حسابات النفقة فى الخدمة

في إنجيل معلمنا لوقا البشير الإصحاح ( 14 : 27 – 35 ) يتحدث الرب يسوع ويقول لهم أنه ينبغي أن يعرف الإنسان ماذا يريد سواء كان يرغب في بُناء برج أو إن كان يرغب في دخول حرب .. فعليه دراسة الأمر ويعمل حساب كل شئ قبل عمله .
أيضاً في الخدمة ينبغي أن تعرف ماذا تريد وتحسب حسابك على ذلك .. ولذلك نتحدث في ثلاثة أو أربعة نقاط في الخدمة :0
1- تهديف الخدمة .
2- التكامُل في الخدمة .
3- التلمذة في الخدمة .
4- التطوير في الخدمة .
أولاً تهديف الخدمة :
========================
إسأل نفسك سؤالين :0
س1 : ما هو هدفك من الخدمة بالنسبة لك ؟
س2 : وما هو هدفك من الخدمة بالنسبة للمخدوم ؟
قد يدخل الخدمة أحياناً أُناس لا تعرف الهدف من دخول الخدمة .. أو أن هناك دوافع خاطئة .. فربنا يسوع عندما أرسل تلاميذه قال لهم الهدف إذهبوا إلى الناس وقولوا لهم يتوبوا .. { إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون } ( لو 13 : 3 ) .. والهدف بالنسبة للتلاميذ أن يكونوا آخر الكل وبخدمتهم يربحوا الملكوت .. والخادم في خدمته عليه أن يعرف إنه لا يُكرَّم بل يحمل صليب .. هذا هو الهدف .
هدفك أن تخلُص بالخدمة .. فالخادم عنده خطايا وشرور ومشاكل وضعفات وأيضاً محبة لله فعن طريق الخدمة حياتي تتقدس .. خدمة .. إجتماع صلاة .. حضور دراسة كتاب .. ألحان ....... فيتقدس أيضاً وقتك وطاقاتك وتحيا للمسيح .. ومن كثرة محبتك للمسيح ستُحب أولاده فلا تستطيع أن ترى أولاده مُبتعدين عنه .
ضع أهداف مُحددة واتفق عليها مع إخوتك .. فيُقال عن المراحل العمرية للإنسان أن مرحلة الإبتدائي عليه أن يحب الله .. والإعدادي يعرف عقيدته وكنيسته .. وثانوي العِشرة الحقيقية مع ربنا والكتاب المقدس .. بهذا وضعنا الأساس وهو سيُكمل بعد ذلك .. فهذا هو الهدف لأن الله طلب منا أن نحسب النفقة قبل عمل البرج .
أيضاً ضع توصيف لما ستفعله في الخدمة كما فعل الرب يسوع عندما وصف للتلاميذ ماذا يفعلون .. { إلى طريق أُممٍ لا تمضوا } ( مت 10 : 5 ) .. إكرزوا .. إشفوا مرضى .. طهَّروا بُرَّص ...... إن رُفِضتم فالغبار الذي يلصق بأرجلكم إنفضوه ( لو 9 : 5 ) .
ثانياً التكامُل في الخدمة :
=============================
بما أن هناك هدف إذن الجميع يعمل من أجل هذا الهدف .. فالخادم جزء من الوسيلة التي توصل الخدمة إلى هؤلاء .. حتى لو كان دورك يقتصر على حب المخدوم أو خادم آخر فإنك تُعلِّمه بذلك محبة الآخر في المسيح .
نحن غير متنازعين ولا متنافسين لأن الشخص المسيحي بالعماد تخلى عن فرديته وصار عضو وليس شخص .. أي قطعة من جسد المسيح ويُصبح بعد المعمودية وديعة .. ويقول أحد القديسين { تصير الأم بالنسبة له كمُرضعة مثل ما كانت تفعل يوكابد مع موسى } .. مثلما قالت حنة النبية على صموئيل " أن الرب أعارني ( إستعارة ) " .
نحن كأعضاء نُكمِّل بعض وكأن بيننا وبين بعض علامة ( + ) .. في المواهب خص الله كل واحد بموهبة لكي يتم هذا التكامُل في المجموعة .. فالفرد في المجموعة يعطي نتيجة أفضل من أن أكون بمفردي .. أبونا ميخائيل إبراهيم يقول { ليتمجد الله بي أو بغيري .. والأفضل بغيري } .. إفرح بنمو وموهبة غيرك لأنها تُكمِّلك لتتم الخدمة لصالح هدف واحد .
ثالثاً التلمذة في الخدمة :
=============================
إحتفظ بإحساسك إنك تلميذ وينبغي أن تُعلم أولادك أن يكونوا تلاميذ للمسيح من خلالك .. والكنيسة لكي تستمر ينبغي أن يكون هناك امتداد للتلمذة .. ربنا يسوع بدأ الخدمة واختار " 12 " تلميذ .. إزدادت فاختار " 70 " وهؤلاء تلمذوا غيرهم حتى وصلت لنا اليوم .. فنجد أن الأب البطرك أو الأسقف يُقيم قسوس وهؤلاء يُقيمون شمامسة والشمامسة يُعلِّمون الشعب والشعب يفتقد بعضهم البعض .. هذا هو استمرار روح التلمذة .
روح التلمذة تحفظك من الكبرياء وتحفظ نمو نفسك .. سيدنا البابا يقول إنه يشعر دائماً بأنه تلميذ صغير .. لأنه يرى أن هناك أمور كثيرة تنقُصه .. إرغب في التعلم والإستزادة والإلتقاط من الآخرين كبار وأطفال .. ما أجمل أن تعيش بقلب تلميذ وتتُلمذ على يدك كثيرين .. الجميع تلاميذ يقودنا روح الله ويحفظنا .
أيضاً تُدرب إبنك على أن يكون غداً قائد عن طريق ما يُدعى التفويض .. فلا تستأثِر بكل المسئوليات .. لا تكتم طاقات أولادك .. فإن أكثر الأشياء التي تُدمر أن طاقاته تكون حبيسة لأنه يُصبح مُكتئب وحزين .. التلمذة امتداد وإعطاء فرصة للآخر .
رابعاً التطوير في الخدمة :
===============================
إن الهدف لا يُطور ولكن وسيلة تقديم الهدف .. كيف تُسلم أولادك الكنيسة بطريقة تفيدهم .. الخدمة تحتاج التطوير والتطوير لا يحدث إلا بحب .. طرق لتعليم اللحن مثلاً بطرق فيها جاذبية حتى تنتقل لأولادك روح أخرى كما قيل في سِفر العدد ( عد 14 : 24 ) .. قدِّم أشياء كثيرة بوسائل جديدة .. تقديم الدرس عن طريق مسرحية .. عن طريق صوت مختلف .. عليك أن تعرف أن الجيل اختلف والإهتمامات إختلفت .. في البداية تجد عندهم إنجذاب إلى الكنيسة وبعدها يبدأوا في الإبتعاد ولا يعجبهم شئ .
ثبت تماماً أن الخدمة ليست إمكانيات مادية ولكنها إمكانيات بشرية فالقديس مرقس أتى إلى الإسكندرية أعزل ليس معه شئ سوى حُبُّه وأمانته وغيرته جعلها مِلك لربنا يسوع المسيح .. حبك وابتكارك معهم سيجعل خدمتك أفضل ما يكون .
ربنا يبارك عليكم وعلى خدمتكم وكنيستكم
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين