القيادة فى الخدمة ج1

Large image

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِلُوقَا البَشِير ﴿ وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ . فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ . فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ . اِذْهَبُوا هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ . لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ . وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ . فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ . وَأَقِيمُوا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ . لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ . وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ . وَاشْفُوا الْمَرْضَى الَّذِينَ فِيهَا وَقُولُوا لَهُمْ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ الله ِ. وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا حَتَّى الْغُبَارُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ . وَلَكِنِ اعْلَمُوا هَذَا أَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ ﴾ ( لو 10 : 1 – 11 ) .
الْمَسِيح وَقِيَادِة الخَادِم .. قَدْ لاَ نُحِب أنْ نَقُول قِيَادِة الخِدْمَة وَنُفَضِّل كَلِمَة " رَعِيَّة أوْ تَدْبِير " .. هُنَاك صِفَات فِي الْمَسِيح لَهُ المَجْد يَفْرِضْهَا عَلَيْنَا كَقَائِد .. فِي الحَقِيقَة لاَبُد أنْ نَقُول أنَّكَ فِي خِدْمِتَك قَائِد لَك فِكْر تُعَلِّمْ بِهِ وَالبَعْض يَتَخِذَك قُدْوَة وَتُسَيِّر مَخْدُومِيك فِي إِتِجَاهَات .. أي أنْتَ قَائِد وَالقِيَادَة الأنْ أصْبَحِت عِلْم يُدَرَّس .. وَإِنْ نَظَرْنَا إِلَى رَبَّ المَجْد يَسُوع نَجِدُه هُوَ الَّذِي وَضَعْ أسَاسِيَات هذَا العِلْم .. عِلْم القِيَادَة يَقُول أنَّ القِيَادَة لَهَا :0
هذِهِ هِيَ أسَاسِيَات عِلْم القِيَادَة وَوَجَدْنَا أنَّ رَبَّ المَجْد يَسُوع يَسِير بِهَا .
(1) التَّهْدِيفْ :
====================
هَلْ كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع يَهْدِف خِدْمِتُه أم لاَ ؟ كَانَتْ عِنْدُه رُؤيَة لِلَّذِينَ إِخْتَارْهُمْ وَهُمْ مَعَهُ .. وَهُمْ بَعْدُه وَفِي ذِهْنُه أنَّ فُلاَن يَشْهَد لَهُ وَسَطْ الأُمَّة اليَهُودِيَّة .. وَفُلاَن يَشْهَد لَهُ وَسَطْ الأُمَمْ .. وَهذَا يَسْتَشْهِدٌ وَهذَا يُحْرَقٌ وَهذَا يُصْلَبْ مُنَكَس الرَّأس .. الهَدَفْ فِي ذِهْنُه .. وَكَانَ يَقُول لَهُمْ مَاذَا سَيَقُولُون فِي خِدْمِتْهُمْ .. ﴿ تُوبُوا لأَِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ ﴾ ( مت 3 : 2 ) .. جَيِّد أنْ نَضَعْ لِخِدْمِتْنَا هَدَف وَهُوَ أنْ نَتُوب وَأوْلاَدْنَا يَتُوبُوا وَنَحْفَظْ أنْفُسْنَا مِنْ العَثَرَة .. جَيِّد أنْ تَخْدِم وَلَك هَدَفْ .. مِثَال لِذلِك أنَّهُ لاَبُد أنْ يَكُون هَدَفْ لِمَرْحَلِة إِبْتِدَائِي وَهَدَفْ لِخِدْمِة مَرْحَلِة إِعْدَادِي وَهَدَف لِخِدْمِة مَرْحَلِة ثَانَوِي ..

بِذلِك يَخْرُج المَخْدُوم يَعْرِفْ كَيْفَ يُحِبْ الله وَيَعْرِفْ إِيمَانُه وَكِنِيسْتُه وَألْحَانُه وَإِنْجِيلُه .. جَيِّدٌ أنْ تُحَدِّد لَك هَدَفْ فِي خِدْمِة اليُوْم .. مَثَلاً نَحْنُ نُرِيد المَخْدُومِينْ فِي حَفْلِة الإِنْتِقَال مِنْ خِدْمِة الإِبْتِدَائِي إِلَى خِدْمِة إِعْدَادِي يَكُونُوا مُلِمِينْ بِكَذَا وَكَذَا وَ ..... مَثَلاً يَعْرِفُون الثَّالُوث وَالتَّجَسُّد وَالفِدَاء وَالقُدَّاس وَمَرَاحِلُه وَقِدِّيسِينْ الكَنِيسَة .. رَكِّز عَلَى هَدَفْ المَرْحَلَة .
الكِتَاب المُقَدَّس فِي مَرْحَلِة ثَانَوِي .. إِجْعَل المَخْدُوم يَتَذَوَقٌ دِرَاسِة سِفْر أوْ الشَّخْصِيَات .. هذَا يُثْمِر ثَمَر جَيِّدٌ .. فَهُنَاك شَرِكَات تَضَعْ هَدَفْ .. مِثَال لَوْ شَرِكَة سَيَارَات تَقُول إِنَّهَا تُرِيد كُلَّ ألْف فَرَدٌ يَمْلُك مَائَة سَيَّارَة وَيَحْسِبْ ذلِك بِعَدَد شَعْب الدَّوْلَة ثُمَّ عَلَى مُسْتَوَى العَالَمْ .. أيْضاً شَرِكَة سُونِي ( Sony ) وَضَعَتْ هَدَفْ وَهُوَ أنْ لاَ يُوْجَدٌ بَيْت فِي المَسْكُونَة كُلَّهَا يَخْلُو مِنْ مُنْتَجٌ لِلشَرِكَة مِنْ مِصْر إِلَى أمْرِيكَا إِلَى أسْيَا إِلَى ... أي مُنْتَجَات تَغْزُو كُلَّ البُيُوت .. الَّذِينَ يَعْمَلُون فِي مَجَال الأدْوِيَة يَقُولُون مَثَلاً لاَبُد مِنْ تَوْزِيع ثَلاَثَة آلاَف عُبُّوَة دَوَاء كُلَّ شَهْر وَقَدْ يُحَاسِبُون أنْفُسَهُمْ هَلْ بَلَغُوا الهَدَفْ أم لاَ وَيُحَاوِلُون الوُصُول لِلهَدَفْ .
رَبِّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد كَانَ عِنْدَهُ هَدَفْ .. مَنْ كَانَ يَتَخَيَّل أنَّ يَسُوع البَسِيطْ وَمَعَهُ إِثْنَيَّ عَشَرَ تِلْمِيذٌ يَنْشُر الإِيمَان فِي العَالَمْ وَكَانَ هَدَفُه ﴿ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ ﴾ ( يو 17 : 3 ) .. وَعَلَى الصَّلِيبْ قَالَ ﴿ قَدْ أُكْمِلَ ﴾ ( يو 19 : 30 ) .. خَطَوَات مُتَتَالِيَة وَكَأنَّهُ وَضَعْ جَدْوَل لِتَحْقِيقٌ الهَدَفْ .. مُهِمْ أنْ تَكُون خِدْمِتَك مُهْدِفَة .. هَدَفْ شَهْرِي وَنِصْف سَنَوِي وَسَنَوِي وَهَدَفْ مَرْحَلِي .. مَثَلاً مِنْ الأنْ وَحَتَّى عِيد المِيلاَدٌ المَجِيد هَدَفْ الخِدْمَة عَقِيدِة التَّجَسُّد وَالفِدَاء وَالثَّالُوث ثُمَّ نَعْمَل مُنَاقَشَة لِنَعْرِفْ التَّحْصِيل وَهكَذَا جَمَّعْ هذِهِ الأهْدَاف المُتَرَابِطَة .. وَلِذلِك حَتَّى فِي عَادَاتْنَا عِنْدَمَا تُكَلِّمْ طِفْل وَتَقُول لَهُ عَمَّا تَكَلَّمْنَا اليَوْم إِنْ لَمْ تَكُنْ مِرَكِّز هَدَفَك سَيَقُول لَك كُلَّ الأهْدَاف .. مَثَلاً تَكَلَّمْنَا عَنْ أبِينَا إِبْرَاهِيم مَرَّة عَنْ صَدَاقَتِهِ مَعَ الله وَمَرَّة عَنْ زُهْدِهِ وَ ...... كَيْفَ تَهْدِف الأمر كُلَّ مَرَّة ؟
(2) التَّوْظِيفْ :
======================
أي مَا تَعْمَلَهُ عَمَل عَظِيم لاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقُوم بِهِ وَحْدَك لِذلِك تُؤمِنْ بِفِكْر العَمَل الجَمَاعِي فَتُعَيِّنْ البَعْض وَلاَبُد أنْ تَخْتَارْهُمْ .. رَبِّنَا يَسُوع وَضَعْ هذَا الأسَاس .. بَيْنَمَا هُوَ يِسِير يَضَعْ عَيْنُه عَلَى شَخْص وَيَقُول لَهُ إِتْبَعْنِي تَعَالَ .. هُوَ فَاحِص القُلُوب وَالكُلَى وَهُوَ يَخْتَار ( رؤ 2 : 23 ) .. كَانَتْ لَدَيْهِ رُؤيَة لِلشَّخْص وَمَاذَا سَيُقَدِّم .. نَحْنُ نَسْتَطِيعْ أنْ نَعَمَل وَحْدِنَا وَنَنْجَح لكِنْ الأجْمَل وَالأفْضَل أنْ نَعْمَل مَعاً .. رَغْم أنَّ رَبَّ المَجْد يَسُوع إِخْتَار نَوْعِيَّة بِكُلَّ المَقَايِيس العَقْلِيَّة نَقُول إِنَّهَا لاَ تُقَدِّم رِسَالَة لكِنَّهُ رَأى مِنْهُمْ إِسْتِعْدَادَات رُبَّمَا هُمْ أنْفُسَهُمْ لَمْ يَرُوهَا .
فِكْرِة التَّوْظِيفْ وَالعَمَل الجَمَاعِي وَكُلَّ فَرْدٌ يُقَدِّم طَاقَتَهُ وَفِي النِّهَايَة الكُلَّ يَتَكَامَل لأِنَّ لَنَا نَفْس الهَدَفْ وَكُلِّنَا نَعْمَل مَعاً بِإِحْسَاس أنَّنَا فَرِيقٌ وَاحِدٌ .. كَلِمَة " Team " أي " فَرِيقٌ " هِيَ إِخْتِصَار لِجُمْلِة " مَعَ بَعْضِنَا نُنْجِز كَثِيراً " .. هكَذَا كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مَعَ الآخَر نُنْجِز أكْثَر مِنْ كُلَّ فَرْدٌ بِمُفْرَدِهِ – لِذلِك هكَذَا صَنَعَ الله – فِي إِنْجِيل لُوقَا الأصْحَاح العَاشِر عَيَّنْ سَبْعِين آخَرِينْ .. وَفِي إِنْجِيل مَتَّى عَيَّنْ الإِثْنَى عَشَرَ تِلْمِيذ بَعْد بِضْعِة أشْهُر مِنْ بِدَايِة خِدْمَتِهِ وَبَعْد فِتْرَة عَيَّنَ السَّبْعِين رَسُول وَهُمْ تَلْمِذُوا آخَرِينْ وَصَارَ بَدَل أشْخَاص مُدُن وَبِذلِك صَارَت الكِرَازَة كَمَا الأنْ كُلَّ بَلَدٌ لَهَا أُسْقُفْ وَعَلَى رَأس الأسَاقِفَة بَطْرِيَرْك .
فِكْرِة العَمَل الجَمَاعِي مُهِمَّة إِيمَاناً بِفِكْرِة إِنَّنَا نَتَكَامَل وَفِكْرِة التَّنَوُع .. أنَا + الآخَر أفْضَل .. بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَعْضِنَا عَلاَمِة الجَمْع ( + ) وَهكَذَا يَصِير المَجْمُوع الكُلِّي كَبِير .. أنَا رَقَمْ وَسَطْ المَجْمُوعَة لَيْسَ مُهِمْ أنْ أكُون رَقَمْ كِبِير أوْ صَغِير لكِنْ تَخَيَّل إِنِّي أعْمَل بِمُفْرَدِي .. يِنْصَح نَصِيحَة أنَّهُ لَوْ يُوْجَدٌ عَمَل أعْمِلُه بِمُفْرَدِي بِكَفَاءَة 90 % وَآخَر يَعْمِلُه بِكَفَاءَة 50 % نَجْعَلَهُ يَعْمِلَهُ لَعَلَّهُ يَرْتَفِعْ إِلَى كَفَاءِة ألـ 90 % وَيُمْكِنَهُ أنْ يَأخُذ مَكَانِي فِي يَوْمٍ مَا .. وَظَّفُه وَاتْرُكُه يَنْمُو .
(3) التَّوْصِيفْ :
======================
أي مَنْ نُوَظِّفُه لاَبُد أنْ نُعَلِّمُه مَاذَا يَفْعَل .. وَرَبَّ المَجْد يَسُوع فَعَل هذَا الأمر .. إِذَا رَأيْنَا مَا وَصَفَهُ يَسُوع لِتَلاَمِيذُه نَعْرِفْ وَنَشْعُر كَأنَّهُ سَيَقُول لَهُمْ مَاذَا تَأكُلُون .. ﴿ أَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ ......... وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَقَبِلُوكُمْ فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكُمْ ﴾ ( لو 10 : 5 – 8 ) .. وَأيْضاً ﴿ هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ مِثْلَ حُمْلاَنٍ بَيْنَ ذِئَابٍ ﴾ ( لو 10 : 3 ) – أي تَوَقَعُوا – .. أعْطَاك المُتَوَقَعْ أنْ تَرَاه وَمَاذَا سَتُقَابِل .. ﴿ لاَ تَحْمِلُوا كِيساً وَلاَ مِزْوَداً وَلاَ أَحْذِيَةً ﴾ ( لو 10 : 4 ) .. قَالَ لَهُمْ مَاذَا يَفْعَلُون مِنْ بِدَايِة تَجْهِيز حَقِيبِة السَفَر .
قَدْ تَقُول لَهُ أنَا لاَ أعِي مَاذَا تُرِيد مِنِّي لكِنِّي أطِيعْ وَهُوَ يُنِير طَرِيقِي وَيُعْطِينِي خِبْرِتُه .. ﴿ لاَ تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ فِي الطَّرِيقِ ﴾ ( لو 10 : 4 ) .. أي لاَ تَرْتَبِك بِعِلاَقَات إِجْتِمَاعِيَّة .. ﴿ وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ . فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ ﴾ ( لو 10 : 5 – 6 ) .. لَوْ لَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا دُونَ أنْ تَتْعِبَكُمْ ضَمَائِرَكُمْ .. وَإِنْ جَلَسْتُمْ لَدَيْهِمْ فِتْرَة ﴿ أَقِيمُوا فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ آكِلِينَ وَشَارِبِينَ مِمَّا عِنْدَهُمْ لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ ﴾ ( لو 10 : 7 ) .. وَصَفْ لِكُلَّ عَمَل يَعْمَلُوه تَوْصِيفْ .. فِي الشَّرِكَات يُوصِفُون المَهَام وَالشَّرِكَة تَقُول عَلَى هذَا التَّوْصِيفْ لاَئِحَة أي حُدُودٌ لِكُلَّ عَمَل إِنْ أهْمَل فِي العَمَل يُلاَم الشَّخْص وَإِنْ تَعَدَّى حُدُودٌ العَمَل يُلاَم أيْضاً .. ﴿ لاَ تَنْتَقِلُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ ﴾ ( لو 10 : 7 ) .. إِنْ دَخَلْت بِيتْ إِسْتَخْدِمُه كَمَقَر .. ﴿ اشْفُوا الْمَرْضَى ﴾ ( لو 10 : 9 ) .. هَلْ أُصَلِّي لِلمَرِيض أم أقُول لَهُ إِذْهَبْ لِيَسُوع ؟ يُجِيب إِشْفُوا المَرْضَى – تَفْوِيض – أنْتَ رَأيْتَنِي أشْفِي مَرْضَى الأنْ أُفَوِضَك فِيمَا يَخُصِّنِي إِشْفِي المَرْضَى أنْتَ .. ﴿ وَقُولُوا لَهُمْ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ الله ِ. وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا حَتَّى الْغُبَارُ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ ﴾ ( لو 10 : 9 – 11) .
جَيِّدٌ أنْ تَأخُذ تَوْصِيفْ لِخِدْمِتَك مِنْ رَبَّ المَجْد يَسُوع .. هُوَ صَلَّى .. أحَب .. إِفْتَقَد .. عَلِّمْ .. تَابِعْ .. هَلْ أحَدٌ مِنْكُمْ لاَ يَعْرِفْ تَوْصِيفْ خِدْمِتُه ؟ كُلِّنَا نِعْرَفْ تَوْصِيفْ الخِدْمَة .. نَفْس وَظَائِفْ وَمَهَام القَائِد الَّذِي وَظَّفَك عَلَيْكَ أنْ تَتْبَعْهَا فِي مَخْدُومِيك لأِنَّهُ كَمَا كَانَ لَهُ هَدَفْ فِيك أنْتَ قَائِد وَلَك هَدَفْ فِي أوْلاَدَك .. وَظَّفْهُمْ وَوَصَّفْهُمْ عَلِّمْهُمْ أنْ يُصَلُّوا وَيَشْرَبُوا مِنْ الْمَسِيح نَفْسُه وَيَعْرِفْ إِيمَانُه – هذَا تَوْصِيفْ – أنْتَ تَأخُذ تَوْصِيفَك مِنْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد وَالمَخْدُوم يَأخُذ تَوْصِيفُه مِنَّك .
الله إِهْتَمْ بِدَقَائِقٌ الأُمور حَتَّى لاَ نَرْتَبِك فِي أي مَوْقِفْ .. مِثَال لِذلِك قَالَ لِتَلاَمِيذُه إِنْ قَبَلُوكُمْ أُدْخُلُوا وَإِنْ رَفَضُوكُمْ أُتْرُكُوهُمْ وَلاَ تَتْعَبْ ضَمَائِرَكُمْ .. هَلْ نَأخُذ مَعَنَا أي شِئ ؟ قَالَ .. لاَ .. مَرَّة قَالَ لَهُمْ لاَ تَدْخُلُوا مَدِينَة لِلسَّامِرِيِّينْ وَمَرَّة قَالَ لَهُمْ أُدْخُلُوا .. مَرَّة قَالَ لَهُمْ إِذْهَبُوا إِلَى خِرَاف بَيْت إِسْرَائِيل الضَّالَّة وَمَرَّة وَسَّعْ الدَّائِرَة .. لِذلِك هُنَاك عُنْصُر مُهِمْ إِسْمُه التَّطْوِير عَلَى مُسْتَوَى التَّعْلِيمْ نَفْسُه .. تَعَالِيمْ يَسُوع كَانَ بِهَا تَطَوُر حَتَّى المُعْجِزَات كَانَ بِهَا تَطَوُر .. إِقَامِة لِعَازَر كَانَتْ فِي نِهَايِة خِدْمِتُه حَتَّى إِكْتَمَلِتْ الصُورَة وَكَمَال الصُورَة كَانَ فِي الصَّلِيبْ وَالقِيَامَة تَحَدَّدَتْ فِيهَا كُلَّ أهْدَافُه .. ﴿ فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ ﴾ ( يو 18 : 4 ) .. هُوَ عَالِمْ وَفِكْر الصَّلِيبْ كَانَ وَاضِحٌ فِي تَعَالِيمُه مِنْ البِدَايَة .. تَوْصِيفْ مَاذَا يَفْعَل فِي كُلَّ أمر إِسْتِجَابَة أوْ عَدَم إِسْتِجَابَة ؟!! رَبَّ المَجْد يَسُوع كَانَ نَمُوذَجٌ لِلقَائِد .. جَيِّدٌ أنْ تَكُون حَيَاة يَسُوع تَحْت المِيكْرُوسْكُوب أمَامَنَا .. كُلَّ نُقْطَة فِي حَيَاتُه لَنَا فِيهَا دَرْس وَنَحْنُ كَخُدَّام لاَبُد أنْ تَكُون حَيَاتُه وَشَخْصُه فِي فِكْرِنَا .
(4) التَّفْوِيضٌ :
======================
لاَبُد لِلشَّخْص المُفَوَضٌ أنْ تَكُون لَهُ صَلاَحِيَات لأِنَّهُ صَعْب أنَّ كُلَّ إِنْسَان يَسْأل سُؤَال أوْ مَرِيضُ مُحْتَاج لِلشِّفَاء أوْ إِنْسَان بِهِ رُوح شِرِّير يَذْهَبُون بِهِ لِيَسُوع لِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ تَفْوِيضُ وَعِنْدَمَا كَانَ يُفَوِضٌ كَانَ يُعْطِي صَلاَحِيَات قَدْ تَصِل إِلَى صَلاَحِيَات الشَّخْص المُفَوَضٌ نَفْسُه .. وَمَعَ يَسُوع لَهُ المَجْد أعْطَاهُمْ صَلاَحِيَات أعْظَمْ .. ﴿ الأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ﴾ ( يو 14 : 12) .. ﴿ اِشْفُوا مَرْضَى . طَهِّرُوا بُرْصاً . أَقِيمُوا مَوْتَى ﴾ ( مت 10 : 8 ) .. ﴿ اكْرِزُوا ﴾ ( مت 10 : 7 ) .. ﴿ عَمِّدُوهُمْ ﴾ ( مت 28 : 19) .. حَتَّى أنَّهُ اليَوْم السُّلْطَان الرَّسُولِي مُسْتَمِر بِنَفْس التَّفْوِيضُ .. مَا مِنْ شِئ يِعْوِزَك لِلخَلاَص إِلاَّ وَتَجِدُه عِنْدَ رَجُل الله .
لَيْسَ البَطْرِيَرْك وَالأُسْقُفْ بَلْ وَالكَاهِن أيْضاً يَعْمَل الأعْمَال اللاَزِمَة لِلخَلاَص .. قَدِيماً كَانَ الأُسْقُفْ فَقَطْ هُوَ الَّذِي يُعَمِّد وَيُقِيمْ القُدَّاس .. وَمَعَ إِتِسَاع الكِرَازَة سُمِحَ لِلكَاهِن أنْ يُعَمِّد وَالأُسْقُفْ يَضَعْ اليَد بِالمَيْرُون .. وَكَانَ الأُسْقُفْ يُقَدِّس الأسْرَار فَقَطْ حَتَّى أنَّ البَعْض فِي بِدَايِة الأمر لَمْ يَقْتَنِعُوا بِالقُدَّاس الَّذِي يُقِيمُه الكَاهِن وَيَذْهَبُون إِلَى القُدَّاس الَّذِي يُقِيمُه الأُسْقُفْ لِيَتَنَاوَلُوا مِنْهُ .. أيْضاً قَدِيماً كَانَتْ هَرْطَقَات كَثِيرَة فَكَانُوا يَخَافُون مِنْ الكَهَنَة أنْ يَكُون مِنْهُمْ مَنْ يَتْبَعْ المُهَرْطَقِينْ لِذلِك عَمَلُوا تَقْلِيد وَهُوَ الأُسْقُفْ يُقَدِّس الأسْرَار وَيُرْسِل جُزْء مِنْ الذَّبِيحَة لِلكَنَائِس الَّتِي بِهَا كَهَنَة لِيَضْمَنْ الشَّعْب أنَّ الكَاهِن لَيْسَ مُهَرْطِقٌ وَهذَا الأمر بَاقٍ حَتَّى الأنْ وَيُشِير لَهُ الإِسْبِادْيَقُون المَوْضُوع فِي كَأس الدَّم .
حَتَّى سِر الإِعْتِرَاف لَمْ يَكُنْ الكَاهِن هُوَ الَّذِي يَأخُذ الإِعْتِرَافَات لكِنْ اليَوْم الكَنِيسَة تُفَوِضٌ لِيَتَيَسْر لأِوْلاَدْهَا وَسَائِل الخَلاَص وَصَارَتْ الرُّتَبْ فِي الكَنِيسَة تَدْبِيرِيَّة أكْثَر مِنْ مُمَارَسَة أسْرَار خَلاَص الإِنْسَان فَصَارَ الكَاهِن يُقِيمْ كُلَّ الأسْرَار وَصَارَ البَطْرِيَرْك وَالرُّتَبْ الكَنَسِيَّة تَدْبِيرِيَّة لأِنَّ الكَنِيسَة آمَنَتْ بِمَبْدأ التَّفْوِيضٌ الَّذِي جَعَلَهُ يُعْطِي صَلاَحِيَاتُه لِتَلاَمِيذُه .. هكَذَا نَحْنُ نُوَزَع الأدْوَار فَيَجْعَل الشَّخْص يُمَارِس دُورُه بِصَلاَحِيَّة وَحُرِّيَّة وَبَعْد ذلِك قَدْ يُوْجَدٌ تَقْوِيمْ وَلكِنْ التَّفْوِيضٌ لاَبُد أنْ يَكُون مَعَهُ صَلاَحِيَات وَإِلاَّ يَكُون تَقْيِيد وَلَيْسَ تَفْوِيضٌ .
السَيِّدْ الْمَسِيح فَوَّضٌ تَلاَمِيذُه عَلَى الكِرَازَة وَالأسْرَار .. جَيِّدٌ أنْ لاَ يَنْظُر الإِنْسَان إِلَى نَفْسُه بَلْ إِلَى الخِدْمَة وَلاَ يُرِيد أنْ يَمْسِك أُمور تُمَيِّزُه عَنْ غَيْرُه .. لكِنْ إِنْ نَظَرْنَا لِلْمَسِيح سَنُفَوِضٌ غِيرْنَا وَنَحْنُ نَرَى أنَّ الله هُوَ الَّذِي يَعْمَل فِي الكُلَّ ﴿ لِيَتَمَجَّدٌ الله بِي أوْ بِغَيْرِي وَيُفَضَّل بِغَيْرِي ﴾ .
نَصِيحَة لِلخُدَّام عِنْدَمَا تَجِدُون إِخْوَتِكُمْ يَعْمَلُون فِي الخِدْمَة إِفْرَحُوا وَلاَ تَسْألُون لِمَاذَا لاَ تَكُونُوا أنْتُمْ العَامِلِينْ ؟ بَلْ قُولُوا جَيِّدٌ أنْ يَكُون إِخْوَتَنَا عَامِلُون بِالخِدْمَة .. كُلَّمَا إِزْدَادَ إِحْسَاسَك بِالْمَسِيح كُلَّمَا إِزْدَادٌ إِحْسَاسَك بِالكَنِيسَة وَبِنَا نَحْنُ الأعْضَاء فِي جَسَدِهِ كُلَّمَا شَعَرْت بِإِخْوَتَك فِي العَمَل .. الإِنْفِرَادٌ بِالعَمَل صَعْب .. وَهذَا هُوَ الفَرْقٌ بَيْنَ الشَّرْق وَالغَرْب .. الشَّرْق زَعَامَات وَالغَرْب مُؤَسَسَات .. زَعَامَات أي شَخْص يِمْسِك كُلَّ الأُمور وَعِنْدَمَا يَنْهَار تَنْهَار مَعَهُ دَوْلَة حَتَّى أنَّكَ تَرَى أنَّ الإِعْلاَم مُعْظَمُه يَتَحَدَّث عَنْهُ .. بَيْنَمَا العَمَل مَعَ مُؤَسَسَة لاَ يَنْهَار بِإِنْهِيَار شَخْص .. جَيِّدٌ أنْ تَعْمَل فِي مُؤَسَسَة فِي الخِدْمَة .. فِي الغَرْب نَجِد أنَّ لَهُمْ مَبَادِئ مُتَفَقٌ عَلَيْهَا – أي مُؤَسَسَة – العَمَل المُؤَسَّس أنْشَأَهُ الْمَسِيح .. أعْطَى تَلاَمِيذُه صَلاَحِيَات وَأعْطَى سُلْطَان ﴿ كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ ﴾ ( مت 18 : 18) .. إِذاً بِذلِك لَنْ يَأتِي أحَدٌ إِلَيْكَ يَارَبَّ بَلْ يَذْهَبُون إِلَى تَلاَمِيذَك ؟!!! يُجِيب وَهذَا مَا أُرِيدُه .
السَيِّدْ الْمَسِيح لَهُ المَجْد أسَّس العَمَل القِيَادِي وَالكَنِيسَة تَأسَّسَتْ بِنَفْس الفِكْر .. فَتَجِد بُولِس الرَّسُول يَكْرِز وَيَرْسِمْ أسَاقِفَة ثُمَّ يَذْهَبْ لِمَدِينَة أُخْرَى وَقَدْ يَعُود لِيُقِيمْ العَمَل الكِرَازِي فِي المَدِينَة الأُولَى لكِنْ الأُسْقُفْ هُوَ الَّذِي يَعْمَل وَيُفَوِضٌ كَهَنَة وَ .........
تُوْجَدٌ قِصَّة خَيَالِيَّة تَقُول أنَّ السَيِّدْ الْمَسِيح بَيْنَمَا هُوَ صَاعِد لِلسَّمَاء جَاءَهُ عَدُو الخِير لِيَقُول لَهُ أنَّهُ أخِيراً تَخَلَّص مِنْهُ وَسَيَجْعَل إِسْمُه لاَ يُذْكَر عَلَى الأرْض بَعْد ذلِك فَقَالَ لَهُ رَبَّ المَجْد يَسُوع ﴿ أنَا أرْسَلْتَهُمْ وَأنَا أثِقٌ بِهُمْ ﴾ .. لِلأنْ سَيِّدْنَا البَابَا أوْ الأسَاقِفَة يُقِيمُوا كَهَنَة وَكَأنَّهُمْ يَقُولُون لِلكَاهِن نَحْنُ أرْسَلْنَاك وَنَثِقٌ بِك لأِنَّهُ بِنَفْس الصَّلاَحِيَات لأِنَّ مَعَهُ تَفْوِيضٌ عَلَى سُلْطَان عَلَى الحِل مِنْ الخَطَايَا وَعَمَل المُعْجِزَات وَالصَّلاَة وَ ..... لِذلِك لاَ تَتَخَيَّل أنَّكَ عِنْدَمَا تُفَوِضٌ آخَر شَأنَك يَقِل .. لاَ .. نَحْنُ نَتَكَامَل .. وَالْمَسِيح فَوَّضٌ وَأعْطَى سُلْطَان يَصِل إِلَى سُلْطَان نَفْسُه وَلَمْ يَسْتَأثِر بِشِئ .. ﴿ كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا ﴾ ( يو 20 : 21 ) .. جَعَلَ إِرْسَالِيَتَهُمْ كَأنَّهَا مِنْ الآب .. حَتَّى أنَّهُ لَمَّا جَاءَ رَجُل إِبْنُه بِهِ رُوح شِرِّير وَلَمْ يَسْتَطِيعْ التَّلاَمِيذ أنْ يُخْرِجُوه حَزَنْ يَسُوع ( مت 17 : 16 – 17) . التَّفْوِيض عَمَل كَنَسِي مُهِمْ وَفِكْر رُوحِي وَقِيَادِي مُهِمْ رَأيْنَاه فِي الْمَسِيح وَالرُّسُلٌ وَإِلَى اليَوْم نَفْخِتُه مُسْتَمِرَّة وَصَارَت الكَنِيسَة مُمْتَدَّة بِنَفْس التَّفْوِيضٌ الأوَّل مِنْ المَسِيح وَإِلاَّ كُنَّا لاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نُعَمِّد أوْ نُصَلِّي أوْ .... نُلاَحِظ أنَّ دُور الأب الكَاهِن فِي الكَنِيسَة لَيْسَ دُور شَخْصِي بَلْ دُور الْمَسِيح نَفْسُه .. إِذاً الكَاهِن أخَذَ وَظِيفِة الْمَسِيح نَفْسُه يُقِيمْ وَسَائِط الخَلاَص .رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

عدد الزيارات 986

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل