الخادم قلبه بحسب قلب الله

بعد أن أراد الله أن يُهلك الشعب في سفر هوشع يقول لنا « قد انقلب عليَّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً » ( هو 11 : 8 ) .. وعندما نقول أن قلب الخادم بحسب قلب الله نقول :
1. قلبه مُحب .
2. قلب غيور .
3. قلب رحيم .
أولاً ..قلبه مُحب :
إن أردت أن تتعلم الحب فخذه من مصدره وهو الله .. وحُب الله ليس كالحب البشري الذي يرغب في الأخذ كما العطاء .. إن محبة الله هي دائمة .. عطاء بلا حدود وبلا شروط .. وعندما تحب بحسب حب الله فإن هذا يجعلك مثله في محبته .. فعندما يقترب الخادم إلى الله يرتسم عليه صورة الله .. الله أحبنا قبل أن نوجد وعندما تواجدنا أحبنا .. وعندما أخطأنا أحبنا .. وعندما فدانا أحبنا .
معلمنا يوحنا الحبيب يقول « هو أحبنا أولاً » ( 1يو 4 : 19) .. « أحبنا بلا سبب » .. وما أجمل محبة الخادم لمخدوميه ولكن محبة روحية وليست محبة عاطفية ( متقلبة ) .. المحبة الروحية هي محبة من الله لكل أحد .. كل ما اشتعلت محبة الله في حياتي كلما انعكست محبة الله على الآخرين .
محبة لا تفرَّق ولا تضع حدود مثل محبة الله التي جعلته يترك عرشه الإلهي ويقدم ذاته ذبيحة .. محبة بذل وعطاء .
ثانياً ..قلبه غيور :
لا يوجد أهم من الإنسان عند الله .. ويُغار عليه بشكل غير محدود فيقول « لذاتي مع بني آدم » ( أم 8 : 31 ) .. يرغب أن يعيش الإنسان في محبته وخلاصه .. يغار عليهم من الشر .. السبي .. الأعداء .. وإن سمع بتأديبهم من أعداء فإنه ينتقم من هؤلاء الأعداء فيما بعد .. يغير على برهم وقداستهم فيرسل أنبياء ويرسل كلمته من أجل كل أحد .. غار على شعبه وقال لهم إحذروا من عادات الأمم .. والزواج من بنات الأمم .. لذلك نُدعى نحن شعبه – قطيعه – وغنم مرعاه .
الخادم الذي قلبه حسب قلب الله لا يستطيع أن يرى مخدومه بعيد عن الله .. يغار على مخدومه جداً .. فتجده يذهب ليفتقده ويصلي من أجله .. مثل بولس الرسول وهو يقول « من يعثُر وأنا لا ألتهب » ( 2كو 11 : 29 ) .. ثلاث سنوات يصلي بدموع من أجل الناس وهو يراهم في خطايا ويصمُت .. القلب الغيور هو قلب له مكافأة .. له كرامة في أعين الله .
ثالثاً ..قلبه رحيم :
ما أكثر كلام الله الذي رجع عنه .. لأنه رحيم .. رأينا أهل نينوى عندما اعترفوا بأنهم أخطأوا .. نجده رحيم معهم جداً وعفى عنهم .. الله يفتح باب الرحمة للكل .. ورأينا في قصة سدوم وعمورة أرسل لهم لوط يعلِّمهم ويوبخهم ويعطيهم آية لكنهم لم يسمعوا .
ورأينا أيام نوح البار ظلَّ يبني الفلك " 100 " سنة قبل إرسال الطوفان حتى يعطي فرصة أخيرة للجميع وعندما أنهى نوح بُناء الفلك طلب الله منه أن يدخل هو وأولاده وزوجته ولا يُغلق الباب حتى يعطي فرصة لمن يرغب حتى النهاية .. إلى أن أنزل المطر والباب مازال مفتوح وبعدها أغلق الله الباب .
الخادم الذي قلبه حسب قلب الله تجده يكرز بمراحم الله أكثر مما يكرز بعقوبات الله .. ويفتح للغريب والقاسي أبواب المراحم .. تجد قلبه مملوء رحمة مثل رحمة الله .. ما أكثر ما قرأنا في الكتاب المقدس « فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه » ( خر 32 : 14) .. لأن الله جاء يكرز للمأسورين بالإطلاق وللمسبيين بالعتق .. يكرز بالرحمة .. جاء لا ليدين العالم بل ليُخلِّص العالم ( يو 3 : 17) .
يعطينا الله قلب بحسب قلب الله
ويعطينا خدمة تُرضيه وحب
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين