة .. أنْتُمْ الكَنِيسَة وَهيَ مَوْجُودَةٌ فِي الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لأِنَّهُمْ هُمْ كَنِيسَة الغَد .. هُنَا سَتَخْتَلِفْ النَّظْرَة وَسَتَكُون العِنَايَة مُخْتَلِفَة .. مَنْ يَقُول مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا فِي ( 1تس 2 : 7 – 8 ) ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ .. فَهُوَ عَارِفْ قِيمَة الكَلاَم الَّذِي يَقُولُه وَمَاذَا يَفْعَل وَأنَّهُ يَخْدِم قَطِيعْ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ قِدِّيسِينْ وَمَحْبُوبِينْ وَأنَّهُمْ كَنِيسَة الغَد .. أعْتَقِد أنَّ نَظْرِتَك لِنَفْسَك وَلِخِدْمِتَك وَإِسْتِفَادْتَك مِنْ الخِدْمَة وَلِلخِدْمَة سَوْفَ تَخْتَلِفْ .

كَيْفَ يَنْظُر إِلَيْنَا المَخْدُوم ؟
===========================================
إِرْجَعْ بِذِهْنَك لِلطُفُولَة وَكَيْفَ كُنْت تَنْظُر لِلخَادِم تَجِد أنَّكَ غِير مَا تَرَى الأنْ .. الأوْلاَدٌ يَفْهَمُون كُلَّ شِئ وَيُمَيِز مَنْ يُحِبُّه وَمَنْ لاَ يُحِبُّه فَأكْثَر مَنْ يُمَيِز هُوَ الطِّفْل .. مُمْكِنْ مِنْ نَظْرِة عِينْ يِفْهَمْ .. بِدُون عَطَايَا إِحْسَاس وَثِقَة .. أنْتَ لاَ تَقْدِر أنْ تَحِس ذلِك وَلكِنْ الطِّفْل يَشْعُر جِدّاً .. فَأنْتَ فِي عِينْ المَخْدُوم مَاذَا تَكُون ؟

1/ أنْتَ فِي عِينُه خَادِم أم مُعَلِّمْ ؟
====================================================
مُعَلِّمْ بِمَعْنَى شَخْص تَلْقِينْ Teacher .. بِمَعْنَى عَنْدَك مَنْهَج قَرَأتُه ثُمَّ سَمَّعْتُه .. هَلْ أنْتَ مُجَرَّدٌ تُعْطِي مَعْلُومَات لِمَنْ تَخْدِمَهُمْ .. تِسَلِّمْهُمْ مُجَرَّدٌ بَعْض أُمور لِلحِفْظ .. هُنَاك فَرْق بَيْنَ التَّلْقِينْ وَالتَّسْلِيمْ وَبَيْنَ المُعَلِّمْ وَالخَادِم .. رَبِّنَا يَسُوع قَالْ ﴿ أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُِمُ ﴾ ( لو 22 : 27 ) .. تَكَلَّمْ عَنْ أشْيَاء وَعَمَلْهَا السَّلاَم وَمَحَبِّة الأعْدَاء .. مَا مِنْ شِئ تَكَلَّمْ بِهِ إِلاَّ وَعَمَلُه .. فَأنْتَ مِحْتَاجٌ أنْ تَأخُذ بَالَك جِدّاً .. مُعَلِّمْنَا بُولِس يَقُول ﴿ يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ ﴾ ( غل 4 : 19 ) .. وَالجُزْء الَّذِي قَرَأتُه ﴿ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً ﴾ .
يَحْكِي الأنْبَا تَاوَضْرُوس عِنْدَمَا كَانَ بِالخَارِج أنْ سَألَهُ شَخْص مَاذَا تَعْمَل ؟ أجَابَ " أُسْقُفْ " .. فَسَألَهُ مَا مَعْنَى " أُسْقُفْ " ؟ أجَابَ " رَاعِي " .. قَالْ كَلِّمْنِي عَنَّك .. فَقَالَ لَهُ أشْيَاء كَثِيرَة وَمِنْهَا تَدْرِيس العَهْد الجَدِيد فِي الإِكْلِيرِيكِيَّة .. فَقَالَ لَهُ الرَّجُل وَأنَا أيْضاً أدْرِس العَهْد الجَدِيد .. فَفَرَح سَيِّدْنَا لِوُجُودٌ شِئ مُشْتَرَك بَيْنَهُمْ .. وَسَألَهُ أيْنَ تُصَلِّي ؟ أجَابَ الرَّجُل لاَ أُصَلِّي .. سَألَهُ تَذْهَبْ إِلَى أي كِنِيسَة ؟ فَوَجَدَهُ مُلْحِد .. مُلْحِد لكِنْ يَدْرِس العَهْد الجَدِيد .. هُنَاك نَاس تَأخُذ أشْيَاء فِي الْمَسِيحِيَّة كَدِرَاسَة .. وَسِيلَة لِلإِرْتِزَاق وَهذَا إِسْمُه مُدَرِّس .. لِذلِك هُنَاك فَرْق بَيْنَ مَنْ يَقُول مَعْلُومَة أوْ مَنْ يُسَلِّمْ حَيَاة .. ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً ﴾ ( مت 5 : 19 ) .. وَمُعَلِّمْنَا بُولِس قَالَ﴿ أَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ ﴾ ( 1كو 2 : 1 ) .. ﴿ كَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ ﴾ ( 1كو 2 : 4 ) .. مِشْ حِكَايِة فَلْسَفَة .. حَضَّرْت الدَّرْس هَلْ صَلِّيتْ لأِجْل الدَّرْس وَحَاوِلْت تُخْرِج تَدْرِيبْ لِنَفْسَك تِعِيشُه ؟ .. المَخْدُوم يَاخُدٌ بَالُه بَيْنَ مَنْ يُعْطِي مَعْلُومَة وَبَيْنَ مَنْ يَعِيش مَعْلُومَة .. وَيُقَال عَنْ الخَادِم أنَّهُ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَايِل .. أوِّل نُقْطَة إِنْتَ خَادِم أم مُعَلِّم ؟ خَادِم لِيك عِشْرَة وَحَيَاة وَإِخْتِبَار وَأعْمَاق وَلِيك مَخْدَع .
2/ أنْتَ فِي عِينُه رُوحَانِي أم إِجْتِمَاعِي ؟
================================================================
شَخْص يِهْتَمْ أنْ يَكُون صَاحْبَك لكِنْ الفَرْق أنْ تَعْمَل هذَا بِنَظْرَة إِجْتِمَاعِيَّة أم رُوحِيَّة ؟!! الوَلَد دَه إِبْن الْمَسِيح مِشْ عِلاَقِة إِسْتِلْطَاف وَالَّذِي يَحْكُمْ فِي هذَا عَدَم التَّمْيِيز وَالتَّفْرِيق .. لَيْسَ لَك أُنَاس مُعَيَنِينْ .. الإِنْسَان الرُّوحَانِي لاَ يُفَرِّق وَالإِجْتِمَاعِي لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ يَمْشِي بِالعَتِيقٌ .. يِمْشِي عَلَى هَوَاه .. وَالَّذِي يُثْبِتْ أنَّكَ رُوحَانِي إِنَّك بِتْحِبُّهُمْ حُبْ فِي الْمَسِيح رُوحِي .. حُبْ مِنْ أجْل الْمَسِيح لِيَتَعَلَّقُوا بِالْمَسِيح وَلَيْسَ بِشَخْصَك .. فِي خُدَّام تَهْوَى أنْ تُعَلِّقٌ المَخْدُومِينْ بِهُمْ حَتَّى لَوْ كَانْ الأُسْلُوب غِير رُوحِي بِفُسَح وَكَلاَم وَطَرِيقَة فِيهَا تَبَاسُط لكِنْ فِي شِئ إِنُّه لاَزِم يِتْعَلِّمْ أُمور تِرْفَعُه لِفُوق .. الخَادِم الرُّوحَانِي أوْلاَدُه يَرَوْن فِيهِ الْمَسِيح .. العِبَادَة الحَقِيقِيَّة .. فِي القُدَّاس وَاقِفْ يِصَلِّي حَتَّى لَوْ وَجِّه أوْ أنْذَر بِحُنُو وَلَيْسَ بِتَعَالِي وَكِبْرِيَاء وَتَفَاخُر .
هُنَاك مَنْ تَكُون الخِدْمَة بِالنِّسْبَة لُهُمْ مُجَرَّدٌ مَجَال لِلتَّنْفِيث عَنْ ذَاتُه .. خُدٌ بَالَك إِحْنَا مِشْ جَايِينْ عَلَشَان مُجَرَّدٌ نُعَبِّر عَنْ ذَاوَتْنَا بِالتَّسَلُّط عَلَى مَجْمُوعَة كَمَا قَالَ بُطْرُس الرَّسُول ﴿ لَيْسَ كَمَنْ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْمَوَارِيث بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ ﴾ ( 1بط 5 : 3 ) .. لِذلِك أقُول لَك إِنْ الخَادِم الرُّوحِي مِشْ مُجَرَّدٌ أنْشِطَة إِنَّمَا مَحَبِّة الْمَسِيح مِنْ خِلاَل رِحْلَة .. شِئ يُؤكَل .. مِنْ خِلاَل رِعَايَة .. لِذلِك فَخَادِم مُمْكِنْ بِدُون أنْ يَشْعُر تِكُون تَصَرُّفَاتُه غِير مُنْضَبِطَة .. كَلاَمُه غِير مُمَلَّح .. أُسْلُوب غِير رُوحِي .. المَخْدُوم مِحْتَاج أنْ يَرَى شَخْص رُوحِي أكْثَر مِنْ إِجْتِمَاعِي .. فِي صُورْتَك .. فِي صُوتَك .. فِي تَعَامُلَك .. فِي بَسَاطْتَك وَدِي أُمور لاَ يُمْكِنْ تَمْثِيلْهَا لأِنَّهَا عَمَل النِّعْمَة .
لِذلِك لَوْ شَخْص مُجَرَّدٌ عَارِف مَعْلُومَات أوْ مَهَارَات لاَ تَقْتَنِع بِهِ الكَنِيسَة كَخَادِم .. أحْيَاناً تَجِد إِنْسَان يَعِظْ وَاضِعْ يَدُه فِي جِيبُه أوْ يَتَكَلَّمْ عَنْ نَفْسُه فَلاَ تَقْدِر أنْ تَسْتَوْعِبْ مِنُّه .. وَاقِفْ لَيْسَ كَالْمَسِيح .. نَحْنُ نَفْتَقِد جِدّاً لِلقُدْوَة لأِنَّنَا فِي عَالَمْ طُمِسَتْ مَعَالِمُه وَصَارَ الإِنْسَان الخَائِف الله قَلِيل وَنَادِر فَهُوَ مِحْتَاج أنْ يَرَاه فِيك دَاخِل الكِنِيسَة حَتَّى فِي نَبْرِه صُوتَك .
شَخْص كَفِيفْ مُتَزَوِج مِنْ إِنْسَانَة كَفِيفَة وَعِنْدَمَا سُئِلَ كَيْفَ تَتَعَرَّفْ عَلَى الأشْخَاص ؟ قَالَ مِنْ نَبْرِه صُوتُه .. وَمَرَّة إِنْسَان عَرَض عَلِيه أنْ يَعْبُر بِهِ الشَّارِع فَرَفَض لأِنَّهُ لَمْ يَرْتَاح لِصُوتُه وَفِعْلاً لَمَّا تَرَك لُه نَفْسُه وَجَدُه حَرَامِي وَحَاوِل سِرْقِتُه – عَرَفُه مِنْ صُوتُه – مُمْكِنْ إِنْتَ مِنْ خِلاَل صُوتَك أوْلاَدَك يَتَعَلَّمُون .. فِي الأدْيُرَة يِكْتِبُوا (( مَشْي هَيِّنْ وَصُوْت لَيِّنْ )) .. إِمْشِي مُتَضِعْ مَشْي هَيِّنْ .. هَلْ لَوْ قَابِلْت وَلَدٌ بِبَشَاشَة وَلُطْف هَلْ هذَا مِنْ الْمَسِيح أم إِنَّك تُحِبْ الهِزَار وَالسُّخْرِيَة ؟
3/ أنْتَ فِي عِينُه تَشْعُر بِهِ أم لاَ ؟
====================================================
بِمَعْنَى هَلْ تَهْتَمْ بِهِ وَتَرْعَاه وَتِسْأل عَنُّه .. إِنْ غَاب تِتَابِعْ ظُرُوفُه وَأُسْرِتُه وَمَرَضُه ؟ هَلْ تِتَابِعْ دِرَاسْتُه ؟ أُمورُه النَّفْسِيَّة .. إِحْتِيَاجَاتُه .. وَهذَا مَنْ يُحِب ؟ أحْيَاناً يِكُون الأُسْرَة فِيهَا (8) خُدَّام وَنِفْرِض إِنَّك تِذْهَبْ لِبِيتْ وَتَجِد طِفْل وَتَسْألُه إِنْتَ فِي أُسْرِة مِينْ ؟ يِقُول إِسْم خَادِم .. وَلِمَاذَا هذَا بِالذَّات ؟ لأِنَّ هذَا مَنْ يُحِبُّه .. شَاعِر إِنُّه يُحِبُّه وَمُهْتَمْ بِهِ .. هذَا مَنْ يَسْأل عَنُّه .. مُمْكِنْ نَاس مِشْ عَارِفْ أسْمَاءْهَا أصْلاً وَنَاس مَعْرِفَة سَطْحِيَّة وَنَاس مَعْرِفَة شَخْصِيَّة .. هَلْ تَشْعُر بِالمَخْدُوم وَتُحِبُّه ؟ مِشْ مُمْكِنْ تِخْدِم الأوْلاَدٌ وَإِنْتَ مِشْ عَارِفْ ظُرُوفْهُمْ وَمَشَاكِلْهُمْ وَخَلْفِيَاتْهُمْ وَإِحْتِيَاجَاتْهُمْ .
مَرَّة بِنْت غَابِتْ عَنْ الخِدْمَة فِتْرَة طَوِيلَة جِدّاً وَلَمْ يَسْأل عَلَيْهَا أحَدٌ وَرَاحِتْ تَاسُونِي تِسْأل عَلِيهَا فَقَالُوا إِنَّهَا مَرَضِتْ وَمَاتِتْ مِنْ (8) شُهُور .. عَانِتْ مَعَ المَرَض وَمَاتِتْ .. هَلْ نَحْنُ نَعْرِف ظُرُوف أوْلاَدْنَا ؟ يَجِب أنْ نَكُون زَي السَيِّد الْمَسِيح يَعْرِف خَاصَّتُه وَخَاصَّتُه تَعْرِفُه .. وَجَدٌ إِبْنٌ وَحِيد لأُِمُّه مَيِّتٌ فِي مَدِينِة نَايِين تَحَرَّك وَلَمَس النَّعْش وَقَامُ الوَلَدٌ وَدَفَعُه لأُِمُّه ( لو 7 : 12 – 14) .. يِحِبْ وَيَهْتَمْ .. يِبْكِي عَلَى لِعَازَر فَهُنَاك مَشَاعِر وَحُبْ .
لِذلِك لَمَّا تِهْتَمْ بِأوْلاَدَك إِمْتِحَان .. ظُرُوف .. مُشْكِلَة .. هُوَ حَاسِس مَنْ يُحِبُّه .. فَيُمْكِنْ أنْ نَقُول إِنِّنَا لاَ يُمْكِنْ أنْ نَرَى أنْفُسْنَا جَيِّداً لكِنْ المَخْدُوم مُمْكِنْ يَرَى .. فَأنَا لاَ أنْسَى طِفْلَة صَغِيرَة كَانَتْ تَتَكَلَّمْ مَعَ أُمَّهَا فَسَألِتْهَا مَنْ قَالَ الدَّرْس ؟ فَأجَابَتْ الطِّفْلَة تَاسُونِي فُلاَنَة .. قَالَتْ لَهَا وَمِينْ تَانِي ؟ قَالِتْ البِنْت تَاسُونِي فُلاَنَة وَأنَا مِشْ بَحِبَّهَا – بِنْت فِي KG2 – سَألِتْهَا لِمَاذَا قُلْتِ هذَا ؟ قَالِتْ لأِنَّهَا مَغْرُورَة .. فَهَلْ طِفْلَة فِي KG2 تَفْهَمْ المَغْرُورَة – إِحْسَاس – وَلاَ أعْتَقِد إِنْ البِنْت ظَالْمَة وَلكِنْ أعْتَقِد إِنْ التَّاسُونِي مَغْرُورَة لِذَا يَجِبْ أنْ تُقَدِّم خِدْمَة بِصُورَة حَيَّة لِخَادِم الْمَسِيح .. صُورِة الْمَسِيح .رَبِّنَا يُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه وَيُصَحِّحٌ أفْكَار حَيَاتْنَا وَيُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِياً أمِين

عدد الزيارات 1622

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل