ملامح الخادم الارثوذكسى

من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى تيطس بركاته على جميعنا آمين .. « مُقدماً نفسك في كل شيءٍ قدوةً للأعمال الحسنة ومُقدماً في التعليم نقاوةً ووقاراً وإخلاصاً وكلاماً صحيحاً غير ملومٍ لكي يُخزى المُضاد إذ ليس له شيء ردئ يقوله عنكم » ( تي 2 : 7 – 8 ) .
الملامح العامة للخادم الأرثوذكسي :
1- روح شركة (أ) جماعي ، (ب) آبائي .
2- روح عبادة (أ) مُسبح ، (ب) طقسي .
3- روح عقيدة (أ) إتزان ، (ب) أسرار .
أولاً : روح الشركة :
(أ) جماعي :
من المعروف أن مؤسس الطائفة البروتستانتية هو مارتن لوثر .. أصلاً كان ينتمي إلى الطائفة الكاثوليكية .. تعرض لحدث في حياته فنذر نفسه للرهبنة .. عاش في نسك رهيب جداً .. ولكن ليس عن حب بل عن فرض وخوف .. ثم بدأت الخلافات والإنشقاقات فانفصل عنهم وأنشأ البروتستانت .. وصار لا يحترم الكهنوت .. وبدأ في تشكيل عقيدة إنعكاس لحالته الشخصية .. وبدأ في التقليل من قيمة الجهاد .. الأسرار لأنها مبنية على الكاهن وهو رافض للكهنوت عموماً .. فأصبحت سمة هذه الطائفة التي أسسها يغلب عليها الفردية .. أي يقرأ الكتاب المقدس بمفرده .. يعبُد الله بمفرده .. وهكذا الحال .
أما الأرثوذكسية هي حياة جماعية .. الصلاة جماعي والأصوام جماعية .. أي أن الخادم الأرثوذكسي جماعي ولا يميل إلى الإنعزال والفردية .. لا يميل إلى الهوى الشخصي .. المهم رأي المجموعة .. لأننا أعضاء في جسم واحد .. نحن جماعة في فهم الإيمان .. في تلاوة الإيمان .. نحن جماعة .. كما علمنا يسوع المسيح ونحن نصلي نقول « أبانا الذي في السموات » لأننا لسنا بمفردنا أولاد الله بل الجميع إخوة لأب واحد .. لذلك نصلي على أساس أننا جميعاً إخوة مجتمعين للصلاة .
(ب) آبائي :
أي لا يترك أبداً تراثه .. ولا يغيَّر من القديم .. له مرجعية من الآباء القديسين السابقين الذين يُرشدونا ويعلمونا ما لا نستطيع فهمه حتى تكون الكنيسة فكر واحد .. ومعاني واحدة .. وليس كل فرد على حدى في فهم الآيات .. ولذلك يُقال « لا تنقل التخم القديم الذي وضعهُ آباؤك » ( أم 22 : 28 ) .. أي الحدود القديمة التي وُضِعت لأرض الميعاد وتقسيمها والمقصود هنا التعاليم والمواريث القديمة التي وضعوها القدماء القديسين .
الخادم الأرثوذكسي آبائي .. أي يُعلِّم بحسب أقوال الآباء القديسين .. أي هناك تأمين للأفكار .
ثانياً : روح العبادة :
(أ) مُسبَّح :
أي أن الخادم الأرثوذكسي يشهد له المذبح أكثر من ما يشهد له المنبر .. أي عنده روح كنسية والألحان الكنسية خاصة التي تتكرر بشكل كبير .. ومعرفة معاني الألحان .. على الخادم أن يحفظ لكي يقوم بدوره بعد ذلك في تحفيظ المخدومين .
إرتقي بمشاعرك من خلال الألحان .. لأن الألحان الأرثوذكسية تعطي رصانة لحافظها .. وحافظها لا يستطيع تقبُّل أي لحن غريب عن اللحن الأرثوذكسي الذي يُخاطب الروح وليس الجسد .
إجعل لسانك مُسبِّح دائماً .. لأن أجمل ما في التسابيح هي المعاني الروحية القوية .. فإن كل عقيدة الكنيسة مُصاغة في تسابيحها .
(ب) طقسي :
فاهم المناسبات والأعياد والأصوام .. ترتيب الكنيسة وأماكنها .. حامل الأيقونات .. أدوات المذبح .. دورة الكنيسة وروحها .. إن قل وجود الخادم الأرثوذكسي ( الطقسي ) من الكنيسة فنحن نشعر بالخطر .. تجد في الخادم الطقسي أنه يتذكر دائماً معاني القداس ويتحدث عنها .
ثالثاً : روح العقيدة :
(أ) إتزانه :
هو خادم مُتزن .. لا يميل إلى الإنفعال الشديد .. ولا يميل إلى الجمود والبرودة .. متزن في فهم المعاني واستيعابه للأمور .. منهجه العقيدي إنه يحتاج إلى جهاد مسنود بالنعمة وتؤمن بأن الجهاد بدون نعمة لا تنفع شئ .. والنعمة بدون جهاد لا تنفع شيئاً .
الخادم الأرثوذكسي عنده عقيدة معتدلة مُتزنة .. تعرف ما يُقال وما لا يُقال .. لا تعتمد على الإنفعال .. فنجد الشعب في صلاة القداس في ثبات وخشوع ورصانة دون أي انفعالات جسدية أو صراخات .
(ب) أسرار :
لا يوجد أي خادم أرثوذكسي يُحدثك عن التوبة دون أن يُحدثك عن الإعتراف .. ولا تجده يُحدثك عن طبيعة الحياة مع الله إلاَّ ويُكلمك عن المعمودية .. ولا تجده يُحدثك عن المغفرة دون أن يُحدثك عن الإفخارستيا .. إن تعليم الخادم الأرثوذكسي تعليم سرائري لأن به أسرار مخلوطة داخله لأن الأسرار ليست ابتكار أرثوذكسي نابع من اتفاق بعض آباء كهنة بعضهم البعض .. بل هي موضوعات تسلمناها من الرب يسوع عن طريق الآباء الرسل القديسين .. وهذا تجده في الإنجيل عندما قال لهم الرب يسوع مثلاً « كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء .. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء » ( مت 18 : 18) .. إشارة للإعتراف .تقول الكنيسة للخادم أنه أمين على وديعة .. وعليك أن تتمسك أن تكون مُتزن .. وطقسي .. جماعي .. مُحب لتعاليم الآباء القديسين .. مُسبِّح .. وأن تكون سرائري ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين