تعال وأنظر

Large image

أوِّل شِئ يَكْشِفْ أنَّ الإِخْتِبَار صَادِقٌ أنْ لاَ يُطَاقٌ أنَّ هذَا الإِخْتِبَار يَكُون لِمُفْرَدَكُمْ فَقَطْ بَلْ أنْ نُخِبِر بِهذَا الإِخْتِبَار لِكَيْ تَكُون لَكُمْ شَرِكَة مَعَهُ .. الإِخْتِبَار فِي حَيَاة الخَادِم هُوَ حَجَر الزَّاوِيَة فِي حَيَاتُه وَفِي خِدْمِتُه لِخَلاَصُه وَخَلاَص الآخَرِينْ فَبِدُون الإِخْتِبَار نُقَدِّم نَظَرِيَات وَالحَيَاة الْمَسِيحِيَّة لاَ تَقُوم عَلَى نَظَرِيَات أوْ فِكْر فَهْيَ لَيْسَتْ فِكْرَة .. كَلاَمٌ الرَّبَّ يَسُوع يَقُول ﴿ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ ﴾ ( يو 6 : 63 ) .
مَا أجْمَل أنْ نَقُول وَصِيَّة وَلكِنْ مَا أجْمَل أنْ نَعِيشْهَا .. فَلَمَّا أقُول مِنْ غِير مَا أجَرَّبْ أقُول مُجَرَّدٌ أوَامِر .. فَالحَيَاة الْمَسِيحِيَّة لَيْسَتْ أوَامِر فَنَحْنُ لاَ نَحْيَا وَلاَ نَعِيش بِمَنْهَج (( الأمر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنْ المُنْكَر )) لكِنْ نَحْيَا بِمَا أجْمَل مِنْ هذَا بِكَثِير .. هُنَاك تَهْنِئَة لَك لأِنَّكَ إِخْتَبَرْت رَبِّنَا يَسُوع لأِنَّكَ لَمَّا إِخْتَبَرْتَهُ عِرِفْت مَا يَلِيقٌ وَمَا لاَ يَلِيقٌ .. إِنَّكَ إِخْتَبَرْت مَا يَحِل وَلاَ يَحِل وَاخْتَبَرْت كَيْفَ تَطِيعُه لأِنَّكَ تُحِبُّه لأِنَّ عَدَم طَاعَتُه إِهَانَة بَلْ حَمَاقَة فَالإِخْتِبَار يَبْدأ بِهِ الإِنْسَان فَيَسْتَقِيمْ .. لَمَّا الإِنْسَان يِخْتِبِر هذَا الإِخْتِبَار فِي حَيَاتُه يُشْعُر إِنْ لَدَيْهِ دَافِعْ لِيَجْعَل الآخَرِينْ يَذُوقُوا وَيَعِيشُوا هذِهِ الحَيَاة .. هُنَاك ثَلاَث كَلِمَات :0

(1) ضَرُورِة الإِخْتِبَار :
================================
فَالحَيَاة مَعَ الْمَسِيح لاَ تُشْرَح بِالكَلاَم مَهْمَا كَانِتْ .. يَقُول القِدِيس مَارِإِسْحَق ﴿ الكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر ﴾ .. العَسَل طَعْمُه حِلْو وَلكِنْ مَهْمَا وَصَفْت عَنُّه لاَ تَقْدِر أنْ تُوْصِفُه لِيَّ وَلكِنْ إِذَا سَألْت سُؤَال مَا هُوَ الفَرْق بَيْنَ العَسَل وَالسُّكَر ؟ لاَ تَقْدِر أنْ تُوْصِفْ لِي وَفِي الآخِر تِقُول أنَا حَدَوَقَك العَسَل وَإِنْتَ تِعْرَفْ الطَّعْم .. فَالكَلاَم عَنْ العَسَل شِئ وَمَذَاقِة العَسَل شِئ آخَر .. نَحْنُ لاَ يَلِيقٌ بِنَا أنْ نَسْلُك كَالنَّاس فَلَمَّا نِشْرَب بِنِشْرَب مِنْ يَنْبُوع مَاء .. فَلَمَّا تُرِيدْ أنْ تِشْرَب تِشْرَب مِنْ فِكْرَك مِنْ ذَاتَك ؟ .. لاَ .. لَمَّا نِشْرَب نِشْرَب مِنْ مَاء حَي .. فَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِيك يَنَابِيعْ رُوح مُتَدَفِقَة فَتُخْرُج مِنْ بَطْنَك أنْهَار مَاء حَيَّة .. أي لاَبُدْ أنْ تَشْعُر أنَّ قَلْبُه إِتْغَيَّر وَإِتْحَرَّك لأِنَّهُ شِرِبْ مِنْ مَاء حَي فَهذَا هُوَ الفَرْق بَيْنَ خَادِم يِسْمَع القِصَّة وَيِحْكِيهَا وَخَادِم آخَر عَاش القِصَّة فَالْمَسِيح لَيْسَ قِصَّة .
فِي العَهْد القَدِيم رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا كَانْ يُعْطِي لِلشَّعْب المَنَّ وَالسَّلْوَى فَكَانَ يُعْطِي المَنَّ فِي الصَّبَاح فَكَانُوا يُخْرُجُوا يِجْمَعُوا كِفَايِتْهُمْ مِنْ المَنَّ وَلكِنْ فِيهُمْ نَاس مِنْ كَثْرِة الجُوع وَالخُوف مِنْ الجُوع .. كَانُوا يِجْمَعُوا الكَثِير مِنْ المَنَّ فَكَانَ يَأكُل وَيِشْبَعْ وَالبَاقِي يِفْسَدٌ .. فَرَبِّنَا يَسُوع أعْطَاهُمْ المَنَّ مِنْ أجْل أنْ يُؤكَل وَلَيْسَ لِلإِخْتِزَان .. فَلَيْسَ لَنَا الإِفْتِخَار بِمَعْرِفِة الرَّبَّ يَسُوع كَمَعْرِفَة فَمَا أجْمَل فِي الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة إِنَّهَا حَيَاة إِخْتِبَار فَهْيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدٌ تَجْمِيعْ .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول ﴿ الَّذِي سَمِعْنَاهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ ﴾ .. وَيِقُول بَعْد ذلِك فِي إِخْتِبَار أعْمَقٌ ﴿ وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا ﴾ ( 1يو 1 : 1) .. فَهُوَ يِرَكِّز عَلَى وُجُودٌ السَيِّد الْمَسِيح فِي حَيَاتُه .. يُوحَنَّا الرَّسُول تَكَلَّمْ كَثِيراً فِي إِنْجِيلُه عَنْ لاَهُوت السَيِّد الْمَسِيح وَأكَّدْ عَلَى هذَا اللاَّهُوت خَاصَّةً بَعْد إِنْكَار البَعْض لِهذَا اللاَّهُوت فَكَتَبْ إِنْجِيلُه الَّذِي لَمَسَتُه أيْدِينَا فَهُوَ كَتَبْ فِي الآيَة الأُولَى ﴿ فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ﴾ .. وَالآيَة الثَّانِيَة ﴿ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ ﴾ ( يو 1 : 1) .
صَعْب جِدّاً نِتْكَلِّمْ عَنْ شِئ لاَ نَعْرِفُه .. صَعْب جِدّاً نِتْكَلِّمْ عَنْ بَلَد مُعَيَّنْ وَعُمْلِتْهَا وَطَرِيقِة الحَيَاة فِيهَا وَالنَّاس فِيهَا وَهذَا الشَّخْص بِيِحْكِي لِينَا وَإِحْنَا نِفْتِكِر إِنْ مَعَاه الجِنْسِيَّة وَإِنُّه ذَهَبْ هُنَاك وَأخِيراً نِكْتِشِفْ إِنُّه لَمْ يَزُورْهَا بَعْد وَلكِنْ لَوْ أتَى آخَر وَتَكَلَّمْ مَعَنَا عَنْ هذِهِ البَلَد سَيُكَلِّمْنَا بِطَرِيقَة وَبِمَعْرِفَة أحْسَنْ .. فَالكَلاَم عَنْ أحَدٌ يِخْتِلِفْ عَنْ العِشْرَة مَعَ هذَا الشَّخْص .. فَالكَلاَم عَنْ رَبِّنَا يَسُوع غِير العِشْرَة مَعَهُ .. فَنَحْنُ نَفْتَقِد جِدّاً الحَيَاة السِّرِّيَّة الشَّخْصِيَّة الخَفِيَّة فَنَحْنُ نِجْلِس نِجْلِس نِجْلِس نِسْمَعْ حَتَّى تَكُون هُنَاك عِشْرَة وَفِي هذِهِ العِشْرَة نَشْعُر أنَّ هُنَاك إِيد قَوِيَّة حَيَّة مُقْتَدِرَة .
فَقَدْ قِيلَ عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس أنَّهُ كَانَ يَتَنَفَس الْمَسِيح فَهُوَ وَصَلْ لِدَرَجَة عَمِيقَة جِدّاً فِي الإِخْتِبَار .. نِخْتِبِر قِيَامِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. مَا أجْمَل قَول بُولِس الرَّسُول الَّذِي أحَبَّنَا ( رو 8 : 37 ) .. وَإِخْتَارْنَا فِيهِ ( أف 1 : 4 ) .. فَهْيَ حَاجَة بِتَاعْتِي .. إِخْتِبَار شَخْصِي فَإِنَّ الله يُرِيدْ الَّذِي أعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلُه ( رو 1 : 9 ) .. أي أنْ يَصِير لِي فِكْر الإِله أي أعِيش فِيهِ .
الكِنِيسَة مِنْ كَثْرِة مَحَبِّتْهَا لأِبُونَا بِيشُوي كَامِل أطْلَقِتْ عَلِيه (( الإِنْجِيل المُعَاش )) فَهُوَ حَوَّل الفِكْر إِلَى تَطْبِيقٌ وَحَوَّل الطَّرِيقٌ إِلَى حَيَاة فَهُوَ إِنْفَعَل بِشِئ عَاشُه .. فَهُوَ إِخْتِبَار لِكَيْ يَكُون لَكُمْ أيْضاً شَرِكَة مَعَهُ فَيَقُول ﴿ ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. تَعَالُوا وَشُوفُوا خُسَارَة تِضَيَّعُوا أيَّامْكُمْ وَعُمْرُكُمْ وَوَقْتُكُمْ .. خُسَارَة الوَقْت دَه .. فَنَقُول لأوْلاَدْنَا تَعَالُوا إِحْنَا شُفْنَاه .. تَعَالُوا قَرَأنَا عَنُّه فِي إِنْجِيلُه .. تَعَالُوا إِخْتَبَرْنَاه فِي إِنْجِيلُه .. تَعَالُوا إِخْتَبَارْنَاه فِي عِبَادِتْنَا .. كُلَّ دَه عَايْزِينْ نِدِّيه لُكُمْ .
الإِخْتِبَار هِيَّ كِلْمَة مُهِمَّة فِيهَا عِشْرِة الصَّلاَة .. عشْرِة الإِنْجِيل .. لِذلِك هُنَاك ضَرُورَة لِلإِخْتِبَار فَعِشْرِة الصَّلاَة تُعْطِينَا إِخْتِبَار .. عِشْرِة العِبَادَة فِي الكِنِيسَة وَالصَّلاَة فِي القُدَّاس تُعْطِينَا إِخْتِبَار .. تَنْفِيذ الوَصَايَا تُعْطِينَا إِخْتِبَارَات .. فَكُلَّ هذِهِ إِخْتِبَارَات فَهْيَ إِخْتِبَارَات خَاصَّة فِي حَيَاتْنَا .. فَمِنْ غِير قَصْدٌ أوْ مِنْ غِير أنْ نَطْلُبْ أوْ مِنْ غِير أنْ أحَضَّر الجُزْء هذَا أقُولُه وَأدْخُل فِيهِ وَأشْرَحُه لأِنِّي عَايِش فِيه .. فَالشِئ الَّذِي نِعِيشُه فَبِسْهُولَة يِتْنِقِل فَهُوَ مِنْ القَلْب وَيِوْصَل إِلَى القَلْب .
(2) دَرَجَات الإِخْتِبَار :
=================================
(أ) إِخْتِبَار عَقْلِي :
===========================
أي العَقْل يِكْتِشْفُه فَهْيَ مَرْحَلَة مُهِمَّة جِدّاً وَتَبْدأ فِي بِدَايِة عِيشِتْنَا مَعَ الرَّبَّ يَسُوع .. رَبِّنَا أعْطَانَا العَقْل لِيُمَيِّزْنَا عَنْ الخَلِيقَة وَنُعْبُدُه بِه وَنِعْرَفُه بِه وَنُمَجِّدُه بِه فَمِنْ خِلاَل الإِنْجِيل العَقْل يِتْكَوِنْ .. فَالعَقْل صُنْعِه الرَّبَّ لِيَكُون خَادِم لِلخَلاَص لِذلِك الفَلاَسِفَة فِي أهْل رُومْيَة لَمَّا قَالُوا إِنْ اليَهُود أسْوَأ مِنِّنَا لأِنْ كَانْ عَنْدُكُمْ الأنْبِيَاء وَالرُّسُلٌ وَلَمْ يَعْرِفُوا رَبِّنَا فَرَدٌ عَلِيهُمْ بُولِس الرَّسُول وَقَالَ لَهُمْ لكِنْ إِنْتُمْ عَنْدُكُمْ عَقْل أمَّا نَحْنُ فَمَعْذُورِينْ .. أمَّا أنْتُمْ فَمِنْ خِلاَل المَعْرِفَة وَالحِكْمَة وَالفَلْسَفَة وَالعَقْل بِتَاعْكُمْ كُنْتُمْ عَرَفْتُمُوه .
إِخْتِبَار الإِنْسَان الْمَسِيحِي يِعِيش حَيَاتُه فِي حَيَاة شَرِكَة عَميقَة مَعَ الرُّوح القُدُس مَعَ الآب وَمَعَ الإِبْن فَهُوَ يَعِيش حَيَاتُه فِي إِحْسَاس الوُجُودٌ أمَام حَضْرِة الْمَسِيح الدَّائِمْ .. فَلَمَّا تَلاَمَس بُطْرُس مَعَ السَيِّد الْمَسِيح وَنَظَر أحَدٌ أصْحَابُه وَتَقَابَلْت بِهِ ذَهَبْ وَنَادَاه قَائِلاً لَهُ تَعَالَ وَانْظُرْ ( يو 1 : 46 ) .. تَعَالَ وَشُوف فَقَدْ تَقَابَلْت مَعَ هذَا الشَّخْص العَظِيمْ .. فَالخِدْمَة كُلَّهَا تَتَلَخَص فِي كِلْمِتِينْ (( تَعَالَ وَانْظُر )) .. فَعَلَى كُلَّ وَاحِدٌ فِينَا يِنَادِي عَلَى كُلَّ أحَدٌ بِيِخْدِمُه أوْ حَتَّى إِنْ كَانْ عَابِر سَبِيل فِي حَيَاتُه " تَعَالَ وَانْظُر " .. فَإِحْنَا لاَقِينَا الْمَسِيح خُسَارَة لَمَّا لاَ نِتْمَتَّعْ بِه .. يِقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ ﴿ لَوْ لَقِيتْ إِنْسَان لَمْ يَكْتَشِفْ المَسِيَّا بَعْد إِغْلِقٌ عَلَى نَفْسَك وَابْكِي عَلِيه ﴾ .. لِمَاذَا ؟ خُسَارَة تَعَالَ وَانْظُر وَاخْتِبِر .. أقُول لَهُ تَعَالَ وَانْظُر خُسَارَة هذَا الرَّجُل الحِلْو دَه لاَ يَعْرِفُه .. قَلْبِي مَحْرُوقٌ عَلِيه .. فَإِنَّ الدَّرْس لَيْسَ قِصَّة نِحْكِيهَا أوْ شِئ لاَ نَعِيشُه أوْ كِلْمِتِينْ نِقُولْهُمْ وَخَلاَص .. لاَزِم نِخْتِبِر .. آه لَوْ أنَا إِخْتَبَرْت .
الْمَسِيحِيَّة أعْمَقٌ مِنْ الكَلاَم بِكَثِير وَأوْعَى مِنْ ذلِك بِكَثِير فَالْمَسِيح تَعَامَل مَعَ الخُطَاة وَالفِّرِّيسِيِّين وَالعَشَّارِين وَالزُّنَاة وَالنَّفْسَانِيِّين مَعَ كُلَّ الفِئَات وَجَمِيلٌ جِدّاً لَمَّا إِحْنَا يِحْصَل لِينَا تَشَبُّع بِسِيرْتُه وَبِحَيَاتُه .. جَمِيلٌ جِدّاً أنْ يَكُون لِلإِنْسَان هذَا الإِخْتِبَار وَصَعْب جِدّاً لَمَّا نِتْكَلِّمْ عَنْ الْمَسِيح وَإِحْنَا لَمْ نُعَاشْرُه .. فَالكِنِيسَة فِي قِمِّة عِبَادِتْهَا فِي سِر التَّقْدِيس تِقُول ﴿ أخَذَ خُبْزاً عَلَى يَدَيْهِ الطَّاهِرَتَينِ .... ﴾ .. نَقُول " آمِين وَنُؤمِنْ وَنُبَشِّر " – أي نُؤمِنْ وَنُبَشِر – .. وَفِي أخِر سِر التَّقْدِيس نِقُول جُزْء يُسَمَّى (( نَشِيد )) ﴿ آمِين آمِين آمِين بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر ﴾ .. فَهُوَ نَشِيد جَمِيلٌ جِدّاً فَهْيَ كَلِمَات نَاس قَدْ إِنْفَعَلِتْ مَعَ رُوح الْمَسِيح الذَّبِيح .. فَهُمْ أخَذُوا إِقْرَار أنَّ الْمَسِيح الَّذِي أعْطَاهُمْ حَيَاتُه هُمَّا حَيِعْطُوا حَيَاتْهُمْ لُه وَلاَ يَخَافُوا حَتَّى لَوْ تَعَرَّضُوا لِلمُوْت وَمُسْتَعِدِينْ لِلمُوْت .. هذَا هُوَ الإِنْفِعَال بِهِ .
الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة هِيَ حَيَاة التَّألُّمْ .. هِيَ إِحْسَاس فِي وُجُودٌ حَضْرِة الله دَائِماً .. فَهْيَ صَعْبَة فَكُون الإِنْسَان يَنْبُذ ذَاتُه .. يِبِيعْ مُمْتَلَكَاتُه وَيِبِيعْ الأرْض فَإِنَّهَا أُمور مُسْتَحِيلَة وَلكِنْ إِنْ ذَاق طَعْم الأبَدِيَّة وَشَهْوِة عِشْقٌ رَبِّنَا يَسُوع فَابْتَدَأَ يَنْفَعِل بِهَا وَيَغْوِيهَا وَيِبْتِدِي فِي تَنْفِيذْهَا وَيَشْتَعِل بِهَا فَيِقُولُوا إِحْنَا بَغَضْنَا العَالَمْ مِنْ أجْل شَهْوَة وَمَحَبِّة رَبِّنَا فَقَدْ طَرَحْنَا عَنَّا كُلَّ ثِقَل العَالَمْ وَذَهَبْنَا إِلَى شَهْوِة مَحَبِّة رَبِّنَا يَسُوع فَهْيَ إِخْتِبَار .. مَا أجْمَل وَمَا أحْلَى أنْ نَخْتَبِر تَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. نِخْتِبِر صَلِيبْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. أي مِنْ خِلاَل المَصْنُوعَات كُنْتُمْ عِرِفْتُمْ قُدْرِتُه السَّرْمَدِيَّة وَعَرَفْتُمْ إِنُّه الله أي بِالعَقْل نِقْدَر أنْ نَعْرِفُه .
(ب) إِخْتِبَار وِجْدَانِي :
=================================
مَا أجْمَلٌ أنْ نَخْتَبِر رَبِّنَا مِنْ خِلاَل عَقْلِي وَوِجْدَانِي .. مِنْ خِلاَل شَهْوِة حُبِّي المُتَحَرِكَة جُوَايَا فَهْيَ حُبْ إِلهِي عِشْقِي .. مَا أجْمَل قَوْل القِدِيس أبُو مَقَّار ﴿ الحَيَاة الرُّوحِيَّة هِيَ مُقَابَلِة عِشْقٌ بِعِشْقٌ ﴾ .. أي إِنَّهَا مُوت عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ وَبَعْدِينْ مَعْرِفِة رَبِّنَا وَلَمَّا عِرِفْتُه بَدِّلْت الحُبْ بِالحُبْ الإِلهِي .. أحَدٌ أبَاء الكِنِيسَة يِقُول ﴿ أعْطِينَا يَا الله أنْ نُحِبَّك بِكُلَّ قُلُوبْنَا ﴾ .. وَتُوضَعْ قُوَّة الحُبْ عَلَشَان نَتَقَدَّس فِيك .. وَلَمَّا نِحِبْ الطَّبِيعَة نِحِبَّهَا فِيه وَلَمَّا نِحِبْ الآخَرِينْ نِحِبُّهُمْ فِيه وَذلِك لِكَيْ نَتَقَدَّس فِيك وَبِيك .. القِدِيس مَارِأفْرَآم السُّرْيَانِي كَانْ بِيِرْسِمْ صُورَة لِصَلِيبْ السَيِّد الْمَسِيح المَصْلُوب وَيِقُول ﴿ أقْسَمْتُ بِحُّبَك ألاَّ أُحِبْ وَجْه آخَر غِير وَجْهَك ﴾ .. مَا هِيَ هذِهِ النُّفُوس ؟ هِيَ عَنْدُهُمْ نِفُوس حَبُّوه بِكُلَّ ثِقَة .. بِكُلَّ رَجَاء .. بِكُلَّ مَعْرِفَة .. حَدَثْ لُهُمْ تَجَلِّي .. حَبِّينْ بِكُلَّ القَلْب بِكُلَّ تَوَاضُعْ فَلَمْ تَكُنْ مَعْرِفَة عَقْلِيَّة فَقَطْ بَلْ مَعْرِفَة وِجْدَانِيَّة مِثْل يُوحَنَّا الحَبِيبْ الّذِي حَبْ الرَّبَّ يَسُوع فَمِنْ كَثْرِة حُبْ يُوحَنَّا الَّذِي جَاءَ مِنْ الإِتِّكَاء عَلَى قَلْب يَسُوع الْمَسِيح كَشَفْ لَنَا أسْرَار لَمْ يَكْشِفْهَا أحَدٌ غَيْرُه عَنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِنّ الوِجْدَان كُلُّه تَقَدَّس بِالْمَسِيح يَسُوع .. عَايْزِينْ نِخْتِبِر .
(ج) إِخْتِبَار إِمْتِحَانِي :
================================
رَأيْنَاه وَشَاهِدْنَاه فَلاَ يَكْفِي أحِبَّك جِدّاً جِدّاً بَلْ بِالفِعْل .. أي تَكُون فِيَّ صُورِة أفْعَال أي أكُون مَشْغُول بِالآيَة .. أي يِكُون هُنَاك إِخْتِبَار وَعِلاَقَة .. فَالإِنْجِيل بِالنِّسْبَة لِيَّ إِخْتِبَار .. أي لاَ نَقْرأ القِصَّة أوْ آيَة أوْ مَوْقِفْ مِنْ غِير أنْ أعْرِفْ أنَّ لِيَّ نَصِيبْ فِيهَا فَلاَزِم أجْلِس وَأشُوف أنَا فِينْ مِنْ الكَلاَم .. فِي قِرَاءِة الإِنْجِيل ضَعْ نَفْسَك دَاخِلُه وَلاَ تَضَعْ نَفْسَك خَارِجُه بَلْ جُوَّاه .. أصْعَبْ شِئ إِنِّي أقْرأ الإِنْجِيل وَلاَ أشْعُر بِهِ وَلاَ بِلَذِتُه .. قَبْل قِرَاءتُه لاَزِم أصَلِّي وَلاَزِم أشُوف نَفْسِي أنَا فِينْ مِنْ الإِنْجِيل .. الإِنْجِيل لَيْسَ عِبَارَة عَنْ قِصَص وَلاَ شَخْصِيَات وَلاَ مَوَاقِفْ وَلاَ بُطُولاَت وَلكِنُّه إِخْتِبَار لِكَيْ أعْرَف وَأخْتَبِر قِصَّة الله مَعَ البَشَر مَعِي أنَا الأنْ لِكَيْ أرَى قِصِّة فِدَائِي أنَا .
فَمَثَلاً فِي مَوْضُوع بِدَاءِة الخَلِيقَة وَلكِنْ بَارَك الله فِي الأرْض الخَرِبَة .. رُوح الله يَرِف عَلَى وَجْه المِيَاه .. أرَى نَفْسِي الخَرِبَة لكِنْ رَبِّنَا بَارَكْهَا وَبَارِك الأرْض الخَرِبَة .. فَلْيَكُنْ نُور .. فَلْيَكُنْ ظَلاَم .. هذَا هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَشْعُر بِعِشْرِة الإِنْجِيل .. وَلَمَّا يِقْرأ قِصِّة سُقُوط آدَم لاَ يَجْلِس وَيَقُول " يَا آدَم يَا الِّلِي جِبْت لِينَا العَار وَعَمَلْت فِينَا " بَلْ يَذْكُر نَفْسُه هُوَ الَّذِي سَقَطْ .. أي نَشْعُر بِالإِخْتِبَار .. نَتَهَلَّل بِالرَّبَّ يَسُوع .. فَرْحَان جِدّاً بِخَلاَصُه لِي وَلإِخْوَتِي .. هذَا هُوَ الإِخْتِبَار .. فَإِذَا أعْطَى أحَدٌ عَصِير لِيَشْرَبُه لاَزِم يِشْرَبُه مِنْ أجْل أنْ يَعْرِفْ طَعْمُه .. فَالإِنْجِيل مِشْ عِبَارَة أنْ نُكُبْ بَلْ الإِنْجِيل جُوَّايَا عَايِش فِيَّ .. فِي مَعْرِفَة وِجْدَانِيَّة .. مَعْرِفَة إِخْتِبَارِيَّة .. نِخْتِبْرُه وَنَتَذَوَقُه .
(د) إِخْتِبَار إِتِحَادِي :
==============================
أي نَتَحِد .. فَصَلاَة يَسُوع الْمَسِيح ﴿ أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُون مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي ﴾ ( يو 17 : 24 ) .. فَرَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ تَكُون وَاحِدٌ فِي الآب وَفِيه .. يُرِيدْ أنْ يَجْعَلْنَا وَاحِدٌ .. فَالكِنِيسَة تَدْعُونَا لِنَكُون وَاحِدٌ فِي جَسَد رَبِّنَا يَسُوع فَلَمَّا نِكُون مِتَحِدِينْ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيح نِقْدَر نُشْعُر بِه وَنِعِيش بِفِكْرُه وَنِتْكَلِّمْ بِكَلاَمُه .. نِتْحَرَك بِه وَنِعِيش بِه وَنُشْعُر بِه فَبَقِينَا وَاحِداً مَعَهُ فَهْيَ مَعْرِفَة إِتِحَادِيَّة .. مَعرِفِة وِحْدَة .
فِي الكِتَاب المُقَدَّس هُنَاك الإِتِحَادٌ الزِّيجِي الَّتِي هِيَ المَعْرِفَة الَّتِي لاَ يَعْرِفْهَا أحَدٌ .. أي نَفْسِي تِكُون عَرُوسَة .. يَعْنِي ألاَّ يَكُون هُنَاك شِئ مَخْفِي بِينَّا فَنَكُون كَعَرِيس وَعَرُوسَة .. هذِهِ هِيَ المَعْرِفَة الَّتِي يُرِيدْنَا الْمَسِيح أنْ نَعْرِفْهَا .. هذَا هُوَ الَّذِي يُرِيدْنَا الله أنْ يُعْطِينَا إِيَّاه هُوَ الإِتِحَادٌ .. هذِهِ هِيَ فِكْرِة كَلِمَة المَعْرِفَة فِي الكِتَاب المُقَدَّس أي الإِتِحَادٌ .. فَكَلِمَة الإِتِحَادٌ هِيَ كَلِمَة عَايِزْهَا وَعَايِشْهَا وَحَاسِسْهَا وَلأِنِّنَا عَايْشِينْ شَاعْرِينْ بِيهَا فَهْيَ فِي كُلَّ يُوم .. فَهْيَ فَرَح حَيَاتِي وَيُومِي .. فَهْيَ شِئ لَيْسَ خَارِج عَنِّي بَلْ فِي دَاخِلِي .. دَاوُد النَّبِي تَدَرَّج فِي عِشْرِتُه مَعَ الله فَهُوَ يَقُول سَبَعْ مَرَّات فِي النَّهَار سَبَّحْتَك عَلَى أحْكَام عَدْلَك ( مز 119 : 164) .. فِي وَقْت الأسْحَار نَهَضْت ( مز 119 : 148) .. فَوَصَل إِلَى أمَّا أنَا فَصَلاَة ( مز 109 : 4 ) .. فَهُنَاك حَوَالِي 10 أوْ 12 مَحَطَّة تَدَرَّج فِيهَا دَاوُد فِي عِشْرِتُه مَعَ الله .
(3) بَعْض التَّحْذِيرَات :
===================================
(أ) إِحْذَر مِنْ التَّعْلِيمْ الخَطَأ :
=============================================
هُنَاك أحَدٌ الأبَاء يَقُول ﴿ قَبْل أنْ تُعَلِّمْ أي شِئ عِيشُه ﴾ .. قَبْل مَا تِتْكَلِّمْ عَنْ أي فَضِيلَة عِيشْهَا .. تَذَوَّقْهَا .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ الصَّلاَة صَلِّي .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ التَّسْبِيح سَبَّح .. قَبْل أنْ تَتَكَلَّمْ عَنْ العَطَاء إِعْطِي .. فَالعُلُوم الْمَسِيحِيَّة تُدَرَّس فِي الخَارِج كَثِيراً جِدّاً لِكَثْرِة الجَامِعَات هُنَاك وَلِكَثْرِة التَّخَصُّصَات فِيهَا فَهُنَاك مُدَرِسِينْ غِير مَسِيحِيِّينْ يُدَرِّسُوا العُلُوم الْمَسِيحِيَّة مِثْل عِلْم الْمَسِيح وَالكُتُبْ التَّارِيخِيَّة فَلاَ نَكُون نُعْطِي بَعْض المَعْلُومَات فِي تَعْلِيمْنَا لأِوْلاَدْنَا وَنِكُون رَايْحِينْ جَايْيِن نُعْطِي مَعْلُومَات وَهذِهِ المَعْلُومَات لِحَدٌ كِبِير لاَ تَثْبُتْ لأِنَّ الأوْلاَدٌ لاَ يَكُونُوا عَلَى قَدْر مِنْ التَّرْكِيز وَالإِنْتِبَاه لِيَسْمَعُوهَا ..فَفِي إِجْتِمَاعَات جَامْعَة وَثَانَوِي يِعْمِلُوا الإِجْتِمَاعَات وَيِشَجَّعُوا الشَّبَاب لِيَحْضَرُوا وَتِدَرِّس لَهُمْ (( تَارِيخ الأبَاء )) مَثَلاً فَلاَزِم نِدَرِّس وَلكِنْ نِدَرِّس لَهُمْ بِطَرِيقَة إِخْتِبَارِيَّة لِتِوْصَل لَهُمْ .
فَهُنَاك خَطَر شَدِيد جِدّاً هُوَ خُطُورِة التَّلْقِينْ فَيَجِبْ أنْ نَحْذَرُه فَكُلَّ لِقَاء يَجِبْ أنْ يَكُون مَقْرُون بِالصَّلاَة .. فَهُنَاك شِئ يَجِبْ أنْ نَضَعُه أمَام أعْيُنَنَا هُنَاك شِعَار لَنَا هُوَ عِبَارَة عَنْ جُمْلَةٌ جَمِيلَةٌ جِدّاً تِقُول ﴿ لَيْتَك تَتَكَلَّمْ مَعَ يَسُوع عَنْ الدَّرْس أكْثَر مِمَّا تَتَكَلَّمْ مَعَ المَخْدُومِينْ عَنْ الدَّرْس ﴾ .. فَكَلِّمُه هُوَ عَنْهُمْ أكْثَر مِمَّا تِكَلِّمْهُمْ عَنُّه لأِنَّهُ هُوَ صَاحِبْهُمْ هُوَ مَلِكْهُمْ فَإِيَّاك تِفْتِكِر إِنْ هؤُلاَء مِلْكَك بِتُوعَك .. لاَ تَقُول " أُسْرِتِي .. أوْ أوْلاَدِي " إِنَّهُمْ أوْلاَدٌ يَسُوع الْمَسِيح فَأرْجُو أنْ لَمَّا تِحَضَّر الدَّرْس وَتِشْرَحُه حَضَّر الدَّرْس إِنْتَ الأوِّل وَعِيشُه الأوِّل .
(ب) صَلاَة مِنْ أجْل الدَّرْس :
============================================
فَإِنْ حَضَّرْت الدَّرْس فَنِصَلِّي مِنْ أجْل الدَّرْس لِيَكُون الكَلاَم بِالرُّوح لِكَيْ لاَ نَكُون نَحْنُ المُعَلِّمِينْ بَلْ هُوَ المُعَلِّمْ فَيَجِبْ أنْ نُصَلِّي مِنْ أجْل الأُسْرَة كُلَّهَا وَنَقُول " مَاذَا تُرِيدْ يَارَبَّ أنْ أُكَلِّمْ أوْلاَدَك .. إِنْتَ عَايِز تِعَرَّفْهُمْ إِيه .. إِنْتَ عَايِز تِكَلِّمْ أوْلاَدَك فِي إِيه ؟ .. أرْجُوك إِهْدِيهُمْ وَانْطَقٌ بِلِسَانِي عَلَى كُلَّ مَا تُرِيدْ أنْ تَقُولُه .. مَا هِيَ الكَلِمَة الإِلهِيَّة الَّتِي تُرِيدْ أنْ تِوَصَلْهَا لَهمْ ؟ " .. إِنَّ إِخْتِبَار الْمَسِيح لَيْسَ هُوَ إِخْتِبَار فَقِير بَلْ هُوَ إِخْتِبَار غَنِي جِدّاً وَلَوْ أرَدْت أنْ تَبْدأ صَح مِنْ أجْل أنْ تُكَوِّنْ مَعَهُ شَرِكَة حَقِيقِيَّة نَقُول تَعَالُوا إِنْسَان قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت ( يو 4 : 29 ) .. أُتْرُكُوا كُلَّ مَا أنْتُمْ فِيه .
(ج) لاَحِظْ نَفْسَك وَالتَّعْلِيمْ :
============================================
إِيَّاك فِي الخِدْمَة تِنْسَى خَلاَص نَفْسَك .. إِيَّاك فِي الخِدْمَة تِنْسَى إِنَّك نَفْسَك مَخْدُوم مِحْتَاج تِكُون مَعَاه وَتَاخُدٌ مِنُّه .. أحْيَاناً الخِدْمَة تِعْمِل فِينَا تَغْيِيرَات مِنْهَا :0
(أ) الذَّات :
===============
أشْعُر إِنِّي أفْضَل مِنْ غِيرِي فَلأنِّي خَادِم فَهُنَاك أشْيَاء تُعْمَل فِي الكِنِيسَة مِنْ أجْل عَامِّة النَّاس وَأُخْرَى لِلخُدَّام .. فَمَثَلاً العَشِيَّة لاَ أحْضَرْهَا لأِنِّي خَادِم وَإِنْ حَضَرْت لِكَيْ أعْرَّفْ النَّاس إِنِّي خَادِم .. أمَّا إِجْتِمَاعَات الشَّبَاب فَإِذَا حَضَرْتَهَا لِكَيْ أعَرَّفْهُمْ إِنِّي خَادِم فَأكُون وَكَأنِّي غَنِي وَأنَا إِسْتَغْنِيتْ فَهُوَ إِحْسَاس إِفْتِخَار .. إِحْسَاس إِنِّي أفْضَل مِنْ غِيرِي .. إِحْسَاس إِنِّي مُمَيَّز .. إِحْسَاس إِنْ لِيَّ كَرَامَة فِي الكِنِيسَة .. كُلَّ دِي أمْرَاض خَطِيرَة .. خَلِّي بَالَك إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّة الحِنْطَة وَتُدْفَنْ فِي الأرْض فَهْيَ تَبْقَى وَحْدهَا لكِنْ إِنْ مَاتِتْ تَأتِي بِثَمَر كَثِير ( يو 12 : 24 ) .. فَالذَّات لاَزِم تِمُوت فَإِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُون ( لو 17 : 10) .. دَه مِنْ خِير رَبِّنَا عَلِينَا إِنُّه جَعَلْنَا خُدَّامُه وَإِنُّه بِيَحْتَمِلْنَا وَيِفْتَح لَنَا أبْوَابُه .. الذّات هِيَ أخْطَر الأمْرَاض الرُّوحِيَّة فَالإِنْسَان يُشْعُر فِي نَفْسُه إِنُّه أفْضَل مِنْ غِيرُه وَلكِنْ لاَزِم يُشْعُر بِدَاخِلُه إِنِّنَا كُلِّنَا خَدَّامِينْ وَنِكُون خَدَّامِينْ بِكُلَّ أمَانَة وَبِكُلَّ صِدْقٌ فَالكَاهِن بِيْصَلِّي وَيُعْطِي التَّحْلِيل وَيَقُول مِنْ أجْل خَطَايَاي وَجَهَالاَت شَعْبِي .. فَالجَهَالاَت الَّتِي هِيَ لِلشَّعْب تِكُون بِالنِّسْبَة لِلخَادِم وَالكَاهِن خَطَايَا .. فَالكَاهِن يُصْرُخ وَيَقُول " خَطَايَاي " .
(ب) فُقْدَان رُوحٌ التَّلْمَذَة :
========================================
أي عَدَم حُضُور الإِجْتِمَاعَات .. لاَ يَزِيدْ مِنْ مَعْلُومَاتُه .. لاَ يَحْتَرِم تَنْفِيذ التَّعْلِيمَات أي يُصْبِح مُعَلِّمْ وَفِي هذَا نَقُول مَوْقِفْ إِنْ سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة الثَّالِث لَمَّا زَار كِنِيسِة مَارِجِرْجِس بِهِلْيُوبُولِيس قَالْ لِيَّ 62 عَاماً فِي مَجَال مَدَارِس الأحَدٌ وَلاَزِلْت أشْعُر إِنِّي تِلْمِيذ – دَه سَيِّدْنَا البَابَا – أمَّا نَحْنُ فَفِي كِبْرِيَائْنَا الَّذِي يَمْنَعْنَا مِنْ مُمَارَسِة خِدْمِتْنَا .. لاَزِم أتْعَوِّدٌ أنْ يَكُون فِيَّ حُبْ التَّلْمَذَة وَحُبْ الإِنْتِفَاع مِنْ ذَلِك وَذَاك وَأتَكَلَّمْ مَعَ ذلِك وَأشْعُر أنَّ رَبِّنَا بَعَتْ لِيَّ ذَلِك لِلمَنْفَعَة .
(ج) كَثْرِة الإِنْشِغَال :
==============================
الخِدْمَة نَفْسَهَا تُدَخِلْنَا فِي دَائِرِة المَشْغُولِيَات فَالمَشْغُولِيَات تُنْسِينَا طَرِيقْنَا وَبُنَاءْنَا الرُّوحِي وَحَيَاتْنَا الرُّوحِيَّة .. فَكَثِير مِنْ الخُدَّام وَالخَادِمَات لاَ يَحْضَرُوا العَشِيَات مِنْ كَثْرِة المَشْغُولِيَات فَإِنَّ هذَا الحُضُور هُوَ جَيِّدٌ لِلتَّعْلِيمْ .. الصَّلاَة فِي حَيَاة الخَادِم هِيَ حَجَر الزَّاوْيَة لُه فَهُوَ يَقُول أُدْخُل مَخْدَعَك وَاغْلِقٌ بَابَك وَصَلِّي مِنْ أجْل مَخْدُومِيك ( مت 6 : 6 ) .. هذِهِ هِيَ العِشْرَة مَعَ رَبِّنَا فَنَخْتَبِر تَذَوُق الصَّلاَة .. نِدُوق طَعْم الإِنْجِيل .. إِخْتِبِر لأِنَّكَ فِي الإِخْتِبَار خِدْمِتَك تِختِلِفْ كَماً وَكَيْفاً .. إِخْتِبِر لأِنْ بِالإِخْتِبَار يَجْعَل لِلكَلاَم لَهُ تَأثِير وَتَقُول الكَلاَم أعْمَقٌ بِكَثِير .. إِخْتِبِر لأِنْ الإِخْتِبَار يُعْطِي لِلخِدْمَة طَعْم .. إِخْتِبِر لأِنْ الإِخْتِبَار يِعَيِّشَك فَرْحَان وَهَادِئ إِنْ لَك هَدَفْ مُهِمْ هُوَ تَوْصِيل رِسَالِة الْمَسِيح وَبِتِشْهَدٌ بِإِسْمُه فِي المُجْتَمَع .. هُنَاك سُؤَال صَعْب لِمَاذَا أنْتَ عَايِش ؟ فَالرَّدٌ يِكُون عَايِش مِنْ أجْل تَحْقِيقٌ ذَاتِي فِي المُجْتَمَع !! .. فَيَكُون الرَّدٌ .. لاَ .. إِنْتَ عَايِش مِنْ أجْل التَّبْشِير بِإِسْم الرَّبَّ يَسُوع وَالشِّهَادَة لَهُ وَأنْ تَعْمَل مِنْ أجْل مَجْد الله وَتَقُول إِنُّه قَدْ إِقْتَرَبْ مَلَكُوت السَّموَات ( مت 3 : 2 ) .
إِنَّ أهَمْ هَدَفْ فِي الحَيَاة هُوَ رِبْح الأبَدِيَّة وَأنْتَ تَعْمَل لِنَشْر هذِهِ الأبَدِيَّة وَتَقُول لَقَدْ إِقْتَرَبَ مَلَكُوت السَّموَات .. هذَا هُوَ هَدَفَك .. هذَا هُوَ أهَمْ هَدَفْ فِي حَيَاتَك وَكُلَّ عَمَلَك هذَا هُوَ .. إِخْتِبِر لأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَخْتَبِر فَإِنَّكَ حَتِرْتِبِك وَإِنْ إِرتَبَكْت فَالإِهْتِمَامَات سَتِرْتِبِك وَلَوْ إِرْتَبَكِتْ إِهْتِمَامَاتَك فَتُصْبِح إِنْسَان سَيِّئ .رَبِّنَا يَسُوع يُعْطِينَا أنْ نَرَاه وَأنْ نَلْمَسُه وَنُشَاهِدُه فَلاَبُدْ أنْ نَخْتَبِرُه وَنَذُوقُه وَنُنَادِي وَنَقُول تَعَالُوا وَانْظُرُوا .. أُنْظُرُوا مَا أطْيَبْ الرَّبَّ طُوبَى لِجَمِيعْ خَائِفِيه إِنَّمَا هُوَ رَأيْنَاه لِكَي يَكُون لَكُمْ شَرِكَة مَعَهُ وَمَا هُوَ شَاهَدْنَاه هذَا مَا نُخْبِرُه لَكُمْ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

عدد الزيارات 1621

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل