اهداف الانشطة فى الخدمة

” فإن كان وعظ ما في المسيح إن كانت تسلية ما للمحبة إن كانت شركة ما في الروح إن كانت أحشاء ورأفة فتمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفسٍ واحدةٍ مفتكرين شيئاً واحداً .. لا شيئاً بتحزبٍ أو بعجبٍ بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم .. لا تنظروا كل واحدٍ إلى ما هو لنفسهِ بل كل واحدٍ إلى ما هو لآخرين أيضاً “ ( في 2 : 1 – 4 ) .
نقول أن هدف الخدمة الفضيلة .. هدفها المسيح .. إن النشاط مُكمل للخدمة .. والخدمة يلزمها نشاط .. لذلك لابد أن يكون هناك اتفاق بين الخدمة والنشاط والإثنين يقودهم الروح ومعرفة المسيح .. جميل أن نعمل أنشطة كثيرة ولكن يجب أن يكون لها أهداف .. لأن ما أسهل أن ينحرف هدف الأنشطة .. ربما هدف الخدمة محدد لكن في الأنشطة ممكن الخادم نفسه ينحرف عن الهدف .. ينبغي أن نعرف أن النشاط يوصَّل للمسيح ويُنمي الفضيلة ويُثبت في الكنيسة .
هناك ستة أهداف رئيسية للأنشطة في الخدمة :
(1) الإرتباط بالكنيسة .
(2) ملء وقت الفراغ .
(3) تنمية شخصية المخدوم .
(4) وسيلة تسليم إيمان وفضائل .
(5) وسيلة لنمو حياة الشركة .
(6) أن ترتبط بالأساسيات .
أولاً : الإرتباط بالكنيسة :
الكنيسة تخدم الشخص ككيان فيجب أن تقدم له كل ما يُشبع كيانه ليس الروحي فقط بل مواهبه وميوله ووقته .. ربنا يسوع عندما رأى الناس جائعة قال لهم أعطوهم ليأكلوا ( لو 9 : 13) .. أشبع الإحتياجات النفسية فكان يزور الناس في البيت .. ووجدناه يحضر مناسبات .. إذاً يسوع يُشارك الناس حياتها .
أن تقدم الكنيسة للمخدوم ما يحبه .. حتى لا يبعُد وتجذبه أمور أخرى .. سواء ما يُحبه مسرح .. موسيقى .. موهبة .. نقدم كل هذا داخل الكنيسة ليرتبط بها .. تنمي عنده موهبته عن طريق تقديسها .. وهذا الكلام لا يمكن أن يجده إلا في الكنيسة .. ممكن المجتمع يقدم نمو للمهارات بطريقة أفضل منا بكثير ولكن بلا تقديس .. يحتاج المخدوم إلى ثلاث تعبيرات يحتاجهم الشخص داخل الكنيسة .. الأب البديل .. الأسرة البديلة .. المجتمع البديل .. الأب البديل هو أنت كخادم .. والأسرة البديلة وهم أصحابه .. المجتمع البديل هو الكنيسة التي يعيش فيها .. عندما يخرج الابن إلى الخارج فليس من السهل أن يجد نفسه فإن كل شخص يحتاج أن يُخدم ككيان متكامل .
ثانياً : ملء وقت الفراغ :
معروف جداً أن الفراغ يستثمره العدو ويلهو به كما يريد هو وعليك أن تجعل يومك مشغول حتى لا تجذبك أمور كثيرة مُضادة .. أكثر الأشياء التي تدمر الإنسان هي الفراغ .. من ينحرف السبب في ذلك أن هدفه ضاع والخطايا سهلة .. أجمل شئ عندما تجد المخدوم وقته ملئ لدرجة إنه ليس لديهِ أي وقت من كثرة الأنشطة في الكنيسة .. حتى لو كان غير موجود أمامك أعطيه ما يقوم بعمله أو يحفظه أو يبحث عنه .. وتُعلمه أن يتعامل مع الوقت بكرامة .. فإن هناك ظاهرة أصبحت سمة من سمات المجتمع هي السهر كثيراً والإستيقاظ متأخراً .. الوقت بلا فائدة .
ثالثاً : تنمية شخصية المخدوم :
بما أنك الأب البديل والأسرة البديلة والمجتمع أيضاً فمسئوليتك تجاه المخدوم أن تُنمي شخصيته .. تكتشف المنطوي والخجول والكذاب والشتام والأناني .. كل هذا تكتشفه في الأنشطة وتعالجه من خلال النشاط .. وعليك أيضاً إكتشاف الإيجابيات وتتعامل من خلال موضوع أو موقف أيضاً تعطيه ثقة في نفسه وتشجعه على الإيجابيات في المجتمع الذي يتشكل فيه حالياً .. ومن خلال النشاط ضع عينك على البذرة التي تتشكل وعلى نموها .. تكتشف عيوبه ومميزاته وتعلمه كيف يقبل نفسه ويقبل الآخر .. وتعلمه بعض سلوكيات الحياة .. إنك تأتي لكي ترتقي بالمخدوم نفسياً وروحياً وجسدياً وتربوياً .
رابعاً : وسيلة تسليم إيمان وفضائل :
تقديم موضوعات إيمانية في بداية النشاط .. فتقدم موضوع عقيدي أو طقسي أو سيرة قديس أو قصة .. فهذا تسليم لإيمانيات وفضائل .. عليك أن تعرفه إيمانه عن طريق المناقشة .. الحوار .. قصة .. إن أجمل الأوقات التي يقضيها المخدوم مع الخادم في وقت النشاط أثناء تسليمه الفضائل والإيمانيات .. النشاط صورة للخادم والكنيسة .تسليم الفضائل من الحكمة في التصرف .. الإتضاع الحقيقي .. اللسان المنضبط .. الإنفعالات السوية .. الكرامة لكل إنسان .. محبة لكل قلب طاهر بشدة .. البذل والتضحية .
خامساً : وسيلة لنمو حياة الشركة :
الإرتباط .. الوحدة .. والأسرة والكنيسة الواحدة .. جميل ما يُقال في سفر الأعمال ” كانوا معاً “ ( أع 2 : 44 ) .. ” وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة “ ( أع 4 : 32 ) .. هدف النشاط أن تنمي انتماء المخدوم للمجموعة وبعدها تنمي انتماء خاص ثم عام حتى يشعر أن له كيان .نمو روح الشركة أن يشعروا ببعض .. تحبهم ويحبوك ويحسوا ببعض .. أعطيهم نموذج للتضحية والبذل أفضل من ألف كلمة عن البذل والتضحية .. ولكي يتم هذا يجب أن يكون عند الخادم كل هذه الصفات لكي يستطيع أن ينقلها إلى المخدوم من البذل والتضحية والروح الواحدة وحب لحياة الشركة حتى تذوب الشلالية أي الإنتماءات أو العصبية من خلال النشاط .أيضاً يكون هناك روح شركة بين أبناء الكنيسة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا حتى ينمو عندهم أننا أعضاء الجسد الواحد .. أي جسد المسيح .. كل هذا يحتاج منك سلوك وتعليم .
سادساً : الإرتباط بالأساسيات :
في النشاط يقضي وقت كبير والتدريب في الألعاب والتدريس للمهرجان ولكن ليس كل هذا على حساب القداس مثلاً أو العشية والصلاة والحياة الروحية لأن كل هذا يوصل للحياة مع الله .. القداس أساس أي نشاط .. صلاة الأجبية أيضاً .. فإن النشاط يخدم الحياة الكنسية وعلى حسب تعوده على حسب ما هو يسلك .ربنا يستخدم أوقاتكم لنمو أولادنا في الكنيسة المقدسة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين