الحياة المكرسة

Large image

1. معنى التكريس .
2. الحياة المُكرسة .
3. التكريس والأبدية .
أولاً .. معنى التكريس :
أي التخصيص لله .. قديماً كان الفرد وهو يَعِد الغنم وعندما يأتي إلى العدد " 10 " فيكرسها لربنا .. أي تُقدم لربنا ذبيحة أي عشور الإنسان .. أحب الله في العهد القديم يكون له في كل بيت واحد مِلْكه ( البكر ) .. وبعدها كرَّس الله سبط كامل له .. وهو سبط لاوي ويُقال عنه أنه عملاً لا يعمل .. لا يزرع ولا يجني .. وإنما شغله كله للهيكل .
إذن فكرة التكريس عند الله من العهد القديم .. أما في العهد الجديد أراد الله أن يكرس كل الشعب .. وعلامة ذلك الميرون الذي تقدسنا به من خلال المسيح .. أي لا يوجد فرق بيننا وبين أواني المذبح .. إذن لا يليق أن تعملوا عمل آخر غير مجد المسيح .. ولا يكون لكم استخدام آخر غير استخدام المسيح .. فيجب أن تعملوا عمل المسيح .
إذن التكريس تخصيص .. فَرْز .. أن يحيا الإنسان لمجد المسيح .. لحساب المسيح .. لذلك الأمر مهم جداً لأنكم مُكرسون من الله وفي ملكيته وجنوده .
التكريس هو الحب الفائق لله .. حياتنا مثل قارورة الطيب التي انسكبت على قدمي المسيح .. لا يوجد عند الإنسان أغلى من حياته حتى يسكبها على قدمي يسوع لعله يقبلها .. أنا مِلْكَك يارب .. كل شئ .. قلبي وحواسي ومشاعري .. أفراح العالم لا تجذبنا .. ملذات العالم لا تأخذنا .
ثمرة الحياة الروحية أن يشعر الإنسان أنه مُكرس لله .. التكريس عبارة عن إنسان نسى نفسه من بهاء جمال الإنجذاب للمسيح .. لا ينشغل بأمور حياته وغير مُستعبد لحياته وعمله .. بل هو أراد أن يكون عبداً بإرادته للمسيح .

ثانياً .. الحياة المُكرسة :
الحياة المُكرسة هي مِلْك المسيح الذي اشتراها .. ولذلك يعيش المُكرس خاضع له .. « هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام » ( 2كو 5 : 15) .
المُكرس يُمثل حضور الله في وسط الشعب .. وهو يُعبِّر عن امتداد عمل الله في وسط الناس مثل الخروف العاشر .. والابن البكر .. اللاوي .. هو الشاهد لله .
المُكرس يُمثل الله أمام الناس .. ويُمثل الناس أمام الله .. أي يحمل أثقال الناس على كتفيهِ ويصلي من أجلهم .. إذن هو لا يحيا لنفسه ولإهتماماته .
المُكرس لا يبحث عن إرضاء كرامته أو ذاته .. وهو يرفع اسم مخلصه .. لا يتمسك بشئ .. يحيا الفقر والعفة والطاعة .
المُكرس يبذل حياته حتى أخر نقطة دم للآخرين .. الحياة المُكرسة هي النفوس التي تقدست لله وأعلنت ملكوته .
الحياة المُكرسة هي حياة للسماء وليست للأرض .. فهو نعمة وعطية .. ولذلك ثمرة للتكريس أن الإنسان يعيش بتول .. وإن كان الإنسان متزوج يعيش بفكر البتول وبالنقاوة .
التكريس هي حالة قلب أكثر منها حالة جسد .. التكريس هو جوهر أكثر منها شكلاً .. يعلمنا بستان الرهبان ويقول [ من السهل عليك أن تُضيف الغرباء .. لكن الأفضل لك أن تحيا أنت غريباً .. من السهل عليك أن تساعد الفقراء .. لكن الأفضل لك أن تحيا أنت فقيراً ] .
إن التكريس أن تتشبه بسيدك الذي افتقر من أجلنا وهو غني لكي يُغنينا بفقره المُكرس يعرف أن ليس له أين يسند رأسه .. فالعالم أصبح بيته والسماء هي سقف بيته الجميع مدعو لكي يعيش بقلب مُكرس للمسيح .. الحياة المُكرسة هي حياة ملائكية والمُكرس أحب أن تكون حياته مِلْك للمسيح .
ثالثاً .. التكريس والملكوت :
صعب الإنسان أن يعيش هكذا وهو يفكر في الأرض .. أما المُكرس الأرض في نظره صغيرة جداً والسماء كبيرة جداً .. إن التكريس هي حياة لا يغلبها الموت .. إذن هي حياة سمائية .. يشعر المُكرس بأن الأبدية بدأت معه من الأرض وتستمر معه في الأبدية .. هو لمحة من حياة الأبدية .الموت يهدد الإنسان وبقاؤه .. لذلك قدست الكنيسة الزواج لاستمرار الحياة على الأرض .. أما المُكرس فهو فهم أن الحياة في الأبدية وليست على الأرض .
دعامة التكريس هي الصلوات الدائمة والتسبيح الدائم والتشبه بالقديسين .. هي مذاقة للأبدية ونحن مازلنا على الأرض .ربنا يقبل حياتنا مُكرسة له ويقبل قلوبنا وعقولنا وأنفسنا وأوقاتنا على مذبح محبتنا لربنا ونطلب منه أن يقبلها ذبيحة مرضية مقبولة لديك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1512

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل