اربع محطات لابد ان يعبر بها الخادم

هناك أربع محطات متداخلين لابد أن يعبر بها الإنسان وهم :0
1. معرفة المسيح .
2. التوبة للمسيح .
3. التلذذ بالمسيح .
4. خدمة المسيح .
1. معرفة المسيح :
معلمنا بولس الرسول يقول « أسعى لعلي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع » ( في 3 : 12 ) .. العلاقة الشخصية بيسوع المسيح هي علاقة حب .. عِشرة .. وأن أعرف أن لي مكانة عنده .. علاقة تعتمد على الخصوصية .. فما أجمل قول معلمنا بولس الرسول عندما يقول « الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي » ( غل 2 : 20 ) .. والقديس يوحنا فم الذهب يقول « لو لم يوجد في العالم غيري لأتى ابن الله من أجلي » .. إن الله أحبنا بلا سبب كما يقول بولس الرسول .
إن معرفة المسيح لها أنواع :0
أ/ معرفة عقلية .
ب/ معرفة قلبية .
ج/ إختبارية .
وأجمل أنواع المعرفة هي المعرفة الإختبارية .. أي التي نتجت من عشرة بينه وبينك .. إعرف طبعه وصفاته .. والإنجيل خير وسيلة للتعرف عليه .. هذه العلاقة الشخصية تأتي في المخدع .. في الخفاء .. في التأمل والصلاة .. في الإنجيل .
2. التوبة :
إن جهلنا بمعرفتنا بربنا وجهلنا بمحبته هو علة جميع شرورنا .. ما أجمل التوبة التي تأتي نتيجة حب ومعرفة .. محطة مهمة على الخادم أن يقف فيها لكي يعيش التوبة كل أيام حياته .. أجمل تعريف عن الخادم الحقيقي هو تائب يقود تائبين .
حذاري أن تكون التوبة توبة شكل وليست توبة معرفة وحب .. وأن تكون مجرد اعتذار للذي أخطأت في حقه !! إن المحرك الأمين للتوبة هي محبة الله فجاهد طول حياتك لكي تعيش التوبة .
3. التلذذ بالمسيح :
أن تشعر أن العلاقة معه مُبهجة ولذيذة .. يشعر بفرح في المزمور والإنجيل .. القداس .. لذة .. كل الذين اختبروه وجدوا أن حلقه حلاوة وكله مُشتهيات ( نش 5 : 16) .. مثل حزقيال النبي الذي أخذ كلمة فقال « صارت في فمي كالعسل حلاوةً » ( حز 3 : 3 ) .
نقرأ عن الأنبا بيشوي أنه كان يعطي أحد تلاميذه أسفار معينة للقراءة وعندما نام أحد التلاميذ وهو يقرأ في سفر دانيال النبي جاء دانيال النبي للأنبا بيشوي وقال له أن يُوقظ تلميذه لأنه متعطل بسبب أنه نام وهو يقرأ السفر الخاص به .
ما أجمل التلذذ الذي كان يشعر به الآباء القديسين وهم يقرأون في الأسفار ولا يستطيعون التوقف عن القراءة إلا عندما ينتهي السفر .
محبة عميقة لمن غفر خطيتي .. أتلذذ في محبته .. ما أجمل قول القديس فليكسينوس « أنت قد جرحت نفسي أيها الحبيب وأنا لا أقوى على ضبط لهيبك لذلك سأجري مُسبحاً إياك » .
الله لذيذ ومُشبع .. ضامن ومحتوي .. وإذا رأيت في سفر النشيد عن التلذذ فيقول « حبك أطيب من الخمر ..... لذلك أحبتك العذارى » ( نش 1 : 2 – 3 ) .. حب بعذروية نفس لا تريد أن تعرف إلاَّ هو .
4. خدمة المسيح :
عندما تجده جدير بالمحبة ويقبل التوبة وجدته لذيذ .. ستجد نفسك تدعو كل إنسان أن يأتي إليه .. لذلك وجدنا بولس الرسول في رسالته لرومية يقول « إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع » ( رو 9 : 2 ) .. ثم يقول « كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد » ( رو 9 : 3 ) .. غيرة على الجميع ويرغب أن الكل يعرفه فهذا هو إحساس الخدمة .. وجدنا أيضاً موسى النبي قديماً يقول لله « إن غفرت خطيتهم وإلاَّ فامحني من كتابك الذي كتبت » ( خر 32 : 32 ) .. غيرة على الشعب وحب ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين